:: الملكة باطلالتها المتواضعة ( الكاتب : همس الشوق )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الدلوع ( الكاتب : الــســاهر )       :: هاك المشاركات الغير مقروءه والتقييمات ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: منع تعديل البيانات للعضوية المشتركة من فضاء هوست ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: هاك تغيير اسم العضوية بتحكم كامل ( الكاتب : الملكة )       :: هاك افضل اجابة بدون تعديل قوالب ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: اظهار وصف الاقسام الفرعية عند المرور بالماوس عليها ( الكاتب : همس الشوق )       :: هاك رجل البريد تعريب ح,رقة قلب ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: مراجعة لبحث الحلم: لغز النفس البشرية ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: لاتضع حدود لنفسك تعيقك ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: سبق الأمثال الشعبية لفرويد فى نظرية الأحلام نتاج الرغبات اليومية ( الكاتب : الندى )       :: سلسلة مساجد العراق الجامع المرادية في بغداد ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الندى ( الكاتب : الندى )       :: كود نسيت كلمة السر في Navbar ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: مناقشة لمقال ألعاب مرعبة: هل هي حقيقة؟ ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: هوت تشوكليت مع إسبريسو ( الكاتب : الندى )       :: باذنجان مقلي مع ليمون وفلفل ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: كيكة التمر الصحية ( الكاتب : الندى )       :: المغالطات ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: روائع الشعر العراقي/جميل صدقي الزهاوي/جف روض المنى وشح الربيع ( الكاتب : تووفه الحربي )      

همس الشوق من شبكة همس الشوق : إدارة المنتدى ترحب بالعضو الجديد الدلوع شرفتنا بإنضمامك لنا ونتظر ان تسعدنا بمشاركاتك التي راح تكون محل تقديرنا واهتمامنا فأهلا وسهلا بك بين اخوانك

 

 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 

   

 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق


جديد المواضيع في شبكة همس الشوق
إضغط علي شارك اصدقائك او شاركى اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للخيمة الرمضانية



مدونة القران الكريم

همس للخيمة الرمضانية


مدونة القران الكريم

.. السلآمم عليكم ورحممةة الله وبركاته .. مساء عبق بـِ ذكر الله .. حبيت افتح هـ المدونة خآصة بـِ القرآن الكريم .. رآح تضم جميع

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية اختر رقمك المفضل واحصل على هديتك الصوتية
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 4 - 8 - 2014, 10:15 PM
بحـہة بكـى غير متواجد حالياً
 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 1.20
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عددمشاركاتي » 4,936
نقاطي التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
 التقييم » بحـہة بكـى will become famous soon enoughبحـہة بكـى will become famous soon enough
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

افتراضي مدونة القران الكريم

ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



..




السلآمم عليكم ورحممةة الله وبركاته ..
مساء عبق بـِ ذكر الله ..

حبيت افتح هـ المدونة خآصة بـِ القرآن الكريم ..
رآح تضم جميع مَ يخص القرآن ..
من مقآطع صوتيه او شرح لنصوص قرآنية او اعجآز قرآني ..

المجآل مفتوح للجميع ..




..



الموضوع الأصلي :‎ مدونة القران الكريم || الكاتب : بحـہة بكـى || المصدر : شبكة همس الشوق

 





رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

قديم 5 - 8 - 2014, 04:28 AM   #2



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



الاعجاز البلاغي في القران

الاعجاز هو اثبات عدم القدرة , او القصور عن فعل الشىء . وهو امر خارق للعادة , مقرون بالتحدى سالم عن المعارضة , غير مااعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية . فلا يمكن لاحد ان يعارض هذا الامر ولايستطيع ان بأتى بمثله . لقد نزل القران الكريم باللغة العربية لاثبات عظمة هذه اللغة وبلاغتها وقد اهتم المسلمون بوجه من اوجه اعجاز القران وهو لبلاغته حيث نزل بلسان ولغة العرب فى وقت كانوا فيه اصحاب الكلام وارباب القلم فوجدوا فيه مالا يستطيعون مجاراته . قال الدكتور اندرى رومان استاذ اللغويات العربية بكلية الاداب بجامعة اكس سان برفانس ( بحكم تخصصى فى اللغة العربية ومعرفتى الطويلة بها ومعاشرتى لها وتعمقى فى دراستها وتدريسها والاتصال بأهم مصادرها ومتابعتها ومعرفتى للغات الاخرى فان الانصاف العلمى يفرض على ان اقول فى بداية محاضرتى ان اللغة العربية هى اعظم لغة فى العالم لما امتازت به من ثراء واسع وتنوع رائع ومرونة كبيرة ومبادىء تطورية عظيمة وقاعدة علمية متقنة الى غير ذلك من الخصائص والمميزات التى تجعل اللغة العربية فى مقدمة اللغات العلمية بل انها اعظمها على الاطلاق ولا اقول لكم هذا بدافع المجاملة وانما هى الحقيقة العلمية المجردة وقد كتب لهذه اللغة الخلود والانتشار اذ اصبحت لغة الدين فحينما حل الدين حلت معه اللغة العربية )

انزل الله على نبيه القران الكريم , وهو نبى امى لايقرأ ولايكتب , فسمعه كل من قرأ وكتب , ومن قال الشعر اصحاب المعلقات والفصاحة والبلاغة , وادرك ان هذا الكلام ليس من صنع البشر , وليس بمقدور احد ان يأتى بمثله مهما اوتى من قوة الكلم . وقد دارت افتراضات كثيرة من مشركى العرب حول القران الكريم , افترضوا ان يكون احد من الناس علم النبى , فقالوا لقد علمه غلام رومى اعجمى يشتغل فى مكة (قينا ) يعنى حدادا , فرد عليهم القران ففند اقوالهم . قال تعالى (لسان الذى يلحدون اليه اعجمى وهذا لسان عربى مبين ) النحل 3-1 وهكذا فأنت ترى ان معجزة كل نبى كانت من جنس مابرع فيه قومه , فقد اشتهر موسى بالسحر وهو ليس بساحر , وكذلك اشتهر المسيح بالطب وشفاء المرضى واحياء الموتى , ولم يكن طبيبا , وكذلك كان النبى محمد اميا يتحدى كل متعلم وبارع فى الكلام , والشعراء , جاءهم بالقران واذهلوا , وعلموا ان مايقوله ليس من كلام البشر . قال محمد بن جرير الطبرى . ان الامى عند العرب هو الذى لايكتب نسبه امه , لان الكتاب كان من الرجال دون النساء , فنسب من لايكتب ولايخط من الرجال الى امه فى جهله بالكتابة دون ابيه , فقد قال النبى عن نفسه (انا امية لاتكتب ولاتحسب ). ويقول الرافعى (مااشبه القران الكريم فى تركيب اعجازه واعجاز تركيبه بصورة كلامية , من نظام هذا الكون الذى اكتنفه العلماء من كل جهة , وتعاوره من كل ناحية , واخلقوا جوانبه بحثا وتفتيشا , ثم هو بعد لايزال عندهم على كل ذلك خلقا جديدا وامرا بعيدا )ومن اهم اعجاز القران ذكرها العلماء بالتفصيل

(1) ايجازه . بحيث ترد المعانى الكثيرة فى كلمات قليلة ، مثل قوله تعالى (وقل ياارض ابلعى ماءك وياسماء اقلعى وغيض الماء وقضى الامر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين ) هود 44

(2) ومن اعجازه احتوائه على شتى العلوم لايحيط بها بشر فى ذلك العصر , وكان اثباتا ودليلا قويا على انه من عند الله المحيط بكل شىء علما .

(3) ومن اعجازه ماتضمنه من علم الغيب بأخبار المستقبل ومايكون ، كقوله لقريش (فأن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) البقرة 24 , او كقوله (سيهزم الجمع ويولون الدبر )القمر 45 , وكان ذلك فى يوم بدر , وكقوله تعالى (ان الى فرض عليك القران لرادك الى معاد ) القصص 85 . فأعاده الله الى مكة عام الفتح .

( 4) ومن اعجازه كما ذكرنا سابق هو بلاغته التى وصلت الى مرتبة لم يعهد لها مثيل , والمخالف لما عهد عليه العرب فى كلامهم وبلاغتهم المعهودة .

(5) ومن اعجازه عجز الامم جميعا عن معارضته . فقد ذهب البعض الى ان الله صرف العرب عن معارضة القران مع قدرتهم عليها , فكان هذا الصرف او المنع خارقا للعادة .
وقد اتفق البحاث من العرب والمستشرقين على ان القران فى درجة من البلاغة لم يعهد مثلها فى تركيب اللغة وتقصر عنها درجات البلاغة حتى انه حير عقول بلغاء العرب وفطاحل اللغة واثبت لهم ان القران كلام الله تأليفه العجيب واسلوبه الغريب وكمال ربط الايات كما ادهشهم سلامة التركيب وسلامة الترتيب فلا هو بالشعر ولا هو بالنثر وليس من جنس خطب الخطباء او شعر الشعراء ولا هو سحر ساحر وقد اهدى القران الى اللغة العربية لونا طريفا من الابداع لم يكن معروفا قبله الا وهو تكرار بعض الايات ومن ادلة اعجاز القران البلاغى انه فى اغلب المواضع يأتى بلفظ يسير يعبر عن معنى كبير فمثلا (ولكم فى القصاص حياة ) الفاظ يسيرة ذات معان كثيرة ببلاغة غير منتهية الحد. اثبت البحاث من المشتغلين با للغة العربية ان فى القران موسيقا يحس بها المستمع هذه الموسيقا تتمثل فى مقاطعة وفواصله ويقول المختصون ان زيادة حرف او حذف حرف فى بعض الفاظ القران انما يهدف الى المحافظة على الموسيقا ويحرص على النغم الصوتى. والقران معجزة الالهية كلما مر عليها الزمن ظهر للعالم مدى روعة مااشتمله عليه من الاعجاز وكما قلنا فهو فى الدرجة العالية من البلاغة التى لم يعهد مثلها عند العرب ، وتقاصرت عنها درجات بلاغتهم حتى تحيرت فيه عقول العرب ، وهم ارباب الفصاحة. ومن اعجازه ان قارئه لايسأمه وسامعه لايمجه بل تكراره يوجب زيادة محبته ، وانه سهل الحفظ على متعلميه . فقد يسره الله للحفظ ، ويحوى القران اصول الدين والدنيا ، وفيه علوم ظلت خافية حتى اوضح معناها العلم الحديث . وقد تنبأ بأخبار وحوادث كثيرة تحققت بعده . كما اتى بأخبار فى العصر الحديث صحة مااتى به.

ويكفى ان نورد بعض اراء علماء الغرب ومفكريه فى القران الكريم . يقول الدكتور الفرنسى موريس بوكاى ( ان القران افضل كتاب اخرجته العناية الازلية لبنى البشر ، وانه كتاب لاريب فيه ) ويقول هنرى دى كاسترى ( ان القران يستولى على الافكار ويخذ بمجامع القلوب ، ولقد نزل على محمد دليلا على صدق رسالته ) ويقول واشنطن ايروينج ( يحوى القران اسمى المبادىء واكثرها فائدة واخلاصا )ويقول جوتة ( ان تعاليم القران عملية ومطابقة للحاجات الفكرية ) ويستمر قائلا ( ان اسلوب القران فى فحواه وهدفه قوى كبير خصب ومتسامى فى كثير من الاحوال فهكذا فلا عجب ان يكون محل دهشة واعجاب الكثيرين . وان هذا الكتاب كلما قرأناه كلما انجذبنا اليه واثار دهشتنا وفى النهاية خلق فينا احتراما وتقديرا ) . ويقول ليون (حب القران جلالة ومجدا ان الاربعة عشرا قرنا التى مرت عليه لم تستطع ان تخفف ولو بعض الشىء من اسلوبه الذى لايزال غضا كأن عهده با لوجود امس )ويقول الكس لوازون ( خلف محمد للعالم كتابا هو اية البلاغة وسجل الاخلاق وهو كتاب مقدس وليس بين المسائل العلمية المكتشفة حديثا او المكتشفات الحديثة مسألة تتعارض مع الاسس الاسلامية فالانسجام تام بين تعاليم القران والقوانين الطبيعية )ويقول جيمس متشنر ( لعل القران هو اكثر الكتب التى تقرأ فى العالم وهو بكل تأكيد ايسرها حفظا واشدها اثرا فى الحياة اليومية لمن يؤمن به فليس طويلا كالعهد القديم وهو مكتوب بأسلوب رفيع اقرب الى الشعر منه الى النثر ومن مزاياه ان القلوب تخشع عند سماعه وتزداد ايمانا وسمووا واوزانه ومقاطعه كثيرا ماقورنت بدقات الطبول واصداء الطبيعة والاغانى المعروفة فى الجماعات القديمة.
ومن الملاحظ ان القران يتسم بطابع عملى فيما يتعلق با لمعاملات بين الناس وهذا التوفيق بين عبادة الاله الواحد وبين التعاليم العملية جعل القران كتابا فريدا ووحدة متماسكة ) . لقد حقق القران معجزة لاتستطيع اعظم المجاميع العلمية ان تقوم بها ذلك انه مكن للغة العربية فى الارض بحيث لوعاد احد اصحاب رسول الله الينا اليوم لكان ميسورا له ان يتفاهم تمام التفاهم مع المتعلمين من اهل اللغة العربية بل لما وجد صعوبة تذكر بالتخاطب مع الشعوب الناطقة بالضاد. وهذا عكس مايجده مثلا احد معاصرى رابيليه من اهل القرن الخامس عشر الذى هو اقرب الينا من عصر القران من الصعوبة فى مخاطبة العديد الاكبر من فرنسيين اليوم. وان لغة القران وان كانت تمت فى اصولها الى عصور بعيدة قديمة فهى مرنة طيعة تسع التعبير عن كل مايجد من المستكشفات والمخترعات الحديثة دون ان تفقد شيئا من رونقها وسلامتها. هذا ماذكره ايته دينيه فى كتابه (اشعة خاصة بنور الاسلام ) .لانريد هنا ان نطيل الكلام فى اقوال المفكرين والمستشريقن لان محاولة كهذا تحتاج الى مجلدات كثيرة والبحث عن مصادر متنوعة ليس من السهل الحصول عليها ودراستها واقتباس مانحتاجه منها.

ان القران بما اشتمل عليه من هذه المعجزات الكثيرة قد كتب له الخلود فلم يذهب بذهاب الايام ولم يمت بموت الرسول ومن هذا يظهر الفرق جليا بين معجزات محمد فى القران الكريم ومعجزات اخوانه الانبياء فمعجزات محمد فى القران فانها خالدة منذ نزول القران على محمد والى المستقبل حتى تتحقق باقى وعوده وتنباته اما معجزات سائر الرسل والانبياء فمحدودة العدد وقصيرة الامد ذهبت بذهاب زمانهم وماتت بموتهم ولكى نعلم حكمة الله البالغة فى نزول القران على محمد وباللغة العربية لكى يكون هو خاتمة الاديان والشرائع. وكان من اسرار الاعجاز فيه بلوغه من الفصاحة والبيان مبلغا يعجز الخلق اجمعين الاتيان بمثله . وكانت اللغة العربية دون غيرها من اللغات هى التى صيغت بها هذه المعجزة لان اللغة العربية حين مبعث الرسول كانت قد بلغت لدى العرب اوج عظمتها من الاعتناء بها والاعتزاز بها وبالنابغين بها فلما نزل القران لم يسع العربى المتمهر فى لغته الا ان يلقى السلاح من يده ويخضع لسلطان هذا التنزيل وبلاغته ويدين له ويؤمن به عن ادراك ووجدان بعد ان ذاق حلاوته ولمس اعجازه وما فيه من انسجام ووحدة ترابط واعترف العرب ان هذا الذكر الحكيم لايمكن ان يكون كلام مخلوق من البشر انما هو تنزيل من الله تعالى.ولقد نزل القران على امه العرب وهم مطبوعون على اللغة الفصحى منقطعون لاحيائها وترقيتها وكان العرب يقدسون لغتهم العربية وكانوا يقيمون المعارض العامة للتفاخر والتفاضل بفصح الكلام والشعر.. وكانت الفصاحة والبلاغة هى التى تسيطر على عقول خاصتهم وعامتهم فعلمهم وثقافتهم هى الشعر والخطابة حتى كهنتهم كانوا يستقطبون الناس بسجعهم الفصيح. فكانت ايته لهؤلاء القوم هى فصاحة القران الذى عجز عن الاتيان بمثله خطباؤهم وشعراؤهم وكهنتهم .

لقد كان العربى يصاب بذهول عندما يسمع القران ، ويشعر ان اسلوبه فوق امكانات البشر. وقد جاءت الايات القرانية مبسطة لعقول الناس فى ذلك العصر فامنوا بالقران الكريم انه من عند الله. وتقول الدكتورة لورا فاجليرى الاستاذة بمعهد الدراسات الشرقية بميلانو ( ومعجزة الاسلام الاولى هى القران الذى ينقل لنا اخبارا مقطوعا بصحتها فهو كتاب لايمكن تقليده ويعتبر جامعا شاملا واسلوبه اصلى ليس له مثال فى تاريخ الادب العربى كله فى الفترة السابقة على الاسلام ، ونرى اياته وقد تساوت فى بلاغتها حتى عندما نتحدث فى موضوعات كالاوامر والنواهى التى تؤثر عادة فى نغمة الصياغة اللغوية ) وثم تستمر قائلة ( ان العمق وحلاوة الاسلوب قيم لاتلتقى فى العادة ولكنها التقت فى القران الذى وجدت فيه كل الصيغ البلاغية مجالا لتطبيقها تطبيقا سليما. فكيف كان يمكن لهذا الكتاب الرائع ان يكون من عمل محمد العربى الامى )

هناك بعض العلمانيين والملحدين فى العصر الحاضر يقولون ان اعجاز القران للعرب لايدل على ان القران كلام الله بل هو كلام محمد نسبه الى ربه ليستمد قدسيته من هذا النسبة واعجازه جاء من ناحية ان محمدا كان الفرد الكامل فى بيانه بين قومه لذلك جاء قرانه الفرد الكامل ايضا بين ماجاء به قومه ولم يستطيعوا لهذا الاعتبار وحده ان يأتوا بمثله شأن الرجل الفذ بين اقرانه فى كل عصر ويقول الكاتب حسن حنفى فى كتابه (الاسلام والحداثة ) يظن الكثيرون ان كلام الله وكلام البشر نقيضان هذا وحى يوحى وهذا صنع بشرى والحقيقة غير ذلك فقد تداخل كلام البشر فى اصل الوحى (القران ) وهل الايمان يتحدد بقدر اثبات هذا التناقض ؟ نفى البشرية عن كلام الله ونفى الالهية عن كلام الانسان. ونحن نرد عليه قائلين: ان كل من اوتى حظا من حس البيان وذوق البلاغة وصناعة الكلام يفرق بين اسلوب القران واسلوب الحديث النبوى فرقا كبيرا يمثل الفرق بين مقدور الخالق ومقدور المخلوق.

