عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12 - 9 - 2018, 04:38 AM
سجات التهاويل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 عضويتي » 5295
 جيت فيذا » 4 - 4 - 2013
 آخر حضور » 13 - 3 - 2020 (06:41 PM)
 فترةالاقامة » 4011يوم
 المستوى » $98 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 10.14
مواضيعي » 6846
الردود » 33811
عددمشاركاتي » 40,657
نقاطي التقييم » 1241
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 2
الاعجابات المرسلة » 61
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
 التقييم » سجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud of
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل sprite
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةfnoun
ناديك المفضل  » ناديك المفضلnaser
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور سجات التهاويل عرض مجموعات سجات التهاويل عرض أوسمة سجات التهاويل

عرض الملف الشخصي لـ سجات التهاويل إرسال رسالة زائر لـ سجات التهاويل جميع مواضيع سجات التهاويل

افتراضي وردتان وأشواك كفاح ام

ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



وردتان وأشواك.. كفاح أم

بنيتي.. ها قد جرت بنا الأيام.. أكملت أعوامًا خمسة مرت بحلوها ومرها، ولطالما فكرت أن أكتب لك هذه الكلمات رغم أني أعلم أنك لا تعرفين القراءة بعد، ولكن سيأتي اليوم الذي تكون فيه هذه الذكريات صفحات من الذاكرة، فأحسست أن من واجبي أن أطلعك عليها لا، أعرف ماذا أقول وماذا أكتب؟ وأنا أحس أن السطور سلاسل تقيد قلبي وأغلال تثقل كاهلي، سنوات خمس مرت مليئة بالورد العطر والشوك الدامي، ولكن لا بد لك أن تعرفي قصة أمك وأبيك وصراعهما من أجلك.. إليك يا ابنتي قصة "وردتان وأشواك".
ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي قالت لي فيه الطبيبة الكشميرية:
مبروووك.. أشهر معدودة وسيكون بين يديك مولود في لون الزهر، وعينين بلون ريش الطاووس . وكنت أسعد إنسانة وأنا أعد الأيام والليالي إلى أن يأتي مولودي..
ولم يكن يعكر علي صفو سعادتي بالحمل إلا إحساسي أن الطفل قد تأخر في الحركة، فلم تتحركي يا ابنتي إلى أن صرت في الشهر السادس، وكنت أطمئن نفسي وأقول لعلَّ ذلك يعني طفلاً هادئًا بإذن الله ودعوت الله تعالى: اللهم إني أسألك حملاً سهلاً، وولادة سهلة، وتربية سهلة..

ومرت الأشهر محملة بالآمال والأحلام والأمنيات.. كنت أنظر إلى نفسي وأقول لزوجي: لقد بدأ طفلنا يعبر عن نفسه، وقد شغل حيزًا في أحشائي..
كنت كثيرًا ما أكلمك وأنت في رحمي كما لو كنت شخصًا ماثلاً أمام عيني يسمع ويجيب، كنت أشاركك أفراحي وأحزاني.. كنت أشتكي إليك مرارة الغربة التي أعيشها.. فلقد تركت بلادي وأحبتي منذ زمن بعيد.. كنت أحلم باليوم الذي سأضمك فيه إلى صدري أرضعك اللبن والحنان، وأنظر الأمل في عينيك، والرجاء في قلبي المتلهف لطفل صالح بإذن الله تعالى..
وجاء اليوم المنتظر، وبكيت من الفرحة، وأسميتك اسمًا رائعًا يحمل الأمل والإشراق في غدك.. واتصلت بأمي أبشرها بالوردة التي يسَّر الله سبحانه ولادتها والتي سمعت أول ما سمعت كلمات التمجيد لله: الله أكبر.. الله أكبر..
ومرت الأيام وعلى ثقلها وصعوبتها في غربتي كنت سعيدة، فطالما أحببت الأطفال وعشقت ريحتهم، كنت أقول لوالدك في بداية زواجنا: أريد اثني عشر طفلاً، وكنت أرى الضحكة تتراقص في عينيه وأنا أقول له ذلك..
ومر عامان.. كنت خلالها أمًا لأول مرة بدون تجربة وبدون أم تنصحني أو خالة ترشدني، ولكن يسَّر الله تعالى أمري، وكنت أبذل ما بوسعي لأطبق ما أقرأه في كتب علم النفس وكتب تربية الطفل.
كان يشغلني هم في قلبي وأنا أرى ابنتي تكبر عمرًا، ولكن لا تتطور كأقرانها.. وما زلت أذكر ذلك الشجار الذي صار بيني وبين مديرة الروضة التي كنت تذهبين إليها، كنت أقول لها:
أريد أن أنقل ابنتي إلى غرفة الأطفال الذين في عمرها، فكانت تقول لي بطريقة مؤدبة وباردة: لكن ابنتك لم تمشِ بعد، وتلك الغرفة تحوي الأطفال الذين تمكنوا من المشي بمهارة..
وأذكر أن دمعة طفرت من مقلتي وأنا أحاول أن أتماسك وأتشجع أمام كلماتها..

