شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس السيرة النبوية (https://www.hamsalshok.com/vb/f280)
-   -   واحة الخلق العظيم فصل 1 مبحث 2 فظن نا قد اشتقنااه (https://www.hamsalshok.com/vb/t79153.html)

سلوان 10 - 2 - 2018 09:12 PM

واحة الخلق العظيم فصل 1 مبحث 2 فظن أنا قد اشتقنااه
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه , ونؤمن به ونتوكل عليه إنه من يهديه الله فهو المهتدِ ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ونصلي ونسلم على إمام المتقين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين عليه من الله أزكى صلاة وأتم تسليم وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين

أما بعد ..
مرحباً بكم إخوتي الكرام وأحبتي في الله
ها هو لقاؤنا مع تلك السلسلة القيمة " واحة الخُلق العظيم " يتجدد واليوم بإذن الله موعدنا مع المبحث الثاني " فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا " من الفصل الأول من رحمته صلى الله عليه وسلم بالرجال ؛ فهيا بنا نتابع أحداث ذلك المبحث لنتعلم من رحمته صلى الله عليه وسلم خُلُقاً جديداً

بسم الله نبدأ وعلى الله ربنا نتوكل


https://lh4.googleusercontent.com/-R...0/2014%2B-%2B1

المبحث الثاني
( فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا ... وكان رفيقاً رحيماً )


إن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يبني النفوس ، ويرتقي بالروح ؛ ليطوف بها في آفاق الجنة ، لم يهمل متطلبات الجسد المادي ، وحاجته الغريزية بل أقرها ، ثم هذبها ، وارتقي بها إلي أعلي مراتب الإنسانية الطاهرة النظيفة وكان صلي الله عليه وسلم أحرص ما يكون علي سكن النفوس ، ودفء المشاعر ،وصحة الأبدان ، وليحيا الفرد حياة كريمة ، أُسُسُها العفاف ، والسمو ، والترفع

http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

وليظل المجتمع نظيفا طاهراً آمناً .. ورغم اهتمام رسول الله صلي الله عليه وسلم بتربية جميع فئات المجتمع إلا أن اهتمامه بالشباب كان أوفر ، لِمَا لدي الشباب من الطاقات والطموحات ، وكان اهتمامه صلي الله عليه وسلم بتهذيب رغبات الشباب آكد ، ذلك أن رغباته أكثر إلحاحا ، وشهواته أسرع إستثارة وجلده في البُعد عن الزوج والولد سرعان ما تذيبه حرارة الشوق إليهم وشدة الحاجة إلي دفء البيت ، وبسمة الوليد ، وعبق الأسرة
ومعنا الآن قطرة ندي من فيض رحمته صلي الله عليه وسلم ترسم لنا ملمحاً رائعاً من اهتمامه صلي الله عليه وسلم بالشباب ورحمته بهم ،


http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

عن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال : أتينا
رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن شببه متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة
فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا ، وسألنا عمن تركنا من أهلنا ، فأخبرناه ، وكان رفيقاً
رحيماً فقال : ارجعوا إلي أهليكم فعلموهم ، وصلوا كما رأيتموني أصلي ،
وإذا حضرت الصلاة ليُؤَذِّنَ لكم أحدكم ، ثم لِيَؤُمكم أكبركم

"

صحيح البخاري - باب رحمة الناس والبهائم ، كتاب الأدب


http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

باقة زهور عطرة ، في أوج التفتح والنضرة والعنفوان ، جاءت بكل حماساتها وطموحاتها ، وقد شقت بيداء الظلام ، وصولاً إلي فيض النور المنبثق في أفق طيبة المباركة (المدينة المنورة) ، وثار الشباب علي جاهليتهم وموروثاتهم الصدئة ، ومضوا إلي الحق تحدوهم الرغبة في الخلاص المنعقد بيد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، جاءوا طائعين راغبين آملين في سنا الحق ، لِيُزهِقوا به ضلال الباطل الذي عاشوا به حياة أقرب إلي الموات

http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

جاء شببة متقاربين ، آمالهم واحدة ، آلامهم متقاربة ، وإرادتهم صادقة في هدم كل ما هو جاهلي عفن ، وبِناء كل ما هو بَنَّاء فاضل ، تركوا الأهل والولد ، والتجارات والعَرضَ ، وجاءوا مؤمنين ، متعلمين مقتضيات الإيمان وأقاموا ينهلون من ينبوع الحكمة الذي لا ينضب ، ويستضيئون بنور الحق الذي لا يخبو ، ويُحَلِقُونَ في أثير النبوة الرباني ، عشرون ليلة كانت أجمل ما في حياتهم ، إذ عاشوا في رحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يرتوون من علمه ، ويتأدبون بأدبه ، ويستكثرون من خيره ، مغتبطة به قلوبهم سامية به أرواحهم ، غير أن شعوراً ما بدا مع الوقت يتسرب على استحياء قلوبهم ثم يرتسم علي صفحات أعينهم ، ثم يتواري خجلاً خلف أجفانهم ، فلا يكاد يحسه من يخالطهم ، لكن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أدرك ما يدور في سراديب مشاعرهم ، وإن توارت خلف جدهم .