فقد زعم المستشرق مايور ان اهل البدو كانوا كثيرين الاهتمام بتعلم البلاغة وطلاقة اللسان فلا يبعد ان النبى محمد (ص) مارس هذا الفن حتى نبغ فيه. فهذا يعطينا صورة عن موازين البحث عند هؤلاء المستشرقين فالمسألة عنده تقوم وببساطة على استنتاج وهمى وبدون وقائع علمية ثابتة من امر لم يقع فلا العرب كانوا يتعلمون البلاغة ولاكانت لها مدارس واساتذة يضعون قواعدها ولا النبى عرف عنه قبل النبوة فعل ذلك وليس هناك نص واحد يثبت صدق دعواه الظالة بل ان المؤكد ان الرسول لم ينقل عنه نثر او شعر قبل النبوة ونزول القران عليه. ولو كان لهذه الشبهة شىء من الوجاهه لكان اولى الناس ان يرفعوا اتهامهم بها هم اولئك العرب الخلصاء الذين خاطبهم القران فى عصرهم لانهم كانوا احرص على تعجيز محمد واسكاته لكنهم لم يفعلوا ذلك بسبب ادراكهم ويقينهم بظهور المميزات الفائقة بكلام الربوبية عن كلام النبوة لان القران الكريم دخل عليهم من اوسع الابواب وهو طريق الفصاحة والبلاغة العربية وتحداهم من الناحية التى نبغوا فيها العرب وهى صناعة الكلام. ومع ان هؤلاء الذين كانت لديهم القدرة على التعبير ببلاغة كبيرة كانوا كثيرين بين العرب فلم يستطع اى منهم انتاج شىء تمكن مقارنته بالقران لقد حاربوا الرسول بسواعدهم ولكنهم فشلوا تماما فى مبارعة روعة القران.

ولهذه الاسباب كلها لايمكن ان يكون القران من عمل رجل امى قضى كل حياته وسط مجتمع جاهلى.لنقرأ قصة الغرانيق التى تتهم النبى محمد انه ساير المشركين وزاد فى القران من عنده الى غير ذلك من الادعات . ولو كان القران مصدره محمد كما يدعى هؤلاء الملاحدة لامكن هؤلاء العرب البارزين فى البيان ان يعرفوا انه كلامه وهم فرسان ذلك الميدان وائمة الفصاحة والبيان وثم لو كان مصدره نفس محمد لكان من الفخر له ان ينسبه الى نفسه ولاْمكن ان يدعى به الالوهية فضلا عن النبوة ولكان مقدسا فى نظر الناس وهو اله اكثر من قداسته فى نظرهم وهو نبى. وثم ان مضامين القران ومعجزاته العلمية وانبائه الغيبية تبعد هذه الشبهه حول محمد فمن اين له هذا العلم الكامل وهو الرجل الامى الذى عاش فى اظلم عهود الجاهلية؟ هل اخذه من الراهب بحيرا ؟؟ ويقولون ايضا ان محمدا كان له ضربان من الكلام احدهما يعتنى به كل العناية بتهذيبه وتنميقه وتحضيره وذلك هو ماسماه بالقران ونسبه الى الله وثانيهما يرسله ارسالا غير منمق وغير معنى بتحضيره وتحريره وهو المسمى بالحديث النبوى. فهل كان محمد كاذبا على قومه وهو الذى اشتهر بينهم بانه الصادق الامين؟ لقد كان العرب انذاك اميين لايعرفون القراءة ولايحذقون الخط وترجع هذه الامية السائدة فيهم الى غلبة البداوة عليهم وبعدهم عن اسباب الحضارة وعدم اتصالهم بالمتحضرين انذاك الفرس والروم.

وقد نزل القران الكريم على الرسول والعرب فى حالة جهالة مطلقة . ففى تاريخ اليعقوبى (دخل الاسلام وليس فى قريش سوى سبعة عشر رجلا يكتبون وكان منهم جلة الصحابة وبضع نساء . وليس فى جميع اليمن من يقرأ ويكتب واهم علومهم الشعر كانوا يقيمونه مقام الحكمة وكثير العلم ) هكذا كانت حالة العرب قبل الاسلام ونزول القران وكانت الامية منتشرة بينهم جعلت المرء منهم لايعول الا على حافظته وذاكرته فيما يهمه حفظه وذكره فىالصدور. والعرب كانوا امة يضرب بها المثل فى الذكاء وقوة الحفظ وصفاء الطبع حتى كان الرجل منهم يحفظ مايسمعه لاول مرة مهما طال وكثر وان رؤوسهم كانت دواوين شعرهم وصدورهم كانت سجل انسابهم وكتاب وقائعهم وايامهم كل ذلك كان قبل الاسلام بعيدين عن الترف ولاانفاق جهد او وقت فى الكماليات وعندما نزل القران ببلاغته التى فاقت كل بيان واسكت كل معارض ومكابر وهذه البلاغة هى المعجزة من الله لنبيه محمد وتأيدا له.

وقد اخرس القران فى اشراقه وبراعته وجزالة الفاظه وسمو معانيه وهدايته كل متكبر فهذا القران كتاب الله ينطق علينا بالحق ويتحدى بأعجازه كافة الخلق. ان بوسع اى باحث موضوعى متحرر من العصبية وتيارات التقاليد والبيئة ان يرجع فيدرس حياة محمد قبل النبوة وبعدها وان يتعرف على القران من حيث صياغته اللفظية والمعانى التى تضمنها ليدرك بشكل قاطع ان القران ليس من تأليف محمد وكلامه لامن حيث الصياغة اللفظية ولامن حيث المضمون والمعانى ان نظرة سريعة الى ايات العتاب بل ايات التأنيب الشديدة الوجهه الى محمد فى القران تجعل افتراض كون القران من تاليف محمد ووضعه اضحوكة عابثة لايقبلها عقل فكيف اذا وقفت على تلك الايات الاخرى التى تخطىء محمد فى بعض اجتهاداته وترشده الى الصواب المخالف لرايه او التى تتحدث عن انباء تتعلق بماض سحيق ماكان يعلمها لاهو ولا قومه من قبل او التى تتناول قوانين علمية لم يكن الانسان العربى انذاك فى حالة تمكنه من معرفتها والاطلاع عليها.
الفرق بين اسلوب القران والحديث

فى الاسلام مصدران اساسيان هما القران الكريم ، والسنة النبوية يمثلان معا الالهام والخبرة والفكرة والحياة والتفكير والممارسة. والاسلام طريقة حياة اكثر منه طريقة تفكير وتشير جميع التفاسير القرانية الى انه بدون السنة النبوية اى بدون حياة النبى وسيرته واعماله يتعسر فهم القران فهما صحيحا. انه فقط من خلال فهمنا لحياة الرسول يعرض الاسلام نفسه كفلسفة عملية او خطة شاملة للحياة كلها.
فالقران الكريم هو التشريع الاول والدستور الجامع لخير الدنيا والاخرة والقانون المنظم لعلاقة الانسان بالله وعلاقته بالمجتمع الذى يعيش فيه ، ثم السنة هى الاصل الثانى للتشريع وهى شارحة للقران الكريم مفصلة لمجمله مبينة لمبهمه مظهر لاسراره ، حيث ارتبط كثير من كلام الله ورسوله فيها وحديثها عنها واجابتهما عليها ، وبذلك يتمكن الوحى الالهى والكلام النبوى فى شرح امور الدين ، حيث ان القران فى كثير من الاحيان يساير الحوادث والطوارىء فى حال وقوعها ، ويجيب السائلين على اسئلتهم او يفصل فى مشكلة قامت ويقضى على فتنة وقعت ، او يلفت القران انظار المسلمين الى تصحيح اغلاطهم التى وقعوا فيها . وقد اقترن القران بالاعجاز ، واقترنت بعض الاحاديث النبوية بأمور الدين وشرح معانيها ، واقترن بعضها بمعجزات خارقة ، وهناك احاديث كثيرة حول معجزات الرسول وتنبؤاته حول بعض الوقائع التى سوف تحدث بالمستقبل . كثير من الاحاديث النبوية الشريفة حيث يختلف اسلوبها من حيث البلاغة وجودته وروعته عن اسلوب القران الكريم ، وكل من له المام وذوق فى البيان العربى سيجد المدى البعيد بين اسلوبى القران والحديث ، وليؤمن عن صدق ووجدان بان اسلوب التنزيل اعلى واجل من اسلوب الاحاديث النبوية علوا خارقا للعادة ، خارجا عن محيط الطاقة البشرية

ولقد كان هؤلاء العرب يعرفون نبى الاسلام ، ويعرفون مقدرته الكلامية من قبل ان يوحى اليه ، لم يخطر ببال منصف منهم ان يقول ان هذا القران كلام محمد ، وذلك لما يرى من المفارقات الواضحة بين لغه القران ولغة الرسول . وان محمد لم يعرف فى نشأته بينهم بالخطابة ولا بالكتابة ولا بالشعر ، ولم يؤثر انه شاركهم فى معارضهم واسواقهم العامة التى كانوا يقيمونها للتسابق فى البيان والشعر ، بل كان زاهدا فى الظهور ميالا الى العزلة وكل ما اشتهر به قبل النبوة انه كان صادقا ولم يكذب امينا ولم يخن عالى الاخلاق كثير الحياء ومتواضع. فهل يعقل ان هذا الانسان الكامل يتورع عن الكذب على الناس فى حياه وشبابه ثم يجىء فى سن الشيخوخة فيكذب افظع الكذب على الله ؟..

وثم وجود هذه الحقائق العلمية الموجودة فى القران من المستحيل على الانسان ان يتوصل الى معرفتها الا بالاستعانة بالوسائل العلمية الحديثة ، مع معرفة مسبقة لركام من الحقائق الاولية التى يستحيل معرفتها بدونها. وعندما ياتى انسان امى من امة امية ، وقبل اربعة عشر قرنا وهم لايملكون من الوسائل العلمية اى شىء ، ولايعرفون الحقائق الاولية التى يجب الاستناد عليها لادراك المواضيع التى جاء بها. عندما ياتى هذا الانسان ويورد هذه الحقائق فان اى عاقل فى الوجود لايستطيع ان يفرد هذا الامر الا الى قوى خارقة تعلو على الامكانيات البشرية ولن نجد لها اى تفسير الا انها وحى من لدن عليم خبير.

وان هذا الايات انما هى معجزات اعطاها الله رسوله لتكون برهانا على ان ماجاء به هو الحق. اذا لو كانت من عنده لاتى بما يتفق مع معتقدات الناس من حوله او لاتى بشىء لايخرج عن الاطار الفكرى لذلك العصر فهل كان فى زمن الرسول وقبله وبعده احد عنده ذلك العلم؟ كلا انهم كانوا يجهلون كل هذه الاشياء الا بعض فرضيات يشوبها الكثير من الخرافة. والبيئة التى كان يعيش فيها العرب قبل الاسلام صحراء جرداء قليلة المياة وان مثل هذه البيئة تجعل الشعوب التى تعيش فيها بمعزل عن ركب الحضارة فهل يمكن ان ينتشر العلم فى بيئة هذه ظروفها الطبيعية فكيف يستوعبون العرب العلم وقد غلبت عليهم البداوة والتنقل من مكان الى اخر. وهكذا لم يكن للعرب فى الجاهلية اى اثر للعلم عندهم بل كان الجهل فاشيا فيهم والامية منتشرة وكانت الخرافات والاساطير منتشرة بينهم واكثر كتب التاريخ تروى لنا هذه الاساطير التى كانت منتشرة بين العرب. ويقول البلاذرى فى كتابه فتوح البلدان فيقول ( ان الاسلام دخل وفى قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب ) فكيف اذن ينتشر العلم فى مثل هذه البيئة؟ فكيف يكون للعرب فى الجاهلية نهضة علمية وهم لايعرفون القراءة ولا الكتابة ؟ قال الله فى محكم كتابه (هو الذى بعث فى الاميين رسولا منهم يتلو عليهم ايته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وان كانوا من قبل لفى ضلل مبين )

لقد امتزج القران بالبلاغة والفصاحة والعلوم الكونية وقد فسر القران وبسط المعارف الكونية لمسايرة افكار الناس البسيطة تفسيرا بسيطا يشبع حاجاتهم من الثقافة العلمية فى ذلك العصر الذى انزل فيه القران الكريم. وقد ادرك الناس فى مايحتويه القران من اعجاز علمى لم يكن مكشوفا لهم سابقا من ناحية مايحويه او يرمز اليه من علوم الكون والاجتماع وهذه العلوم الكونية التى جاء بها القران كشف للناس بأن ليس هناك عداوة بين العلم والدين منذ ان انزل القران على النبى وكان هدف القران مستقبلا هو استمالة غير المسلمين الى الاسلام من هذا الطريق العلمى الذى يخضعون له دون سواه فى هذه الايام.

وهذه الايات العلمية التى تكتشف الان فى القران وتتحقق على ارض الواقع تثبت على انه كلام الله سبحانه وتعالى والايمان به لانه كتاب الساعة ودستور الناس القيم الى يوم القيامة يصلح لكل زمان ومكان وانه كتاب غنى بكل مايحتاجه اليه البشر من الوان السعادة نعود ونقول مرة اخرى ان العرب فى عهد نزول القران كانوا يجهلون جهلا تاما المشاكل الكونية لان الرسول لم يركز عليها وثم ان الانسانية وحضارتها فى ذلك العصر يجهلونها جهلا تاما وكذلك لم يتفرغ العلماء المسلمين لبحثها فتكون الايات العلمية قد اعطيت لاناس هذا العصر الذين سيطرت المفاهيم العلمية على افكارهم فتكون الايات التى اعطيت معجزة لهم هى ايات علمية من فلكية وجيولوجية وفيزيائية الخ . فالقران الكريم يحثنا عن البحث بسنن الكون الذى خلقه الله بمن فيه ومافيه وهو الذى طلب الى العقل البشرى ان ينظر ويفكر فى كل شىء خلقه الله ( ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس وماانزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون ) فمن هم القوم الذين يعقلون؟ انهم الذين ينظرون فى اسبابها ويدركون حكمها واسرارها ويستدلون بما فيها من الاتقان والاحكام والقوانين والسنن التى قام عليها هذا النظام على قدرة مبدعها وخالقها والعلوم الطبيعية هى الكاشفة لنا عن اسرار هذا الكون وعن سنن الله فى خلقه. ان القران يحثنا على النظر فى الكون لنصل الى الوقوف على الحقائق العلمية والسنن الكونية وان النظر فى الكون ينتهى بنا الى الحقائق العلمية التى ذكرها القران .

ان ماوصلنا اليه اليوم من حقائق علمية فى الميادين المختلفة للحياة قد زاد من وعينا بقدرة الله وعلمه وحكمته وبديع نظامه واتقانه لكل شىء خلقه وانه من هنا تكون العلوم الطبيعية داخلة فى دراسة المفاهيم القرانية. ( سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) فماهى هذه الايات التى سيريها الله للناس فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم ان القران حق من عند الله؟ ماهى هذه الايات ان لم تكن هى الايات العلمية والتى هى حقائق هذا الكون والتى من المستحيل ان يكون قائلها انسانا وجد قبل اربعة عشر قرنا؟ وهل كان باستطاعة محمد او غيره من الذين كانت الانسانية فى عصرهم تجهل كل شىء حول هذه المواضيع العلمية هل كان باستطاعتهم ان يعرفوا شيئا منها بهذه الدقة وهذا الوضوح؟ والتى جاءت بحقائق لايستطيع العلم الا قبولها اللهم انى امنت بك




رد مع اقتباس
قديم 5 - 8 - 2014, 04:29 AM   #3



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3).
نبدأ بملاحظات عابرة تتعلق بتناسبات صوتية وحرفية الهدف منها إشعار القارئ أن سورة الكوثر تخفي خلف كلماتها العشر أمورا كثيرة وكثيرة جدا:

كلمات السورة استنادا إلى الخط والرسم عشر:

{إِنَّا- أَعْطَيْنَاكَ- الْكَوْثَرَ- فَصَلِّ- لِرَبِّكَ- وَانْحَرْ-إِنَّ- شَانِئَكَ- هُوَ- الْأَبْتَرُ}

- الآية الأولى نسيج حرفي مكون من حروف عشر-بدون اعتبار المكرر منها-:

ا-ن-ع-ط-ي-ك-ل-و-ث-ر.

- الآية الثانية هي أيضا مبنية من عشر حروف-بدون اعتبار المكرر دائما-:

ف - ص-ل-ر-ب-ك-و-ا-ن-ح.

-الآية الأخيرة –كما قد يتوقع القارئ-كأختيها أعني العدد نفسه باعتبار نوع الحرف لا أفراده:

ا-ن-ش-ك-ه-و-ل-ب-ت-ر.

ولعل إشارة أخرى تقلل من فرضية الصدفة وهي أن عدد الحروف التي لم تستعمل إلا مرة واحدة عشرة أيضا وهي:

ع-ط-ي-ث-ف-ص-ح-ش-ه-ت.

• أن قوله تعالى : (إنا أعطيناك الكوثر) دل على عطية كثيرة مسندة إلى معطٍ كبير، ومن كان كذلك كانت النعمة عظيمة عنده، وأراد بالكوثر الخير الكثير، ومن ذلك الخير الكثير ينال أولاده إلى يوم القيامة من أمته، من غير ما وعد به الله وأعطاه في الدارين، من مزايا التعظيم، والتقديم، والثواب ما لم يعرفه إلا الله، وقيل إن الكوثر ما اختص به من النهر الذي ماؤه أحلى من العسل وعلى حافته أواني الذهب والفضة كعدد النجوم.

• أنه جمع ضمير المتكلم، وهو يشعر بعظم الربوبية فالعطاء يتناسب مع مقام الربوبية المشار إليه بضمير التعظيم.

• أنه صدر الجملة بحرف التوكيد مجرى القسم.

• أنه بنى الفعل على المبتدأ فدل على خصوصية وتحقيق.

• أنه أورد الفعل الماضي دلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء العاجلة دون عطاء الآجلة، ودلالة على أن التوقع من سيب (عطاء ) الكريم في حكم الواقع.

• جاء بالكوثر محذوف الموصوف، لأن المثبت ليس فيه ما في المحذوف من فرط الإيهام والشياع، والتناول على طريق الاتساع، لذا وردت الأقوال الكثيرة عن العلماء في تفسير الكوثر، فمن قائل نهر ومن قائل الأتباع ومن قائل الذكر.. والكوثر يشمل كل ذلك ويزيد، فهو الخير الكثير الموهوب من الرب العظيم.

• اختيار الصفة المؤذنة بالكثرة (على وزن فوعل).

• أتى بهذه الصفحة مصدّرة باللام المعروفة بالأستغراق لتكون ما يوصف بها شاملة، وفي إعطاء معنى الكثرة كاملة.

• وفاء التعقيب في الآية الثانية مستفادة من معنى التسبب لمعنيين:

ـ جعل الإنعام الكثير سبباً للقيام بشكر المنعم وعبادته.

ـ جعله لترك المبالاة بقولة العدو.

فإن سبب نزول هذه السورة: ما روي أن العاص بن وائل قال إن محمد صنبورـ والصنبور الذي لا عقب له ـ فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلت هذه السورة.

• قصده بالأمر التعريض بذكر العاص وأشباهه ممن كانت عبادته ونحره لغير الله.

• أشار بهاتين العبادتين إلى نوعي العبادات : الأعمال البدنية والصلاة قوامها، والمالية ونحر البدن ذروة سنامها، للتنبيه على ما للرسول صلى الله عليه وسلم من الأختصاص في الصلاة التي جعلت فيها قرة عينه، ونحر الإبل التي كان لا يجارى فيه، فقد روي أنه أهدى مائة بدنة فيها جمل في أنفه برة من ذهب.

• حذف اللام الأخرى لدلالة الأولى عليها. فلم يقل وانحر له أو لربك.

• مراعاة حق السجع الذي هو من جملة صفة البديع إذا ساقه قائله مساقاً مطبوعاً بعيداً عن التكلّف.

• قوله (لربك) فيه لطيفتان: وروده على طريق الألتفات التي هي (أم) في علم البلاغة. وصرف الكلام عن لفظ المضمر إلى لفظ المظهر وفيه إظهار لكبرياء شأنه وإثباته لعز سلطانه.

• علم بهذا أن من حقوق الله التي تعبّد العباد بها أنه ربهم ومالكهم وعرّض بترك التماس العطاء من عبد مربوب ترك عبادة ربه.

• وفي الآية الثالثة علل الأمر بالإقبال على شأنه وترك الأحتفال بشانئيه على سبيل الآستئناف الذي هو حسنُ الموقع، وقد كثرت في التنزيل مواقعه.

• ويتجه أن نجعلها جملة الاعتراض مرسلة إرسال الحكمة الخاتمة والاعتراض كقوله تعالى: (إن خير من استئجرت القوي الأمين)[القصص: 26]. وعني بالشانئ العاص بن وائل.

• إنما لم يسمه باسمه ليتناول كل من كان في مثل حاله.

• صدّر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم وعبّر عنه بالاسم الذي فيه دلالة على أنه لم يتوجه بقلبه إلى الصدق، ولم يقصد بلسانه الإفصاح عن الحق بل نطق بالشنآن الذي هو قرين البغي والحسد، وعين البغضاء، ولذلك وسمه بما ينبئ عن الحقد.

• جعل الخبر معرفة وهو (الأبتر) والشانئ كذلك، ليعلم أنه المعروف لدى الناس يقال له الصنبور).

• الجمل في سورة الكوثر:

لأهل اللغة تقسيمات كثيرة لأنواع الجملة في اللسان العربي لكن المثير للدهشة أن سورة الكوثر الكريمة قادرة على إعطاء مثال عن كل نوع ، وتزداد الدهشة أكثر عندما ندخل في الحسبان أن عدد جمل السورة أربعة فقط. ولكنها "الكوثر": اسما ومسمى.

تنقسم الجمل عند أهل اللسان –عند أهل البيان منهم خاصة-إلى نوعين:

جمل خبرية وجمل انشائية. وإذا تدبرت سورة الكوثر وجدت فيها النوعين معا:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.

جملتان خبريتان.

فَصَلِّ لِرَبِّكَ.

وَانْحَرْ.

جملتان إنشائيتان طلبيتان .

تتعاقب الجمل في الكلام العربي وفق نظام الوصل والفصل وقد أفرد علماء المعاني هذا النظام بمبحث خاص سموه باب الوصل والفصل واعتبروه أم البلاغة وقلبها.... ويعنينا هنا أن سورة الكوثر قادرة على إعطاء مثالين للمفهومين:

فجملة "انحر" معطوفة بالواو على جارتها " فَصَلِّ لِرَبِّكَ." وهذا الوصل.

وهي منقطعة عن الجملة اللاحقة إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. وهذا الفصل.

يقسم أهل النحو الجملة العربية إلى قسمين: جمل اسمية وجمل فعلية.

وقد اشتملت السورة الكريمة على النوعين كما لا يخفى على أحد . والجمل التي ذكرناها عن الخبر والإنشاء تمثل باعتبار آخر الاسمية والفعلية.

استطراد -قد يكون نافعا-:

القسمة ثنائية عند الجمهور فالجمل عندهم إما فعلية وإما اسمية... وقد حاول بعض النحاة قديما وحديثا أن يزيد قسما ثالثا ولكن هذه الزيادة لم تكن مقنعة:

يقسم أهل اللغة الجملة باعتبار بنيتها إلى قسمين: بسيطة ومركبة وقد يعتمدون اصطلاحا مغايرا- قريبا وليس مرادفا- فيقولون:جملة صغيرة وكبيرة. قال في المغني: الكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو" زيد قام أبوه" و"زيد أبوه قائم" والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين.

ولك أن تعجب من سورة الكوثر فهي لم تقدم مثالا عن كل نوع فقط بل قدمت مثالا ثالثا لجملة تحتمل النوعين بحسب وجهة النظر:

- إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ:جملة مركبة أو كبرى ف أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ جملة صغيرة في محل رفع خبر للجملة الأصلية.

- فَصَلِّ لِرَبِّكَ.جملة تامة صغيرة فيها إسناد واحد.

أما جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ..... فهي من المرونة بحيث تضعها حيث شئت: فلو اعتبرت "هو" ضمير فصل و"الأبتر" خبرا عن الشانئ فالجملة بسيطة لا محالة. ولو اعتبرت "هو" مبتدأ و"الأبتر" خبره ومجموعهما خبرا للشانئ فالجملة كبرى ضرورة. فلله در هذه السورة.

• الضمائر في سورة الكوثر:

استوعبت سورة الكوثر كل أنواع الضمير في اللغة العربية دون أن تغفل الأحوال الإعرابية المختلفة وهذا من العجب العجاب لأننا نضع نصب أعيننا دائما أن عدد مفرداتها لا تتجاوز عدد أصابع الإنسان، وتفصيله:

1-الضمائر بارزة ومستترة:

فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل "أعطيناك".

ومن مستترة ما كمن في فعل "صل "أو" انحر".

2-الضمائر متصلة ومنفصلة:

ولك في جملة "أعطيناك" مثال على المتصل من الضمائر.

ولك في جملة هو الأبتر مثال آخر على الضمير المنفصل.

3-الضمائر في إحالتها على عناصر الخطاب تنقسم إلى ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.

ولا تحتاج إلى غير سورة الكوثر للتمثيل:

-فضمير المتكلم حاضر في" أعطينا".

-وضمير المخاطب في" أعطيناك" و"ربك" و"شانئك" صريحا، و في"صل" و"انحر"مقدرا.

-وضمير الغائب في "هو" صريحا وفي شانئ مقدرا، فتأمل هذه التناسبات اللطيفة.

4-باعتبار مقولة العدد:

جاء في السورة ضمير المفرد وضمير الجماعة. وقد اجتمعا في كلمة "أعطيناك".

5-الضمائر باعتبار محلها من الإعراب:

جاءت الضمائر في السورة متنوعة بحسب المحل الإعرابي:

-ضمير في محل رفع: (أعطيناك) الضمير الأول فيها فاعل مرفوع.

-ضمير في محل نصب: (أعطيناك) الضمير الثاني فيها مفعول به منصوب.

-ضمير في محل جر: (ربك) الكاف فيها مضاف إليه مجرور.

ومن لطائف السورة في هذا السياق أن الكلمات الدالة على الرب عز وجل ثلاث هي:

- اسم إن.

- فاعل أعطى.

- الرب.

وجاءت على التوالي:

- منصوب

- مرفوع

- مجرور.

وعلى نفس الترتيب الإعرابي جاءت الكلمات التي تدل على الرسول صلى الله عليه وسلم.

- "كاف" أعطيناك منصوبة

- "صل"الضمير المستتر مرفوع.

- "كاف" ربك مجرور.

• الأفعال في السورة:

لم يأت في السورة من الأفعال إلا ثلاثة: "أعطى"-"صلى"-"نحر".

لكنها على قلتها مثلت من المقولات الصرفية والتركيبية عددا كبيرا:

1- الفعل الصحيح: نحر

2- الفعل المعتل: أعطى.

3- الفعل المضعف: صلى.

4- الفعل المجرد: نحر.

5- الفعل المزيد: أعطى.

6- الفعل اللازم: صلى.

7- الفعل المتعدي إلى مفعول واحد: نحر.

8- الفعل المتعدي إلى أكثر من مفعول: أعطى.

فلله درها من سورة.... والله أسال أن يعفو عما كان من خطأ أو تقصير...... وصلى الله على محمد صاحب الحوض والكوثر وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

المراجع:

مقتطف من بحث "عجائب القرآن في النحو والبيان"- عن منتدى أهل الحديث

كتاب مباحث في إعجاز القرآن . أ.د. مصطفى مُسلم. دار القلم.




رد مع اقتباس
قديم 5 - 8 - 2014, 04:30 AM   #4



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



ملامح بلاغية في سورة الفاتحه

فأما تسميتها فاتحة الكتاب, فقد ثبت في السنة في أحاديث كثيرة منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) (متفق عليه).

وفاتحة مشتقة من الفتح, وهو إزالة حاجز عن مكان مقصود, وتستعمل في معنى أول الشيء تشبيهًا للأول بالفاتح؛ لأن الفاتح للباب هو أول من يدخل.

ومعنى فتحها الكتاب أنها جُعلت أول القرآن لمن أراد أن يقرأ القرآن من أوله, فتكون فاتحة بالجعل النبوي في ترتيب السور.

- وأما تسميتها "أم القرآن" و"أم الكتاب" فقد ثبت في السنة: كما في صحيح البخاري أن أبا سعيد الخدري رقى ملدوغـًا, فجعل يقرأ عليه أم القرآن.

ووجه التسمية بـ"أم القرآن" أن الأم يطلق على أصل الشيء ومنشئه, وفي الحديث: (مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهْي خِدَاجٌ) (رواه مسلم), وذكروا أوجهًا لذلك فقالوا:

1- إنها مبدؤه ومفتتحه, فكأنها أصله ومنشؤه, يعني أن افتتاحه هو وجود أول أجزاء القرآن قد ظهر فيها, فجعلت كالأم للولد في أنها الأصل والمنشأ.

2- أنها تحتوي على أنواع مقاصد القرآن, وهي ثلاثة أنواع:

- الثناء على الله لوصفه بجميع المحامد, وتنزيهه عن جميع النقائص, ولإثبات تفرده بالإلهية, وإثبات البعث والجزاء, وذلك من قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إلى قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:2-4).

- الأوامر والنواهي من قوله: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة:5).

- الوعد والوعيد من قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (الفاتحة:7).

3- أنها تشتمل على جملة معاني القرآن من الحِكَم النظرية, والأحكام العملية؛ فإن معاني القرآن إما علوم تقصد معرفتها, وإما أحكام يقصد منها العمل بها.

- فالعلوم كالتوحيد, والصفات, والنبوات, والمواعظ, والأمثال, والحكم, والقصص.

- والأحكام إما عمل الجوارح, وهو العبادات والمعاملات, وإما عمل القلوب, أو العقول, وهو تهذيب الأخلاق وآداب الشريعة, وكلها تشتمل عليها معاني الفاتحة.

- وأما تسميتها السبع المثاني فهي ثابتة في السنة: ففي البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِي السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ}.

ووجه التسمية أنها سبع آيات باتفاق القراء والمفسرين، وأما وصفها بـ"المثاني", فهو جمع مثنى, أي أنها تثنى في كل ركعة, أي: تضم إليها السورة في كل ركعة.

- وقيل: لعل التسمية بذلك كانت في أول فرض الصلاة, فإن الصلوات فرضت ركعتين, ثم أقرت صلاة السفر, وأطيلت صلاة الحضر كما ثبت في حديث عائشة -رضي الله عنها- في الصحيح.

- وقيل: لأنها تـُثنى في الصلاة أي: تكرر, فتكون التثنية بمعنى التكرير, وذلك كقوله: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} (الزمر:23), أي: مكرر القصص والأغراض.

هذه السورة وضعت في أول السور؛ لأنها تنزل منزلة ديباجة الخطبة, أو الكتاب مع ما تضمنته من أصول مقاصد القرآن كما سبق, وفيها براعة استهلال لبيان ما يتضمنه القرآن.

البسملة:

اسم لكلمة "باسم الله" وصيغ هذا الاسم من حروف الكلمتين "باسم" و"الله" على طريقة تسمى النحت, وهو صوغ فعل ماضٍ على زنة "فعلل" مكونة من حروف جملة, أو مركب إضافي اختصارًا عن ذكر الجملة كلها لقصد التخفيف, وذلك مثل "عبشمس" من عبد شمس, و"عبدري" من عبد الدار, و"حضرمي" من حضر موت, ومنها "سبحل" من سبحان الله, و"هيعل" من حي على الصلاة, و"حوقل" من لا حول ولا قوة إلا بالله.

البسملة سُنت عند ابتداء الأعمال الصالحة: وقد حكى القرآن قول سحرة فرعون عند شروعهم في السحر بقوله: {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ} (الشعراء:44)، وذكر صاحب الكشاف أن أهل الجاهلية كانوا يقولون في ابتداء أعمالهم باسم اللات والعزى.

وقال الأستاذ محمد عبده: "إن النصارى كانوا يبتدئون أدعيتهم ونحوها باسم الأب والابن والروح القدس إشارة إلى الأقانيم الثلاثة عندهم, فجاءت فاتحة كتاب الإسلام بالرد عليهم بأن الإله واحد, وإن تعددت أسماؤه, فإنما هو تعدد الأوصاف دون تعدد المسميات".

"باسم الله": الاسم لفظ يدل على ذات أو معنى, وهو مشتق من السمو, وهو العلو والرفعة.

"الله": لفظ الجلالة علم على ذات الخالق تفرد به –سبحانه-, ولا يطلق على غيره, ولا يشاركه فيه أحد.

قال القرطبي -رحمه الله-: "هذا الاسم أكبر أسمائه -سبحانه- وأجمعها, حتى قال بعض العلماء إنه اسم الله الأعظم, ولم يتسم به غيره, ولذلك لم يُثن ولم يجمع".

فهو الاسم الجامع لصفات الإلهية, المنعوت بنعوت الربوبية, وفي الكلام حذف تقديره باسم الله أتلو أو أقرأ, وهذا الحذف له فائدة, وهي صلوحية البسملة ليبتدئ بها كل شارع في فعل.

والباء في باسم للملابسة, وهي المصاحبة, وهي الإلصاق, وهي تعني زيادة التبرك بملابسة جميع أجزاء الفعل لاسمه -تعالى-.

(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): صفتان مشتقتان من الرحمة, والرحمة في أصل اللغة: رقة في القلب تقتضي الإحسان, وهذا المعنى غير لائق بالله -عز وجل-, ومذهب السلف أنها صفة قائمة بذات الله -تعالى-, لا نعرف حقيقتها, وإنما نعرف أثرها الذي هو الإحسان.

- و(الرَّحْمَنِ): بمعنى عظيم الرحمة؛ لأن "فعلان" صيغة مبالغة في كثرة الشيء وعظمته, ويلزم منه الدوام.

- (الرَّحِيمِ): بمعنى دائم الرحمة؛ لأن صيغة "فعيل" تستعمل في الصفات الدائمة ككريم وظريف.

فكأنه قيل: العظيم الرحمة الدائمة, أو أن الرحمن صفة ذاتية هي مبدأ الرحمة والإحسان, والرحيم صفة فعل تدل على وصول الرحمة والإحسان, وتعديهما إلى المنعم عليه.

- فلفظ الرحمن لم يذكر في القرآن إلا مجرى عليه الصفات, كما هو الشأن في أسماء الذات. قال -تعالى-: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5).

- أما وصف الرحيم فقد كثر استعماله وصفـًا فعليًا, وجاء في الغالب بأسلوب التعدية والتعلق بالمنعم عليه. قال -تعالى-:{إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (البقرة:143) {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب:43).

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): {الْحَمْدُ} هو: الثناء باللسان على الجميل الصادر عن اختيار من نعمة أو غيرها.

(رَبِّ الْعَالَمِينَ): أي مالكهم؛ إذ الرب مصدر "ربه يربه" إذا تعاهده بالتربية حتى يبلغ به شيئًا فشيئًا درجة الكمال, وهو اسم من أسماء الله -تعالى-, لا يطلق على غيره إلا مقيدًا, فيقال: "رب الدار" أي: صاحبها، والرب في كلام العرب له معانٍ ثلاثة: السيد, المطاع, والرجل المصلح للشيء, والمالك للشيء, فربنا -جل ثناؤه- السيد, المطاع في خلقه, والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه, والمالك الذي له الخلق والأمر.

- و(الْعَالَمِينَ): جمع عَالَم وهو كل موجود سوى الله, قال القرطبي: "وهو مأخوذ من العلم والعلامة؛ لأنه يدل على موجده".

- وافتتحت السورة بهذه الجملة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ لأنه -سبحانه- أول كل شيء, وآخر كل شيء, ولكي يعلمنا أن نبدأ كتبنا, وخطبنا بالحمد والثناء عليه, فالآية قررت ثبوت الثناء المطلق لله -تعالى-, وأنه ليس لأحد أن ينازعه إياه, وجملة الحمد لله مفيدة لقصر الحمد عليه نحو قولهم: الكرم في العرب.

- و"ال" في الحمد للاستغراق, أي: أن جميع أجناس الحمد ثابتة لله رب العالمين, وإنما كان الحمد مقصورًا في الحقيقة على الله؛ لأن كل ما يستحق أن يقابل بالثناء فهو صادر عنه, ومرجعه إليه, فهو الخالق لكل شيء, وما يقدم إلى بعض الناس من حمد جزاء إحسانهم فهو في الحقيقة حمد لله؛ لأنه -سبحانه- هو الذي وفقهم لذلك, وأعانهم عليه.

- ولم تفتتح السورة بصيغ الأمر بأن يقال: "احمدوا الله"؛ لأن الأمر يقتضي التكليف, والتكليف قد تنفر منه النفوس أحيانًا, فأراد -سبحانه- وهو يبادئهم بشرعة جديدة أن يؤنسهم, ويؤلف قلوبهم ترفقـًا بهم, حتى يديموا الإصغاء لما سيلقيه عليهم من التكليف.

(لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): أجرى على لفظ الجلالة نعت الربوبية للعالمين؛ ليكون كالاستدلال على استحقاقه -تعالى- للحمد وحده, وفي ذلك إشعار لعباده بأنهم مكرمون من ربهم, فكأنه يقول لهم: اجعلوا حمدكم وثناءكم لي وحدي؛ لأني أنا رب العالمين, وأنا الذي تعهدتكم برعايتي وتربيتي منذ تكوينكم من الطين, حتى استويتم عقلاء مفكرين.

(رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): أتبع هذا الوصف رب العالمين بوصف آخر وهو الرحمن الرحيم؛ لحكم سامية, منها أنه وصفه -تعالى- برب العالمين أي: مالكهم قد يثير في النفوس شيئًا من الخوف والرهبة, فإن المربي قد يكون خشنًا جبارًا, وذلك مما يخدش من جميل التربية, وينقص من فضل التعهد؛ لذا قرن كونه مربيًا بكونه الرحمن الرحيم؛ لينفي بذلك هذا الاحتمال, وليحرضهم على حمده وعبادته بقلوب مطمئنة, ونفوس مبتهجة, ودعوة لهم إلى أن يقيموا حياتهم على الرحمة والإحسان, لا على الجبروت والطغيان, فالراحمون يرحمهم الله.

(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ): والمالك وصف من المِلك بكسر الميم, بمعنى حيازة الشيء مع القدرة على التصرف فيه, واليوم المراد به يوم القيامة, والدين الجزاء والحساب، يقال: دنته بما صنع أي: جازيته على صنيعه, ومنه قولهم: "كما تدين تدان", أي: كما تفعل تجازى.

والمعنى أنه -تعالى- يتصرف في أمور يوم الدين من حساب, وثواب, وعقاب تصرف المالك فيما يملك, فكل شيء في ذلك اليوم يجري بأمره كما قال: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (غافر:16), وتخصيص المُلك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه؛ لأنه تقدم الإخبار بأنه رب العالمين, وذلك عام في الدنيا والآخرة, وإنما أضيف إلى يوم الدين؛ لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئًا, وتسمية غيره في الدنيا بملِك فعلى سبيل المجاز؛ كما قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} (البقرة:247).

- المتدبر لهذه الآية الكريمة يراها خير وسيلة لتربية الإنسان, وغرس الإيمان العميق في قلبه؛ لأنه إذا آمن بأن هناك يومًا يظهر فيه إحسان المحسن, وإساءة المسيء, وأن زمام الحكم في ذلك اليوم لله الواحد القهار, فإنه في هذه الحالة سيقوى عنده خلق المراقبة لخالقه, ويجتهد في السير على الطريق المستقيم.

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ): الذي يجدر بنا أن نعبده, وأن نستعين به هو الله الذي تجلت أوصافه, ووضحت عظمته, وثبتت هيمنته على هذا الكون, وهذه العبادة الصحيحة تكون بتحقيق أمرين: إخلاصها لله, وموافقتها لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال ابن جرير -رحمه الله-: "لأن العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة, والاستعانة: طلب المعونة من أجل الاقتدار على الشيء, والتمكن من فعله, والمعنى لك يا ربنا وحدك نخشع ونذل ونستكين, فقد توليتنا برعايتك, وغمرتنا برحمتك, فنحن نخصك بطلب الاستعانة على طاعتك, وعلى أمورنا كلها".

وقدم المعبود على العبادة فقال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}؛ لإفادة قصر العبادة عليه, وهو ما يقتضيه التوحيد الخالص.

وقال: {نَعْبُدُ} بنون الجماعة, ولم يقل: "أعبد"؛ ليدل على أن العبادة أحسن ما تكون في جماعة المؤمنين, وللإشعار بأن المؤمنين المخلصين يكونون في اتحادهم وإخائهم بحيث يقوم كل واحد منهم في الحديث عن شئونهم الظاهرة, وغير الظاهرة مقام جميعهم.

- وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لكون الأولى وسيلة للثانية, وتقديم الوسائل سبب في تحصيل المطالب؛ وليدل على أنهم لا يستقلون بإقامة العبادات, بل إن عون الله هو الذي ييسر لهم أداءهم, ولم يذكر المستعان عليه من الأعمال؛ ليشمل كل ما تتجه إليه النفس من الأعمال الصالحة, وجاءت الآية بأسلوب الخطاب على طريقة الالتفات؛ تلوينًا لنظم الكلام من أسلوب إلى أسلوب؛ قال الزمخشري: "فإن قلتَ: لما عدل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب؟ قلتُ: هذا يسمى الالتفات في علم البيان, وقد يكون من الغيبة إلى الخطاب, ومن الخطاب إلى الغيبة, ومن الغيبة إلى التكلم, وذلك على عادة العرب في افتنانهم في الكلام, وتصرفهم فيه, وذلك لتنشيط السامع, وإيقاظـًا للإصغاء".

قال بعض العلماء: الفاتحة سر القرآن, وسرها هذه الكلمات: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}, ففيها التبرؤ من الشرك, والتبرؤ من الحول والقوة, والتفويض إلى الله.

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ): بيَّن -عز وجل- أن أفضل شيء يطلبه العبد من ربه إنما هو هدايته إلى الطريق الذي يوصل إلى أسمى الغايات, وأعظم المقاصد.

(اهْدِنَا): الهداية هي الإرشاد والدلالة في لطف على ما يوصل إلى البغية, وتسند إلى الله, وإلى النبي -صلى الله عليه وسلم-, وإلى القرآن: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} (فصلت:17) أي بيَّنا لهم طريق الخير.

وتأتي بمعنى الإلهام: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى . قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (طه:49-50).

وتأتي بمعنى الدعاء: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (الرعد:7)، أي: داعٍ. {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الشورى:52).

(الصِّرَاطَ): الجادة والطريق من سرط الشيء إذا ابتلعه, وسمي الطريق بذلك؛ لأنه يبتلع المارين فيه.

(الْمُسْتَقِيمَ): المعتدل الذي لا اعوجاج فيه.

(أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ): النعمة لين العيش, ونعم الله كثيرة لا تحصى.

(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ): الغضب هيجان النفس وثورتها عند الميل للانتقام, وهذا لا يليق بالله، فهو -الغضب- صفة لائقة بجلاله, لا نعلم حقيقتها, وإنما نعرف أثرها.

والمعنى: اهدنا يا رب إلى طريقك المستقيم الذي يوصلنا إلى سعادة الدنيا والآخرة, ويجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من خلقك, وجنبنا طريق الذين غضبت عليهم من الأمم السابقة, أو الأجيال اللاحقة؛ بسبب سوء أعمالهم, وفي هذا الدعاء أسمى أنواع الأدب؛ لأن هذا الدعاء قد تضرع به المؤمنون إلى خالقهم بعد أن اعترفوا له -سبحانه- قبل ذلك بأنه هو المستحق لجميع المحامد, وأنه رب العالمين, والمتصرف في أحوالهم يوم الدين.

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وهذا أكمل أحوال السائلين أن يمدح مسئوله, ثم يسأل حاجته, وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}, لأنه أنجح للحاجة, وأنجع للإجابة, ولهذا أرشدنا الله إليه؛ لأنه الأكمل".

ولم يقل: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم مستغنيًا عن ذكر الصراط؛ ليدل على أن صراط هؤلاء المنعم عليهم هو الصراط المستقيم.

وقوله: (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ): أتى في وصف الإنعام بالفعل المسند إلى الله, وفي وصف الغضب باسم المفعول: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } وفي ذلك تعليم لأدب جميل, وهو أن يسند أفعال الإحسان إلى الله, ويتحاشى أن يسند إليه أفعال العقاب والابتلاء, وإن كان كل من الإحسان والعقاب صادرًا منه, ومن شواهد ذلك: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} (الجن:10).




