شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس للخيمة الرمضانية (https://www.hamsalshok.com/vb/f131)
-   -   مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية (https://www.hamsalshok.com/vb/t40837.html)

بحـہة بكـى. 4 - 8 - 2014 10:18 PM

مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
..




السلآمم عليكم ورحممةة الله وبركآته ..
مسآءء جممميل لـِ آروآحكم الطآهرةة ..

هـ المدونة طبعآ تكون خآصةة بالمحآضرآت والخطب ..
سوآء كآنت مرئية أو مسموعة او مقروئة ..

المجال مفتوح للجميع ..




..

بحـہة بكـى. 5 - 8 - 2014 04:20 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ط£ط¬ظ…ظ„ ظ…ط­ط§ط¶ط±ظ‡ ظ„ظ„ط´ظٹط® طµط§ظ„ط­ ط§ظ„ظ…ط؛ط§ظ…ط³ظٹ-ظ„ط·ط§ط¦ظپ ط§ظ„ظ…ط¹ط§ط±ظپ.‬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 5 - 8 - 2014 04:21 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ…ط­ط§ط¶ط±ط©:: ظ„ظژط§ طھظژظ‚ظ’ظ†ظژط·ظڈظˆط§ ظ…ظگظ† ط±ظ‘ظژط­ظ’ظ…ظژط©ظگ ط§ظ„ظ„ظ‘ظژظ‡ظگ :: ظ€ ط§ظ„ط´ظٹط® طµط§ظ„ط­ ط§ظ„ظ…ط؛ط§ظ…ط³ظٹ 4 ظ€11 ظ€1434‬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 5 - 8 - 2014 04:21 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ…ط­ط§ط¶ط±ظ‡ ظ…ط¤ط«ط±ط© ط¬ط¯ط§ ط¬ط¯ط§ظ‹ ظ„ظ„ط´ظٹط® طµط§ظ„ط­ ط§ظ„ظ…ط؛ط§ظ…ط³ظٹ‬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 5 - 8 - 2014 04:22 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ…ط­ط§ط¶ط±ط© || طµط­ط¨طھظƒ ط³ظ…ط¹طھظƒ || ط§ظ„ط¬ط¨ظٹظ„ط§ظ† ظˆط·ظ„ط§ظ„ ظپط§ط®ط±â€¬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 5 - 8 - 2014 04:22 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫‫ط¨ط¯ظ„ظ‡ط§ - ط³ظ„ظٹظ…ط§ظ† ط§ظ„ط¬ط¨ظٹظ„ط§ظ†â€¬â€ژ - ظ…ط­ط§ط¶ط±ظ‡ ط´ط¨ط§ط¨ظٹظ‡ ط¬ظ…ظٹظ„ظ‡â€¬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 6 - 8 - 2014 05:41 PM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ…ط­ط§ط¶ط±ط© ظپط¶ظ„ ط§ظ„طµط¨ط± ظƒط§ظ…ظ„ظ‡ ظ„ظƒظ„ ظ…ظ‡ظ…ظˆظ… ظˆظ…ط¨طھظ„ظ‰ ط§ط³ظ…ط¹â€¬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 6 - 8 - 2014 05:42 PM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ‚ط·ط±ط§طھ ظ…ظ† ط¨ط­ط± ط¹ط¸ظٹظ… - ط¯. ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ…ط­ط³ظ† ط§ظ„ط£ط­ظ…ط¯â€¬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 6 - 8 - 2014 05:42 PM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ…ط­ط§ط¶ط±ط© ط±ط§ط¦ط¹ط© ط¬ط¯ط§ - ط§ظ„ط´ظٹط® ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„ظ…ط­ط³ظ† ط§ظ„ط£ط­ظ…ط¯ ط­ظپط¸ظ‡ ط§ظ„ظ„ظ‡â€¬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 6 - 8 - 2014 05:43 PM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫طھظˆط¨ط© ط³ط§ط­ط± - ط§ظ„ط´ظٹط® ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ…ط­ط³ظ† ط§ظ„ط£ط­ظ…ط¯ ط¨ط±ظپظ‚ط© ط³ط§ط­ط± طھط§ط¦ط¨â€¬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 6 - 8 - 2014 05:43 PM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
‫ظ…ط­ط§ط¶ط±ط© ط§ظ„ط¯ط§ط¹ظٹط© ط³ظ„ط·ط§ظ† ط§ظ„ط¯ط؛ظٹظ„ط¨ظٹ ط¨ط¹ظ†ظˆط§ظ† "ط§ظ„طھط؛ظٹظٹط±"‬â€ژ - YouTube

بحـہة بكـى. 7 - 8 - 2014 12:55 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
ملخص الخطبة

1- معنى النبوة والرسالة. 2- مضمون دعوة الرسل: التوحيد. 3- عدد الرسل. 4- مهمات الرسل. 5- إجابات الفكر الغربي عن الأسئلة الفطرية. 6- مزية نبينا عن إخوانه من الأنبياء. 7- معجزات الأنبياء.

الخطبة الأولى







قال تعالى: وإن من أمة إلا خلا فيها نذير [فاطر:24].

لو أوكل الله البشرية إلى عقولها لضلت. ولما كان الله سبحانه أرحم بعبيده من عبيده بأنفسهم اجتبى من البشر رسلا وأنبياء يبلغون وحي الله إلى الناس ويعطون الصورة العملية للالتزام فهم القدوة والمثل.

فما الرسل والأنبياء؟ وما هي مهمتهم؟ وما الفرق بين محمد بن عبد الله وسائر الأنبياء والرسل؟

الرسل جمع رسول والأنبياء جمع نبي، والنبي: هو ذكر من بني آدم، أوحى الله تعالى إليه بأمر، فإن أمر بتبليغه فهو نبي ورسول، وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي غير رسول: وعلى هذا فكل رسول هو نبي وليس كل نبي هو رسول.

وينبغي أن تعلم:

أن الرسل والأنبياء بعثوا بالتوحيد الخالص لله عز وجل قال تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [الأنبياء:25].

والانحرافات التي حدثت بعد ذلك إنما هي من فعل الأتباع من أحبار ورهبان سوء بدّلوا وحرّفوا وغيّروا قال تعالى: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [التوبة:30-31].

وعدد الرسل والأنبياء كما جاء في حديث أبي ذر : قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: ((آدم قلت: يا رسول الله أنبي كان؟ قال: نعم، نبي مكلّم، قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: ثلثمائة وخمسة عشر جماً غفيرا)) وفي لفظ: ((كم وفاء عدد الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا، الرسل منهم ثلثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً))([1]).

والإيمان بهم جميعا ركن من أركان الإيمان والكفر بأحدهم يعتبر كفرا بالجميع.

وأولوا العزم من الرسل الذين نوه القرآن بذكرهم وفضلهم فقال: فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل [الأحقاف:35]. جاء في آية أخرى التصريح بأسمائهم فقال سبحانه: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم [الأحزاب:7].

فهم محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام.

وأما مهمتهم:

1- تبليغ وحي الله للناس: قال تعالى: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم [آل عمران:179].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى: ((يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش :فقال أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))([2]).

فتأمل بعض العلماء هذا الموقف حيث صعود النبي أعلى الجبل فهو يرى ما أمامه وما خلفه بحكم موضعه في أعلى الجبل وقريش عندما اجتمعت أمام الجبل لا يرون ما رواء الجبل بحكم موضعهم أنهم أمام الجبل فأبصارهم لا تنفذ إلى ما ورواء الجبل. فلما سألهم رسول الله أهم يصدقون قوله إن أعلمهم أن وراء الجبل عدو قالوا: نعم، فقال فإني رسول الله وقد أطلعني ربي على ما هو غيب بالنسبة لكم فكان وقوفه عملية توضيحية لأمر الرسول والرسالة.

2- الإجابة على الأسئلة الثلاث التي ضلت البشرية يوم أن وضعت لها الإجابات البشرية القاصرة الضالة المنحرفة، وهي كيف جئنا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين المصير؟

أ- كيف جئنا؟ جاءت نظرية داروين بأن مصدر وجودنا إنما هي الأميبا الحي والصدفة ونظرية النشوء والارتقاء إلى قرد ثم إلى إنسان بعد ذلك فإذا كان الأصل أصلا حيوانيا فلماذا البحث عن الفضائل بعد ذلك.

وجاءت إجابة الرسل عن الله أن مصدر الخلق هو الله: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه [ق:16]. وأن الأمر بدأ بخلق آدم عليه السلام.

وأسجد الله له الملائكة في حفل عظيم فأي تكريم للإنسان من الله سبحانه: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة [البقرة:30]. وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم [البقرة :34].

ب- ولماذا جئنا؟ جاءت نظرية فرويد أن غاية الوجود إنما هو الجنس وكل قيد على الجنس يعتبر قيدا باطلا فلا دين ولا خلق ولا عرف كريم.

وجاءت إجابة الرسل عن الله أن غاية الوجود إنما هي العبادة. لله الواحد القهار: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات:56].

ج- وإلى أين المصير؟

جاءت نظرية ماركس (لا إله والحياة مادة) فلا جنة ولا نار ولا حساب ولا عقاب وإنما هي حياة فقط تنتهي بموتك.

جاءت الرسل بإجابة عن الله أن المصير إلى الله وحده حيث يجازى المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته: وأن إلى ربك المنتهى [النجم:42].

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:6-8].

إعطاء الصورة العملية التطبيقية للمنهج: قال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة [الممتحنة:6]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان خلق نبي الله القرآن))([3]). وفي ذلك إعلام أن المنهج المنزل من عند الله عز وجل في طاقة البشر وقدرتهم التعامل معه والالتزام به وتطبيقه في أنفسهم وفي واقع حياتهم. كيف لا ورسل الله وأنبياؤه هم من البشر قال تعالى: قل إنما أنا بشر مثلكم [الكهف:110]. وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النحل :43].

وما عندهم من أحاسيس ومشاعر وطاقات كلها بشرية: طه ما أنزلنا عليكم القرآن لتشقى [طه:1]. فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [الكهف:6]. يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر [المائدة:41].

وفي غزوة أحد شج رأسه وكسرت رباعيته ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه عليه الصلاة والسلام، ومنهم من قتل: ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون [البقرة:87].

وأما الفرق بين رسول الله وسائر الأنبياء والرسل؟

فاعلم أن الأنبياء والرسل كلهم صادقون مرسلون من عند الله عز وجل، والمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد، ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء ولا يفرقون بين أحد منهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض بل الجميع عندهم صادقون راشدون وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله حتى نسخ الجميع بشرع محمد وقال تعالى: كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله [البقرة:285]. فلا فرق بين رسول الله والأنبياء والمرسلين من قبله في صدقهم ورسالتهم وبعثهم، وإنما الفرق من ثلاثة وجوه هي أدلة ختم النبوة والرسالة فلا نبوة بعد رسول الله ولا رسالة.

أ- أرسل الأنبياء والرسل إلى أمم خاصة أما محمد فقد أرسل إلى العالمين قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمينْ [الأنبياء:107]. فلا نبي أو رسول بعده.

ب- تعرضت الكتب السابقة إلى التحريف والتبديل وأما القرآن فقد تولى الله حفظه بنفسه فقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر:9] لا حاجة لمجيء كتاب جديد.

ج- كانت الكتب السابقة تعالج جوانب محدودة في حياة الناس العملية أو الأخلاقية فقط أما الكتاب الذي جاء به محمد بن عبد الله ففيه المعالجة الكاملة لحياة الناس في شتى الجوانب: ما فرطنا في الكتاب من شيء [الأنعام:38]. فلا حجة لمن يأتي بمنهج يعالج فيه أمرا قد استكمل بيانه في الإسلام.

وفي الحديث: ((إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي))([4])، والبشرية مدعوة للإيمان به قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران:85].

وللحديث: ((لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا حرم الله عليه الجنة))([5]) .

فالأنبياء والرسل جاءوا لهداية البشرية في أطوارها المختلفة وذلك شبيه بأساتذة المراحل التعليمية فالجميع معلمون والكل يكمل بعضهم بعضا في تلبية حاجة العقل البشري بمراحله حتى انتهى الأمر ببعثة المصطفى الذي جمع الكمالات الإنسانية والمنهج الكامل المحفوظ.

وأما الذي ينبغي أن تدركه:

أ – أن الرسل والأنبياء المذكورين في كتاب الله خمسة وعشرون نبيا ورسولا علما أن الله تعالى ابتعث (124000) مائة وأربعة وعشرين ألفا فلماذا أخفيت أسماؤهم؟

قال العلماء:

أ – حتى تتربى الأمة على الإخلاص فليست العبرة بذكر الأسماء وإنما بقبول العمل قال تعالى: وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى [يس:20]. إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى [الكهف:13]. من هم لا ندري؟ ما هي أسماؤهم؟.

ب- عزاء لكل مجاهد مجهول يمضي لا يلتفت له الناس بل قد يتعرض للعنت والاضطهاد والقتل فله في رسل الله وأنبيائه عزاء.

ج- توجيه للهمم إلى الاقتداء بالأعمال لا التنقيب عن الأسماء والمسميات التي لا طائل تحتها ولا نفع، ولو علم الله في الأمر خيرا لأخبرنا به.

إن الله يؤيد رسله بالمعجزات: وهي الأمر الخارق للعادة الذي يجريه الله سبحانه على يدي نبي مرسل ليقيم الدليل القاطع على صدق نبوته فهذا إبراهيم الخليل كانت معجزته بأن كانت النار بردا وسلاما عليه: قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم [الأنبياء:68-69].

وهذا عيسى عليه السلام وقد شاع في زمنه الطب فكانت معجزته في الإبراء والشفاء بأمر الله بل وإحياء الموتى بإذن الله: وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله [آل عمران:49].

وهذا موسى عليه السلام وقد شاع في زمنه السحر فكانت آية العصا معجزة له في انقلابها إلى حية تسعى: فألقاها فإذا هي حية تسعى [طه:20]. والمتأمل في معجزات الأنبياء والرسل إنها كانت حسيّة وقتية لا يعلم بها إلا من رآها وعاصرها.

وأما معجزة المصطفى فكانت عقلية دائمة وهي القرآن العظيم وما فيه من إعجاز في اللغة والأحكام والحقائق العلمية والتاريخية والنفسية والجغرافية والحسابية وغير ذلك كثير فلا تنقضي عجائبه وكلما ازدادت البشرية ازدادت علما بجهلها وإدراكها للسبق العظيم الدال على عظيم كتاب الله سبحانه كيف لا ومصدره اللطيف الخبير جل جلاله سبحانه.

بحـہة بكـى. 7 - 8 - 2014 12:55 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ كِرَاماً كَـٰتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12].

يقول الحسن البصري : يا ابن آدم إن الله خلقك وأوكل بك ملكين عن اليمين وعن الشمال.

فأما الذي عن يمينك فيكتب لك الحسنات، والذي عن شمالك فيكتب عليك السيئات فاعمل ما شئت، فإذا مت طويت صحيفتك وعلقت في عنقك وذلك قوله تعالى: وَكُلَّ إِنْسَـٰنٍ أَلْزَمْنَـٰهُ طَـئِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ كِتَابًا يَلْقَـٰهُ مَنْشُوراً % ٱقْرَأْ كَتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء:13-14]. عدل والله من جعلك حسيب نفسك.

فما الملائكة؟ وما هي أعمالهم؟ وما هي صفاتهم؟ وما أثر الإيمان بهم؟

الملائكة: خلق من خلق الله عظيم – طبعهم الله على الخير – مطيعون لأوامر الله سبحانه مسبحون عابدون لا يسأمون ولا يفترون.

وينبغي أن تعلم:

أن مادة خلقهم النور: للحديث: ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم كما وصف لكم))[1].

دليل وجودهم ثابت في الكتاب والسنة.

قال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30].

وللحديث من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))[2].

وجبرائيل: هو أفضل الملائكة وخصه الله بالسفارة بينه وبين رسله، فكان ينزل بالوحي إليهم.

وميكائيل: ومهمته هي المطر والنبات.

واسرافيل: ومهمته هي النفخ في الصور يوم القيامة.

وعلى هذه فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان – ومن أنكر وجودهم فهو كافر، قال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً [النساء:136].

وأما ما هي أعمالهم الموكلة إليهم؟

فاعلم أنها أعمال كثيرة مختلفة متنوعة جاء ذكرها في الكتاب والسنة منها:

1- حملة العرش: قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ [الحاقة:17].

ويعلمنا رسول الله عن عظم خلقهم فيقول: ((أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير، سبعمائة عام، فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت))[3].

2- قبض الأرواح: والموكل بذلك ملك الموت وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّـٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكّلَ بِكُمْ [السجدة:11].

وقال عن أعوانه: حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرّطُونَ [الأنعام:61].

وجاء في السنة عن صفتهم في الحديث: ((إن العبد إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه الملائكة كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان)). ((وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ـ ثوب غليظ من الشعر ـ فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب))[4].

3- خزنة الجنات: وعليها ملك هو (رضوان) فهو خازن الجنة ورئيس الخدم فيها قال تعالى: وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ [الرعد:23]. وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً[الإنسان:19].

يقول قتادة: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه[5].

4- القيام بشؤون النار وأهلها: وعليها ملك هو (مالك) فهو خازن النار ورئيس الزبانية وعددهم تسعة عشر ملكا، قال تعالى: وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ [الزخرف:77]. سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر:26-30].

عن ابن عباس قال: خزنة النار تسعة عشر، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة وقوته أن يضرب القمعة، فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيقعون في قعر جهنم[6].

قال تعالى: عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

5- الحفظة: وهم الموكلون بحفظ العبد من الجن والهوام والمصائب إلا شيء أذن الله به فيقع: قال تعالى: لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ [الرعد :11].

يقول مجاهد: ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال الملك: وراءك إلا شيء أذن الله أن يصيبه.

وقال أبو مجلد: جاء رجل إلى علي وهو يصلي، فقال: احترس، فإن ناسا يريدون قتلك فقال علي : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه إن الأجل جنة حصينة[7].

6- وأعمال أخرى مختلفة:

سياحون يبلغون رسول الله سلام أمته وصلاتهم للحديث: ((إن لله في الأرض ملائكة سياحون يبلغوني عن أمتي السلام))[8].

ملك موكل بالرحم للحديث: ((إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقا، قال الملك: أي رب ذكر أو أنثى شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه))[9].

وأما صفاتهم:

فإن للملائكة صفاتاً كريمة تتناسب وطهارة خلقهم وخلقهم وأعمالهم منها:

الحياء فهي تستحي استحياء يليق بحالها فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثوبه، فلما قاموا، قالت: يا رسول الله استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما، وأنت على حالك، فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، فقال: ((يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))[10].

منزهون عن الأعراض البشرية من نوم وأكل وشرب وتعب، قال تعالى: يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20].

وللحديث: ((أطَّتِ السماء وحق لها أن تئطّ، ما من موضع أربع أصابع إلا عليه ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى))[11].

دعاؤهم للمؤمنين ولعنهم للكافرين:

قال تعالى: ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ [غافر:7].

وقال تعالى: إِن ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلـئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ [البقرة:161].

نفورهم من الروائح الكريهة والبيوت التي فيها مخالفات شرعية:

للحديث: ((من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم))[12].

وللحديث: ((إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة))[13].

وأما أثر الإيمان بهم:

استشعار لعظمة الله سبحانه وقدرته جل جلاله ـ فدقة المصنوع تدل على عظمة الصانع ـ وعظم خلق الملائكة دليل على عظيم سلطان الحق سبحانه: ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ [فاطر:1].

فرح المؤمن مشاركة هذا الصنف من خلق الله في عقيدته وطاعته وإسلامه وتنفيذه لأوامر الله، فالمؤمن يجعل من ملائكة الرحمن مثلا كريما في انقياده وطاعته: لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[التحريم:6].

عزة واستعلاء بوجود أعوان وأنصار يعينونه وينصرونه بأمر الله قال تعالى: بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ مُسَوّمِينَ % وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ [آل عمران:125-126].

شجاعة وفداء فإنما هي آجال وعليه من ملائكة الرحمن حفظة فلا يصيبه إلا ما أذن به الله وحده جل في علاه.

قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ [التوبة:51].

بحـہة بكـى. 7 - 8 - 2014 12:56 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعــد:

أيها الإخوة الكرام: أيها الإخوة الحضور! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مهما تكلمنا في هذه المحاضرة ومهما تحدثنا فنحن مقصرون، ولن نثني على الله عز وجل حق الثناء، فالله جل وعلا له الأسماء الحسنى والصفات العلى، نثبت كل الأسماء وكل الصفات لله جل وعلا على ما تليق به: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

موسى عليه السلام كلم الله جل وعلا مباشرة، فكان كليم الله، وبعد أن كلم الله اشتاق لرؤيته، والنظر إليه، فطلب من ربه هذا الطلب: قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف:143] أريد رؤيتك وأشتاق لرؤيتك، قال الله جل وعلا: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143] في هذه الدنيا لن يراه أحد.

أما يوم القيامة فيراه المؤمنون: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23].. قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ [الأعراف:143] انظروا إلى الشرط الذي اشترطه الله على موسى قال: انظر إلى الجبل الأصم الشامخ العظيم إن أطاق رؤيتي فسوف تراني، فإذا بالرب جل وعلا يتجلى للجبل قال ابن عباس : [قدر رأس الإصبع ] فإذا بالجبل العظيم يندك ولا يبقى من الجبل شيء.

وموسى لما رأى المنظر خر على الأرض صعقاً، ولما أفاق: قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ [الأعراف:143].

قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف:143].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

سعة ملك الله عز وجل

هل من ترك الصلاة قدر الله حق قدره؟
هل من أكل الربا قدر الله حق قدره؟

يقول الله جل وعلا لمن أكل الربا: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279] قال ابن عباس ترجمان القرآن: [يأتي يوم القيامة فيعطى رمح ويقال له يوم القيامة: بارز ربك ] حارب الله جل وعلا، لأنه أكل الربا في هذه الدنيا: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

يقول بشر رحمه الله: [لو تفكر الناس في عظمة الله جل وعلا ما عصوا ربهم جل وعلا ].

يقول سعد بن بلال : لا تنظر إلى صغر المعصية -لا تقل ليس فيها شيء أن أنظر إلى فلانة أو أتكلم معها أو أختلي بها، أو أسمع الأغاني، أو أنام عن الصلاة، أو أعق الوالدين، أو أقطع الأرحام- ولكن انظر إلى من عصيت تعرف قدر المعصية، ولو عرف الناس قدر عظمة الله ما عصوا ربهم جل وعلا.

أرأيت هذه السماوات السبع، والكون كله، نحن على الأرض لا شيء، والأرض في المجموعة الشمسية لا شيء، والمجموعة الشمسية في المجرة لا شيء، والمجرة ضمن المجرات لا شيء، فنحن نقطة في فضاء كامل لا نراه، يقيس علماء الفلك الآن الفضاء بالسنوات الضوئية، شيء عجيب وكون فسيح حتى نصل إلى السماء الدنيا، ثم بين كل سماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، ثم بين كل سماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام.

أرأيت هذه السماوات العظيمة وهذا الكون الكبير الفسيح هذا كله بالنسبة إلى كرسي الرحمن كحلقة ملقاة في أرضٍ فلاة -أي في صحراء- هذا الكون كله والسماوات السبع كحلقة، أرأيت؟! أتخيلت؟! أتصورت؟!

نحن ماذا نساوي داخل هذه الحلقة؟ لاشيء.

ثم اعلم أن هذا الكرسي بالنسبة لعرش الرحمن جل وعلا كالحلقة بالنسبة للغلاة -الصحراء- تخيل وتصور!! الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]. يعلم ما توسوس به كل نفس، يسمع دبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [البقرة:255] أعظم آية فيها صفة الرب اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] حي لا يموت، حي لا ينام، قيوم: قائمٌ بنفسه مقيم لغيره، ما من دابة إلا وهو آخذ بناصيتها الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255].

اطلاع الله تعالى على عباده

تقول عائشة : (جاءتنا المجادلة -المجادلة التي في سورة قد سمع الله- تشتكي إلى رسول الله من زوجها، تقول عائشة : وليس بيني وبينها إلا ستارٌ رقيق، تقول: لا أسمع بعض كلامها، وإذا بالرب ينزل: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة:1] ) لا تظن عندما تختلي بنفسك في معصية أو تغترب عن الأرض؛ لتعصي الله جل وعلا، أو تغلق على نفسك الباب وتطفئ الأضواء لتعصي لا تظن أن الله قد غفل عنك:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب


ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب


لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب


الإمام أحمد بن حنبل لما سمع هذه الأبيات ترك مجلس العلم، ودخل في غرفة وأغلق الباب على نفسه، وانتظره طلابه فلم يخرج، فجاءوا إلى الغرفة يريدون طرق الباب، فسمعوا الإمام أحمد يردد هذه الأبيات وهو يبكي.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب


ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب


لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب


فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توباتنا فنتوب


يقول وهب رحمه الله: [خف الله على قدر قدرته عليك ] خف من الله.

زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه وعن أبيه وجده: كان إذا توضأ اصفر لونه، فيقولون له: لم يصفر لونك عند الوضوء؟ بعض الناس يكبر للصلاة ولا يدري عن الصلاة شيئاً، هذا الرجل إذا توضأ اصفر لونه قالوا: لم؟ قال: [أتدرون بين يدي من أقف؟! أقف بين يدي الله.. أقف بين يدي الله ] أين الذين يكبرون للصلاة وقلوبهم في الأسواق وفي الدنيا وشهواتها؟ تجده يسمع قول الله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4] والقلب ما زال في الدنيا: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:67] وأدع هذه الآية إلى آخر المحاضرة.

التحدي بخلق الذباب

شاب كان جالساً في الطريق يمر ملكٌ طاغية ظالم فاجر طاغوت يعبده الناس من دون الله، وكان الشاب صالحاً متديناً، فرأى الناس يتجمعون حول هذا الملك الطاغية كلٌ منهم يتقرب إليه، ويتوسل إليه، ويريد منه القربى والزلفى وأموراً من الدنيا، فنظر إلى الناس، ونظر إلى هذا الملك وحوله الجنود، وحوله الحرس.
فإذا ذبابة تطير حول الملك، كلما اقتربت ووقفت على وجهه هشها من حوله، فذهبت ثم رجعت والناس يتعجبون، كلما أراد إزالتها ذهبت الذبابة ثم رجعت على وجه الملك والناس يستغربون، ذبابة ما استطاع دفعها!

فإذا بالشاب المسلم الصالح يستغل الموقف، فإذا به يرتل قول الله أعوذ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [الحج:73] كل الناس يستمعون، فالله يضرب مثلاً ويقول للناس استمعوا لهذا المثل، واسمع إلى هذا المثل: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً [الحج:73] الله أكبر! أرأيت هذا المثل في هذا الموقف؟ أرأيت هذا الملك وجنده بل كل من في الأرض جميعاً الشرق والغرب بالتكنولوجيا التي اكتشفوها ووصلوا بها إلى القمر ودخلوا إلى الأرض وكسروا الذرة، هل يستطيعون أن يخلقوا ذبابة واحدة، تحدٍ من الله: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ [الحج:73] هذا التحدي الأول.

التحدي الثاني: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً [الحج:73] لو أن الذباب يأخذ شيئاً من طعامهم أو شيئاً من شرابهم فإن كل أهل الأرض ما يسترجعونه؛ لأن الذباب حشرة إذا دخل الطعام مباشرة في جوفها يتحلل الطعام ويتغير مباشرة ويتفكك: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:73-74].

فإذا بالناس كل منهم يكبر ويقولون: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله والله أكبر! وانفض الناس عن ذلك الملك: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

رسالة إلى كل غافل

أخي الكريم: يا من تنام عن الصلاة!
أخي العزيز: يا من هجرت القرآن!

أختي الفاضلة: يا من مازلت تترددين هل تتحجبن أو لا تتحجبن؟

إلى الغافل عن أوامر الله ونواهيه

أخي الفاضل: يا من مازلت تبيع الحرام، أو تشتري الحرام، أو تأكل الحرام، نحن لا نتعامل مع بشر، نحن نتعامل مع رب البشر جل وعلا، الذي قال عن نفسه: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28] الله أكبر! الله يحذر البشر نفسه، ومازال بعض الناس في غيبته وغفلته.
وبعض الناس لا ينتبه، أتعرف متى ينتبه؟! إذا كان ملك الموت عند رأسه، فهنا يتذكر ويقول: قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99] الآن عرفت ربك؟ الآن عرفت قدر الله عز وجل؟ أليجمع أموالاً؟ ينظر أفلاماً ومسلسلات؟ يتمتع ببيته الجديد؟ أو يعانق زوجته وحبيبته؟ أو يقبل أولاده؟ لا. نسي الدنيا كلها، ويريد شيئاً واحداً: لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100].



إلى الغافل عن عظمة الله

يوماً من الأيام والنبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فإذا به يقول لهم: (تسمعون ما أسمع؟ قالوا: لا يا رسول الله ) واسمعوا هذا الحديث، وأريد كل واحدٍ منكم أن يتصوره، قال: (أطت السماء ) والأطيط: هو صوت الحمل على الناقة إذا كان ثقيلاً ومشت الناقة يظهر له صوت، بعضكم لعله سمع أو يتخيل هذا الصوت، وأي حمل على السماء؟ (أطت السماء وحق لها أن تئط ) ما الذي حدث؟ ما الذي جرى؟ السماء العظيمة فيها حمل ثقيل، أتعرف ما الذي فيها؟ (ما من موضع شبرٍ إلا وفيه ملك ساجدٌ أو راكع ) الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! (ما من موضع شبرٍ إلا وفيه ملك ساجد أو راكع ).
هؤلاء الملائكة الذين لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] إذا بعثوا يوم القيامة تعرف ماذا يقولون؟

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك! لا يعصون الله، حياتهم عبادة، وركوع وسجود وتنفيذ لأوامر الله، لا يعصون الله ما أمرهم، يسبحون الله ولا يفترون، ثم ما عبدناك حق عبادتك، تعرف لماذا؟ تعرف لِمَ؟

لأن تقديرهم لله أعظم من تقديرنا لله، بعضنا يَمنُّ على الله أنه صلى خمس صلوات في المسجد، ماذا تعني خمس صلوات؟! لا شيء، كانت خمسين فجعلها الله خمساً، وهي خمس في العمل خمسون في الميزان، ومع هذا يَمنُّ على الله أنه صلاها في اليوم والليلة، يَمنُّ على الله إذا حج بيت الله، يَمنُّ على الله إذا صام الإثنين والخميس: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17].

أرأيت أو أسمعت بوصف أفضل الملائكة جبريل؟ جبريل له ستمائة جناح؛ كل جناح يغطي الأفق كله، فتخيل، وتصور!

هذا جبريل صاح صيحة دمر قرية كاملة.

جبريل بطرف جناحه قلب قرية على رأسها.

جبريل هذا المخلوق العظيم رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج في السماء السابعة كالحلس البالي، كالثوب الخلق، تعرف لِمَ؟ لأن جبريل قد اقترب من الله فزاد خوفاً وهلعاً: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:67].

أرأيت السماوات السبع العظيمة؟ يطويها الرب جل وعلا كطي السجل للكتب: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ [غافر:15] الله، ذُو الْعَرْشِ [غافر:15] الله يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ [غافر:15] يوم القيامة يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ [غافر:16] كل الناس حفاة عراة، ويقبض الرب عز وجل الأرض بيمينه والسماوات بيده الأخرى وكلتا يديه يمين، فيقول للخليقة كلها: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ من يرد عليه، من يجرأ أن يرد على الله في ذلك اليوم؟

أين ملوك الأرض؟ أين السلاطين؟ أين المتجبرون على أمر الله؟ على شرع الله؟ على دين الله؟ أين المتكبرون عن السجود لله عز وجل؟

يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16].

نماذج للغافلين

شرف لك -يا عبد الله- أنك تطبق أوامر الله، وتسجد لله، كم من الناس في الدنيا اليوم محروم عن السجود لله؟ كم من الناس اليوم لا يعرف ربه؟ ولا يعرف ملة يهتدي بها في هذه الدنيا؟ أسمعت إلى ذلك الشاعر الذي يقول:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ثم أبصرت قدامي طريقاً فمشيت

لست أدري لست أدري

شئت هذا أم أبيت

لست أدري



نعم هو لا يدري من أين جاء؟ ولا يدري إلى أين المصير؟ هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ [الإنسان:1-2] من الذي خلقه؟ الله.

أرأيت إلى العالم المتحضر: رجل حصل على شهادة فوق الدكتوراه، ولعله بروفيسور ولعل عنده من علوم الدنيا ما عنده؛ لكنه يسجد لبقرة، أو يدعي أنه لا إله في الأرض، أو يعبد شهوته وهواه.. سبحان الله!


وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ


يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7] في يوم القيامة عندما يجمع الله الأولين والآخرين، يأتي الناس إلى أبي البشر ليشفع لهم فيقولون له: أنت أبونا، وأنت أول من خلقك الله اشفع لنا عند ربك ، ماذا يقول آدم؟ ماذا يقول نوح؟ ماذا يقول إبراهيم؟ ماذا يقول موسى؟ ماذا يقول عيسى؟ أتعرف ماذا يقولون؟
كلهم يقولون: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، اذهبوا إلى إبراهيم، اذهبوا إلى موسى، اذهبوا إلى عيسى، اذهبوا إلى محمدٍ عليه الصلاة والسلام ، هل يقول اذهبوا إلى غيري؟

تقف الشفاعة عنده، فإذا به يقول -بأبي هو وأمي-: أنا لها.. أنا لها.. أنا لها.. فيذهب إلى ربه جل وعلا فيخر ساجداً بين يديه، ولا يحق لأحد أن يقوم هذا المقام إلا هو، فيخر ساجداً ويلهمه الله عز وجل تسابيح وتحاميد ما كان يقولها في الدنيا، ثم يقول الله عز وجل لحبيبه ولخليله محمدٍ عليه الصلاة والسلام: (يا محمد! ارفع رأسك وسل تُعط واشفع تشفع ) تظنه ماذا يقول؟ هل يطلب النجاة لنفسه؟ هل يطلب النجاة لأولاده وأحبابه فقط؟ يقول: (اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي ).

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:1-2].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67].. (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ) أسمعت بهذا الحديث؟ الله يكلمك ويكلم كل الناس، بعض الناس لقلة إيمانه وضعف يقينه يقول الله يكلم كل البشر؟ نعم، أليس الرب جل وعلا الآن يسمعنا جميعاً؟ لو كل واحد في الأرض دعا ربه لسمعه الله، بل كل واحدٍ في الصلاة في مشارق الأرض ومغاربها إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، يرد الله عليه فيقول: حمدني عبدي، الرب جل وعلا عظيم.

فإذا بالرب جل وعلا يكلمك (ما منكم من أحد ألا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ) لا توجد واسطة، (فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ) هل قدم قيام الليل؟ هل قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل قدم صيام النافلة؟ هل قدم الصدقات والزكاة؟ هل قدم الدعاء والذكر؟ أم ماذا قدم؟ هل قدم النوم عن الصلاة؟ هل قدم النظر إلى النساء والخلوة بهن؟ هل قدم استماع الأغاني والطرب؟ كل شيء فعله في الدنيا يراه، قال الله: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:4].

لا تنظر إلى صغر المعصية، لا تقل صغيرة، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، الواحد منا اليوم إذا كان في مجمعٍ من الناس يستحي أن يعصي ربه، أمام والده يستحي أن يرتكب بعض المنكرات، أمام إخوانه، أمام شيخ المسجد، أمام بعض الصالحين يستحي من بعض المعاصي، لكن إذا لم يكن أحدٌ يراه لا يستحي من الله جل وعلا: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:1] ألا يعلم هذا الرجل وهذا العاصي بتلك العاصية أن الله عز وجل مطلع عليه فيها، أن الله يراه.

عمر بن الخطاب يتجول في الصباح الباكر فإذا به يسمع امرأة تقول لابنتها: امذقي اللبن بالماء، قالت البنت الصغيرة: يا أماه! إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد منع الناس من مذق الماء باللبن، فقالت أمها: إن أمير المؤمنين الآن لا يرانا، كل الناس يمذقون فامذقي يا بنية! فقالت البنت المؤمنة: إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ [المجادلة:7] الله يرى ويسمع.

يا عبد الله: هل فكرت أن ترجع إلى الله؟ يا من تتوجه بيديك وقلبك إلى البشر، هلا توجهت إلى الله؟ هلا كنت صادقاً في توجهك إلى الله؟

أمن يجيب المضطر إذا دعاه

رجل تاجر كان يوصل براحلته من مكان إلى آخر، فإذا به -اسمع ما الذي حدث- يركب على راحلته رجل، وقال له: أوصلني، قال: إلى أين؟ قال: أوصلني إلى بلد الفلاني، قال: أوصلك، يقول: وأثناء الطريق دخلنا وادٍ مظلم، ورأيت جماجم الناس متناثرة، يقول: فخفت، وعلمت أن في الأمر شيئاً، يقول: فقال لي: انزل عن البغلة، قال: ماذا تريد؟ قال: فأشهر سكيناً قال: أريد قتلك، يقول: فهربت منه، يقول: فتبعني حتى قبض عليّ، ثم قلت له: يا فلان خذ البغلة وما عليها واتركني أعيش، قال: أما المال والبغلة فهي لي، أما أنا فأريد قتلك، قال: فإن كان ولابد فدعني أصلي ركعتين قبل أن تقتلني، قال: لك ذلك، ولكن أوجز فيهما.
يقول: فكبرت للصلاة، ومن شدة الخوف نسيت القرآن كله، ولم أتذكر إلا آية واحدة، أي آية؟ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:6] يقول: وما إن انتهيت من الصلاة إلا وجاء فارس من قلب الوادي قد أشهر رمحه يقول: فلما اقترب ضرب الرجل في قلبه فلم يخطئه فخر صريعا، فقلت: سبحان الله! من أنت؟ فقال لي: أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه، الله أكبر!

الله أكبر بكرة وأصيلا وله الثناء مرتلاً وجميلا


الله أكبر كلما هتفت به مهج العباد وسبحته طويلا


الله أكبر ما تطوف محرم بالبيت أو لبى له تبتيلا


الله أكبر في السماوات العلى والأرض حيث تجاوبت تهليلا


الله أكبر! الله أكبر! وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67].

أخي العزيز: أختي الفاضلة! أتعرف أن الرب العظيم الجليل الكبير المتعال يحب عبده إذا رجع إليه؟ أتعلم أن الله العظيم يفرح إذا أقبل عبده إليه تائباً؟ لو أمضى سنوات من حياته في المعاصي، وأسرف على نفسه بالذنوب، وأكثر من الذنوب والمعاصي، ثم أراد أن يرجع إلى الله قبله الله، وأحبه، وفرح به إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]؟

من أنا حتى يحبني الله؟ من أنا حتى يفرح الله عز وجل بي؟ أنا الذي أذنبت وأسرفت وأكثرت من المعاصي والذنوب، ولطالما عصيت الله، والآن يحبني الله؟ نعم. لو رجعت وتبت وندمت على ما مضى فإن الله عز وجل يحبك.

رجل من بني إسرائيل عَبَدَ الله أربعين سنة؛ ثم انتكس فعصى ربه أربعين عاماً، ثم بعد أربعين سنة من المعصية أراد التوبة، فقال وهو يبكي ويدعو: رب عبدتك أربعين عاماً، وعصيتك أربعين عاماً، فهل لي من توبة إن أنا رجعت إليك؟ فإذا به يسمع هاتفاً يقول له: عبدي عبدتنا فقربناك، وعصيتنا فأمهلناك، وإن رجعت إلينا قبلناك وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:8].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67].

أسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا الحديث وهذا المجلس في موازين أعمالنا.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بحـہة بكـى. 7 - 8 - 2014 12:57 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
أما بعد:

قال الله تعالى: وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون إن تحقيق العبودية لله، مطلب شرعي لابد من تحقيقه، بل إن الله عز وجل خلق الكائنات كلها لعبادته، من إنس وجن وملائكة وحيوان ونبات وجماد، وغيرها من الموجودات، فطرها سبحانه على توحيده والاعتراف بألوهيته والإقرار بفقرها واحتياجها وخضوعها له جل وعلا، إلا إننا نجد العجب من أمر هذا الإنسان من انصرافه وبعده عن العبودية الحقة لله، وانشغاله بملذات الدنيا وشهواتها، ولذا فقد كان هذا الإنسان في مجموعة أقل الكائنات عبودية، وأكثرها معصية وأشدها استكبارا على مقام العبودية: قتل الإنسان ما أكفره – إن الغاية من دعوة الرسل جميعا لأقوامهم هم العبودية ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فموسى عليه السلام كان أول ما أوحى الله تعالى به إليه إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري وأول ما نطق به عيسى عليه السلام أمام قومه: وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى له: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فكان عليه الصلاة والسلام قمة المثال الذي يقتدي به في تحقيق العبودية فوصل إلى أعلى مراتبها وأسمى منازلها فكان أحق من يوصف بهذا الوصف وأهلها دون غيره من البشر، نعود إلى موضوع هذا الإنسان وعبوديته لله عز وجل، وسيكون لنا معه حديث خاص لكن قبله لنستعرض كائنات ومخلوقات أخرى غير الإنسان، وما مدى قربها وبعدها من تلك العبودية عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليس من شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والأنس)) قال الله تعالى: تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً فلنبدأ بعرض بعض الصور من عبودية الحيوانات والدواب. إن هذه الحيوانات لها عبوديات تخصها، تشترك في بعضها مع الإنسان في الاسم وتختلف في الكيفية: وكثير من هذه الحيوانات تقدم عبوديتها لخالقها أحسن من كثير من البشر، فهذه الدواب تسجد لربها: ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ومن عبوديتها أن هذه الدواب تخاف من يوم الجمعة لأنها تعلم بأن الساعة تقوم يوم الجمعة، وكثير من الإنس في غفلة، روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من دابة إلا وهي مصيخة أي منصتة ومستمعة – يوم الجمعة خشية أن تقوم الساعة)) ومن عجيب عبودية هذه الدواب لربها أنها تستريح إذا مات رجل فاجر في هذه الأرض روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه جنازة فقال: ((مستريح ومستراح منه، فقالوا: يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: إن العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)) إن الدواب تنـزعج من وجود الفاجر في الأرض لأنه مبارز لله عز وجل، لذا فإذا مات الفاجر، استراحت منه البهائم، سبحان الله، حتى البهائم والدواب تميز بين أولياء الله وأعداء الله، وكثير من الإنس في غفلة.

أيها المسلمون:

فمن هذه الدواب والحيوانات – البقرة – روى البخاري في صحيحه: ((بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله بقرة تتكلم، فقال عليه الصلاة والسلام: فأني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر)) فالبقرة تكلمت بأمر الله عز وجل، إلى هذا الرجل لتفهمه، سوء استخدامه لها وان هذا يتنافى مع العبودية لله، وأنها لا تضرب بدون مبرر، وأنها إنما خلقت للحرث ونحوه، وأنها تؤدي العبودية التي أمرت بها.

ومن عبوديات الدواب: الحيتان: روى ابن ماجه قوله: صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر)) وعند الترمذي: ((إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير)) إن الحيتان في البحر والنملة في جحرها، يقدرون فضل العلماء والدعاة والمصلحين، ومعلمي الناس الخير، ورواية ابن ماجه تشعر بأن كل الكائنات علويها وسفليها، حيوانها ونباتها وجمادها، تقدر منـزلة أهل العلم وأهل الدعوة والحريصين على مصالح الناس ومعلمي الناس الخير فهي تستغفر لهم، وسبحان الله وكثير من الإنس في غفلة عن علمائهم ودعاتهم ومشايخهم ومعلمي الناس الخير.

ومن صور عبودية الدواب العجيبة: عبودية الذئب: روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلب الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، قال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله إلي، فقال: يا عجبي ذئب مقعٍ على ذنبه يكلمني كلام الإنس، فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب، يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال فاقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي، أخبرهم فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق والذي نفسي بيده)).

ومن عبودية الدواب عبودية الديك واأنه يوقظ للصلاة، قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد: ((لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة))، وفي رواية أبى داود: ((فإنه يوقظ للصلاة)) إذا كان سب الديك لا يجوز لأنه يأمر بالمعروف ويدعو إلى الصلاة، فكيف بالذي يسب من يدعو إلى الصلاة من أصحاب الهيئات. إن التعرض لديك لا يجوز، لأنه يدعو للصلاة وهذا أمر بمعروف، فكيف بالتعرض لغير الديك – ممن يدعو للصلاة ولغيرها من أبواب المعروف، وينهى عن أبواب المنكر المختلفة والمنتشرة في مجتمعات المسلمين والتي لا عد لها ولا حصر، لا شك بأن التعرض لهؤلاء أقبح وأبغض عند الله عز وجل.

أيها المسلمون:

أما عبوديات النباتات فأمر عجب، فهذا الشجر، الذي نص الله جل وتعالى بسجوده له بقوله: والنجم والشجر يسجدان والأعجب حديث بن عباس في سنن ابن ماجه وسنده صحيح أنه قال: ((كنت عند النبي عليه الصلاة والسلام فأتاه رجل فقال: إني رأيت البارحة فيما يرى النائم كأني اصلي إلى شجرة فقرأت السجدة، فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها تقول الله احطط عني بها وزرا، واكتب لي بها أجرا واجعلها لي عندك ذخرا، يقول ابن عباس: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ السجدة، فسجد فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة)) هذا الشجر يسمع الآذان ويشهد للمؤذن فعن أبى سعيد الخدري قال: ((إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالآذان فإني سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول: لا يسمعه جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر إلا شهد له)) ان هذا الشجر يلبي مع تلبية الحاج والمعتمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من قلب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا)) إن هذا الشجر له في تحقيق عبودية الولاء والبراء للكفرة ولليهود، تحقيق تام عبودية أحسن بمراحل ممن يتزلفون لليهود، ويطلبون ودَّهم، ويتقربون منهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله)) وفي رواية ابن ماجه: ((إلا الغرقد فإنها من شجرهم لا تنطق)). إن هذا الشجر سينطقه الله عز وجل، سيتكلم الشجر عبودية لله، وولاء له وللمسلمين، وبراء من اليهود، حتى الشجر لا يرضى بوجود اليهود، فيريد أن يعجل المسلم بقتله: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، فما بالنا لا نكون حتى بمستوى بعض الأشجار تجاه اليهود، إن أولئك الغرقديون، أمرهم مفضوح، لأن العنصر اليهودي منبوذ حتى من الشجر والحجر، لكن عجبا لبعض البشر من الغراقدة إن صح التعبير أدنى بكثير في عبوديتهم لربهم من الشجر والحجر.

أما البحر فله عبوديات عدة، لكن من أعجبها ما جاء في مسند الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث القدسي عن رب العزة: ((ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينتضح عليهم فيكفه الله عز وجل)) وفي رواية: ((ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه ان يغرق ابن آدم، والملائكة تعاجله وتهلكه، والرب سبحانه وتعالى يقول دعوا عبدي)) فيا سبحان الله، البحر يقعر ويغضب، ويستأذن الله في كل ليلة أن يهلك ويغرق الناس هل تعلمون بسبب ماذا؟ انه بسبب معاصي ابن آدم، وعدم تحقيق ابن آدم العبودية المطلوبة منهم، فيعظم على البحر أن يرى ابن آدم وهو يعصي الله فيتألم لذلك ويتمنى هلاك ابن آدم، لكن الله جل وتعالى بحلمه وعطفه ورحمته بنا يقول، دعوا عبدي.

نسأل الله جل وتعالى أن يرحم ضعفنا وأن يجبر نقصنا وأن يعفو عنا وأن لا يؤاخذنا بأعمالنا، أقول قولي هذا واستغفر الله. . .


الخطبة الثانية





أما بعد:

ومن عبوديات الكائنات، عبودية الجبال لله تعالى: أما سجودها ففي قول الله تعالى: ألم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء وأما تسبيحها ففي قول الباري جل وعلا: وسخرنا مع دواد الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وقوله تعالى: إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق وأما عن خشية الجبال فعجب من العجب: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون فالجبال مع صلابتها وقسوتها تخشع لله عز وجل، ومرة أخرى، وكثير من الانس في غفلة، اسمع أخي المسلم لهذا الكلام الرائع من ابن القيم رحمه الله، وهو يتكلم عن عبودية الجبال فإنه كلام ممتع للغاية، يقول رحمه الله بعدما ذكر حكمه الله تعالى في خلق الجبال قال: هذا مع أنها تسبح بحمده، وتخشع له، وتسجد وتشفق وتهبط من خشية الله، وهي التي خافت من ربها وفاطرها وخالقها على شدتها وعظم خلقها من الأمانة إذ عرضها عليه وأشفقت من حملها، ومنها الجبل الذي كلم الله عليه موسى كليمه ونجيه، ومنها الجبل الذي تجلى له ربه فساخ وتدكدك، ومنها الجبل الذي حبب الله رسوله وأصحابه إليه، وأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومنها الجبلان اللذان جعلهما الله سورا على نبيه وجعل الصفا في ذيل أحدهما والمروة في ذيل الآخر وشرع لعباده السعي بينهما وجعله من مناسكهم وتعبداتهم، ومنها جبل الرحمة المنصوب عليه ميدان عرفات، فلله كم به من ذنب مغفور، وعثرة مقالة، وزلة معفو عنها، وحاجة مقضية، (ثم قال رحمه الله؟) ومنها جبل حراء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بربه، وهو الجبل الذي فاض منه النور على أقطار العالم، فسبحان من اختص برحمته من شاء من الجبال والرجال، هذا وإنها لتعلم أن لها موعدا ويوما تنسف فيها نسفا، وتصير كالعهن، فهي مشفقة من هول ذلك الموعد، فهذا حال الجبال وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها وعظمته، وقد أخبر عنها فاطرها وباريها أنه لو أنزل عليها كلامه لخشعت ولتصدعت من خشية الله، فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال، تسمع آيات الله تتلى عليها، ويذكر الرب تعالى فلا تلين ولا تخشع، أ هـ رحمه الله.

ثم هذه الرياح التي نشعر بها ولا نراها قد نستغرب من شانها حين نعلم أن لها إدراكا خاصا يليق بها، فهي كانت مسخرة لسليمان عليه السلام كما قال تعالى: فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ومن عجيب عبودية هذا المخلوق أنها هاجت لموت منافق، روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر فلما كان قرب المدينة، هاجت ريح تكاد أن تدفن الراكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت هذه الريح لموت منافق)) فقدم المدينة فإذا عظيم من المنافقين قد مات. فتأمل يا عبد الله من هيجان الريح لموت منافق في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا ادري هل منافقو زماننا هذا على دراية بهذا الحديث، لا أظن ذلك.

ومن عبوديات الكائنات، عبودية السماوات والأرض، فأولها عرض الأمانة عليهما: إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ثم إنهما مطيعان لربهما تمام الطاعة: ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ومن عجيب عبوديتهما، أنهما لا يرضيان بالشرك، فعندما نسب النصارى الولد إلى الله، وقالوا بأن عيسى ابن الله، فما إن سمعت السماوات والأرض ذلك الافتراء الكاذب حتى كادت تهد هدا، قال عز وجل: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً ان دعوا للرحمن ولداً وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً .

بل والأعجب في عبوديتهما، هو بكاء السماوات والأرض على فراق المؤمنين الصالحين، قال الله تعالى: فما بكت عليهم السماء والأرض إنهما لا يبكيان على الكفار ولا على المنافقين ولا على المحاربين لشريعة الله، بل يبكيان على فراق المؤمن الصالح لهذه الدنيا.

والأعجب منه أن الأرض لا تقبل أجساد بعض المنافقين للدفن فيها، فكلما دفنوا لفظتهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فعرفوه، قالوا: هذا يكتب لمحمد فاعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذا.

إن المنافقين والعلمانيين على خطر عظيم. إن هذه الأرض التي نمشي عليها ونطأها بأقدامنا سيأتي عليها يوما تحدث أخبارها، وهذا من عبوديتها بأن فلان ابن فلان فعل كذا وكذا في يوم كذا وكذا، بأن ربك أوحى لها، وقد يوحى لها ربها بأن لا تقبل أجساد أصناف من البشر لجرائم فعلوها على ظهرها، وقد تقبلهم الأرض، فتشتعل عليهم وهم في بطنها، فكما أن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وهذه من عبوديتها فقد يأمرها سبحانه فتفتك ببعض الناس جزاءً لهم على أعمالهم، فلينتبه الإنسان من الأرض، وليعمل عليها خيرا، وليجتنب محارم الله، وليحقق عبوديته لمولاه على هذه الأرض فإن الأرض أيضا لها عبودية لابد وأن تؤديها.

بحـہة بكـى. 7 - 8 - 2014 12:58 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
أيها الناس:

عنوان هذه الخطبة سنريهم آياتنا في الآفاق [فصلت:53]. والله عزّ وجلّ، يقول: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت وإلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت[الغاشية:17–20].

تلـك الطبيعـةُ قـِفْ بنـا يا سـاري حتى أُريك بديعَ صنعِ الباري

الأرضُ حولـَكَ والسمـاء اهتـزَّتـا لروائـع الآيـاتِ والآثــارِ

ولقـد تمرُّ علـى الغـديـر تخالُـه والنبتُ مـرآةٌ زهـَتْ بإطـارِ

حلـوُ التسلسـل موجُـه وخـريـرُه كأنامـلٍ مـرّت علـى أوتـارِ

ينسـابُ فــي مُخْضَلـَّةٍ مُبْتَلـّــَةٍ منسـوجةٍ من سـندس ونضَارِ

وترى السماء ضحى وفي جنح الدّجى منشـقـة عـن أنهـرٍ وبحـار

فـي كـل ،ـاحيـةٍ سَلَكْتَ ومـذهبٍ جبـلانِ من صخرٍ وماءٍ جاري

سبحان من خلـق الوجـودَ مصـوِّرًا تلـك الدّمـى ومقـدّرِ الأقـْدارِ

من هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، هل يستطيع أحد في العالم، هل يستطيع كيان، أو منظمة، أو مؤسسة، أو هيئة علمية، أن تدعي وتزعم أنها هي التي أعطت كل شيء خلقه ثم هدَت ؟. لا، وألف لا، إن الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى هو الله.

ردّ بهذا الرد موسى كليم الله على فرعون عدو الله، لما سأله فرعون: من ربكما، ما تعريفه، ما ترجمته، ما آثاره، ما هي الدلائل القائمة على وحدانيته، ما هي البراهين الساطعة على ألوهيته.

فقال موسى: ربُّنا الذي أَعْطى كلَّ شيء خَلْقه ثم هدى [طه:50].

وهذه الآية تشمل عالم النبات، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان، وعالم البر، وعالم البحر، وعالم الجو، فالله يتجلى في عصر العلم، كلما مرَّ يوم، وكلما اكتشف اكتشاف، دلنا على الله وعلى قدرته ووحدانيته.

وفي كل شيء له آيةٌ تدلُّ على أنه واحدُ

سنريهِم آياتِنا في الآفاق وفي أنْفُسِهم حتى يتبيَّن لهم أنه الحقُّ [فصلت:53].

كان السلف يعرفون من قوله تعالى: فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزَّت ورَبَتْ وأنبتَتْ من كل زوجٍ بهيج [الحج:5]. أن الأرض تخضر وتُثْمِر وتُزهِر إذا نزل عليها الماء، ثم تقدم العلم، واكتشف أهل علم النبات؛ أن الإنسان إذا وضع الحب اليابس في الأرض اليابسة لا ينبت الزرع، حتى تهتز الأرض درجة واحدة من درجات جهاز (رختر) فتنصدع قشرة الحبة، فتنبت بإذن الله، والله يقرر ذلك قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وقبل أن تهتز لا تنبت ولا تثمر.

أحد الشعراء كان مسرفًا على نفسه في الخطايا، أبو نواس، وعندما توفي، رآه أحد علماء أهل السنة في المنام في هيئة حسنة، عليه ثياب بيض، جالس في بستان، قال: يا أبا نواس كيف حالك؟ قال: لقد أتيت إلى الكريم فغفر لي، قال: بماذا؟ قال: بقصيدتي في وردة النرجس:

تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليكُ

عيون من لُجَين شـاخصـات بأحداقٍ هي الذهبُ السبيكُ

على كُثُبِ الزَّبَرْجَد شاهـداتٌ بأن الله ليس له شريكُ

النخل.. الرمان.. الريحان.. كل نبت.. كل زهر، يشهد أن لا إله إلا الله.

إنها معالم الوحدانية، ودلائل الألوهية، وآيات الربوبية.

وعرف السلف قوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم [الواقعة:75]. قالوا: إن ذلك إشارة إلى أماكنها، وتطور الإعجاز العلمي، فاكتشف علماء الفلك، أن هناك نجومًا ذهبت من أماكنها، أرسلها الله، سرعتها كسرعة الضوء أو أكثر، ولم ترتطم بالأرض إلى اليوم، وبقيت مواقعها هناك، فقال الله: فلا أقسمُ بمواقعِ النجوم. ولم يقل: فلا أقسم بالنجوم تعظيمًا لمواقعها.

والله يقول: والسماء بنيناها بأيْدٍ وإنّا لموسعون [الذاريات:47]. يقول العلماء: إن الله، عزّ وجلّ، أوسع الكون، وجعله فسيحًا، بصحاريه، وفيافيه، وبحاره، ومحيطاته، ثم تطور علم الإنسان إلى أن وصل إلى قضية مذهلة؛ وهي أن الكون يتسع كل يوم كما يتسع البالون إذا مُلئ بالهواء تماماً !!, يوسع الله الكون، نعم هذه قدرته وهذا سلطانه، ليهْلِكَ من هلك عن بينة ويحيى من حىَّ عن بينه [الأنفال:22].

ويقول جلّ ذكره: وأرسلنا الرياح لواقح [الحجر:22].

مَن ما يدري معنى لواقح، وكيف تلقح الرياح، وما فائدة تلقيح الرياح، وما المادة التي تلقحها الرياح بإذن الله.

يقول العلماء: يُحمِّل الله المعصرات من السحب بماء البحر، بعد أن يتبخّر، ثم يسوقه بالريح، فيأتي الملك يهتف ويقول: اسق بلد كذا وكذا، فيذهب السحاب ولكنه لا يسقط منه قطرة، حتى يرسل الله الرياح مُحمّلة بذرات الغبار فتصطدم بالسحاب تلقّحه، فيهبط الغيث بإذن الله.

وهناك فرق بين الرياح والريح، أما الريح فمهلكة دبور مُمرضة، وأما الرياح فنافعة مفيدة مثمرة لا تأتي إلا بخير، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا هبّت الرياح قال: ((اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً))[1].

كان النبي عليه الصلاة والسلام، يقوم في وسط الليل ليصلي، ثم ينظر إلى السماء ويقول: إن في خلقِ السماواتِ والأرضِ واختلافِ الليلِ والنهارِ لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلقِ السماواتِ والأرضِ ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك فقنا عذابَ النار[2] [آل عمران:190-191].

وفي التنزيل والجبال أرساها [النازعات:32].

أين أرساها؟ ولماذا أرساها؟ وكيف أرساها؟ أرساها في الأرض، قال أهل العلم: طول الجبل في باطن الأرض ضعف طوله فوق سطح الأرض، فكل جبل من الجبال، لم يخرج منه على سطح الأرض إلا الثلث، وبقي الثلثان في بطن الأرض، أوتد الله الأرض بالجبال، ثم وزّعها على القارات والجزر، حتى لا تهتزّ الأرض، ولو جمعها في منطقة واحدة لاضطرب حال الأرض، ولتقلّبت، ولانتهت كل الكائنات الحية الموجودة على سطحها، هذا خَلْقُ الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلالٍ مبين [لقمان:11].

أروني استعدادات البشر، أروني صنع البشر، أروني خلق البشر يا أيها الناس ضُرب مثلٌ فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يَستنقِذوه منه ضَعُف الطالبُ والمطلوبُ [الحج:73].

وخلق الله عالم الحيوان، والحديث عنه طويل، قال علماء الحيوان: جعل الله في خياشيم الكلب مادة شامّة، يَعرف بها من بعيد صديقه من عدوه، ولا يصيب الكلب عرق، فإذا أراد أن يتنفس من المسام، لهث في الليل والنهار كمَثَل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركْهُ يلهث [الأعراف:176].

فمن الذي خلق.. ومن الذي صوّر.. ومن الذي أبدع.

يُرسل الإنسان الحمام الزاجل، يحمل الرسائل من مكان إلى مكان، ويعود إلى صاحبه، فلا يَضِل، ولا يضيع، ولا يضطرب، من الذي علّمه، من الذي بَصَّره بالطريق، من الذي هداه؟ إنه الله الواحد الواحد الأحد، الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى [طه:50].

خلق الله العنكبوت، منها صنف وفصيلة تعيش في البحر، فإذا أرادت أن تبيض، بَنَت عُشّها تحت سطح البحر، ثم عمِلَت عُشّاً كالبالون لا يخترقه الماء، وعبّأته بالهواء، وأَسْرَجَتْه بإذن الله بمادة في أنفها، ثم جعلت تبيض في العش فمن الذي أعطى كل شيء خلقَه ثمَّ هدى.

خلق الله النملة، تذهب لرِزقِها في الصباح وتأتي في المساء، تَعلَم بقدوم فصل الشتاء حيث الأمطار والبرد، فتدخِّر قوتها، من الصيف في مخازن تحت الأرض، حتى إذا جاء فصل الشتاء، كان عندها ما تعيش عليه، وإذا خافت أن تنبت الحبةُ التي خزنتها، قسمتها نصفين لئلا تنبت، فمن علّمها؟ ومن بصّرها؟ إنه الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

أيها الناس:

إن قضية الخلق والهداية لهي من أهم القضايا التي عالجها الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتقدَّمَ العلم، وتطورت الأبحاث، وكلما تطور العلم، كلما اهتدى الإنسان، وعلم أنَّ لهذا الكون إلهاً لا إله إلا هو.

أما رأيتم لأولئك الذين كانوا في المستعمرة السوفيتية وراء السور الحديدي، خرج كثير منهم يقول لا إله إلا الله، دلَّهم العلم على الواحد الأحد إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28].

فالعلماء كلما تجرَّدوا من العصبية، وأخلصوا في اكتشاف الحقائق، عرفوا الله، واكتشفوا بعض أسرار الكون، وآمنوا به ووحدوه سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيَّن لهم أنه الحق [فصلت:53].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم، ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية





الحمد لله حمداً حمداً، والشكر لله شكراً شكراً، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، والمعلِّم النِّحرير، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد:

فإنّ قدرة الله، عزّ وجلّ، تحقق بكلمة واحدة "كن".

إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون [يس:82].

والله، عزّ وجلّ، أخبر في كتابه أنه سوف يُنطق أعضاء الإنسان، لتشهد عليه، لأنها جند من جنوده تبارك وتعالى: يوم تشهدُ عليهم ألسِنَتُهم وأيديهم وأرجلُهم بما كانوا يعملون [النور:24].

يوم يقول الكافر لجلْده: كيف تتكلَّم؟ كيف تشهد عليَّ، من أنطقك، فيجيب: أنطقنا الله الذي أنطق كلَّ شيء [فصلت:21].

وفي السنة والسيرة أحاديث كثيرة، أظهر الله فيها قدرته على ألسنة الحيوانات، حيث تكلّمت بألسنة عربية فصيحة، أنطقها الواحد الأحد، ليبيّن أنه على كلّ شيء قدير.

ففي صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إني لأعرف حجراً في مكة كان يسلِّم عليَّ قبل أن أُبعث))[1]، هكذا في الصحيح، حجر، جماد، كان إذا مر به النبي عليه الصلاة والسلام، يقول له بصوت وبحروف، وبنطق: السلام عليك يا رسول الله.

خرج سليمان عليه السلام يستسقي بقومه وقد علَّمه الله منطق الطير، فوجد نملة رفعت أيديها وأرجلها تدعو الله، تشدو بذكره، تهتف باسم الواحد الأحد، تحتاج إلى الماء، فلا تجد إلا من بيده خزائن السماوات والأرض فتدعوه.

رفعت أيديها وأرجلها تبتهل إلى الله وتدعو بنزول القطر، فرآها نبي الله سليمان وتبسم، وقال لقومه من بني إسرائيل: عودوا فقد سُقيتم بدعاء غيركم، قال تعالى: وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقُها ويعلمُ مستقرَّها ومستودَعَها كلٌّ في كتاب مبين [هود:6].

خرج رجل في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، إلى ضاحية من ضواحي المدينة يرعى الغنم، فأخذ الذئب من غنمه شاة، فطارده الرجل حتى أخذ منه شاته، فقال الذئب بلسان فصيح: أتأخذ رزقاً رزقنيه الله، فدُهش الرجل وقال: يا عجباً !! ذئب يُكلّمني.. قال الذئب: أين الراعي يوم لا راعي لها إلا أنا. يقول: أنت تحميها الآن، ولكن سوف يأتي زمن قبل الدجال لا راعي إلا الذئب، وفي هذا اليوم لن تمنعها أنت ولن تحميها؛ لأني أنا الذي سأحميها.

ثم قال الذئب للرجل لما تعجّب من تكليمه إياه: أعجب من ذلك رجل بين الحرتين، يوحى إليه صباح مساء[2].

يقول: أعجب من تكليمي لك، رجل وهو النبي عليه الصلاة والسلام، يأتيه الوحي من السماء، لا يقرأ، ولا يكتب، وما تعلّم، وما درس، ومع ذلك أتى بشريعة ربانية، وبوَحيٍ سماوي، وبمنهج خالد.

وفي الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: ((أتى رجل من بني إسرائيل فركب بقرة، كما يُركب الحمار، فالتفتت إليه البقرة وقالت: ما خُلقنا لهذا، إنما خُلنا للحرث))[3]، تكلّمت البقرة، فمن أنطقها؟ أنطقها الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثمّ هدى.

ومن الأحاديث الإسرائيلية، أن عيسى عليه السلام، مرَّ ببقرة وقد اعترض ابنها في بطنها وهي في الولادة، صعُبَت عليها الولادة، فجعلت تتلفّّتُ إلى السماء، لأنها تعلم أن الذي يُجيب السائلين، ويُفرِّج كرب المكروبين، ويزيل هموم المهمومين إنما هو الله.

التفتت ثم قالت لعيسى عليه السلام: يا روح الله، أدعو الله أن يُسهِّل عليَّ، فدعا عيسى عليه السلام، فسهَّل الله عليها. فسبحان الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثم هدى، وسبحان الذي يسجد له من في السماوات ومن في الأرض طوعاً وكَرهاً، وسبحان الذي خلق كل شيء، وأبدع كل شيء، وكلُّ شيء عنده بمقدار.

أيها الناس:

ما هي العبرة من هذا العرض، وما فائدة هذا السرد، وعلى أيّ شيء يدل هذا القَصص؟!.

إن الغرض من هذا العرض ومن هذا القصص مسالة واحدة، وهي أن العاقبة لهذا الدين، وأن المستقبل لهذا الدين؛ لأنه الدين الصحيح الذي يُخاطب القلوب والضمائر.

إن آيات الله في الكون سوف تترى؛ لتدل على قدرة الله تعالى، وهيمنته على هذا الكون.

إن النظريات الغربية والشيوعية الملحدة، التي قررت أن الطبيعة هي التي أحدثت وأبدعت وصورت هذا الكون، قد أعلنت إفلاسها، وثبت فشلها، وذهبت إلى غير رجعة.

فلا خالق، ولا رازق، ولا مصور، ولا مُبدع إلا الله الواحد الأحد، سنُريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق أولم يكفِ بربك انه على كل شيء شهيد [فصلت:53].

وصلوا وسلِّموا على نبيِّكم محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:19 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد قال تعالى: فلا تخشوا الناس واخشون ، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين .

أيها الإخوة: سوف يكون حديثي في هذه الخطبة عن مقام الخوف من الله عز وجل وسبب اختياري لهذا الموضوع هو ما أراه وأشاهده من بعد الناس عن الله وتجرؤهم عليه بأنواع المعاصي والذنوب التي ما ارتكبها هؤلاء الناس إلا بسبب ضعف جانب الخوف من الله في قلوبهم وبسبب غفلتهم عن الله ونسيان الدار الآخرة، فالخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة وقلّ أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى والشهوة والغفلة فالخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية.

ولهذا إذا زاد الإيمان في قلب المؤمن لم يعد يستحضر في قلبه إلا الخوف من الله، والناس في خوفهم من الله متفاوتون ولهذا كان خوف العلماء في أعلى الدرجات وذلك لأن خوفهم مقرون بمعرفة الله مما جعل خوفهم مقرون بالخشية كما قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء والخشية درجة أعلى وهي أخص من الخوف، فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين وعلى قدر العلم والمعرفة تكون الخشية، كما قال النبي : ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية)) وقال: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) قال الإمام أحمد: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف. والخوف: هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه والخائف دائما يلجأ إلى الهرب مما يخافه إلا من يخاف من الله فإنه يهرب إليه كما قال أبو حفص: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه. فالخائف هارب من ربه إلى ربه قال تعالى: ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ، قال أبو سليمان الداراني: ما فارق الخوف قلبا إلا خرب. وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها.

وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق. وقال أبو حفص: الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه.

والخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه ويبن محارم الله عز وجل فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه: الخوف المحمود: هو ما حجزك عن محارم الله وهذا الخوف من أجلّ منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد.

ومن كان الخوف منه بهذه المنزلة سوف يحجزه خوفه عن المعاصي والمحرمات فلا يأكل مالا حراما ولا يشهد زورا، ولا يحلف كاذبا، ولا يخلف وعدا ولا يخون عهدا ولا يغش في المعاملة ولا يخون شريكه ولا يمشي بالنميمة، ولا يغتاب الناس ولا يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يزني ولا يلوط ولا يتشبه بالنساء ولا يتشبه بالكفرة أعداء الدين ولا يتعاطى محرما ولا يشرب المسكرات ولا المخدرات ولا الدخان ولا الشيشة ولا يهجر مساجد الله ولا يترك الصلاة في الجماعة ولا يضيع أوقاته في اللهو والغفلة بل تجده يشمر عن ساعد الجد يستغل وقته كله في طاعة الله ولهذا قال : ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله هي الجنة)) رواه الترمذي وهو حديث حسن والمراد بهذا الحديث التشمير في الطاعة والاجتهاد من بداية العمر لأن الجنة غالية تحتاج إلى ثمن باهظ ومن سعى لها وعمل صالحا وسار من أول الطريق نال بغيته إن شاء الله.

ولهذا كان السلف الصالح يغلّبون جانب الخوف في حال الصحة والقوة حتى يزدادوا من طاعة الله ويكثروا من ذكره ويتقربوا إليه بالنوافل والعمل الصالح.

أيها الإخوة: إن رجحان جانب الخوف من الله في قلب المؤمن هو وحده الذي يرجح الكفة وهو وحده الذي يعصم من فتنة هذه الدنيا وبدون الخوف لا يصلح قلب ولا تصلح حياة ولا تستقيم نفس ولا يهذب سلوك وإلا فما الذي يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغى وظلم وركون إلى الدنيا غير الخوف من الله، وما الذي يهدئ فيها هيجان الرغائب وسعار الشهوات وجنون المطامع؟ وما الذي يثبت النفس في المعركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر؟ وما الذي يدفع الإنسان إلى تقوى الله في السر والعلن سوى خوف الله، فلا شيء يثبت الإيمان عند العبد رغم الأحداث وتقلبات الأحوال في هذا الخضم الهائج إلا اليقين في الآخرة والإيمان بها والخشية والخوف مما أعده الله من العذاب المقيم لمن خالف أمره وعصاه. فتذكر الآخرة في جميع الأحوال والمناسبات والظروف يجعل عند الإنسان حسا مرهفا يجعله دائم اليقظة جاد العزيمة دائم الفكر فيما يصلحه في معاشِه ومعادِه كثير الوجل والخوف مما سيؤول إليه في الآخرة، ففي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلت ليزيد! ما لي أرى عينيك لا تجفّ؟ قال: يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام لكان حريا أن لا يجف لي دمع.

وروى ضمرة عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني في النار غدا ولا يبالي. ولهذا من خاف واشتد وجله من ربه في هذه الدنيا يأمن يوم الفزع الأكبر فعن أبي هريرة عن النبي فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال: ((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة)) رواه أبن حبان في صحيحه.

أيها الأخوة: لقد عاش المسلمون الذين تلقوا هذا القرآن أول مرة عاشوا مشاهد الآخرة فعلا وواقعا كأنهم يرونها حقيقة ولم يكن في نفوسهم استبعاد لذلك اليوم بل كان يقينهم بذلك اليوم واقعا تشهده قلوبهم وتحسّه وتراه وتتأثر وترتعش وتستجيب لمرآه ومن ثم تحولت نفوسهم ذلك التحول وتكيفت حياتهم على هذه الأرض بطاعة الله وكأن النار إنما خلقت لهم قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما. وحق لهما أيها الإخوة ولكل مؤمن أن يخاف من النار وأن يستعيذ بالله منها لأن الخبر ليس كالمعاينة يقول : ((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد)) رواه مسلم وقال في وصف النار محذرا منها: ((نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم)) ولهذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إذا رأى أحدهم نارا اضطرب وتغير حاله فهذا عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط مغشيا عليه وهذا الربيع بن خثيم رحمه الله مر بالحداد فنظر إلى الكير فخر مغشيا عليه، وكان عمر بن الخطاب ربما توقد له نار ثم يدني يديه منها ويقول: (يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا). وكان الأحنف رضي الله عنه: يجئ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه فيه ثم يقول: (حس، حس ثم يقول يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يحاسب نفسه) وفي الحديث: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم)).

أيها الاخوة :إن أمر القيامة أمر عظيم رهيب، يرجّ القلب ويرعب الحس رعبا مشاهده يرجف لها القلوب والله سبحانه أقسم على وقوع هذا الحادث لا محالة فقال في سورة الطور إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع فهو واقع حتما، لا يملك دفعه أحد أبدا والأمر داهم قاصم ليس منه دافع ولا عاصم كما أن دون غد الليلة، فما أعددنا لذلك اليوم، وما قدمنا له وهل جلس كل منا يحاسب نفسه ما عمل بكذا وما أراد بكذا بل الكل ساهٍ لاه، والكل في سكرته يعمهون ويلعبون ويضحكون ويفسقون ويفجرون وكأن أحدهم بمنأى من العذاب وكأنهم ليس وراءهم موتا ولا نشورا ولا جنة ولا نارا ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين يقول الحسن البصري رحمه الله: (إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي، ما أردت بأكلتي ما أردت بحديثي، وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاقب نفسه). فحقيق بالمرء أن يكون له مجالس يخلو فيها يحاسب نفسه ويتذكر ذنوبه ويستغفر منها.

أيها الأحبة: لقد كان المسلمون يعيشون مع القرآن فعلا وواقعا عاشوا مع الآخرة واقعا محسوسا، لقد كانوا يشعرون بالقرآن ينقل إليهم صوت النار وهي تسري وتحرق وإنه لصوت تقشعر منه القلوب والأبدان كما أحس عليه الصلاة والسلام برهبة هذا الأمر وقوته حتى أنه وعظ أصحابه يوما فقال: ((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله عز وجل، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله والله لوددت أني شجرة تعضد)) رواه البخاري وفي رواية قال: ((عرضت علي الجنة والنار فلم أرى كاليوم في الخير والشر)) ثم ذكر الحديث فما أتى على أصحاب رسول الله يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين و الخنين هو البكاء مع غنّه، ولطول المطلع وشدة الحساب وتمكن العلم والمعرفة لدى رسول الله تمنى أن يكون شجرة تقطع وينتهي أمرها فكيف بنا نحن؟ عجبا لنا نتمنى على الله الأماني مع استهتارنا بالدين وبالصلاة وبكل شيء فماذا نرجو في الآخرة؟ وكما قيل:

يـا آمنـا مـع قبـح الفعـل منـه هل

أتاك توقيـع أمـن أنت تملكه

جمـعت شيئيـن أمنـا و اتبـاع هـوى

هذا وإحداهما في المرء تهلكه

والمحسنون على درب الخوف قد ساروا

و ذلـك درب لسـت تسلـكه

فرطـت في الـزرع وقت البذر من سفه

فكيف عند حصاد الناس تدركه

هذا وأعـجب شيء فيـك زهـدك فـي

دار البقاء بعيش سوف تتركه

نعم والله هذا حال الكثير من الناس اليوم لا يريدون أن يعملوا ولا يريدون أن يتذكروا فإذا ذكرت لهم النار قالوا: لا تقنط الناس، وهذا والله هو العجب العجاب يريدون أن يبشروا بالجنة ولا يذكروا بالقيامة وأهوالها ولا بالنار وسمومها وعذابها وهم على ما هم فيه من سيئ الأعمال وقبيح الصفات، قال: الحسن البصري: لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى، لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم، وقد ورد في الترمذي عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها)) والسبب في ذلك ضعف جانب الخوف عند هؤلاء، لقد كان بعض السلف من شدة خوفه ووجله وكثرة تفكيره في أحواله الآخرة لا يستطيع النوم ولا الضحك ولا اللهو حتى يعلم أهو من الناجين أم لا، فهذا شداد بن أوس كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم ويقول (الله إن النار أذهبت مني النوم فيقوم يصلي حتى يصبح)، وهذا منصور بن المعتمر كان كثير الخوف والوجل كثير البكاء من خشية الله قال عنه زائدة بن قدامة: إذا رأيته قلت: هذا رجل أصيب بمصيبة ولقد قالت له أمه: ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكى عامة الليل، لا تكاد أن تسكت لعلك يا بنيّ أصبت نفسا، أو قتلت قتيلا؟ فقال: يا أمه أنا أعلم بما صنعت نفسي، وهذا معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله وأنت وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن هما القبضتان، قبضة في النار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا. يقول الحسن بن عرفه: رأيت يزيد بين هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعد ذلك بعين واحدة ثم رأيته بعد ذلك وقد ذهبت عيناه فقلت له: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان، فقال: ذهب بهما بكاء الأسحار.

والبكاء من خشية الله سمة العارفين قال عبد الله بن عمرو بن العاص : لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بمئة ألف درهم.

ولما جاء عقبة بن عامر إلى النبي يسأله: ما النجاة؟ نعم والله ما النجاة كيف ننجو من عذاب الله؟ فقال له: ((أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) وفي رواية قال: ((طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته)).

وقد بين أن من بكى من خشية الله فأن الله يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله فقال ((...ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) بل حرم الله النار على من بكى من خشيته قال : ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع))، وفي رواية قال: ((حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله)) وكلا الحديثين صحيح.

وفي الأثر الإلهي: ((ولم يتعبد إلي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي)).

أيها المسلمون :إن سلفنا الصالح كانوا يتوجهون إلى الله في خشية وبكاء ووجل وطمع الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته والخوف من غضبه والطمع في رضاه والخوف من معصيته والطمع في توفيقه يدعون ربهم خوفا وطمعا والتعبير القرآني يصور هذه المشاعر المرتجفة في الضمير بلمسة واحدة حتى لكأنها مجسّمة ملموسة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين إنها الصورة المشرقة المضيئة لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم كانوا يخافون ويرجون وكانوا يبكون حتى يؤثر فيهم البكاء فبكاؤهم ثمرة خشيتهم لله قال تعالى عنهم: ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وقال أيضا: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ، فبالخوف والخشية تحترق الشهوات وتتأدب الجوارح ويحصل في القلب الذبول والخشوع والذلة والاستكانـة والتواضع والخضوع، ويفارق الكبر والحسد، بل يصير مستوعب الهم يخوفه والنظر في خطر عاقبته، فلا يتفرغ لغيره ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة والمحافظة على الأوقات واللحظات ومؤاخذة النفس بالخطرات والخطوات والكلمات، ويكون حاله حال من وقع في مخالب سبع ضار لا يدري أنه يغفل عنه فيفلت أو يهجم عليه فيهلك، فيكون ظاهره وباطنه مشغولا بما هو خائف منه لا متسع فيه لغيره. هذا حال من غلبه الخوف واستولى عليه وهكذا كان حال جماعة من الصحابة والتابعين يقول بلال بن سعد: عباد الرحمن، هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبلت منكم أو شيء من خطاياكم غفرت لكم والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض عليكم من العبادة، وتنافسون في جنة أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ، ويقول أيضا: رب مسرور مغبون، ورب مغبون لا يشعر، فويل لمن بان له الدليل ولا يشعر يأكل ويشرب ويضحك، وقد حق عليه في قضاء الله عز وجل أنه من أهل النار فيا ويل لك روحا والويل لك جسدا فلتبك ولتبك عليك البواكي لطول الأبد. فبمثل هذه العبارات كان الرسول وكان السلف يجاهدون أنفسهم ويعظون غيرهم حتى ينتبه الناس من غفلتهم ويصحوا من رقدتهم ويفيقوا من سكرتهم رجاء أن يدركوا من سبقهم إلى الطريق المستقيم ويكون الخوف دافعا لهم على الاستقامة ما كانوا على وجه الأرض أحياء مكلّفين.

وفي الختام أحب أن أذكر نماذج من خوف بعض الصحابة والتابعين:

فهذا أبو بكر أفضل رجل في هذه الأمة بعد رسول الله نظر إلى طير وقع على شجرة فقال: ما أنعمك يا طير، تأكل وتشرب وليس عليك حساب وتطير ليتني كنت مثلك، وكان كثير البكاء وكان يمسك لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد) وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله، وهذا عمر الرجل الثاني بعد أبي بكر قال لابنه عبد الله وهو في الموت: (ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر لي ويل أمي إن لم يغفر لي)، وأخذ مرة تبنة من الأرض فقال: (ليتني هذه التبنة ليتني لم أكن شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت منسيا)، وكان يمر بالآية من ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياما معاد يحسبونه مريضا، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء، وهذا عثمان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال: (لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصيرُ)، وهذا علي كما وصفه ضرار بن ضمرة الكناني لمعاوية يقول: كان والله بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، ويتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه يميل في محرابه قابضا على لحيته يضطرب ويتقلب تقلب الملسوع ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه وهو يقول: يا ربنا يا ربنا، يتضرع إليه يقول للدنيا: إلي تعرضت، إلي تشوفت، هيهات هيهات غري غيري قد طلقتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء وهو يقول: هكذا والله كان أبو الحسن.

وهذا ابن عباس كان أسفل عينيه مثل الشّراك البالي من البكاء.

وهذا أبو عبيدة يقول عن نفسه: وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويشربون مرقي، وهكذا كان حال صحابة رسول الله مع أنهم كانوا مبشرين بالجنة فهذا علي رضي الله عنه يصفهم ويقول: لقد رأيت أصحاب محمد فلم أرَ أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا أو قياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقعون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب العزي من طول سجودهم إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبتل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء للثواب. وهذا سفيان الثوري رحمه الله يقول: والله لقد خفت من الله خوفا أخاف أن يطير عقلي منه وإني لا أسأل الله في صلاتي أن يخفف من خوفي منه.

أيها الإخوة: هل من مشمر؟ هل من خائف؟ هل من سائر إلى الله؟ بعد هذا الذي سمعناه أرجو أن نكون مثل سلفنا علما وعملا خوفا ورجاء ومحبة فإن فعلنا ذلك كنا صادقين وكنا نحن المشمرين إن شاء الله.



الخطبة الثانية

الحمد لله وحده والصلاة و السلام على من لا نبي بعده.

ثم أما بعد:

أيها الإخوة: لم يكن سلفنا الصالح يخافون ويبكون ويتضرعون نتيجة تقصيرهم أو نتيجة عصيانهم وكثرة ذنوبهم، كلا بل كانوا يخافون أن لا يتقبل الله منهم ولهذا لما سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله عن قوله تعالى: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: ((لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه))، قال الحسن: عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية وإن المنافق جمع إساءة وأمنا.

وكان خوفهم أيضا من أن يسلب أحدهم الإيمان عند قوته يقول ابن المبارك: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت له فيراها هدى ومن زيغ القلب ساعة ساعة أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه وهو لا يشعر.

وهذا سفيان الثوري رحمه الله كان يكثر البكاء فقيل له: يا أبا عبد الله بكاؤك هذا خوفا من الذنوب، فأخذ سفيان تبناً وقال: والله للذنوب أهون على الله من هذا ولكن أخاف أن أسلب التوحيد. وهذا أبو هريرة كان يقول في آخر حياته: (اللهم إني أعوذ بك أن أزني أو أعمل كبيرة في الإسلام)، فقال له بعض أصحابه: يا أبا هريرة ومثلك يقول هذا أو يخافه وقد بلغت من السن ما بلغت وانقطعت عنك الشهوات، وقد شافهت النبي وبايعته وأخذت عنه، قال: (ويحك، وما يؤمنني وإبليس حي).

وكان بلال بن سعد يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، وتبعات الذنوب ومن مرديات الأعمال ومضلات الفتن، قال أبو الدرداء : (مالي لا أرى حلاوة الإيمان تظهر عليكم، والله لو أن دب الغابة وجد طعم الإيمان لظهر عليه حلاوته، ما خاف عبد على إيمانه إلا منحه وما أمن عبد على إيمانه إلا سلبه) وكان من دعائه : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وطاعة رسولك)، ولما احتضر عمر بن قيس، الملائي بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض العيش أيام حياتك فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفا من أن أحرم الآخرة.

يقول الإمام الغزالي: ولا يسلم من أهوال يوم القيامة إلا من أطال فكره في الدنيا فإن الله لا يجمع بين خوفين على عبد فمن خاف هذه الأهوال في الدنيا أمنها في الآخرة وليست أعني بالخوف رقة كرقة النساء تدمع عينيك ويرق قلبك حال الموعظة ثم تنساه على القرب، وتعود إلى لهوك ولعبك، فما هذا من الخوف في شيء فمن خاف شيئا هرب منه، ومن رجا شيئا طلبه، فلا ينجيك إلا خوف يمنعك من المعاصي ويحثك على الطاعة، وأبعد من رقة النساء خوف الحمقى إذا سمعوا الأهوال سبق إلى ألسنتهم الاستعاذة فقال أحدهم: استعنت بالله اللهم سلم سلم، وهم مع ذلك مصرون على المعاصي التي هي سبب هلاكهم، فالشيطان يضحك من استعاذته كما يضحك على من يقصده سبع ضار في صحراء ووراءه حصن فإذا رأى أنياب السبع وصرلته من بعد قال بلسانه: أعوذ بهذا الحصن الحصين وأستعين بشدة بنيانه وإحكام أركانه، فيقول ذلك بلسانه وهو قاعد في مكانه فأني يغني عنه ذلك من السبع وكذلك أهوال الآخرة ليس لها حصن إلا قول: لا إله إلا الله صادقا ومعنى صدقه أن لا يكون له مقصود سوى الله تعالى ولا معبود غيره)، فالله أسأل أن يجعلنا ممن إذا خافه أطاعه وابتعد عن معاصيه.

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:20 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
قال تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [البقرة:285].

اعلم أن الإيمان بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله من أركان الإيمان – والقرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى وقد خصه الله بمزايا تميز بها عما تقدم من الكتب المنزلة: فما القرآن؟ وما الذي تميز به عما سواه من الكتب؟ وما فضائله؟ وما الشبهات التي تدور حوله؟ وهل الأمة بحاجة إليه؟ وكيف ينبغي أن نتلقاه؟

أما القرآن: فهو كلام الله المعجز المنزل على محمد بن عبد الله المكتوب في المصاحف المتعبد بتلاوته.

وينبغي أن تعلم:

أن الكلام يعظم بعظم قائله، فكيف إذا كان المتكلم هو الله عز وجل؟ جبار الأرض والسماء سبحانه بل يعلمنا الله سبحانه أن القرآن لو أنزل على جماد لتصدع وانشق من خشية الله، قال تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله [الحشر:21].

إن القرآن العظيم تميز عن سواه من الكتب بأمور ثلاثة:

أ- بالحفظ فلا تحريف ولا تبديل: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر:9].

ب- تضمن المنهج المتكامل: ما فرطنا في الكتاب من شيء [الأنعام:38].

ج- للخلق أجمعين: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [الأنبياء:107]، وقال عما سواه: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا [المائدة:48].

وأما فضائله:

1- الخيرية لأهله: للحديث: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))([1]).

2- الرفعة لقارئه: للحديث: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها))([2]).

3- الشفاعة لصاحبه: للحديث: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه))([3]).

4- الأجر العظيم لقارئه: للحديث: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف))([4]).

5- خيرية وفضائل لا تنتهي: للحديث: ((إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته))([5]).

6- حضور الملائكة للاستماع: للحديث: ((أن أسيد بن حضير بينما هو في مربده يقرأ إذ جالت (اضطربت) فرسه، فقرأ فجالت فرسه قال: فانصرفت وكان يحي (ابنه) قريبا منها. قال: خشيت أن تطأ عليه (أي تمشي عليه الفرس) فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج (المصابيح) عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال : تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم))([6]).

7- فرار الشيطان من البيوت العامرة بالقرآن: للحديث: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ))([7]).

8- وفي القرآن سور لها ميزة كالفاتحة لقول النبي لأبي سعيد بن المعلى: ((لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني))([8])، (الفاتحة سميت بالمثاني لأنها تثني في كل صلاة) وكذا البقرة وآل عمران للحديث: ((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة غمامتان تحاجان عن أصحابهما))([9]).

وآية الكرسي: للحديث: ((سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي))([10])، والكهف في يوم الجمعة، للحديث: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين))([11]) وتبارك، للحديث: ((إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك))([12])، ((وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن))([13]). والمعوذتان: ((قل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق، للحديث: تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما))([14])، ويس للحديث: ((قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤوها على موتاكم))([15]).

وأما الشبهات التي حول القرآن: فأعداء الله حريصون أن يشككوا المسلم بمصدر الخير كله، بمنهج الحياة، حتى يقطعوا الصلة فيما بينه وبين النور وما التخبط التي تعيشه الأمة على مستوى الأفراد والجماعة إلا لذلك الظلام الذي تعيشه.

ومن هذه الشبهات: أن القرآن من عند محمد بن عبد الله ، وقد ردّ الله هذه الفرية بقوله: وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون [العنكبوت:48]، فرسول الله كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب وقد جعله الله هكذا لعلمه سبحانه بافتراءات أعداء الله عليه.

ثم يضاف إلى ذلك ردود أخرى قالها العلماء منها:

كانت تمر على رسول الله الأحداث العظام وكان أحوج ما يكون إلى آية كحادثة الأفك وملخصها: أن النبي كان إذا خرج في غزوة أقرع بين نسائه فخرجت القرعة لعائشة رضي الله عنها فلما عاد رسول الله عسكر الجيش فخرجت عائشة رضي الله عنها لبعض شأنها فلما عادت رأت أن الجيش قد مشى فجلست تنتظر وكان رجل يقال له: صفوان بن المعطل يتخلف عن الجيش لجمع ما نسيه الجيش ثم يلحق به فلما رأى عائشة رضي الله عنها أناخ لها بناقته فركبت ثم لحق بالمسلمين فلما وصل الجيش ونظروا في الهودج لم يجدوا عائشة رضي الله عنها وبعد قليل دخل صفوان بن المعطل وهو يقود ناقته فتحدث رأس المنافقين عبد الله بن سلول وطعن في عرض رسول الله ومضى شهر كامل ولغط الحديث في عرض رسول الله حتى يقف على المنبر ويقول: ((ما بال أناس يؤذونني في أهلي وما علمت عنهم إلا خيرا)) حتى أنزل الله عشر آيات من سورة النور فيها براءة عائشة رضي الله عنها مما نسب إليها: إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ([16]).

فلو كان القرآن من عند محمد لأتى بآية ينفي ما نسب إلى زوجه عائشة رضي الله عنها، ولكنه عاش الأمر بكل معاناته وقسوته منتظرا حكم الله وحده مترقبا آيات تتنزل من عند الله ومن عند الله وحده.

ثم كيف يحاسب الرسول نفسه على أمر الذي جرت معه الحادثة لا يعلم به؟ وذلك عندما جاء ابن أم كتوم وهو أعمى ويقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله رجال من عظماء المشركين فجعل رسول الله يعرض عنه ويقبل على الآخرين فنزلت: عبس وتولى أن جاءه الأعمى [عبس:1-2]. وابن أم مكتوم لا يعلم بعبوس رسول الله فهو أعمى فدل الأمر أن القرآن كلام الله سبحانه حيث إثبات الموازين ودين الله أعز من أن يسترضى لأجله كافر.

ج- الإخبار بالأمور المستقبلة: كانت فارس ظاهرة على الروم وكان المشركون يحبون ذلك وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب فأنزل الله قوله: آلم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله [الروم:1-5].

قال ابن كثير: وكانت نصرة الروم على فارس يوم وقعة بدر في قول طائفة كثيرة من العلماء كابن عباس والثوري والسدي وغيرهم([17]).

فالإخبار عن أمر مستقبلي وتحديد المدة وإعلام أنه يوافق نصرا للمؤمنين، هذا لا يمكن لبشر أن يقطع به بل هو أمر لا يمكن أن يقطع به إلا الله سبحانه الخالق علام الغيوب جل جلاله .

د- الحقائق العلمية: التي عرفها العلم مؤخرا بعد بحث ودراسة وتنقيب من ذلك وجود حاجز بين البحر والنهر فلا يبغي أحدهما على صاحبه ولا يختلط به وقال تعالى: مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان [الرحمن :19-20].

ثم قوله تعالى: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب [النساء:56].

ومما عرف العلم أن الجلد تتركز فيه أعصاب الإحساس، فحروق الدرجة الأولى أشد ألماً من حروق الدرجة الثانية أو الثالثة حيث تضعف أعصاب الإحساس، وغير هذا كثير مما كتبه العلماء أمثال كتاب: (الله يتجلى في عصر العلم) (العلم والإيمان) (الطب في محراب الإيمان).



هل الأمة بحاجة إلى القرآن؟

اعلم أن الله تعالى سمى القرآن العظيم بأسماء تدل عليه، فسمى الله القرآن:

أ- روحاً: قال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى:52]. فمنزلة القرآن من الأمة بمنزلة الروح من الجسد عليه عوامل التفسخ والتحلل والتعفن وهذا حال الأمة في ضياعها وتفككها وعلائقها وأخلاقها.

ب- الفرقان: قال تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا [الفرقان:1]، فهو الذي يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال والصواب والخطأ وبغيره تلتبس الأمور وتضيع الحقائق، وتعيش الأمة في ضلالة عمياء وجهلاء متخبطة في سيرها.

ج- الذكر: قال تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك [الزخرف:44]، فلا شرف للأمة ولا مكانة ولا منزلة إلا بالقرآن وبغيره يدوسها أعداء الله بأقدامهم وتهان وتستباح.

كيف ينبغي أن نتلقاه؟

التلقي للتنفيذ: وهذا هدي السلف رضوان الله عليهم، يقول عبد الله بن مسعود: (ما كنا نحفظ من كتاب الله إلا خمسة أو عشرة آيات حتى نعمل بها ثم نعود فنحفظ خمسا أو عشرا أخرى) فكتاب الله سبحانه لم يتنزل للقراءة على الموتى للبركة بل على الأحياء حتى ينتفعوا في تنظيم أحوالهم.

التعظيم لكتاب الله: فلا ينبغي للأمة التي كرمها الله تعالى - بإنزال هذا الكتاب العظيم عليها- أن تلتفت إلى فضلات وضلالات الآخرين، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم [الحجرات:1].

فذلك منتهى سوء الأدب مع الله أن نقدم الأهواء والآراء على قول الله وقول رسوله .

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:20 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
أ فحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم [المؤمنون:115].

اعلم أن الحق سبحانه منزه عن العبث في أفعاله وأحكامه وأوامره وانتهاء الحياة الدنيا دون رجعة إلى الله للحساب قمة العبث، لذا كان الإيمان باليوم الآخر ركن ومنكره كافر، فما اليوم الآخر؟ ولماذا؟ وما حقائقه؟ وما موقف المسلم منه؟

اليوم الآخر: هو يوم الجزاء، وهو يوم الحساب، وهو الحياة الثانية بعد الموت وإقامة العدل الرباني بين الخلائق.

وينبغي أن تعلم:

أن الإيمان باليوم الآخر لا ينفك عن الإيمان بالله تعالى ومنكره كافر، وهو ركن من أركان الإيمان.

للحديث: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره))([1]).

وقد سمى الله تعالى اليوم الآخر بأسماء تدل على ما يجري فيه من حقائق وأهوال منها:

يوم الدين: لأن فيه إدانة الخلق ومجازاتهم على أعمالهم: مالك يوم الدين [الفاتحة:3].

يوم الخروج: لأن فيه خروج الناس من قبورهم إلى الحياة الأخر: ذلك يوم الخروج [ق:42]. يوم الحسرة لأن فيه حسرة الكافرين والعصاة على ما فرطوا في جنب الله: وأنذرهم يوم الحسرة [مريم:39].

الدار الآخرة: فهي دار غير هذه الدار تأتي بعد الموت([2]).

القارعة: لأنها تقرع القلوب بأهوالها: القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة [القارعة:1-2].

وأما لماذا اليوم الآخر؟ فلا بد من اليوم الآخر:

حتى لا يمضي الظالم من غير عقاب والمظلوم من غير عوض، قال تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:7-8].

وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما [طه: 111].

ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا [الأنبياء:47].

وحتى لا يستوي المؤمن بالكافر والمجرم بالتقي، قال تعالى: أ فنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون [القلم: 36-37]. أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون [الجاثية:21].

وحتى تتفجر ينابيع الخير في النفس الإنسانية استعدادا لذلك اليوم العظيم فيبر الولد بوالده، وتطيع الزوجة زوجها، ويحترم المسؤول رعيته ويعدل، ويمسك التاجر عن الحرام والربح الفاحش، وينفق الغني من ماله على المحتاجين، قال تعالى: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا [الإنسان:9-10].

ولأن النفس الإنسانية تختلف في بواعثها على الخير كما ذكر الإمام النووي، فمن الناس من يحرك جوارحه للطاعة الرغبة في الجنة وما أعد الله فيها لأوليائه، ومنهم من تفزع جوارحه للطاعة بسبب الفزع من العذاب الأليم الذي أعده الله للمعرضين، ومنهم من وافقوا الحق في مراده لمعرفتهم به وتلك عبادة الأحرار، لذا كان رسول الله يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فتقول عائشة رضي الله عنها: ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: ((أفلا أكون عبدا شكورا)).

وأما الحقائق التي تكون في اليوم الآخر:

الحقيقة الأولى: البعث: وذلك يكون بإعادة بناء الأجسام بعد فنائها، وإعادة الحياة إليها بعد سلبها منها، قال تعالى: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [الروم:27]. وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور [الحج:7].

واعلم أن الله أوكل ملكا كريما هو إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور فإذا نفخ الأولى ماتت الخلائق وهذه هي الراجفة ثم ينفخ فيه أخرى وهي الرادفة وفيها البعث يكون وأعلمنا المصطفى في الحديث: ((كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب، منه خلق، ومنه يركب))([3])، فلا يبقى من ابن آدم إلا عجب الذنب فيكون كالنواة وينبت للحديث: ((ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا بلي إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة))([4]).

ويكون ما بين النفخة الأولى والثانية أربعون للحديث: ((ما بين النفختين أربعون، قيل: أربعون يوم؟ قال أبو هريرة: أبيت، قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت))([5]).

الحقيقة الثانية: الحشر: وهو الجمع وذلك بأن تحشر الخلائق لموقف الحساب الإنس والجن ودواب الأرض وطيورها حيث القصاص للحديث: ((لتؤدنّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها))([6])، ويقاد: أي يقتص، والجلحاء: التي لا قرون لها.

واعلم أن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق، للحديث: ((تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً))([7]).

وأن الناس يحشرون عراة غرلا (غير مختونين) للحديث: ((إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ: كما بدأنا أول خلق نعيده وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم))([8]).

الحقيقة الثالثة: عرض وسؤال وحساب وميزان وكتب الأعمال.

أ- العرض: قال تعالى: وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا [الكهف:48]. فمن شاء الله أن يرحمه لم يحاسبه، للحديث: ((ليس أحد يحاسب إلا هلك، قالت عائشة: يا رسول الله جعلني الله فداك، أليس الله يقول: فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، قال: ذلك العرض تعرضون، ومن نوقش الحساب هلك))([9]).

ب- السؤال والحساب: فمن شاء الله أن يرحمه ستره عن الخلائق، للحديث: ((يدني الله تعالى المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه (أي ستره) فيقرره بذنوبه: فيقول: أتعرف ذنب كذا في يوم كذا؟ فيقول: أعرف، فيقول الله عز وجل: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكافر والمنافق فينادي عليهم على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين))([10]).

ج- الميزان: قال تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [الأنبياء:47].

يقول أنس بن مالك : يؤتى بالعبد ويوقف بين كفتي الميزان، فإن رجحت حسناته على سيئاته نادي ملك بصوت تسمعه الخلائق: سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإذا رجحت سيئاته على حسناته نادى الملك بصوت تسمعه الخلائق: شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا.

د- كتب الأعمال: حيث يأخذ المؤمنون كتبهم بأيمانهم ويأخذ أهل الشمال كتبهم بشمائلهم للحديث: ((يعرض الناس يوم القيامة ثلاثة عرضات، فأما عرضتان: فجدال ومعاذير، فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله))([11]).

وقال تعالى: فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا [الانشقاق:7-12].

الحقيقة الرابعة: الصراط: وهو جسر على ظهر جهنم يمر عليه الناس كلهم، فالمؤمنون ينجون على حسب حالهم في سرعات تتفاوت بتفاوت أعمالهم الصالحة والآخرون يسقطون حيث تجذبهم كلاليب جهنم - أعاذنا الله ونجانا من ناره - للحديث: ((ثم يؤتى بالجسر فيجعله بين ظهري جهنم، قلنا: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة، لها شوكة عقيفاء تكون بنجد، يقال لها: السعدان يمر المؤمن كالطرف كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، وناج مخدوش ومكدوس في نار جنهم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا))([12]).

ودعاء المؤمنين آنذاك رب سلم للحديث: ((شعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة: رب سلّم سلم))([13]).

الحقيقة الخامسة: ثم إما إلى جنة وهي مأوى المؤمنين حيث الثواب الأكبر وإما إلى جهنم وهي مأوى الكافرين حيث العقاب الأكبر أعاذنا الله منها.

قال تعالى: فأما الذين شقوا ففي النار لهم زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء الله إن ربك فعّال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ [هود:106-108].

والعصاة من المؤمنين لا يدخلون الجنة حتى ينالوا العقاب على معاصيهم ويتطهروا من ذنوبهم ثم يؤذن لهم بدخول الجنة برحمة من الله سبحانه ثم بشفاعة من يرضى الله شفاعته.

وأما موقف المسلم من اليوم الآخر:

التسليم المطلق والتصديق الكامل بكل ما جاء في الكتاب من حقائق اليوم الآخر، بلا توقف ولا شك ولا اغترار بأماني زائلة ولا استماع للشيطان وتلك هي الآفات، قال تعالى: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور [الحديد:13-14].

ألا لا تنخدع بأوهام الملحدين الضالين الذين توهموا ألا رجعة ولا حساب ولا جنة ولا نار وإنما هي دنيا ولا حياة بعدها أبدا !! وادفع هذا التوهم بأمرين:

1- إن الذي خلق وقدر وأبدع قادر على الإعادة بل الإعادة أهون، قال الله تعالى: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [الروم:27].

2- إن خلق الإنسان ليس بشيء أمام خلق السماوات والأرض وما فيهما من عجائب وإعجاز وإبداع عظيم، قال تعالى: لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس [غافر:57].

ولما كان المسلم الحق يوقن بالله وقدرته المطلقة وعدله المطلق فلا يتطرق إلى قلبه شك أبدا عن إمكانية وجود يوم آخر يعود فيه الملك لصاحب الملك، ويجزي كل أحد بما قدمت يداه. وهذا أبي بن خلف وقد أخذ عظما باليا فجعل يفته بيده ويقول: يا محمد أترى الله يحيي هذا بعدما رمٌ (أي أصبح رميما ترابا)؟ قال : ((نعم ويبعثك ويدخلك جهنم))([14]). فأنزل الله قوله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم [يس:88-89].

ولما كان الموت ليس هو نهاية المطاف وإنما بعده أهوال وأهوال وأهوال فإما إلى جنة أبدا وإما إلى نار لذا كان لابد أن يعدّ لذلك اليوم عدته.

ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي

و لكـنا إذا متنا بعثنا و نسأل بعده عن كل شي

سئل الإمام أحمد رحمه الله: متى يجد المؤمن طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها العبد في الجنة. فنسأل الله تعالى أن يتولانا برحمته في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة من غير حساب وأن يهون علينا سكرات الموت وأهوال القيامة بمنه وكرمه آمين.

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:21 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحقيقة !!!!

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
(يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتنا إلا وأنتم مسلمون).
أما بعد: عبد الله،
عقلك عقلكَ، وسمعك وقلبك، أعرنيهما وأرعنيهما لحظات قد تطول راجيا أن يتسع صدرك احتسابا لما أقول، ثم حلق معي بخيالكَ متخيلا ما هو واقعُ، ومتصورا ما هو حقيقةٌ على الحقيقةِ.
تخيل وليداً عمرُه شهرٌ واحد، قضى اللهُ أن لا يعيشَ سوى هذا الشهرَ فقبضَهُ ديانُ يومُ الدين، وقبرَ مع المقبورين، وبينما هم في قبورِهم:
إذ نفخَ في الصور، وبُعثرَتِ القبور، وخرج المقبور، وكان في من خرجَ ذلكم الصبيُ ذو الشهرِ الواحد، حافياً عاريا أبهمَ، نظر فإذا الناسُ حفاةٌ عراةٌ رجالاً والنساء كالفراشِ المبثوث.
الجبالُ كالعهنِ المنفوش، السماءُ انفطرت ومارت وانشقت وفتحت وكشطت وطويت.
والجبالُ سيرت ونسفت ودكت، والأرضُ زلزلة ومدت وألقت ما فيها وتخلت.
العشار عطلت، الوحوشُ حشرت، البحارُ فجرت وسجرت.
الأمم على الرُكبِ جثت وإلى كتابها دُعيت، الكواكبُ انتثرت، النجومُ انكدرت.
الشمسُ كورت ومن رؤوسِ الخلائقِ أدنيت.
الأممُ ازدحمت وتدافعت، الأقدامُ اختلفت، الأجوافُ احترقت، الأعناقُ من العطشِ وحر الشمسِ ووهجِ أنفاسِ الخلائقِ انقطعت، فاض العرق فبلغ الحقوين والكعبين وشحمة الأذنين.
والناسُ بين مستظلِ بظلِ العرش، ومصهورٍ في حر الشمسِ.
الصحفُ نشرت، والموازينُ نصبت، والكتبُ تطايرت، صحيفةُ كلٍ في يده مُخبرةٌ بعمله، لا تغادرُ بليةً كتمها، ولا مخبأة أسرها.
اللسان كليلُ والقلبُ حسيرُ كسير، الجوارحُ اضطربت، الألوانُ تغيرت لما رأت، الفرائصُ ارتعدت، القلوبُ بالنداءِ قُرعت، والموءودةُ سألت، والجحيمُ سعرت، والجنةُ أزلفت.
عظمَ الأمر، وأشتدَ الهول، والمُرضعةُ عما أرضعت ذُهلت، وكلُ ذاتِ حملٍ حملها أوقعت.
زاغتِ الأبصارُ وشخصت، والقلوبُ الحناجرَ بلغت، وانقطعت علائقُ الأنسابِ.
وتراكمت سحائبُ الأهوالِ، وأنعجم البليغُ بالمقالِ وعنتِ الوجوهُ للقيوم.
واقتُصَ من ذي الظلمِ للمظلومِ وساوتَ الملوكُ للأجنادِ، وأُحضرَ الكتابُ والأشهادِ.
وشهدَ الأعضاءُ والجوارح، وبدت السوءاتُ والفضائح، وابتليت هنالك السرائرُ، وانكشفَ المخفيُ في الضمائر.
هنا، تخيل ذلك الوليدُ صاحبَ الشهرِ الواحد، ما اقترفَ ذنباً وما ارتكبَ جُرما والأهوالُ محدقةٌ به من بين يديه، ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، تخيلهُ مذعوراً قلبُه، اشتعل رأسُه شيبا في الحال لهولِ ما يرى، فيا لله لذلك الموقف.
يوم عبوس قنطرير شره……. وتشيب منه مفارق الولدان
هذا بلا ذنبُ يخاف مصيره…… كيف المصرُ على الذنوبِ دهورُ

قال اللهُ عز وجل ( فكيفَ تتقونَ إن كفرتم يوماً يجعلُ الولدانَ شيبا)
عباد الله:
في خضمِ هذه الأهوالِ التي تبيضُ منها مفارقُ الولدانِ، ما النجاة وما المخرج؟
إن النجاةَ والمخرجَ في أمرٍ لا غير، لا يصلحُ قلبٌ، ولا تستقيمُ نفسٌ ولا تسعدُ إلا به، خوطبَ به الخلقُ أجمعين، خصَ به المؤمنون، أُوصيَ به الأنبياءُ والمرسلون، وخاتَمَهم سيدُ ولد أدم أجمعين عليه وعليهم صلوات وسلام رب العالمين. أي أمرٍ هذا أيها المؤمنون؟
إنه وصية الله للأولين والأخرين:
( ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
تقوى اللهِ وكفى، قال جل وعلا :
(وينجي اللهُ اللذين اتقوا بمفارتهم لا يمسُهم السواءُ ولا هم يحزنون).
ويقول ( وإن منكم إلا واردَها كان على ربكَ حتماً مقضيا، ثم ننجي الذينَ اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثيا). أيُ تقوىً تُنجي بين يدي الله؟
أهي كلمةٌ تنتقى وتدبج في مقال؟
أم هي شعارٌ يرفعُ بلا رصيدٍ من واقع؟
كلا ما كلُ منتسبٍ للقولِ قوالُ:
ولو أن أسباب العفاف بلا تقى……..… نفعت لقد نفعت إذا إبليسُ
فهو القائل (إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين).

لا ينجي واللهِ في تلك الأهوالِ إلا حقيقةٌ التقوى، لبُها كنهها ماهيتها مضمونُها.
فما حقيقةُ تلك الكلمة يا عباد الله؟
إنها هيمنةُ استشعارِ رقابةِ اللهِ على حياتِك أيها الفرد حتى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك وتلك أعلى مراتب الإيمان وهي مرتبة الإحسان،
وتلك أعلاها لدى الرحمن
وهي رسوخ القلب في العرفان
حتى يكون الغيب كالعيان
بل هي هيمنةُ الدينِ على الحياة كلها عقيدةً وشريعة، عبادةً ومعاملةً، خُلقا ونظاماً، رابطةً وأخوة.
هيمنَةً كما أرادها الله تجعلُ الحياةَ خاضعة في عقيدة المسلم وتصوره لله، لا يند منها شاردة ولا واردة ولا شاذة ولا فاذة.
هيمنةُ تُسلم النفسَ كلَها لله، حتى تكونا أفكارَ ومشاعرَ وأحاسيسَ وسلوكاً، محكومةً بوحي الله فلا تخضع لغير سلطانه، ولا تحكم بغير قرأنه، ولا تتبعُ غير رسولِه، لا يحركُها إلا دينُ الله، تأتمرُ بأمر الله وتنتهي عن نهيه، متجردةً من ذاتها متعلقةً بربها وحالُ صاحبِها:
خضعت نفسيَ للباري فسدوا الكائنات……… أنا عبدُ الله لا عبدُ الهوى والشهوات
فهِم هذا أصحابُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فصاغوه واقعاً حياً نابضا، انفعلت بهِ نفوسُهم فترجموه في واقعِ سلوكُهم، صِرتَ ترى شرع الله يدبُ على الأرضِ في صورةِ أناسٍ يأكلون الطعام ويمشونَ في الأسواق.
إذا ما دعو للهدى هرولوا…..…..وإن تدعهم للهوى قرفصوا
روى الإمام البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال:
(كنتُ ساقي القوم في بيتِ أبي طلحة (يعني الخمر) وإني لقائمُ أسقي فلاناً وفلاناً وفلانا، إذ جاء رجلُ فقال هل بلغَكم الخبر، قالوا وما ذاك؟
قال لقد حُرمتِ الخمر، وقد أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي آلا إن الخمرَ قد حُرمت، فقالوا أهرق هذه القلال يا انس.
فما سألوا عنها، ولا راجعوها بعد خبرِ الرجل، وما دخلَ داخلٌ ولا خرجَ خارج حتى اهراقوا الشراب وكسرتِ القلال، ثم توضئ بعضهم واغتسل بعضهم ثم أصابوا من طيب أم سليم ثم خرجوا إلى المسجدِ يخوضونَ في الخمر قد جرت بها سكِك المدينة، فقد تواطئتُ المدينة كلُها على تحريمه)
فلما قرأت عليهم الآية:
( فهل أنتم منتهون )؟
بعض القوم كانت شربته في يده فلم يرفعها لفيه بل أراق ما في كأسه وصب ما في باقيته وقال انتهينا ربنُا انتهينا.
لم يقولوا تعودنا عليه منذ سنين و ورثناها عن آبائنا كما يفعل بعض مسلمي زماننا.
ما تكونت عصابات لتهريب المخدرات لأن الدين هيمن على حياتهم فاستشعروا رقابةَ ربِهم فبادروا في يسرٍ إلى تنفيذه امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن النبيَ صلى الله عليه وسلم، يأمر أهلَ المدينة أن لا يكلموا كعباً حين تخلف عن تبوك.
فإذا الأفواه ملجمةٌ لا تنبسُ ببنت شفةٍ، وإذا الثغور لا تفترُ حتى عن بسمة.
بل إن أبن عمه وحميمَه وصديقَه أبا قتادة، نعم لما آتاه ليسلمَ عليه كعب ما رد عليه السلام، فاستعبرت عينا كعبٍ رضي الله عنه ورجع كسير البال كاسف الحال.
فأمرُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء القوم فوق كل خُلة.
ثم انظر إليهم لما نزلت توبةُ اللهِ على هذا الرجل، على كعبٍ رضي الله عنه وأرضاه.
تتحركُ المدينةِ وتنتفضُ عن بكرةِ أبيها إلى كعب فإذا الأفواه تلهج له بالتهنئةِ وقد كانت ملجمة، وإذا الثغور تفتروا عن بسمات مضيئة صادقة وقد كانت عابسة.
نفوس لا يحركها إلا دينُ الله حالها:
ما بعت نفسي إلا لله عز وجلَ…….…..فمن تولى سواه يوله ما تولىَ
إنهم لم يقفوا عند امتثال أمره واجتناب نهيه بل تابعوا أفعال المصطفى صلى الله عليه وسلم ولاحظوا تصرفاته بكل دقة وشوق وحرص على الإقتداء حتى إذا ما فعل شيئا سارعوا إلى فعله مباشرة لأنهم يعلمون أن سنته سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك.
ثبت عند أبي دؤود في سننه عن سعيد الخدري قال:
(بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فألقاهما عن يساره.
فلما رأى ذلك أصحابه رضوان الله عليهم القوا نعالهم.
فلما قضى صلى الله عليه وسلم صلاته قال ما حملكم على إلقاء نعالكم؟
قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا). توحيد في الإتباع:
فمن قلد الآراء ضل عن الهدى……... ومن قلد المعصوم في الدين يهتدي
بل كان الناس إذا نزلوا منزلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره تفرقوا في الشعاب والأودية فقال لهم صلى الله عليه وسلم إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان.
فما نزلوا بعد ذلك منزلا إلا انظم بعضهم إلى بعض حتى لو وضع عليهم بساط لعمهم.
تنفيذ في يسر وطاعة وامتثال، وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.
هم ذلك السلف الذين لسانهم……….….تنحط عنه جميع اللسنة الورى
تلك العصابة من يحد عن سبيلها…….حقا يقال لمثله أطرف كرى
مما سمعتم أيها المؤمنون يتجلى لنا مظهرُ أفرادِ المجتمعِ المسلم في ظلِ إدراكهمُ الصحيحُ لمفهوم الإسلام، فليستِ المسألةُ عندَهم فرائضَ يفرِضها هذا الدين على الناس بلا موجبٍ إلا رغبةُ التحكمِ في العباد.
بل هيَ مسألة وجودِ الإنسانِ إذا رغبَ أن يكونَ إنسانٍ حقا، لا مجردَ كائنٍ يأكلُ الطعامَ ويشربَ الشرابَ، ويقضي أيامَه على الأرضِ كيفما أتفق، بل هيَ وضعُ للإنسانِ في وضعه الصحيح كإنسان يستشعر رقابة المولى وتلك هي حقيقةُ التقوى.
عباد الله:
هل استشعرَ رقابةَ الله؟
واتقى اللهَ حقيقةً من يشهدُ أن لا إله إلا الله، ويصبح دائبا مجداً مجتهداً في مطعمِ حرام وملبس حرام وغذاءِ حرام؟ يصبحُ وقد ضربَ هذا وشتمَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسفك دم هذا ووقعَ في عرضِ ذاكَ وذا.
يصغّر ذا بأراجيفه….… ويرجو بذلك أن يكبرا
ولو عاش في عالم أمثل……. لكان من الحتم أن يصغرا
هل استشعرَ رقابةَ الله؟
من يجلبُ النار ليحرقَ بيتَه وأهله، من يُخربَ بيتَه بيده بوسائلَ لا تزال تُمطره بوابلٍ أو طل من أغاني وأفلامِ ماجنة وقصص سافلة، وترويض للنفوسِ على الكذبِ والنفاقِ وقلب الحقائق؟ قائماً على هدمِ بيتهِ كالدودة التي تخرج من الميت ثم لا تأكل إلا ذلك الميت؟
ألم يستشعرَ أنه لو مات َ على حالته تلك مات غاشاً لرعيته خائنا لأمانته.
حاملاً وزرَه ووزرَ ما جلبه لبيته على ظهره يوم القيامة بقدرِ ما أفسدت هذه الوسائلُ في نفوس أبنائه وأهله من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا.
واللهِ لا يعفيك من حساب الله ولا من لوم الناس ولا تأنيبَ الضمير أن تقول أنا ضحية، وما البديل وما البدل وما المبدل منه؟
وبيتك حقل لاستقبال الأفكارِ والاوضار والأقذارِ تنبتُ فيه وتترعرع، وأنت تسأل ماذا افعل؟
لا يفل الحديد إلا الحديد، والباب الذي يأتيك منه القبيح لا حيلة فيه إلا بسده لتستريح.
آلا إن الشراب له إناء …….فإن دنسته دنس الشراب
أما في هذه الدنيا آمور………….…سوى الشهوات تحرزها الطلاب
أما في هذه الدنيا أُسود…….كما في هذه الدنيا كلاب؟

هل استشعرَ رقابةَ الله؟
من يتعبدُ بأعمالٍ ليس عليها أمرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وحجته ازديادُ الخيرِ وحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكم من مريدٍ للخير لا يصيبه.
أي فتنةٍ أعظم من أن ترى أنك خصصت بفضلٍ لم يخصَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه.
( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )

هل استشعرَ رقابةَ الله؟
من ليلُه سهرٌ على ما حرم الله، ويصبحُ مجاهراً بمعصيةِ ؟
من إذا وصل إلى بيئةٍ أجنبيةٍ لا يعرف أمن اليهودِ هو أم من النصارى والمجوس والذين أشركوا:
كلفظ ما له معنى……. كتمثال من الجبس
يسير لغير ما هدف….. ويصبح غير ما يمسي
……………………………………………………………………
حقيقة الكلمة لجؤ إلى الله:
وتعرفُ عليه في الشدةِ والرخاء لا على سواه عرافاً كانَ أو ساحراً أو كاهنا أو مقبورا:
لا قبة ترجى ولا وثن ولا قبر….. ولا نصب من الأنصاب….الله ينفعني ويدفع ما بي.
بالله ثق وله أنب وبه استعن…….….. فإذا فعلت فأنت خير معان.
ها هوَ سيدُ المتقين صلوات اللهِ وسلامهُ عليه في الشدةِ والرخاء، لا تراهُ إلا أواباً منيباً مخبتاً إلى ربه فبهداه يهتدي المقتدون.
(ثبت عند ابن حبان في صحيحه عن عطاءٍ رضي الله عنه قال دخلتُ أنا وعبيدُ بنُ عميرٍ على عائشةَ رضي اللهُ عنها، فقال عبيد:
( حدثينا بأعجبِ شيء رأيتهِ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فبكت وقالت قام ليلةً من الليالي فقال يا عائشةَ ذريني أتعبدُ لربي،
قالت فقلتُ واللهِ إني لأحبُ قربك، وأحبُ ما يسرُك، فقام وتطهرَ ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجرَهُ، ثم لم يزل يبكي حتى بل الأرض من حولِه.
وجاء بلالُ رضي الله عنه يستأذنه لصلاة الفجر، فلما رآه يبكي بكى وقال يا رسولَ الله بأبي أنت وأمي تبكي وقد غفرَ لك،!!
وقال يا رسولَ الله بأبي أنت وأمي تبكي وقد غفرَ لك،!!
قال يا بلال أفلا أكون عبداً شكورا،
آياتٍ أنزلت على الليلةَ ويلُ لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها، ويلُ لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها:
(إن في خلق السماواتِ والأرض و اختلافِ الليلِ والنهار لآياتٍ لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
هذا في رخائه صلى الله عليه وسلم
يا نائما مستغرقا في المنام…..……. قم واذكر الحي الذي لا ينام
وفي الشدةِ تنقلُ لنا أمُ المؤمنين عائشة رضي الله عنه أيضا كما ثبت في البخاري أنها قالت لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم (هل أتى عليكَ يومُ كان أشدَ من يومِ أحد؟، قال لقد لقيتُ من قومِك ما لقيت، وكان أشدُ ما لقيتُ منهم يوم العقبةِ إذ عرضت نفسي على ابن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب)
يا لله يعيشُ قضيتهَ بكل أحاسيسه ومشاعره.
همُ بلغَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن لا يشعرَ بنفسه من الطائفِ إلى السيلِ الكبير.
بما كان يفكر؟ ترى بما استغرقَ هذا الاستغراقَ الطويل؟
لعلَه كان يفكرُ في أمر دعوته التي مضى عليها عشرُ سنينَ ولم يستطع نشر الإسلام بالحجمِ الذي كان يتمنى، لعلَه كان يفكرُ كيف سيدخلُ مكةَ فهو بين عدوين.
عدوٍ خلفّه وراء ظهرهِ أساء إليه ولم يقبل دعوته، وعدوٍ أمامهُ ينتظرَه ليوقِع به الأذى.
(يقول صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني فنظرة فإذا فيها جبريلُ عليه السلام ( لطفُ الله ورحمةُ الله في لمن يتعرفونَ عليه في الرخاء)، فناداني فقال إن الله قد سمِع قول قومِك وما ردوا عليك، وقد بعث اللهُ إليك ملكُ الجبالِ لتأمرَه بما شاءت، فناداني ملكُ الجبالِ فسلمَ علي ثم قالَ يا محمد ذلك فيما شئت، إن شاءتَ أن أطبقَ عليهمُ الأخشبين)
الله ينصر من يقوم بنصره…….…والله يخذل ناصر الشيطان
كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بقومه، فما أرسلَ إلا رحمةً للعالمين، الأمل في هدايتِهم يفوقُ في إحساسهِ الشعورُ بالرغبةِ في الانتقامِ من أعدائهِ والتشفي من قومِه اللذينَ أوقعوا به صنوفَ الأذى.
(فقال صلى الله عليه وسلم لملكَ الجبال ، كلا بل أرجو أن يخرجَ اللهُ من أصلابِهم من يعبدُ اللهَ وحدَه لا يشركُ به شيئا). وكان ما رجاه وأملَه بذرة طيبة في أرض خصبة لم تلبث أن صارت شجرة مورقة.
يبني الرجال وغيره يبني القرى…..شتان بين قرى وبين رجال
رخاءُ وشدةٌ لله وتلك حقيقةٌ تقوى الله.

حقيقة الكلمة أن تكون كراكب على ظهرِ خشبةٍ في عرضِ البحرِ:
تتقاذفُك الأمواجُ والأثباج وأنت تدعُ يا رب يا ربِ لعل اللهَ أن ينجيك.حالك ومقالك:
يا مالك الملك جد لي بالرضاء كرما…….فأنت لي محسن في سائر العمر
يا رب زدنيَ توفيقا ومعرفة…………...وحسن عاقبة في الورد والصدر

حقيقة الكلمة أن لا تنطقَ بكلمةٍ:
ولا تتحرك حركةٍ ولا تسكنَ سكوناً إلا وقد أعددتَ لهُ جواباً بين يدي الله فإنك مسؤولٌ فأعدَ لسؤالِ جواباً صوابا.
وعندها يثبت المهيمن ….. بثابت القول الذين أمنوا
ويوقن المرتاب عند ذلك……….بإنما مورده المهالك

حقيقة الكلمة حذارك أن يأخُذَك الله وأنت على غفلةٍ:
أن لا يحضرَ حقٌ لله إلا وأنت متهيء له، أن لا تكونَ عدواً لإبليسَ في العلانيةِ صديقاً له في السر.

حقيقة الكلمة استشعار قدرَةِ الله:
خصوصاً عند إرادةِ الظلم لعبادِ الله، عاملاً أو خادماً كائناً من كان، يحسبُ المرء أنه يُعجزُ اللهَ فيلهو ويملئ الأرض ظلماً.
روى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي مسعودٍ البدريَ قال:
(كنتُ أضربُ غلاماً لي بالسوط، فسمعتُ صوتاً من خلفي ينادي "اعلم أبا مسعود" فلم أفهمِ الصوت من الغضب.
فلما دنى مني فإذا هوَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول "اعلم أبا مسعود" ، "اعلم أبا مسعود".
فألقيتُ السوطَ من يدي هيبةً من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم و إذا به يكرر:
اعلم أبا مسعود لله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام.
قال فقلت لا أضربُ مملوكاً بعد اليومِ أبدا يا رسول الله،هوَ حرٌ لوجه الله.
فقال صلى الله عليه وسلم ، أما أنك لو لم تفعل ذلك للفحتك النار أو لمستك النار)
من سارا في درب الردى غاله الردى…….ومن سار في درب الخلاص تخلصا
ثبت عن عبد اللهِ ابن اونيسٍ كما في المسند أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال:
( يحشرُ الناسَ يومَ القيامة عراةً غُرلا فيناديهِم اللهُ نداءً بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعَه من قرُب أنا الملك أنا الديان لا ينبغيَ لأحدٍ من أهلِ الجنةِ أن يدخلَ الجنة ولأحدٍ من أهلِ النارِ عندَه مظلمة حتى اللطمة، ولا ينبغيَ لأحدٍ من أهلِ النارِ أن يدخلَ النار ولأحدٍ من أهلِ الجنةِ عندَه مظلمةُ حتى اللطمة)
من يعمل السوء سيجزى مثلها….….أو يعمل الحسنى يفوز بجنان
خلقَ الظلمُ أمه قلتُ الدين وسوءٌ الأخلاقِ أبوه.

حقيقة الكلمة نصرة ونجدة المظلومين:
وإنصافهم عند القدرة من الظالمين، ومن نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الآخرة، وليس من شأن المسلم المتقي الله حقا أن يدع أخاه فريسة في يد من يظلمه أو يذله وهو قادر على أن ينصره.
(من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة)
ثبت عند ابن ماجة في سننه عن جابر قال:
( لما رجعت مهاجرة البحر (مهاجر الحبشة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
آلا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟
قال فتية منهم بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما قامت التفتت إليه وقالت " سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الله الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون كيف يكون أمري وأمرك عنده غدا".
فقال صلى الله عليه وسلم صدقت، صدقت كيف يقدس الله أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم.
أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم). بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم.
إن من الضعفاء من لو أقسم على الله لأبره، فإذا استنصروكم فعليكم النصر.
كم يستغيثون، كم هم يئنون.
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان.
والعالم اليوم شاهد بهذا، فالمستذل الحر، والمزدرى عالي الذرى والاوضع الاشرف.
كم في المسلمين من ذوي حاجة، وأصحاب هموم وصرعى مظالم وفقراء وجرحى قلوب في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين أنّا اتجهت:
كبلوهم قتلوهم مثلوا ……………..بذوات الخدر عاثوا باليتامى
ذبحوا الأشياخ والمرضى ولم ……يرحموا طفلا ولم يبقوا غلاما
هدموا الدور استحلوا كل ما ……….حرم الله ولم يرعوا ذماما
أين من أضلاعنا أفئدة …………تنصر المظلوم تأبى أن يضاما
نسأل الله الذي يكلأنا……….. نصرة المظلوم شيخا أو أياما
لا تكن العصافير أحسن مرؤة منا، إذا أوذي أحد العصافير صاح فاجتمعت لنصرته ونجدته كلها، بل إذا وقع فرخ لطائر منه طرنا جميعا حوله يعلمنه الطيران فأين المسلم الإنسان؟
إذا أخصبت أرض وأجدب أهلها……فلا أطلعت نبتا ولا جادها السماء
انصر الحق والمظلوم حيث كان ولا تطمع بوسام التقوى حقيقة إلا أن كنت فاعلا متفاعلا نصيرا بكلمة بشفاعة بإعانة بإشارة خير بدعاء بعزم ومضاء:
عبئ له العزم واهتف ملئ مسمعه….لا بد لليل مهما طال من فلق
هذا عرينك لكن أين هيبته…….والليث ليث فتي كان أو هرما
على الليالي على الأيام في ثقة……نّقل خطاك وإلا فابتر القدما
كالسيل منطلقا، كالليل مهتدما….. حتى ترى حائط الطغيان منهدما

حقيقة الكلمة إيثار رضاء الله:
على رضاء أي أحد وإن عظمت المحن وثقلت المؤن وضعف الطول والبدن.
تقديم حب الله على حب كل أحد إن كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا، أو غيره مالا سكنا. نعم:
( قل إن كان آبائكم و أبنائكم و إخوانكم و أزواجكم وعشيرتكم وأموالا اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادا في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
لما بلغت الدعوة في مكة نهايتها واستنفذت مقاصدها، أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة إلى المدينة وللمسلمين معه فما تلكئوا ولا ترددوا بل خرجوا يبتغون فضلا من الله ورضوان.
تركوا الأهل والوطن تركوا المال والولد ولم يبقى منهم إلا مفتون أو محبوس أو مريض أو ضعيف.
وقد كانت الهجرة عظيمة شاقة صعبة على المسلمين الذين ولدوا في مكة ونشئوا بها.
ومع هذا هاجروا منها استجابة لأمر الله تعالى ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ولسان حالهم:
مرحبا بالخطب يبلوني إذا……. كانت العلياء فيه السبب.
ثم مرضوا في المدينة، أصابتهم الحمى فأباحوا بأشعار وأقوال خلال المرض تدل على صعوبة ما لاقوه وعانوه على نفوسهم.
فها هي عائشة تأتي إلى أبيها رضي الله عنهما وقد أصيب بالحمى يرعد كما ترعد السعفة في مهب الريح، فتقول له كيف تجدك يا أبي؟
فيقول :كل امرؤ مصبح في أهله….….والموت أدنى من شراك نعله.
فتقول عائشة والله ما يدري أبي ما يقول.
وبلال رضي الله عنه محموم فيسائل نفسه، هل سيرى سوق مجنة ومجاز وجبال مكة كشامة وطفيل ونباتها كا الإذخر والجليل ثم يرفع عقيرته فيقول:
آلا ليت شعري هل أبيتنا ليلة……..…بواد وحول إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة………... وهل يبدوا لي شامة وطفيل
ولما رءا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بأصحابه أمضه ذلك وآلمه إذ كان يعز عليه معاناتهم فدعا ربه (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وبارك لنا في مدها وصاعها وأنقل حماها إلى مهيعة أو إلى الجحفة). فكانت بعدها من أحب البلدان إلى أصحابه حالهم:
اختر لنفسك منزلا تعلو به……..…..أو مت كريما تحت ظل القسطل
وإذا نبا بك منزل فتحول.
أخيرا هذه مشاعر مسلم حول الهجرة هو أبو أحمد ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه يصورها مع زوجته في أسلوب عظيم يبين فيه أنه يطلب ويرغب ما عند الله في هجرته ولو كان ذلك في شدة مشقة وتعب ونصب وكد، راجيا أن لا يخيبه الله كما يروى فيقول:
ولما رأتني أم أحمد غاديا………….…بذمة من أخشى بغيب وأرهب
تقول فإما كنت لا بد فاعل………..فيمم بنا البلدان ولُتنأ يثرب
فقلت بل يثرب اليوم وجهنا…………..وما يشأ الرحمن فالعبد يركب
إلى الله وجهي يا عذولي ومن يقم…..إلى الله يوما وجهه لا يخيب
فكم قد تركنا من حميم وناصح……ونائحة تبكي بدمع وتندب
ترى أن موتا نأينا عن بلادنا…………ونحن نرى أن الرغائب نطلب
في هذا ما يصور قساوة الخروج من أرضهم لكنه خروج في سبيل ربهم فماذا يضرهم والله مولاهم.
حنوا إلى أوطانهم واشتاقوا إلى خيام اللؤلؤ في جنة مولاهم فغلبوا الأعلى على الأدنى والأنفس على الأرخص والأسمى على الأخس:
شتان بين امرأ في نفسه حرم قدس……… وبين امرأ في قلبه صنم
خذني إلى بيتي، أرح خدي على…… عتباته وأقّبل مقبض بابه
خذني إلى وطن أموت مشردا……… إن لم اكحل ناضري بترابه
إنه الجنة والذي نفسي بيده لو كنت أقطع اليدين والرجلين مذ خلق الله الخلق تسحب على وجهك إلى يوم القيامة، ثم كان مأواك الجنة ما رأيت بؤسا قط.
فأسمع وعي، لا تأثر الأدنى على الأعلى فتحرم ذا وذا، يا ذلة الحرمان.
آلا ربّ مبيض ثيابه اليوم مدنس لدينه،
آلا ربّ مكرم لنفسه اليوم مهين له غدا،
أدفعُ سيئات الأمس بحسنات اليوم:
( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).

ومن حقيقة هذه الكلمة أن لا تنظر إلى صغر الخطيئة:
بل تنظر إلى عظم من عصيت إنه الله الجليل الأكبر الخالق البارئ والمصور،
كم من ذنب حقير استهان به العبد فكان هلاك له:
(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
ثبت عند أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه قال(كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار.
وكان مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما رجل يخدمهما.
فناما واستيقظا وهو نائم لم يهيأ لهما طعاما.
فقالَ أحدُهما لصاحبه إن هذا لنؤم (يعني كثير النوم).
ثم أيقظاه فقالا إئتي سولَ الله صلى الله عليه وسلم فقل له:
إن أبا بكرٍ وعمرَ يقرئانكَ السلام وهما يستأدمانك (أي يطلبان منك الايدام).
فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره.
فقال أقرئهما السلام وأخبرهما أنكما قد إئتدما.
فرجع وأخبرهما أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم يقولُ إنكما قد ائتدمتما.
ففزعا فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلا يا رسولَ الله بعثنا إليك نستأدمك، فقلت قد أئتدمنا.
فبأي شيء أئتدمنا؟ قال بلحم أخيكما.
والذي نفسي بيده إني لأراء لحمه بين أنيابكما.
قالا فأستغفر لنا يا رسولَ الله.
قال عليه الصلاة والسلام بل أمروه هوَ أن يستغفرَ لكما)
عباد الله إن أبا بكرٍ وعمرَ ما نظرا إلى ما قالا، فقد كانت كلمةً قد نقولُ أكبر منها مئات المرات.
لكنهما نظرا إلى عظمةِ من عصوا إنه الله، وتلكَ حقيقة تقوى الله، فإياكم ومحقراتِ الذنوب فأنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، وإن لها من اللهِ طالبا.
لا تحقرنَ صغيرةً إن الجبال من الحصى
والقطرُ منه تدفقِ الخلاجانِ.

حقيقة الكلمة الحذر من استحلالِ محارمِ الله:
بالمكرِ والاحتيال، وليعلم العبدُ أنه لا يخلّصُه من الله ما أظهره مكرا من الأقوالِ والأفعال.
فأن لله يوماً تكعُ فيه الرجالُ وتشهدُ فيه الجوارح والأوصال.
وتجري أحكامُ الله على القصودِ والنيات، كما جرت على ظاهرِ الأقوالِ والحركات.
يومَ تبيضُ وجوهٌ بما في قلوبِ أصحابِها من الصدق والإخلاصِ للكبير المتعال.
وتسودُ وجوهٌ بما في قلبِ أصحابِها من الخديعةِ والمكرِ والاحتيال.
هناك يعلمُ المخادعون أنهم لأنفسَهم يخدعون وبها يمكرون:
(وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، والدار الآخرة خير للذين يتقون، أفلا تعقلون).

هذه بعض حقائق الكلمة.
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد.
اللهم آتي نفوسنا تقواها.
اللهم زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها. وأنت أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأنصر عبادك الموحدين.
اللهم ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصر له سواك ولا مأوى له سواك، ولا مغيث له سواك.
اللهم ارحم سائلك ومؤملك لا منجأ له ولا ملجئ إلا إليك.
اللهم كن للمستضعفين والمضطهدين والمظلومين.
اللهم فرج همهم ونفس كربهم وارفع درجتهم واخلفهم في أهلهم.
اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء.
يا سميع الدعاء
الله ارحم موتى المسلمين، اللهم إنهم عبيدك بنوا عبيدك بنو إمائك احتاجوا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابهم، الله زد في حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم أنت أرحم بهم وأنت أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عن ما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين.

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:22 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الخطبة الأولى





أما بعد:

فإن إصلاح الفرد أو الجماعة أو الشعوب لا يجيء جزافاً ولا يتحقق عفواً، وإن الأمم لا تنهض من كبوة ولا تقوى من ضعف ولا ترتقي من هبوط إلا بعد تربية أصيلة حقة وتغيير نفسي عميق الجذور، يحول الهمود فيها إلى حركة، والغفوة إلى صحوة، والركود إلى يقظة، والفتور إلى عزيمة. تغيير يحول الوجهة والأخلاق والميول والعادات. سنة قائمة من سنن الله تعالى في الكون وردت في القرآن الكريم في عبارة وجيزة بليغة: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]. ولكن هذا التغيير أمر ليس بالهين اليسير، إنه عبء ثقيل تنوء به الكواهل، لأن الإنسان مخلوق مركب معقد. لهذا فإنه من أصعب الصعب تغيير نفسه أو قلبه أو فكره. ولذلك نجد أن التحكم في مياه نهر كبير أو تحويل مجراه أو حفر الأرض أو نسف الصخور أسهل بكثير من تغيير النفوس وتقليب القلوب والأفكار.

إن بناء المنشآت من مصانع ومدارس وسدود أمر سهل ومقدور عليه، ولكن الأمر الشاق حقاً هو بناء الإنسان وتغيير فكره وقلبه، الإنسان المتحكم في شهواته الذي يعطي الحياة كما يأخذ منها ويؤدي واجبه كما يطلب حقه، الإنسان الذي يعرف الحق ويؤمن به ويدافع عنه، ويعرف الخير ويحبه للناس كما يحبه لنفسه ويتحمل تبعته في إصلاح الفساد، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، إن التغيير في هذا الإنسان أمر عسير غير يسير، ولكننا نجد الإيمان حينما يتغلغل ويصل إلى سويداء القلوب نجده يفعل الأعاجيب بصاحبه. فالإيمان هو الذي يهيئ النفوس لتقبل المبادئ مهما يكمن وراءها من تكاليف وواجبات وتضحيات ومشقات وسب وشتم من الآخرين.

وهو العنصر الوحيد الذي يغير النفوس تماماً بتوفيق الله وهدايته لأي شخص كان ويصبّه في قالب جديد ويغير أهدافه وطرقه ووجهته وسلوكه وذوقه ومقاييسه التي كان عليها ،فلو عرفنا شخصاً واحداً في عهدين من حياته، حياته الأولى الجاهلية وحياته الإيمانية _ لرأينا الثاني شخصاً غير الأول تماماً لا يصل بينهما إلا الاسم أو النسب أو الشكل، وفي حديث سحرة فرعون الذين قص الله قصتهم في القرآن الكريم عبرة وذكرى لمن أراد التدبر والاتعاظ. قال الله تعالى: فَأَلْقَىٰ عَصَـٰهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَاء لِلنَّـٰظِرِينَ قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَٱبْعَثْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَـٰلِبِينَ فَلَمَّا جَاء ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لاَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَـٰلِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ فَأَلْقَوْاْ حِبَـٰلَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَـٰلِبُونَ فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَـٰهُ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ رَبّ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ قَالَ ءامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لاقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلاَصَلّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰيَـٰنَا أَن كُنَّا أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:32-51].

وفي سورة طه قول الله تعالى عن تهديد فرعون للسحرة: فَلاقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلاصَلّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءنَا مِنَ ٱلْبَيّنَـٰتِ وَٱلَّذِى فَطَرَنَا فَٱقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِى هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا إِنَّا امَنَّا بِرَبّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَـٰيَـٰنَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ [طه:71-73].

نرى كيف تغيرت شخصياتهم؟ وكيف انقلبت موازينهم؟ كيف تحولت أفكارهم وقلوبهم؟ كانت هممهم مشدودة إلى المال إِنَّ لَنَا لاجْرًا [الأعراف:113]. وكانت آمالهم منوطة بفرعون حين أقسموا بعزته وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَـٰلِبُونَ [الشعراء:44]. كان هذا منطقهم قبل أن يؤمنوا.

فلما ذاقوا حلاوة الإيمان كان جوابهم بالرغم من التهديد والوعيد في بساطة ويقين الُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءنَا مِنَ ٱلْبَيّنَـٰتِ [طه:72]. بعد أن كان همهم الدنيا صار همهم الآخرة لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَـٰيَـٰنَا [طه:73]. وبعد أن كانوا يحلفون بعزة فرعون صاروا يحلفون بالله رب العالمين الذي فطرهم وَٱلَّذِى فَطَرَنَا تغير الاتجاه… تغير المنطق … تغير السلوك… تغيرت الألفاظ، في لحظات أصبح القوم غير القوم.

فمن أي شيء كان هذا التحول السريع والتغير الفظيع؟! إنه الإيمان الذي وصل إلى الأعماق، وفي القصة القصيرة التي رواها الإمام مسلم في صحيحه برهان مبين على مبلغ أثر الإيمان ،ذلك أن رجلاً كان ضيفاً على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر له بثانية فشرب حلابها ثم بثالثة فرابعة… حتى شرب حلاب سبع شياه، وبات الرجل وتفتح قلبه للإسلام فأصبح مسلماً، معلناً إيمانه بالله ورسوله، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم له في الصباح بشاة فشرب حلابها ثم أخرى لم يستتمه، وهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم كلمته المأثورة: ((إن المؤمن ليشرب في معىً واحد، والكافر ليشرب في سبعة أمعاء)). فيما بين يوم وليلة استحال الرجل من شرهٍ ممعنٍ في الشبع، حريص على ملء بطنه إلى رجل قانع عفيف، ماذا تغير فيه؟ إن الذي تغير فيه قلبه ليس اللحم والعظم، ولكنه ما بداخله، التحول من الكفر إلى الإيمان، كان كافراً فأصبح مؤمناً، وهل هناك أسرع أثراً في النفوس من الإيمان؟ إن السر معروف والسبب معلوم، ومرده هو إكسير الإيمان الذي ينقل النفوس والأشخاص من حال إلى حال ومن وثنية إلى توحيد، ومن جاهلية إلى إسلام.

اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً ويقيناً خالصاً وحلاوة إيمان تباشر قلوبنا.قال الله تعالى: وَٱعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مّنَ ٱلاْمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلاْيمَـٰنَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحجرات:7-8].






الخطبة الثانية





الحمد لله الذي هدى عباده المؤمنين ووفقهم لطاعته وحبب إليهم الإيمان وزينهم بزينة التقوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فحسبنا مثلاً على الإيمان الصادق والتحول الإيماني الفريد رجل وامرأة عرف أمرهما في الجاهلية وعرف أمرهما في الإسلام؟! الرجل هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي نعرف عنه ونقرأ ما بلغ في الجاهلية قبل إسلامه وحين انتقل من الجاهلية إلى الإسلام وتحرر عقله حتى بلغ به الأمر إلى أن قطع شجرة الرضوان التي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم الحديبية تحتها خشية أن يطول الزمن بالناس فيقدسوها. ويقف أمام الحجر الأسود بالكعبة فيقول: أيها الحجر إني أقبلك وأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولو لا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.

عمر رضي الله عنه يبلغ من سمو عاطفته ورقة قلبه وخشيته لله ما ملأ صفحات التاريخ بآيات الرحمة الشاملة للمسلم وغير المسلم وليس وحده بل حتى الحيوان _ حتى قال رضي الله عنه _ والله لو عثرت بغلة بشط الفرات لرأيتني مسؤولاً عنها أمام الله … لِمَ لمْ أسوِّ لها الطريق؟. هذا هو الرجل رضي الله عنه.

أما المرأة فهي الخنساء … التي فقدت في الجاهلية أخاها لأبيها (صخراً ) فملأت الآفاق عليه بكاءً وعويلاً وشعراً حزيناً، ومن شعرها قولها:

يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره بكل غروب شمس

ولو لا كثرة الباكين حــولي على إخوانهم لقتلت نفسـي

ولكننا بعد إسلامها نراها امرأة أخرى … نراها أُماً تقدم فلذات كبدها إلى الميدان، أي ميدان الموت راضية مطمئنة بل محرضة دافعة لهم، روى المؤرخون أنها شهدت حرب القادسية بين المسلمين والفرس تحت راية القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان معها بنوها الأربعة. فجلست إليهم في ليلة من الليالي الحاسمة، تعظهم وتحثهم على القتال والثبات وكان من قولها لهم: أي بنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجّنت حسبكم، ولا غيّرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية. والله تعالى يقول: يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائكم مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، تظفروا بالغنم في دار الخلد…، فلما أصبحوا باشروا القتال بقلوب فتية، وأنوف حمية، إذا فتر أحدهم ذكّره إخوته وصية أمهم العجوز، فزأر كالليث وانطلق كالسهم، وظلوا كذلك حتى استشهدوا واحداً بعد واحد.

وبلغ الأمَّ نَعْيُ الأربعة الأبطال في يوم واحد، فلم تلطم خداً ولم تشق جيباً، ولكنها استقبلت الخبر بإيمان الصابرين، وصبر المؤمنين وقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

ما الذي تغير في عمر القديم وعمر الجديد؟. وما الذي تغير في الخنساء الحزينة الباكية النائحة إلى خنساء الصبر والفداء والتضحية؟ إنه الإيمان الصادق بالله عز وجل حيث تغيرا من حال إلى حال، وفي كل زمان ومكان نجد رجالاً ونساءً كانوا يعيشون في الشر والفساد فأراد الله لهم الهداية والتوفيق وعاشوا بقية حياتهم حياة إسلامية إيمانية غيرت تلك الحياة الأولى، وفي زمننا هذا نجد من التائبين العائدين إلى الله رجالاً ونساءً، والفرق واضح لدى الجميع بين حياتهم الأولى وما هم عليه الآن وذلك من فضل الله عليهم وهدايته للأخيار.

فيا عباد الله علينا بالتوبة الصادقة النصوح لنتذوق حلاوة الإيمان وتتغير حالنا هذه إلى حال أفضل مما نحن عليه.

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:22 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام عـلـى نـبـيـنــا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد..
لما كان الإيمان باليوم الآخر أحد أصول الإيمان الستة التي لا يصح إيمان مسلم بدونها.
ولـمـا لذلك الإيمان من أثر في حياة المسلم وطاعته لأوامر الله (عزو جل) واجتناب نواهيه، ولما لـــه من أثر في صلاح القلوب وصلاح الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة، ولما في نسيان ذلك اليوم العظيم والغفلة عنه من خطر على حياة الناس ومصيرهم.. فلا غرابة إذن أن يرد ذكر هذا اليوم كثيراً في القرآن، حتى لا تكاد تخلو منه صفحة من صفحاته.
وإذا كان الكتاب والسنة قد اهتما غاية الاهتمام بتفاصيل ذلك اليوم المشهود وبأحوال هذا النبأ العظيم؛ فإنه من الحمق والجهل ألا نهتم بما اهتم به الوحيان.
إن أعـظــم قـضـيـة يجب أن ينشغل بها كل واحد منا هي: قضية وجوده وحياته والغاية منها، وقضية مستقبله ومصيره وشقائه وسعادته، فلا يجوز أن يتقدم ذلك شيء مهما كان، فكل أمر دونه هين وكل خطب سواه حقير. وهل هناك أعظم وأفدح من أن يخسر الإنسان حـيـاتـــه وأهله، ويخسر مع ذلك سعادته وسعادتهم، فماذا يبقى بعد ذلك؟ ((قُـــــلْ إنَّ الخَاسِرِينَ الَذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ)) [الزمر: 15].
وأهمية هذا الموضوع تتجلى فيما يلي:
1- انفتاح الدنيا الشديد على كثير من الناس في هذا الزمان وما صحب ذلك من مكر الليل والنهار بأساليب جديدة ودعايات خبيثة تزين الدنيا في أعين الناس وتصدهم عن الآخرة، ومع ما كان عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان والتقوى، فقدكان يحذرهم من الاغترار بالدنيا وضرورة الاستعداد للآخرة، مع أن الدنيا لم تنفتح عليهم مثل اليوم، فـــلا شك ولا ريب أننا أحوج منهم بكثير إلى أن نتذكر الآخرة ويذكّر بعضنا بعضاً بعظمة شأنها وأهمية الاستعداد لها.
2- ركون كـثـيـر مـــن الـنـاس للـدنـيا ولقد ترتب على ذلك أن قست القلوب، وتحجرت الأعين، وهُجِرَ كتاب الله (عز وجل)، وإذا قـــــرأ أحدنا القرآن قرأه بقلب لاهٍ، فأنّى لمثل ذلك القلب أن يخشع لذكر الله؟ وأنّى لعينيه أن تـدمــــع خوفاً من الله، وقد انعكس ذلك على الصلاة فقلّ الخاشعون والمطمئنون فيها.. والله المستعان.
3- لما في تذكر ذلك اليوم ومشاهده العظيمة من حث على الـعـمـــل الصالح والمبادرة لفعل الخيرات وترك المنكرات، بل ما تكاسل المتكاسلون في عمل الصالحات سواء الواجب منها والمسنون إلا بسبب الغفلة عن الآخرة والانشغال عنها، يقول (تعالـى) فـي وصــف عباده الصالحين: ((رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإقَامِ الصَلاةِ وَإيتَاءِ الــزَّكَاةِ)) [النور: 37]. ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) [الزمر: 9].
4- لـمـــا ظهر في عصرنا اليوم من المشكلات المعقدة والأمراض المزمنة، التي نشأت عنها الأمراض النفسية المتنوعة من القلق والاكتئاب اللذين يؤديان غالباً إلى حياة يائسة، ومن أسباب ذلك: البعد عن الله (تعالى)، وعن تذكر اليوم الآخر.
5- لما تميز به زماننا اليوم من كثرة المظالم في بعض المجتمعات واعتداء الناس بعضهم على بعض، من أكلٍ لأموال غيرهم بدون وجه حق، وكذلك النيل من الأعراض، والحسد والتباغض، والفرقة والاختلاف، وبخاصة بين بعض الدعاة وطلبة العلم، ولا شك أنه لا شيء مثل تذكر اليوم الآخر وتذكـر الوقـوف بين يدي اللـه (عز وجل) علاجاً لتلك الأمراض.
6- ولما كان الركون إلى الدنيا والغفلة عن الآخرة من أعظم الأسباب في وهن النفوس وضعفها كان لا بد من التذكير المستمر بذلك اليوم وما فيه من نعيم أو جحيم، لأن في هذا التذكير أكبر الأثر في نشاط الهمم وعدم الاستسلام للوهـن واليأس رجـاء ثواب اللـه (عز وجل) وما أعده للمجاهدين في سبيله الداعين إليه.
7- ولما قلّ في برامج الدعوة والتربية الاعتناء بهذه الجانب العظيم من التربية مما له الأثر الكبير في الاستقامة على الجادة والدعوة إلى الله على بصيرة، ولكن نرى من بعض المهتمين بالدعوة من يستهين بهذا الجانب العظيم حتى صار بعضهم يقلل من أثر التذكرة بالآخرة بقوله: إن هذا الأمر يغلب عليه الوعظ أو هذا مقال عاطفي وعظي… إلخ.. مع أن المتأمل لكتاب الله (سبحانه) وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- يرى بجلاء جانب الوعظ بارزاً بالربط بين الدنيا والآخرة والثواب والعقاب.. نسأل الله أن يهدينا جميعاً وأن يوفقنا للاقتداء بالسنة والسير على نهجها.
الآثار المرجوة لليقين باليوم الآخر:
إن في اليقين باليوم الآخر وأنبائه العظيمة لآثاراً واضحة وثماراً طيبة، لابد أن تظهر في قلب العبد وعلى لسانه وجوارحه، وفي حياته كلها، ولكن هذا اليقين وحده لا يكفي حتى ينضم إليه الصبر ومجاهدة الشهوات والعوائق، لأن الواحد منا ـ مع يقينه باليوم الآخر وأهواله ـ يرى في حياته أن ثمرات هذا اليقين ضعيفة، فلابد إذن من سبب لهذا الأمر، ويجلي هذه المسألة الإمام ابن القيم (رحمه الله تعالى) فيقول: (فإن قلت كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟ وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبـة، أو يكرمـه أتم كرامة، ويبيت ساهياً غافلاً! ولا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له، ولا يأخذ له أهبته؟!.
قيل: هذا (لعمر الله) سؤال صحيح وارد على أكثر الخلق؛ فاجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:
أحدهما: ضعف العلم ونقصان اليقين، ومن ظن أن العلم لا يتفاوت، فقوله من أفسد الأقوال وأبطلها.
وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه إحياء الموتى عياناً بعد علمه بقدرة الرب على ذلك، ليزداد طمأنينة، ويصير المعلوم غيباً شهادة.
وقد روى أحمد في مسنده عن النبي أنه قال: (ليس الخبر كالمعاينة) (1).
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم عدم استحضاره أو غيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده، وانضم إلى ذلك تغاضي الطبع، وغلبات الهوى، واستيلاء الشهوة، وتسويل النفس، وغرور الشيطان، واستبطاء الوعـد، وطول الأمـل، ورقدة الغفلة، وحب العاجلة، ورخص التأويل، وإلف العوائد، فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال، حتى ينتهي إلى أدنى مثقال ذرة في القلب.
وجماع هذه الأسباب يرجع إلى ضعف البصيرة والصبر، ولهذا مدح الله (سبحانه) أهل الصبر واليقين، وجعلهم أئمة الدين، فقال (تعالى): ((وَجَعَلْنَـا مِنْهُمْ أَئِمَّـةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُـونَ)) [السجدة: 24])(2).
ذكر الثمرات المرجوة:
وبعد هذه المقدمة التي لا بد منها حول ثمرات اليقين بالنبأ العظيم نذكر ما تيسر من هذه الثمرات، والله ولي التوفيق:
1- الإخلاص لله (عز وجل) والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم :
إن الموقن بلقاء الله (عز وجل) يوم الفزع الأكبر، لا تلقاه إلا حريصاً على أعماله، خائفاً من كل ما يحبطها من أنواع الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، حيث إن الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال، فتصير هباءً منثوراً، والشرك الأصغر يحبط العمل الذي حصل فيه هذا النوع من الشرك كيسير الرياء، والعجب، والمن، وطلب الجاه والشرف في الدنيا، فكلما كان العبد موقناً بلقاء ربه كان منه الحرص الشديد على ألا تضيع منه أعماله الصالحة في موقف القيامة، يوم أن يكون في أشد الأوقات حاجة إليها؛ ولذلك فهو يجاهد نفسه بحماية أعماله في الدنيا بالإخلاص فيها لله (تعالى) لعل الله (عز وجل) أن ينفعه بها، كما أن اليقين بالرجوع إلى الله (عز وجل) يجعل العبد في أعماله كلها متبعاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- غير مبتدع ولامبدل؛ لأن الله (عز وجل) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، قال (تعالى):- ((قُلْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ أَنَّمَا إلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) [الكهف: 110].
2- الحذر من الدنيا والزهد فيها والصبر على شدائدها وطمأنينة القلب وسلامته:
إذا أكثر العبد ذكر الآخرة، وكانت منه دائماً على بال، فإن الزهد في الدنيا والحذر منها ومن فتنتها سيحلان في القلب، وحينئذ لا يكترث بزهرتها، ولا يحزن على فواتها، ولا يمدن عينيه إلى ما متع الله به بعض عباده من نعم ليفتنهم فيها، وهذه الثمرة يتولد عنها بدورها ثمار أخرى مباركة طيبة منها: القناعة، وسلامة القلب من الحرص والحسد والغل والشحناء؛ لأن الذي يعيش بتفكيره في الآخرة وأنبائها العظيمة لا تهمه الدنيا الضيقة المحدودة، مع ملاحظة أن إيمان المسلم باليوم الآخر وزهده في الدنيا لا يعني انقطاعه عنها وعدم ابتغاء الرزق في أكنافها؛ يقول (تعالى):- ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ)) [القصص: 77].
كما يتولد أيضا من هذا الشعور، الراحة النفسية والسعادة القلبية وقوة الاحتمال والصبر على الشدائد والابتلاءات، ذلك للرجاء فيما عند الله (عز وجل) من الأجر والثواب، وأنه مهما جاء من شدائد الدنيا فهي منقطعة ولها أجل، فهو ينتظر الفرج ويرجو الثواب الذي لا ينقطع يوم الرجوع إلى الله (عز وجل)، قال (تعالى): ((إن تَكُونُوا تَاًلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَاًلَمُونَ كََمَا تَاًلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ)) [النساء: 104] وما إن يفقد القلب هذه المعاني حتى يخيم عليه الهم والتعاسة، ومن هنا ينشأ القلق والانزعاج والضيق والحزن، أما ذاك الذي عرف الدنيا على حقيقتها، وامتلأ قلبه بهمّ الآخرة وأنبائها، فإن نفسه لا تذهب على الدنيا حسرات، ولا تنقطع نفسه لهثاً في طلبها، ولا يأكل قلبه الغل والحسد والتنافس فيها، ولا يقل صبره ولا يجزع قلبه عند المحن والشدائد، ومهما حرم في هذه الدنيا الفانية فهو يعلم أن لله (عز وجل) في ذلك الحكمة البالغة، وهو يرجو الأجر يوم القيامة، قال (تعالى): ((وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَـا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُـرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفـا وَإن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتـاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِـرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)) [الزخرف: 33- 35].
3- التزود بالأعمال الصالحة وأنواع القربات واجتناب المعاصي والمبادرة بالتوبة والاستغفار:
يقول الإمام ابن القيم (رحمه الله تعالى): (ومما ينبغي أن من رجا شيئاً استلزم رجاؤه ثلاثة أمور:
أحدهما: محبة ما يرجوه.
الثاني: خوفه من فواته.
الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان.
وأما رجاءٌ لا يقارنه شيء من ذلك فهو من باب الأمــاني، والـرجــاء شـيء والأماني شيء آخر، فكل راجٍ خائف، والسائرعلى الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات.
وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلـعـة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)(3) وهو (سبحانه) كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الـصــالـحة، فكذلك جعل الخوف لأهل الأعمال الصالحة، فعلم أن الرجاء والخوف النافع ما اقـتـرن به العمل، قال (تعالى): ((إنَّ الَذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّــهِــــمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّــهِـــمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)) [المؤمنون: 57- 61].
وقد روى الترمـذي في جامعه عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية، فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ قال: (لا، يا ابـنـــة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافـون أن لايتقبل منهـم، أولئـك يسارعون فـي الخيرات)(4) وقد روي من حديث أبي هريرة أيضاً.
والله (سبحانه) وصف أهل السـعادة بالإحسان مع الخوف، ووصف الأشقيـاء بالإسـاءة مع الأمن)(5).
وقــال (تعـالـى): ((إنَّ الَذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) [البقرة: 218].
يقــول ابن القيم (رحمه اللـه تعالى): (فتأمل كيف جعـل رجاءهم إتيانهم بهـذه الطاعات؟ وقـــال المغرورون: إن المفرطين المضيعين لحقـوق اللـه المعطلـين لأوامـره الباغـين المتجرئين على محارمـه، أولئك يرجون رحمة الله)(6).

4- الدعوة إلى الله (عز وجل ) والجهاد في سبيله:
وهذا يدخل في الثمرة السابقة، حيث إنه من أفضل القربات والأعمال الصالـحـــــة، وقد أفردته هنا باعتباره ثمرة مستقلة من ثمار اليقين باليوم الآخر، وذلك لما يلي:
(1) فـضـــل الـجـهــــاد والدعوة إلى الله (سبحانه) وأثرهما في إنقاذ الناس بإذن ربهم من الظلمات إلى النور، ولذلك كان من أحب الأعمال إلى الله (عز وجل)، قال (تعالى): ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَـى اللَّهِ وَعـَـمِــــلَ صَالِحاً وَقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ)) [ فصلت: 33]
(ب) وصف الرسول للجهاد بأنه ذروة سنام الإسلام.
في الجهاد أيضاً: حقيقة الزهد في الحياة الدنيا، وفيه أيضاً: حقيقة الإخلاص؛ فإن الكلام فيمن جاهد في سبيل الله، لا في سبيل الرياسة، ولا في سبيل المال، ولا في سبيل الحمية.. وهذا لا يكون إلا لمن قاتل ليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، وأعظم مراتب الإخلاص: تسليم النفس والمال للمـعـبـود، كما قال (تعالى): ((إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُـمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُـونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ)) [التوبة: 111].
(ج) في الحديث عن الجهاد في سـبيل الله (عز وجل) ومحاربة الفساد وتعبيد الناس لرب العالمين أكبر رد على الذين يرون أن الـتـعـلــــق باليوم الآخر والاستعداد له يعني اعتزال الناس، وترك الدنيا لأهلها، والاشتغال بالنفس وعيوبها، وترك الحياة يأسن فيها أهلها.
نعم هذا ما يراه بعض المتصوفة وأصحاب الفهم المنحرف لحقيقة الدنيا والآخرة.. ([لقد كان ] الناس في فترات من الزمان يعيشون سلبيين، ويَدَعون الفساد والشر والظلم والتخلف والجهالة تغمر حياتهم الدنيا مع ادعائهم الإسلام هم يصنعون ذلك كله أو بعضه لأن تصورهم للإسلام قد فسد وانحرف؛ ولأن يقينهم في الآخرة قد تزعزع وضعف! لا لأنهم يدينون بحقيقة هذا الدين... فما يستيقن أحد من لقاء الله في الآخرة؛ وهو يعي حقيقة هذا الدين، ثم يعيش في هذه الحيـاة سلبيّاً أو متخلفاً أو راضياً بالشر والفساد. إنما يزاول المسلم هذه الحياة الدنيا وهو يشعر أنه أكبر منها وأعلى، ويستمتع بطيباتها أو يزهد فيها وهو يعلم أنها حلال في الدنيا خالصة له يوم القيامة...، ويكافح الشر والفساد والظلم محتملاً الأذى والتضحية حتى الشهادة، وهو إنما يقدم لنفسه في الآخرة... إنه يعلم من دينه أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن ليس هنالك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا، وأن الدنيا صغيرة زهيدة، ولكنها من نعمة الله التي يجتاز منها إلى نعمة الله الكبرى)(7).
5- اجتناب الظلم بشتى صوره:
نظراً لكثرة الظلم والشحناء بين المسلمين في عصرنا الحاضر، وأنه لا شيء يمنع النفس من ظلم غيرها في نفس أو مال أو عرض: كاليقين بالرجوع إلى الله (عز وجل)، وإعطاء كل ذي حق حقه، وإنصاف المظلوم ممن ظلمه، فإذا تذكر العبد هذا الموقف العصيب الرهيب، وأنه لا يضيع عند الله شيء، كما قال (تعالى): ((وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) [الأنبياء: 47] وقوله (تعالى) ((وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)) [طه: 111]، إذا تذكر هذه المواقف واتعظ بهذه الآيات، وأيقن بتحققها فلا شك أن ذلك سيمنعه من التهاون في حقوق الخلق، والحذر من ظلمهم في دم أو مال أو عرض، خاصة وأن حقوق العباد مبنية على المشاحة والحرص على استيفاء الحق من الخصم، وبالذات في يوم الهول الأعظم الذي يتمنى العبد فيه أن يكون له مظلمة عند أمه وأبيه وصاحبته وبنيه، فضلاً عن غيرهم من الأباعد، ومعلوم أن التقاضي هنالك ليس بالدينار والدرهم ولكن بالحسنات والسيئات.
فياليتنا نتذكر دائماً يوم الفصل العظيم، يوم يفصل الحكم العدل بين الناس، ويقضي بين الخصماء بحكمه وهو أحكم الحاكمين، ليتنا لا نغفل عن هذا المشهد العظيم، حتى لا يجور بعضنا على بعض، ولا يأكل بعضنا لحوم بعض، ولا نتكلم إلا بعلم وعدل، إنه لا شيء يمنع من ذلك كله إلا الخوف من الله (عز وجل) وخوف الوقوف بين يديـه، واليقـين الحـق بأن ذلك كـائن في يـوم لا ريب فـيه؛ قال (تعالى): ((إنَّكَ مَيِّتٌ وَإنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)) [الزمر: 30، 31].
6- حصول الأمن والاستقرار والألفة بين الناس بالحكم بشريعة الله:
إن مجتمعاً يسود بين أهله الإيمان بالله (عز وجل) واليقين بالآخرة والجزاء والحساب، لا شك أنه مجتمع تسوده المحبة ويعمه السلام؛ لأن تعظيم الله (سبحانه) سيجعل هذه النفوس لا ترضى بغير شرع الله (عز وجل) بديلاً، ولا تقبل الاستسلام إلا لحكمه، وهذا بدوره سيضفي الأمن والأمان على مثل هذه المجتمعات، لأن أهلها يخافون الله ويخافون يوم الفصل والجزاء، فلا تحاكم إلا لشرع الله، ولا تعامل إلا بأخلاق الإسلام الفاضلة: فلا خيانة ولا غش ولا ظلم، ولا يعني هذا أنه لا يوجد في المجتمعات المسلمة من يظلم أو يخون أو يغش، فهذا لم يسلم منه عصر النبوة ولا الخلافة الراشدة، لكن هذه المعاصي تبقى فردية، يؤدّب أفرادها بحكم الله (عز وجل) وحدوده، إذا لم يردعهم وازع الدين والخوف من الله، والحالات الفردية تلك ليست عامة، أما عندما يقل الوازع الديني والخوف من الآخرة، ويكون التحاكم إلى أهواء البشر وحكمهم فهذا هو البلاء العظيم والفساد الكبير: حيث تداس القيم والحرمات، ويأكل القوي الضعيف، وبالتالي: لا يأمن الناس على أديانهم ولا أنفسهم ولا أموالهم ولا أعراضهم، وكفى بذلك سبباً في عدم الأمن والاستقرار، وانتشار الخوف، واختلال حياة الناس.
7- تقصير الأمل وحفظ الوقت:
إن من أخطر الأبواب التي يدخل منها الشيطان على العبد: طول الأمل، والأماني الخادعة التي تجعل صاحبها في غفلة شديدة عن الآخرة، واغترار بزينة الحياة الدنيا، وتضييع ساعات العمر النفيسة في اللهث وراءها حتى يأتي الأجل الذي يقطع هذه الآمال، وتذهب النفس حسرات على ما فرطت في عمرها، وأضاعت من أوقاتها. ولكن اليقين بالرجوع إلى الله (عز وجل) والتذكر الدائم لقصر الحياة وأبدية الآخرة وبقائها، هو العلاج الناجع لطول الأمل وضياع الأوقات.
يقول ابن قدامة (رحمة الله): (واعلم أن السبب في طول الأمل شيئان:
أحدهما: حب الدنيا، والثاني: الجهل.
أما حب الدنيا: فإن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها، ثقل على قلبه مفارقتها، فامتنع من الفكر في الموت، الذي هو سبب مفارقتها، وكل من كره شيئاً دفعه عن نفسه...
السبب الثاني: الجهل، وهو أن الإنسان يعول على شبابه، ويستبعد قرب الموت مع الشباب، أو ليس يتفكر المسكين في أن مشايخ بلده لو عدوا كانوا أقل من العشرة؟ وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر، وإلى أن يموت شيخ قد يموت ألف صبي وشاب، وقد يغتر بصحته، ولا يدري أن الموت يأتي فجأة، وإن استبعد ذلك)(8).
8- سلامة التفكير وانضباط الموازين وسمو الأخلاق:
لا يستوي من يؤمن بالله واليوم الآخر ويوقن بيوم الحساب والجزاء ولا يغفل عنه، ومن لا يؤمن بالآخرة، أو يؤمن بها ولكنه في لهو وغفلة عنهـا، لا يستويان أبـــداً في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الآخرة فيوضحه قوله (تعالى): ((لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ))[الحشر: 20].
وأما في الحياة الدنيا فلا يلتقي أبداً من يعلم أن له غاية عظيمة في هـذا الحياة، وأن مرده إلى الله (عز وجل) في يوم الجزاء والحساب والنشور، مع من لا يعلم من هذه الحياة الدنيا إلا ظاهرها، وأنها كل شيء عنده، وهو عن الآخرة من الغافلين.
إنهما لا يلتقيان في التفكير، ولا في الميزان الـذي تـوزن بـــه الأشــــياء والأحداث، ولا في الأحكـام، وبالتالي: فبقدر ما تسمو أخلاق الأول وتعلو همته لسمو منهجه وميزانه بقدر ما تسفل وترذل أخلاق الآخر لسفالة تصوره وفساد ميزانه. قال (تعالى) في وصف أهل الدنيا: ((يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)) [الروم: 7].
9- الفوز برضا الله (سبحانه) وجنته، والنجاة من سخطه والنار:
وهذه ثمرة الثمـار، وغاية الغايـات، ومسـك الختـام فـي مبحث الثمار، قال (تعالى): ((كُـــلُّ نَـفْـــسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِـلَ الجَنَّــةَ فَقَـدْ فَـــازَ وَمَا الحَيَــاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ)) [آل عمران: 185].
يقول الشيخ السعدي (رحمه الله تعالى) عند قـولــه (تعالى): ((فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)): (أي: حصل له الفوز العظيم بالـنـجــاة من العذاب الأليم، والوصول إلى جنات النعيم، التي فيها: ما لا عين رأت، ولا أذن سـمـعـــت، ولا خطر على قلب بشر؛ ومفهوم الآية: أن من لم يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فـإنــــــه لم يفز، بل قد شقي الشقــاء الأبدي، وابتلـي بالعذاب السرمـدي، وفي هـذه الآية إشارة لطيفة إلى نعيم البرزخ وعذابه، وأن العاملين يجزون فيه بعض الجزاء مما عملوه، ويقدم لـهــم أنـمـــــوذج مـمـا أسلفوه)(9).
اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، أنت الـمـنــــان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ونسألك أن لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنـا، يا حـي يا قيوم، يا أرحم الراحمين.

بحـہة بكـى. 8 - 8 - 2014 03:23 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الخطبة الأولى





أيها المسلمون: والإيمان هو الحقيقة الكبرى في هذا الوجود من أجلها خلق الله الخلق وبعث الأنبياء وأنزلت الكتب: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [الأنبياء:25].

والإيمان هو ميدان الصراع بين الحق والباطل، وأوذي وفتن من أجله المؤمنون ولم يسلم من التهديد والمطاردة في سبيله المرسلون: الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين [العنكبوت:102-103].

وقال تعالى: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد [إبراهيم :13-14].

وقال تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين ءامنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا [الأعراف:88].

والإيمان لاهميته تواصى به الانبياء عليهم السلام: كما قال تعالى: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون [البقرة:133].

ومازال محل تذكير الآباء للابناء حتى حضور الموت: أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله ءابائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون .

أيها المسلون: الإيمان الحق هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان الحق هو التصديق الجازم بعالمي الغيب والشهادة، وإذا تساوى الناس في الإيمان بعالم الشهادة، وهو ما يشاهدونه حاضرا بأم أعينهم تفاوتوا في الإيمان بالغيب الذي غيبه الله عن أنظارهم وحواسهم في هذه الحياة، وأخبرهم عنه خبر صدق في كتبه المنزلة وبواسطة أصدق خلقه من أخبار الأمم الماضية وأهوال يوم القيامة وأشراط الساعة ونحوها.

هنا يتفاوت الناس حسب إيمانهم، فمنهم من يؤمن بها كأنه يراها رأي العين، ومنهم من يجحد وينكر، وما يجحد بآيات الله إلا الظالمون، ومنهم من يبقى شاكا مترددا فإن لم يرد الله به خير ويهديه للإيمان عاش معذبا في هذه الحياة، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى...نسأل الله السلامة والعصمة.

عباد الله: والإيمان بالله منزلة علية تشرأب لها الأعناق، والإيمان بالله ملاذ عند الشدائد والكروب، ولذا فليس كل من ادعى الإيمان مؤمنا: قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم [الحجرات:14].

بل لقد ادعاه فرعون حين أحس الهلاك ففضحه الله وجعله عبرة للمعتبرين حتى إذا أدركه الغرق قال ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ءالئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون [يونس:90-92].

وإذا كان الأمر كذلك فما هي حقيقة الإيمان؟ وما نوع الأعمال التي تبلغ بصاحبها إلى هذه المنزلة الرفيعة.

يعرف علماء السنة والجماعة الإيمان بأنه: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، ويزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

ويعنون بقول اللسان: النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما.

أما اعتقاد القلب فهو: النية والإخلاص والمحبة والانقياد والاقبال على الله والتوكل عليه ولزام ذلك وتوابعه.

أما عمل بالجوارح فهو: عمل الصالحات القولية والفعلية والواجبة والمسنونة مما يندرج تحت شعب الإيمان التي قال النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)).

وهذا المفهوم الواضح الشامل للإيمان يرد على الطوائف الضالة التي يعتقد بعضها أن الإيمان مجرد لاصق وأنه لا يضر مع الإيمان ذنب كالمرجئة ومن سايرهم، ويرد كذلك على الذين يكفرون بالذنب الذي يرتكبه المسلم وهم الخوارج ومن شايعهم، أو يغالون في الدين وينسبون لله ما ليس منه كالرافضة والباطنية على اختلاف نحلهم.

إخوة الإسلام: الإيمان الحق اعتقاد للمبدأ الحق وثبات عليه دون تردد أو ارتياب إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسله ثم لم يرتابوا(3).

وهو جهاد بالمال والنفس وتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الله وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون [الحجرات:15].

الإيمان الحق خوف من الجليل يقود لفعل الجميل والتوكل على العزيز الرحيم إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون [الأنفال:2].

والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون [المؤمنون:60].

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: ((لا يا ابنة الصديق ولكنهم يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم(4))).

قال سفيان بن عيينة: كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض هؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه(5).

خوف المؤمنون يا عباد الله ليس خوفا سلبيا يقعد بهم عن عمل الصالحات، لكنه تخوف من عدم القبول لكونهم قصروا في شروط القبول يدفعهم إلى تحسين العمل واتقانه وهو خوف من أن يسلب منهم هذا الإيمان ،وهو يدفعهم إلى مزيج العناية به واستشعار حلاوته قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ((ما لي لا أرى حلاوة الإيمان تظهر عليكم، والذي نفسي بيده لو إن دب الغابة وجد طعم الإيمان لظهر عليه حلاوته، وما خاف عبد على إيمانه إلا منحه، وما أمن عبد على إيمانه إلا سلبه(6))).

خوف المؤمنين صيانة للنفس عن النفاق الذي تبدو صورته الظاهرة حسنة للعيان، والله أعلم بما تكن الصدور وتنطوي عليه القلوب من الكفر والعصيان، ولذا أخرج البخاري في صحيحه تعليقا ووصله غيره عن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه(7).

وقال الحسن البصري رحمه الله: والله ما أصبح ولا أمسى على وجه الأرض مؤمن إلا ويخاف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلا منافق(8).

أيها المسلمون: الإيمان الحق الذي نحتاجه جميعا هو عدل في القول ووفاء بالعهد ونطق بالحق وسكوت عن الباطل: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا [الأنعام:125].

((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)).

وهو خلق رفيع وحسن أدب مع الخالق والمخلوق: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء(2))).

وهو لحسن خلقه وكرمه لا يتفطن للشر وقد جاء في الحديث الحسن: ((المؤمن غِر كريم، والفاجر خب لئيم(3))).

والمعنى كما قال صاحب النهاية: إن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة وقلة فطنته للشر وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلا ولكن كرم وحسن خلق(4).

والمؤمن الحق يتجاوز دائرة ذاته ويهتم ويألم لأحوال إخوانه قال عليه‏ الصلاة والسلام: ((المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس(1))).

وهو بين الناس طلق المحيا، كريم الندى، لطيف المعشر يألف ويؤلف ((ولا خير من لا يألف وخير الناس أنفعهم للناس(2)))

وهو مع ذلك كله آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر والمؤمنون بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [التوبة:71].

وبالجملة فأهل الإيمان هم المحافظون على جلائل الأعمال القولية والفعلية مثل قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون [المؤمنون:1-9].

جعلني الله وإياكم من أهل الإيمان ونفعني بهدي القرآن

الخطبة الثانية





الحمد لله رب العالمين انعم على عباده المؤمنين إذ هداهم للإيمان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرح صدور المسلمين للإيمان فهم على نور من ربهم، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أكمل المؤمنين إيمانا وأحسنهم خلقا اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

أيها المسلمون: والإيمان ضمان للثبات في مواقف الامتحان وهو مركب للنجاة في طوفان الفتن والمحن، به يميز الله الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب [آل عمران:179].

يفرق المؤمنين بين عذاب الله وفتنه الناس، يصبرون على البلوى ويشكرون على السراء ((عجبا لأمر المؤمن إن اصابته ضراء صبر وكان خير له)) وفي حديث آخر: ((المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله(2))).

والإيمان معلم هاد في بيداء الصحارى المهلكة إذا تاه الدليل أو خيم الظلام أو كان حبيس الغم أو ضاقت على المرء الضوائق فيؤنسه الإيمان بخالقه ويتسع له المكان مهما كان ضيقاً ومنعزلاً: وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين [الأنبياء:87-88].

وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً [الكهف:16].

الإيمان الحق سبب للأمان إذا انتشر الرعب وساد القلق وتخطف الناس ولم يأمنوا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون [الأنعام:82].

والمؤمنون هم الذين تزيدهم الشدائد ثباتا ورؤيتهم لتكالب الأعداء عليهم إيمانا وتسليما ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً [الأحزاب:22].

أما غير المؤمنين فتطير قلوبهم لكل نازلة فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت [الأحزاب:19].

والمؤمنون رحماء بينهم هينون لينون كافون عن الأذى باذلون للمروءة والندى، وليس من الإيمان إيذاء المؤمنين قولا وفعلا: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً [الأحزاب:58].

المؤمنون يتحاكمون إلى شرع الله ويرضون بالإسلام حكما ولا يجدون في انفسهم حرجا بل يرضون ويسلمون تسليما انما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [النور:51].

أما غير المؤمنين فيأنفون من حكم الله ويتحاكمون إلى الطاغوت وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله وأولئك هم الظالمون [النور:48-50].

المؤمنون حقا يتحرون الحلال في مطعمهم ومشربهم وملبسهم، وهم حريصون على الحلال جمعا وإنفاقا لا يشربون الخمر ولا ياكلون السحت ولا يتعاملون بالربا أو ضروب المعاملات المحرمة الأخرى في البيع والشراء، نفقتهم عدل ووسط بين التقتير والإسراف، أمرهم ربهم بالحلال فامتثلوا، ونهاهم عن الحرام فانتهوا، قال لهم في الأولى: يا أيها الذين امنوا كلوا من طبيات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون [البقرة:172]. وقال لهم في الأخرى إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفحلون وقال كذلك: يا أيها الذين ءامنوا لا تاكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون [المائدة:90].

أما غير المؤمنين فلا يتورعون عن الحرام ولا يحتاطون في الحلال، أمرهم فرط ، وربما ملكوا القناطير المقنطرة، وقد يخيل لمن لا يعرفهم أنهم من شدة اللهاث جوعى، وربما انقلبت موازينهم فجأة فأصبح الغني فقيرا، والدائن مدينا، فلا الإيمان أسعفهم بالنزاهة والشكر على المال جمعا، وليس غير الإيمان يسليهم على فقده صبرا من يهن الله فما له من مكرم [الحج:18].

عباد الله: هذه دعوة لنا جميعا لنعلم حقيقة الإيمان ونتخلق بأخلاق الإسلام، وليست حصرا لحقائق الإيمان ولا احصاء لصفات المؤمنين، لكنها الاشارة بالبعض إلى الكل، أما النتيجة التي يجب أن نخلص إليها فهي أن الإيمان ليس بضاعة مزجاة تباع وتشترى بأبخس الأثمان أو مجرد دعوى وألقاب تجوز على كل لسان، وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان نهج متكامل، فهو عبادة الله خاشعة ومعاملة لخلقه كريمة، وأخلاق رفيعة، هو كسب نظيف وإنفاق مشروع.

الإيمان الحق اعتقاد سليم وعمل صحيح، جهاد وتضحية، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ولاء وبراء، مظهر ومخبر، بذل للندى، وكف عن الاذى، وخروج عن الأنانية المقيتة ونصرة للنفس المسلمة المظلومة.

وبهذا يتبين خطأ نظرتين للإيمان إحداهما جافية، والأخرى غالية.

أما الجافية فترى أن مجرد الإيمان بالله كاف حتى وإن ضيعت الصلاة وقُصر في أداء الزكاة واختلطت المعاملات الحلال بالحرام، بل يكثر هذا الصنف الجافي من القول: لا داعي للتركيز على المظاهر، فالمخابر هي الأساس، وهؤلاء يهدمون الإسلام لبنة لبنة، حتى إذا لم يبق إلا شبح البناء تهاوى وبكى على الأطلال.

أما الصنف الغالي فهم يعظمون الصغير ويكفرون على الذنب الكبير، وربما فتحوا معارك في خطأ علاجه بالحسنى أجدى وأولى، وربما جعلوا احتقار الناس دينا والتنقص من أمرهم دينا وشرعا والله يقول: فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى [النجم:32].

إن دين الله هو وسط بين الغالي والجافي، والحكم عند التنازع: كتاب الله وسنة رسوله صلى عليه وسلم ونظرة واسعة لهما وفهم عميق.

اللهم سددنا في أقوالنا وأفعالنا، وهب لنا ايمانا تصلح به سرائرنا وعلانيتنا. .

نظرة عين 11 - 8 - 2014 06:36 PM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 



جزاكـ الله الجنه واطيابها ...
الله يعطيكـ الف عافيه...
وفـي انتظاااار جديدكـ المميز...
.*. دمـت بسعاده لا تغادر روحكـ .*.

http://forum.tawwat.com/images-topic...s/hea/0009.gif


بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:18 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
اللهم ارزقنا شكرك ؛ عدد خلقك وزنة عرشك ورضا نفسك ومداد كلماتك
وأبدأ بسم الله مستعيناً راضٍ به مدبراً معيناً ، والحمد لله الذي هدانا على طريق الحق واجتبانا


وأصلِّ وأسلم على ذاك النبي المصطفى ؛ روحي و أبي وأمي ونفسي له الفدا عليه الصلاة والسلام
أما بعد ؛ أخواني وأخواتي فأسأل المولى جلّ جلاله الذي جمعكم في هذا المكان ألا يفرقكم منه وفي صدر واحدٍ منكم
أمنيّة ؛ هي لله رضى وله فيها صلاح إلا كتب قضائها قبل أن تقوموا من مقامكم هذا
وأسأل الله أن يختم مجلسنا بغفران من عنده ورحمة تبلغنا بها الفردوس الأعلى من الجنة يا رب العالمين

واسأل الله ان لا يأخذكم بذنوبي

واسأل الله جل في علاه ان يرحم هذا الجمع خاصه

وكل من وصله هذا اللقاء عامه ووالدينا ووالديكم

وذرياتنا وذرياتكم ،، اللقاء اليوم احبتي الفضلاء

ليست دوره تدريبيه تخبرك كيف تواجه الاحباط

والضغوط , كلا هذا كلام ربي سبحانه وتعالى يقول ربي جل جلاله

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)

احسن الحديث! كلٌ يتحدث وكلٌ يتكلم ليس هناك حديث احسن من كلام الله عز وجل

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ)

تقرأه وكأنك تقرأه للمرة الأولى بعض الكتب تقرأها لكن تجد صفحتين قويه وعشر صفحات بعدها ضعيفة

لكن هذا الكتاب لا! هو كتاب ربي سبحانه ويكفيه

عزته وكرامته انه كلام الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام

( فضل "كلام الله " على كلامكم كفضل الله عليكم )
ماذا يعني هذا الكلام؟ عندما تقارن قوتك بقوة الله سبحانه

الذي ينسف الجبال بقوة الله سبحانه و تعالى الذي عنده ملائكة واحد منهم يلتف سبع قرى بطرف جناح

من ست مائة جناح ويجعل عاليها سافلها هذا مخلوق من خلقه سبحانه وهو الله ذو القوة المتين جل جلاله

وقارن كرم الله بكرمك وقارن عزة الله بعزتك ،، رحمة الله برحمتك ،، يقول فضل كلام الله على كلامكم كفضل الله عليكم

( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ )

اسال الله ان يجعلنا ممن هداهم الله ،، سماه الله احسن الحديث وسماه في موضع اخر

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ)

احسن القصص ،، كم سمعت من قصه في حياتك ؟

من عهد ادم عليه السلام حتى اليوم كم قصه حصلت في الارض كلنا حصلت له قصص كثيرة منها ما يذكره

ومنها ما لا يذكره صح ،، احسن القصص من عهد ادم عليه السلام من خلقة البريه بل قبل ان تخلق يوم

ان كان ادم عليه السلام قبل بعث الرسل يوم كان ادم عليه السلام وابليس والملائكة في الجنة

والله عز وجل يقول كل هذا الزمان بطوله وعرضه ليس هناك قصص احسن ممن حواه هذا الكتاب لأجل هذا

،، هذا الكتاب مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل لكن مهيمن على الكتب كلها فاذا تكلمنا وعشنا

بهذا القران فابشر بخير والله الذي لا اله غيره ان تزول احزانك وتزول مخاوف كمن الذي يقول هذا الكلام الله

جل جلاله يقول فقط اتبع هذا الكتاب ،، بإذن الله سنخرج هذا اليوم بدروس.. كل ما تدبرت اكثر ستسمع اكثر وفعلا ستدرك لماذا قال الجن

(قُرْآنًا عَجَبًا)

كل مره تقرا قصه ثم يفتح لك الله قول فيها قضيه ثم تتعجب ثم تقرأها أُخرى

او تسمعها ثم يفتح لك الله بنفس الآية التي سمعتها وتدبرتها واستفدت منها قضيه

اعظم فتتعجب اكثر ويقول ابن الصلاح امام المفسرين رحمه الله يقول : واعلم أن الله

لو فتح عليك في اية واحده ألف معنى" أي قرأت ايه وخرجت بألف فائدة .. أي مثلا الآية التي ذكرناها قبل قليل

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا)

ثم جاء مؤلف ألّف صفحه في ايه واحده هل ظنّك انه بلغ كل معاني الآية يقول :

والله ما بلغت معاني الآية كلها التي ارادها الله فيها لان كلام الله صفته وصفةُ الله لا يدركها احد ..

من منا يستطيع ان يقول انا استطيع ان اعيش بدون ستر الله سبحانه وتعالى لو الله لم يستر

علينا الان ظنّك هل نستطيع ان نسلّم على بعض والله ان كلٌ منّا يبتعد عن الآخر

تخيل لو أعرف ما بقلبك الان وانت تراني وتعرف ما في قلبي انا وترى اعمال القلوب

واعمالنا وترى رجل في الشارع يخطط يزني والعياذ بالله ما ستره الله وترى رجل وهو بجانبك

يكلمك وجه مبسوط ويرحب بك وهو حاقد عليك وما يستره الله ويطلع الله في قلوب الناس لناس .. والله لن يعيش

اهل بيت واحد مع بعض فاذا هذا الان الذي ندركه من معنى ( الستّير ) هذا القران انزله الله سبحانه وتعالى

كي يخبرك من انت ويخبرك من هو سبحانه جل في علاه ويخبرك كيف تتعامل معه هذا القران يا جماعه يقول الله عز وجل

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ)

سأقرئها ثلاث مرات

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ)

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ )

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

طائفه من الناس اسأل الله ان يدخلني انا واياكم برحمته فيهم

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

الله ضمن ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن ماذا قال قبلها

(فَمَنْ تَبِعَ)

على قدر اتباعك على قدر تأمين الله لك من المخاوف وبعدك عن الاحزان والمخاوف

التي لم تأتِ بعد تخيل رجل فينا بقي له عشرين سنه على وجه الارض يعني موته بعد عشرين سنه

من تاريخ اليوم كم من المخاوف يخاف منها في السنه الاولى بل في اليوم الاول على نفسه وعلى

اولاده وعلى اهله كم ..؟ سأعطيك مثال بسيط الان انا اتكلم اولادي هل هم احياء او اموات

لا ادري صح أم لا أنا لا أعلم لو واحد منهم أصابه مكروه لا اعلم لكن تجد رجل استودع أولاده بـ الله

الذي لا تضيع ودائعه صح ..؟ فهذه مخاوف لان المخاطر في كل مكان مخاطر من البشر عيون مشاكل و مخاطر من السيارات ومخاطر من الهوام

ومخاطر من الفيروسات ومخاطر من الامراض الداخلية والخارجية , كل واحد منا عنده امان وعنده مخاوف

الله ضمن لمن يتبع هداه أن لا خوفٌ عليه ولا يشقى , احد يقدر يبعد عنك المخاوف الا الله لا احد والله لا يحفظك الا الله ولا يوأمنك الا الله فالله سبحانه وتعالى قال

(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

هل معنى هذا الكلام انني لا اصاب بأي امراً يضيق به صدري او يسوئني ..؟ احد السلف قال كلمه عجيبة

عندما استيقظ من النوم قال : والله الذي لا اله غيره " يقول لأصحابه كما نجلس نحن

" والله الذي لا اله غيره اني لا آبه "يعني لا يهمني "

ان اصبحت على امراً يسرني او اصبحت على امراً يسوئني " يعني قالوا لي مثلا فُصلت من

وظيفتك أو قُبلت في الوظيفة , فالذين بجانبه استغربوا قالوا " كيف لا يهمك" قال كلمه اجمل واعظم

منها بالله لو سمعت الان رجل يقول انا لا

يهمني هذا تقول هذا متبلد حسياً او انه لا يفهم , أجابهم فقال لأني لا اعلم اين الخير هل فيما يسرني او ما يضرني

{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا }

ماذا ؟

{ وَهُوَ شَرٌّ }

لمن ؟

{ لَكُمْ }

ماذا قال في آخر الآية ؟

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ }

سبحانه

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ }

اسأل الله أن يفهّمنا هذه الآية بقلوبنا

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ }

انظر هذا يعلّمك من هو وما هي صفته ؟

ثم يعلمك ما هي صفتك قال

{ وَأَنْتُمْ }

ما بنا ؟ تعلمون قليلا !

{ لَا تَعْلَمُونَ }

واضح ! في علوم الأرض وعلوم الطب وعلوم الفيزياء والكيمياء وعلوم الحاسب وعلوم الميكانيكا قال

{ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }

واضح الفرق يا جماعة قال في علوم الأرض بعلمك قليل هذا سـ أُعلّمه في الاقتصاد وهذا في

السياسة وهذا في الطب وهذا و هذا ولكن إنك تعلم إن هذا الخبر الذي صبّحك الله به هو خير أو شر قال :

والله تعلم صفر في المائة .. صفر هنا يمتاز المؤمن الصادق من الكاذب ، هنا يمتاز قوي الإيمان

من ضعيف الإيمان . يا جماعة هل هذا الكلام اللي قاعد أقوله أنا ، يعني تأليف من تلقاء نفسي أو نظم للكلمات ! لا ! الطريقة الوحيدة

لاختبارك هل أنت واثق بالله أو إنك ما وثقت بالله هو : " البلاء " لأجل هذا الله سبحانه وتعالى وصف أُناس

لو عاش الناس بدون بلاء ، تخيلوا واحد يتوب إلى الله ثم لا يرى إلا بشارة تلي بشارة تلي بشارة إلى أن يموت

هل ظنك يبقى واحد ما تاب ؟ صح ؟ أعيد السؤال : تخيل لو كل واحد تاب وتوجه إلى الله لا يرى أي أمر يسوئه

إلى أن يموت كلها بشائر بشائر بشائر
إلى أن يموت ، هل ظنك يبقى رجل لا يتوب؟

سـ يتوبون كل الناس طيب لماذا لا نتوب جميعنا ؟

لأنن لم نثق بالله عز وجل ونتوقع أن الذي نشعر به أنه خير هو خير وجعلنا أنفسنا أعرف بأنفسنا وهو يقول

{ وأنتم لا تعلمون }

لأجل هذا الله عز وجل أقسم قال سبحانه

{ أَلم . أَحَسِبَ النَّاسُ }

{. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا }

{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ }

باختصار تشعر أنك لن تُفتن ؟

السؤال بصراحة تشعر أنك سـ تعيش هنا والناس يفتنون وأنت لن تُفتن ؟ مستحيل

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ }

لماذا؟

{ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ }

هو يعلم سبحانه لكن حتى يجعل علي وعليك شهداء من أنفسنا

{ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ }

ماذا ما قال الذين آمنوا لأنهم قالوا لو كل الناس قالوا آمنا وهم يفتنون قال : أنت قلت كلامك ممتاز لكن سـ نرى فعلّه يتوافق مع كلامك أو لا يوافقه ؟

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا }

اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين

{ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }

الكاذبين هؤلاء وين اللي قالوا آمنا لكن لم يأخذوا بزمام الأمور .. وقال أنا أعرف بالخير والشر

و أنا أعرف كيف آتي بـ الخير... أين ذهبوا ؟

الله سألهم سؤال ثاني ماذا قال لهم ؟ اكمل الآية

{ أَمْ حَسِبَ }

الأولى

{ أَحَسِبَ النَّاسُ }

الثانية

{ أَمْ حَسِبَ }

ماذا؟ الأولى الناس الذين قالوا آمنا عندما جاءت قضية وهم لا يفتنون وأصبحت الفتنة واجبة

وحق محض خرج أقوام وقال لا .. أنا أستطيع أرزق نفسي بنفسي ، أنا أقدر أحلف كذب

وأقول للزبون والله العظيم شاريها بثمانية عشر وأنا اشتريتها بثلاثة عشر لأن ما وثقت أن الله يرزقني

أنا أعرف أجيبها بيدي صح ولا لا يا جماعة ؟ قال الله عز وجل :

{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً }

قال : لا أنا ما يوسع صدري إني أنا أذا اتبعت القرآن انا أعرف أضحك نفسي بالمجالس لكن الله قال

{ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }

فخرج إلى أين؟ خرج إلى لطريق هو يثق بأنه هو يسعد نفسه فيه , ماذا قال الله

{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ }

من منا لم يعمل السيئات ؟ من منا مسكين يظن نفسه إنه ما عمل السيئات .. لكن المسكين الذي

يعمل السيئات وينسى السيئات وما يذكرها إلا إذا قال الله عز وجل

{ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ }

أسأل الله أن يرزقنا توبة بعد كل معصية وأن يعصمنا وإياكم

{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا }

يسبقنا لـ ماذا ، ما معنى يسبقونا ؟

يسبقونا لـ الخير أليس كذلك هو قال: يأتي لي الله بـ مصيبة تقول لي خير؟ أنا أعلم الخير من الشر قال الله يظن أنه سيسبقنا للخير ؟ ماذا قال الله بعدها

{ سَاءَ }

سبحان الله إذا حكم الله فحكمه الحق .. الله لا يحكم على شيء ثم يطلع تسعين بالمائة صح وعشر خطأ أبدا

{ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }

إذا قال الله لك خطأ إذا هو والله خطأ وتفكيرك خطأ

{ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }

ماذا قال بعدها

(مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ }

سبحان الله الصنف الأول يريد أن يرى أشياء أمامه يترجمها إنه خير .. الصنف الثاني يرجوا لقاء الله وقال الله

{ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ }

أي أنه لا يوجد أمامه شيء محسوس لكن داخله ثقه بـ ربّ العالمين , أن هناك أجل وأن هذا الأجل آت

أنت وعدتني يا ربي أنك سـ تُعطيني خير إذا أطعت إذاً أنا أؤمن .. ماذا قال الله في ختام الآية

{ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

أي أنه لن ينقل لله خبر خلاف ما سمع منك وعلم .. مثلاً أنت تكون ممتاز لكن الخبر الذي يصل لمديرك

{ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ }

خلاف الذي فعلته فيحكم عليك على ماذا ؟ على الذي سمع صح ؟ .. الله يقول أمّا أنا فأنا السميع العليم , أي لن يُنقل لي شيءلم تعمله.. ماذا قال بعدها

{ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }

كنت مع أهلي فتخيّلت هذا الموقف ؛ كأس غالي للمناسبات الخاصة مُلئ بـ السُمّ , وكأس بلاستيك قديم من محلّات مُنخفضة السعر به قليل من ماء

فلو طلب ولدي الكأس [ الغالي ] سأرفض و سـ أُعطيه الكأس البلاستيك المنهري ولم يمتلئ

لن أعطيه الكأس الغالي ولو مات أمامي لن أعطيه إياه ، صح؟ لماذا ؟، لأني أعلم

-ضع تحت كلمة أعلم مليون خط -

لأني أعلم أن هذا الذي فيه سم سـ يقتله صح , حسناً لو أتاني رجل يهودي قتل عشرة عشرين مسلم

وقال لي أريد .. قبل أن يطلب أنا سأقول له عطشان هاك الطقم وسأُعطيه العبوة كاملة وسـ أقول له

تفضّل هذا ما وُضع إلّا لك , ولدي سـ يفهم هذا الكلام؟

أم سـ يبكي ويقول ما هذا الأب يحب اليهودي أكثر مني صح ولا لا ؟ أنا ولدك وأُطيعك وو لا تعطيني

وهذا اليهودي الذي فعل وفعل وتُعطيه ؟ يقول هذا الكلام لأنه لا يعلم..صح ، قال تعالى

(وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

(ولاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ)

يُعطيه

(أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ )

عذاب ماذا؟

(وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )

–سبحان الله –

( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ )

– أصبح لا يُطيعني ويعصيني بالعين وبالأذن يعصي باللسان يعصي بالأقدام يعصي ماذا فعل له الله ؟ لم يُعطه ماء وفقط

(فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ)

ماذا؟

(فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)

تريد مال هاك المال , تريد نعمة هاك نعمة ، صحة؟

أنت أصحّ من الخيول ,بيت هاك بيت هاك كل شي

(حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً)

فهل عرفنا أنه ليس شرط أن يُعطيك ؟ , فإذا ولدي لم يكُن واثقٌ بي سـ يرضى عنّي أو سـ يتضجّر ؟ سـ يتضجّر

وأنا إذا أردت أن أختبره سـ أختبره هكذا , وضحت يا جماعة ؟

( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)

تخيل لو أنّ أهل الخير كلما أرادوا شيئاً أعطاهم الله مُباشرة ؟ ، يا أخي كلمة قلناها في لقاء سابق

ونراها شبه يوميا في المستشفى إبرة لطفل عمره 3 سنوات عندما أُخبر أنه سـ يذهب للطّبيب بدأ بالبكاء

ثم الذي سـ يعطيه الإبرة لا يعلم أين يضعها أوردة الصغيرة بدأ يغرز ويغرز يطلع ويغرز وتلقى الأب

ماسك الولد والولد يبكي يقول لماذا تُمسكني ؟ مصلحته فيها , هل الطفل يعلم أن أبوه ماسكه لأجل مصلحته ؟

هذا والله يا جماعة حال أكثرنا يحبِسه الله بمرض فيظن أن الله لا يريد له الخير , ولا يخفاكم الصحابي الذي

نظر إلى امرأة وجاء الهواء وحرك الستار فرأى من المرأة شي ومشى فإذا بحافة جدار فضربت رأسه

و انشج وشج رأسه وش قال له النبي عليه الصلاة والسلام : (أراد الله بك خيرا ) سبحان الله !!

رجل مشقوق رأسه!! (يقول أراد الله بك خيرا إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا )

لأجل هذا فرعون ما أتتنا آيه في القرآن أنه اشتكى من صداع كل الآيات اللي فيها فرعون

(أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مّنْ هَـَذَا الّذِي هُوَ مَهِينٌ)

صحيح ؟

(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْر)

أتحداك تأتِ بـ آية واحدة فرعون يتكلم وهو يتشكى أو لم يجد ما يأكل أو لم يجد أولاده , لا تجد صح ؟ لكن تلقى موسى عليه السلام يقول:

(رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير)

لا يوجد لديّ لا بيت ولا مكان صح ولا يا جماعة ؟ من أحبّ هذا ولا هذا ؟– أعجبني كلام واحد من الإخوان – الدكتور محمد الجحلان أسأل الله أن يوفقنا

و إياكم و إياه لكل خير , رجل بطل نحسبه والله حسيبه عنده مريض مقطوع أصبعه

فيقول قعدت أنظر لـ مريض أصبعه مقطوع ثم فتحت القرآن أقرأ فقرأت قول الله عز وجل

(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)

يقول فقلت في نفسي أي إذا أُوخذ الرجل منّا بذنوبه وانقطع إصبعه المفترض تنقطع يده

كلها من الكتف! لكنه عفا عن كثيييير و أخذ قليل ! لأجل هذا أي مصيبة تأتيك تستحقّ كثير منها!

لأجل هذا القرآن يدلك على طريق التصفية أن تتوب توبة نصوحا يمسح الله كل شي ويبدل الله سيئاتك حسنات أسأل الله أن يجعلني

و إياكم في هذه اللحظة من التوّابين و أن يجعلنا من المتطهرين و أن يغفر لنا ذنوبنا كلها جلها ودقها أولها وأخرها ما علمنا منه وما لم نعلم

تعالوا أحبتي نتدبر آية كنا قد تدبّرناها ثم فتح الله سبحانه وتعالى أمور أخرى من هذه الآية قد لم

تكونوا تسمعوا بها أبدا، الله عز وجل يبتلي الناس ببلائات مختلفة هذا يأخذ منه الولد وهذا يأخذ

منه مئة ريال وهذا ضاع فردة شراب وذاك ضاع له مفتاح و ذاك توّفى أهله في حادث

اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين , فهذه البلايا في جهة كلها متساوية أم تختلف ؟

كلها مصيبة فيها ثقل بعض ولا بعضها ثقيل جدا جدا؟ مختلفة صح؟ ووُزع الإيمان على أصحاب المصائب

بدرجات مختلفة , لأجل هذا ترى أُناس مُصابين باالسرطان ؛ أسأل الله أن يعافي مرضى المسلمين أجمعين ويشفيهم اللهم اشفي كل

مريض مسلم يا ذا الجلال و الإكرام , تلقى عنده سرطان ويعاني من آلام لا يعلم بها إلا الله

تقول له إن شاء الله طيّب يقول والله إني ما رأيت من ربي إلا كل خير والله إني بخير , والله يا جماعة كأني أراه أقوله إن شاء الله طيب؟

يقول إلا طيب و والله لا أستطيع شُكره و أسأله أن يتوب علي , قلت سبحان الله! وتجد رجل في الطوارئ آلمه وبدأ بالتسخطّ ما هذه الحياةّ!

ألا لديكم شيءٌ يُميت ؟ والله يا جماعة لو خذ نص ربع بندول بعد الله طاب لاحظت مصائب مختلفة لكن الإيمان اللي مستقبلها مختلف لأجل هذا قال

(يبتلى المرأ على قدر دينه) يتحمل , ما معنى يتحمل؟ أنت الآن لديك ولد عمره خمسة وعشرين وعندك ولد عمره خمسة سنوات و طلبت منهم

نقل كتب من مكان لمكان هل تعطيهم نفس الوزن؟ تعطي هذا الذي يناسبه وهذا الذي

يناسبه والله جل جلاله سبحانه توعد جل في علاه والله لا يخلف الميعاد قال

( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)

سبحانه مع أن ممكن أن الذي عمره 25 يمكن عنده مشاكل في الأعصاب وفي العمود الفقري لكن هذا لا يعلم يحكم بالظاهر لكن الله

( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)

ويعلم الظاهر والباطن جل جلاله , مام معنى هذا االكلام ؟ وكيف أُقوّي بعد عون الله سبحانه وتعالى إيماني

بحيث أنها تعظم المصائب لكن يكون عندي طاقة باستقبالها , ليست الطاقة التي تؤخذ في الدورات! الطاقة التي قال الله عز وجل :


(( قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ ))
ليست لديهم أي دورة ، لكن
(( يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ ))
(( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ))
الأمور المادية المعنوية ما نقدر عليها ، قال الله :
(( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
ماذا أصابهم ؟
(( فَهَزَمُوهُم ))
لأن الناصر هو الله
(( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ))
لا تنظر لخصمك ، لا تنظر لأسلحته
(( فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ))
اذهب واجمع أسلحتك والله ما تنتصر .
فعلاً و الله عندما وقفت مع هذه الآية قلت : سبحان الله !
اسمعوا هذا المثال :
لو أعطي واحد منكم مسواك صغير و أقول له : أعطه أخونا الذي توسد الجدار ..
لكن ينظر للمسواك ثم ينظر فيك كدا ثم بيلقيه في وجهك و يقول : توكل على الله بس .. واذهب
- إذا قال لك هذا خذ المسواك واذهب لأخي الذي متوسد الباب هناك و أعطه إياه ..
لن يأخذه سـ ينظر لك ويقولإن أتيت أُخرى سـ أضربك!..
-اذهب وأعطه أخي الذي قعد على الكرسي هناك عند الباب ، إذا أعطيته إياه ، لديه شيك ، أعطه اسمك يكتب لك عليه ، فيه خمسة مليار ريال .
الرجل لديه خيار الآن ، يا إما إنه صدقني ووثق بي..
وإذا وثق بي سيكون لديه أمرين :
* الأمر الأول سيأخذ المسواك ويذهب مُسرع ..
* و الأمر الثاني إنه عارف وش بيواجه .
(( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )) .
أريد أن أسألكم سؤال : عندما يذهب يعطيه الأول ، ماذا تتوقعون نفسيّة الرجل الذي أخذ المسواك

بعد الموقف الأول و ذاك ماخذ المسواك و وينظر إليه ، ماذا ينتظر ؟ يتوقع الرجل الذي أخذ المسواك ؟ يقول : هيّا أسرع ارمه بـ وجهي لأذهب للثاني !
مع إن الوضع محزن ولا!
يا أخي لو رجل آخر تضارب معه!
و الثاني ذكي ، أخذه ومشى .. ولم يرد تضييع وقته معه
و هو ذاهب للثاني ، في الطريق هو أسعد رجل و لا يفكر في الذي ذهب هذا ...
قلت له : انظر سـ أُرسل لك أُناس في نصف الطريق يأتون يقولون لك : إنت مالك و مال الشغلة ، دع الناس في حالها ، توصّل المساويك فاضي للناس أنت؟...
إذا أتوا لـ الأول في الطريق ماذا سـ يقول ؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ابتعدوا , صح ؟!

و قلت له : إذا أتاك اطرده طرد ، اتفل .. النبي عليه الصلاة و السلام يقول : " فلينفث ثلاث "

أي أكثر إهانة إنك تتفُل في وجهه ، صح أم لأ ؟!

فإذا أتوه سيقول :حسناً.. حسناً ظنّكم لا أُضيع وقتي ؟ أجل أُعيد المسواك هذا ؟ و أتضارب مع الأول ؟
(( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّه ))
سيذهب أم ماذا ؟

(( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ )) ..

لست بـ مُتفرّغٍ لك يا أخي! ، صح و لا لأ يا جماعة ؟!

فمشى .. (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا )) ..

ماشي وأتاه واحد ثاني قال له : انظر لأـ الرجل الذي وعدك هذا والله لن يعطيك خمسة مليار و لا خمسة ريال .

(( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا))
ماذا ؟
(( فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )) ..

أي تخيّل رجل ماشي أمامه حفره ، فجأة ولم ينتبه لها ، ثم فجأة رأها وأبعد عنها

عندما وصل للثاني قال له ؛ هاك المسواك ، ماذا توقع الرجل ؟؟!

اوقع إنه سـ يتكلم عليه صح ؟! يقوله : إن شفتك هناسـ أضربك .

هل سـ يقول له : لا تستطيع لنرى من سـ يضرب الآخر ؟ , أم أنه مزُنشغل عن هذه التفاهه ؟

الآن تأكد له الأمر ، أي أنه علم إنه على الطريق الصحيح ..

عندما أقول لـ رجل : اذهب من هنا لمكة و سـ تجد على طريقك الختمة ..

تجده إذا رأى الختمة يعلم أنه على الطريق الصحيح .. صح أم لأ ؟!

لكن لو ذهب هناك ولم يجد شيء ؟ سيعلم أن الوصف خطأ

إذا ذهب هناك و أخذ الشيك سيقول : الحمد لله أنّي قابلت هذا الرجل مثل ما قال الله - و لله المثل الأعلى و الفرق بين المثالين شاسع –
(( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )) ..

(( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ )) ..

تبين لهم ماذا ؟! أنه الحق , لأجل هذا الله سبحانه و تعالى يقول
(( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ ))
ماذا ؟
((الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ))

سبحان ربي !

لأجل هذا أحبتي الفضلاء ما دام أننا فهمنا هذا المثال ، تعالوا نتدبر .. قضية ثقة فقط ، القضية هذه كلها .

لماذا ذهب ؟ لماذا سامح الرجل ؟ لماذا أصغى لـ حديثي ؟

كل هذا لأجل أنه وثق بي أليس كذلك ؟! ولله المثل الأعلى .

عشان كدا الله سبحانه و تعالى قال
(( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ))
اللهمّ اجعلنا من هؤلاء
(( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))
لم يُغيّر في نصف الطريق..

أسأل الله أن يثبتنا و إياكم على الحق .
أسأل الله حل جلاله بأسمائه الحسنى ، أسأل الله بأسمائه الحسنى ، أسأل الله بأسمائه الحسنى أن يجعلنا و إياكم ممن يحبهم و يحبونه .

اللهمّ اجعلنا من أوليائك الصالحين ، اللهمّ اغفر لنا ما مضى و أصلح لنا ما بقي ، اللهمّ ربّي لنا ذرياتنا يا ذا الجلال و الإكرام .

اللهمّ اشفِ كل مريض مسلم ، اللهمّ عافِ كل مبتلىً مسلم ، اللهمّ اهدِ كل ضالٍ يا ذا الجلال و الإكرام .

اللهمّ يسر على المختبرين اختباراتهم .

اللهمّ يا ربي لا تدع ظالماً في أرض المسلمين إلا قصمته ، اللهمّ و لا تجعل مستضعفاً إلا نصرته كما قلت في سورة القصص
(( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) .

اللهمّ يا ربي أرنا ما حصل لفرعون في بشار و أعوانه ، يا ربي و كل ظالمٍ ظلم النّاس و فجع أمهات على أولادهم ، إنّك أنت القويُّ العزيز .
اللهمّ و اغفر لأخينا الذي قام و سببنا في إيذائه ، اللهمّ يسر له ما أمامه ، و يسر لكل من بقي ..

أسأل الله أن يبلغكم من الخير أعظم مما ترجون ، و يصرف عنّا و عنكم من الشر أعطم مما تخافون .

و أصلِ و أسلم على أشرف من وطأت قدمه الثرى ، بأبي و أمي عليه الصلاة و السلام .

و جزاكمُ الله خيراً ()

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:19 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
نحمد الله و أثني عليه بما هو أهله و أصلي و أسلم على أفضل خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين


أما بعد أسأل الله سبحانه وتعالى بصفاته و أسمائه أن يجعلنا في هذا اللقاء من المقبولين و أسأله سبحانه وتعالى أن يتولى

أمرنا كله و ألا يجعل من الحروف حرفاً يخرج من هذه الشفاه إلا و تولاه الله سبحانه وتعالى وجعل النية خالصة لوجهه

الكريم لا يراد بها إلا وجهه ولا أحد أكرم من الله حتى يرضى ويطاع سبحانه جل في علاه رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري .


سُئلت سؤال كبير ؛ في موجزه أن الله خلق الخلق لـ عبادته وتوحيده ولهذا قامت السماوات والأرض وقام سوق الجنة والنار ثم انقسم الناس إلى منافقين وكفار ومسلمين أريد أن أعرف أقسام الناس كما أرادهم الله!؟

لكي أُجيب أحتاج إلى أن أرى الكرة الأرضية أمامي وأرى الناس على ثلاثة أصناف ليس المهم الآن

أن نذكر الثلاثة أصناف المهم أن نعرف أنا وأنت أين نقع من هذه الأصناف الثلاثة الله سبحانه وتعالى يقول

(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)

وقال : ( تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ )

( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

عندما تقرأه بقلبك تعرف أين تقع! ؛ لأنه يعطيك المسمى ثم يعطيك صفات المسمى -أي المُنافق-

حين يقول الله عز وجل

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)

يقول رجل أنا من المؤمنين لكنك ترى أن صفاته ليست من صفات المؤمنين! يقول الله

(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)

يقول الآن صليت العشاء حسناً والمغرب ؟ ، والعصر صلّيتها وبك هذه الصفة ؟ كلٌ أعلم بـ حاله

(بَلِ الإنسان عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)

أستطيع خداعك لكن لا أستيط خداع نفسي! لا أستطيع أن أقول أنا خاشع وأنا لم أخشع! ثم قال

(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)

انظر لنفسك في مجالسك كم اغتبت ونمّيت , اسأل نفسك هل أنت عن اللغو معرض ؟ أم للغو مقبل ؟

أتى القرآن لـ يُفصّل لنا كل شيء , أسأل الله أن يجعلنا من خير خلقه عنده .


يقول الله في سورة البقرة هذه السورة العجيبة العظيمة، وكل القرآن عظيم لكن هذه السورة سبحانه جعل الشياطين والسحرة لا يستطيعونها ، بها أشياء لو تكلمنا عنها آلاف السنين


لن نوفيها حقها ؛ سورة عجيبة ، بداية سورة البقرة قسّمت لك الناس أصناف ثلاثة لا رابع لهم قال وصف المؤمنين


بثلاث آيات ثم على الكافرين أعاذنا الله و إياكم من الكفر بآيتين ثم المنافقين بثلاثة عشر آية , أنظر سبحان الله


المؤمن شخصية عجيبة أسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين , و الإيمان ليس بـ سهل , ليس بـ كلمات تُقال , المؤمن اتفق مع نفسه واتفق مع الكون ماذا يعني ؟


المؤمن ظاهرهُ متفقٌ مع باطنه , لأن الكون كله يوحد الله سبحانه وتعالى


(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ)


لم يقُل كل الناس , فالمؤمن متفق مع الكون كله قال الله


(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ)


قال الله سبحانه وتعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)


الطير يُسبّح بحمده والجبال تُسبّح


( وَلَكِن)


ولكن ماذا ؟


(لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)


لو حاسبنا الله على قلّةِ تسبيحنا لأصبحت القطط أكثر تسبيحاً منّي ومنك! لكنه قال


(إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )


والأرض أتت طائعة كلّ ما فيها منسجم قال الله سبحانه وتعالى


(ثُمَّ استوى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)


لم يأمرها جل جلاله يكفيها القول


(فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)


ما قالتا سنأتي إن شاء الله لا! أتينا انتهى الموضوع الفعل ماضي


(أَتَيْنَا طَائِعِينَ)


مع أن الله لم يُهددها بنار أو وعدها بجنة


الشاهد أن المؤمن منسجم مع الكون ومع نفسه , والكافر -هذا عجيب- منسجم مع نفسه لكنه ليس منسجم مع الكون


الكافر منسجم مع نفسه لكن ليس بـ منسجم مع الكون ، الكون يعبد الله سبحانه وهذا كافر مخالف!


أمّا المنافق هذا فهو أسوأ وأدنى خلق الله جميعًا لم ينسجم مع نفسه ولا مع الكون وصفه الله سبحانه وتعالى


(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )


إنسان متناقض أسوأ وأدنى شخصية في الكون هي شخصية المنافق


اللهم لا تجعلني و إياكم منهم القضيّه خطيره! هذا المنافق الله سبحانه وتعالى عندما أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون وهارون قال:


(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)


كيف ندعو النصارى واليهود


(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)


سبحان الله


(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)


حسنا .. أمّا المنافق ؟


(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ)


المقصود بالكافر في هذه الآية الذين معهم ويتناقلون الأخبار في ما بينهم


(وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ)


حسناً النبي صلى الله عليه وسلم لم يكُن غليظاً مع الناس


(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)


لكن مع المنافقين يقول الله عز وجل


(وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ)


الله سبحانه وتعالى ذم إبليس وذم فرعون لكن عندما جاء عند المنافق جعله في الدرك الأسفل من النار


أي حتى إبليس فوقه إبليس الذي أضلّ المنافق! أعلى منه في النار!


( لَأُزَيّنَنّ لَهُمْ ) و (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)


المنافق لم يقُل لأغوينهم , مستحيل يقول لأنّه يدّعي الإصلاح , المنافق شخصية الحيوانات أفضل منه .


الشاهد كل قسم درجات أي أن الإيمان درجات والكفر دركات والنفاق دركات لكن أقل دركة فيهم المنافق


(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)


كثير من المسلمين هو فيه خير و فيه إحسان وفيه صلاة وبر , ثم يقع في معصية فيقول هل أنا مقصود بهذا الكلام ؟


إذا أردت أن تعرف أن بك من النفاق شيء أم لا , إذا كنت لا تخاف من النفاق فـ اعلم أنك وقعت فيه ، المؤمن يخاف على نفسه يقول أبو مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام , ثلاثين يعرفهم واحد اثنين ثلاثة أربعة


ليسوا أئمة مساجد ولا علماء صحابة أي النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبًا )


جبال أي لو أتى بـ ثروة حياته وثروة دول ( ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) الصحابة هؤلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم


يقول أبو مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي إلا ويخشى على نفسه النفاق .


أي إنسان يظن أنه ليس منافقاً , هذا يحتاج أن يراجع نفسه !


ماذا تأمن على نفسك ؟


النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لأبي بكر رضي الله عنه


قال : إن الناس ينظرون إلى ظاهرك والله جل جلاله لا ينظر إلى صورتك ينظر إلى باطنك.


فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : الشرك في أمتي أخفى .


وهذه هي الخطورة أنه خفيّ , أنك لا تعلمه ولو أني أعلمه لأصلحته


أخفى من دبيب النمل !


وأنا أتحدث معك الآن تخيل لو أن نملة تحت الطاولة ,والله لن نشعر بها وستنتهي المحاضرة وما شعرنا بوجودها .


وكذلك الرياء لا نشعر به !


أبو بكر رضي الله عنه ماذا قال ؟


قال :يا رسول الله إذًا ما المخرج ؟


سؤال منطقي


رجل يبغي النجاة وواثق في الكلام الذي يُقال له .


فقال : إذا ما المخرج يا رسول الله ؟


ماذا قال النبي علي الصلاة والسلام؟


قال : ( يا أبا بكر قل اللهم إني أعوذ بك - أستجير بك- أن أشرك بك شيء أعلمه و أستغفرك مما لا أعلمه )


أي الذي أعلمه والذي ما أعلمه ليس لي إلا أنت يا رب , فإذا فُقدت الحلقة حلقة الوصل بينك وبين رب العالمين


فاعلم أنك في النفاق , بعض الناس يظن أن بينه وبين النفاق جدار فولاذي ,مستحيل ...أنا !


كلّا والله لم يأمنها عمر بن الخطاب ولا أبو بكر رضي الله عنهم حتى نأمنها نحن المساكين! لما قال إبراهيم عليه السلام


(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ..)


الله -يمدحه ويثني عليه - ..


(يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ..)


- قضيتهم الظاهره البناء , لكن ماهي قضيتهم اباطنه ؟


.. (-رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ )


لماذا؟ تعلم نيّتنا.. العالم لا يعلمون!


ينظرون إليك تُلقي محاضرة ماشاء الله عليه لكن الباطن لا يعلمون عنه شيئا!.. السميع العليم هو الله جل جلاله !


قال: (-رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ )


( وَ تُبْ عَلَيْنَا إِنّكَ أنْتَ التّوّابُ الرّحِيم )


يتوبون من ماذا ؟ - زنى أو سرق – حاشاه! ماذا يفعل ؟ يبني الكعبة! بيت الله جل جلاله يبنيه , قال عنه الله : أمّه, يقول :


( وَ تُبْ عَلَيْنَا إِنّكَ أنْتَ التّوّابُ الرّحِيم )


افتقار لله!! , أين المشكلة وأين الذنب الذي عملته ؟ لـ نقرأ الآيات أين الذنب ؟


( طَهّرَا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَ العَاكِفِين وَ الرُّكَّعِ السُجُودِ )


أين المُشكلة في بناء بيت الله ؟


عندما نستغفر لصلاتنا بعد الصلاة لماذا نستغفر ؟


يا شيخ احنا نُربّى لكن أحياناً نفعلها بدون تفكير , أي أنك أنت الآن تُسلم من الصلاة السلام عليكم ورحمة الله , وأنت لم تغتَب في التحيات أحد ولم تنُمّ احد ولم تكذب


على أحد ولم تسبّ أحد في التحيات , تسبح الله وتنزهه ثم تقول أستغفر الله أستغفر الله استغفر الله , إذا كانت من فمك فهي لن تؤثر بك شيئا , أما إن كانت من قلبك أقسم بالله يعصُرك الذنب,أن وتأتيك النفس اللوامة فتقول أنت فالصلاة ساجد راكع و تستغفر , الآن بعد الذنب ماذا ستفعل ؟ والله تحترق! لأجل هذا قال ابن مسعود في البخاري:


( والمؤمن يرى ذنبه كأنه جبل وهو واقع به ..


ثانية أو جزء من الثانيه ويسقط!


قال : والمنافق يرى ذنبه كأنه ذباب وقع على أنفه وقال به هكذا )


اغتاب ونمّ وكذب ثم إذا نبّهته قال : استغفر الله , فهل هذا هو المطلوب في هذه القضية ؟!


الشاهد الله سبحانه عندما تكلم عن الحج وذكر الحج


( ثُمَّ أَفِيضُوا مِن حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ..


انتهيت من الحجّ أصبحت حاجّاً ؟ لا


.. وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )


سبحان الله الان انتهيت من الحج وأستفغر ؟ الان انتهيت من الصلاة وأستغفر! ما هذا ؟


هذه كلّها أذا كنت مؤمن وقلبك مُشفق مُنسجم مع أعمالك التي تعملها والله أنك إذا أذنبت تفعل الأفاعيل في نفسك


الان وأنا أُطيع استغفر! إذاً وأنا أُذنب ماذا أعمل ؟


لأجل هذا يقول الله


( إِنّ الصّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَ المُنْكَرِ )




حسناً هل المنافقين انتهى ظهورهم بعهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟


لا أبدًا , لأجل هذا الله سبحانه وتعالى وصفهم بأوصافهم


أي أنّه سبحانه وتعالى لم يُسمّهم علمانيين أو ليبراليين , يسمون أنفسهم ما يشاءون !


لدينا في القرآن الشروط والصفات متى ما توفّرت أصبح مُنافق أيّاً كان اسمه


يأتيك رجل يقول تُسمّيه تظليمي وهو يدعوا إلى حرّية المرأة ؟


ممتاز , حريّة من ؟ سيقول المرأة! أي مرأة ؟ المُتعرّية المُتبرجة؟


سـ تقول لك مرأة أنا لا أُريد وجهي يخرج في الصورة البصمه تحُلّ محلّها , ستقول لا أنتِ لستِ حرّة!


حريّة من ؟ أنت أنك تدعو للباطل وتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف , لكن عندما يأتي رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر تقول له لا لست بـ حُر تضيّق على الناس ! أنت الذي تُضيق على الناس في حياتهم كلها ودينهم !


فإذا قال لك الحرية , قل الحرية لمن ؟ الآن المرأة لا تريد اختلاط , هي ليست حُرّه ؟ الآن كلما أرادت تُخرج هوّية تُصوّرها ؟ هي لا تريد! إذا كانت قضيّتك تأخذ هوية تأخذ البصمة ! أين التكنولوجيا التي تفخر بها ؟ أم التكنولوجيا التي تخدم شهواتك فقط!.


فإذا قال لك حرية قل الحرية لمن ؟


لأجل هذا الله سبحانه وتعالى بين لنا حريتهم قال الله عز وجل .الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ..


أمور شهواتهم مع بعض , ماذا يعملون ؟


هم يقولون دعوا الناس حُرين صح؟ لا تأمرونهم بشي ولا تنهوهم عن شيء


حسناً وأنت تؤذينا في الصُّحف والبرامج تأمرنا


} يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ{


يأمر بـ الاختلاط يأمر بتبرج المرأة ويأمر بسفرها دون محرم


( وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ{


تقول يا أخي لا يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تسافر إلا مع ذي محرم يقولك هذا تخلّف , حسناً أين ذهب الدين الذي تتبجّح به ؟


انظر له الآن تُفتح حلقات التحفيظ يقف ضدها أغلقوها هذه إرهاب , حسناً و نغني نرقص لا توجد مشكلة , من كتّابهم يا شيخ من يتبجح عندما أرادوا أن يقيمون حفل في مكة يستبشر !


فإذا قال حرية ,قل حرية لمن ؟


مُداخله من أحد المُشاهدين -


الحقيقة أن الباطل إذا كشف وجهه أخذ المسلمين حذرهم وتأهبوا له ولكن الخطر في من يبطن الباطل ويظهر الحق وهم المنافقين


ولذلك قد يكون خطرهم أكبر من خطر الكفار ولذلك أيضاً جل القرآن صفاتهم وذكرها واضحة كأنك تراهم فلعلي اذكر بعض من صفات المنافقين سريعًا في القران .


من صفاتهم السخرية بالمؤمنين والاستهزاء بدينهم ومظاهر الشرع قال الله:


(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُو أنؤمن كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ ولكن لَّا يَعْلَمُونَ)




أيضا من صفاتهم موالاة الكفار من اليهود والنصارى دون المؤمنين قال سبحانه :


((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَ ّمَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))


أيضًا من صفاتهم أنهم يحاولون أن يلبسوا أعمالهم الباطلة لباس الشرع ولباس الدين فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجهاد قال لأحد الكفار المتلبسين بالنفاق -وهو الجد ابن القي - :


"يا جد هل لك في جهاد بني الأصفر


قال يا رسول الله أوتأذن لي ولا تفتني فإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ألا اصبر " فكشف القران زيف هذا وأمثاله قال سبحانه


((وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ))


ومن صفاتهم إظهار الإصلاح مع فسادهم قال سبحانه:


(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )


فرد الله سبحانه قال


(( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ))


النقطة الثانية : حفظك الله من تجلِيه صفات المنافقين حكم عظيمة وفوائد عظيمة لعل من أهمها كما قال ابن كثير:


ألا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنين فيقع بذلك فساد عريض من أدب الاحتراز منهم وهذا من أكبر المحظورات أن يظن بأهل الفجور خير .


النقطة الثالثة : كما قال شيخنا الفاضل أن الله بالقران بعد أن بيّن صفاتهم ذكر كيفية التعامل معهم فقد أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأمر عظيم قال


( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )


وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: أمر الله تعالى بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان واذهب الرزق عنهم.


قبل الختام وجمعًا بين الكتاب والسنة , فقد طبق النبي صلى الله عليه وسلم ما أمر الله وتلى الآيات ,طالما تلاها الآيات التي تبين صفاتهم وقال : "ما بال أقوام ؟ " حتى يصبحون


الصحابة ولم يرد في الكتاب والسنة تعيين المنافقين بأشخاصهم وذلك لحكمة أرادها الله ويظهر من يجاهدهم بلسانه كما أمر الله سبحانه.




وفي الختام أقول كما قال شيخنا الحبيب, مع هذا كله ومع ذكرنا النفاق يجب أن يحذر الإنسان على نفسه وعلى قلبه من النفاق وألا يزكيها وكيف يزكيها وقد كان من دعاء النبي


صلى الله عليه وسلم : اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة , وقد كان الصحابة يخشون على أنفسهم من النفاق أيضا فأسال الله أن يثبتنا على ما يرضيه ويطهر قلوبنا والمشاهدين .


انتهى كلام المُشاهد أثابه الله -


أُريد أن أؤكد على نقطة عندما قال: قد يكون المنافقون أشد من الكفار ، و أقول و أؤكد لك شيخي الحبيب أنهم هم أشد من إبليس


لكن يا شيخ قضية إنّهم يلبسونه لباس الحق ..


وهذا الذي هم الآن ينعقون به في كل مقالة لهم ، مجرد ما ترى كلمة ' حسب الضوابط الشرعية '


اعلم أنّ هناك ثمّة سم سيُنفث في المقال .




حسب الضوابط الشرعية


لكن لا أعلم هي شرعية دينية إسلامية أم شرعية كفرية أم شرعية يهودية .


هذا تخدير يُخدرون به العامّي المسكين الذي يرى الكلام كله تفسق : تسافر بدون محرم و تسكن لحالها وووو


فـ يخاف ثم يقوله : ' حسب الضوابط الشرعية ' .


يقول : الحمد لله ضوابط شرعية


لا أجل هذا الكاتب من هيئة كبار العلماء ..


فلا ننغرّ يا جماعة ، عندما ترى كلمة


' الضوابط الشرعية '


اعلم أن داخلها مصيبة , يقول الله عز وجل


﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ ﴾ ...


يا أخي كلامك هذا إفساد .. كيف تجعل المرأة مع رجل في محل ؟!


يوميّاً يقبضون على ناس في مواقف الأسواق , البائعات مع البائعين - والعياذ بالله - زنا في السيارات ، أين أصبحنا ؟!


كله فساد وإفساد وقُبح - سامحوني على الكلمة - و مع ذلك يكتب


' حسب الضوابط الشرعية '


ضوابط شرعية أين !!


يا أخي الآن في التلفزيونات قالوا : 'حسب الضوابط الشرعية"


إذاً لا تخرج المرأة في التفاز!


قالوا : لا تخرج لكن حسب الضوابط الشرعية! .


ضوابط شرعية مين !!


و الرجل ينظر لـ الشاشة ، المرأة بكامل زينتها .. أين ؟


في القنوات الي كانت تقول : ' لا ، حسب الضوابط الشرعية '


الكحل, وتدعو لـ النمص والبنطال أين الضوابط الشرعية ؟!


أن الرجل يراها بـ هذا بالشكل ليست ضوابط شرعية .


تُتقابل رجل و تتضاحك معه ، هذه أي ضوابط شرعية ؟!!


الضوابط الشرعية .. يقول الله سبحانه وتعالى فيها :


﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ﴾


ولو كانت تغطّت بـ خمسين عباءة , لماذا ؟


﴿ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾


أي لئلّا تعلم ماذا تُخفي من زينه


هم الذين يقولون بحسب الضوابط الشرعية يدعون إلى التخصص


لكن لماذا عندما جاءوا إلى الدين تكلموا جميعاً ؟


الذي يقول حسب الضوابط الشرعية في الجرائد هو صحفي مذيع لا يملك أصلاً أصول الشرع , لأجل هذا قلت المنافق لم يتفق حتى


مع نفسه هو يقول كلام يخالفه هو ؛ هو يتبجّح بالحرية و التخصص ، حينما تطالب المرأة تقول :


أنا أريد أدرس في الجامعة ، لا أُريد أي رجل يدرسني .يقول : لا لا لا


حسناً أين حريتك التي تتبجح بها ؟


في البلد العلماني الي يُصنف من أكبر الدول العلمانية ، يقول لك : لدينا حرية الإنسان .




لكن عندما تأتي مرأة لم تتحجب ، فقط وضعت خرقة منديل على رأسها .. ليس بـ حجاب . يمنعونها من الدخول ، ويمنعونها من الدوام!


أين حريتك ؟!!


فالعلماني يعارض نفسه ، يمشي مع شهواته .


يا جماعة الله وصفهم وجلّاهم لنا ، قال الله عز وجل :


﴿ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ .


فإن ملت معه فأنت ممتاز و سـ يمدحك ، أمّا إذا لم تمل معه أنت عدوه الأكبر , مثلما قال الله :


﴿ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ﴾


و كلما قالوا كلمة يرد عليهم الله ، قال الله


﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَ لَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .


كل منافق تحصل له هذه القضايا فهو منافق .. وصفه الله بالنفاق .


حتى أنه لم يُسمّهم ولم يُعيّنهم ، أخبرنا صفاتهم لأجل أن نعرفهم في أي زمان .


هؤلاء المنافقون لهم حال وصفها الله عجيبة في القرآن ؛ تفصيل


وصف الله المنافق إذا كان في حال ضعفه ؛ ماذا يفعل ؟


و إذا كانت قوته تساوت مع قوة أهل الحق ماذا يعمل؟


وإذا تولّى أقوى المناصب ماذا يعمل.


في حال ضعفهم :




يأتي يتذلل عند رجليك ، قال الله سبحانه و تعالى


﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ ﴾




انظر الله سمّاهم منافقون ، حسناً مادام إنهم منافقين أكيد إنهم ضد الدين ، قال


﴿قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّه ﴾


بأبي أنت و أمي ، ما أكثر ما نحبك !


قال الله عز وجل – انظر لـ الرد - قال الله :


﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾


و الله أن لو قال الله لصادقون لـ استقام المعنى ، لأنهم ماذا قالوا ؟ قالوا إنك لرسول الله و مع ذلك يقول الله هم كاذبون ، أين كذبهم ؟؟


قالوا: إنك رسول الله ، فالله يؤكد إنك لرسوله ، لكن الله يشهد إن المنافقين لكاذبون .


كاذبون لأنهم قالوها في حالة ضعف و لو تقووا لعدموا الدولة الإسلامية , قال الله بعدها :


﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ﴾


يحلفون


﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ﴾


والله إنا نحب هذا الدين ، حلف ، قسم


﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ .


قال : ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ﴾


جنّة أي وقاية ، يحلف و هو جنة ليصدوا عن سبيل الله .


في حال ضعفه يتذلل عندك ، ويذهب معك لـ الجهاد .. أي تخيل من قمة دناءة نفس المنافق إنه قد يوجه نفسه للحرب .


بعضهم لهم مشاريع خيرية الآن , ما عاد بقي دون النفس شيء ، خرجوا بأنفسهم مع النبي صلى الله عليه و سلم , لكن قضيتهم الاستهزاء


و انظر لـ وصف القرآن العجيب ، لما قال الله سبحانه وتعالى


﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ .


يقول ابن عمر : ' والله رأيت أحدهم ' أحد المنافقين ، أين ؟! في تبوك ، أي في الحرب ، وقد قالوا لا تنفروا في الحر ، أي بعض المؤمنين و قفوا عن الحرب و مع ذلك المنافق مشى ..


قال ابن عمر : ' رأيت أحدهم متعلق بنطع ناقة النبي عليه الصلاة و السلام ،و رجلاه تخطان في الأرض '


انظر النبي عليه الصلاة و السلام مع المنافق .. حسناً يا رسول الله لو توقّف الناقة لأجل ألّا تسحب الرجل ، النبي عليه الصلاة و السلام لم يتوقف ..


' يقول له : يا رسول الله ، والله إنّما كنّا نخوض ونلعب ' والله كنّا نمزح


هم ماذا كانوا يقولون ؟ يقولون : ' ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء '


لم نرَ مثل المطاوعة هؤلاء


' أرغبُ بطوناً ، و لا أكذبُ ألسناً ، و لا أجبنُ عند اللقاء


' كلمة بسيطة ، نزل فيها جبريل عليه السلام ..


فيقول ابن عمر : ' رأيته متعلق بنطع ناقة النبي عليه الصلاة والسلام ، ورجلاه تخطان في الأرض ، و يقول : و الله يا رسول الله ، إنما كنّا نخوض ونلعب ' قال عمر : ' و رسول الله لا يلتفت إليه و لا ينظر إليه و لا يكلمه إلا بقول الله عز و جل :


﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾


المنافقين من صفاتهم أنهم يسبّون و يستهزؤون .. انظر لهم في الجرائد!


مُداخله من أحد المشاهدين -


أبرز نقاط النفاق التي وردت في القرآن و السنّة و السيرة :


هي التخاذل عن الدين ، الانشغال عنه ، هذا الخذلان نجده في خصال المنافقين بالجملة


غياب هذا الموضوع عن الطرح الإعلامي ناتج فعلاً عن ضعف استشعار عظمة موضوع النفاق الذي نرى أن الأخيار و الفضلاء و المجتمع بصفة عامة على درجة قريبة من خصال المنافقين التي لا بد أن تُجلّى .


عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ' كنّا نرى رجالاً لا نرى فيهم شيئاً من النفاق ، حنى جاءت غزوة تبوك فانكشفت الستر '


جاء من صفاتهم


{ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }


وبعضنا لا يذكر الله أصلا ! , حتى نخرج من هذه الصفة يجب أن نذكر الله كثيرا ! , أنت قيّم نفسك ، هذه موجودةُ بي وهذه ؟ولن يخدعك أحد لأنك أنت و نفسك.


حسنا كيف يكون حال المنافقين في قوتهم ؟


في حالة قوتهم " أنتم السفهاء " ، لوط كان من السفهاء


{أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }


أهل الباطل إذا ارتفعوا لا يقيمون لك وزن . حتى تخطيط عبد الله بن أبي عندما قال :


{لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ }


دعنا نعود ونتمكن


{ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}


فهذا إذا كان في القوة " أنتم السفهاء " .


أمّا إذا كان في المساواة قال : " إنا لمصلحون "


أي لا يوضّح إنه مشكلته معك ، بل يبني مسجدّ انظر لأي دناءة وصلوا ، ممكن منافق يبني مسجد !


لكن انظر لـ التحذير ، أي أنه لا يبني مرقص أي هو كافر منافق في الدرك الأسفل من النار ممكن يبني مسجد ، ويجلس فيه المسجد ، ويرابط ويعتكف _ يقول الله سبحانه وتعالى :


{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا }


ليس صحيفة ، جريدة لا لا ، ولا قناة إعلامية ، مسجدا فقط أنا سـ أعمل من تحت في حال عدم اتّضاح الصورة عند المؤمنين نفتح مسجد


{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ )


الحلف عنده كـ أبخس ثمن


{ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ }


فهذه حالاتهم : في حالة الضعف يتذلل ويخرج معك للجهاد ، في حالة المساواة يقول لك : " إنا لمصلحون "


و كنا والله سـ نخرج معكم لكن " شغلتنا أموالنا وأهلونا " ، في حال القوة لا يتوانى .


الآن واقع في أيام ابن باز عليه رحمة الله المنافقين الذين يتكلمون الحين ، موجودين كانوا وما زالوا


ولا نسمع لهم حرف ، مضى الوقت أصبحوا مثل المساواة أصبحوا يريدون ضوابط شرعية ، الآن حتى الضوابط الشرعية لم يعودوا يذكروها.


تريد أن تعرف المنافق ؟!


ذكر الله وصفه فـ احفظ الآيات هذه وكررها . يقول الله عز وجل :


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ }


انظر لـ الدّقة في التفصيل ، وصف لك الله أنه مادام يزعم ، إذاً ليس بـ صادق


{يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا }


يزعم أنه مؤمن ..حسناً .. آمنوا بماذا ؟! ممكن أن يكون هذا للكفار الذين يزعمون ! لا لا ليسوا بـ كفّار لا يهود ولا نصارى .. هم من بني جلدتنا ، ما الدليل ؟ قال :


{ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ } ،


النصراني لا يقول أنا مؤمن بالقرآن ، واليهودي لا يقول أنا مؤمن بالقرآن ، فهذا واحد من بني جلدتنا


{ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ }


.. تقول له : ممتاز إذاً نحن متّفقين الضوابط الشرعية لدينا إذا كانت إسلامية مفترض نكون متفقين ، أي أن كتابنا واحد وسنتنا وحدة .. ماذا يقول بعدها ؟


عندما تأتي قضية التحاكم وإنزال الأحكام على أرض الواقع


{ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ }


( وَقَدْ أُمِرُوا )


في الكتاب الذي يقول هو : إنه مؤمن فيه ويزعم :


"أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ " { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ }


{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون .. الكَافِرُون .. الفَاسِفُون .. } .




تقول له يا أخي أنت تقول أنا مسلم وكلامك ممتاز لكن نشوف طرحك كله : تفسّخوا ، تعرّوا ، اختلطوا ، غنوا ، ارقصوا .. حسناً أين أنت من دينك ؟


قال الله عز وجل


{ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا }


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا }


أولست بـ مؤمن هلُمّ!


{ إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ }


تقول لي اختلاط . أقول لك : يقول الله تعالى


{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }


يقول لك الله


{ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }


{ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }


النبي _ عليه الصلاة والسلام _ جعل خير صفوف النساء آخرها مع أنه الأفضلية في الأول!


مع إنها لا ترى الرجل ولا تسمع صوته ممكن تسمع كلمة " آمين "فقط


فتقوله يا أخي النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وضع باب ... فالاختلاط حرام الآن .. يقولك الان ماذا ؟ التنمية ويدخلك في كلام لاعلاقة له! .


فأنت يا شيخي الحبيب عندما تناقشه لا تدخل معه في التنمية ، قُل له : اقتنعت إنه حرام أم لا ؟


لأنه يجب أن يُعلم ويُفضح أمام الناس أن القضية حرام , وإذا رأى إنه انحجر والأدلة كلها ضده .. قال لك : التنمية تتنمّى .. اهلُممّ الآن حرام ولا حلال ! .. لا تدعه يذهب لأنّه يخدع العامّة ويلبس عليهم الدين .


لكن هم قضيتهم كلها المرأة ؟


لا ليست قضيتهم المرأة فقط قضيتهم الافساد كيف ما كان


{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }


ماذا قال الله بعدها ؟ قال :


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا }


يُخرج لك أعذار ، قال الله سبحانه وتعالى :


}أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ }


لأنه من الخارج حديثه حسن


{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} ،


{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ}


قُل له إذا زعمت إنك مؤمن تطيع الله ورسوله , أولست تزعم أنك مؤمن ؟! مفترض تطيع الله ورسوله .


{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ }


لا تأخذ كلامه وتقول مؤمن وهو يتّبع الكفار . ثم قال بعدها


{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ }


تقول مَحْرَم يكتب لك , مَحرَم ولا بد من المَحرَم ويطالب بالمَحرَم


هذا في الجرائد إذا كان مؤمن ، إذا ما فعل هذا والله لا يؤمن !


تقول له لا , الاختلاط النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فرق بينهم في المسجد اختلاط لا


{ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ثُمَّ }


لا يكفي أنك تكتب


{ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )


مسألة الحياد في أمر الحق والباطل مسألة غير واردة ، وحين يقول الإنسان أنا محايد بين الحق والباطل يُصَنَّفُ في دين الله وشرعه في قائمة أهل الباطل


{ فَذَلِكُمُ اللهُ رَبَّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلَال }


عن معاوية رضي الله عنه قال : أنه سمع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ يقول :


[ لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ]


دين الله منصور بنا أو بغيرنا لكن السؤال : هل سنكون ممن يناله هذا الشرف وتتلقّاه الملائكة عند موته


{ بُشْرَاكُمُ اليَومَ جَنَّات } .

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:21 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين ، و أصلي و أسلم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه و على آله و صحابته أفضل الصلاة و أتم التسليم .
أما بعد .
أحبتي الفضلاء أسأل الله سبحانه و تعالى الذي شرّفنا برؤيتكم فوق هذا الفرش أن يشرفنا برؤيتكم أخرى تحت العرش .
من الذي أتى بنا و إياكم و حرم الكثير ؟ من الذي اختصني أنا و إياكم الآن أن نستمع ،لا نذكره إلا و يذكرنا من بيده السماء و الأرض عند جبريل و ميكائل ، من ؟! فلان يذكر اسمَه اللهُ سبحانه و تعالى ... هذا بفضل الله عز وجل أحبتي ، سنبدأ المحاضرة بمثال بسيط:
لو تأتي الآن لطفل عمره ثلاث سنوات ، و تعطيه حلاوة مصاص في يدك ، و يدك الثانية فيها شيك بعشرة مليار ، تقول له : اختر ، ماذا سيأخذ ؟؟ الحلاوة ، طيب هل الحلاوة أغلى من الشيك ؟؟ لا ، طيب لماذا اختار الأقل ؟؟ لأنه لا يعرف .
هذا يا جماعة حال أكثرنا مع القرآن ، لأنه لا يفهم ، و هذا حالنا يا جماعة و هذا المسكين أول واحد ، إنه لا يشعر بطعم للقرآن ، الله سبحانه و تعالى يحسس هذا الطعم لمن يحب ، أسأل الله أن يجعلني و إياكم ممن يحب ، الذي لا يعرف طعم القرآن لا يحس ... صح إذا سألته : القرآن هذا ما رأيك فيه ؟ قال : هذا أعظم كتاب ، أحسن شيّء في العالم ، انتبه ترى هذا كتاب الله ، لكن في قلبه والله شيّ ثاني تماماً ، لأنه أصلاً عندما يمسك القرآن تراه ينتظر الإقامة أو أنه يريد انهاء الصفحات بسرعه بمعنى أنه لا يشعر بشيّء يتلذذ به من أعماق القلب ، الله سبحانه و تعالى يقول عن هذا المشهد ( مشهد الطفل الذي يأخذ حلاوة مصاص و يترك الشيك الذي بخمسة مليار أو بعشرة مليار) ، يقول الله سبحانه و تعالى : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ ) أكثرنا.. أكثرنا الله يقول أكثرهم ، الله رأى قلوبنا كلها يقول أكثر ، ماالذي يحصل لنا ياربي أكثرنا ؟؟! لم يقل سبحانه نصفهم ، ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) طفل لا يعرف قيمة الشيك فأخذ الحلوى ، ( ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ) تفصل له تشرح له في النهاية يقول لك : أريد الحلاوة ،ذلك مبلغهم من العلم ، الله يقول : ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ) لم يعرف طعم الأشياء على حقيقتها ، ماالنتيجة يوم أنه لم يدرك ؟ (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ) لأجل هذا يومياً يقرأ جرايد لأنه يفاهم مامعنى الخبر هذا الذي يقرؤه مع أن الخبر هذا من الممكن أنه كذب أو يكون كلام فاضي لكن نقول : كلام جرايد .
لكن الكلام الحق - لاتلومونا ياجماعة لا تلومونا- أكثرنا لا يعرفه لا يشعر بطعم القرآن .. ..
عندنا مرضى في المستشفى أحبتي ، غذاؤه يأخذه عن طريق الأنف .. أنبوب من الأنف.. الغذاء يصب في الأنبوب هذا و يذهب للمعدة مباشرة ، لا يصل للسان ، فتضع له ملح,, تضع له عسل تضع له حالي,, مالح,, حامض ... وتجده لا يدري أصلاً بهذا الطعم ، أكثرنا هذا وضعه مع القرآن ،هو لا يحس أو يشعر بشيء ، طيب أحبتي الآن إذا كان أداة الوصول إلى الطعم هي اللسان يعني أنا لأجل أن أفرّق هذا حالي و هذا حامض و هذا أحبه و هذا أبغضه بزيادة و هذا أقول : لا جزاك الله خير خلاص .. لازم يمر على اللسان لأجل أن يفرق بين طعم و طعم صح ؟!!
إذن مالذي يحس بالقرآن ؟ الأغذية يذوقها و يوصل إليها اللسان ، طيب الأشياء التي نسمعها و نقرأها ماهو الجزء الذي يعيها ويفهمها؟؟
القلب

، لأجل هذا الله سبحانه وتعالى قال :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ ) تخيلها كبيرة ، يقول : أم ، ممكن تكون لاتحس بشيّء ، ولكن تعلم لماذا لا تحس بشيّ ؟!( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) لسانه مقفل مغلف ببلاستيك لا تلومه إذا لم يعرف هذا عسل و هذا حامض و هذا مالح ، هذا حالنا يا جماعة ، أسأل الله أن يفتح هذه القلوب ، لأجل هذا أعظم دعوة دعاها النبي عليه الصلاة و السلام ، لو تفتح الآن السنّة كلها و السيرة كلها و أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام كلها لن تجد فيها حديث واحد فيه دعاء مثل هذا الدعاء ، النبي عليه الصلاة و السلام قدّم مقدمة : ( اللهم إنّي عبدك ) انظر دعاء طويل عريض يريد أن يسأل قضية ، لكن يعرف النبي عليه الصلاة و السلام ماهي قيمة الأشياء ، أسأل الله أن يعرفنا ما عرفه .
قال النبي عليه الصلاة و السلام : ( اللهم إنّي عبدك ، ابن عبدك ) أنا عبد,,و والدي عبد ( ابن أمتك ) و أمي أمة عندك ، كل البيت فقراء لك ،( ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حكمك ) تريدني سبحانك أمرض ، أموت ، أتقطع ، هم غم كله في يدك ،( عدلٌ فيّ قضاؤك ) و الله كل ما كتبته علي إنه عدل ، و لو آخذتني بكل ذنب والله أستحق أكثر ، قال : ( عدلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسمٍ هو لك ) يعني يسأل الله بأسمائه كلها ، التي في القرآن ؟! لا ، التي في السنّة ؟! لا ( بكل اسمٍ هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أأو استأثرت به في علم الغيب عندك ) أسألك بالأسماء التي علمتنا إياها و التي لم تعلمنا إياها و التي سميت,,,,
طيب ماذا تريد يا رسول الله بعد كل هذا الدعاء الطويل العريض ؟؟!
لا يريد سوى شيّ واحد فقط ، لكن هذا الشيّء الواحد ,,يكفيه يعيشه أسعد واحد فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض ، و الله يجعله لا يخاف و لا يحزن ، أسعد مخلوق
أسألك بكل اسمٍ هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ) يقول : بس يا رب أوصله ، أنا أقراه و أسمعه بس أوصله هنا
( أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء همي ، و ذهاب حزني ) كل هذا يفعله القرآن ؟؟! أقسم بالله يفعل أكثر ،لأجل هذا الله عز وجل عندما أراد أن يمتن يقول : أن القرآن أعظم نعمة ، أين الدليل في القرآن ؟ يقول الله سبحانه و تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) انظر حبيبي الغالي الآن الله يقول لك ولي : ما يكفيك ؟
أكيد الآن بيذكر نعمة أعظم شيّ في الدنيا .
أنت الآن لو تعطيني مليون ريال و تعطيني عشرة مليار و تعطيني ريال و تعطيني عشرين ،عندما تريد أن تقول لي : ألم يكفيك ؟ ماذا تقول ؟ أي واحدة منهم ؟ تختار الأعظم صح ؟؟لن تقول : ألم يكفيك إني أعطيتك ريال ؟!! تقول : ألم يكفيك إني أعطيتك عشرة مليار صح ؟!!
طيب الله جل جلاله يقول في القرآن ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) ما قال أنا شققنا أسماعهم و أبصارهم و حركناهم و بينهم معاق و جعلنا لهم كلى و غيرهم يغسل .. لا,, هناك نعمة أعظم من هذه
لو أنك تغسل كلى و تحبي ولا تستطيع أن تتحرك و يغسلونك و ينظفونك و عندك مرض في القلب وفيه جهاز نبض الضربات و العين لا تبصر و الأذن مركب فيها سماعات و كل الأعضاء عندك فاشلة و على جهاز أكسجين
كل هذه أخذها منك الله ثم أعطاك النعمة هذه فقط ، تكفيك أن تكون أسعد خلق الله فوق أرضه و في قبرك ، أسعد شخص ، أفضل من الملوك الذين يعيشون فوق الأرض ، أسعد شخص يوم العرض ، أقسم بالله بس هذه النعمة
ما هي هذه النعمة ؟!
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ) أعلم إن أكثرنا سيسمعها الآن ويقول : كنت أظنه شيّء أعظم ، لا ، لأنك لا تعلم ، أنت و أنا مثل الطفل الذي أخذ حلاوة المصاص، ليس لأن الشيك رخيص لا لا ، بل لأننا نحن لا
نعرف أين المفيد؟ ,,وأين الضار ؟ ...
واضح أحبتي، أنا سأقول النعمة الآن,, لكن أكثرنا لا يشعر بها ، لأنه لم يستطيع تذوقها ، ومعذور ، لكن أسأل الله ألا يميتني و إياه و نحن لا نشعر بطعم أعظم نعمة ...
يا جماعة من الذي يعلم ؟ الله خلقك ، من الذي يعلم أفضل شيّء لك ؟! ألا يعلم من خلق؟؟ يا جماعة ؟!
هو يعلم ما هو أفضل شيّء لك سواءً ذقته أو لم تذقه ، لكن يقول والله العظيم لا توجد نعمة فوق أرض الله عز وجل أعظم من هذه النعمة ، ما هي هذه النعمة ؟!
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ) أسأل الله إنه لايميتك و لا يميتني قبل أن نذوق أفضل طعم في الدنيا ،


( أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ ) إذا لم تشعر..، ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً ) إذا لم تشعر بها و أنت تتعرض للقرآن و تسمعه و تقرأه، إذن هناك شيّء مقفل ادعُ الله أن يفتحه ، إذا فتحه ستعرف ما معنى ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْم يُؤْمِنُونَ ) تحس بهذا الطعم ، الرحمة و الذكرى ، لازم أحبتي نشتغل عليه ، أسأل الله أن يذيقنا طعم القرآن قبل أن نموت .
يقول الله جل في علاه أن هذا القرآن يغير أفكار ، هذا يا جماعة الذي جعل الجن يقولون : عجباً ، ما معنى عجباً ؟؟! عجباً تعني سبحان الله ،ما هذا الكلام ؟!
سنتدبر صدر سورة بإذن الله ، و قبل أن نتدبرها: ...
سؤال :ما الفرق بيننا و بين القطط التي في الشارع ؟
؟! القطة أنت تظن أنها بدون عقل؟؟ ، لو لم يكن لها عقل لما هربت منك عندما ترفع يدك عليها ؟ صحيح ؟ إذن عندها عقل ، لأجل هذا عندما تضع لها قطعة لحم لن تقربها مادمت أنت موجود بقرب اللحم !! صحيح ؟؟
,فمعنى هذا أن لديها عقل,إذن ما الفرق بيننا وبينهم؟
,الفرق بيننا وبينهم هو الإيمان بالغيب
,يعني لا تستطيع أن تقول للقطه لو كل مره تخطئين
سآتي بعد عشر أيام و أحاسبك على كل خطأ فعلتيه,
لن تستطيع أن تقول للأغنام في الحظيرة:
اسمعوا لقد كان هنا غنم وعصوني وتركتهم سنه كاملة وهم يعصون
وكنت أصمت عنهم وأتغاضى ,ولكن بعد سنه قطعت أيديهم وأرجلهم ومن يفعل مثلهم سأفعل بهم كذلك,
هل سيفهمون ؟؟ لن يفهموا ,لأنك لن تفهم شيء إلا إذا رأيته أمامك
تخيفها وهي أمامك ستهرب,ولكن لو قلت لها بعد سنه سيأتيك,,, لن تفهم,
إذن هل هناك أناس عندنا يعيشون هكذا أي أنه لا يفكر بالغيب؟ ,
القرآن كله يعدنا بأشياء بالغيب ,الذي لا يفكر بهذه الأشياء الله سبحانه وتعالى وصفه بوصف,ماذا قال عنهم؟؟
(أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
لأن الأنعام لو حدثتها بشيء اليوم غدا لا تخاف,وهذا الإنسان لو تقول له
(فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ) والموضوع عنده طبيعي,,!!
'
تقول له (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا) الغيبه هذه ذنبها عظيم, وليس عنده مشكله
تقول له(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) ولا تؤثر فيه
,وهو يعيش بالضبط كما تعيش قطط الشارع ,رأى شيئا خاف منه ,رأى والد
الفتاة موجود فلم يغازلها,وعندما يكون والدها غير موجود يعصي الله,,لكن الله
موجود جل جلاله يقول لك
:
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ)
هو الآن أصبح مثل الأنعام ,هذه القضية أحبتي هي التي رفع الله بها بني آدم ,
هذه القضيه التي أول ما أنزل الله بها في سورة البقره ,وذكر أول صفه ممن يستفيدون من هذا القرآن,هي هذه
(الم ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ..) يغيرهم ,إذن ماذا بعدها ,ماذا يفعلون
ماهي الصفه؟(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ )
تقول له :
(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) تجده حتى لايفكر
يا جماعه هل فينا من لايعصي؟؟
الوعاظ المتكلمين أسأل الله أن يغفر لهم مساكين,لكن الله سترهم وجاءوا وتكلموا
,ولاتظن أني أنا والشيخ جئنا نتكلم أننا أعلم وأفضل منكم ,
أقسم بالله أن كل واحد منا مسكين إذا جاء يقول كلمه ولايوجهها لنفسه أولا ,
لكنه يحب لكم ما يحب لنفسه ويكلم نفسه بصوت عالي,
مساكين نحن نعصي الله عز وجل ,إذن هذه المعاصي بنص القرآن أين تذهب؟
وهذا يا جماعه إيمان بالغيب ونحن نريد أن نرتفع (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) نريد أن
نرتفع بالأعلى لا نريد أن ننزل مع الأنعام ونريد أن نؤمن بالغيب
كل معصية عصيتها أنا أو عصيتها أنت حبيبي الغالي أين تذهب؟
رأيت اليوم حرام..ذهبت , لا لم تذهب ,لا,,؟
أصبر سأعلمك الآن ومن القرآن أين ذهبت,وأعلمك وأعلم نفسي قبلك ,كيف هذا
الذنب الذي دخل صحيفتك ماذا سيفعل بحياتك؟
وماذا سيفعل بمستقبلك,فوق الأرض أو تحت الأرض أو يوم العرض
,المهم أنه سيفعل شيء
الله يقول... وبعدها سأقول لكم ماذا سنفعل كيف سنفعل كي نستفيد وننظف الذي حدث,
قال الله
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ...) ذره ...يعني يمكن وأنت تتسوك قطعه من المسواك سقطت
,يمكن هذه ذره
( مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) من الذي سيراه ؟ هو, المذنب,متى ؟
ليس من اختصاصك متى ,لكن والله سيضعها ربي أمامك ,
أما في نفسك وإما في أهلك وإما في وظيفتك وإما في رزقك أو تيسير أمرك المهم والله لن تذهب هذه الذره
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)
منديل مثلا أتيت لترميه من شباك السياره ,ثم تذكرت من شعب الإيمان إماطة
الأذى عن الطريق ,فقلت في نفسك أنا بدلا أن أثبت لربي أن عندي أقل شيء في
الإيمان أذهب وألوث؟!
,لا ,فأرجع وأحفظ المنديل إلى أن أجد قمامه وأرميه بها
هل هذا الفعل يمكن أن يكون ذره ؟ لا أكثر
,وإن كانت أقل من الذره أقسم بالله أنك ستراها في أمر كان صعب في حياتك ويسره لك الله
,أو وظيفه كانت ستأخذ سنه كامله وواسطات إلى أن سيأتي الله برجل يوقع لك رغما عنه ,المهم ستراها
إذا دخل الذنب في صحيفتي وصحيفتك,هو عنده أمور , ويذهب بأمور ,
من الأمور أني أنا أتقطع بعد الذنب ,
مثلا كلمه قلتها أو موقف رآيته ,أو رساله أرسلتها تقطعت بعد الذنب
’وصليت وقلت يارب سامحني ,يارب أذنبت ذنبا ..يارب.. يارب,
بهذا الفعل هل سترى آثر ذنبك بالمستقبل؟ ,لا أقسم بالله لن تراه , سيذهب ,سيبدله رب العالمين بحسنه
وإذا لم تتب ستجدها ,أين ستجدها؟ هل فوق الأرض أم تحت الأرض أو يوم العرض؟
الله سبحانه وتعالى قال {شَرًّا يَرَهُ} ولم يحدد متى ,
إذا كان الله يحبك أين سيعطيك إياه؟ في الدنيا ,مباشره تنظيف ,
وإذا لا يحبك أخرها لك ,لأجل هذا فرعون لم يأتينا خبر بأنه قد أتاه صداع,
بل كان كلما يفعل ذنب يعطيه الله من الدنيا شيء
فبعض الناس مسكين ,يقول انظر لفلان يعصي ويعصي ولا نراه إلا في عافيه
,أحمد ربك أنك لست مثله
, فأحدهم تعاقبه بضربه والثاني تعاقبه بالحرمان
والثالث تعاقبه بأن تشب فيه النار, والله لو بعد عشر أيام ستقول
لا لا عاقبني الآن أضربني براحتك ولكن لا تأخر عقابي هناك,,ولله المثل
الأعلى
لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا),
لأجل هذا هناك رجل جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وهو في الطريق والنبي
كان يحدث الصحابه,وهو يمشي نظر إلى بيت فيه ستار ,
فجاء الهواء وحرك الستار فرأى فتاه وجلس ينظر, فاصطدم رأسه بحافة الجدار
فصدم وجهه وشج وسال الدم
فجاء عند النبي عليه الصلاة والسلام وهو يمسح دمه,ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ نظر النبي عليه الصلاة والسلام إليه وقال:(أراد الله بك خيرا)
سبحان الله ,رأسه ينزف فكيف "أراد الله بك خيرا"!! ,
قال (إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا) يجعلك تراه ,, وتراه,, وترى في الدنيا,,
لأن الذي هناك في الآخره لا أحد يتحمله ,أسأل الله ألا يعذبني وإياكم هناك
إذن مشاكل هذه الدنيا كلها بسبب شيء واحد,الله يقول(فَكُلًّا...) يقصد كل الذين مشوا على الأرض وحتى من هم قبلنا
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
كل هذه المصائب من ماذا؟ (بِذَنْبِهِ ),
لم يتوبوا فأخذهم الله عز وجل
, إذن أحبتي الفضلاء كيف ننظف المستقبل؟ ,
اليوم ياجماعه من يريد أن يتزوج فالأشياء التي تدخلها في صحيفتك اليوم بالضبط هي نفس المواصفات التي سيرسمها الله لزوجتك, ما معنى هذا الكلام؟
أحدهم كلما حصلت له معصيه وشهوه يبعد عنها ,
عرضت له شهوه يبعد عنها ,صاحبه يعرض له صاحبة صاحبته فيعرض عنها,فهذا الذي يعرض ويعرض
,يجهز الله له واحده تعرض وتعرض وتأتيه نظيفه (الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
وشخص آخر كلما جاءت له شهوه لا يمانع أبدا يرقم هذه ويكلم هذه
الله يعد له واحده تأخذ أرقام الناس وتفعل وتفعل
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
إذن كل الأحداث التي تحدث في المستقبل على أساس الأشياء التي تفعلها أنت الآن ,
والله الذي لا إله غيره , كل شيء يحصل لك في المستقبل على أساس ما تفعله الآن
فإن استطعت أن تنظف بشكل يومي نظف,
يعني أنت سترى ذنبك بالمستقبل لكن إذا مسحتها بعد الله عز وجل فوالله العظيم أنك سترى الخير أمامك,
أو هذه الأمور تأتيك على شكل مصائب , نقص
في أموالك,, في نفسك إن طهرتها سترى العكس
أحبتي من فينا يستطيع كلما جلس في مجلس أو وهو جالس الآن بيننا أو واقف عند مخبز أو عند حلاق أو في
أي مكان, من البطل الذي كلما جلس في مكان وكان عنده هدف رئيس
أني لا أخرج من هذا المكان إلا وأنا قد
استغفرت بيني وبين نفسي 70 مرة ؟؟!!
أقسم بالله سيرى حياة أخرى
لأن مشاكلنا كلها من ذنوبنا قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ) لماذا ؟ (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) لماذا ؟ (لِيُذِيقَهُمْ)
ماذا يذيقنا ؟ (بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) لماذا ؟ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
يقول سبحانه لأني أحبك أريدك أن ترجع , لأني أحبك أذنبت ؟ عكّرت عليك الموضوع ..
عندك موضوع لا يستغرق إلا ساعة.. قالوا أحضر غدا يأتي الغد ,, قالوا أحضر بعد شهر !!
أقسم بالله هذه تحدث دائما,
لماذا كل هذه المشاكل التي تحدث ؟ لأجل هذا الله سبحانه وتعالى إذا لم يحب عبدا أعطاه ,
وخذها قاعدة إذا أحبك الله ,,في البداية تعصي تأتيك ضربة ,,,تعصي أُخرى تأتيك ضربه أخرى ,,,
إذا تبلّد حسّك ولم تعد تشعر بشيء لم تعد تأتيك ضربات .
تلاحظ أنه يحصل العكس تعصي وتفتح لك أشياء ,,
يقول الله .. الذي يموت على هذه المرحلة - اسأل الله أن لا يميته على هذا الحال -هذا أسوأ حال يصل له الإنسان ,
ومن الذي يقول هذا الكلام ؟( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ ) كل الناس هكذا ؟والله كل الناس
( فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) لماذا ؟ضربات , لماذا ؟ (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) لعله يرجع ,, يقول يا "رب "
,والله ما تكدرت علينا إلا بذنوبنا , ماذا قال (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ) ليته بدأ ينظّف مع نفسه
(وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ)
اسأل الله أن لا يجعلني وإياك على هذا الحال
حبيبي جميعنا غارقين في الذنوب لكن لا تذنب وتقول : الله غفور رحيم ,,انتبه يراك ربي وأنت تنام مرتاح يا رب لا تجعلنا منهم
(قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
الذي يصل إلى هذه المرحله يقول الله في الآية التي تليها أنه يحيا حياة مختلفة (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ) إذا جاءتك الدنيا كلها وأنت تعصي انتبه , كن خائفا (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) تفتحت له الأمور كلها
أموال وسفريات وكل شيء وضحك
(فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ) في أسعد لحظاته
(أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
اختبر إيمانك وراجع صفحتك وأنا سأراجع صفحتي
يقول ابن مسعود في البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن يرى ذنبه كأنه جبل هو واقع به "
تخيّل دخلنا عمارة أنا و أنت ,,وقيل لنا أن نصف الأعمدة بدأت تهتزّ و العمارة ستسقط , ماذا سنفعل ؟ والله نترك كل
شيء ونخرج صح ؟ " المؤمن يرى ذنبه كأنه جبل هو واقع به "الذنب يوجعه "
, قال : والمنافق يرى ذنبه كأنه ذباب قال به هكذا وطار " يقول: الله غفور رحيم!
ما هو أعظم عذاب يعذّب الله به عبدا فوق أرض ؟
عندما قرأت الآيه قلت سبحان الله ,, والله حياتك بدون القرآن وصفها الله بصفه , فعلا لازم نشعر أن لدينا مشاكل
, ,,الشخص الذي لديه نزيف داخلي لا يشعر به يقوم بعد الحادث تقول له هل تشعر بشيء ؟ يقول لا والله لا أشعر بشيء,
هو ينزف من الداخل ولكن لا يدري.. وأكثرنا هكذا , يقرأ قرآن ولكن لا يستشعر ! لا والله ليس طبيعي أحبتي
,,الله سبحانه يقول حياتك بدون القرآن موت! , الإنسان بدون روح ميّت,, هل له فائدة ؟ لا , أين مكانه ؟تحت الأرض
, الله يقول حياتك بدون القرآن ليس بها روح
بل قال الله للنبي عليه الصلاة والسلام إن حياتك قبل أن يأتيك القرآن لا روح فيها
,, نعم وربي ليس لها طعم (وَ كَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ)
لم يكن لها طعم ! اسأل الله أن يذيقنا حلاوة الكتاب والإيمان
(وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا)
اللهم اجعلنا ممن شئت ولايتهم بالقرآن , أعظم عذاب ليس فقد رزق ,,أو ياتيه حادث ويصيبه شلل,؟,,
وقد يقع على ملك منعّم !! قالها إبراهيم عليه السلام (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ) ماذا نخاف ؟؟
إذا الله قدر عليك حادث وقطّعك ,,لا !!
هناك ما هو أسوأ من التقطيع لم يقل السرطانات !!شيء أعظم من السرطانات
إذن مم تخاف يا إبراهيم (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ ) ما هذا العذاب ؟
ودائماً إذا جاءت كلمة عذاب يأتي معها صفة لله ,,فيها قوة ,,فيها شدة ,,فيها انتقام ,,صح ؟ الآية هذه عجيبه !!
عذاب من الرحمن ,,! لا إله إلا الله
, معنى ذلك: الله يقول العذاب إذا جاءك من العزيز فهذا معلوم ,
لكن الله يصف نفسه بالرحمن ثم يعذب , إذن هذا الذي عذّب الله مع رحمته!! إذن كيف إذا عامله الله بعزّته وقوته ؟
بمعنى أنك تُعذّب شخص ثم تقول له: أنا إلى الآن أرحمك ,, ولله المثل الأعلى ,
إذا قال الله تعالى أن العذاب هذا يقع حتى ينسى هذا العبد رحمة ربّ العالمين ,
إذن ما هذا العذاب ؟ يّقطّع أمامنا ؟ لا !
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ)
أسأل الله أن لا يجعلني وإياكم ومن تحبون منهم (فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً)
لا إله إلا الله
, يعني أي شخص تراه يرسل الذي يريده,, ويقول الذي يريده,, ويفعل ما يريد..اعلم أن هذا الآن مُعذّب
عذاب شديد
,وإذا تريد أن ترحم أحدا ارحم هذا الشخص لأن الله إذا لم يحبك يتركك تعمل الذي تريد ..
ولا تفكر في الشيء قبل فعله
. تريد أن تغتاب أحد ؟ لن يمهلك ولو ثانية تفكر .
. إذن ممكن أُحاسب ؟ لا لا لا,, الشيطان يقودك على مراده
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ)
. المعنى لا يجب أن تقول انظر فلان يفعل أشياء كثيره والله يعطيه , هذا معذب من رب العالمين أكبر عذاب ,,
نسأل الله العافية
, أن تعمل الذي تريده ,, هذا أكبر عذاب ,, أسأل الله أن ينجيني و إياك من هذا العذاب .
وسأنتهي هُنا أحبتي الفضلاء برسالةٍ قصيرة .

. حبيبي يا غالي إذا قرأت القرآن سترى العجب , سترى أنك إذا كنت مع الله سبحانه وتعالى ,

سيعطيك أمورا تقول أن الله لا يحبني ! لكن انتظر النهاية وسترى فيها أشياء عجيبة .

أمثلها دائمًا مع أهلي , أقول :,

لو عندي الآن كأس بلاستيك بقيمة ريالين و عندي كأس آخر بـ 100 ريال و كلاهما يحوي ماء

, الكأس الذي بريالين فيه ماء زمزم.. والكأس الثاني فيه ماء يحتوي على سم أفعى , ولكن الواضح لنا أن جميعها ماء طبيعيه ,

وجاءني شخص أحبه .. ماذا سأعطيه ؟ الكأس الذي بقيمة100 ريال أو الكأس الآخر الذي بقيمة ريالين؟؟


سأعطيه الكأس الذي بقيمة ريالين .. هل سيشعر إني أحبه أو لا ؟ لا. إلا في حاله واحده وهي أن يكون يثق بي.. صحيح ؟

إذا كان يثق بي سيعرف أني لم أختار له إلا الأفضل ,فلن يضايقه الموضوع.. صحيح ؟

هذا حال كل الذين مدحهم الله في القرآن , يوسف عليه السلام يأتي ثم يُلقى في البئر من أهله , يحبه رب العالمين . مدبر له

مستقبل عجيب , ثم بعد هذا يُباع بدراهم معدودة (وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ )هذا الذي يحبه رب العالمين !!؟؟


لا تقلق ولا تفكر في أمرك فقط انظر للعاقبه, ثم بعد ذلك تبتليه إمرأة العزيز ثم يقول : (مَعَاذَ اللّهِ) كؤوس مسمومة

(إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ )

إذن مادام ربي قدر هذا الشيء يفترض أن يزوجه أجمل امرأه في الدنيا .. لا السجن ! لا إله إلا الله ,

واثق في الله


لأجل هذا وهو في السجن ماذا كان يقول ؟ يقول :


(ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ)

أدخّله السجن وهو محسن الظن فيه . سبحان الله!!.

الآن الوزير كيف يصبح وزير ؟ يدرس و يتفوق ثم يتفوق ..الإبتدائي والمتوسطة والثانوية ثم يحصل على الماجستير و الدكتوراه ثم بعد ذلك يصبح وزير

لا,,لا,,لا, عند رب العالمين قد تأخذ وزير بعد سجن, لا إله إلا هو (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)

لأجل هذا قال في آخرها : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) بس هذه الأثنتين ( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) .

لو جاءني يهودي أو بشار وجاء يريد يأخذ الكأس الذي به ماء زمزم نقول تفضل هنيئًا مريئًا صحيح؟

هذا الذي يحدث بس إذا أنت واثق من الشخص الذي يوزع , كيف إذا كان الذي يوزع هو الحكيم سبحانه العليم .

(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ) (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ)

سبحانه الذي لا إله إلا هو .

هذه يا جماعة كل القضية , والله إن كل قضية هكذا .

إبراهيم عليه السلام يطيع الله سبحانه و تعالى و يدعو إليه , لا إله إلا الملك , أحيانًا يرضى الله بأمر واحد , عمل واحد , ثم

يفتح لك قضية و هدية بعد سنين .

إبراهيم عليه السلام عندما قال اختار ,,يعني قضية اترك قومي لا ضير ,,أهم شيء : أن أكون مع الله ,

والله صفقة مع الله لا تخسر أبدًا .

فـ بدأ مع الله سبحانه و تعالى ماذا فعل – قومه – (أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِياًّ

: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ )

ماذا أعطاه الله ؟ نجح أو لم ينجح ؟ نجح,, صحيح ؟انظر الهدية التي أعطاه الله .. ما الهدية ؟

(وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا )

لم يأتوا بعد ! يقول الله مادمت فعلت هذا من أجلي لأعطيك اثنين ليسوا صالحين فحسب .. بل سأعطيك اثنين أنبياء لأجل

هذا العمل .

قد تقول كلمة أو عمل بسيط ثم يكتبه الله سبحانه و تعالى و يعطيك به الخير الكثير

أولادك قد يصلحهم بقضيه


مثلا من نظم هذا الملتقى -اسأل الله أن يجزيهم عنّا خيرا- قد يكون أحدهم - نسأل الله لنا و لهم الإخلاص – قد يكون

أخلص النية, وقد يكون الله سبحانه الآن كتب أحدا من أولاده انه سيصبح من الصالحين عند رب العالمين مع أنه كان سيتعب

معهم تعب العاملين .

الوزغه , الضاطور ما نسميه نحن برص و يسمونه بريعصي في الكويت , الضاطور هذا في البخاري أمر الرسول عليه الصلاة و السلام بقتله , لماذا؟

لأنه كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام , فمه هذا الصغير كيف سيؤثر في النار ! مشاركته في النفخ ماذا أثرت في

النار ! صغير صح ؟ لكن حكم الله عليه بالقتل لأنه عاد وليا من أولياء الله بنفخة لا تقدم ولا تأخر .

فـ أرجوك حبيبي لا تشارك ولو مشاركة بسيطة ولا رسالة ,, بأمر قد يغضب الله عليك , واضح حبيبي ؟ لا تشارك أرجوك,

والله إني احبك .

هدهد دافع عن دين الله فينهى النبي عليه الصلاة و السلام في مسند ابن حمد و عند أبي داود عن قتله و قتل ذريته كلها

(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا )

اسأل الله جلّ في علاه أن يبلغكم من الخير أعظم مما ترجون ويصرف عنكم من الشر أعظم مما تخافون

أعظم نعمه هي كتاب الله

إن استطعت أن لا ترفع من سجودك إلا و قد قلت فاجعل القرآن العظيم ربيع قلبي فافعل , واللهِ إني لك من الناصحين .

كما شرفني ربي و إياكم بهذه الجلسة اسأل الله في هذه الليلة - ليلة الخميس- أن يعلنها رب العالمين أمام ملائكته قُومُوا

مغْفُورًا لَكُمْ ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ"

إن ربي على ذلك قدير


و أسأله أن يجعل هذه الليلة انتصارًا لكل المسلمين في كل مكان , سامحوني أحبتي على الإطالة , أسأل الله الغني عنّا أن

يغفر لنا و أصلي و أسلم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد و على آله أفضل الصلوات وأتم التسليم و جزاكم الله خيرا

.

سأسأل سؤال .. أمر من الأمور و صفة من الصفات إذا اتّصف بها العبد يحرمه الله سبحانه و تعالى من تدبر القرآن , بل كل

آيه فيها هداية له يجعلها الله عز وجل الآيه في اليمين وهو في اليسار , و كل آيه فيها شر له يجعلها الله من اليسار لليمين ؟

صفة واحده فقط !

أسأل الله أن يعافينا وإياك منها .

إذا كانت الصفه هذه فيك والله لو عندك لحية, وثوبك لنصف الساق , و لديك دكتوراه في القرآن والله العظيم لن تذوق طعم

اللذة .. والله

صفة واحده فقط مع أن الصفة هذه قد تكون فينا ونحن لا نشعر .. ما هي تلك الصفة ؟

بنفس الكلام الذي قلته .. قلت : يمين و يسار والله نفس النص يعني نفس المضمون .

يقول الله بالصريح :

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )

يصلي جنبه عامل فيبتعد عنه ! هذا اسمه كبر, فلان جاء و جلس بصدر المجلس قال : فلان يجلس و أنا لا أجلس ! هذا كبر

.. واضح يا جماعة .

هنا يحلف,, قال : (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) ماذا بعدها ؟

(وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا )

هو يمين و الآيه يسار (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا )

فـأحبتي: انتبه يمكن هذه القضية قد حرمتك من التدبر ,رأيت عامل بلديه يا أخي سلم عليه

واللهِ إني أعرف رجل فتح الله عليه من فضله بالقرآن , أقسم برب العالمين أنه يرى عامل بلدية كبير في السن , ويسلم على


رأسه , قلت له : لماذا ؟ قال : لأن النبي عليه الصلاة و السلام يقول

" إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم "


و إني احتسبها أن الله يفتح على قلبي,, أتدبر القرآن,, و أكسر هذه النفس ,,و هذا الكبر الذي فيها .


أحبتي .. إن استطعت أن تنظف هذا القلب من الكبر,, فافعل,, اسأل المولى جل جلاله أن يعرفنا قدرنا ,


(وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ )


مسكين لا تستطيع تحريك شيء إلا بإذن الله


( وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً , كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ).

اسأل الله أن ينجينا من كل صفة يكرهها رب العالمين وأن ينزل علينا كل صفة يحبها رب العالمين. سامحونا على الإطالة و

أصلي و أسلم على نبينا عليه الصلاة و السلام

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:22 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
أبدأ بسم الله مستعينا ..راضٍ به مدبرا معينا.. والحمد لله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا .
أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ عملي استغفره ,, وأستعينه على نيل الرضا,, واستمد لطفه
فيما قضى ,,, وبعد
إني باليقين أشهد شهادة الإخلاص ألا يعبد في الكون معبود سوى الرحمن من جل عن عيب وعن
نقصان وأن خير خلقه
محمدا من جاءنا بالبينات والهدى روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفدا عليه الصلاة والسلام ,,
أما بعد .. أحبتي الفضلاء فأسأل الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه الذي إذا أعان أعان أن يعينني
وإياكم في هذا اللقاء
وفي كل لحظات حياتنا حتى نلقاه,, أسأله سبحانه أن يجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا وأن يتولاه توفيقا
من عنده ثم يتقبله
خالصا لوجهه الكريم فوالله لن يقبل عمل على أرض الله إلا إذا كان يُبتغى به وجه الله جل في علاه
ووافق هدى الله جل
في علاه عن طريق سيد الخلق بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام .. أحبتي الفضلاء .. كأي لقاء
وأسأل الله أن يثبتنا وإياكم
حتى نلقاه لن نتعدَ هذا الكتاب .. والله جل في علاه قد بين لنا أنك لو عشت في حياتك كلها والناس
كلهم اشتغلوا
في كتاب الله يستخرجون الكنوز ويستخرجون المعجزات والعظمة التي في هذا الكتاب لمات الخلق
كلهم ولجفت البحار
كلها ولانتهت أشجار الدنيا كلها قبل أن تنتهي معان كلام رب العالمين جل في علاه
(وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْض مِنْ شَجَرَة أَقْلَام) كل أشجار الدنيا أقلام (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)
جفت؟؟
(مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) لو أتيت بمليون بحر والله تجف .. وما نفدت كلمات الله عز وجل (قُلْ لَوْ كَانَ
الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي
لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) هناك قضية كبرى خلق الله السموات
والأرض من أجلها
قضية واحدة أكبر قضية في الدنيا خُلقت الجنة لأجلها وخُلقت النار لأجلها .. بُعِث الرسل لأجلها
..قُطع من قطع لأجلها
حُرق من حرق لأجلها .. عذِّب من عُذِّب لأجلها ..كل آية في القرآن .. بل كل قصة في القرآن
نزلت لأجل هذه القضية ,,
قضية كبرى ...أنزل الله سبحانه وتعالى الكتاب لم؟ القرآن الذي تقرؤه الآن كل القصص التي فيه
.. إبراهيم وإسماعيل
وموسى وعيسى والنبي عليه الصلاة والسلام .. قصة فرعون مع موسى ,,, كل هذه القصص
دارت حول قضية واحدة
كبرى .. ما هذه القضية ؟ هي قضية ألا تعبد إلا الله .. يقول احدهم معروف هذا التوحيد .. لا
,,والله أحوج ما نحتاجه
اليوم هذه القضية .. قد تعمل طول حياتك ثم تبذل عبادة واحدة لغير الله عز وجل ثم يحبط عملك
كله صلواتك
قيامك زكاتك حجك دعوتك حضورك للمحاضرات .. استغفارك .. تسبيحك .. كله يذهب .. لا أنا
ولا أنت حبيبي
الغالي ... لو أن محمدا صلى الله عليه وسلم الذي كلنا في ميزان حسناته .. الذي عانى ما عانى..
قال أوذيت
في الله ولن يؤذى أحد .. يعني لم يتعذب أحد مثل ما تعذب هو في ذات الله سبحانه وتعالى ,, لو أن
النبي عليه الصلاة
والسلام " وحاشاه "..في لحظة من لحظات حياته بذل عبادة لغير الله عز وجل ,, جلس عند قبر
يداهن الكفار
ثم دعا أي أحد من دون الله .. مهما كان لو ملك من الملائكة أو من أولي العزم من الرسل ,, أقسم
بالله ما يبقى في
صحيفة محمد بن عبد الله روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء .. ما يبقى فيها ذرة من
حسنات .. صح؟
يقول ربي جل في علاه يقول للنبي عليه الصلاة والسلام , هذه القضية خط أحمر (وَلَقَدْ أُوحِيَ
إِلَيْكَ) يقول الله
أوحيت إليك جاءك جبريل وعلمك بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام فقط هو ؟ لا (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكَ)
كل الرسل علَّم الله موسى وعلَّم الله إبراهيم وأوحى وكانت رسالة واضحة ليس فيها غبش (وَلَقَدْ
أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ) لو دعوت لحظة في حياتك غير الله عز وجل (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) كله ؟
والله لن تبقى حسنة
فقط ؟ خلاص تنتهي ؟ لا (وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.) يخسر النبي عليه الصلاة والسلام؟؟ نعم ..
وحاشاه لو أنه بذل أي عباده
لغير الله جل في علاه ماذا قال الله بعدها سبحانه (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) يرى الله عز
وجل من ينطرح عند
القبر ويرى من يسجد لبشر ويرى .. ثم قال جل في علاه (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
كل من دُعِي من دون الله تحت الأرض .. والله الأرض والسموات كلها بيمينه جل في علاه
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
قضية الشرك وقضية التوحيد فاصلة ,, ذكر الله 18 نبي ورسول منهم من أولي العزم من الرسل
بمعنى لو اصطفى الله سبحانه من أهل الأرض كلهم 18 شخصا لكانوا هؤلاء ,,ثم مدحهم بأنهم من
الصالحين " من
المحسنين"من من .. من المؤمنين قال سبحانه برسالة تهز الدنيا كلها (وَلَوْ) حتى تأتي الصاعقة
حتى تعلمك وتعلمني
ماذا يعني التوحيد عند رب العالمين .. ماذا يعني أن تُبذل عبادة لغير الله عز وجل (وَلَوْ أَشْرَكُوا)
كل ال18 لو أشركوا
(وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.) ما هذه القضية ؟ التي تسقط الدنيا كلها ,, بل يقول ربي
جل في علاه
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً) كلمة .. كثير الآن نرى لاعبين يشجعونهم وهم يقولون : " عيسى
ابن الله" كلمة ,, تعرف هذه
الكلمة أقسم برب العالمين لو أن الله أذن فقط أذن للسماوات أن تُعبر وأذن للأرض أن تُعبر سمعت
هذه الكلمة
من رجل يمشي في الأرض أو امرأه تمشي في الأرض ثم الله سبحانه أعطى الإذن للسموات السبع
والأرضين السبع
أن تُعبر أو الجبال ,, أقسم برب العزة والجلال لا يبقى جبل على أصله قائم بعد أن تُسمع هذه
الكلمة ,, لو أن الله أذن
أن يتفاعل الكون معها ,, لكن الله ثبَّت لأن هناك يوم ستتقطع فيه وتُعبر الدنيا كلها ,, السماء تنشق
.. الأرض تنشق
والجبال تنسف .. كل هذا من أجل قضية واحدة كبرى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً - لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً
إِدّاً) كبير .. عظيم
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) تتقطع السموات من أجل شخص واحد قال : أن الله عنده ولد جل في
علاه (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ
الْأَرْضُ) ما يبقى بيت على الدنيا كلها تنشق وأنا وأنت كل الدنيا تتدمر (وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ)
تسقط الجبال .. لا تتحمل كيف يقول أن الله العظيم له ولد؟!!( وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) كل هذا الدمار يا
رب لِمَ؟
(أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) سبحان الله ,, القضية هانت في قلوبنا
بل لمّا تُكلم وقيل أن عيسى ابن الله ثالث ثلاثه قال الله في قرآنه كلام
أُقسم بالله أن من يقرؤه وربع قلبه حاضر
انه ينتفض ولا يتجاوزالآيه
، لما قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم قال الله عز وجل :
{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}
من هو هذا ؟ من أولي العزم من الرسل !
، رسول كريم ، يقول الله
{أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
، فالقضية هانت في قلوبنا اليوم ،
ترى منّا من يضع اسم نصراني في ملابسه
ومنهم من يحب نصراني وأغانيه وإذا سجل هدف تراه يخرج الصليب !!
، أحبتي القضية كبيره ،
الله سبحانه وتعالى عندما غلا من غلا في عيسى ابن مريم
قال جلّ في علاه { إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ}
في القرآن !! إيِّ والله في القرآن !
قال:{ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ} إذن من الّذي رفع هذا العبد ؟
، قال:{أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ}
يعني لو لم ينعم الله عليه لن يكون شي اسمه عيسى ابن مريم ,,
، فلابد أن نعرف من هم خلق الله ومن هو الله جل في علاه ؟!
، أحبتي القضية اليوم لابد لكل واحد الآن ممن يسمعني أحبتي
أن يعيّ هذا الكلام ويحفظه ويطبقه ويدعو إليه
اليوم واحد جاء يعبد قبر,,
وانطرح عند قبر هذا اسمه انطراح عند القبر,,
ودعائه عند القبر ما إسمه ؟
إذا قال ياحسين يابدوي ياجيلاني ياعبدالقادر
اذا قال هذا الكلام ماذا يصبح؟
يشهد مع المسلمين،؟؟
والله لو قال أشهد [أنّ لا إله إلا الله] مع كل نفس,, قال ,,,ولكنه مافعله !
هل هذا شرك أو لا ؟
سنمر بإذن الله عز وجل عليها كلها من كتاب الله
وسنفصل بإذن واحدٍ أحد في القضيه
أحبتي هذا ديني ودينك لن يبقى لك بعده شيء
لن نتكلم عن الصلاة ولا الزكاة ولا الحج
ولا الصدقات ولا الحجاب
القضية الكبرى التي إذا سقطت سقط معها دينك كله
، قال لا إله إلا الله !!
لكنه مافعل عَبَدَ مع الله عزوجل ,,
وقال لا إله إلا الله لكن معه أناس مع الله سبحانه
قال سبحانه :{قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ}
خلاص قال ؟ انتهت ؟ لا {وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ}
فإذن القضية القول إذا كذّبها العمل ,,!!
الأفعال كالأقوال فحينما يأتي رجل ويدعو غير الله عز وجل
هذا اسمه شرك,, من الذي قاله ؟
الشيخ محمد بن عبدالوهاب عليه رحمة الله ؟ لا ،
يقول الله جل في علاه
:{ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى }
وأنت ترى الليل ويأتي بعده النهار
وترى الشمس والقمر لاتتذكر إلا واحد ..
قال:{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ} كله
، طيب هل هناك أحد يملك مع الله شيء ؟
قال:{وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ}
هل هناك أحد من خلق الله ليس دون الله ؟
كل خلق دون الله ؟ حتى الملائكة ؟
حتى النبي عليه الصلاة والسلام
حتى آل البيت عليهم رضوان الله
حتى كلّ خلق الله الملائكة كلهم دون الله فكل أحد خلقه الله داخل في هذه الآيه
، تنطرح عند أيَّا كان,, هذا اسمه "من دونه"
{وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}
يقول هو الله له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير
والقطمير هو: الغشاء الذي على نواة التمر
، التمره تأكلها ، النواة تزرعها ، القطمير لاأحد يريده !
والذي لاتريده لا يملكه ولا يستطيع أن يخلقه ,,فكيف يكشف الضرّ عنك أو تأوي له ؟
كم من الآيات ستأتيك ؟
الآن الفتوى الصارخة الفتوى التي لا يحبها المشركين
وأبشركم
والله الذي لا إله غيره بفضل الله عز وجل
بعد هذه الآيات اهتدى كثير
بفضل واحد أحد من هذه الأديان المخترعه الجديدة
التي تأمر الناس بدل أن يتوجهوا لرب العالمين
الذي فوق السماء يتوجهون إلى تحت الأرض ؟
{وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}
عقل,, ؟ ربع عقل ..؟ وأنت تصدق بهذه الآيه والله لن
تذهب إلى غير الله في دعائك
لأن الله قال لك : ماعنده من قطمير
إلاّ إذا كنت تُكذب الله عزوجل وحاشاك
، ماذا قال الله بعدها ؟
قال:{إِن تَدْعُوهُمْ} انظروا التفصيل:{وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ}
{إِن تَدْعُوهُمْ} ما الذي يحصل يارب ؟
انظر مكانك جنه أو نار { إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ}
تصدق الله ؟
والله أصدق الله أنهم لايسمعون {وَلَوْ سَمِعُوا} أنا قلت لا يسمعون ؟
{وَلَوْ سَمِعُوا} يعني سمع في أحسن أحواله هل ينفعني بشيء ؟
{وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ}
خسارة بعد خساره بعد خساره,,,
مانتهت الآيه,, بقي موقف يوم القيامة
هذه الخسائر كلها فوق الأرض لكن
باقي خسائر إذا دكت الأرض دكاً دكا {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ }
سيخرج الله من دعا ومن دُعي
يحشرهم جميعاً وسيسأل هؤلاء ويسأل هؤلاء
{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ}
سبحانك
فسيخرج الله علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس كلهم
يرونه,, وسيخرج الحسن والحسين رضوان الله عليهم,,
وسيخرج كل من دُعي من دون الله
وسأفصلها لكم بإذن الله في كتاب الله وحده
ثم يقول الله عزوجل: لهؤلاء تكلموا ؟
ويتكلمون ،
ويقول لهؤلاء تكلموا ؟ أين هذا بالتفصيل ؟
في سورة يونس
يقول الله عزوجل :{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}
كلهم ،{ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ }
قف مكانك لاتتحرك لن تحاسب الآن لن تمضي على الصراط، مكانك ،
لماذا يارب !
:{ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ }
هؤلاء ليسوا أصنام
سترى الآن يتكلمون
بعض الرافضة حاول يرد على هذا الكلام فقال :الآية للأصنام ،!
نكمل حبيبي الغالي :{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ }
قفوا هنا,, ومن أشركوا هنا ، من دعا هنا ومن دُعي هنا ،
(فزيلنا) أي فرقنا بينهم هؤلاء هنا وهؤلاء هنا
{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} تكلم يامن دُعيت من دون الله
{وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}
كيف؟ {فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}
والله لم نكن ندري لم نسمع دعائكم ولو سمعنا ما استجبنا لكم,, لكن!!
كنّا عن عبادتكم غافلين :{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}
هو المولى سبحانه :{وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
ذهبت كل الكتب التي كانوا يضحكون على أممهم وأتباعهم بما فيها
يعبدون غير الله ، هذا الموقف ذكره الله في سورة فاطر:
{لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ}
أي يجحدون كل من دعاهم من دون الله :{يَكْفُرُونَ} الكلمة التي بعدها
ضع تحتها مليون خط لأنها فتوى ، يكفرون بماذا ؟ بذنبكم ؟
بعلمكم ؟ بتقربكم ؟ باتخاذكم الوسيلة ؟
لا
{يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ} هناك فتوى أوضح من هذه ياجماعة ؟
لم يذكر الله أنه من عملوا,,, ولكنهم ,, دعوا بس !! دعوا فقط .!!...
فقط دعوه!! تدعوهم ,,قال ( بِشِرْكِكُمْ ۚ) ماذا قال بعدها جل في علاه ؟
:(وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)
لا تذهب تبحث للفتوى عند غيري,, قال بعدها:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ)
ليس لمن تحت الأرض ولكن لمن فوق السماء جل في علاه
ثم في سياق الآيات بعدها بآيه لنرد على من يقول: هذه أصنام ..لا بل أكمل الآيه
,, (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ)
يعني يجحدك.. والصنم ألا يحجدك ؟؟
قال سبحانه بعدها (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ)
هذا خطاب عقلي يا أخي أنت أمامك أعمى وأمامك بصير وتريد أحدهم يدلك.. تذهب لمن؟
للبصير.. أكمل الآيه,, (وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ)
يا أخي لهذا السبب أنت لديك أنوار في بيتك لأنه لا يستوي في عقلك الظلمات والنور
يعرف يفرق بين الأشياء المتضاده,,
الثالثه: (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) أنت عندما توقف سيارتك
أمامك ظل.. وشمس.. ستذهب للظل.. عقلك الذي يميز بين الأشياء
يا من أتبعت هذه الأهواء !! عقلك الذي يميز بين الأشياء
خذ الصاعقة التي بعدها
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ)
أنت أمامك شخص حي ,,بشر,, وشخص آخر ميت
تذهب للحي ترجو منه لأنه حي والذي مات ..مات!!
فكيف بعقلك الذي يفرق بين الأعمى والبصير والظلمات والنور ثم لا يفرق بين أن تدعو ميت تحت
الأرض وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم سبحانه !!
قال الله بعدها (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يشَاءُ ۖ)
لأجل هذا قال:(وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ*إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ )
من الذي علمنا أن هذا شرك ؟ الله جل في علاه يقول:أن أحدهم يقول لك :
خلاص والله لن أدعو مع الله سبحانه وتعالى أحد مادام أنه شرك
لكن ؟ نتخذهم يقربونا إلى الله زلفى
أيضا القرآن يرد.. كلام ربي جل في علاه (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ ) دعه يقول,, أيشبهه ؟!
بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) (إِلَّا جِئْنَاكَ
يقول قائلهم يقربونا إلى الله عز وجل زلفى..
خذ أول سورة الزمر يقول سبحانه ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) ستأتي معنا كثيرا كلمة الحق
ليس إلا الحق فالحق واحد ,,والكذب والباطل كثير
فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ لماذا يا ربي أنزلت إلينا هذا الكتاب بالحق ؟
(فَاعْبُدِ اللَّهَ) كثير يعبدون الله لا,, أنت عليك أن تعبد الله بطريقه مختلفة,,
كما جاءنا القرآن بها (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) كيف ؟؟ هل هناك من يعبد الله غير مخلص له
الدين ؟ نعم
إقرأ الآيه التي بعدها (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) وكل خلق الله دون الله
(اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) ما الذي أجلسك عند قبر فلان تدعوه من دون الله ؟
(مَا نَعْبُدُهُمْ ) إذن ما الذي أجلسك عند قبره وتدعوه ؟
(مَا نَعْبُدُهُمْ ) يقول والله ما أعبدهم !!
إذن مالذي جعلك تدعوه من دون الله؟؟
(مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ) هذه حجتهم اليوم أليس كذلك؟ أكمل الآيات
آيات التوحيد والشرك تأتي خط احمر بعدها خط احمر مباشره
ليس هناك في التوحيد لا أدري !! أو ما حكم هذه القضية؟
قال سبحانه ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
أعطنا يا رب الحكم,, جل في علاه يقول : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ) يقول لم أقل له في
القرآن اذهب ادعهم ليقربوك ؟؟
افتح القرآن من الفاتحة إلى الناس أين الآيه ؟؟
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) كاذب,, كذب وكفر وأشرك
والله إن اتبعت هذه الأديان تقع في كفر (كفار) وكذب (كاذب) و (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ)
هو شرك ..ثم يقول أحدهم :هم يشفعون لنا عند الله خذ الجواب حبيبي الغالي
في سوره يونس يقول سبحانه (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )انظر للصراحه والوضوح في القران
يقول الله "ويعبدون" يقول هذه ليست عباده..بل شفاعة نتقرب بها إلى الله
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ) وإذا قلت له لماذا؟
(وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ) يعني نيتهم حسنه صحيح ؟ يقربونا إلى الله,,
شفعاؤنا إلى الله لكن اسمعوا الحكم
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ.. ) هو لا يعرف ؟؟
(وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
قال الله (وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ ) ياجماعه رد ( قل أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ)
يعني أنت تعلم الله شي لا يعرفه ولم يعلمه الرسول؟؟
هذا افتراء على الله يقول الله لو أنا أريدهم يتخذون شفعاء لذكرتها في القرآن وعلمت الرسول
ليعلمها
الناس,,الجنة لا تأتي إلا عن طريق الرسول صح ياجماعه؟
يقول الله (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )
يعني تخترع شي جديد نسيه الله عز وجل ؟
(قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ) خذ الصاعقه – سبحانه - نهاية الآيه
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) )
خطوط حمراء يعبدون في البدايه ويشركون في النهايه !! إذن ,,حتى وإن قال لك هو إنما
يقربني إلى الله
فهو مشرك واضح ياجماعه؟؟ وضحت الخطوط الحمراء هذه ؟؟
الأولياء هؤلاء من هم ؟أصنام ؟ أو هم أحسن الناس؟؟ خذها حبيبي الغالي في كتاب الله عز وجل
والله هي القضيه التي بدأت السموات والأرض لأجلها
وخلق الناس لأجلها هي القضيه التي ستضج ساحات القيامه يوم العرض الأكبر على الله عز وجل
كل شخص يسأل عن هذه القضيه
يقول الله سبحانه وتعالى يأتي الله بالملائكه ثم يسألهم ,, شخص,, شخص ,,يقول جل في علاه: - موقف
رهيب- كل الأسئله عن قضيه وحداه فقط: أن من تعبده أنت هو مخلوق أنا خلقته ؟
أم تعبد الله عز وجل الذي خلق الخلائق كلها جل في علاه؟؟؟
يقول الله جل في علاه ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ) ملائكة,, لم يعصوا الله
,,وهم ليسوا أصناما ماذا يقول الله للملائكه:
(أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) تصفى القضيه ليس هناك سوى واحد جل في علاه يسأل كل الناس!!
فيسأل الملائكه (أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ)
(قَالُوا سُبْحَانَكَ ) (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) اعترف الملائكة
سقط كل هؤلاء الذين اتخذوا الملائكة أولياء
الملائكة تبرؤوا
(قالو سْبحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)
فاليوم أجابوا
(فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا
,,الملك يؤمئذ كله لله عز وجل
(فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ
)
فقط الملائكه,, لا,,
بل حتى عيسى بن مريم جل جلال الله الذي أرسله بالحق
يقول الله عزوجل موقف رهيب الناس تسكت ولا تسمع إلا همسا
جيئ بعيسى عليه السلام (أَأنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ)
أنت قلت لهم ؟ أن احد يستحق العباده معي ؟
تسقط كل المعبودات من دون الله عز وجل (قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي,
العبدُ عبد والله الخالق المعبود هو وحده المعبود جل في علاه
سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي ) هذا من أولو العزم من الرسل يقول ما يكون لي يا رب أن أقول لهم ادعوني أو قولوا يا عيسى بدون يا الله
إذن كيف يكون لمن هم دونه يقولون تعالوا اعبدونا و ادعوا فلان و فلان
( مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ )
العبادة حق لله وحده
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ) سبحان من يفصل بين العبد و المعبود .. والخلق و الخالق جل في علاه
(إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)
(مَا قُلْتُ لَهُمْ )
إذن من أين أتت هذه التحريفات??
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ )
أنا عبد و أنت الآمِر و أنا المأمور .. و أنت الخالق و أنا المخلوق
أحبتي إن لم تتضح القضية في قلبك اليوم سنراها عياناً يوم القيامة كل الملائكة و الرسل يرجعون لمكانهم الطبيعي هم أفضل خلق الله ..نعم
لكنهم لا يُعبدون من دون الله و لا يُشركون مع الله ..
الله جل في علاه لا يرضى
أعظم ذنب يُعصى به الله عز وجل أن تتخذ مع الله أحدا ..في دعائك في أي عبادة من العبادات
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
سبحانك إذاً الأولياء ليس شرط أصنام ..واضحة يا جماعة!!
قد يكون ملك مقرب قد يكون رسول مرسل ..القاسم المشترك أن الله جل في علاه لا يرضى ..
العجيب في الأمر أن هناك من ضُحِك عليه
..اسأل الله أن يوقظه قبل أن يأتي يوم الفصل والعرض الأكبر على الله عز وجل ..
ضُحِك عليه حتى يوم القيامة يحلف عند الله أنه ليس مشرك .
.هل تذكرونها أحبتي في كتاب الله؟!
يقول الله جل في علاه
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)
موقف سكوت ..ثم يتكلمون فينقل الله لك كأنك تراه بالصوت والصورة ..
(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ )
يعني لم يكن جوابهم لهذه الفتنة وهذا الاختبار ( إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا ) يحلف بالله
( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَاكُنَّا مُشْرِكِينَ
انْظُرْ )
الله يقول انظر (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ )
هو لم يكذب على الله هو كذب على نفسه و إلا فالله عز وجل بين له في القرآن لم يقل اعبد غيري
لو فُتِح لك قرآن يوم القيامة وقيل لك تعالى اعطني أي آية في القرآن تُبين لك انك تدعو أحدا مع الله
(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)
الملائكة تبرأت والذين كانوا يعبدونهم من دون الله تبرأوا منهم وعيسى عليه السلام تبرأ من اتباعه
والكل تبرأ من كل من دعاه من دون الله عز وجل
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)
قالوا هؤلاء يوم القيامة آل البيت عليهم رضوان الله سيأتون ويخرجوننا من النار ويدخلونا الجنة ...و الصوفي يقول.. وهذا يقول ..الكل يقول
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)
خذ الجواب من العظيم الوهاب جل في علاه ( كلا ) إذا قال الله كلا فهو
كلا ,, ماذا سيحصل يا رب لأتعلم هنا,, لأن يوم القيامة لا ينفع :رب ارجعون ..لا
?(أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ )
ألم اقل لك كلا
كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ) _سيجحدون _ (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) بدل أن يكون عزا سيكون ضدا
إذن كل القرآن واضح ..كل القران توحيد ولم تأتي السور و لا انزل الكتاب إلا لأجل التوحيد... أين عقول هؤلاء الناس?
سأخبرك حبيبي الغالي من كتاب الله عز وجل لأن الله عز وجل يقول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ.. ( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)
...ماهي.الرسالة يارب من هذا الكتاب . (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ)
لأجل هذا كل قصص القرآن جاءت
كنت في أمريكا قبل سنتين تقريبا ,, فدخلت أحد المساجد لألقي محاضرة ,, فقال لي رئيس مجلس
إدارة المسجد : أرجوك يا شيخ تكلم عن أي قضية إلا التوحيد .
فقلت له : سبحان الله!! عجيب الرسل كلها ما أُرسلت إلا لأجل التوحيد كيف لا أتكلم عن التوحيد؟
مع أني والله قد نويت أتكلم بموضوع آخر لكن,, ركبت في راسي ..فقلت لماذا ؟
قال لأن هناك جماعات يدخلون المسجد وسيثيرون بلبلة ..قلت لا عليك سيعيننا رب العالمين وتكلمت عنه عندما دخلت في أول المحاضرة ..كانت المحاضرة باللغة الانجليزية
قلت لهم يا جماعة أعطوني أي قصة في القرآن إذا لم تكن تتكلم عن التوحيد ردوها علي وسأوقف المحاضرة ..
أي قصة؟؟ سكتوا .. أعدت السؤال مرة ثانية
قلت يا جماعة أنا أقولكم اختاروا انتم الآن .لم يجب أحد
المرة الثالثة قلت له _ والله يا جماعة وهذا واحد محذرني منه يقول بالذات هذا .. هذا ما يترك احد يتكلم عن التوحيد إلا يقوم عليه في المحاضرة و يبلبل ويلقي شبهات وكان يجلس في الأخير بشكل متربع وينظر كأن عينه الشرر
فقلت لهم المرة الثالثة ثابته .. أعطوني أي قصة في القرآن إذا ما تتكلم عن التوحيد ردوها .. يا جماعة أعطوني قبل لا اختار لكم أنا
والله يا جماعة لم يتكلم احد في المسجد باستثناء الرجل الذي حذروني منه ..
وهو جالس قال في آخر الزاوية قال
the cave
فقلت سبحان من أوقعك ..لم تجد سوى سورة الكهف؟
قلت ممتاز!
فسألته: قلت أنا أعرفك؟.
قال: لا
قلت قابلتك قبل الآن؟
قال لا
والله يا جماعة لا أعرف الرجل ولا حضرت معه قبل ذلك لكنه اختار
نبدأ بقصة أصحاب الكهف
أصحاب الكهف لم يخرجوا من ديارهم _ أبناء ملوك _ لم يخرج لأنه لم يجد وظيفه أو لم يجد بيت لا,, لا .
. لديه كل شي
الذي أخرجهم قضية واحده فقط
قال الله عز وجل ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا )
ماذا أخرجهم من ديارهم جميعا؟
(وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) طيب لماذا خرجوا? (لن نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ)
لا نعبد أحدا غيره ..
قضيتنا توحيد ( لن نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ ) هذا الذي أخرجكم فقط? نعم ( لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
إذا لماذا تركتم أقوامكم? نقصوكم مال؟؟.... أو أي شي؟??
قالوا (هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا) ..ما هي مشكلتهم? ( اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ )
يريدوننا أن نعبد الله مع احد ..هذا توحيد أو لا توحيد!
(اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبا)
ماذا قال بعد هذه جل في علاه (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ) تركتموهم .. لماذا تركوهم? ( وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ) بس واحد.. قضية توحيد أو لا يا جماعه

قال تعالى(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه
أليست هذه قضية توحيد يا جماعة ؟
والله عندما انتهينا وجاء الناس ليسلموا علي ,,أقسم بالله الرجل هذا عصرني عصر,,
كاد يكسر ضلوعي,, صرخ بأعلى صوته في المسجد " أن القضية قضية توحيد ونحن كنا مضحوك علينا
يا جماعة كل القرآن جاء من أجل التوحيد
(إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)...
ماذا قال بعدها ؟
- (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)
(كَذَٰلِكَ... كذلك ماذا (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا* مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا* خَالِدِينَ فِيهِ ۖ)
إذن كل القصص التي ذكرت كذلك من أجل أثبات أنه لا إله إلا الله
نعم وربي ما أنزل القرآن وأرسل الرسل إلا من أجل ألا تدعو أحدا مع الله,,
أو يظن المشرك هذا سينجو من عذاب الله عز وجل,, لا,, وربي.. إلا أن يتوب..
إذن كيف ضحكوا عليهم؟؟ كيف يا جماعة؟؟
قالوا لهم ببساطة أن قضية العقيدة في هذا القرآن لا تستطيع أن تفهمها أنت !! ولن تفهمها
إلا عن طريق آل البيت والمذهب الآخر يقول: لن تستطيع أن تفهمها إلا عن طريق الأولياء...
كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
طيب أنا- اجتمعت مع 50 من المهتدين انتقلوا بعد توفيق الله عز وجل من دين الرافضة إلى دين التوحيد والسنة
فقلت لهم نفس السؤال قلت يا جماعة ألا تقرؤون القرآن ؟
قرآن يزلزل الدنيا بالتوحيد قالوا لنا أننا لا نستطيع أن نفهم القرآن إلا عن طريق هؤلاء.. من هم ؟!
طيب هؤلاء من هم ؟ ومن أين جاءوا بعلمهم؟
قالوا عن طريق آل البيت أقنعوهم بهذه الطريقه.. - عليهم رضوان الله-
فقلت لهم إذن لا تفهمون القرآن إلا عن طريق هؤلاء؟
العقيدة في القرآن لا تفهمونها إلا عن طريق هؤلاء - آل البيت-؟؟
قالوا نعم
قلت ألم تقرأوا القرآن لتعرفوا الإجابة على هذا السؤال؟؟؟ هل هذا صحيح أحبتي؟؟
هذا القرآن لتفهم العقيدة,, لو كنت من الجن,, فهل الجن من آل البيت؟؟
الجن عندما سمعوا القرآن (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ )
ماهي أول قضية فهمها الجن؟ أول قضية (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ )
زلزلهم القرآن توحيد خالص نسف كل الآلهه في قلوبهم
إلا الله قال (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)
قبل ذلك كنا مشتتين نعبد هذا ونخاف من هذا
قالوا: جل جلال الله سبحانه..
(فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن )- ولن ماذا ؟- (وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا* وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ
جَدُّ رَبِّنَا) - هو سبحانه في الأعلى جل في علاه لايدخل معه أحد في العبادة –
( مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدً)-
هل الجن من آل البيت لأجل هذا فهموا التوحيد؟ لا بل سأعطيك ليس من الجن
بل من الكفار بل من النصارى لا بل من القساوس الذين في معابد النصارى الذين يدرسون النصارى
يقول الله عز و جل (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ-
أشد,, انظر التفصيل.. أعلام أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود من معهم ؟؟- ( وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ) –
سبحان الله لن تجد أحدا في هذه الدنيا كلها يعبد الله وحده ويدعو الله وحده إلا أهل السنة والجماعة فقط ؟؟ فقط.
. كل الأطياف وكل الأديان متفقه ولديهم قاسم مشترك فكلهم ضد أهل السنة
لأن أهل السنه لا يدعون إلا الله
لأجل هذا جميعهم يعادون أهل السنه حقد دفين,, تقتيل,,و تحريق -أجعل الألهه ألها واحدا؟
–يريدون منا ألا ندعو الله هذا دينهم
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ
- جميعهم - ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ - منهم- قِسِّيسِينَ - قساوسة - وَرُهْبَانًا -
فيهم صفة إن كانت فيك وأنت في أي مذهب والله أن الله سيدلك على الحق
فلا تسمع الكلام لأنه كلامي أو كلام أي أحد
اسمع الكلام بالصفة التي سأقولها لك الآن والله ليهدينك ربي سبحانه
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ )
لا تسمع الحق وأنت مستكبر سينقفل القلب
(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ
لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ)
هذه آيه في هذا القرآن العظيم ,, فهؤلاء الذين لا يستكبرون مع أنه قسيس وراهب في الكنيسة اسمع ما الذي يحصل
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ )
قلب لم يستكبر ثم سمع التوحيد هل فسر له القرآن أحد من آل البيت ؟؟ لا,, توحيد واضح في القرآن
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ )
واضح يا جماعة لم يقل سبحانه : مما سمعوا من الحق قال مما عرفوا من الحق
( يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
( وَمَا لَنَا ) والله ما نعبد ( وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ )
واضح ياجماعة القرآن في قضية التوحيد؟؟
فقلت لهؤلاء الخمسين المهتدين :ألم تسمعوا قول الله عز وجل
( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ) لماذا
( حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ )
يعني يمكن أن يفهمه بدون آل البيت عليهم رضوان الله
( حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ )
سبحان الله إذن التوحيد واضح في القرآن ..أوضح من الشمس..
لأجل هذا نرى القسيسين الذين لا يستكبرون سمعوا أن عيسى علية السلام يقول (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ
مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ )
فرأوا كيف يسقط من دُعي من دون الله فتبرأوا إلى الله أن يلقى رب العالمين جل في علاه وهو يشرك مع الله أحد.
. يقول الله جل في علاه في الحديث القدسي
( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً - أي عمل في حياته- أشرك فيه معي غيري
تركته وشركه )
الشيخ محمد حسين يعقوب -اسأل الله أن يحفظه ويوفقه- يقول
( أنت لو تسأل امرأتك عن مدى حبها لك ؟؟
فتقول لك 97% ثم تسألها والثلاثة بالمئة المتبقية ؟؟
قالت: أحب ولد الجيران..
قال الشيخ : فينسى 97٪ مع أنك بشر لم تعطيها شيء لكنك لا ترضى لك شريك !!
ولله المثل الأعلى جل في علاه
فالله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يشرك معه أحداً
ماذا يقولون لهم يا جماعة؟ ...
وخذها قاعدة حبيبي الغالي كل من كذب على الله,, كل من ألف دين وافترى على الله بالكذب
لابد أن يأتي يوم ويكذب بالقرآن لابد ..
– لأجل هذا القرآن ينسف ما أمامه
- الله عز و جل يقول(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ )
يدمغه : يعني في الدماغ ليس ضربه في الكتف أو في الرجل,, بل في الدماغ
(فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
فماذا قال في الأخير؟ رأوا كلام كله شرك أعبد ,, اذهب ,,وأدع غير الله,, قرؤوا القرآن كله توحيد

قالوا أن القرآن محرّف ، والله عز وجل أخبرنا أن كل من افترى على الله كذباً
( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ )
تضطر أن تكذب لأن القرآن لن يسمح لك الكلام كله هنا,, ليس الذي تعلمونه الناس في الشرك فماذا نقول لهم ماذا؟ ، يقول الله عز وجل في سورة آل عمران
( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ )
طيب ماذا يعمل هؤلاء في المتشابهات ؟
يحتجون بآيه ليتهم ما احتجوا بها لأنها كلها ضدهم من بدايتها إلى نهايتها قال الله
( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ )
ماذا يعمل؟ يترك كل آيات التوحيد القاصمة التي مثل الشمس
( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ )لماذا ؟
( ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ )يقول
( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَان صِدْق عَلِيًّا )يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه,, الآيه معناها علي ؟
إذن !( سَبِّحُوا بُكْرَة وَعَشِيًّا )أبو بكر وعائشه! صح ياجماعه
نستطيع نحرف هكذا ؟؟ لا نستطيع؟
( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ )
وقف
(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ )
يقولون لا..لا..لا.. الآيه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، ممتاز! نرجع لنفس الآية ونرى،
الآيه وصفت لنا فريقين فريق في قلبه زيغ ، وفريق قلبه راسخ في العلم. الفريق الذي في قلبه زيغ يشتغل على الآيات المتشابهه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .واضح ياجماعه ؟ الراسخون في العلم بماذا وصفهم الله عز وجل
( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كل من عند ربنا )
يألفون فيه ويأولون ؟ ويقولون بعدها
( ربنا لا تزغ )
لا نصبح مثل هؤلاء نتبع المتشابهات
( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
لنقرأها بالقراءتين
( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ )
وقفت هنا ، نفسي انقطع,, استطيع أن أقول
( اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ )
يصح هذا ؟
الله معهم ؟ الله يقول ربنا لا تزغ قلوبنا يصلح ؟ وضحت ياجماعه ، نقول
( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ )ثم تقف
( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )
إلى نهايه الآية ,, آخر حجه لهم يقول أنا أدعوه! ولم أعبده من دون الله عز وجل
هل الدعاء عباده ؟ يقول الله عز وجل
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
الخيار الثاني لو لم ندعوا الله ؟
( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ )دعائي ؟ لا
( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
الدعاء هو العبادة!
لأجل هذا إبراهيم عليه السلام عندما تكلم مع قومه هو لم يرهم يفعلوا أي شيئ سوى الدعاء,,يدعون الآلهه من دون الله عز وجل فقال الله عز وجل على لسان إبراهيم
( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا ) ماذا؟
( وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
يقول الفرق بيني وبينكم أني أدعو الله وأنتم تدعون مع الله أحدا
( وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا )
ماذا قال الله بعدها
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ )
وماذا ؟( وَمَا يَعْبُدُونَ )
يقول الدعاء هو عبادتهم واضحة يا جماعة إبراهيم يقول
( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
والله يقول
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَاْ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله )
واضحة يا جماعة بسبب هذا يقو الله جل في علاه
( أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ )
يقوله للأنبياء والرسل والملائكة والأولياء الذين دُعوا من دون الله
( أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
* قَالُوا سُبْحَانك )
إذن أحبتي كل القرآن يدور على قضية انك لا تقول لا إله إلا الله بلسانك فقط ، أنظر إلى آل قريش سهله عندهم يقولون لا إله إلا الله ويتخلصون من شر النبي بزعمهم ,,وإلا فهو لم يأتيهم إلا بالخير
( قُلْ هُوَ أُذُنُ خَيْرٍ لكَمْ )
طيب لو يقولون لا إله إلا الله؟ ، لا! يعلمون أن لا اله بعدها نحطم كل الأصنام الموجودة حول الكعبة ،
يا جماعة لو عندنا الآن نصراني وجاء وقال أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله
وسأصلي معكم وأصوم وأتصدق وأقرأ قرآن
لكن قضيه واحده بس إذا أتتني مصيبة سأقول يا عيسى ،
يُسمى مشرك أو لا ؟ مع أن عيسى عليه السلام ليس صنماً!
بل من أولى العزم من الرسل وهو حيّ
( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ )
لو كان هذا شرك فكيف بمن يدعو من دون الله الأموات والأولياء والصالحين ؟؟،
أحبتي لابد تكون القضية هذه أوضح عندي وعندك من الشمس
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ..
قولوا لمشايخكم أن الله عز وجل يقول:
( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ )
يعني الذي يدعو من دون الله لا يكون من
المسلمين ،
ثم يأتي من يتكلم وينشر في اليوتيوب
والله فتنه كبيره يحاولون يميّعون الشرك يعني لا أدري ماذا يريد؟
يحاول أن ينسف هذه العبادة ,,يأخذها من رب العالمين ويوزعها على الناس
يستميت لأجل الشرك
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )
ألم تسمعوا بعض الناس في بعض المقاطع يقول إن النصراني واليهودي فقط عليه أن يقول اشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله و يدخل الجنة ، سمعتوها ؟ أو لم تسمعوها ؟،
ما هو دليلك ؟ قال
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . )
انظر كيف الخوض في آيات الله بغير علم
، اليهودي كان مع موسى عليه السلام على التوراة وآمن بالله وآمن بموسى
هذا لا خوف عليه ولا هو يحزن
والنصراني كان في عهد عيسى عليه السلام وآمن بعيسى لا خوف عليه
ولا هو يحزن واضح يا جماعه ،
فيأتي يلوي أعناق النصوص ويدخل هذا لكن القرآن له بالمرصاد يقول جل في علاه
( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )
والله لو انتهت السورة هنا عرف المؤمن أن هذا لا يدخل الجنة أبداً
ما انتهت الآية قال :
( وَمَأْوَاهُ النَّارُ )تكفي ! قال
( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )
طيب الذي يقول الله ثالث ثلاثة يكفر أو لا ؟
وما الدليل ؟
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ )
طيب الذين قالوا المسيح ابن مريم ؟
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ )
يا جماعه هذه أمانه في أعناقنا
هذا الكتاب العظيم الذي جاء بالتوحيد والله أحبتي أنه أمانه في أعناقنا جميعا,نبثه
لأولادنا ونعتقد به عقيده عظيمه
وأختم ..كيف وصل الناس إلى الشرك؟
ياجماعه مالفرق بين الذي كان يدعو يا يعوق ويا سواع ويا ود ويا نصرا وبين الذين يقولون اليوم
ياعبدالقادر الجيلاني يا حسين يا ...,ما الفرق ؟
( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ
ستجدهم كلهم مشركين ,هل وضحت لكم يا جماعه؟
كيف يدخل هؤلاء إلى الشرك؟
لا يدخلون إلى الشرك مباشره لا ,بل يبدأ بالبدع
قد صليت خلف أحد الأخوه وأسأل الله أن يوفقنا وإياه وإياكم لكل خير,في أحد الدول الخليجيه ,
صلينا خلفه صلاة التراويح وكان يقول بين كل تسليمه وتسليمه وهو واقف "وصل وسلم على نبينا محمد
..الله أكبر"!!
انتهينا من الصلاة وقلت له :
يا حبيبي الغالي ماشاء الله قراءتك ممتازه وتجويدك والمخارج
لكن حبيبي الغالي بعد السلام سمعتك تقول اللهم صل على نبينا محمد وبصوت عالي؟
قال :سبحان الله....../و ياجماعه هذا الأسلوب الذي سأذكره لكم
فكل من ابتدع وكل من انحرف لن يأتي ويسألك ويقول هل فيها شيء؟
لا,, بل سيهجم عليك
قال الله سبحانه في القرآن,جاءوا عند النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا )
لاحظ المهاجمه !, نعم هو إله واحد!!
يقول الله سبحانه وتعالى أنهم يأتون ويقولون عن النبي عليه الصلاة والسلام
( أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ )
ونحن نقول نعم هذا هو العظيم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام,والله يقول (وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)
يقولون إن هذا محمد يخطط على دينكم , نعـــم هو يخطط أن ينقذكم من النار إلى الجنه
المهم عندما قلت لهذا الإمام لماذا تصلى على النبي بين كل صلاه.وبصوت عالي.؟
قال سبحان الله الصلاة على النبي هل فيها شيء؟
قلت له: حبيبي هدئ من روعك!!,
وقلت له: أنا أريد أن أعرف هل أنت أفضل أم النبي عليه الصلاة والسلام لكي أقلد أحد منكم ؟
نبينا عندما ينتهي من الصلاة يقول: استغفرالله استغفرالله استغفرالله,
هل أنت أفضل منه كي أقلدك أم هو أفضل ؟
قال: استغفرالله !! ,قلت له : من الأفضل ؟
قال:لا,طبعا النبي عليه الصلاة والسلام ,قلت له :إذن النبي عليه الصلاة والسلام عندما ينتهي يستغفر
فأما أنت أفضل منه أو هو أفضل منك, فإن كان هو الأفضل منك فأعمل مثله
وبقي شيء في فكره, ومازال الشيطان يتسلط عليه,وقال:لكن هذا خير ؟الصلاة على النبي في أي وقت؟!!
قلت له:ممتاز, إذن وأنا ساجد بدلا من أن أقول سبحان ربي الأعلى ,سأقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله
الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد...
قال :لا لا يصلح!!؟؟
قلت له : سبحان الله حتى هذا خير, لماذا لا يصلح و هذا قرآن!!!؟؟
قال :لا ,لأن النبي علمنا أن نقول سبحان ربي الأعلى بالسجود؟
قلت له:النبي الذي علمني أن لا أقرأ قرآن بالسجود,علمني استغفر بعد كل صلاه
وقلت له وهو ,كان ثوبه يسحب على الأرض,فاللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
واجعلنا نقتدي بخير خلقك محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام
فقلت له: حبيبي ماشاء الله عليك ,مادامك تحب النبي عليه الصلاة والسلام,ليتك ترفع ثوبك ولو قليلا
وليس مثله ولو فوق الكعب,فكان ياجماعه واقف وكنا في رمضان
وكان يقول: انظر وهو يرتفع لأعلى حتى كادت كتفه تصل لرأسه,فقال فقط باقي قليلا
قلت إذن:غدا إن شاء الله سأصوم من الفجر إلى قبل المغرب بدقيقتين سأفطر!!!
وبعدها ولله الحمد انتهينا أنا وإياه بالعناق,وأنا ليس بيني وبينه شيء يا جماعه
ولكن هذا دين
فالذين يأتون الآن ,وتجدهم في بريطانيا بعد الصلاة يدعون دعاء جماعي,,
ياجماعه نحن ليس بيننا وبينهم مشكله ,ولكن نحن عندنا أفضل واحد في العالم
جاء به الله لنا وتعذب من أجلنا وأعطانا سنه وهي أفضل شيء فلماذا نخترع شيء من عندنا!؟
وهذا هو طريق الشرك,ستبدأ تخترع قليلا ..قليلا..قليلا..إلى أن تخرج لنا بدين جديد
ختاما وفي دقيقه..الآن مثلا,وأعطيك مثال بسيط حتى لا نستهين في البدع أحبتي
أي رساله تأتيك بجوالك أو في ورقه,, تقول: "رأى فلان الفلاني أن من أرسل الرساله هذه فإنه سيحدث له كذا
والذي لا يرسلها سيحدث له كذا ...!!!" هل ديننا نأخذه من أحلام ؟؟ نعم أم لا ؟؟ لا
وهل ديننا ناقص لنبحث عن أحد ليكمله لنا بحلم!!؟ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )
والناس تصدق هذه البدع وترسل,,
فيا أخي لا ترسلها هذه بدع وكذب
وخذوها نصيحة أرجوكم من محبكم ,أي رساله تأتيك
"قال فلان","انشر تؤجر",أرسل رساله لمن يرسل لك وقل له :حبيبي من أين أتيت بهذا الكلام؟؟
فقط قل له:من أين أتيتت بهذا الكلام لكي أنشره وأنا أعرف من أين آتى!!
,ووالله أنهم لن يرسلوا لك بعدها,وجربتها ولم يعودوا يرسلوا لي , ,
فأرجوكم أحبتي إن هذا الأمر ديــن,فلن يؤاخذني الله
تعالى إذا لم أرسل رساله وأنا لم أتأكد منها ولكنه
سيسأل عن كل من أرسلها إن كانت غير
صحيحه
أحيانا عندما نصلي نسمع "ربنا ولك الحمد" ,فنسمع أحدهم يقول "ربنا ولك الحمد ولك الشكر"!!..
هل تسمعونها كثيرا؟؟
الشكر هذه من قالها ؟؟ الكلمة هذه من أدخلها؟؟ لاندري !! لاندري!!,
قد يكون أحدهم تحمس وربما جاءته بشارة فقال : ولك الشكر,
لكن سيقول قائل "ما هذا التعقيد في كلمة شكر!!؟؟
لا يا حبيبي المسأله ليست مسألة تعقيد القضيه قضية أني أنا قلت اليوم "ولك الحمد ولك الشكر" ,
لك الحمد هذه من النبي عليه الصلاة والسلام ,ويأتي
هذا التافه المسكين ويزيد على كلام النبي عليه الصلاة
والسلام ويخلط
مثلا صلى بجانبي ولدي وسمعني أقول "ولك الحمد
ولك الشكر" وذلك اليوم قد يكون ناجح ومتحمس
والإيمان عنده زائد,
فقال وهو يحس أن كلمة" ولك الحمد" لا تكفي فقال
:"ولك الحمد ولك الشكر الجزيل ,
وقد تكون البنت جاءتها بشاره بعدها وقالت "ربنا ولك
الحمد الجزيل كثيرا أكثر شيء بالدنيا",
والله ياجماعه الدين بعد أجيال سيتورط ويحتارون من
قال "الجزيل" ومن قال"الشكر" ومن قال "لك الحمد"
لا يدرون ,واختلط الدين كله مع كلام النبي عليه
الصلاة والسلام مع من ألف هذا التأليف
أحبتي البدعه خطيره والله ياجماعه,وهذا ما يحدث اليوم وتفكك الدين
,لو نسأل عن صلاتنا اليوم مالذي مثل النبي عليه
الصلاة والسلام,ومالذي جئت به من عندك!!؟
تريد أن تزيد من كلام الحمد؟
موجود قال النبي عليه الصلاة والسلام(اللهم لك الحمد
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد
أهل الثناء والمجد وكلنا لك عبد )
والله لن تصلها بكلمة الشكر الجزيل أو بغيرها,
أحبتي أرجوكم إن هذا الأمر دين و والله لن ننجو بغير التوحيد ,
أسأل المولى جل في علاه أن يحقق التوحيد في قلوبنا
وألا يجعل في قلوبنا ولا في أعمالنا ولا يارب في دعائنا
غيـــر الله سبحانه جل في علاه ولانبتغي إلا وجه الله
اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يارب العالمين
,اللهم من قام على هذا اللقاء ونسقه ويسره وأعان عليه
وتبرع فيه وحضره اللهم يارب لا تبقي في صدورهم
أمنية لك فيها رضا ولهم فيها صلاح إلا كتبت قضائها
قبل أن ينفضوا من مجلسهم هذا
ومن شاهد هذا اللقاء ووالدينا ومن أحببناهم يارب
العالمين ,
اللهم انصر الإسلام والمسلمين فوق كل أرض وتحت
كل سماء ,اللهم أقر أعيننا بنصرة التوحيد وأن يقام
الدين
كله لله "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (الشرك) وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ"
اللهم يامن بيده الدنيا والآخره لاتفرقنا من هذا المجلس وفينا مهموم إلا فرجت همه
ولامديون إلا قضيت دينه ولاضالا إلا هديته ولا عقيما إلا ذرية صالحة تقر بها عينه إلا رزقته
ولا أيمٍ إلا زوجته ولاعزباء إلا زوجتها
اللهم بلغ أحبتي هؤلاء من الخير أعظم مما يرجون واصرف عنا وعنهم من الشر أعظم مما نخاف
ويخافون,اللهم اجعل هذا الكلام كله لك خالصا
ولاتجعل لبشر فيه حظا ولانصيبا
,وآسف أحبتي على الإطاله,وأصلي وأسلم على أشرف من وطئت قدمه الثرى
بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام وجزاكم الله خيرا

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:23 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
أبدأ بسم الله مستعينا ..راضٍ به مدبرا معينا.. والحمد لله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا .
أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ عملي استغفره ,, وأستعينه على نيل الرضا,, واستمد لطفه
فيما قضى ,,, وبعد
إني باليقين أشهد شهادة الإخلاص ألا يعبد في الكون معبود سوى الرحمن من جل عن عيب وعن
نقصان وأن خير خلقه
محمدا من جاءنا بالبينات والهدى روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفدا عليه الصلاة والسلام ,,
أما بعد .. أحبتي الفضلاء فأسأل الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه الذي إذا أعان أعان أن يعينني
وإياكم في هذا اللقاء
وفي كل لحظات حياتنا حتى نلقاه,, أسأله سبحانه أن يجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا وأن يتولاه توفيقا
من عنده ثم يتقبله
خالصا لوجهه الكريم فوالله لن يقبل عمل على أرض الله إلا إذا كان يُبتغى به وجه الله جل في علاه
ووافق هدى الله جل
في علاه عن طريق سيد الخلق بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام .. أحبتي الفضلاء .. كأي لقاء
وأسأل الله أن يثبتنا وإياكم
حتى نلقاه لن نتعدَ هذا الكتاب .. والله جل في علاه قد بين لنا أنك لو عشت في حياتك كلها والناس
كلهم اشتغلوا
في كتاب الله يستخرجون الكنوز ويستخرجون المعجزات والعظمة التي في هذا الكتاب لمات الخلق
كلهم ولجفت البحار
كلها ولانتهت أشجار الدنيا كلها قبل أن تنتهي معان كلام رب العالمين جل في علاه
(وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْض مِنْ شَجَرَة أَقْلَام) كل أشجار الدنيا أقلام (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)
جفت؟؟
(مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) لو أتيت بمليون بحر والله تجف .. وما نفدت كلمات الله عز وجل (قُلْ لَوْ كَانَ
الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي
لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) هناك قضية كبرى خلق الله السموات
والأرض من أجلها
قضية واحدة أكبر قضية في الدنيا خُلقت الجنة لأجلها وخُلقت النار لأجلها .. بُعِث الرسل لأجلها
..قُطع من قطع لأجلها
حُرق من حرق لأجلها .. عذِّب من عُذِّب لأجلها ..كل آية في القرآن .. بل كل قصة في القرآن
نزلت لأجل هذه القضية ,,
قضية كبرى ...أنزل الله سبحانه وتعالى الكتاب لم؟ القرآن الذي تقرؤه الآن كل القصص التي فيه
.. إبراهيم وإسماعيل
وموسى وعيسى والنبي عليه الصلاة والسلام .. قصة فرعون مع موسى ,,, كل هذه القصص
دارت حول قضية واحدة
كبرى .. ما هذه القضية ؟ هي قضية ألا تعبد إلا الله .. يقول احدهم معروف هذا التوحيد .. لا
,,والله أحوج ما نحتاجه
اليوم هذه القضية .. قد تعمل طول حياتك ثم تبذل عبادة واحدة لغير الله عز وجل ثم يحبط عملك
كله صلواتك
قيامك زكاتك حجك دعوتك حضورك للمحاضرات .. استغفارك .. تسبيحك .. كله يذهب .. لا أنا
ولا أنت حبيبي
الغالي ... لو أن محمدا صلى الله عليه وسلم الذي كلنا في ميزان حسناته .. الذي عانى ما عانى..
قال أوذيت
في الله ولن يؤذى أحد .. يعني لم يتعذب أحد مثل ما تعذب هو في ذات الله سبحانه وتعالى ,, لو أن
النبي عليه الصلاة
والسلام " وحاشاه "..في لحظة من لحظات حياته بذل عبادة لغير الله عز وجل ,, جلس عند قبر
يداهن الكفار
ثم دعا أي أحد من دون الله .. مهما كان لو ملك من الملائكة أو من أولي العزم من الرسل ,, أقسم
بالله ما يبقى في
صحيفة محمد بن عبد الله روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفداء .. ما يبقى فيها ذرة من
حسنات .. صح؟
يقول ربي جل في علاه يقول للنبي عليه الصلاة والسلام , هذه القضية خط أحمر (وَلَقَدْ أُوحِيَ
إِلَيْكَ) يقول الله
أوحيت إليك جاءك جبريل وعلمك بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام فقط هو ؟ لا (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكَ)
كل الرسل علَّم الله موسى وعلَّم الله إبراهيم وأوحى وكانت رسالة واضحة ليس فيها غبش (وَلَقَدْ
أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ) لو دعوت لحظة في حياتك غير الله عز وجل (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) كله ؟
والله لن تبقى حسنة
فقط ؟ خلاص تنتهي ؟ لا (وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.) يخسر النبي عليه الصلاة والسلام؟؟ نعم ..
وحاشاه لو أنه بذل أي عباده
لغير الله جل في علاه ماذا قال الله بعدها سبحانه (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) يرى الله عز
وجل من ينطرح عند
القبر ويرى من يسجد لبشر ويرى .. ثم قال جل في علاه (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
كل من دُعِي من دون الله تحت الأرض .. والله الأرض والسموات كلها بيمينه جل في علاه
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
قضية الشرك وقضية التوحيد فاصلة ,, ذكر الله 18 نبي ورسول منهم من أولي العزم من الرسل
بمعنى لو اصطفى الله سبحانه من أهل الأرض كلهم 18 شخصا لكانوا هؤلاء ,,ثم مدحهم بأنهم من
الصالحين " من
المحسنين"من من .. من المؤمنين قال سبحانه برسالة تهز الدنيا كلها (وَلَوْ) حتى تأتي الصاعقة
حتى تعلمك وتعلمني
ماذا يعني التوحيد عند رب العالمين .. ماذا يعني أن تُبذل عبادة لغير الله عز وجل (وَلَوْ أَشْرَكُوا)
كل ال18 لو أشركوا
(وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.) ما هذه القضية ؟ التي تسقط الدنيا كلها ,, بل يقول ربي
جل في علاه
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً) كلمة .. كثير الآن نرى لاعبين يشجعونهم وهم يقولون : " عيسى
ابن الله" كلمة ,, تعرف هذه
الكلمة أقسم برب العالمين لو أن الله أذن فقط أذن للسماوات أن تُعبر وأذن للأرض أن تُعبر سمعت
هذه الكلمة
من رجل يمشي في الأرض أو امرأه تمشي في الأرض ثم الله سبحانه أعطى الإذن للسموات السبع
والأرضين السبع
أن تُعبر أو الجبال ,, أقسم برب العزة والجلال لا يبقى جبل على أصله قائم بعد أن تُسمع هذه
الكلمة ,, لو أن الله أذن
أن يتفاعل الكون معها ,, لكن الله ثبَّت لأن هناك يوم ستتقطع فيه وتُعبر الدنيا كلها ,, السماء تنشق
.. الأرض تنشق
والجبال تنسف .. كل هذا من أجل قضية واحدة كبرى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً - لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً
إِدّاً) كبير .. عظيم
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) تتقطع السموات من أجل شخص واحد قال : أن الله عنده ولد جل في
علاه (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ
الْأَرْضُ) ما يبقى بيت على الدنيا كلها تنشق وأنا وأنت كل الدنيا تتدمر (وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ)
تسقط الجبال .. لا تتحمل كيف يقول أن الله العظيم له ولد؟!!( وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) كل هذا الدمار يا
رب لِمَ؟
(أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) سبحان الله ,, القضية هانت في قلوبنا
بل لمّا تُكلم وقيل أن عيسى ابن الله ثالث ثلاثه قال الله في قرآنه كلام
أُقسم بالله أن من يقرؤه وربع قلبه حاضر
انه ينتفض ولا يتجاوزالآيه
، لما قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم قال الله عز وجل :
{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}
من هو هذا ؟ من أولي العزم من الرسل !
، رسول كريم ، يقول الله
{أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
، فالقضية هانت في قلوبنا اليوم ،
ترى منّا من يضع اسم نصراني في ملابسه
ومنهم من يحب نصراني وأغانيه وإذا سجل هدف تراه يخرج الصليب !!
، أحبتي القضية كبيره ،
الله سبحانه وتعالى عندما غلا من غلا في عيسى ابن مريم
قال جلّ في علاه { إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ}
في القرآن !! إيِّ والله في القرآن !
قال:{ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ} إذن من الّذي رفع هذا العبد ؟
، قال:{أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ}
يعني لو لم ينعم الله عليه لن يكون شي اسمه عيسى ابن مريم ,,
، فلابد أن نعرف من هم خلق الله ومن هو الله جل في علاه ؟!
، أحبتي القضية اليوم لابد لكل واحد الآن ممن يسمعني أحبتي
أن يعيّ هذا الكلام ويحفظه ويطبقه ويدعو إليه
اليوم واحد جاء يعبد قبر,,
وانطرح عند قبر هذا اسمه انطراح عند القبر,,
ودعائه عند القبر ما إسمه ؟
إذا قال ياحسين يابدوي ياجيلاني ياعبدالقادر
اذا قال هذا الكلام ماذا يصبح؟
يشهد مع المسلمين،؟؟
والله لو قال أشهد [أنّ لا إله إلا الله] مع كل نفس,, قال ,,,ولكنه مافعله !
هل هذا شرك أو لا ؟
سنمر بإذن الله عز وجل عليها كلها من كتاب الله
وسنفصل بإذن واحدٍ أحد في القضيه
أحبتي هذا ديني ودينك لن يبقى لك بعده شيء
لن نتكلم عن الصلاة ولا الزكاة ولا الحج
ولا الصدقات ولا الحجاب
القضية الكبرى التي إذا سقطت سقط معها دينك كله
، قال لا إله إلا الله !!
لكنه مافعل عَبَدَ مع الله عزوجل ,,
وقال لا إله إلا الله لكن معه أناس مع الله سبحانه
قال سبحانه :{قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ}
خلاص قال ؟ انتهت ؟ لا {وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ}
فإذن القضية القول إذا كذّبها العمل ,,!!
الأفعال كالأقوال فحينما يأتي رجل ويدعو غير الله عز وجل
هذا اسمه شرك,, من الذي قاله ؟
الشيخ محمد بن عبدالوهاب عليه رحمة الله ؟ لا ،
يقول الله جل في علاه
:{ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى }
وأنت ترى الليل ويأتي بعده النهار
وترى الشمس والقمر لاتتذكر إلا واحد ..
قال:{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ} كله
، طيب هل هناك أحد يملك مع الله شيء ؟
قال:{وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ}
هل هناك أحد من خلق الله ليس دون الله ؟
كل خلق دون الله ؟ حتى الملائكة ؟
حتى النبي عليه الصلاة والسلام
حتى آل البيت عليهم رضوان الله
حتى كلّ خلق الله الملائكة كلهم دون الله فكل أحد خلقه الله داخل في هذه الآيه
، تنطرح عند أيَّا كان,, هذا اسمه "من دونه"
{وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}
يقول هو الله له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير
والقطمير هو: الغشاء الذي على نواة التمر
، التمره تأكلها ، النواة تزرعها ، القطمير لاأحد يريده !
والذي لاتريده لا يملكه ولا يستطيع أن يخلقه ,,فكيف يكشف الضرّ عنك أو تأوي له ؟
كم من الآيات ستأتيك ؟
الآن الفتوى الصارخة الفتوى التي لا يحبها المشركين
وأبشركم
والله الذي لا إله غيره بفضل الله عز وجل
بعد هذه الآيات اهتدى كثير
بفضل واحد أحد من هذه الأديان المخترعه الجديدة
التي تأمر الناس بدل أن يتوجهوا لرب العالمين
الذي فوق السماء يتوجهون إلى تحت الأرض ؟
{وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}
عقل,, ؟ ربع عقل ..؟ وأنت تصدق بهذه الآيه والله لن
تذهب إلى غير الله في دعائك
لأن الله قال لك : ماعنده من قطمير
إلاّ إذا كنت تُكذب الله عزوجل وحاشاك
، ماذا قال الله بعدها ؟
قال:{إِن تَدْعُوهُمْ} انظروا التفصيل:{وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ}
{إِن تَدْعُوهُمْ} ما الذي يحصل يارب ؟
انظر مكانك جنه أو نار { إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ}
تصدق الله ؟
والله أصدق الله أنهم لايسمعون {وَلَوْ سَمِعُوا} أنا قلت لا يسمعون ؟
{وَلَوْ سَمِعُوا} يعني سمع في أحسن أحواله هل ينفعني بشيء ؟
{وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ}
خسارة بعد خساره بعد خساره,,,
مانتهت الآيه,, بقي موقف يوم القيامة
هذه الخسائر كلها فوق الأرض لكن
باقي خسائر إذا دكت الأرض دكاً دكا {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ }
سيخرج الله من دعا ومن دُعي
يحشرهم جميعاً وسيسأل هؤلاء ويسأل هؤلاء
{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ}
سبحانك
فسيخرج الله علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس كلهم
يرونه,, وسيخرج الحسن والحسين رضوان الله عليهم,,
وسيخرج كل من دُعي من دون الله
وسأفصلها لكم بإذن الله في كتاب الله وحده
ثم يقول الله عزوجل: لهؤلاء تكلموا ؟
ويتكلمون ،
ويقول لهؤلاء تكلموا ؟ أين هذا بالتفصيل ؟
في سورة يونس
يقول الله عزوجل :{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}
كلهم ،{ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ }
قف مكانك لاتتحرك لن تحاسب الآن لن تمضي على الصراط، مكانك ،
لماذا يارب !
:{ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ }
هؤلاء ليسوا أصنام
سترى الآن يتكلمون
بعض الرافضة حاول يرد على هذا الكلام فقال :الآية للأصنام ،!
نكمل حبيبي الغالي :{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ }
قفوا هنا,, ومن أشركوا هنا ، من دعا هنا ومن دُعي هنا ،
(فزيلنا) أي فرقنا بينهم هؤلاء هنا وهؤلاء هنا
{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} تكلم يامن دُعيت من دون الله
{وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}
كيف؟ {فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}
والله لم نكن ندري لم نسمع دعائكم ولو سمعنا ما استجبنا لكم,, لكن!!
كنّا عن عبادتكم غافلين :{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}
هو المولى سبحانه :{وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
ذهبت كل الكتب التي كانوا يضحكون على أممهم وأتباعهم بما فيها
يعبدون غير الله ، هذا الموقف ذكره الله في سورة فاطر:
{لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ}
أي يجحدون كل من دعاهم من دون الله :{يَكْفُرُونَ} الكلمة التي بعدها
ضع تحتها مليون خط لأنها فتوى ، يكفرون بماذا ؟ بذنبكم ؟
بعلمكم ؟ بتقربكم ؟ باتخاذكم الوسيلة ؟
لا
{يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ} هناك فتوى أوضح من هذه ياجماعة ؟
لم يذكر الله أنه من عملوا,,, ولكنهم ,, دعوا بس !! دعوا فقط .!!...
فقط دعوه!! تدعوهم ,,قال ( بِشِرْكِكُمْ ۚ) ماذا قال بعدها جل في علاه ؟
:(وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)
لا تذهب تبحث للفتوى عند غيري,, قال بعدها:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ)
ليس لمن تحت الأرض ولكن لمن فوق السماء جل في علاه
ثم في سياق الآيات بعدها بآيه لنرد على من يقول: هذه أصنام ..لا بل أكمل الآيه
,, (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ)
يعني يجحدك.. والصنم ألا يحجدك ؟؟
قال سبحانه بعدها (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ)
هذا خطاب عقلي يا أخي أنت أمامك أعمى وأمامك بصير وتريد أحدهم يدلك.. تذهب لمن؟
للبصير.. أكمل الآيه,, (وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ)
يا أخي لهذا السبب أنت لديك أنوار في بيتك لأنه لا يستوي في عقلك الظلمات والنور
يعرف يفرق بين الأشياء المتضاده,,
الثالثه: (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) أنت عندما توقف سيارتك
أمامك ظل.. وشمس.. ستذهب للظل.. عقلك الذي يميز بين الأشياء
يا من أتبعت هذه الأهواء !! عقلك الذي يميز بين الأشياء
خذ الصاعقة التي بعدها
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ)
أنت أمامك شخص حي ,,بشر,, وشخص آخر ميت
تذهب للحي ترجو منه لأنه حي والذي مات ..مات!!
فكيف بعقلك الذي يفرق بين الأعمى والبصير والظلمات والنور ثم لا يفرق بين أن تدعو ميت تحت
الأرض وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم سبحانه !!
قال الله بعدها (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يشَاءُ ۖ)
لأجل هذا قال:(وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ*إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ )
من الذي علمنا أن هذا شرك ؟ الله جل في علاه يقول:أن أحدهم يقول لك :
خلاص والله لن أدعو مع الله سبحانه وتعالى أحد مادام أنه شرك
لكن ؟ نتخذهم يقربونا إلى الله زلفى
أيضا القرآن يرد.. كلام ربي جل في علاه (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ ) دعه يقول,, أيشبهه ؟!
بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) (إِلَّا جِئْنَاكَ
يقول قائلهم يقربونا إلى الله عز وجل زلفى..
خذ أول سورة الزمر يقول سبحانه ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) ستأتي معنا كثيرا كلمة الحق
ليس إلا الحق فالحق واحد ,,والكذب والباطل كثير
فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ لماذا يا ربي أنزلت إلينا هذا الكتاب بالحق ؟
(فَاعْبُدِ اللَّهَ) كثير يعبدون الله لا,, أنت عليك أن تعبد الله بطريقه مختلفة,,
كما جاءنا القرآن بها (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) كيف ؟؟ هل هناك من يعبد الله غير مخلص له
الدين ؟ نعم
إقرأ الآيه التي بعدها (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) وكل خلق الله دون الله
(اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) ما الذي أجلسك عند قبر فلان تدعوه من دون الله ؟
(مَا نَعْبُدُهُمْ ) إذن ما الذي أجلسك عند قبره وتدعوه ؟
(مَا نَعْبُدُهُمْ ) يقول والله ما أعبدهم !!
إذن مالذي جعلك تدعوه من دون الله؟؟
(مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ) هذه حجتهم اليوم أليس كذلك؟ أكمل الآيات
آيات التوحيد والشرك تأتي خط احمر بعدها خط احمر مباشره
ليس هناك في التوحيد لا أدري !! أو ما حكم هذه القضية؟
قال سبحانه ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
أعطنا يا رب الحكم,, جل في علاه يقول : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ) يقول لم أقل له في
القرآن اذهب ادعهم ليقربوك ؟؟
افتح القرآن من الفاتحة إلى الناس أين الآيه ؟؟
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) كاذب,, كذب وكفر وأشرك
والله إن اتبعت هذه الأديان تقع في كفر (كفار) وكذب (كاذب) و (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ)
هو شرك ..ثم يقول أحدهم :هم يشفعون لنا عند الله خذ الجواب حبيبي الغالي
في سوره يونس يقول سبحانه (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )انظر للصراحه والوضوح في القران
يقول الله "ويعبدون" يقول هذه ليست عباده..بل شفاعة نتقرب بها إلى الله
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ) وإذا قلت له لماذا؟
(وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ) يعني نيتهم حسنه صحيح ؟ يقربونا إلى الله,,
شفعاؤنا إلى الله لكن اسمعوا الحكم
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ.. ) هو لا يعرف ؟؟
(وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
قال الله (وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ ) ياجماعه رد ( قل أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ)
يعني أنت تعلم الله شي لا يعرفه ولم يعلمه الرسول؟؟
هذا افتراء على الله يقول الله لو أنا أريدهم يتخذون شفعاء لذكرتها في القرآن وعلمت الرسول
ليعلمها
الناس,,الجنة لا تأتي إلا عن طريق الرسول صح ياجماعه؟
يقول الله (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )
يعني تخترع شي جديد نسيه الله عز وجل ؟
(قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ) خذ الصاعقه – سبحانه - نهاية الآيه
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) )
خطوط حمراء يعبدون في البدايه ويشركون في النهايه !! إذن ,,حتى وإن قال لك هو إنما
يقربني إلى الله
فهو مشرك واضح ياجماعه؟؟ وضحت الخطوط الحمراء هذه ؟؟
الأولياء هؤلاء من هم ؟أصنام ؟ أو هم أحسن الناس؟؟ خذها حبيبي الغالي في كتاب الله عز وجل
والله هي القضيه التي بدأت السموات والأرض لأجلها
وخلق الناس لأجلها هي القضيه التي ستضج ساحات القيامه يوم العرض الأكبر على الله عز وجل
كل شخص يسأل عن هذه القضيه
يقول الله سبحانه وتعالى يأتي الله بالملائكه ثم يسألهم ,, شخص,, شخص ,,يقول جل في علاه: - موقف
رهيب- كل الأسئله عن قضيه وحداه فقط: أن من تعبده أنت هو مخلوق أنا خلقته ؟
أم تعبد الله عز وجل الذي خلق الخلائق كلها جل في علاه؟؟؟
يقول الله جل في علاه ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ) ملائكة,, لم يعصوا الله
,,وهم ليسوا أصناما ماذا يقول الله للملائكه:
(أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) تصفى القضيه ليس هناك سوى واحد جل في علاه يسأل كل الناس!!
فيسأل الملائكه (أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ)
(قَالُوا سُبْحَانَكَ ) (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) اعترف الملائكة
سقط كل هؤلاء الذين اتخذوا الملائكة أولياء
الملائكة تبرؤوا
(قالو سْبحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)
فاليوم أجابوا
(فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا
,,الملك يؤمئذ كله لله عز وجل
(فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ
)
فقط الملائكه,, لا,,
بل حتى عيسى بن مريم جل جلال الله الذي أرسله بالحق
يقول الله عزوجل موقف رهيب الناس تسكت ولا تسمع إلا همسا
جيئ بعيسى عليه السلام (أَأنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ)
أنت قلت لهم ؟ أن احد يستحق العباده معي ؟
تسقط كل المعبودات من دون الله عز وجل (قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي,
العبدُ عبد والله الخالق المعبود هو وحده المعبود جل في علاه
سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي ) هذا من أولو العزم من الرسل يقول ما يكون لي يا رب أن أقول لهم ادعوني أو قولوا يا عيسى بدون يا الله
إذن كيف يكون لمن هم دونه يقولون تعالوا اعبدونا و ادعوا فلان و فلان
( مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ )
العبادة حق لله وحده
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ) سبحان من يفصل بين العبد و المعبود .. والخلق و الخالق جل في علاه
(إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)
(مَا قُلْتُ لَهُمْ )
إذن من أين أتت هذه التحريفات??
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ )
أنا عبد و أنت الآمِر و أنا المأمور .. و أنت الخالق و أنا المخلوق
أحبتي إن لم تتضح القضية في قلبك اليوم سنراها عياناً يوم القيامة كل الملائكة و الرسل يرجعون لمكانهم الطبيعي هم أفضل خلق الله ..نعم
لكنهم لا يُعبدون من دون الله و لا يُشركون مع الله ..
الله جل في علاه لا يرضى
أعظم ذنب يُعصى به الله عز وجل أن تتخذ مع الله أحدا ..في دعائك في أي عبادة من العبادات
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
سبحانك إذاً الأولياء ليس شرط أصنام ..واضحة يا جماعة!!
قد يكون ملك مقرب قد يكون رسول مرسل ..القاسم المشترك أن الله جل في علاه لا يرضى ..
العجيب في الأمر أن هناك من ضُحِك عليه
..اسأل الله أن يوقظه قبل أن يأتي يوم الفصل والعرض الأكبر على الله عز وجل ..
ضُحِك عليه حتى يوم القيامة يحلف عند الله أنه ليس مشرك .
.هل تذكرونها أحبتي في كتاب الله؟!
يقول الله جل في علاه
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)
موقف سكوت ..ثم يتكلمون فينقل الله لك كأنك تراه بالصوت والصورة ..
(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ )
يعني لم يكن جوابهم لهذه الفتنة وهذا الاختبار ( إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا ) يحلف بالله
( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَاكُنَّا مُشْرِكِينَ
انْظُرْ )
الله يقول انظر (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ )
هو لم يكذب على الله هو كذب على نفسه و إلا فالله عز وجل بين له في القرآن لم يقل اعبد غيري
لو فُتِح لك قرآن يوم القيامة وقيل لك تعالى اعطني أي آية في القرآن تُبين لك انك تدعو أحدا مع الله
(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)
الملائكة تبرأت والذين كانوا يعبدونهم من دون الله تبرأوا منهم وعيسى عليه السلام تبرأ من اتباعه
والكل تبرأ من كل من دعاه من دون الله عز وجل
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)
قالوا هؤلاء يوم القيامة آل البيت عليهم رضوان الله سيأتون ويخرجوننا من النار ويدخلونا الجنة ...و الصوفي يقول.. وهذا يقول ..الكل يقول
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)
خذ الجواب من العظيم الوهاب جل في علاه ( كلا ) إذا قال الله كلا فهو
كلا ,, ماذا سيحصل يا رب لأتعلم هنا,, لأن يوم القيامة لا ينفع :رب ارجعون ..لا
?(أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ )
ألم اقل لك كلا
كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ) _سيجحدون _ (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) بدل أن يكون عزا سيكون ضدا
إذن كل القرآن واضح ..كل القران توحيد ولم تأتي السور و لا انزل الكتاب إلا لأجل التوحيد... أين عقول هؤلاء الناس?
سأخبرك حبيبي الغالي من كتاب الله عز وجل لأن الله عز وجل يقول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ.. ( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)
...ماهي.الرسالة يارب من هذا الكتاب . (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ)
لأجل هذا كل قصص القرآن جاءت
كنت في أمريكا قبل سنتين تقريبا ,, فدخلت أحد المساجد لألقي محاضرة ,, فقال لي رئيس مجلس
إدارة المسجد : أرجوك يا شيخ تكلم عن أي قضية إلا التوحيد .
فقلت له : سبحان الله!! عجيب الرسل كلها ما أُرسلت إلا لأجل التوحيد كيف لا أتكلم عن التوحيد؟
مع أني والله قد نويت أتكلم بموضوع آخر لكن,, ركبت في راسي ..فقلت لماذا ؟
قال لأن هناك جماعات يدخلون المسجد وسيثيرون بلبلة ..قلت لا عليك سيعيننا رب العالمين وتكلمت عنه عندما دخلت في أول المحاضرة ..كانت المحاضرة باللغة الانجليزية
قلت لهم يا جماعة أعطوني أي قصة في القرآن إذا لم تكن تتكلم عن التوحيد ردوها علي وسأوقف المحاضرة ..
أي قصة؟؟ سكتوا .. أعدت السؤال مرة ثانية
قلت يا جماعة أنا أقولكم اختاروا انتم الآن .لم يجب أحد
المرة الثالثة قلت له _ والله يا جماعة وهذا واحد محذرني منه يقول بالذات هذا .. هذا ما يترك احد يتكلم عن التوحيد إلا يقوم عليه في المحاضرة و يبلبل ويلقي شبهات وكان يجلس في الأخير بشكل متربع وينظر كأن عينه الشرر
فقلت لهم المرة الثالثة ثابته .. أعطوني أي قصة في القرآن إذا ما تتكلم عن التوحيد ردوها .. يا جماعة أعطوني قبل لا اختار لكم أنا
والله يا جماعة لم يتكلم احد في المسجد باستثناء الرجل الذي حذروني منه ..
وهو جالس قال في آخر الزاوية قال
the cave
فقلت سبحان من أوقعك ..لم تجد سوى سورة الكهف؟
قلت ممتاز!
فسألته: قلت أنا أعرفك؟.
قال: لا
قلت قابلتك قبل الآن؟
قال لا
والله يا جماعة لا أعرف الرجل ولا حضرت معه قبل ذلك لكنه اختار
نبدأ بقصة أصحاب الكهف
أصحاب الكهف لم يخرجوا من ديارهم _ أبناء ملوك _ لم يخرج لأنه لم يجد وظيفه أو لم يجد بيت لا,, لا .
. لديه كل شي
الذي أخرجهم قضية واحده فقط
قال الله عز وجل ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا )
ماذا أخرجهم من ديارهم جميعا؟
(وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) طيب لماذا خرجوا? (لن نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ)
لا نعبد أحدا غيره ..
قضيتنا توحيد ( لن نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ ) هذا الذي أخرجكم فقط? نعم ( لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
إذا لماذا تركتم أقوامكم? نقصوكم مال؟؟.... أو أي شي؟??
قالوا (هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا) ..ما هي مشكلتهم? ( اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ )
يريدوننا أن نعبد الله مع احد ..هذا توحيد أو لا توحيد!
(اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبا)
ماذا قال بعد هذه جل في علاه (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ) تركتموهم .. لماذا تركوهم? ( وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ) بس واحد.. قضية توحيد أو لا يا جماعه

قال تعالى(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه
أليست هذه قضية توحيد يا جماعة ؟
والله عندما انتهينا وجاء الناس ليسلموا علي ,,أقسم بالله الرجل هذا عصرني عصر,,
كاد يكسر ضلوعي,, صرخ بأعلى صوته في المسجد " أن القضية قضية توحيد ونحن كنا مضحوك علينا
يا جماعة كل القرآن جاء من أجل التوحيد
(إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)...
ماذا قال بعدها ؟
- (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)
(كَذَٰلِكَ... كذلك ماذا (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا* مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا* خَالِدِينَ فِيهِ ۖ)
إذن كل القصص التي ذكرت كذلك من أجل أثبات أنه لا إله إلا الله
نعم وربي ما أنزل القرآن وأرسل الرسل إلا من أجل ألا تدعو أحدا مع الله,,
أو يظن المشرك هذا سينجو من عذاب الله عز وجل,, لا,, وربي.. إلا أن يتوب..
إذن كيف ضحكوا عليهم؟؟ كيف يا جماعة؟؟
قالوا لهم ببساطة أن قضية العقيدة في هذا القرآن لا تستطيع أن تفهمها أنت !! ولن تفهمها
إلا عن طريق آل البيت والمذهب الآخر يقول: لن تستطيع أن تفهمها إلا عن طريق الأولياء...
كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
طيب أنا- اجتمعت مع 50 من المهتدين انتقلوا بعد توفيق الله عز وجل من دين الرافضة إلى دين التوحيد والسنة
فقلت لهم نفس السؤال قلت يا جماعة ألا تقرؤون القرآن ؟
قرآن يزلزل الدنيا بالتوحيد قالوا لنا أننا لا نستطيع أن نفهم القرآن إلا عن طريق هؤلاء.. من هم ؟!
طيب هؤلاء من هم ؟ ومن أين جاءوا بعلمهم؟
قالوا عن طريق آل البيت أقنعوهم بهذه الطريقه.. - عليهم رضوان الله-
فقلت لهم إذن لا تفهمون القرآن إلا عن طريق هؤلاء؟
العقيدة في القرآن لا تفهمونها إلا عن طريق هؤلاء - آل البيت-؟؟
قالوا نعم
قلت ألم تقرأوا القرآن لتعرفوا الإجابة على هذا السؤال؟؟؟ هل هذا صحيح أحبتي؟؟
هذا القرآن لتفهم العقيدة,, لو كنت من الجن,, فهل الجن من آل البيت؟؟
الجن عندما سمعوا القرآن (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ )
ماهي أول قضية فهمها الجن؟ أول قضية (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ )
زلزلهم القرآن توحيد خالص نسف كل الآلهه في قلوبهم
إلا الله قال (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)
قبل ذلك كنا مشتتين نعبد هذا ونخاف من هذا
قالوا: جل جلال الله سبحانه..
(فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن )- ولن ماذا ؟- (وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا* وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ
جَدُّ رَبِّنَا) - هو سبحانه في الأعلى جل في علاه لايدخل معه أحد في العبادة –
( مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدً)-
هل الجن من آل البيت لأجل هذا فهموا التوحيد؟ لا بل سأعطيك ليس من الجن
بل من الكفار بل من النصارى لا بل من القساوس الذين في معابد النصارى الذين يدرسون النصارى
يقول الله عز و جل (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ-
أشد,, انظر التفصيل.. أعلام أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود من معهم ؟؟- ( وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ) –
سبحان الله لن تجد أحدا في هذه الدنيا كلها يعبد الله وحده ويدعو الله وحده إلا أهل السنة والجماعة فقط ؟؟ فقط.
. كل الأطياف وكل الأديان متفقه ولديهم قاسم مشترك فكلهم ضد أهل السنة
لأن أهل السنه لا يدعون إلا الله
لأجل هذا جميعهم يعادون أهل السنه حقد دفين,, تقتيل,,و تحريق -أجعل الألهه ألها واحدا؟
–يريدون منا ألا ندعو الله هذا دينهم
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ
- جميعهم - ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ - منهم- قِسِّيسِينَ - قساوسة - وَرُهْبَانًا -
فيهم صفة إن كانت فيك وأنت في أي مذهب والله أن الله سيدلك على الحق
فلا تسمع الكلام لأنه كلامي أو كلام أي أحد
اسمع الكلام بالصفة التي سأقولها لك الآن والله ليهدينك ربي سبحانه
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ )
لا تسمع الحق وأنت مستكبر سينقفل القلب
(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ
لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ)
هذه آيه في هذا القرآن العظيم ,, فهؤلاء الذين لا يستكبرون مع أنه قسيس وراهب في الكنيسة اسمع ما الذي يحصل
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ )
قلب لم يستكبر ثم سمع التوحيد هل فسر له القرآن أحد من آل البيت ؟؟ لا,, توحيد واضح في القرآن
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ )
واضح يا جماعة لم يقل سبحانه : مما سمعوا من الحق قال مما عرفوا من الحق
( يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
( وَمَا لَنَا ) والله ما نعبد ( وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ )
واضح ياجماعة القرآن في قضية التوحيد؟؟
فقلت لهؤلاء الخمسين المهتدين :ألم تسمعوا قول الله عز وجل
( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ) لماذا
( حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ )
يعني يمكن أن يفهمه بدون آل البيت عليهم رضوان الله
( حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ )
سبحان الله إذن التوحيد واضح في القرآن ..أوضح من الشمس..
لأجل هذا نرى القسيسين الذين لا يستكبرون سمعوا أن عيسى علية السلام يقول (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ
مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ )
فرأوا كيف يسقط من دُعي من دون الله فتبرأوا إلى الله أن يلقى رب العالمين جل في علاه وهو يشرك مع الله أحد.
. يقول الله جل في علاه في الحديث القدسي
( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً - أي عمل في حياته- أشرك فيه معي غيري
تركته وشركه )
الشيخ محمد حسين يعقوب -اسأل الله أن يحفظه ويوفقه- يقول
( أنت لو تسأل امرأتك عن مدى حبها لك ؟؟
فتقول لك 97% ثم تسألها والثلاثة بالمئة المتبقية ؟؟
قالت: أحب ولد الجيران..
قال الشيخ : فينسى 97٪ مع أنك بشر لم تعطيها شيء لكنك لا ترضى لك شريك !!
ولله المثل الأعلى جل في علاه
فالله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يشرك معه أحداً
ماذا يقولون لهم يا جماعة؟ ...
وخذها قاعدة حبيبي الغالي كل من كذب على الله,, كل من ألف دين وافترى على الله بالكذب
لابد أن يأتي يوم ويكذب بالقرآن لابد ..
– لأجل هذا القرآن ينسف ما أمامه
- الله عز و جل يقول(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ )
يدمغه : يعني في الدماغ ليس ضربه في الكتف أو في الرجل,, بل في الدماغ
(فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
فماذا قال في الأخير؟ رأوا كلام كله شرك أعبد ,, اذهب ,,وأدع غير الله,, قرؤوا القرآن كله توحيد

قالوا أن القرآن محرّف ، والله عز وجل أخبرنا أن كل من افترى على الله كذباً
( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ )
تضطر أن تكذب لأن القرآن لن يسمح لك الكلام كله هنا,, ليس الذي تعلمونه الناس في الشرك فماذا نقول لهم ماذا؟ ، يقول الله عز وجل في سورة آل عمران
( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ )
طيب ماذا يعمل هؤلاء في المتشابهات ؟
يحتجون بآيه ليتهم ما احتجوا بها لأنها كلها ضدهم من بدايتها إلى نهايتها قال الله
( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ )
ماذا يعمل؟ يترك كل آيات التوحيد القاصمة التي مثل الشمس
( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ )لماذا ؟
( ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ )يقول
( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَان صِدْق عَلِيًّا )يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه,, الآيه معناها علي ؟
إذن !( سَبِّحُوا بُكْرَة وَعَشِيًّا )أبو بكر وعائشه! صح ياجماعه
نستطيع نحرف هكذا ؟؟ لا نستطيع؟
( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ )
وقف
(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ )
يقولون لا..لا..لا.. الآيه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، ممتاز! نرجع لنفس الآية ونرى،
الآيه وصفت لنا فريقين فريق في قلبه زيغ ، وفريق قلبه راسخ في العلم. الفريق الذي في قلبه زيغ يشتغل على الآيات المتشابهه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .واضح ياجماعه ؟ الراسخون في العلم بماذا وصفهم الله عز وجل
( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كل من عند ربنا )
يألفون فيه ويأولون ؟ ويقولون بعدها
( ربنا لا تزغ )
لا نصبح مثل هؤلاء نتبع المتشابهات
( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
لنقرأها بالقراءتين
( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ )
وقفت هنا ، نفسي انقطع,, استطيع أن أقول
( اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ )
يصح هذا ؟
الله معهم ؟ الله يقول ربنا لا تزغ قلوبنا يصلح ؟ وضحت ياجماعه ، نقول
( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ )ثم تقف
( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )
إلى نهايه الآية ,, آخر حجه لهم يقول أنا أدعوه! ولم أعبده من دون الله عز وجل
هل الدعاء عباده ؟ يقول الله عز وجل
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
الخيار الثاني لو لم ندعوا الله ؟
( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ )دعائي ؟ لا
( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
الدعاء هو العبادة!
لأجل هذا إبراهيم عليه السلام عندما تكلم مع قومه هو لم يرهم يفعلوا أي شيئ سوى الدعاء,,يدعون الآلهه من دون الله عز وجل فقال الله عز وجل على لسان إبراهيم
( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا ) ماذا؟
( وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
يقول الفرق بيني وبينكم أني أدعو الله وأنتم تدعون مع الله أحدا
( وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا )
ماذا قال الله بعدها
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ )
وماذا ؟( وَمَا يَعْبُدُونَ )
يقول الدعاء هو عبادتهم واضحة يا جماعة إبراهيم يقول
( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
والله يقول
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَاْ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله )
واضحة يا جماعة بسبب هذا يقو الله جل في علاه
( أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ )
يقوله للأنبياء والرسل والملائكة والأولياء الذين دُعوا من دون الله
( أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
* قَالُوا سُبْحَانك )
إذن أحبتي كل القرآن يدور على قضية انك لا تقول لا إله إلا الله بلسانك فقط ، أنظر إلى آل قريش سهله عندهم يقولون لا إله إلا الله ويتخلصون من شر النبي بزعمهم ,,وإلا فهو لم يأتيهم إلا بالخير
( قُلْ هُوَ أُذُنُ خَيْرٍ لكَمْ )
طيب لو يقولون لا إله إلا الله؟ ، لا! يعلمون أن لا اله بعدها نحطم كل الأصنام الموجودة حول الكعبة ،
يا جماعة لو عندنا الآن نصراني وجاء وقال أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله
وسأصلي معكم وأصوم وأتصدق وأقرأ قرآن
لكن قضيه واحده بس إذا أتتني مصيبة سأقول يا عيسى ،
يُسمى مشرك أو لا ؟ مع أن عيسى عليه السلام ليس صنماً!
بل من أولى العزم من الرسل وهو حيّ
( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ )
لو كان هذا شرك فكيف بمن يدعو من دون الله الأموات والأولياء والصالحين ؟؟،
أحبتي لابد تكون القضية هذه أوضح عندي وعندك من الشمس
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ..
قولوا لمشايخكم أن الله عز وجل يقول:
( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ )
يعني الذي يدعو من دون الله لا يكون من
المسلمين ،
ثم يأتي من يتكلم وينشر في اليوتيوب
والله فتنه كبيره يحاولون يميّعون الشرك يعني لا أدري ماذا يريد؟
يحاول أن ينسف هذه العبادة ,,يأخذها من رب العالمين ويوزعها على الناس
يستميت لأجل الشرك
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )
ألم تسمعوا بعض الناس في بعض المقاطع يقول إن النصراني واليهودي فقط عليه أن يقول اشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله و يدخل الجنة ، سمعتوها ؟ أو لم تسمعوها ؟،
ما هو دليلك ؟ قال
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . )
انظر كيف الخوض في آيات الله بغير علم
، اليهودي كان مع موسى عليه السلام على التوراة وآمن بالله وآمن بموسى
هذا لا خوف عليه ولا هو يحزن
والنصراني كان في عهد عيسى عليه السلام وآمن بعيسى لا خوف عليه
ولا هو يحزن واضح يا جماعه ،
فيأتي يلوي أعناق النصوص ويدخل هذا لكن القرآن له بالمرصاد يقول جل في علاه
( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )
والله لو انتهت السورة هنا عرف المؤمن أن هذا لا يدخل الجنة أبداً
ما انتهت الآية قال :
( وَمَأْوَاهُ النَّارُ )تكفي ! قال
( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )
طيب الذي يقول الله ثالث ثلاثة يكفر أو لا ؟
وما الدليل ؟
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ )
طيب الذين قالوا المسيح ابن مريم ؟
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ )
يا جماعه هذه أمانه في أعناقنا
هذا الكتاب العظيم الذي جاء بالتوحيد والله أحبتي أنه أمانه في أعناقنا جميعا,نبثه
لأولادنا ونعتقد به عقيده عظيمه
وأختم ..كيف وصل الناس إلى الشرك؟
ياجماعه مالفرق بين الذي كان يدعو يا يعوق ويا سواع ويا ود ويا نصرا وبين الذين يقولون اليوم
ياعبدالقادر الجيلاني يا حسين يا ...,ما الفرق ؟
( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ
ستجدهم كلهم مشركين ,هل وضحت لكم يا جماعه؟
كيف يدخل هؤلاء إلى الشرك؟
لا يدخلون إلى الشرك مباشره لا ,بل يبدأ بالبدع
قد صليت خلف أحد الأخوه وأسأل الله أن يوفقنا وإياه وإياكم لكل خير,في أحد الدول الخليجيه ,
صلينا خلفه صلاة التراويح وكان يقول بين كل تسليمه وتسليمه وهو واقف "وصل وسلم على نبينا محمد
..الله أكبر"!!
انتهينا من الصلاة وقلت له :
يا حبيبي الغالي ماشاء الله قراءتك ممتازه وتجويدك والمخارج
لكن حبيبي الغالي بعد السلام سمعتك تقول اللهم صل على نبينا محمد وبصوت عالي؟
قال :سبحان الله....../و ياجماعه هذا الأسلوب الذي سأذكره لكم
فكل من ابتدع وكل من انحرف لن يأتي ويسألك ويقول هل فيها شيء؟
لا,, بل سيهجم عليك
قال الله سبحانه في القرآن,جاءوا عند النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا )
لاحظ المهاجمه !, نعم هو إله واحد!!
يقول الله سبحانه وتعالى أنهم يأتون ويقولون عن النبي عليه الصلاة والسلام
( أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ )
ونحن نقول نعم هذا هو العظيم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام,والله يقول (وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)
يقولون إن هذا محمد يخطط على دينكم , نعـــم هو يخطط أن ينقذكم من النار إلى الجنه
المهم عندما قلت لهذا الإمام لماذا تصلى على النبي بين كل صلاه.وبصوت عالي.؟
قال سبحان الله الصلاة على النبي هل فيها شيء؟
قلت له: حبيبي هدئ من روعك!!,
وقلت له: أنا أريد أن أعرف هل أنت أفضل أم النبي عليه الصلاة والسلام لكي أقلد أحد منكم ؟
نبينا عندما ينتهي من الصلاة يقول: استغفرالله استغفرالله استغفرالله,
هل أنت أفضل منه كي أقلدك أم هو أفضل ؟
قال: استغفرالله !! ,قلت له : من الأفضل ؟
قال:لا,طبعا النبي عليه الصلاة والسلام ,قلت له :إذن النبي عليه الصلاة والسلام عندما ينتهي يستغفر
فأما أنت أفضل منه أو هو أفضل منك, فإن كان هو الأفضل منك فأعمل مثله
وبقي شيء في فكره, ومازال الشيطان يتسلط عليه,وقال:لكن هذا خير ؟الصلاة على النبي في أي وقت؟!!
قلت له:ممتاز, إذن وأنا ساجد بدلا من أن أقول سبحان ربي الأعلى ,سأقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله
الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد...
قال :لا لا يصلح!!؟؟
قلت له : سبحان الله حتى هذا خير, لماذا لا يصلح و هذا قرآن!!!؟؟
قال :لا ,لأن النبي علمنا أن نقول سبحان ربي الأعلى بالسجود؟
قلت له:النبي الذي علمني أن لا أقرأ قرآن بالسجود,علمني استغفر بعد كل صلاه
وقلت له وهو ,كان ثوبه يسحب على الأرض,فاللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
واجعلنا نقتدي بخير خلقك محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام
فقلت له: حبيبي ماشاء الله عليك ,مادامك تحب النبي عليه الصلاة والسلام,ليتك ترفع ثوبك ولو قليلا
وليس مثله ولو فوق الكعب,فكان ياجماعه واقف وكنا في رمضان
وكان يقول: انظر وهو يرتفع لأعلى حتى كادت كتفه تصل لرأسه,فقال فقط باقي قليلا
قلت إذن:غدا إن شاء الله سأصوم من الفجر إلى قبل المغرب بدقيقتين سأفطر!!!
وبعدها ولله الحمد انتهينا أنا وإياه بالعناق,وأنا ليس بيني وبينه شيء يا جماعه
ولكن هذا دين
فالذين يأتون الآن ,وتجدهم في بريطانيا بعد الصلاة يدعون دعاء جماعي,,
ياجماعه نحن ليس بيننا وبينهم مشكله ,ولكن نحن عندنا أفضل واحد في العالم
جاء به الله لنا وتعذب من أجلنا وأعطانا سنه وهي أفضل شيء فلماذا نخترع شيء من عندنا!؟
وهذا هو طريق الشرك,ستبدأ تخترع قليلا ..قليلا..قليلا..إلى أن تخرج لنا بدين جديد
ختاما وفي دقيقه..الآن مثلا,وأعطيك مثال بسيط حتى لا نستهين في البدع أحبتي
أي رساله تأتيك بجوالك أو في ورقه,, تقول: "رأى فلان الفلاني أن من أرسل الرساله هذه فإنه سيحدث له كذا
والذي لا يرسلها سيحدث له كذا ...!!!" هل ديننا نأخذه من أحلام ؟؟ نعم أم لا ؟؟ لا
وهل ديننا ناقص لنبحث عن أحد ليكمله لنا بحلم!!؟ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )
والناس تصدق هذه البدع وترسل,,
فيا أخي لا ترسلها هذه بدع وكذب
وخذوها نصيحة أرجوكم من محبكم ,أي رساله تأتيك
"قال فلان","انشر تؤجر",أرسل رساله لمن يرسل لك وقل له :حبيبي من أين أتيت بهذا الكلام؟؟
فقط قل له:من أين أتيتت بهذا الكلام لكي أنشره وأنا أعرف من أين آتى!!
,ووالله أنهم لن يرسلوا لك بعدها,وجربتها ولم يعودوا يرسلوا لي , ,
فأرجوكم أحبتي إن هذا الأمر ديــن,فلن يؤاخذني الله
تعالى إذا لم أرسل رساله وأنا لم أتأكد منها ولكنه
سيسأل عن كل من أرسلها إن كانت غير
صحيحه
أحيانا عندما نصلي نسمع "ربنا ولك الحمد" ,فنسمع أحدهم يقول "ربنا ولك الحمد ولك الشكر"!!..
هل تسمعونها كثيرا؟؟
الشكر هذه من قالها ؟؟ الكلمة هذه من أدخلها؟؟ لاندري !! لاندري!!,
قد يكون أحدهم تحمس وربما جاءته بشارة فقال : ولك الشكر,
لكن سيقول قائل "ما هذا التعقيد في كلمة شكر!!؟؟
لا يا حبيبي المسأله ليست مسألة تعقيد القضيه قضية أني أنا قلت اليوم "ولك الحمد ولك الشكر" ,
لك الحمد هذه من النبي عليه الصلاة والسلام ,ويأتي
هذا التافه المسكين ويزيد على كلام النبي عليه الصلاة
والسلام ويخلط
مثلا صلى بجانبي ولدي وسمعني أقول "ولك الحمد
ولك الشكر" وذلك اليوم قد يكون ناجح ومتحمس
والإيمان عنده زائد,
فقال وهو يحس أن كلمة" ولك الحمد" لا تكفي فقال
:"ولك الحمد ولك الشكر الجزيل ,
وقد تكون البنت جاءتها بشاره بعدها وقالت "ربنا ولك
الحمد الجزيل كثيرا أكثر شيء بالدنيا",
والله ياجماعه الدين بعد أجيال سيتورط ويحتارون من
قال "الجزيل" ومن قال"الشكر" ومن قال "لك الحمد"
لا يدرون ,واختلط الدين كله مع كلام النبي عليه
الصلاة والسلام مع من ألف هذا التأليف
أحبتي البدعه خطيره والله ياجماعه,وهذا ما يحدث اليوم وتفكك الدين
,لو نسأل عن صلاتنا اليوم مالذي مثل النبي عليه
الصلاة والسلام,ومالذي جئت به من عندك!!؟
تريد أن تزيد من كلام الحمد؟
موجود قال النبي عليه الصلاة والسلام(اللهم لك الحمد
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد
أهل الثناء والمجد وكلنا لك عبد )
والله لن تصلها بكلمة الشكر الجزيل أو بغيرها,
أحبتي أرجوكم إن هذا الأمر دين و والله لن ننجو بغير التوحيد ,
أسأل المولى جل في علاه أن يحقق التوحيد في قلوبنا
وألا يجعل في قلوبنا ولا في أعمالنا ولا يارب في دعائنا
غيـــر الله سبحانه جل في علاه ولانبتغي إلا وجه الله
اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يارب العالمين
,اللهم من قام على هذا اللقاء ونسقه ويسره وأعان عليه
وتبرع فيه وحضره اللهم يارب لا تبقي في صدورهم
أمنية لك فيها رضا ولهم فيها صلاح إلا كتبت قضائها
قبل أن ينفضوا من مجلسهم هذا
ومن شاهد هذا اللقاء ووالدينا ومن أحببناهم يارب
العالمين ,
اللهم انصر الإسلام والمسلمين فوق كل أرض وتحت
كل سماء ,اللهم أقر أعيننا بنصرة التوحيد وأن يقام
الدين
كله لله "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (الشرك) وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ"
اللهم يامن بيده الدنيا والآخره لاتفرقنا من هذا المجلس وفينا مهموم إلا فرجت همه
ولامديون إلا قضيت دينه ولاضالا إلا هديته ولا عقيما إلا ذرية صالحة تقر بها عينه إلا رزقته
ولا أيمٍ إلا زوجته ولاعزباء إلا زوجتها
اللهم بلغ أحبتي هؤلاء من الخير أعظم مما يرجون واصرف عنا وعنهم من الشر أعظم مما نخاف
ويخافون,اللهم اجعل هذا الكلام كله لك خالصا
ولاتجعل لبشر فيه حظا ولانصيبا
,وآسف أحبتي على الإطاله,وأصلي وأسلم على أشرف من وطئت قدمه الثرى
بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام وجزاكم الله خيرا

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:23 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحمد لله وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله
نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته
أفضل الصلاة وأتم التسليم
أما بعد أحبتي الفضلاء ..نعلم أن من العبادات مثل الصلاة والصيام والحج كلها أعمال فيها حركات
لكن مع كل حركة لابد أن يكون المغزى والحكمة
النهائية أن يستفيد هذا القلب
من هذه الحركات الظاهرة ويتغير
فموضوعنا في هذه الحلقة وفي هذه الدقائق البسيطة موضوع هز كثير من الناس
بل والله طرح أكثر خلق الله عز وجل اليوم على الأسرة البيضاء
بل والله أدى بأناس إلى المقابر
عندما اهتزت قلوبهم واضطربت أفئدتهم

والنفسيات تعبانه وامتلأت العيادات النفسية,,
وعلاج ,,, وحبوب ...


و كل هذا لأجل قضية واحده وهي أن القلب هذا لم يطمئن ..
كيف يطمئن؟؟ ما معنى التوكل؟؟
قل لي تصدق أعرف كيف أتصدق ,,
لكن قل لي كيف أتوكل !!
حبيبي الغالي بمثال بسيط وبمثال يتضح المقال:
لو أني الآن وأنا واقف ومعي أربعين شخص كل واحد منهم معه رشاش وقد امتلأ بالرصاص
ورجل هناك خلف الكاميرا يهددني بسكين
هل تظن أني أخاف أو أنهي البرنامج لأني خائف من السكين الذي معه؟؟
لا والله ,,تقول لي لماذا يبدو عليك عدم التأثر ويظهر عليك انك لست مهتم بالقضية ؟؟
أقول لك أنا لا أهتم به؟؟؟
هو معه سكين متى ما اقترب أنا معي أربعين شخص معهم رشاشات بطلقة واحده ينهون قضيته ,,
سبحان الله ..طيب كيف لو كان نفس المثال هذا والأربعين معي برشاشاتهم و الرجل يهدد
وتراني أقول عفوا يا إخوان سأقطع البرنامج,,
وأنظر إليهم ,, وخائف ,,
تقول هذا لديه مشكله
إما أنه لا يؤمن بوجود هؤلاء؟؟
أو أنه يشك بقدراتهم ورشاشاتهم؟؟
تسألني لماذا لم تخاف؟
أقول :أنا لم أخاف لأن هؤلاء معي ,,
لكن.!! انتبه إذا قلت – لكن - كل شيء قلته قبل ,,لكن ,,يحذف إذا قلت لكن,,
إذن عندنا قضية في توكلنا على الله عز وجل
نقول نحن متوكلين على الله سبحانه وتعالى ولكن عندما نصاب بقضية فيها ابتلاء في الرزق أو شخص يهدد بسكين أو يهدد بفصل أو بطرد من دوام
تجد القلب ينتفض ونفقد النوم ونصاب بأرق
لأنه لا يوجد توكل ويقين بأن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق ,,
يقول الله جل جلاله( وَفِي ٱلسَّمَآءِ,,
..ماذا؟؟ رِزْقُكُمْ ,,إذن لا تنظر أن أحد سيقطع رزقك من على الأرض ..
اجعلها للأعلى

(وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ,,
..والله لو انتهت السورة هنا لكفى أن نقطع
الأسباب البشرية
ونقول : ..والله لا أحد يقطع رزقي إلا الله عز وجل انظر ماذا قال بعدها
انظر للآيه التي بعدها ,,
قال }: فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ,,...سبحانه ...
,,,مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ),, سبحانه
الأعرابي عندما سمع الآيه هذه بكى
قال أغضبوه حتى أقسم..
الله إذا قال كلام لا يحتاج أن يقسم ,
نصدقه بدون أن يقسم فكيف إذا أقسم جل جلاله ؟؟!!
..إذن القضية يا جماعه اليوم أننا نسمع أناس يقول لك أحدهم .. (والله فلان سيقطع رزقي ..)!!
والله لو أن هذه العقيدة في قلبك إذن هذا يصلح رب مع رب العالمين "تعالى ربي علوا كبيرا"
إذا أنت عقيدتك في قلبك أن أحد يستطيع قطع رزق الله يريد أن يعطيك إياه والله ما استطاع أن يعطيك إياه
لأن فلان وقف في طريقه.. فإذن والله لديك مشكله عظيمه من الشرك ..
قال سبحانه جل جلاله (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )..
.لا يخفى عنه شيء سبحانه...
ضرب النبي عليه الصلاة والسلام لنا مثلا لو قلته لجبل لخر مستكينا لهذا الخبر
قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لو أنكم ... يقصدني أنا وأنت وفلان و فلان ...ونحن لدينا وظائف ومشاريع ولدينا أبواب للرزق ولدينا شهادات وعندنا...وعندنا..يقول :لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ...طيب نحن كلنا ضاحك علينا الشيطان ونظن أننا متوكلين على الله حق توكله ..قال,, لرزقكم ,,
والله لو تحقق عندك التوكل لرزقك,,
مثلما يرزق الطير ...الطير ليس لدها شهادة ولا دوام ولا ريال ولا دينار ولا جنيه ولا شيء,,
لكنها لم تقل سأتوكل وهي لم تفعل شيء..
لا هذا تواكل قال ..تغدو.. وهي خارجه في الصباح تغدو في الصباح خماصا ليس لديها أي شيء,,
جياع طاويه و خاويه البطون ..
وتروح بطانا ..
وهي خارجه في الصباح تكون متأكدة أن الله سبحانه وتعالى لن يرجعني جائعه
أنا خرجت خماص ولكن سأرجع بطانا مستحييل يقطع رزقي سبحانه جل جلاله
,,انظر اليقين ,,عمل و يقين
لا يصلح يقين بدون عمل ولا عمل بدون يقين ,,
سبحان الله لأجل هذا حبيبي الغالي نسمع اليوم ..يوم أن قل الإيمان وقل التوكل في القلوب يقول قائل:
" والله فلان ما يرحم ولا يخلي رحمة ربي تنزل."
.سبحان الله هذا يصلح رب إذا كان يمنع رحمة الله يريد أن يوصلها إليك
ولوجئت إليه بعد الصلاة تجده يقول : اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ..
تقول له أنت مقتنع بهذا الكلام ؟؟
لا والله هو ليس مقتنع
لأجل هذا ,, تجده عندما يخرج من المسجد يقول :
فلان "ما يخلي رحمة ربي تنزل" الآن قبل قليل تقول لا مانع لما أعطيت !! لأن الله قال : ) قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ,,..وليس مقتنع , وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ.)
ختاما حبيبي الغالي
يقول رب العالمين جل جلاله ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ,,, ...