http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

أقام الشبان عند رسول الله صلي الله عليه وسلم عشرين ليلة ، هي في قياس القلب المحب لحظة مضت أو تكاد ، غير أنها زمن طويل إذا قيست بميزان الغربة عن الأهل والشوق للقياهم ، أدرك رسول الله صلي الله عليه وسلم حقيقة الصراع بين رغبتهم في البقاء معه ، وقوة الحنين للأهل والديار ، وكان لابد أن يحسم ذلك الصراع بطريقة تجمع لهم منفعة البقاء والرحيل معاً ، فبادر بسؤالهم في ود بالغ ، وشفقة حانية عمن تركوا من خلفهم ، فتتابعوا يخبروه بشوق بالغ فبثوه لواعج صدورهم وشواغل عقولهم ؛ فكأني بأحدهم يخبر عن تركه لزوجه العروس ، وآخر يصفُ ضعف أمه وقلة صبرها علي فراقه ، وثالث يًخْبر عن طفله الذي ربما وُلِدَ الآن ، ورابع يذكر أباه المريض ومدي حاجته إليه وهكذا تتدافع الأخبار عن الأهل والديار في شوق ولهفة ،

http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

وكان صلي الله عليه وسلم رفيقاً رحيماً ، لهذا قال لهم : " ارجعوا " - غير راغب عنهم ، ولكن رحمة بهم وبمن خلفهم - عودوا راشدين ، تَحدُوكُم مشاعركم الفياضة نحو ذويكم ، وتُظلكم عناية الله ، ويحرصكم إيمانكم الغض الرطيب ، ولا تشغلكم أموالكم وأولادكم عن أمور دينكم ، بل أقيموا الدين في أهليكم و " صلوا كما رأيتموني أصلي " غير مبدلين ولا محدثين ، ها أنتم أيها السعداء قد أصبحتم أصحاب رسالة ، وحاملي دعوة الله بتكليف من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي أهليكم ، فخذوا الرسالة بحقها ، وقوموا عليها خير قيام ، واعلموا أن الصلاة لوقتها ، فارفعوا التكبير في ربوع بلادكم ، ثم لا تتعالوا بعلمكم علي أحد ، ولا تستأثروا بالفضل لأنفسكم ، واجمعوا الناس حولكم واهدوهم الخير الذي أهداكموه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، واحفظوا لكبيركم حق السنين عليكم .
( يا لها من وصية عظيمة )

http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

عاد الشبيبة إلي أهليهم راشدين موفقين ، جامعين لخيري الدنيا والآخرة
فصلي اللهم وسلم علي من أحاط الأسرة المسلمة برباط الله المقدس الذي لا تنفك عُراهُ أبداً ، بل تقوي في الله وتزداد


http://vb.tafsir.net/imgcache/2/1482alsh3er.imgcache

هنا أحبتي في الله أكون قد وصلت
وإياكم بفضل الله إلى نهاية هذا المبحث
لقاؤنا القادم بإذن الله
مع المبحث الثالث
وهو بعنوان
" ففيهما فجاهد "
وإلى أن يجمعني وإياكم اللقاء القادم إن شاء الله
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
:t: :t: :t: :t: :t:

:k1: أختكم : سلوان
:k1:

:2w:

تـــــــــــ بحمـــــــد (( الله)) وفضــــــله ـــــــــــم

همسة الشوق 10 - 2 - 2018 09:16 PM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

سلوان 10 - 2 - 2018 09:30 PM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
http://s56.radikal.ru/i154/1006/66/35cc03f56497.gif

شيخة الزين 8 - 4 - 2018 10:49 AM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 










طرح في قمة ـآإآلروؤوؤعة ..
آإآختيـآإآر رآإآق لي كثيرآإآ ..
تسلم لنآإآ ـآلانآإآمل ـآإآلذهبية على هيك طرح رآإآقي ..
عطآإآك ـآإآلرب ـآإآلف ع ـآإآفية ..
ودي وعبير وؤوؤردي


http://img-fotki.yandex.ru/get/5301/...855dab8b_L.jpg






اميره بكلمتي 12 - 5 - 2018 08:04 AM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
جزاك الله خيرا

سلوان 22 - 5 - 2018 06:31 AM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
http://montada.rasoulallah.net/uploa...1302725039.gif

نبض الخفوق 28 - 5 - 2018 08:17 PM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 

سلوان 3 - 6 - 2018 08:41 AM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
http://montada.rasoulallah.net/uploa...1302725039.gif

عزف منفرد 8 - 9 - 2018 03:36 AM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحور

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ 7 - 12 - 2018 01:06 AM

رد: واحة الخُلق العظيم فصل 1 مبحث 2 - فظن أنَّا قد اشتقنا أه
 
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين


الساعة الآن 07:51 AM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


الامتياز


SEO by vBSEO