رد مع اقتباس
قديم 5 - 8 - 2014, 04:31 AM   #5



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



روائع من الإعجاز البياني في القرآن
الدكتور عبد الرحيم الشريف

يتناول الباحث بعض الروائع من الإعجاز البياني في القرآن الكريم بما يدهش العقول...
مقدمة
ما أشبه الليلة بالبارحة.. الكفار هم الكفار في كل عصر ومصر ، قال تعالى :
" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ "
كان زعماء الكفار يدركون أثر القرآن في النفوس، ويخافون إيمان الناس به إذا استمعوا له ، وفتحوا قلوبهم لأنواره ولهذا كانوا يوصون أتباعهم بعدم الاستماع له وعدم الجلوس مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويوصون القادمين إلى مكة في موسم الحج بعدم السماع من الرسول صلى الله عليه وسلم ويخوفونهم منه ويزعمون لهم أنه ساحر يفرق بين المرء وزوجه. وقصة الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه خير شاهد على ذلك.
تواصوا بذلك وهم يوقنون أنهم لن يغلبوا القرآن لأن سلطانه أقوى من كل مخططاتهم ضده وأنهم هم المغلوبون أمامه.
وقارن ذلك برجاء غير المسلمين في هذا النادي وتوسلهم للمسلمين بألا يناقشوهم في إعجاز القرآن الكريم وهروبهم بعد أول نقاش يحترم العقل.
وانظر معي مُحللا طلبهم الغريب التالي الذي وصفه القرآن الكريم :
" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ".
ودقق في قول النضر بن الحارث المشار إليه في الآية الكريمة :
" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ".
كم شخصا في زمننا مثل النضر بن الحارث .. فإن كان النضر بن الحارث لم يضر القرآن الكريم قيد أنملة ، فمَن دونه في الفصاحة والبلاغة من باب أولى .
وينبغي الإشارة هنا إلى أن ما نُسب إلى مسيلمة من عبارات ركيكة فإنها بحسب غلبة الظن لم تصدر عنه ، فهو أفصح بيانا من أن يقول كلاما سمِجا كالذي نُقِل عنه، وهو أعقل من أن يحاول معارضة القرآن لعلمه بعجزه أمامه.
فالصحيح الراجح أن ما نقل من أخبار في ذلك كان مصدره بعض الإخباريين والقصاص المسلمين الذين أوردوها ليسخروا منه ويستهزئوا به وصاروا يوردونها على سبيل التفكه والتندر ليس إلا.. والله أعلم.
نبدأ باسم الله..
* زيادة حرف (لا)
زيادة ( لا ) عند قوله تعالى في قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام في سورة الأعراف
"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) "
ولكنه لم يُثبتها في سورة ( ص ) : " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ(75) ".
إن السؤال في سورة ( ص ) عن المانع لإبليس من السجود .. أي: لماذا لم تسجد ؟ هل كنت متكبراً أم متعالياً ؟ ( ذكرت الآية الكريمة سببان قد يكونان مانعين للسجود : الاستكبار والاستعلاء )
أما السؤال في سورة الأعراف فإنه عن شيء آخر.. ويكون معنى السؤال: ما الذي دعاك إلى ألا تسجد ؟
والدليل على ذلك وجود ( لا ) النافية في الآية التي تدل على وجود فعل محذوف تقديره: أَلجأك ، أحوَجَك..
فالسؤال هنا عن الدافع له لعدم السجود ، وليس عن المانع له من السجود.
والجمع بينهما أن السؤال جاء على مرحليتين:
الأولى: السبب المانع من السجود .. وامتناع إبليس عن السجود قاده إلى عدم السجود.
الثانية: السؤال عن السبب الحامل له على عدم السجود بعد أن أمره بذلك.
والحكمة من السؤال الثاني هو أنه من الممكن عقلا أن يكون هنالك سببان: سبب يمنع عن فعل شيء، وسبب يحمل على ترك شيء.
فقولك لأحدهم: لماذا لم تفعل كذا ؟ يختلف عن سؤالك للآخر: ما الذي حملك على ترك كذا ؟
* الفرق في التعبير
الفرق في التعبير في زوجة سيدنا زكريا عليه السلام فمرة يقول امرأة.. كما في سورة مريم: " وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا(5) " وفي آل عمران :
" قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ(40) "
ولكنه عبّر عنها بالزوجة في سورة الأنبياء:
" وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ(89)فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ.. ".
لفظ امرأة يُطلق على المتزوجة وغير المتزوجة.. ولما كانت الحياة الزوجية غير كاملة في أتم صورها وحالاتها لكونها عاقرا أطلق عليها القرآن ( امرأة )
وبعدما زال المانع وأصلحها الله فحملت ... عندها تحققت الزوجية الكاملة على أتم صورها.
الدقة المعجزة في التعبير القرآني
والأمثلة على ذلك بالمئات تجدها في كل مقطع من مقاطع سور القرآن الكريم وإليكم مثالا على ذلك..
قال تعالى : " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(41) ".
لماذا لم يقل: أوهن الخيوط خيط العنكبوت ؟؟
فلو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم لقال ذلك .. ولكن هذا يخالف الحقيقة العلمية الثابتة بأن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الفولاذ.
فكان التعبير الدقيق: " أَوْهَنَ الْبُيُوتِ ".
* حكمة تنكير " أحد " وتعريف " الصمد "
قال تعالى: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ(2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4) ".
حكمة تنكير " أحد " أنها مسبوقة بكلمتين معرفتين " هو الله " وهما مبتدأ وخبر.. وبما أن المبتدأ والخبر معرفتان ودلالتهما على الحصر .. فقد استغني بتعريفهما ودلالتهما على الحصر عن تعريف " أحد ".
فجاء لفظ " أحد " نكرة على أصله .. لأن الأصل في الكلمة هو التنكير.. فهو نكرة ( وإعرابه خبر ثان ).
كما أن لفظ " أحد " جاء على التنكير للتعظيم والتفخيم والتشريف وللإشارة إلى أن الله تعالى فرد أحد لا يمكن تعريف كيفيته ولا الإحاطة به سبحانه وتعالى.
أما " الصمد " فقد جاء معرفة في الآية الثانية لأن " الله الصمد " مبتدأ وخبر.. وجاءا معرفتين ليطابقا " هو الله " في الآية الأولى .. وقد جاء تعريف " الله الصمد " ليدل على الحصر أيضاً .
فقوله " هو الله أحد " يدل على الحصر لتعريف المبتدأ والخبر(الأحدية محصورة بالله ).
وقوله " الله الصمد " يدل على الحصر أيضا لتعريف المبتدأ والخبر ( والصمدانية محصورة بالله ).
* ( سلام ) على يحيى و ( السلام ) على عيسى عليهما الصلاة والسلام..
قال تعالى في سورة مريم :
" يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12)وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13)وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا(14)وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(15) ".
وقال تعالى عن سيدنا عيسى عليه السلام :
" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(32)وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33) ".
وحكمة مجيء ( سلام ) نكرة في سياق قصة سيدنا يحيى علية السلام : أن ذلك جاء في سياق تعداد نعم الله تعالى على سيدنا عيسى وإخبار من الله جل جلاله بأنه قد منح سيدنا يحيى ( سلاما ) كريما في مواطن ثلاثة: يوم ولادته، ويوم موته ، ويوم بعثه حيا في الآخرة .
أما ( السلام ) في قصة سيدنا عيسى عليه السلام جاء معرفة : لأن لفظ ( السلام ) هو كلام من سيدنا عيسى حيث دعا ربه أن يمنحه السلام في ثلاثة مواطن : يوم ولادته ، ويوم موته ، ويوم بعثه حيا في الآخرة.
فبما أن سيدنا عيسى هو الذي دعا ، فمن المؤكد أنه سيُلح في الدعاء كما هي السُنة فيطلب المعالي.. فلذلك عرّف السلام دلالة على أنه يريد السلام الكثير العام الشامل الغزير.
وهنا إشارة إلى أن السلام الذي حصل عليه سيدنا عيسى كان أخص من السلام الذي حصل عليه سيدنا يحيى ، وأن سيدنا عيسى أفضل من سيدنا يحيى فهو من أولي العزم صلى الله عليهما وسلم .
* دلالة تكرار الاسم في نفس الموضع
عندما يكون الاسمان المكرران معرفتين.. دل على أن الأول هو نفس الثاني غالبا ليدل على المعهود.
مثال ذلك قوله تعالى في سورة الفاتحة: " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ .. ".
فالصراط في المَوضع الأول معرفة بأل.. وبالثاني معرفة بالإضافة ..
والمراد بالاسم الأول الاسم الثاني.. فصراط الذين أنعم الله عليهم هو نفس الصراط المستقيم.
وانظر: الصافات 158 ، والزمر2-3 ، وغافر 9.
أما إذا كان الاسمان المكرران نكرة .. فإن الأول غير الثاني غالبا لأن تكرار النكرة يدل على تعددها.. فالنكرة الأولى غير النكرة الثانية.
مثال ذلك قوله تعالى في سورة سبأ:
" وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ... ".
فالشهر الثاني غير الشهر الأول.. ويكون المجموع شهران.
كل هذا مقدمة لتوضيح الإعجاز البياني في سورة الشرح عند تفسير قوله تعالى :
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5)إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6) ".
" العُسر " مكرر وهو عسر واحد ( العسر الأول هو العسر الثاني فكلاهما معرفة ).
" يُسر " مكرر ولكنهما يسران ( اليسر الأول غير اليسر الثاني فكلاهما نكرة ).
إن السورة الكريمة تأتي في سياق يتحدث عن تبشير أصحاب الابتلاء والمحنة والضيق والعسر.. بأن ذلك كله سيزول .. وسيحل اليسر مكانه مضاعفا..
إن مقصد هذه السورة بعث الأمل في صدر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه من الدعاة المبتلين وتخفيفا عنهم وبعث الأمل في نفوسهم.
ولذلك جاءت نسبة العسر إلى اليسر واحد إلى اثنين ( 2:1 ) حتى ينتظر المسلم المبتلى اليسرَ بأمل عريض وصبر جميل.
وقد ورد في الأثر " لن يغلب عسر يسرين ".
قال الشاعر العتبي:
ألا يا أيها المرء الذي الهم به برح
إذا اشتدت بك البلوى ففكر في " ألم نشرح "
فعسر بين يسرين إذا أبصرته فافرح
وهذا دليل على فهم العرب للإعجاز البياني في القرآن الكريم على السليقة.
* " تستطع " و " تسطع " ، " اسطاعوا " و " استطاعوا "
ذكر الله تعالى في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر في سورة الكهف ثلاثة أحداث أثارت اعتراض سيدنا موسى وهي خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار بدون أجر.. وقبل أن يفارق الخضر سيدنا موسى ذكر له الحكمة من الثلاثة أفعال... ولكنه قبل أن يؤوِّل سببها قال له:
" هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78)".
وبعدما أول لسيدنا موسى الأحداث قال له: " ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82) "
أثبت الفاء في " تستطع" وحذفها في " تسطع " فما الحكمة من ذلك ؟؟
لقد راعى السياق القرآني الحالة النفسية لسيدنا موسى عليه السلام قبل أن يعرف تأويل سبب تلك الأفعال التي أنكرها فناسَب إظهار التاء في " تستطع " لبيان ثقل هذا الأمر عليه بسبب الهم والفكر الحائر. فصار بناء الفعل ثقيلا ( خمسة أحرف ) فناسب ثقل الهم ثقل بناء الفعل.
وحذف التاء من كلمة " تسطع " مما جعل بناء الفعل مخففا ( أربعة أحرف) وهذا التخفيف مناسب للتخفيف في مشاعر سيدنا موسى بعد أن علم الحكمة من أفعال الخضر فارتاحت نفسه وزال ثقلها.
ومثل ذلك في نفس السورة الكريمة عند الحديث عن سد ذي القرنين الذي بناه ليمنع خروج يأجوج ومأجوج قال تعالى:
" فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا(97) ".
معنى يظهروه: يتسلقوه .... ومعنى نقباً : نقضه بالحفر.
حذفت التاء في " فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ " لأن المعنى هو عدم استطاعتهم تسلق السد لكونه أملسا وخاليا من أي نتوء يمكن الإمساك به.
وبما أن التسلق يحتاج خفة ورشاقة ومهارة ... وكلما كان الشخص أخف كان تسلقه أسهل.. جاء تخفيف بناء الفعل كأنه يشارك المتسلق في تحمل بعض أحماله.
أما " ومَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " أثبت التاء لأن ثقب الجدار يحتاج معدات ثقيلة فكلما كانت المعدات أثقل كان النقب في السد أيسر.. وكذلك لأن النقب يحتاج إلى جهد عضلي أكبر.
وهنالك قاعدة بلاغية تقول" الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى".
* " نبغِ" و " نبغي ":
قال تعالى في سورة يوسف:
" وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ(65)".
ولكنه قال في سورة الكهف:
" قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا(63)قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا(64)فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا(65)".فما الحكمة من إثبات ياء نبغي في سورة يوسف وحذفها في سورة الكهف ؟؟
في سورة يوسف جاء إثباتها على الأصل.. وذلك لبيان أن ذلك هو غاية ما يريدونه ويطلبونه.. فالطعام الذي أحضروه من مصر هو المُراد لذاته... كمال تمام الحرف ناسب كمال تمام الغاية.
( ما ) هنا استفهامية ... و ( ما ) في سورة الكهف اسم موصول.
أما في سورة الكهف فلم يكن فقدان الحوت هو الغاية والهدف الرئيس ، لأن غايته هي الالتقاء بالخضر فكان الفقدان وسيلة وليس غاية... فناسب نقصان تمام الحرف نقصان تمام الغاية.
* " تفرقوا " و " تتفرقوا "
قال تعالى في سورة آل عمران:
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..".
ولكن في سورة الشورى:
" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ...".
والسبب في ذلك أن الخطاب في سورة آل عمران للأمة المسلمة وهي أمة واحدة فناسب أن يكون الفعل بتاء واحدة.
بينما السياق في سورة الشورى عن الإخبار بما وصى به الله تعالى الأمم السابقة التي بعث الله فيها باقي أولي العزم من الرسل وهي أمم عديدة مختلفة بينها أعوام طويلة جدا.
فناسب تعدد التاءات في الفعل تنوع الأقوام وطول الزمان التي عاشته مجموع هذه الأمم زيادة حرف آخر له.
ومن حكمة ذلك أيضا أن الأمة الإسلامية منهية عن أدنى اختلاف قلت نسبته لأن ذلك يوهنها فدل على تحريم أي شيء من الاختلاف مهما قل.
ولكن هذا المعنى غير مراد في الأمم الأخرى لأنها انتهت.. فلم يحذف من فعلها شيء فبقي على حاله.
حكمة أخرى: سورة الشورى ذكر فيها الفعل مرتين مرة بصيغة المضارع ومرة بصيغة الماضي : " وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .... وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ".
أما في سياق آيات سورة آل عمران فقد ذكرت مرة واحدة فقط ولذلك جاء الفعل بتاء واحدة.
وهكذا هو السياق القرآني المعجز.. يختار الحروف التي تتوافق مع السياق وتتناسب مع المعنى والصياغة ، فقد تقل الحروف في اللفظ وقد تزيد .. ويُحذف الحرف حذفا مقصودا ويُثبت كذلك.. لخدمة بيان المعنى المراد في أروع صورة بلاغية.
وهنا لا مجال للحديث بأن السبب في ذلك هو مراعاة الفاصلة فقط..
بل كل شيء يتم بأعلى درجات الدقة والتوازن...
دقة عجزت عقول البشر عن اختراع شبيه لها
وسبحان الله منزل القرآن
* " يشاق الله " و " يشاقق الله ورسوله " :
تحدث القرآن الكريم عن معاداة الكافرين لله ولرسوله .. ولكنه عبر عن ذلك بتعبيرين متفاوتين:
ففي سورة الأنفال قال تعالى :
" وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(13) ".
ولكنه قال في سورة الحشر :
" وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4) ".
الفرق في التعبير بين الآيتين في : ذكر كلمة " رسوله ".
لبيان سبب ذلك نرجع إلى سياق الآيتين الكريمتين.. فآية الأنفال تتحدث عن المشركين وعداوتهم عداوة واضحة مكشوفة للنبوة والرسالة.. لكونهم أنكروا نبيا من البشر يرسل إليهم.. ولأنهم أنكروا كون محمد صلى الله عليه وسلم يتيما فقيرا فهم يريدون رجلا غنيا .
فهنالك عداوة مزدوجة لله ولسيدنا محمد بشخصه صلى الله عليه وسلم.
ولسان حالهم يقول : لو أرسل الله رسولا وفق الشروط الخاصة التي نضعها للرسول لآمنا به.
أما الكلام في سورة الحشر فهو عن اليهود الذين يحاربون الإسلام مهما كان النبي المرسل إليهم.
فهم حاربوا الإسلام الذي جاء به الأنبياء منذ عهد سيدنا موسى عليه السلام مرورا بسيدنا عيسى عليه السلام وانتهاء بالرسول الخاتم محمد عليه السلام.
فهم يعادون النبي لا لشخصه بل لوظيفته ... فمهما كان النبي فاليهود له مشاقون..
وسبب آخر: أن سياق آية الأنفال يتحدث عن غزوة بدر الكبرى التي كان فيها قتال وتماس مباشر بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ولهذا كان شقاق الرسول واضحا.
بينما سياق سورة الحشر في غزوة بني النضير التي لم يحدث فيها قتال مباشر بل كان حصارا لديارهم ثم استسلامهم.
* ذكر " والمؤمنون " وحذفها :
وردت آيتان كريمتان تتحدثان عن أمر واحد في سورة واحدة ... ومع ذلك اختلف التعبير في كل منها :
أخبر الله تعالى بأنه سيرى العمل هو ورسوله في قوله تعالى في سورة التوبة :
" وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(94) ".
وأخبر في آية تالية في نفس السورة بأنه سيرى عملهم هو ورسوله والمؤمنون وذلك في قوله تعالى:
" وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(105) ".
الآية الأولى كانت في سياق الحديث عن المنافقين ... وهم كفار اتخذوا وسيلة إظهار الإسلام وإبطان الكفر محاولة يائسة لنقض الإسلام من داخله ... أما الثانية فقد جاءت في سياق الحديث عن المؤمنين الصالحين ودعوتهم إلى العمل الصالح وخاصة دفع الزكاة.
جاء حذف كلمة " والمؤمنون " في سياق الآية الأولى لأن الكلام فيها عن المنافقين ... ولطبيعة النفاق فإن المسلمين لا يعلمون ما يخفي المنافق في قلبه، لأنهم لا يعلمون الغيب.
والله تبارك وتعالى عالم السر وأخفى أخبر سيدنا محمدا بأسمائهم كلهم .
هم قدموا أعذارهم المقبولة ظاهريا أمام المسلمين ولكن الله ورسوله يعلمان كذبها ، لكن باقي المؤمنين لا يعلمون ذلك .
أما في الآية الثاني فهي في سياق الحديث عن أعمال المسلمين الظاهرة المكشوفة من صلاة وزكاة ... يراها إخوانهم المسلمون ويطلعون عليها .
وهناك قضية أخرى وهي سر التعبير ب ( ثم ) في الآية الأولى والتعبير بالواو في الآية الثانية.
بيَّن ذلك الكرماني بقوله : " الآية الأولى في المنافقين ولا يطلع على ضمائرهم إلا الله ثم رسوله بإطلاع الله إياه... والثانية في المؤمنين وطاعات المؤمنين وعاداتهم الظاهرة لله ولرسوله وللمؤمنين.....
وختم آية المنافقين بقوله " ثم تردون " فقطعه عن الأول لأنه وعيد ......
وختم آية المؤمنين بقوله " وستردون " لأنه وعد ... فبناه على قوله " فسيرى الله عملكم "..."
وفي اختلاف التعبير دلالة أيضا على استعجال الوعد وعدم استعجال الوعيد :
وعدُ الله للمؤمنين بقبول أعمالهم مباشرة ... فالصدقة تقع في يد الله تعالى قبل وقوعها في يد الفقير... وفي ذلك إشارة إلى عاجل بشرى المؤمن.
ووعيد الكفار بفضحهم وتعذيبهم في نار جهنم .. إن لم يتوبوا :
( ثم ) تفيد الترتيب مع التراخي.. وهي تحمل معنى إمهالهم وعدم التعجيل بعذابهم لفتح باب التوبة لهم ليعودوا ...وإلافلا يظنون إن طال بهم الأمد أن الله راضٍ عنهم أو نسيهم .... إن الله يمهل ولا يهمل... فإن لم ينالوا عذابهم في الدنيا ... فعذاب الآخرة أشد .فهل أحلم من الله على عباده ..
* نكرة مكررة ثلاث مرات في آية واحدة :
قال تعالى في سورة الروم:
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ(54) ".
يجب التذكير بالقاعدة البيانية: أن النكرة إذا تكررت فإنها في كل مرة تفيد معنى جديداً.
( ضعف ) نكرة تكرارها في نفس الموضع يفيد أن الضعف الأول غير الثاني وغير الثالث.
المراد بالضعف الأول: النطفة ( ضعيفة فهي ماء مهين ).
والضعف الثاني: الطفولة ( لأنه بحاجة إلى رعاية أمه في مرحلة الرضاع وعناية خاصة حتى يجتاز مرحلة المراهقة ويصل البلوغ ).
والضعف الثالث: الشيخوخة ( لأنه يعود في مرحلة الشيخوخة ضعيفا عاجزا.. ضعيف الفكر.. ضعيف الحركة والسعي والنشاط ).
واللطيف في الآية أن ( قوة ) وردت نكرة وكررت مرتين.
إذاً.. القوة غير القوة .
القوة الأولى: قوة فترة الصبا ( الصبي قوي مندفع كثير الحركة ).
القوة الثانية: قوة الشباب ( قوة الجسم والمشاعر والأحاسيس والهمة والعزيمة والانطلاق في الفكر والأحلام والطموح ).
" ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا "
القوة الأولى تقود إلى القوة الثانية.
هذه الآية الكريمة تلخص حياة الإنسان على الأرض وأنها تقوم على خمس مراحل:
1.الضعف : وهو جنين في بطن أمه .
2.الضعف : وهو رضيع في حضن أمه .
3.القوة : وهو صبي مندفع .
4.القوة : وهو شاب نشيط فاعل .
5.الضعف : وهو شيخ عجوز هرم ..
هنا روعة الإعجاز البياني القرآني .. التعبير الحق البليغ .. عن أدق التفاصيل .. بأقل عدد من الكلمات.. في نظم محكم بديع.. دون أن يخل بالسياق ... في جرْس موسيقي يأخذ بالألباب .
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
* قدّم المفعول به في " إياك نعبد وإياك نستعين " ولم يقدمه في " اهدنا الصراط المستقيم " وذلك في سورة الفاتحة:
إياك : ضمير منفصل ( مفعول به ) مقدم على فعليه : نعبد ، نستعين .
اهدنا : نا ( مفعول به أول ) والصراط مفعول به ثان .
فلماذا لم يقدم هذا المفعول به فيصير : إيانا اهد . كما قال قبلها إياك نعبد ؟؟
سبب تقديمه في الأولى هو الاختصاص فالعبادة لا تكون إلا لله ومن عبد غير الله واستعان بغيره فقد كفر..
ومن هنا تظهر حكمة التقديم لغرض إيماني من خلال هذا الأسلوب البلاغي.
وذلك مثل قوله تعالى: " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " .
أما عدم تقديمه في " اهدنا الصراط المستقيم " لأن طلب الاختصاص في الهداية لا يصح فالله يهدي من يشاء.. وهم كثيرون.
فيجوز لك أن تقول : اللهم اهدني وارزقني .... أي جعلني في زمرة من كتبت لهم الهداية والرزق.
ولا يجوز لك أن تقول : إياي اهد ، إياي ارزق ... بمعنى اللهم اهدني وحدي وارزقني وحدي. فالمسلم ليس أنانياً.
* تقديم " لا فيها غول "
قال تعالى في وصف خمر الجنة التي أعدها لعباده المؤمنين:
" يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ(45)بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ(46)لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ(47) ".الصافات
هذه الخمر ليس فيها غَول (الكحول).. فهي لا تغتال عقولهم بسبب ما تسببه من سكرٍ وصداع وفقدان للعقل والاتزان.
أي منزوع عنها ما يسبب الإسكار (الغَول).
وتقديم " لا فيها غول " للاختصاص.. أي أن خمر الجنة لا تغتال عقول المؤمنين وإنما هي شراب لذيذ.. فإن كانت خمر الدنيا تغتال عقول شاربيها.. فإن خمر الجنة اختصت بعدم ذلك. كما أن هذا التقديم في سياق النفي يدل على تفضيل خمر الجنة على خمر الدنيا.
تقديم القتل على الموت وعكسه في نفس الموضع:
من روائع التقديم والتأخير في بيان القرآن الكريم المعجز ورود آيتين متتابعتين قدم اللفظ في الأولى وأخر اللفظ نفسه في الثانية:
قال تعالى في سورة آل عمران:
" وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(157)وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ
(158) ".
الآيات الكريمة في سياق غزوة أحد .. والتي كان فيها من الشهداء ما هو معلوم .. وبما أن الموت في سبيل الله هو أشرف موت وأعظمه أجرا عند الله.. قدم القتل على الموت.
وهذا غير مُراد الآية الثانية التي تتحدث عن سنة الله على جميع الناس بالموت.
وبما أن الموت على الفراش هو الأعم والأغلب فمعظم الناس يموتون ميتة طبيعية قدم الموت.
والدليل على أن المقصود في الثانية هو بيان سنة الله في الناس كافة هو عدم اقتران القتل فيها بعبارة " في سبيل الله " التي اقترنت بها في الآية الأولى.
وشتان بين قتل الشهيد وقتل الإنسان العادي
فالشهيد ينال رحمة من الله ومغفرة لذنوبه كما هي عقيدة المسلمين وهذا ما أكدته الآية الأولى. وهذا ليس إلا للمسلمين...
وبما أن القتل بشكل عام ( للمسلمين وغيرهم ) يكون فيه ظالم ومظلوم ... يجب أن يكون هنالك حكم عدل يفصل بينهم ....فمتى يُنتصف للمظلوم
يُنتصف له يوم القيامة ... حيث يُحشر الجميع بين يدي الله ... الظالم والمظلوم..
فقد يكون القاتل هو المظلوم .. والمقتول هو الظالم ...
ولهذا جاء التعبير الإعجازي في الآية الثانية
" لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ".




رد مع اقتباس
قديم 5 - 8 - 2014, 04:33 AM   #6



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



كيف نقرأ سورة الفاتحة؟
الأجيال العربيّة النّاشئة، وكما يبرز من خلال دراسات متعدّدة في العقود الأخيرة، تواجه مشكلة كبيرة في فهم المقروء. هذه المشكلة تزداد عواصةً مع تسارع تدفّق المعاني المُستَحدَثة على اللّغة العربيّة من جهة، ومع انعدام خزن هذه المعاني والدّلالات في معاجم دقيقة تكون مُتاحَةً لكلّ طالب علم. وإذا كانت هذه هي حال الأجيال النّاشئة مع معرفة اللّغة العربيّة المعاصرة، مع فهمها ومع مساءلتها، فكم بالحريّ في كلّ ما يتعلّق بحال هذه الأجيال مع معرفة اللّغة التّراثيّة، ناهيك عن فهمها ومساءلتها.


تأخذ هذه المسألة بُعدًا آخر في حال كون النّصّ المراد فَهْمُه مُتّسمًا بالقداسة في عرف مَنْ يؤمن بقداسة النّصّ. ففي حال كهذه تصبح مساءلة النّصّ مهمّة غير سهلة بالمرّة، نظرًا لذلك الجانب العاطفي الّذي يخيّم على ذهن القارئ المؤمن ناصبًا فوقه ستارًا من الرّهبة يحدّ من إمكانيّة سبر أغوار النّصّ.

سأقوم في هذه المقالة بقراءة اختباريّة تشكّل نموذجًا يُحْتَذَى لقراءات من هذا النّوع يمكن أن يقوم بها كلّ قارئ آخر إذا وجد في نفسه رغبة بذلك. ومن خلال هذه القراءة سأعرضُ بعض ما يمكن أن يتوصّل إليه الباحث عن الحقيقة من خلال قراءة لأحد أهمّ النّصوص المؤَسِّسَة للحضارة العربيّة الإسلاميّة على الإطلاق. والنّص الّذي أعنيه هو سورة الفاتحة في القرآن الكريم.
***
بادئ ذي بدء، ها هو نصّ السّورة في القرآن المتداول في العالمين العربي والإسلامي:
"بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمدُ لله ربّ العالمين، الرّحمن الرّحيم، مالك يوم الدّين، إيّاك تعبدُ وإيّاك نستعين، اهدنا الصّراطَ المستقيم، صراطَ الّذين أنعمتَ عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين".
وقبل الدّخول في صلب الموضوع نقول، إنّ المشهور هو كون هذه السّورة قد نزلت بمكّة، غير أنّ ثمّة روايات أخرى تقول بأنّها نزلت في المدينة، كما أنّ هنالك روايات تقول إنها نزلت مرّتين، مرّة في مكّة ومرّة في المدينة. يذكر السيوطي: "وأخرج وكيع في تفسيره عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة. وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة." (السيوطي، الدر المنثور).

فأمّا من حيث الأهميّة المعزوّة لهذا النّصّ، فهنالك إجماع بين فقهاء المسلمين على مدى أهميّة سورة الفاتحة، إذ أنّ المسلم يقوم بترديد هذه السّورة سبع عشر مرّة في اليوم على الأقلّ. ناهيك عن أنّ الصّلاة بدون ترديد سورة الفاتحة تُعتبر باطلة لاغية. إنّ كثرة الأسماء الّتي تُطلق على هذه السّورة خير شاهد على أهميّتها، ومن بين هذه الأسماء: أمّ الكتاب، وأمّ القرآن، والكافية، والشّافية، والحمد، والصّلاة، والشّكر وغيرها، غير أنّ الفاتحة هو الاسم الأشهر لهذه السّورة لانّ القرآن يفتتح بها.

لقد لخّص سيّد قطب نظرته تجاه سورة الفاتحة قائلاً: "إنّ في هذه السورة من كلّيات العقيدة الإسلامية، وكلّيات التصوّر الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجيهات، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة، وحكمة بطلان كُلّ صلاة لا تُذكر فيها"، (سيّد قطب، في ظلال القرآن).

إنّ هذا التّصوّر الّذي يعرضه سيّد قطب يستند إلى أحاديث وروايات قد أجمع عليها المسلمون على جميع مذاهبهم وعلى مرّ العصور. فقد أخرج البخاري في صحيحه أنّ النّبي ص قال لأبي سعيد بن المعلَّى:"لأُعَلّمَنّك سورةً هي أعظمُ السور في القرآن: الحمد لله ربّ العالمين، هي السّبعُ المَثاني وَالقُرآنُ العظيم الذي أُوتيتُه". كما روي عن أبي هريرة الحديث النّبوي: مَنْ صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج..." (صحيح مسلم، سنن البيهقي، سنن أبي داود)، أو الحديث النّبوي الذي يقول: "لا صَلاةَ لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" (سنن التّرمذي).

إذن، وبالاستناد إلى ما روى لنا السّلف، ما من شكّ في أنّ هذه السّورة هي ذات مكانة خاصّة وجوهريّة في المنظور الإسلامي. ولهذا السّبب أيضًا فإنّ قراءة متأنّية للسّورة وللقضايا الّتي قد تطرحها من شأنها أن تلقي أضواء كاشفة على جوانب خافية عن أبصار العامّة، كما من شأن قراءة كهذه أن تثير أسئلة تُفضي إلى إجابات قد يكون العامّة من المؤمنين بحاجة إليها من أجل توسيع رقعة معارفهم بمعتقداتهم هم. إنّ توسيع رقعة المعارف من شأنها أن تفكّ أسر المؤمنين من قيود العاطفة الّتي طالما شكّلت كابتًا لأفكارهم، كاتمًا لعقولهم، ومن شأن قراءة كهذه أن تفتح مصاريع جديدة على قراءات أخرى لمجمل النّصوص التّراثيّة ممّا يزيدها غنى ويزيد المؤمن بها معرفة تتّسع بها آفاقه.
***
والأسئلة الّتي تعلو من قراءة سورة الفاتحة يمكن تقسيمها إلى عدّة مجالات:
أوّلاً:نهائيّة النّصّ.
ثانيًا: المجال اللّغوي
ثالثًا: المجال المفاهيمي، أو تفسير النّصّ.
أوّلاً: نهائيّة النّصّ

هنالك إجماع بين علماء المسلمين، من سنّة وشيعة، على أنّ النّصّ القرآني، كما هو بين أيدينا، هو النّصّ الإلهي النّهائي الّذي أُنزل على محمّد عبر الملاك جبريل، وأنّ من يقول بغير ذلك فلا يُعبأ برأيه. ويستندون في ذلك إلى آيات قرآنيّة، مثل: "إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون" (سورة التوبة).

في هذا السّياق يورد السيّد علي الحسيني الميلاني رواية لتعزيز موقف انتفاء التّحريف عن القرآن: "وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يعلّم الناس القرآن...فكان كلّما نزل عليه الوحي حفظ الآية الكريمة أو السورة المباركة، وأمرَ الكُتّاب بكتابتها ثمّ أبلغها الناس، وأقرأها القرّاء واستحفظهم إيّاها...وهكذا كانت الآيات تحفظ بألفاظها ومعانيها." (الميلاني، التّحقيق في نفي التّحريف عن القرآن الشّريف، المقدّمة). كما يورد الميلاني، نقلاً عن كتاب الوافية في الأصول، قول العلاّمة التّوني بخصوص النّصّ القرآني: "والمشهورُ أنّه محفوظٌ ومضبوطٌ كما أُنزل، لم يتبّدلْ ولم يتغيّر". ثمّ يضيف الميلاني: "ولو أردنا أن ننقل كلمات هؤلاء الأعاظم من علماء الشيعة في هذا المضمار لطال بنا المقام ، فمثلاً يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: "وإنّ الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه... وإنّه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة، وعلى هذا إجماعهم. ومن ذهبَ منهم أو من غيرهم من فرق المسلمين إلى موجود نقصٍ فيه أو تحريف فهو مخطئ يردّه نصّ الكتاب العظيم "إنّا نحنُ نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون"، (الميلاني، التّحقيق في نفي التّحريف).

ومن بين الآيات الّتي يوردونها لنفي التّحريف يذكرون الآية الّتي تنصّ على أنّ القرآن "لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه" (سورة فصّلت 42). وكما يذكر الطبري في تفسيره لهذه الآية:" لا يستطيع ذو باطل بكيده تغييره بكيده، وتبديل شيء من معانيه عمّا هو به. أو كما يضيف القرطبي في تفسيره: "لا يستطيع أن يُغيّر ولا يزيد ولا ينقص". وها هو ابن بابويه، من القرن الرّابع الهجري، يقول أيضًا في كتابه معاني الأخبار: "أجمعت الفرقُ على أنّ القرآن صحيحٌ لم يغيّر ولم يبدّل ولم يزد فيه ولم ينقص منه" (فتح الله المحمّدي، سلامة القرآن من التّحريف، ص 135).

إنّ هذه النّظرة القائلة بانتفاء التّحريف عن النّصّ القرآني تستند إلى رؤية النصّ القرآني على أنّه كلام الله المنزل، وهو على هذه الصيغة مثلما نزل على محمد. هذه النّظرة بشأن نهائيّة النّصّ القرآني بوصفه كلام الله الّذي لم يدخله تحريف أو تغيير بأيّ حال هي النّظرة الّتي تحظى بإجماع علماء المسلمين، قديمًا وحديثًا. لكنّ السّؤال الّذي لا نجد مناصًا من طرحه هو، هل تصمد هذه النّظرة أمام ما نقف عليه في تضاعيف النّصوص التّراثيّة الّتي حفظها لنا السّلف؟

***
وقبل الخوض في الكلام عن سورة الفاتحة، نشاهد أنّ ثمّة خلافًا حول عدد الآيات في هذه السّورة. إذ أنّ البعض لا يعدّ البسملة جزءًا من هذه السّورة. أي، منذ البداية نرى أن ليس ثمّة إجماع على هذا الأمر المتعلّق بسورة لا يتعدّى عدد آياتها السّبع. وهذه البسملة كما في سائر السّور تشكّل فاصلاً فارقًا بين سورة وأخرى، ليس إلاّ. وإذا انتقلنا إلى نصّ الفاتحة ذاته لوجدنا أيضًا أنّ ثمّة خلاف بشأن نهائيّة هذا النّصّ. فها هو البغوي يورد رواية تُظهر اختلافًا بخصوص النّصّ مُستندًا على قراءة عمر بن الخطّاب للفاتحة: "وقرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين" (تفسير البغوي للآية، وشبيه بهذه القراءة في سنن سعيد بن منصور، وفي كتاب المصاحف لابن داود)، أي أنّ عمر بن الخطاب يقرأ "من" بدل "الّذين"، كما تظهر في النّصّ المتداول بين المسلمين. وفي رواية أخرى يظهر أنّه ليس عمر بن الخطاب فحسب كان يقرأ هذه القراءة، بل أيضًا عبدالله بن الزبير يقرأ الفاتحة قراءة شبيهة(السيوطي: الدّر المنثور، القاسم بن سلاّم: فضائل القرآن). وها هو المجلسي يورد رواية أخرى فيها تأكيد على هذه القراءة: "وقرأ رجل على أبي عبدالله عليه السلام سورة الحمد على ما في المصحف، فرد عليه وقال اقرأ: "صراط مَنْ أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين"، (المجلسي: بحار الأنوار). وكذلك نرى في تفسير القمّي: "اهدنا الصراط المستقيم صراط من انعمت عليهم وغير المغضوب عليهم ولا الضالين".

كثيرة هي الأمثلة عن اختلاف القراءات في النّصّ القرآني، ولعلّ المثال الطرّيف التّالي يوضّح كيفيّة حصول هذه القراءات المختلفة، ما يدلّ في نهاية المطاف على أنّ النّصّ المشهور للقرآن قد تعرّض على مرّ السّنوات إلى عمليّة تحرير حتّى وصل إلى هذا الإجماع بخصوص النّصّ الّذي بين أيدينا. فها هو السيوطي يورد رواية الطبري وابن الأنباري عن قراءة ابن عباس بخصوص الآية 31 من سورة الرعد "أفلم يتبيّن الذين آمنوا" فقيل له إنّها في لمصحف "أفلم ييأس"، فقال: أظنّ الكاتب كتبها وهو ناعس" (أنظر: السيوطي، الدر المنثور، ج 4، ص 118. أنظر أيضًا: تفسير الطبري ج 18 ص 136؛ إبن حجر العسقلاني، فتح الباري ج 8 ص 475؛ أبو عبيد، فضائل القرآن، ج 2 ص 123 ح 624). فكم من الكتبة الّذين عملوا على تدوين هذه النّصوص قد غلب عليهم النّعاس على مرّ العقود والقرون بينما كانوا ينقلون هذه النّصوص ويدوّنونها؟

ثانيًا: المجال اللّغوي – عربيّ

يُجمع المسلمون على أنّ القرآن نزل بلغة عربيّة سليمة ومعجزة: "إناّ جعلناه قرآنًا عربيًّا" (سورة الزّخرف ?)، أي، كما يقول الطّبري: "أنزلناه قرآنًا عربيًّا بلسان العرب، إذْ كُنتم أيّها المُنذَرون من رهط محمّد عربًا"، وذلك لكي تفهموا معانيه ومقاصده ومواعظه. "وَلَمْ يُنْزِلهُ بلسان العجم فيجعله أعجميًّا فتقولوا: نحن عرب، وهذا كلام أعجميّ لا نَفْقَه مَعَانِيه"، (تفسير الطبري للآية)، أو: "لأنّ كلّ نبيّ أنزل كتابه بلسان قومه"، (تفسير القرطبي للآية). أمّا ابن كثير فيقول: "أنزلناه بلغة العرب فصيحًا واضحًا... تفهمونه وتتدبّرونه" (تفسير ابن كثير للآية). بل ويذهب البعض إلى أبعدَ من ذلك، حيث يقولون: لقد نزل القرآن عربيًّا لأنّ العربيّة هي لغة الملائكة: "لأنّ لسان أهل السّماء عربيّ"، كما رُوي عن مُقاتل (تفسير القرطبي للآية).

لكن، هل تصمد هذه الرؤيا أمام الواقع والحقائق الّتي تعلو من نصّ سورة الفاتحة؟ في الحقيقة بوسعنا أن نقول، إنّ سورة الفاتحة، وعلى قصرها، تحتوي على مصطلحات أعجميّة، وللتّحديد تحتوي على كلمتين ليستا عربيّتين بأيّ حال.

أوّلاً: كلمة صراط

فكلمة "صراط" الّتي تظهر في الفاتحة ليست عربيّة بأيّ حال. ومثلما عرّف القدماء ماهيّة الكلمة الأعجميّة، فقد ذكر أهل اللّغة أنّ الكلمة الأعجميّة تبقى أعجميّة حتّى وإن نُقلت إلى العربيّة، وهنالك طرق وقواعد مختلفة لمعرفة العجمة في اللّغة العربيّة، وقد وقف عليها السّيوطي في مؤلّفة "الاقتراح في أصول النّحو". ومن بين هذه الطّرق: أن يُعرَف بالنّقل عن إمام من أئمّة العربيّة، أو أن يكون خارجًا عن أوزان الأسماء العربيّة، أو أن يكون أوّله نون ثمّ راء مثل كلمة "نرجس"، أو أن يكون آخره دال بعدها زاي، مثل كلمة "مهندز"، أو أن يجتمع فيه الجيم والصّاد مثل كلمة "صولجان"، أو الجيم والقاف، مثل "منجنيق"، أو الصّاد والطّاء مثل "صراط"، وغيره. أي أنّ اجتماع الصاد والطاء في كلمة "صراط" هو الدّليل على كون هذه الكلمة أعجميّة، وليست لسانًا عربيًّا مبينًا. وفي الحقيقة فإنّ أصل هذه الكلمة يعود إلى اللاتينيّة (strata)، أي الطريق المشقوقة المستقيمة، ومن اللغة اللاّتينية انتقلت الكلمة إلى العربيّة، فتصحّفت من "صطراطا"اللاتينية لتصبح صراط بالعربية. وقد وقف المفسرون الأقدمون على ذلك أيضًا كما نقرأ لدى القرطبي والسيوطي: "الصراط: حكى النقاش وابن الجوزي أنه الطريق بلغة الروم." (القرطبي: تفسير الآية، السيوطي: الإتقان في علوم القرآن).

وهنالك الكثير من المفردات الأجنبيّة في النّصّ القرآني: "وقال أبو بكر الواسطي في كتابه الإرشاد في القراءات العشر: في القرآن من اللغات خمسون لغة... ومن غير العربية: الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط" (السّيوطي، الإتقان في علوم القرآن). كما أنّ هنالك من يرى أنّ كلمة صراط هي تعريب لجينواد الفارسيّة الّتي تعني الجسر.

ثانيًا: كلمة رحمن

فلو ذهبنا إلى لسان العرب نتوخّى الوصول إلى أصل هذه الكلمة ومدلولها، فماذا نجد؟ "قال الزّجّاج: الرّحمن اسمٌ من أسماء اللّه عزّ وجلّ مذكورٌ في الكتب الأُوَل، ولم يكونوا يعرفونه من أسماء اللّه. قال أبو الحسن: أراه يعني أصحاب الكُتب الأُوَل. قال الأزهري: ولا يجوز أن يُقال رحمن إلاّ لله عزّ وجلّ. وحكى الأزهري عن أبي العبّاس في قوله -الرّحمن الرّحيم-: جمعَ بينهما لأنّ الرّحمن عبرانيّ والرّحيم عربيّ". (لسان العرب: مادة رحم). وبمثل هذا الرأي يروي السيوطي عن المبرد وثعلب بشأن كلمة الرحمن: "ذهب المبرد وثعلب إلى أنّه عبراني وأصله بالخاء المعجمة" (السيوطي: الإتقان في علوم القرآن). أي أنّ كلمة رحمن ليست عربيّة وإنّما هي مأخوذة من الكتب الأول، أي من التوراة العبريّة، كما يذكر الأقدمون.

من هنا يتّضح أنّ سورة الفاتحة، على قصرها، تحتوي على كلمتين لا يمكن أن نطلق عليهما "لسانًا عربيًّا مبينًا"، فواحدة لاتينيّة - أي أعجميّة، والعجمة ليست من البيان وليست من السّحر كما يقول العرب، والكلمة الأخرى من العبرانيّة. إنّ كلمة رحمن العبرانيّة هي بالحاء، أمّا السيوطي فينقل عن ثعلب والمبرد بأنّ أصلها عبراني بالخاء المعجمة، كما لو أنّ هؤلاء قد سمعوها بلكنة أوروبيّة أشكنازيّة، حيث يلفظ هؤلاء الحاء العبريّة خاء لصعوبة نطقها عليهم.

ثالثًا: المجال المفاهيمي

نصل الآن إلى نقطة فهم هذا النّصّ المؤسّس في العقيدة الإسلاميّة.

يُجمع علماء المسلمين على أنّ القرآن ذاته هو الأداة الأولى لتفسير ما التبس من نصوص فيه. فإذا التبس نصّ منه يُطلب تفسيره في نصّ آخر من نصوص القرآن، وما لم يُعثر على تفسير له في النّصوص القرآنيّة فإنّ السنّة النّبويّة هي الّتي تفسّر القرآن. ولمّا كانت سورة الفاتحة هي ذات مكانة مركزيّة في العقيدة الإسلاميّة، كما روي عن الرّسول: "هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته"، كما أخرج البخاري في الصّحيح، فإنّ تفسيرها يشكّل كاشفًا لبواطن هذه العقيدة. فإذا كان الصّراط يعني الطّريق البيّن الواضح، فما هو؟ روى البغوي: "الصراط المستقيم: قال ابن عباس وجابر: هو الإسلام وهو قول مقاتل، وقال ابن مسعود: هو القرآن وروي عن علي مرفوعا: -الصراط المستقيم كتاب الله-. وقال سعيد بن جبير: طريق الجنة ، وقال سهل بن عبد الله: طريق السنة والجماعة ، وقال بكر بن عبد الله المزني: طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو العالية والحسن: رسول الله وآله وصاحباه." (البغوي، معالم التنزيل). بينما تباينت الآراء فيما يخصّ المنعم عليهم ، كما روى القرطبي: "واختلف الناس في المنعم عليهم، فقال الجمهور من المفسرين: إنه أراد صراط النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين." (القرطبي: تفسير، السيوطي:الدّر المنثور).

أمّا المغضوب عليهم والضّالّون فقد أجمع المفسرون على أنّ: "المغضوب عليهم - هم اليهود والضالون هم النصارى، لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب...وحكم على النصارى بالضلال" (البغوي: معالم التنزيل، وكذلك في السيوطي: الدر المنثور، والقرطبي وابن كثير والطبري وسائر جماعة المفسّرين).

ولا يقتصر الأمر على المفسّرين القدماء والسّياقات التّاريخيّة القديمة، إذ أنّنا نرى حتّى الآن إجماعًا على هذا التّفسير، فحتّى كتب الأطفال الّتي تتطرّق للعقيدة مثل كتاب "تفسير القرآن الكريم" الّذي أعدّه سبعة من الأساتذة والعمداء في الأزهر وحظي بموافقة مجمع البحوث الإسلاميّة يذكر أنّ المغضوب عليهم "هم اليهود وأشباههم"، وأنّ الضّالّين "هم النّصارى وأشباههم".

ربّما كنّا الآن بحاجة إلى تفسير مصطلح "أشباههم" هذه الّتي ترد في تفسيرات أساتذة الأزهر لسورة الفاتحة.

وأخيرًا، إذا كانت السّورة جامعة لكلّيّات العقيدة الإسلاميّة كما ذكرنا، وأنّ صلاة المسلم لاغية بدونها، فما هو السّبيل المتبقّي أمام المسلم لحوار مع الحضارات الأخرى، في الوقت الّذي يعلّم فيه الأطفال منذ الصّغر على هذه النّظرة تجاه الآخر؟
والعقل وليّ التّوفيق!