وهل تعرفين يا مهجة قلبي.. عندما مشيت طارت الطيور مغردة في قلبي.. مشيت أول مرة من بين أقدامي إلى والدك الذي كان ينتظرك فاتحًا ذراعيه.. يا الله مشت وردتي، ومع مشيتها غسلت كثيرًا من أحزاني وهمومي.. ولكن.. لم تكن قدراتك العضلية هي كل همي.. كان كل شيء يبعث على الخوف..
الكلمات القلائل التي تحصلت عليها بلسان مكسر: ماما وبابا وباب ودب ولعبة وآيس كريم.. فقدتها بغمضة عين دون مقدمات ودون أسباب.. ولكن بعد شهور عدة اكتسبتها من جديد وحمدت الله.
ربما صوت أمي وهو يأتيني عبر الأثير على حق، ربما هي الغربة وتعدد الألسنة من حولك.. هناك كثير من الأمور التي ما زالت عالقة في ذهني، ذكريات طرية لم تيبسها السنين.. من أفراح ممزوجة بالدموع، وأوراد برية مليئة بالأشواك.. من أناس لا يتفهمون معاناتي، ويكتفون بمص شفاههم وتوزيع نصائح باردة..
ولكن كان هناك أمل في قلبي أن كل الأمر هو مجرد حلم أو كابوس وسأصحو منه خلال فترة من الزمن.. وحاولت أن أنسى..
وجاء مولودي الثاني.. ابنتي الثانية التي طالما دعوت رب العباد ألا يبتليني فيها كما ابتلاني في الأولى، ومنذ اليوم الأول علمت أن أمنيتي لم تتحقق. لقد كانت أختك تبكي الساعات الطوال، وقد تستمر بالبكاء لمدة ثلاث ساعات متواصلة من غير أن يفيد الرفع والهز.. والأطباء يقولون لي:
لا تقلقي مغص وسيزول.. ما أشد حمقهم.. ألم يروا أنها كانت ترفض حضني وتتشنج كلما ألقمتها صدري.. ألم يروا أنها لم تكن لتنظر في عيني.. ألم يروا أنها كانت طفلة لا ككل الأطفال.. كانت أحاجي وألغاز لم يكن لنا أن نفك طلاسمها في تلك الفترة.

ولكن.. بعد أن مرت السنوات الأربع من عمرك الميمون كان لا بد لنا أن نتحرك، كان لا بد أن نجد الإجابة لأسئلتنا: لماذا لا تتكلم ابنتنا إلا بالمفردات؟ ولماذا تسحبني من يدي وتشير إلى شيء ما كلما أرادت شيئًا؟ ولماذا ترتمي أرضًا كلما رأت ظلّ إنسان؟ لماذا الخوف من المجتمع والرعب من الأطفال؟.. لماذا تضحك وتبكي من غير سبب معلوم؟.. ولماذا تحرك أيديها وتهز رأسها في حركات سخيفة بليدة لا معنى لها؟.. لماذا؟ ولماذا؟...
وأخيرًا.. جاءنا الجواب على كل سؤال طرحنا، جاءنا خنجر قتل كل أحلامنا: إنه مرض التوحد!!
كيف يحصل هذا؟ ولماذا؟ وماذا أفعل؟ وما المخرج وكابوس التوحد يلازم الطفل طوال حياته؟ هذا الوحش الكريه الذي جاء وأخذ ابنتيّ من أحضاني، ولفني بوشاح أسود مليء بالخوف، والرعب، والحزن، واليأس.
كيف أنظر إلى المستقبل والتوحد قد أمسك بابنتي الأولى ثم الثانية؟!.. كيف أبتسم والأسى قد شلَّ عروقي؟!.. كيف أحلم من جديد والأمل قد خرج من قلبي وإلى الأبد؟ دموع سكبتها وما زلت أسكبها حتى اليوم، وأنا أطفئ شمعاتك الخمسة.. فأنت لا تعرفين إطفاء الشموع!!
ضحكات مجنونة تتراقص على شفتي وأنا أذكر الأمنية التي كنت أرددها: أريد اثني عشر طفلاً..
بنيتي.. لا تحزني مما قد جرى ويجري فالأقدار بيد الله عز وجل يفعل ما يشاء، ولا تبكي فأنت هدية من الرحمن ملأت حياتي بالأفراح، وإن كان فيها الكثير من الهموم، وهل الحياة إلا دمعة وابتسامة؟! فالورد ذو الشوك يهذب ويشذب.. والدموع لآلئ تزين طريقي.. رغم الشوك لن أتوقف عن الحلم.. لن يوقفني أحد.. فحلمي في قلبي وقلبي بين إصبعي الرحمن يقلبه كيفما يشاء.



الموضوع الأصلي :‎ وردتان و شواك كفاح ام || الكاتب : سجات التهاويل || المصدر : شبكة همس الشوق

 





رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .