يكتمل نمو أجهزة وأعضاء جسم الجنين داخل رحم الأم بالترتيب والتوالي، وتكون السرعة والتوقيت متفاوتاً، ولكن الحقيقة العملية هي أن الجهاز التنفسي لا يكتمل إلا في المراحل الأخيرة من الحمل، ولذلك فقد يتعرض الجنين لخطر الولادة المبكرة وبالتالي يتعرض لخطر عدم اكتمال نضج الرئة، فما هو الحل في هذه الحالة؟، ومتى يكتمل نمو رئة المولود ويزول الخطر؟
الدكتور طارق علوان، إستشاري طب ورعاية الأطفال الخدج وحديثي الولادة يشير إلى الآتي حول رعاية الخديج الغير مكتمل نمو الرئة. متى يكتمل نمو الرئة عند الجنين؟
كما أسلفنا فالرئتين تكتملان في نهاية مرحلة الحمل، فيكتمل القلب وهو أهم عضو في جسم الانسان قبل الرئتين.
في العادة والوضع الطبيعي تحتوي الرئتان في صدر الجنين على ملايين الأكياس الهوائية الصغيرة تسمى الحويصلات الهوائية، وعندما يولد طفل خديج أي قبل موعد ولادته ويطلق عليه مثلا" سبعاوي"، قد تكون هذه الأكياس غير مكتملة بما يكفي للسماح للطفل بالتنفس بشكل صحيح، ما يجعل من الصعب تبادل الغازات بينها وبين الدم، فيستدعي ذلك أن يوضع المولود الخديج في الحضانة الصناعية، وكذلك أن يحصل على بعض العلاجات التي تساعد على إكتمال نمو الرئتين.
عند بلوغ مرحلة الحمل الأسبوع الحادي والعشرين يكون نموّ القصبات الهوائية قد اكتمل، إلا أنّ الرئتين لا تكونا مكتملتين وقادرتين على القيام بمهمامهما، وفي مرحلة تالية تقومان بما يعرف بالتنقس الايقاعي فقط.
وتصبح الرئة مكتملة في الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل والولادة قبل ذلك تعني أن المولود يجب أن يخضع لاكمال نمو الرئة في الحضانة الصناعية.
ما هو علاج الطفل الخديج الغير مكتمل الرئة؟
في حال الولادة قبل الموعد المحدد يجب أن يخضع الخديج لما يعرف بمزوّدات الأوكسجين الطبيعيّة في الحضانة الصناعية في المستشفى.
يبقى المولود تحت تلك الأجهزة حتى يستطيع أن يتنفس بصورة طبيعية مستخدماً رئتيه.
عندما يزداد وزن الخديج ويصبح طبيعياً، ويصبح كذلك قادراً على الرضاعة من الأم فيعني ذلك أن جهازه التنفسي قد أصبح مهيئأً للعيش خارج الرحم ويستخدم الرئتين بصورة سليمة.
هل يمكن أن تحصل الأم على علاج لتسريع نمو الرئة؟
في حال وجود حاجة للولادة المبكرة فيجب أن تحصل الأم على كورتيزون على شكل حقن لكي تسرع من نمو الرئة عند الجنين والحفاظ على حياته.
لا يتم وصف مثل هذه العلاجات دون قرار من الطبيب.
ولكنها لا تغني عن وضع الخديج في الحضانة الصناعية، فهي طريقة تحفيزية.
ويطلق على هذه الطريقة اسم حقنة الرئة، ولا يجب أن تحصل عليها الأم خارج المشفى، بل يجب أن تبقى تحت الرعاية الطبية.