رد مع اقتباس
قديم 6 - 8 - 2014, 05:35 PM   #7



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم




رد مع اقتباس
قديم 6 - 8 - 2014, 05:36 PM   #8



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴿الفرقان:53﴾

هـذه الآية الكريمة جاءت في مطلع الثلث الأخير من سورة الفرقان‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها سبع وسبعون‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم الكريم‏ (الفرقان‏),‏ وهو اسم من أسماء القرآن العظيم‏,‏ لكونه فارقا بين الحق والباطل‏..‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة الإسلامية‏,‏ ومن ركائزها‏:‏ تنزيه الله‏(‏تعالي‏)‏ عن كل وصف لا يليق بجلاله من مثل نسبة الولد زورا إليه‏,‏ والادعاء الباطل بوجود شركاء له في ملكه‏,‏ والهروب من الاعتراف بالحقيقة الجلية أنه تعالي خالق كل شيء بتقدير دقيق‏,‏ وحكمة بالغة‏,‏ وأن له‏(‏وحده‏)‏ ملك السماوات والأرض دون شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ وهي من صفات الألوهية الحقة‏..‏
وتبدأ سورة الفرقان بتمجيد الله وتعظيمه‏,‏ وبالتأكيد علي أنه‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي أنزل القرآن الكريم علي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فارقا بين الحق والباطل ليكون نذيرا للعالمين‏,‏ في كل وقت وفي كل حين‏;‏ وتنعي السورة الكريمة علي الذين كفروا إنكارهم لتلك الحقيقة القائمة‏,‏ وتطاولهم علي كل من كتاب الله وخاتم الأنبياء والمرسلين‏,‏ وإنكارهم ليوم الدين‏,‏ وترد عليهم بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما ‏[‏الفرقان‏:6].‏
كذلك تنعي عليهم تعنتهم بالاعتراض علي بشرية خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وعلي محدودية حظه من المال‏,‏ وعلي تنزل القرآن منجما‏,‏ وقد أنزل كل من الكتب السابقة دفعة واحدة‏;‏ وتطاولهم بطلب الرسالة السماوية من الملائكة مباشرة‏;‏ أو طلب رؤية الله جهرة حتي يؤمنوا به‏,‏ وهي صورة من صور الصلف الكافر الذي لا يفهم لمدلولات كل من الألوهية والنبوة والرسالة‏,‏ حقيقة ولا معني صحيحا‏...!!‏ وتعرض السورة الكريمة لشيء من مشاهد الآخرة‏,‏ ولعذاب الكافرين في نار جهنم‏,‏ وتقارن بين هذا العذاب المهين‏,‏ وبين تكريم الله للمتقين في جنات النعيم‏...!!‏
كما تعرض لمصارع المكذبين في عدد من الأمم السابقة علي هذه الأرض‏,‏ وإلي شيء من مصائرهم يوم القيامة‏,‏ وندمهم علي ما قد فرطوا فيه من حقوق الله وحقوق عباده‏,‏ وعلي انصرافهم عن اتباع الرسول الخاتم والنبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وتوليهم لأهل الكفر والشرك والضلال‏,‏ اتباعا لغواية الشيطان‏,‏ ولغواية الغاوين من بني الإنسان‏,‏ وعبادة لهوي النفس الذي يعمي ويصم عن رؤية الحق‏,‏ وعن الاستماع إلي حجيته ومنطقه فيهوي ذلك بالإنسان إلي ما دون مستوي البهائم‏..!!‏ ويشكو المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ إلي ربه هجر قومه للقرآن الكريم‏,‏ وهذه الشكوي كما كانت قائمة في زمن النبوة تظل قائمة في كل زمان يهجر فيه القرآن‏,‏ ويقصي عن مناط الحكم والتشريع‏...!!‏
وتعرج سورة الفرقان إلي تخفيف الأمر عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بتذكيره بأن كافة الأنبياء والمرسلين من قبله قد جوبهوا من قبل أهل الكفر والضلال بعداوة شديدة‏,‏ وبالتأكيد له علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ عالم بذلك‏,‏ مطلع عليه‏,‏ ومجاز به‏,‏ وتوصيه بالصبر والمصابرة‏,‏ وبمجاهدة الكافرين بما في القرآن العظيم من حق أبلج‏,‏ وتعينه علي ذلك بأمره بالتوكل علي الله‏(‏ تعالي‏),‏ الحي الذي لا يموت‏,‏ وبالتسبيح دوما بحمده‏,‏ وتعيد إلي ذاكرته‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن دوره هو دور البشير النذير‏..‏ وتقرر السورة الكريمة أن من صلف الكافرين وتطاولهم وضلالهم إنكار الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ وعبادة من دونه ما لا ينفعهم ولا يضرهم‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر علي ربه ظهيرا ‏[‏الفرقان‏:55]..‏
ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏ وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا‏[‏ الفرقان‏:60].‏ وفي المقابل تنتقل السورة الكريمة إلي استعراض عدد من صفات عباد الرحمن‏,‏ في مقارنة رائعة بين صفات أهل الحق وصفات أهل الباطل‏,‏ مؤكدة جزاء الصالحين بالخلود في جنات النعيم‏,‏ في حفاوة وتكريم من الله وملائكته‏,‏ وتنتهي بتأكيد هوان البشرية كلها علي الله‏(‏ تعالي‏)‏ لولا تلك الطائفة القليلة من عباده الصالحين الذين يعرفون معني الألوهية والربوبية الحقة لجلال الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ فيجأرون بالدعاء له طلبا لرحمته ورضوانه‏,‏ أما الغالبية الساحقة من البشر الذين كفروا بالله‏,‏ أو أشركوا به ما لم ينزل به سلطانا‏,‏ واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا‏,‏ لأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد تعهد أن يجزيهم بسوء أعمالهم جزاء ملزما‏..‏
وفي معرض الاستشهاد علي صدق ما جاء بهذه السورة المباركة وردت الإشارة إلي العديد من الآيات الكونية التي منها‏:
‏ ‏(1)‏ أن الله‏(‏تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء ومقدره تقديرا وفق علمه وحكمته وقدرته‏,‏ وأنه‏(‏تعالي‏)‏ هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض‏.‏
‏(2)‏ أن تشقق السماء بالغمام من بدايات انهيار النظام الكوني‏.‏
‏(3)‏ الإشارة إلي دوران الأرض حول محورها بمد الظل وقبضه‏.‏
‏(4)‏ تخصيص الليل للنوم والراحة‏,‏ وتخصيص النهار لليقظة والجري وراء المعايش‏.‏
‏(5)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو الذي ينزل من السماء ماء طهورا ليحيي به أرضا ميتة‏,‏ ويسقيه مما خلق أنعاما وأناسي كثيرا‏.‏
‏(6)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو‏...‏ الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا‏.‏
‏(7)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو‏...‏ الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا‏....‏
‏(8)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام‏(‏ أي ست مراحل متتالية‏).‏
‏(9)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو‏...‏ الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا‏.‏
‏(10)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو‏...‏ الذي جعل الليل والنهار خلفة‏...‏ وهي إشارة ضمنية رقيقة إلي حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏.‏ وكل آية من هذه الآيات الكونية العشر تحتاج إلي مناقشة موضوعية خاصة بها‏,‏ ولما كان المقام لا يتسع لذلك أجدني مضطرا لقصر الحديث هنا علي آية واحدة منها ألا وهي الآية الثالثة والخمسون المشار إليها هنا في النقطة السادسة أعلاه‏,‏ التي تصف التقاء ماء النهر العذب الفرات بماء البحر الملح الأجاج‏,‏ وقبل الولوج في ذلك أري لزاما علي أن أعرض لعدد من أقوال المفسرين السابقين في شرح هذه الآية الكريمة‏,‏ ولشرح دلالات الغريب من ألفاظها علي مسامع أهل عصرنا الذي نسي كثير من العرب فيه لغتهم الأم ولغة كتاب دينهم العظيم‏.‏




رد مع اقتباس
قديم 6 - 8 - 2014, 05:37 PM   #9



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



في تفسير الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏): ‏ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا‏(‏ الفرقان‏:53)..‏ ذكرابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:...‏ وقوله تعالي‏:(‏ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج‏)‏ أي خلق الماءين الحلو والمالح‏,‏ فالحلو كالأنهار والعيون والآبار‏.‏ قاله ابن جريج واختاره‏,‏ وهذا المعني لا شك فيه‏,‏ فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات‏,‏ والله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ إنما أخبر بالواقع لينبه العباد إلي نعمه عليهم ليشكروه‏,‏ فالبحر العذب فرقه الله تعالي بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارا أو عيونا في كل أرض‏,‏ بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم‏,‏ وقوله تعالي‏:(‏ وهذا ملح أجاج‏)‏ أي مالح‏,‏ مر‏,‏ زعاف لا يستساغ‏,‏ وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب‏,‏ البحر المحيط وبحر فارس وبحر الصين والهند وبحر الروم وبحر الخزر‏,‏ وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري‏,‏ ولكن تموج وتضطرب وتلتطم في زمن الشتاء وشدة الرياح‏,‏ ومنها ما فيه مد وجزر‏,‏ ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض‏,‏ فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت حتي ترجع إلي غايتها الأولي‏,‏ فأجري الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ ـوهو ذو القدرة التامةـ العادة بذلك‏;‏ فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ مالحة لئلا يحصل بسببها نتن الهواء‏,‏ فيفسد الوجود بذلك‏,‏ ولئلا تجوي الأرض بما يموت فيها من الحيوان‏,‏ ولما كان ماؤها ملحا كان هواؤها صحيحا وميتتها طيبة‏,‏ ولهذا قال رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وقد سئل عن ماء البحر‏:‏ أنتوضأ به؟ فقال‏:(‏ هو الطهور ماؤه‏,‏ الحل ميتته‏).‏ وقوله تعالي‏:(‏ وجعل بينهما برزخا وحجرا‏)‏ أي بين العذب والمالح‏,‏ وبرزخا أي حاجزا وهو اليبس من الأرض‏(‏ وحجرا محجورا‏)‏ أي مانعا من أن يصل أحدهما إلي الآخر كقوله تعالي‏:(‏ مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان‏),‏ وقوله تعالي‏:(‏ وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون‏).....‏
وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏:(‏ وهو الذي مرج البحرين‏)‏ أرسلهما متجاورين‏(‏ هذا عذب فرات‏)‏ شديد العذوبة‏(‏ وهذا ملح أجاج‏)‏ شديد الملوحة‏(‏ وجعل بينهما برزخا‏)‏ حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر‏(‏ وحجرا محجورا‏)‏ سترا ممنوعا به اختلاطهما‏.....‏ وجاء في تفسير الظلال‏(‏ رحم الله كاتبه‏)‏ ما نصه‏:...‏ وهو الذي ترك البحرين‏,‏ الفرات العذب والملح المر‏,‏ يجريان ويلتقيان‏,‏ فلا يختلطان ولا يمتزجان‏,‏ إنما يكون بينهما برزخ وحاجز من طبيعتهما التي فطرها الله‏.‏ فمجاري الأنهار غالبا أعلي من سطح البحر‏,‏ ومن ثم فالنهر العذب هو الذي يصب في البحر الملح‏,‏ ولا يقع العكس إلا شذوذا‏,‏ وبهذا التقدير الدقيق لا يطغي البحر ـوهو أضخم وأغزرـ علي النهر الذي منه الحياة للناس والأنعام والنبات‏,‏ ولا يكون هذا التقدير مصادفة عابرة وهو يطرد هذا الاطراد‏.‏ إنما يتم بإرادة الخالق الذي أنشأ هذا الكون لغاية تحققها نواميسه في دقة وإحكام‏..‏
وقد روعي في نواميس هذا الكون ألا تطغي مياه المحيطات الملحة لا علي الأنهار ولا علي اليابسة حتي في حالات المد والجزر التي تحدث من جاذبية القمر للماء الذي علي سطح الأرض‏,‏ ويرتفع بها الماء ارتفاعا عظيما‏..‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبه‏)‏ ما نصه‏:(‏ مرج البحرين‏...)‏ أرسل البحرين‏:‏ العذب والملح في مجاريهما متجاورين‏;‏ كما ترسل الخيل في المرج‏.‏ يقال‏:‏ مرج الدابة يمرجها‏,‏ أرسلها ترعي‏.‏ أو خلطهما فأمرج أحدهما في الآخر وأفاضه فيه‏;‏ من المرج وأصله الخلط‏.‏ يقال‏:‏ مرج أمرهم يمرج‏,‏ اختلط‏;‏ ومنه قيل للمرعي‏:‏ مرج‏;‏ لاجتماع أخلاط من الدواب فيه‏.‏
‏(‏ عذب فرات‏)‏ شديد العذوبة‏,‏ مائل إلي الحلاوة وهو ماء الأنهار‏.‏ وسمي فراتا لأنه يفرت العطش‏,‏ أي يقطعه ويكسره‏.(‏ ملح أجاج‏)‏ شديد الملوحة والمرارة‏,‏ وهو ماء البحار‏.‏ سمي أجاجا من الأجيج وهو تلهب النار‏,‏ لأن شربه بزيد العطش‏.(‏ وبرزخا‏)‏ حاجزا عظيما من الأرض‏,‏ يمنع بغي أحدهما علي الآخر‏;‏ لحفظ حياة الإنسان والنبات‏;‏ كما قال تعالي‏:(‏ بينهما برزخ لا يبغيان‏).(‏ وحجرا محجورا‏)‏ أي وجعل كل واحد منهما حراما محرما علي الآخر أن يفسده‏.‏ والمراد‏:‏ لزوم كل منهما صفته‏;‏ فلا ينقلب العذب في مكانه ملحا ولا الملح في مكانه عذبا‏..‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ والله هو الذي أجري البحرين‏:‏ البحر العذب والبحر الملح‏,‏ وجعل المجري لكل واحد يجاور المجري الآخر‏,‏ ومع ذلك لا يختلطان‏,‏ نعمة ورحمة بالناس‏..‏
وجاء في تعليق الخبراء العلميين بالهامش ما يلي‏:..‏ قد تشير هذه الآية إلي نعمة الله علي عباده بعدم اختلاط الماء الملح المتسرب من البحار في الصخور القريبة من الشاطئ بالماء العذب المتسرب إليها من البر اختلاطا تاما بل إنهما يلتقيان مجرد تلاق يطفو العذب منها فوق الملح كأن بينهما برزخا يمنع بغي أحدهما علي الآخر‏,‏ وحجرا محجورا‏,‏ أي حاجزا خفيا مستورا لا نراه‏..‏ وليس هذا فقط بل إن هناك قانونا ثابتا يحكم هذه العلاقة ويتحكم فيها لمصلحة البشر ممن يسكنون في تلك المناطق وتتوقف حياتهم علي توافر الماء العذب‏,‏ فقد ثبت أن طبقة الماء العذب العليا يزداد سمكها مع زيادة الارتفاع عن منسوب البحر بعلاقة منتظمة حتي إنه يمكن حساب العمق الأقصي للماء العذب الذي يمكن الوصول إليه‏.‏ فهو يساوي قدر الفرق بين منسوب الأرض ومنسوب البحر أربعين مرة‏..‏
وجاء في صفوة التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبه خير الجزاء‏)‏ ما نصه‏:(‏ وهو الذي مرج البحرين‏)‏ أي هو تعالي بقدرته خلي وأرسل البحرين متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان‏(‏ هذا عذب فرات‏)‏ أي شديد العذوبة قاطع للعطش من فرط عذوبته‏(‏ وهذا ملح أجاج‏)‏ أي بليغ الملوحة‏,‏ مر شديد المرارة‏(‏ وجعل بينهما برزخا‏)‏ أي جعل بينهما حاجزا من قدرته لا يغلب أحدهما علي الآخر‏(‏ وحجرا محجورا‏)‏ أي ومنعا من وصول أثر أحدهما إلي الآخر وامتزاجه به‏.....‏
الدلالات اللفظية لبعض كلمات الآية الكريمة:
‏(1)(‏ مرج‏):‏ ذكرت معاجم اللغة‏(‏ كمعجم ابن فارس‏)‏ أن الميم‏,‏ والراء‏,‏ والجيم أصل صحيح يدل علي المجيء والذهاب والاضطراب‏,‏ وقالوا‏:(‏ مرج‏)‏ الخاتم في الإصبع أي قلق واضطرب لاتساعه عن حجم الإصبع‏;‏ ومنه قيل‏:(‏ مرجت‏)‏ أمانات القوم وعهودهم أي اضطربت واختلطت‏;‏ و‏(‏مرج‏)‏ الأمر اختلط‏,‏ ومنه الهرج والمرج‏,‏ وأمر‏(‏ مريج‏)‏ أي مختلط‏,‏ و‏(‏المرج‏)‏ في اللغة هو مرعي الدواب‏,‏ أي الأرض التي يكثر فيها النبات فتمرج فيه الدواب وتختلط‏;‏ ولذلك قيل‏:(‏ مرج‏)‏ الدابة و‏(‏أمرجها‏)‏ أي أرسلها ترعي وتختلط بغيرها من الحيوانات في المرعي فـ‏(‏مرجت‏),‏ لأن أصل‏(‏ المرج‏)‏ هو الخلط‏,‏ و‏(‏المروج‏)‏ هو الاختلاط‏,‏ وقوله‏(‏ تعالي‏):(‏ مرج البحرين‏)‏ أي أفاض أحدهما بالآخر‏,‏ وجعلهما يختلطان دون امتزاج كامل أي دون أن يلتبس أحدهما بالآخر التباسا كاملا‏..‏ و‏(‏مارج‏)‏ من نار أي‏:‏ لهب من نيران مختلطة لا دخان لها‏..‏
‏(2)(‏ عذب فرات‏):‏ الماء‏(‏ العذب‏)‏ هو الماء الطيب المذاق‏,‏ و‏(‏الفرات‏)‏ هو الشديد العذوبة‏;‏ والبحر العذب الفرات هو النهر لشدة عذوبة مائه‏.‏
‏(3)(‏ ملح أجاج‏):‏ الماء‏(‏ الملح الأجاج‏)‏ هو‏,‏ الماء شديد الملوحة والمرارة‏;‏ وما كان من الماء‏(‏ ملحا أجاجا‏)‏ هو ماء البحر علي اختلاف درجات ملوحته‏.‏ يقال‏:(‏ ملح‏)‏ القدر أي‏:‏ طرح فيها الملح بقدر‏,‏ و‏(‏أملحها‏)‏ أي‏:‏ أفسدها بالملح‏,‏ و‏(‏ملحها تمليحا‏)‏ مثله‏..‏
ويقال‏:(‏ ملح‏)‏ الماء‏(‏ بالفتح والضم‏)‏ فهو ماء‏(‏ ملح‏);‏ وقليب‏(‏ مليح‏)‏ أي‏:‏ ماؤه قليل الملوحة‏;‏ و‏(‏الملاحة‏)‏ منبت الملح‏;‏ و‏(‏المملحة‏)(‏ بكسر الميم‏)‏ ما يجعل فيه‏(‏ الملح‏);‏ و‏(‏الملاح‏)‏ صاحب السفينة‏..‏ ويقال‏:(‏ أجج‏)‏ النار أي‏:‏ زادها اشتعالا وتلهبا‏,‏ لأن‏(‏ الأجج‏)‏ هو تلهب النيران‏,‏ من‏(‏ أجت‏)‏ النار‏(‏ تؤج‏)(‏ أجيجا‏)‏ و‏(‏أجوجا‏),‏ و‏(‏أججها‏)‏ غيرها‏(‏ فاتجت‏)‏ و‏(‏تأججت‏),‏ وسمي الماء الشديد الملوحة‏(‏ بالأجاج‏)‏ لأنه يحرق معي الإنسان إذا شربه من شدة ملوحته‏.‏
‏(4)(‏ برزخ‏):(‏ البرزخ‏)‏ هو الحاجز والحد بين الشيئين‏;‏ وهو أيضا ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلي البعث‏,‏ فمن مات فقد دخل البرزخ‏;‏ وفي تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):(‏ وجعل بينهما برزخا‏...)‏ قال عدد من المفسرين هو حاجز من الأرض‏,‏ وقال البعض الآخر هو حاجز أو حائل أو مانع من قدرة الله‏(‏ تعالي‏)‏ لا يراه أحد من الناس‏.‏
‏(5)(‏ الحجر المحجور‏):‏ هو الحرام المحرم‏,‏ و‏(‏الحجر‏)(‏ بكسر الحاء وضمها وفتحها‏)‏ هو المنع والتضييق‏.‏ يقال‏:(‏ حجر‏)‏ القاضي عليه أي‏:‏ منعه عن التصرف في ماله‏;‏ و‏(‏حجر‏)‏ الإنسان‏(‏ بكسر الحاء وفتحها‏)‏ واحد‏(‏ الحجور‏),‏ ويقال‏:(‏ احتجر حجرة‏)‏ أي‏:‏ اتخذها مسكنا‏,‏ والجمع‏(‏ حجر‏),‏ و‏(‏حجرات‏)..‏ و‏(‏الحجر‏)‏ أيضا هو العقل لأنه يحجر صاحبه ويمنعه من الجري وراء شهواته والتهافت علي ما لا ينبغي له‏,‏ ويضبطه ويقهره علي ذلك‏.‏
الدلالة العلمية للآية الكريمة:
تطلق لفظة‏(‏ البحر‏)‏ في اللغة العربية علي كل من النهر ذي الماء العذب‏,‏ والبحر ذي الماء المالح‏;‏ ولولا أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد صمم الأنهار لتفيض من تضاريس القارات المرتفعة فوق مستوي سطح البحر فتلقي بمائها العذب وبما تحمله من رسوبيات في هذا الخضم المالح‏,‏ ولولا هذا النظام المحكم والمبهر في ترتيب مستويات كل من اليابسة وقيعان البحار والمحيطات لطغي ماء البحر المالح علي اليابسة بما فيها من ماء عذب‏,‏ وأفسدها إفسادا كاملا‏,‏ ودمر كل صور الحياة فيها‏;‏ وليس هذا من قبيل الخيال العلمي‏,‏ فقد مرت علي الأرض فترات عديدة طغت البحار فيها علي اليابسة إلي مسافات تزيد علي حدودها الحالية بمئات من الكيلومترات‏,‏ وذلك بارتفاع منسوب الماء في البحار والمحيطات‏,‏ بل إن الأرض قد بدأت بمحيط غامر غمرا كاملا لسطحها‏,‏ ثم بدأت اليابسة في التكون بفعل الأنشطة البركانية المندفعة من قاع ذلك المحيط الغامر علي هيئة جزيرة بركانية ظلت تنمو حتي كونت القارة الأم‏,‏ التي بدأت في التفتت إلي مكوناتها الحالية من القارات السبع منذ نحو مائتي مليون سنة مضت‏..‏ ومع استمرار نشاط الحركات الداخلية للأرض‏,‏ وانعكاس ذلك علي تحرك ألواح غلافها الصخري‏,‏ وما صاحبه من هزات أرضية‏,‏ وثورات بركانية ومتداخلات نارية‏,‏ تكونت السلاسل الجبلية التي أعطت سطح الأرض تضاريسه الشامخة‏,‏ ولولا تلك التضاريس ما كان من الممكن فصل الماء العذب عن الماء المالح أبدا‏..‏
ومع دورة الماء حول الأرض ـالتي تحركها بتدبير من الله‏(‏ تعالي‏)‏ كل من حرارة الشمس‏,‏ وتصريف الرياح‏,‏ وإزجاء السحب‏,‏ والتأليف بينها‏,‏ وبسطها أو ركمها‏,‏ وتكثف قطرات الماء فيها‏,‏ وإنزال المطر أو البرد أو الثلج منها بإذن الله‏,‏ وحيثما شاء وبالقدر المقسومـ تشكل سطح الأرض‏,‏ وشقت الفجاج والسبل‏,‏ وسالت الأنهار والجداول‏,‏ وتدفق الماء في الأودية‏,‏ ودارت دورات عديدة علي سطح الأرض‏,‏ ولولا ذلك لفسد ماء الأرض منذ اللحظة الأولي لخروجه من داخلها‏..‏
دورة الماء حول الأرض:
تبخر أشعة الشمس سنويا بتقدير من الله‏(‏ تعالي‏)‏ ما مجموعه‏(380.000)‏ كيلو متر مكعب من الماء من أسطح كل من البحار والمحيطات‏(320.000‏ كيلو متر مكعب‏),‏ ومن اليابسة بما عليها من مسطحات مائية وجليد‏,‏ وكائنات‏(60.000‏ كيلو متر مكعب‏),‏ وهذا القدر من بخار الماء يتكثف في نطاق التغيرات المناخية‏(‏ نطاق الرجع‏)‏ الذي يشكل الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض فيعود إليها مطرا أو ثلجا أو بردا‏(284.000‏ كم‏3‏ منها تنزل علي البحار والمحيطات‏,‏ و‏96.000‏كم‏3‏ تنزل علي اليابسة‏)‏ والفارق وقدره‏(36.000‏ كم‏3)‏ من الماء يفيض من اليابسة إلي البحار والمحيطات سنويا حاملا معه ملايين الأطنان من الأملاح وفتات الصخور‏,‏ وبذلك تكون الأنهار من وسائط النقل الرئيسية التي تنقل نواتج كل من عمليات التجوية والتحات والتعرية من اليابسة إلي أحواض البحار والمحيطات حيث تترسب الرواسب بتتابعات سميكة تتجمع فوق كل من الرصيف القاري وقيعان المحيطات العميقة‏,‏ كما قد تتجمع فوق قيعان البحيرات‏..‏ وجزء من هذه الرواسب يترسب علي طول مجري النهر بفعل عدد من العمليات النهرية‏..‏
تكون دالات الأنهار
تتكون دالات الأنهار‏,‏ والرواسب الدلتاوية نتيجة التفاعل بين كل من العمليات النهرية والعمليات الساحلية‏..‏ ولكل نهر حوض لتصريف مائه يعرف باسم حوض المصرف‏ (DrainageBasin) أو منطقة اصطياد المطر ‏(CatchmentArea) أو منطقة المجري ويمر النظام النهري بمراحل من الشباب‏,‏ والنضج‏,‏ والشيخوخة‏,‏ ويرسب قدرا من حمولته في مجراه بما يعرف باسم مجموعة رواسب القناة ‏(ChannelDeposits) ورواسب الشرف النهرية ‏(LeveeDeposits) ورواسب سهل الفيضان أو الرقة ‏(FloodPlainDeposits) ورواسب المستنقعات ‏(SwampDeposits) وتجمع كلها تحت مسمي رواسب فوق الضفة ‏(OverbankDeposits)..‏
وعموما تتجمع رسوبيات الدلتا فوق الأرصفة القارية الضحلة الواسعة عند التقاء ماء النهر بماء البحر‏,‏ وتنتج عن ذلك التجمع رواسب علي هيئة مخروطية تتكون أساسا مما يحمله النهر ويلقي به عند مصبه في البحر فيترسب جزء منه فوق اليابسة ويتجمع الباقي تحت سطح الماء‏..‏ وتعتبر دلتا النهر وسطا انتقاليا بين ماء النهر العذب‏,‏ وماء البحر المالح‏,‏ وتحتوي عددا كبيرا من بيئات الترسيب المتباينة التي يتجاوز عددها الإثنتي عشرة بيئة‏..‏
وكلما كانت كمية الرسوبيات التي يلقيها النهر عند مصبه أكبر من قدرة كل من تيارات المد والجزر‏,‏ والأمواج والتيارات البحرية الموازية للشاطئ علي إزالته‏;‏ وتلعب التراكيب الجيولوجية الكبيرة‏(‏ من مثل حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض‏)‏ دورا بارزا في ذلك‏..‏
عوامل تحكم نشاط النهر علي منطقة مصبه:
عند مصبات الأنهار عادة ما يضعف أثر كل من ظاهرتي المد والجزر‏,‏ وشدة الأمواج والتيارات البحرية فتسود قوي ثلاث أخري هي‏:‏ القصور الذاتي‏(‏أو قوة واستمرارية تدفق تيار الماء في النهر‏),‏ وقدر الاحتكاك بالرسوبيات في قاع مجري النهر‏,‏ وطفو الماء العذب فوق سطح الماء المالح‏..‏
وتبقي عوامل أخري مساعدة من مثل معدلات تدفق الماء وسرعة تياره‏,‏ وعمق الماء في مجري النهر‏,‏ وكتلة الرسوبيات التي يحملها ماء النهر‏.‏ ففي ظل زيادة سرعة تدفق تيار الماء في مجري النهر‏,‏ وعمق الحوض البحري الذي يصب فيه‏,‏ وتدني الفارق في كثافة الماءين الملتقيين يسود القصور الذاتي فيندفع ماء النهر إلي البحر بشدة علي هيئة نفاثات دوارة تعزل ماء النهر عن ماء البحر وتؤخر اختلاطهما وامتزاجهما حتي تضعف معدلات تدفق الماء فيبدأ الامتزاج علي حواف كتلة الماء العذب مكونا ماء قليل الملوحة يفصل ماء النهر عن ماء البحر باستمرار‏..‏ وفي كثير من الأنهار يؤدي نقل كميات كبيرة من نواتج عمليات التعرية علي هيئة الرسوبيات المحمولة مع ماء النهر إلي ترسيبها في منطقة مصبه مما يرفع منسوب قاع منطقة المصب ويجعل سمك الماء فيها قليلا خاصة في المنطقة بعد المصب مباشرة مما يؤدي إلي جعلها أعلي من منسوب قاع مجري النهر‏,‏ وتظل هذه المنطقة تنمو باستمرار نتيجة لاندفاع الماء من النهر علي هيئة تيار نفاث يحتك بالرسوبيات المتجمعة فوق قاعه‏.‏ وفي منطقة مصبه حتي يبني برزخا من تلك الرسوبيات عموديا علي اتجاه تدفق النهر فيحول دون امتزاج مائه مع ماء البحر امتزاجا كاملا لوجود هذا البرزخ من الرسوبيات ولتكون ماء قليل الملوحة علي حواف طبقة الماء العذب الرقيقة الطافية فوق الماء المالح‏..‏
ويؤدي بناء هذا البرزخ الرسوبي إلي تفرع مجري النهر إلي فرعين‏(‏ أو أكثر‏)‏ كل واحد منهما علي جانبي البرزخ نظرا لتباطؤ تدفق الماء نتيجة لضحالة المجري وشدة احتكاك الماء بقاعه في أثناء جريانه‏;‏ وقد يؤدي ذلك إلي زيادة نمو البرزخ علي هيئة حاجزوسطي كبير أو تكرار ترسب أعداد من تلك البرازخ‏..‏ ولما كانت كثافة الماء العذب‏(‏ في حدود جرام واحد‏/‏ سم‏3)‏ أقل من كثافة الماء المالح‏(‏ في حدود‏1.026‏ إلي‏1.028‏ جرام‏/‏ سم‏3)‏ فإن الماء العذب يطفو فوق سطح الماء المالح علي الرغم مما يحمله من رسوبيات‏,‏ ويسمي هذا التدفق المائي باسم التدفق المتباين الكثافة‏..‏
ويظل الماء العذب طافيا فوق الماء المالح حتي تتمكن كل من تيارات المد والجزر‏,‏ والأمواج والتيارات البحرية من المزج بين حواف هذه الطبقة الرقيقة من الماء العذب والماء المالح مكونة ماء قليل الملوحة يفصل بينهما‏,‏ وهنا يتأثر تدفق الماء العذب بكل من قوة الاستمرار في الاندفاع‏(‏ القصور الذاتي‏),‏ وشدة الاحتكاك بقاع المجري‏,‏ وفرق الكثافة بين الماءين العذب والمالح‏..‏ وفي حالة الأنهار ذات التدفق العالي للماء‏,‏ أو عند فيضاناتها يكون التدفق الطافي للماء العذب فوق سطح الماء المالح هو السمة الغالبة لتدفق ماء تلك الأنهار‏;‏ ويزداد الاحتكاك برسوبيات القاع مما يؤدي إلي تجمع كم هائل من الرسوبيات أمام مصب النهر علي هيئة سدود نهرية مستقيمة وموازية لمجري النهر تحت الماء في منطقة المصب‏,‏ تحيط بالماء العذب من الجهتين فاصلة إياه عن الماء المالح فتعينه بذلك علي مزيد من الاندفاع في داخل البحر‏..‏
كذلك تبني الرسوبيات سدا هائلا في مواجهة مجري النهر يعرف باسم حاجز توزيع الماء في مصب النهر‏ (Distributary-MouthBar)‏ يتراوح عرضه بين أربعة وستة أضعاف عرض مجري النهر‏;‏ وهذا الحاجز يفصل الماء قليل الملوحة‏(‏ المتكون نتيجة لمزج جزء من ماء النهر العذب مع ماء البحر الملح‏)‏ عن الماء العذب‏.‏ ويتكرر تكون أمثال هذا الحاجز عدة مرات علي مسافات متباعدة من مصب النهر حتي تتكون منطقة تعرف باسم منطقة توزيع ماء النهر تعمل علي مزيد من الفصل بين الأنواع الثلاثة من الماء الموجود في مصبات الأنهار وهي‏:‏ الماء العذب‏,‏ والماء قليل الملوحة‏,‏ والماء الملح‏..‏ وعلي ذلك فإن جميع النظم النهرية التي تصب في بحار تتميز بتداخلات معقدة بين كل من العمليات النهرية والبحرية‏,‏ منها عمليات المد والجزر‏,‏ التي تعمل علي اختلاط الماءين مكونة ماء متوسط الملوحة يفصل بين هذين الماءين خاصة في حالة التدفقات النهرية الضعيفة‏,‏ وتزداد عمليات الخلط بين ماء النهر وماء البحر كلما توغلنا في داخل البحر حتي يتحول الماء إلي الطبيعة البحرية الكاملة تاركا وراءه مراحل من الماء القليل الملوحة تعمل كفاصل بين الماءين‏.‏
كذلك تساعد عمليات المد والجزر علي تجميع الرسوبيات التي يلقي بها النهر علي هيئة حواجز رسوبية علي مسافات من مصب النهر‏,‏ ومتصلة بفم النهر بواسطة حواجز طولية موازية لاتجاه تدفق النهر تحول دون امتزاج مائه بماء البحر‏..‏ وفي الحالات التي يسود فيها دور عمليات المد والجزر سيادة واضحة يلاحظ أن مجري النهر يتسع عند مصبه اتساعا كبيرا علي هيئة الدلتا التي تعترضها تلال من رسوبيات النهر تعمل كذلك علي عزل مائه عن ماء البحر‏..‏
وهذه الحواجز الرسوبية الطولية والهلالية الشكل المعترضة لمجري النهر‏,‏ وكذلك الشرف النهرية الموازية لمجراه والمندفعة من فم النهر إلي داخل البحر تساعد كلها علي عزل ماء النهر العذب عن ماء البحر المحيط لأطول فترة ممكنة‏,‏ ثم يتكون بينهما نطاق من الماء قليل الملوحة يزيد من عملية الفصل تلك‏.‏ وكل من الماء العذب والماء المالح له من صفاته الطبيعية والكيميائية ما يمكنه من البقاء منفصلا انفصالا كاملا عن الآخر علي الرغم من التقاء حدودهما عند مصب النهر‏,‏ وذلك بتكوين برزخ من الرسوبيات أمام فوهة النهر ومن حوله‏,‏ ويؤدي ذلك إلي تفرع الماء العذب إلي فرعين أو فروع من حوله‏,‏ يتدفق منهما أو منها الماء العذب مكونا طبقة رقيقة طافية فوق الماء الملح‏,‏ وتختلط به عند حوافها مكونة حزاما من الماء قليل الملوحة وذلك بفعل تيارات المد والجزر‏,‏ والتيارات والأمواج البحرية المختلفة‏,‏ ويعمل هذا الحزام من الماء القليل الملوحة علي مزيد من الفصل بين المائين العذب والملح‏,‏ ولكل بيئة من هذه البيئات الثلاث‏(‏ الماء العذب‏,‏ والماء قليل الملوحة والماء الملح‏)‏ أنواع خاصة من أنواع الأحياء المائية المحدودة بحدود بيئتها‏,‏ وأنواع خاصة من الرسوبيات التي تترسب منها‏,‏ وبذلك تكون أنواع الحياة في الماء القليل الملوحة مقصورة علي تلك البيئة‏,‏ ومحجورة فيها‏,‏ أي لا تستطيع الخروج منها وإلا هلكت‏,‏ كما أن كل مجموعة من أنواع الحياة في البيئتين الأخريين لاتستطيع دخول الماء القليل الملوحة وإلا هلكت‏,‏ فيما عدا أعداد قليلة جدا منها تستطيع العبور فيها دون بقاء طويل‏,‏ ومن هنا كان هذا الماء القليل الملوحة حجرا علي الحياة الخاصة به‏,‏ ومحجورا علي الحياة في البيئتين الأخريين من حوله‏.‏
وهذه حقائق لم يدركها الإنسان إلا في العقـود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ وورودها في كتاب الله الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة‏,‏ مما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ ويجزم بنبوة هذا النبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)..‏ فسبحان الذي أنزل قوله الحق‏:‏ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا‏[‏ الفرقان‏:53]..‏
وقال‏:‏ وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها‏.....‏ وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‏..




رد مع اقتباس
قديم 6 - 8 - 2014, 05:39 PM   #10



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4122يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة القران الكريم



الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة
أستاذ النباتات الطبية والعقاقير بجامعة الأزهر و عميدها السابق يروي ما يلي عن مادة ......
الميثالويثونيدز
هي مادة يفرزها مخ الإنسان و الحيوان بكميات قليلة. وهي مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور. وتعتبر هذه المادة هامة جدا لحيوية جسم الإنسان ( خفض الكوليسترول – التمثيل الغذائي – تقوية القلب – وضبط التنفس.
ويزداد إفراز هذه المادة من مخ ا لإنسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة . ثم يقل إفرازها بعد ذلك حتى سن الستين. لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الإنسان. أما بالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة.
لذا اتجهت الأنظار للبحث عنها في النباتات. وقام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية و التي لها أكبر الأثر في إزالة أعراض الشيخوخة، فلم يعثروا على هذه المادة الا في نوعين من النباتات .....
التين والزيتون . وصدق الله العظيم اذ يقول في كتابه الكريم :
{ و التين والزيتون (1) وطور سنين (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }
تفكر في قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وارتباط هذا القسم بخلق الانسان في أحسن تقويم ثم ردوده الى أسفل سافلين ..
وبعد أن تم استخلاصها من التين والزيتون، وجد أن استخدامها من التين وحده أو من الزيتون وحده لم يعط الفائدة المنتظرة لصحة الانسان الا بعد خلط المادة المستخلصة من التين مع مثيلتها من الزيتون. قام بعد ذلك فريق العلماء الياباني بالوقوف عند أفضل نسبة من النباتين لاعطاء أفضل تأثير.
كانت أفضل نسبة هي 1 تين : 7 زيتون
قام الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة بالبحث في القران الكريم فوجد أنه ورد ذكر التين مرة واحدة أما الزيتون فقد ورد ذكره صريحا ستة مرات ومرة واحدة بالاشارة ضمنيا في سورة المؤمنون
{ و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين}
قام الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة بارسال كل المعلومات التي جمعها من القران الكريم الى فريق البحث الياباني. وبعد أن تأكدوا من اشارة ذكر كل ما توصلوا اليه في القران الكريم منذ أكثر من 1427 عام، أعلن رئيس فريق البحث الياباني اسلامه وقام فريق البحث بتسليم براءة الاختراع الى الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
{ و التين والزيتون (1) وطور سنين (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدين(7) ألَيْسَ اللَهُ بِأَحْكَمِ الحَاكِمِينَ(8)




رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدونة, الكريم, القران

جديد منتدى همس للخيمة الرمضانية

مدونة القران الكريم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: مدونة القران الكريم لموضوع: مدونة القران الكريم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القران الكريم السبع المثاني للقران الكريم همس الشوق همس القرآن الكريم 10 28 - 5 - 2018 07:29 PM
قصه من قصص القران الكريم سجات التهاويل همس القرآن الكريم 5 28 - 5 - 2018 07:21 PM
فضل القران الكريم الصافي نفحات اسلاميه 12 10 - 2 - 2015 07:05 AM
القران الكريم همس الشوق همس القرآن الكريم 4 30 - 1 - 2014 08:36 AM
القران الكريم صمتي شموخ همس الشعر والقوافي 2 18 - 2 - 2011 04:03 AM

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 01:37 PM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
sitemap

SEO by vBSEO