خذها قاعدة وانحتها واحفرها في قلبك ... (ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها,,
لا فلان ولا مديرك ولا أي احد
(وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ,,,
فاطلبها من عند الله..
إذا سألت فاسأل الله ..
جربها,,
ألا تحتاج إلا لله جل جلاله وتوكلك على الله ...
توكل : سكون القلب ولو تحركت الجوارح
أسعى وأتحرك ولكن قلبي مستكين ..
جربها

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:24 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحمد لله وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم
أحبتي الفضلاء دائما نشكو,, الواحد منا يقول أنا صمت ولكن لم أشعر بشيء
مر بي هذا الشهر عشرين مره وثلاثين مره ,,, وعشر مرات ,,, ولم أشعر بشيء تغير
أنا نفسي لم أتغير,, يمكن تغيرت للأسوأ قليلا ..ولكني لا أشعر أنه أصبح عندي شيء إيجابي
لا أحس بلذة ,,..أوبطعم ,,! يا جماعة كلنا نصلي نتحرك ولكن لا نحس بشيئ ..نصوم ونجوع ولكن لا نشعر بشيء
لأجل هذا جاءت الآيات لتبين لنا كيف نصوم وكيف نصلي ؟
و كيف نشعر بطعم العبادة في قلوبنا ؟؟ لا يستشعره ولا يترجم هذه اللغة إلا هذا العضو الذي بين جنبي وجنبيك
....حبيبي الغالي ..يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ .....
لاحظ قال :آمنوا,,ولم يقل الناس !!! إذن القضية الآن فيها قلوب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ......
لماذا يارب ما الحكمه؟؟ ..لعلكم ....لأجل أن تحصل على ثمرة ,,
الثمره هذه أكثرنا لم يشعر بها ..
الآن نناقش كيف ؟؟ لماذا لم نحسها أو نشعر بها .ماذا؟..
لعلكم ماذا ؟ ما المقصود يارب.؟.ما الثمره من هذا الصيام؟
.القضيه لأجل لعلكم تجوعون؟
لا,,, هذه هي التي فهمناها نحن ..
هل لعلكم تعطشون؟ لا,,.. إذن,, لعلكم ماذا ؟ لعلكم ماذا ؟
( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ..
..سبحان الله كلمه نسمعها كثيرا ونقولها كثيرا ,, اتق الله ,,لماذا نتقي الله عز وجل؟
( ونحن بالنسبه لنا الكلام سهل ..( قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ..,,
ماذا يعني لعلكم تتقون؟. يا جماعه نحن صمنا من الصباح إلى المساء,, ,
, من الفجر إلى المغرب ...
الله عز وجل قال لعلكم تتقون,, إذا لم يحصل في قلبك تغير إذا شعرت أن خشيتك لله هي نفسها قبل أن تصوم وثاني يوم في رمضان وثالث أيام رمضان وهكذا بقية الأيام.. بمعنى أن إقبالك على المعصية هو نفسه ولم يتغير شيء !!
اعرف أن لديك مشكله في قضية التقوى ..
عندما سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا أبا عبيده ما هي التقوى؟؟ .. قال أسلكت طريقا فيه شوك؟ قال نعم ..قال : ماذا صنعت؟ قال : كنت اتقي " لا أضع قدمي إلا في مكان أنا اعرف أن ليس فيه شوك.".قال : وهذه التقوى
,,أي ,,لا تلقي بنظرك إلا بمكان تعرف أنه لن يوقعك في ورطه كبيرة مع رب العالمين ..
قبل أن ألقي الكلمه اعرف أن علي رقيب عتيد فأبدأ أزن كلامي و عباراتي ..
قال النبي عليه الصلاة والسلام ليفهم الناس المساكين أمثالنا ..ما معنى الصيام؟
هل هو قضية جوع ..وتفطر المغرب وتعمل الذي تريده؟ لا ,,
قال النبي عليه الصلاة والسلام ..رب صائم " هو يظن أنه صائم.. يظن أن جزاء الصيام
وباب الريان و الصوم هو لي وأنا أجزي به ,,يظن انه من هؤلاء ..من هذا الصنف ..
يقول : رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ..أي أنه فقط جاع وعطش ,,,أليس هذا هو الصيام؟ لا...
قال النبي عليه الصلاة والسلام في البخاري ( من لم يدع قول الزور..القضيه هنا ليست في البطن..من لم يدع قول الزور ..لسانه لم يصم...والعمل به ..تجده يغازل ويعاكس و شات ومحادثات مع النساء وينظر للأشياء المحرمه
من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
إذن القضيه ليست قضية جوع ..
لن تجد لذة الصيام حتى تحقق ما أراده الله من الصوم
لأجل هذا لو أقول لشخص لديه اثنتى عشرة ماده ,, أسأله ..هل نجحت ؟ وهو قد نجح في عشر ورسب في اثنتين لن يقول نجحت!! .. مع انه نجح في عشر يقول لك ..والله أنا رسبت ..رسبت في كم؟ قال في اثنتين ,,,
إذن هو لماذا لم يقل نجحت إلا في اثنتين ,,لن يقولها لأنه رسب..
ولأجل هذا أحبتي أكثرنا يرسب في قضية التلذذ بالصيام وبالطاعه .
.المحصله النهائيه انه لم يحصل له من الصيام إلا الجوع والعطش..لأجل هذا ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه هذه أشياء سهله
وأشياء هينه وأشياء هي في آخر الأولويات ..أهم شيء أنك تضبط الصيام .
.من قال أن الصيام في النهار؟ من الذي قال أن رمضان جاء لأجل النهار ؟ الصوم يا جماعه في الليل وفي النهار ..
هذا رجل " في الصحيحين " جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يكاد يجن يقول:..يا رسول الله هلكت ..وفي روايه احترقت قال لم؟ قال أتيت أهلي ..يقول جامعت زوجتي في نهار رمضان ..أ تيت أهلي .. الوضع مخيف أنت جئت أهلك وتظن أنك هلكت..قال له النبي عليه الصلاة والسلام : تصوم شهرين..انظروا القضية ,, انظروا التأديب ..القضية ليست قضية شهوة جوع وعطش..يقل خوفك من الله سبحانه وتعالى في خمس دقائق تجامع فيها زوجتك
لاحظ زوجتك..التي هي حلالك في غير نهار رمضان..بل لك أجر إن أتيتها ..سبحان الله.. الخمس دقائق هذه تدفع ثمنها شهرين..
إذن الدرس ليس جوع أو عطش..خمس دقائق يقل فيها التقوى عندك وتجامع زوجتك تدفع شهرين متتابعين و تصوم الشهرين كاملين بسبب لذة فقدتها في تحقيق التقوى من الله سبحانه وتعالى..
إذن القضيه قضية الانتصار,, قضية النجاح في آخر السنة,,
لا تتم إلا بأن تكمل وتحقق التقوى
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم. ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ....
وقال سبحانه : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ.....
فأحبتي الفضلاء,, حتى نذوق طعم الصيام لابد أن تشعر في قلبك بتغير
والرسالة الأخيرة لك حبيبي الغالي.. ولنفسي قبلك :..كيف اعرف أني قبلت أولم أقبل..كيف اعرف؟
أنا اعرف أن في كل ليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أسماء عتقاء تصعد لله عز وجل ,, عتقاء لن تمسهم النار أبدا...كيف اعرف أني أنا منهم أو لست منهم..انظر حالك بعد الصيام هل تغير؟ هل أصبحت جرأتك على المعصية أقل
هل صارت سرعتك للطاعة أكثر؟ إذا فعلت هذا فاعلم أنك قبلت ..
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)...فانظر لعملك في ليل رمضان لتعرف هل قبلت في النهار أولا .
.وبعد رمضان تعرف هل قبلت في رمضان أو لا...
أسأل الله سبحانه وتعالى بنور وجهه الذي أشرقت له الظلمات أن يجعلنا وإياكم ممن يؤدي العبادة كما أراد فيجد لذتها في قلبه
جربها أخي الغالي ..وجربيها أختي

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:25 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة أحمدهُ ربّي جل في علاه وأشكره
ومن مساوئ عملي استغفره وأستعينه على نيل الرضى , وأستمّد لطفه فيما قضى
وبعد إني باليقين أشهدُ .. شهادة الإخلاص أن لا يُعبدُ
في الكون معبودٌ سوا الرحمن .. من جلّ عن عيبٍ وعن نقصان
وأن خير خلقه محمداً .. من جاءنا بالبيّناتِ والهدى
روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفدى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام
أما بعد أخواتي الفاضلات فحيّاكن الله وبيّاكن وسدد على طريق الحق إلى جنة المأوى خُطاي وخُطاكُنّ ..
من أنا ومن أنتِ أيتها الغالية ؟ ومن هي أختنا الغالية هناك والثالثة هناك ؟ من أنتِ في عين الله عز وجل ؟
ما قدرك ؟ وماذا سيخسر الكون هذا إن توفيت فلانة أو توفي فلان ؟
الله سبحانه وتعالى ذكر أن الناس عنده ليسوا سواء قال جل جلاله
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ )
سبحانه على أي أساس يا ربي هم درجات ؟
خلقتَ لهم جميعاً يدين ورجلين وعينين ولسان وشفتين, لماذا يا ربي أُناس بـ الأعلى وأًناس بـ الأسفل ؟
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ)
سبحانه على هذا الأساس؛ لأنه وضع أُناس عالياً بسبب أنه أبصرهم يستحقون
أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم , وهناك أُناس لا يستحقون! أسأل الله أن يعيذني وإياكم من هذا الحال
( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
حسناً هل هناك أُناس إذا توفي تتضايق الأرض ؟ وتتضايق السماء ؟
نعم , لأنها فقدت تلك الغالية التي كانت تمشي عليها كان قدرها غالياً على الأرض ف تتأثرّ!
الحديث هذا ذُكر في القران ؟ نعم , تحدث قال الله عز وجل عن أقوام ليسوا بـ شيء عند الله قال سبحانه
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ )
يقول خرجوا من فوق الأرض ولم يبكي عليهم أحد! بكوا أحبابهم قليلاً لكن لم تبكي السماء لفقدهم ولا الأرض! عندما سألوا ابن عباس رضي الله عنه قالوا له : ما معنى ما بكت عليهم السماء والأرض ماذا يعني ؟
قال : أي أماكن الأعمال الصالحة التي كانوا يعملون عليها في الأرض , كانت تذهب وتذكرهم بالله وهمها الوحيد
كيف ترضي ربها سبحانه وتعالى , وهل وُجدَ همّ أعظم من هذا ؟ والله لا يوجد
من بداية دخول الإنسان لهذه الدنيا الدنيّة حتى يخرج منها إلى جنّة عالية والله لا يوجد هم أعظم من رضى رب العالمين
هناك فئة من الناس جُلّ همها ترضى فلانة وإرضاء فلان ,
وهناك أُناس همّه في حياته رضى رب العالمين شعاره في الحياة
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّي )
لماذا ؟
(لِتَرْضَىٰ)
والله عند سماعي أن هذالأمر يرضيك أسابق إليه ؛ نصح , أمر بمعروف , نهي عن منكر تواصي بالحق
تواصي بالصبر قيام ليل صيام دعاء كل ما يرضيك يا رب سـ أعمله ؛ أخسر فلان لترضى ؟ أخسر فلان
أكسب فلان لـ ترضى؟ أكسب فلان لترضى , لأجل هذا قال الله عز وجل في معادلة لو لم يفهمها أكثر الناس يضيعون
أي أن مشكلتنا أننا لا ندري أن المشكلة هي أننا لا نعلم من نحن!
أنتِ أختِ الغالية اسألي نفسك من أنا ؟ أنتِ من أنتِ عند الله عز وجل ؟ هل يهم شرائي ؟ نعم يهم!
أهم ما في هذا العالم ما أنتِ عند الله عز وجل ؟
لأن الله سبحانه هو وحده فقط لا أحد سواه القادر على إسعادك من الداخل ومن الخارج وقادر على تسيير الأمور كلها لرضاك أيستطيع أحد فعل ذلك كله ؟
لا أحد يستطيع يفعلها لا أحد! فـ أنتِ أختي وأنا لدينا طريقين : هل نستطيع إسعاد أنفسنا ؟ لا نستطيع !
حسناً أنا لست على كل شيء قدير! يجب أن تعترفين أختِ الغالية من أنتِ ؟
أنتِ لست على كل شيء قدير , أنتِ ليس بيدك ملكوت السماوات والأرض أنتِ ليس بيدك أي شيء في الدنيا
حسناً كيف أنا استمد من الذي بيده كل شيء ؟ هاكِ معادلة بسيطة : قال الله عز وجل
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ )
المفترض أن يكون همّك الوحيد كيف يرضى عنك ربك ؟ و ما النتيجة ؟
النتيجة سـ تُريحك من أشياء كثيرة مستحيل تنالينها بيديك ولا رجليك ولا العالم كله معك , ما هي النتيجة ؟
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
كلمة كبيرة وثقيلة والله لو دخلت في القلب إنها ثقيلة
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )
لكن ليس أي شخص يحسّه! الآن لو أتيت بـ رجل أو امرأة وأغلّف لسانها بـ بلاستيك ثم أضع عندها ماء وعصير و ماء بـ الملح وعسل وحامض ومر وأشربها واحد تلو الآخر لا تفرّق !
كلهم سواء لأن أداة الوصول إلى الطعم هي اللسان وأداة الوصول إلى القرآن هو الجنان هذا القلب
(وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ )
مغلفة! يأتي قران نشيد اغنية كلهم واحد ! إذا كان لا يتذوق العسل من ليس له لسان فـ والله لن يذوق طعم القرآن
حتى الذي يسمع هذا الكلام وهو لم يذُق طعمه يقول : ما هذا الكلام القرآن نعلمه كل يوم نقرأه القضية ليست قراءة القضية أكبر بـ كثير
القضية هزّت أقوام! القضية قال عنها عثمان رضي الله عنه رأوه طوال حاملاً مصحفه
قالوا : يا أمير المؤمنين لعلك تتريّح قليلاً قال والله لو صحّت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل .
يوجد أُناس الآن أرضي يحب الحديث مع الناس يضحك فتجده يضحك من لسانه لا يوجد شيء بالقلب , ولو بقى وحده يُجنّ !
لأنه تعبان من الداخل دمية خاوي فارغ , لأجل هذا نحن لم نفرُق العسل لم نتذوق حلاوته , إن سألناه تريد عسل أم ماء ؟
كله واحد لأنه لم يتذوّق طعم القرآن , لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
من أنتِ ؟ ما قدرُكِ عند الله عز وجل ؟ هل سألتِ نفسك هذا السؤال ؟
سأنقل لك مشهد حصل في بيت أهلي ؛ تعلمتُ منه الكثير بعد الله عز وجل : أبني مُجاهد طفل أتاني وقال : بابا عطني ريال
, نظرت في محفظتي فما وجدتُ ريال! وجدت خمسين فأعطيته الخمسين فـ أخذها عندما همّ بالخروج أخي الذي يكبرني قال مجاهد حبيبي تعال ؛ عندما أتى أخرج أخي ثلاثة ريال ثلاث قطع جلس يعرضها أمام ولدي بشكل شيطاني , يقوله حبيبي مجاهد
أنت فقط لديك واحده أعطاك أبوك وحده أنا سـ أعطيك ثلاثة لكن أعطني الذي لديك وهاك الثلاثة
أنت لديك واحدة أنا سـ آخذها هاك الثلاثة , انظر لـ ولدي صدّق وأتى لـ يُعطي عمّه الخمسين فـ أنا فاهم شيء ليس
كـ الذي فهمه ولدي , أنا الذي في نفسي غير الذي بـ نفس ولدي
فقلت حبيبي مجاهد لا تعطيه الذي معك هذه وأحاول التلميح له أن هذه التي معه كثيرة خمسين هذه فقط ثلاثة
لا يريد السماع هو ينظر امامة ثلاثة ريال قال بابا هذه ثلاثة أنا فقط واحده قلت كلّا هذه وأحاول وحلقي تعب
الشاهد ذهب فـ عندما أخذ الثلاثة ريال وأعطى أخوي الخمسين قلت له : مجاهد حبيبي يا مجنون , ثم تداركت نفسي فقلت لا والله
ليس هو المجنون إنّما نحن المجانين , هو ماذا خسر ؟
انظر لـ وجه مجاهد بعدما أخذ الثلاثة فرح يعُدّ الثلاثة معه , قلت سبحان الله والله إنّا مخدوعين هو الآن خسران سبعة وأربعون
ويعتقد أنه خسران اثنين فقلت سبحان الله لماذا أنا نظرت هذه النظرة ولماذا هو نظرته الخمسين بشكل آخر؟
والله العظيم الذي يحصل في أرض الله تجدهُ في كتاب الله عز وجل في القران
(وَكُلَّ شَيْءٍ)
لم يقُل ذكرناه او طرحناه لا
(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)
فسألت نفسي لماذا ولدي لم يسمع كلامي ؟ مع أنّي أقنعته أنّ التي معه أكثر! فـ وجدتُ قول الله عز وجل
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ)
هذا عندما تسألين نفسك أختِي الغالية من أنتِ ؟
سـ تجدين أنّ أكثرنا هُنا في الزاوية اللي وصفها الله عز وجل
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ )
ماذا يا ربي أكثرنا ما به ؟
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ)
لا يعلمون الحق لا يعرف أين الثلاثة ريال ولا يعرف ماذا تفعل الخمسين التي معه! سهل يُخدع , ما آخر الآية إذا لم أعرف الحق ؟
خُدعت وأُقنعت أن الثلاثة ريال أكثر من الخمسين ظنّكم سـ آخذ الخمسين لا!
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُمْ مُعْرِضُونَ.)
لا يوجد يعني واحد لا يعلم ما قدر المئة من المليار لا تلومه إذا أخذ المئة وترك المليار! هذا حالنا يا جماعة!
فالموقف الذي حدث لـ ولدي مجاهد ما هو لولدي مجاهد الموقف نفعني أنا وتحدّثتُ به في محاضرات عديدة استفدت منه
حتى في نقاش مع غير المسلمين , من أنتِ ؟ أنتِ واثقة بـ نفسك ؟
ممكن! أنتِ مخدوعة! ممكن! ليس شرط أنك تعتقدين أنك فاهمه تصيحين فعلاً فاهمه! ممكن إنك فاهمه لكن فاهمه خطأ!
هذا ولدي يعتقد أنه فاهم أخذ ثلاثة هو وفاهم خطأ : لأجل هذا نُخدع في جرائد ودواوين وروايات أكثر من القرآن
هذه أكثر من مليون وليس خمسين وهذه أقل من ثلاثة ريال طيب ما حالات الإنسان ؟
أنا أحاول أشخّص نفسي وإياك , اختِ الغالية من أنا من أنتِ ؟
إّما أنت لستِ فاهمه أو أنك فاهمه , أو أنك فاهمه خطأ , أو انك لا تعلمين , ما أسوء حالات الإنسان ؟
يوجد أُناس لا يعلمون وهم يعلمون إنهم لا يعلمون! فـ يحاول إصلاحه ويحاول يدرس يتعلم يحاول , و يوجد أُناس لا يعلمون
ويعتقد أنه فاهم وهذه مصيبة , وهناك أُناس وفيه لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فهو على قيد الحياة لكن !!
وصف الله هؤلاء الناس في القرآن كلهم : أسوأ حالات الإنسان أنه يُعرض عن كتاب الله , إذا أنتِ أحسستِ وسألتِ نفسك من أنا؟
تقرين القران ولا تستشعرين بطعمه فأنتِ والله العظيم اختِ الغالية وأقولها من كل قلبي في منطقة خطيرة جداً مع رب العالمين
إذا كنتِ تسمعين القرآن ولا تستشعرين بشيء وتقرئين القرآن وتحسين وضعك قبل القراءة ووضعك بعد القراءة كما هو ؟
والله أنتِ اختِ الغالية الكريمة في مكان خطير جداً , من الذي يقول الكلام هذا ؟ يقوله ربي جل في علاه
(وَمَنْ يَعْشُ)
ما معنى يعشُ ؟ أي يُعرض القرآن أي أنه لا دوْر له في حياته
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ)
ما الذي يحدث له ؟ يا رب
(نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا)
هذا شيطان متخصص يأتي عند الناس الذين يسمعون قران نشيد اغنية كلهم سواء
(نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا)
حسناً هذا الشيطان معه سبع ثمان ساعات ويذهب ؟ لا
(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
على مدار الثانية أربعة وعشرين ساعة ملازم له يصرفه عن الخير يصرفه عنه
(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
أين المشكلة؟
(وَإِنَّهُمْ )
أي الشياطين
(لَيَصُدُّونَهُمْ )
يصدون الذي ضلّ عن ذكر الله تعالى
(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ)
المصيبة أنه لا يشعر! يمارس يومه بـ شكلٍ عاديّ يأكل يشرب ينام منطقة خطرة جداً قال
(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)
يحسبون أنهم خالين من المشاكل والحمد لله أموري طيبة مصلّي مزكّي , فهذا الكلام هل انتِ تشعرين
فيه أختيِ الغالية ؟ تشعرين بطعم القرآن ؟ أنتِ عندما تشربين كأس عسل تشعرين أنه حالي!
والكأس المُرّ تُخرجينه وتلجّينه تلقائيّاً , لماذا ؟ لأن لديك حساسية في الطعم , هل هذا الحساسية لديك في القرآن ؟
فيه أُناس هكذا والله العظيم يقلّب الإذاعة يريد إذاعة غنائية فإذا أتى عند إذاعة قران بالغلط وأتت آية
تجده كأنه مضروب بـ كهرب ثلاث مئة يبدّل تلقائيّاً تعبان مغلف , وفيه أُناس بالعكس إذا عاد يبحث القرآن
إذا أتت أغنية ولا نشيد كأنه مضروب بـ كهرب ألف تجده يغيّر تلقائيّاً, لماذا؟ لأنه ذاق طعم ليس بـ حسن
وهناك أُناس عديمي الإحساس , فأنتِ من ؟ أنتِ من أختِ الغالية ؟ الله سبحانه وتعالى يقول
( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ )
نزلت سورة وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة تعلم ما الذي يحدث ؟
( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ )
ليس كلهم عندهم قلوب صح , منهم المنافقين لايشعر بطعم القرآن مشحون أتى كلام ثقيل على قلبه
( فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيّكُم زَادَتْهُ هَذِهِ إِيْمَانَا )
سمعت الآية التي قرأها الإمام في الركعة الثانية ؟ مستغرب الثاني يقول ما بها أي آية ؟
مغلّف خالي من كل شيء أصلاً , اللهم يا ربي أصلح قلوبنا يا رب افتح على قلوبنا فتحاً من عندك
(وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا)
فيبدأ الله يفصل لأنه رأى قلوب هؤلاء وقلوب هؤلاء قال فأما الذين آمنوا
(زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
مستبشر ما هذه العظمة ذي ؟ يا خير يأمر له أو شر يُحذّر منه قال
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)
سبحان الله أنت من ؟ هذا ولا هذا ؟ المشكلة ليست في عدم استشعارك للقرآن , المشكلة لا تموتين وأنتِ غافلة
الشيطان لن يقول لك أنك لن تتوفّي لالالا سـ يقول لك : أنتِ لن تموتين وأنتِ كذا بإذن الله لن تتوفيّ إلا أمورك حسنة
وسـ تشعرين بطعم القران وبطعم الصلاة لكن هل هو صادق ؟ لا
(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)
سأنقلكم إلى حدث حصل معي في رمضان القريب ؛ ألقيت محاضرة في قطر في وزارة الداخلية
عندما انتهيت من المحاضرة جاءني أحد المسؤولين قال لي لدينا رجل نصراني بلغاري دوماً يسأل عن الدين ويسأل عن الإسلام
لكن لا نُجيد الردّ لا نستطيع! , من أنتِ ؟ افدتِ الناس بـ أمور دينهم , فقّهتيهم في الدين ؟
ورضا الله منك لأنّك كنتِ أنتِ السبب ؟ أهديتيها شريط علمتيها القرآن؟ , فقال لي ممكن تتكلم معه ؟ فقت جداً
فجاء الرجل والله كأنّي أنظر وجهه الآن , ترى وجهه تنشرح نفسك رجل طالب حق نحسبه والله حسيبه أتى بـ كلّ أدب وسلّم
وقال أنا آسف أخذت من وقتك لكن لديّ أسئلة هل أنت راضٍ لـ أسألك ؟ قلت لا تفضّل اسأل ما بدا لك , قال ولن تتضايق ؟
قلت لن أتضايق ابدأ بالذي تريد ؛ أنا أُحادثهُ على أي أساس ؟ واتبسّم في وجهه على أي أساس ؟ هو كافر ! على أي أساس ؟
ليس على أساس أن يعرف الكرم العربي أو الثقافة العربية لالالا لأن الله يقول
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
لم يقُل الحسنى لا!
(إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
ما معنى هذا الكلام ؟ أي أنا مثلاً مُقبل على تموينات وحدّثت عامل التموينات وقلت له السلام عليكم حبيبي لديك كذا ؟
أم أقول له يا هذا لديك ؟ أم أقول له يا أبا الشباب لديك أم لا ؟ ما أفضل أسلوب ؟ الأولى! اختار أفضل أسلوب
رجل تقول له جزاك الله خير حبيبي الله يعفو عنك لم تُقصّر , ورجل تقول له شكراً واحد تقوله نعم شكراً , ما أفضل أسلوب ؟
الله يقول إذا أتيت تجادل أهل الكتاب ادعوه مسكين كـ ولدي مجاهد تائه ويحسب أنه صح!
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
هذا لم يظلم يتكلم يريد يطلب حق الله سبحانه وتعالى يقول
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)
الله سبحانه وتعالى قال
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)
لا نريد أن نُريه الكرم العربي أم الخليجي لالالالا نُريه الإسلام ليس تلميعاً الله قال أجادل بـ التي هي أحسن فالإنسان مشرك ونتناقش!
فقال لي حتى إن كان السؤال محرج ؟ فقلت حتى إن كان السؤال محرج
بدأ بـ السؤال الأول : لماذا المسلمين يتضايقون إذا قيل إن عيسى ابن الله ؟
تعالى الله علواً كبيرا جل جلاله , لـ علمكم ممكن الكلمة البسيطة التي ممكن الواحد يسمعها ولا تقف مع قلبه بِه مشكلة في العقيدة
الكلمة هذي فقط " أن لله ولد " تعالى الله عن هذا علواً كبيراً , الله لو ترك له الكون يعبره مالذي سـ يحدث ؟
تعرف ما الذي سـ يحدث ؟ قال الله
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً)
قالوا ! كذب
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً)
يقول تحسبه شيء بسيط ؟ شيئاً إدّا عظيم! يقول الله لو تركت الكون يعبّر ما الذي سـ يحدث في الكون ؟ قال
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً)
لو تركت الكون يعبّر وأعطيته الحرية يرُد ردة فعل
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ)
تتقطع السماوات السبع قطعة قطعة تتفجر السماوات
(يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ )
تتشقق لا ترى قاعة ولا مكان جلوس ولا كراسي ولا جامعات لا شيء
(وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً )
هذه الجبال هي من تُثبّت الأرض كيف تخرّ الجبال ؟
(وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً)
إذا كانت الجبال هي التي تنهدّ إذاً ما الذي سـ يبقى على الأرض ؟
(وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً )
الدمار هذا كله لماذا ؟
(وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً )
سبحانه أنا لماذا أغضب عليه ؟ هذا رجل جاهل كـ ولدي مجاهد لا يعرف خمسين من ثلاثة ريال كـ أكثرنا لا يدري
فقلت له انا سـ أُجاوبك على هذا السؤال الآن إن شاء الله لكن سـ اسألك سؤال لأجل أن أرُد عليك أنت لماذا قلت أن لله ولد ؟
لماذا قلت ان عيسى عليه السلام هو ولد الله ؟ قال لأنهُ كُتب في الإنجيل أنه مولود من أم بدون أب فمن أبوه ؟
قلت له ممتاز والله العظيم وأنا اتكلم معه أُحس أنّي أُناقش رجل لديه عقل ولديه منطق ولديه نظرة ثاقبة
ولا يفكر ما كان أبوه وأمه عليه بل يبحث يريد أن يتعرّف على الحقيقة , قال أنا مثلك أنا أُريد أن أكون مثلك
أنا و اياك الآن نتناقش نبحث عن الحق , قلت له كلامك جميل أنتم لديكم في الإنجيل أنه أتى من أم بدون أب ؟
نحن أيضاً لدينا في القرآن أنه أتى من أم بدون أب فقال حقاً ؟قلت نعم! فقال : إذاً لماذا تتضايقون ؟ قلت ممتاز أنا
فقط قبل ان أُجيبك سـ اسألك سؤال صغير ؛ هل عيسى عليه السلام جاء من أم بدون أب هذا
هو السبب الذي جعله ابن الله عز وجل ؟ قال نعم قلت ممتاز
قلت : ما رأيك في رجل أصعب من وضع عيسى عليه السلام وعندنا في القران وعندكم في الإنجيل وعند اليهود في التوراة
قال من ؟ قلت الله يقول
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ)
أنت تحتجّ أن لديه أم ولا لديه أب ؟
( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ)
لا أُم ولا أب, أنت لم تجد لـ عيسى عليه السلام أب فقلت أن أباه الله هات لي أم وأب لـ آدم
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
قال نعم , في حياتي لم أُفكر فيها فسكت يا الله ما أعظم هذا الكتاب لكننا لم نعرف ديننا كـ ولدي لا يعرف الخمسين
فسهل بدلناه بثلاث ريال والله بدلناه بأقل بـ دين باطل وتأثرنا بـ أُناس خطأ لكن يقولون ثلاثة ريال أكثر نُصدّق
أنتِ أختِ الغالية مخدوعة أم فاهمه ؟ أم فاهمه خطأ ؟ أم فاهمه صح ؟ قال نعم
في حياتي لم أُفكّر بـ هذا لكلام , فقلت إذاً وحواء ؟ قال صح ! قلت هؤلاء ابوهم الله ؟ قال لا , قلت عيسى أبوه الله قال لا أعلم
قال لكن عيسى عليه السلام يُحيي الموتى وهذه لا يستطيع عليها إلا الله قلت له ممتاز
الأولى اقتنعت بها ؟ ليس لأنه مولود بدون أب ؟ قال نعم
قلت طيب الثانية لأجل أن عيسى يُحيي الموتى بإذن الله أصبح إله قال نعم قلت إذاً ما رأيك بـ موسى عليه السلام ابن الله أم لا ؟
قال لا موسى نبي رسول قلت له ممتاز موسى عليه السلام فعل ما هو أصعب من الذي فعله عيسى عليه السلام عيسى عليه السلام
لدينا في القران * وكلما اقوله لدينا في القران يقول لي صح ؟ اقول نعم في القران لدينا في مواضع كُثر
(وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي)
عيسى عليه السلام أتى عند رجل كانت الروح موجودة فيه من أول ثم أخرج الله الروح سبحانه وتعالى بأمره
ثم أراد الله أن يعجز هؤلاء الذين برعوا في الطب قوم عيسى عليه السلام فقال أنتم تشفون مريض ؟
أنا سـ أجعل عيسى عليه السلام يُعيد الروح بإذني , كما فعل مع إبراهيم عليه السلام في قضيّة الطيور
(ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ )
فالشاهد أن الروح موجودة فخرجت بإذن الله فـ أعادها الله على يد عيسى عليه السلام أما موسى عليه السلام أصعب بكثير من هذا
موسى نقل كائن حي من نبات إلى حيوان ؛ عصا معه أصبحت ثعبان ثم أعطاها الروح بإذن الله ثم سعت , قلت له من صعب ؟
قال موسى قلت طيب لماذا لم يُصبح إله لأن هو أصعب ! والله ملامح وجهه في تلك اللحظة
*وجه واحد طالب حق تشابكت أفكاره لديه عقائد كان يعتقدها وأمامه حقائق تُنثر صدق الله عز وجل لما قال في القرآن
(وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)
لكن أنت تعرف الخمسين التي معك أنها أكثر من ثلاثة ؟ إذا ما تعرف غيّر!
(قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ )
من أنا ؟ أنتِ تعرفين قدر الدين اللي عندك ؟ تعرفين ماذا يعني مسلمة ؟
والله العظيم العقائد هذه تتكسر والله الذي لا إله إلا هو لم أُناقش يهودي ولا نصراني ولا بلغاري إلا والله ننتهي من النقاش
بإحدى أمرين ؛ إما أنه يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وهذا الدين حق أو أنه يقول لا أريد النقاش ,
الشاهد أتكلم مع البلغاري و كان هناك رجل أنا لم أعرف جنسيّته أولاً أمريكي يحمل معه حقيبة مدرب إنزال مظلي
والله العظيم يا جماعة يستمع من بعيد ووجهه مكشّر وأصفر وأعيُنه صفر ولو كان بيده سلاح ذبحني حامل هم صديقة
الآن سـ يهتدي ويترك دينهم , فـ رفعت صوتي في النقاش مع البلغاري أريده يقترب فجأة دخل في النقاش وشعر أنه قليل أدب
فقال آسف ممكن أسأل سؤال , قلت تفضل قال السؤال محرج إن كنت سـ تغضب لن أُكمل قلت لا أبداً اسأل ما تريد قال :
من أفضل محمد اللهم صل وسلم على محمد يا رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أم عيسى ؟
قلت له أنت من أفضل بـ النسبة لك ؟ أُناقشة على أساس القرآن والسنة النبي عليه الصلاة والسلام كان يناقش هؤلاء كما يُناقش مجاهد
كا يُناقش طفل عندما أتى رجل عند النبي عليه الصلاة والسلام قال النبي عليه الصلاة والسلام كم إلهاً تعبد ؟
قال سبعة لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام مجنون سبعة ؟ قال له : أين هم ؟
وكأنه يتحدث مع طفل , قال ستة في الأرض وواحد في السماء , قال من تدعو ؟ قال من في السماء قال يعطيك ؟ قال نعم
قال يعطيك وحده أم معه الست ؟ قال لا يعطيني وحده قال يعطيك وحده ثم تشرك معه من لا يعطيك ؟
قال أشهد ان لا إله إلا الله ؛ هذا هو حصين أبو عمران رضي الله عنهم أجمعين ,
الشاهد أنا أناقشه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يناقش الأعراب والكفّار , فقلت له من عندك أفضل ؟
قال لا أنا اريد عندكم من أفضل في القرآن ؟ أعتقد أنه سمع مناظرة قلت له من أفضل أخبرني ؟
قال في القرآن عندكم أن عيسى أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام , قلت لماذا ؟ اخبرني أنا جاهل
قال كم ذُكر عيسى عليه السلام في القرآن من مرة ؟ أنا سمعت هذه المعلومة لكن لم أكُن واثقاً منها فقلت أظن ستة عشر مرة
هي خطأ هي خمس وعشرين , قلت أظن ستة عشر مرة قال ومحمد ؟
اللهم صل وسلم على محمد قلت محمد مذكور أربع مرات عليه الصلاة والسلام , قال أرأيت اخبرتك حتى في القرآن
عيسى عليه السلام أفضل من محمد قلت له ممتاز لأجل أن عيسى ذُكر أكثر هو أفضل ؟
قال نعم قلت هذه معلومة جديدة! أجل بُشرى إن كان هذا هو قياسك ؛ الشيطان أفضل منهما لا تكاد تخلى صفحة
في القرآن من ذكر الشياطين , , فـ والله يا جماعة أن عيناه صفراء البياض أصبح أحمراً
هو ليس المهم اقتناعه المهم أن لا يقتنع صاحبه هذا هو شغله رأى أن الرجل تأثر وملامح وجهه قليلاً وتدخل بي!
وكلما جاء شيء حق قال صح! قال كلام صح انا لا أعلم عنه , الشاهد قال لي كيف تريد اقناعي في دين يظلم, قلت ممتاز !
أولاً انا ما أقنعك ولا تقنعني أنا و اياك نبحث عن الحق والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
واحد منا ضالّ وواحد منا على حق تعال نتناقش لكن لا تناقش وأنت لا تعرف دينك لا تناقش وأنت لا تعرف الخمسين
يوجد أُناس فيه لا يعلم ! تسأله عن أدوات التجميل يُجيبك , تسأله عن الأزياء و التخفضيات يُجيبك , تسأله ماذا يعني الصمد ؟
لا يعرف! تسأله ما أركان الصلاة ؟ لا تعرف تسأله كل ما أردت يُجيبك عن الممثلات أسماؤهم أشكالهم أفلامهم
تسأله عن واجبات الصلاة ؟ لا يعرف , أنتِ متى تسجدين سجود سهو؟ متى تبطل الصلاة؟ متى تُعيدين ركعة كاملة ؟
لا تعرف! فهذي مصيبتنا يا جماعة أننا لا نعرف الخمسين التي عندي وعندك , أنتِ من أنتِ ؟ تعلمين ما معنى مسلمة ؟
تعرفين ما معنى دينك أعظم دين ؟ هو الدين الوحيد الكامل , الذي لا يدع ذرّة في حياتك إلا اخبرك حلال حرام افعلي أم لا تفعلين
حتى اليهودي جنُّ من هذا الدين يأتي عند الصحابة يقول : ما ترك لكم رسولكم حتى ولا طائر يقلب جناحيه في السماء!
حتى علمك كيف تدخل دورة المياه! و بأيّ رجل وبأي يد! ما هذا! دين عظيم على أي جنب تنام؟
ماذا تقول قبل النوم ؟ وماذا تقول قبل دخول دورة المياه ؟ وماذا تقول بعد خروجك من دورة المياه؟
وأنت راكب سيارتك ماذا تقول؟ تلبس ماذا تقول ما هذا الدين ؟ اتحدى دين في العالم يعطيك هكذا
الشاهد فقلت له أنا لا أقنعك ولا تقنعني أنا لديّ شيء وأنت لديك شيء هلٌمّ نتناقش ونرى أين الحق نبحث عنه
وأين الظلم الذي أنت تراه لـ أنّي إذا تأكدت أنه ظلم والله اترك الدين الآن , لكن يا جماعة أنا أُناقش وأنا أعرف الخمسين التي معي
لأن الله سبحانه وتعالى يقول على لسان النبي
(قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ)
إذا أقنعتني أن للرحمن ولد فأنا
(فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)
أُصبح أفضل منك لكن لا يوجد!
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
الشاهد يا جماعة اتى وقال لي الدين هذا يظلم المرأة قلت له ممتاز يظلم المرأة أين ؟
يا جماعة ليدنا أُناس مغفلين يخرجون بالتلفاز ويقولون المرأة والرجل متطابقين ! لا والله ليسوا متطابقين !!
والله كذب وانظروا لـ الكلام الذي قال لي هو الذي يحصل في صحافتنا اليوم وأكثر وسائل الإعلام وأكثر العالم مغفّلين!!
والله لا تعلم تعتقد أنها فاهمه وهي فاهمه خطأ , قال : لا يوجد مساواة بين الرجل والمرأة لم أبدأ بـ الإجابة قال لي :
لا تقول يوجد مساواة , قلت لا أنا سـ أقول لك لا يوجد مساواة ولو قال أحدهم يوجد مساواة في الإسلام في غير العبادات
والطاعة وأجر الفرائض قل أنت تكذب! , في كل شيء والله لا يوجد مساواة , قلت له السؤال الأهم المساواة التي تقول ظلم؟
هل عدم المساواة عدل أم ظلم ؟ قال المساواة عدل ولا يوجد عاقل ولا كبير ولا صغير و لا ذكر ولا أنثى إلّا قال لك المساواة عدل
قلت ممتاز جداً عطيته أمثلة : إن أتيت بـ استاذة في الجامعة وحارس الأمن كلهم يعملون في مكان واحد
لكن أحدهم شهادة فيزياء والآخر رجل أمن لديه شهادة الثانوية وأعطيتهم اختبار في الفيزياء الأسئلة هنا وهنا كما هي
بـ عددها و مدة الإختبار والمراقبين والمصححين و القاعة كل شيء كما هو ومن كانت إجاباته صحيحة له جائزة بالأخير
عدل أم ظلم ؟ ساويت بينهم في كل شيء! سكت والله يا جماعة لم ينطق بـ حرف واحد الرجل يفور والبلغاري يضحك!
قلت ظلم أم عدل ؟ تخصصاتهم مختلفة واختبرتهم الاختبار كما هو عدل أم ظلم ؟ قال لا , ثم سكت قلت له حسناً سآتي
بـ طفل في أولى ابتدائي مع رجل في الجامعة سـ أختبرهم نفس الاختبار مساواة ! في كل شيء مساواة بداية الاختبار نهاية
الاختبار عدد الاسئلة المنهج كامل , قال لا ظلم! قلت كيف ظلم ! قال : قدراتهم مختلفة قلت يا سلام الله أكبر هذا الذي أودّ
الوصول إليه إذاً أنت بكلامك الآن أي اثنان في العالم إذا كانت قدراتهم مختلفة مساواتهم ظلم , هل الرجل كما المرأة قدرات ؟
أنا أخبرك طبّية الهرمونات التي لدا المرأة كـ التي لدا الرجل ؟ لا
إذاً الله عندما خلقهم غير ظالم سبحانه جل جلاله , إذا أعطيتني حوض لأي إنسان مات قبل ستين سنة سـ أخبرك
هي أنثى أو ذكر من العظمة فقط! , أربع فروق على الأقل هذه حوضها أوسع لأن الطفل سـ يخرج منه أما هو
لن يخرج منه طفل فـ حوضه أضيق , هو لديه عجب الذنب مائل وحاد لأنه لن يخرج منه طفل أما هي مستقيم
لأن لا يُجرح الطفل عند الخروج , هذي عدم المساواة في الخلقة ؛ هلُمّ نحسب في العناية المركزة نحسب الوزن المثالي
إذا كنت تريد حساب وزنك المثالي سـ يسألك أنتِ رجل أم امرأة ؟
حتى إن كان الطول متساوي , لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقهم متطابقين! لماذا نجعلهم متطابقين بـ القوّة ؟
نسبة الشحوم عند المرأة أكثر من نسبة الشحوم عند الرجل , هو لديه العضلات أكثر من المرأة
لأنه مخلوق يكّد ويكدح ويصرف عليها أعطاه الله عز وجل قدرة على التحمل من ناحية العضلات يشيل و يتحمل
لكن هي لا أنثى ناعمة لا تذهب لـ تشارك في الجيش وتحمل رشّاش تقعد يهزّ كتفها فـ يكسره! هي مخلوقة ناعمة
أما هو لا يليق له النعومة , الشاهد قلت له الرجل كـ المرأة ؟ سكت , قلت تريدها طبّيا أم عقلياً أم منطقيّا ماذا تريد
والله يفور تذكرت قول الله عز وجل
(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
قلت حسناً دعني أُقرّبها لك قليلاً ؛ البلغاري والله قليلاً و يقبّل رأسي ينظر كأنه وجد شيء!
كأنه مبشّر بجنة , وهذا جُنّ يريد يُخرب البلغاري لأن لا يقتنع بـ حديثي , الشاهد قلت له أنا الآن لديّ ميكانيكي وميكانيكيّة
يعملون في ورشة واحدة 12 ساعة في اليوم * أُحادثه كما أُحادث طفل *
قلت واحد منكم رجال وهذه امرأة طولهم واحد وعمرهم واحد وبيئتهم واحدة من أقوى جسدياً ؟
قالها بشين نفس الرجل , قلت ممتاز من الأضعف ؟ قال : أكيد المرأة فقلت حسناً المرأة أضعف جسدياً
قلت حسناً من يأتيه دورة كل شهر ويتغيّر لديه الحالة النفسية والجسدية والقدرة والتفكير والهرمونات وينزل عنده الضغط من ؟
قال المرأة قلت يعني تضعف زيادة ؟ قلت حسناً من الذي تسعة أشهر ؟ قال : المرأة
(وَهْنًا)
أي ضعفاً
(عَلَىٰ وَهْنٍ)
على ضعف قلت تضعف زيادة ؟ قال نعم قلت حسناً من يأتي لـ العمل وقلبه مع أبناءه في البيت ؟
قال المرأة قلت الآن هذا لا يتعب وعضلات أكثر و تحمّل أكثر جسدياً لا تأتيه دورة ولا يأتيه حمل
ولا قلبه كـ قلبها حسناً أيا ظلمة لماذا تعطونها راتب كـ راتب الرجل ؟
والله يا جماعة ساكتين والبلغاري يضحك قال نعم , قلت هذا عدل ولا ظلم ؟
اثنان عندك واحد يتعب أكثر من تعب الأول وتحملهم نفس المشاقّ وتعطيهم نفس الراتب يا ظالم ؟
والله قليلاً وتخرج عيناه عليّ قلت أريدك تجاوبني! أنا أُجيبك ولا أتأخر ثانية الآن هذا اللي وصفته لك قبل قليل عدل أم ظلم ؟
سكت وقال البلغاري ظلم بل عين الظلم قلت له ممتاز عشان الله سبحانه وتعالى لم يعطيها عضلات وأعطاها
دورة اعطاها حمل هيّئها لوظيفة عُظمى تُخرج واحد كـ هذا وتُربي واحد كـ هذا لا نعرف الخمسين التي معنا!!
سكت قلت هلُمّ سـ أُناقشك الآن تقول الدين ظالم المرأة أنا سـ سألك سؤال :
في خريطة العالم أريدك تتحدد لي أي منطقة في العالم من شرقها إلى غربها وشمالها إلى جنوبها أي منطقة في العالم
أي دولة في العالم اخرج لي فيها فقط مؤسسة واحدة أو شركة واحده تُقدّر المرأة في حال الدورة الشهرية وتُقدّر
التحولات النفسية والجسدية التي لديها وتقول لها هاك إجازة اسبوع كل شهر ؛
أي أنها إذا أتت توقع عقد قالوا لها أنتِ متى تبدأ الدورة لديك ؟ بتاريخ ستة عشر؟
حسناً من ستة عشر إلى ثلاثة وعشرين كل شهر سـ تأخذين إجازة , هل يوجد ؟ قال لا يوجد قلت الإسلام
الذي تقول أنت ظالم المرأة الإسلام العظيم هذا الدين العملاق هو الدين الوحيد في العالم الذي قدّر وضع المرأة
في الدورة الشهرية لم يعطيها إجازة عن دوام بل أعطاها إجازة من ثاني أركان الإسلام
عماد الدين الذي الدين كله لا يُقام إلا عليه الدين كله صدقه صيام حق زكاة أفعال خير دعوة إلى الله أمر بمعروف كله
لا يقوم إلا على عمود , الأساس هذا هو الصلاة الدين قدّر وضع المرأة وحالتها قال لا تصلّين , الرجل يكفر
إن لم يصلي يخرج من الدين في يصبح النار المرأة لا مقدّر وضعها , حسناً أنا سـ أصلي أنا قادرة على الأقل ركعتي الفجر؟
لا أبداً ارتاحي إذا ركعتي وسجدتي انتِ خسرانه دم اصلاً لأن الضغط نازل لما ترفعين
تدوخين لا نودّ أن تدوخين أبداً , الله اكبر لا يوجد دين في العالم يعطي المرأة بالطريقة هذه قلت له :
الإسلام كله قائم على أركان الأركان هذي خمسة ثلاثة منها تتطلب مجهود جسدي الصلاة الصيام الحج
الدين الإسلام العظيم يقول أي امرأة يأتي عليها أي فرض من الفروض في دورتها الشهرية وهي تعبانه
أبداً لا تصوم ولا تصلي وتحج طاح الدين كله ! وهي مسلمة!! غيرها إن يترك واحد فقط قد يخرج من الملة : تارك الصلاة مثلاً
سبحان الله يعني إذا لم يكن لديها زكاة ليس لديها مال بلغ النصاب طاح الزكاة!
يبقى لديها أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله
آتِ لي بـ دين في العالم يقدّر المرأة ويُسقط عنها 80% من الدين تقديراً لوضعها الصحي والجسدي والنفسي
ولا يُحمّلها مالا تطيق؟ سكت البلغاري يقول نعم هذا حق قلت حسناً أنا وإياك مضحوك علينا بالإعلام
دعنا نرى بعقولنا الحقائق قال حسناً يقول هذا ووجههم محمرّ جداً و أنا اتبسم في وجهه وأجيبة بكل أدب
هذا ما تعلمنا من ديننا إن كنت تريد النقاش هيّا
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
قال حسناً لماذا المرأة لا تذهب إلا بـ محرم ؟ أمّا الرجل يذهب ويأتي كما يريد ؟
أليس هذا طرح المنافقين في الصحف والإعلام ؟
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ )
قلت ممتاز وهذا ضد المرأة أم مع المرأة ؟ قال ضد المرأة محجورة في كل مكان لا تخرج ولا تسافر إلا بـ محرم ؟
أما الرجل فلا ؟ قلت هل رأيت ملوك ورؤساء وشخصيات كبيرة ؟ قال نعم
قلت كيف يخرجون ؟ لوحدهم ؟ حُرّين ؟ قال نعم يخرجون ومعهم كمّ كبير , قلت حسناً لماذا هؤلاء ليسوا بـ حُرين ؟
ما هذا التحجير ؟ في كل مكان لا يخرج ملك إلا معه عشرة يناظر ويراقب وينتبه ووو حسناً دعوه يذهب كما يريد لمَ التحجير هذا ؟
قال صح لكن خروجهم معه لأجل الحماية , قلت ممتاز الرجال يخرج مع ابنته لأجل اغتصابها ؟
يخرج معها لـ ألا تُصاب بـ مكروه كما الملك لا تخرج بدون حراسه , والملوك يدفعون لـ الحرّاس الشخصيين المال
ويسكنونهم على حسابهم ويأكلونهم على حسابهم طوال فترة السفر , أما هذا الحارس الشخصي
الذي يخرج مع المرأة ألزمه الإسلام بأن يدفع لها , قضية حماية المرأة في الإسلام تساوي حماية الدين ماذا يعني ؟
في معركة من المعارك خرج رجل مع النبي عليه السلام قد سلّ سيفه مستعد يقتِل أو يُقتل لا يقبل إلا أحدى
الاثنتان فقال لـ النبي صلى الله عليه وسلم زوجتي ذهبت للحج قال النبي عليه الصلاة والسلام ارجع فحجّ مع امرأتك!
سـ يذهب لـ يدافع عن الإسلام وعن بلاد المسلمين وعن دين رب العالمين وعن رسوله عليه الصلاة والسلام !
كلا حمايتك لزوجتك عندنا كـحمايتك للدين! الله أكبر ما هذه العظمة أكثرنا لا يرى!
مضحوك عليه بالثلاثة ريال ويأخذها وهو مبسوط! من أنتِ ؟ أنتِ فاهمه أم لست بـ فاهمه ؟
فاهمه دينك ماذا عمل من أجلك ؟ دين عظيم والله هُراء الذي يحدث في الإعلام سـ أكمل قصتي
الشاهد قال لي حسناً لماذا الولي هو الي يتزوج على رأيه وهي إذا لم يوافق الولي لا يكتمل الزواج ؟
قلت له ممتاز اسئلتك ممتازة قلت تعرف أن هناك جائزة وضعوها في أمريكا لـ التي تتخرج من الثانوي
عذراء ثلاث سنوات لم يأتي أحد يستحق الجائزة ؟ لأجل خلّوهم من الأولياء كل من أراد يأخذ يأخذ كـ دورات مياه الشوارع
يدخل ويقضي حاجته ثم يذهب سامحوني لكن هذا الواقع! ذُق الحق ولو كان مرّاً
هذا الواقع قلت له الآن المرأة الدافعية عندها عاطفتها مثلاً واحدة في السوق وأتى واحد وتعدّا عليها
وأخذ حقيبتها وأراد الهروب لكن أتى واحد ثاني وضربه واستعاد حقيبتها وقال هاكِ يا عمري!
واستسمحك على الذي فعله ذاك الرجل وأنا سـ أصبح بـ جانبك لـ ألّا يتعدّى رجل كهذا
لو كان هذا الإنسان أسوأ رجل في الأرض الآن قلبها انصرف له لو كان أسوأ واحد في الأرض
ولو كانت عمياء سترى هذا الإنسان أعظم إنسان في العالم! مع أنه ممكن يكون أفجر وأقذر وأسوأ
وأبغض إنسان عند الله عز وجل , فلو قال لها وهي خارجه آسف أعلم أن نفسيتك تأثرت قليلاً
ممكن أجلس أنا و اياك وأحضر لك كاس عصير لأجل أن ترتاحين وأعصابك ترتاح وو هل سـ ترفض ؟
لا! أتى المستشار وقال عندنا المرأة ليست سهلة المرأة عندنا عظيمة لأجل أن
تدخُل بها تحتاج ولي ثم مهر تحضر ذهب وعقبات و توقيع عقد ليست بـ الساهل !
تدفع الحساب بدلاً عنها في مطعم وهي لك؟ لا! سبحان الله دينك يملكك أكثر من نفسك
جعل الله الولي مستشار فقط دينياً لـ نتعلم ديننا هذا الولي وضيفته هل الذي أتى هذا ينفع أم لا ينفع ؟
إذا ما ينفع لا يدخل عندنا عاطفة آتية وأتى عندها مستشار عقل يفكر معها ويقولها كلا هذا به من العيوب كذا وكذا وكذا
أنا أنظر له نظرة غير التي أنتِ تنظرينها , حسناً إذا هذا الولي أصبح يرُّد أُناس صح ؟
أي أنه أصبح يأتي من هو كفؤ ويردُّه ؟ شرعياً تسقط ولايته تذهب الولاية لـ رجل آخر من العائلة حتى تصل للقاضي
سبحان الله والبلغاري يقول هذا كله في الدين ؟ قلت نعم هذا في الدين الأمريكي كاد يُجنّ فماتتوقعون سؤاله التالي ؟
سأل عن الإرث قال : لماذا تعطون المرأة ثلث وتعطون الرجل ثلثين بأي حق ؟
هي آدمية يا أخي! كـ طرح المنافقين عندنا في الصحف , قلت حسناً سـ اسألك سؤال ؛ اقتنعت بالتي قبلها ؟
قال بوجه عابس نعم لكن هذي لن تقنعني فيها قلت ممتاز , قلت اولاً أنت تتكلم بـ جهل قليلاً حالات الإرث ثلاثة
إما أن تأخذ المرأة أكثر من الرجل وهذا في حالة واحدة في أقل الحالات , وإما أن تأخذ المرأة
مثل الرجل وهذا في حالات وسط مثل الإخوة لأم , أما الحالة العامة الكبيرة للذكر مثل حظّ الأنثيين
حسناً أنا سـ اُناقشك في أسوأ حالة عندك اللي أنت تقول ظلم في الإسلام , قلت له إذا توفي رجل
وترك تسعين ألف وليس لديه إلا ولد وبنت كم يأخذ الرجل ؟ 60 ألف والمرأة 30 قلت هذا عدل أم ظلم ؟
قال ظلم , بأي حق هو والدهم جميعهم , قلت ممتاز الثلاثين التي لـ المرأة الإسلام لم يأتِ خبط عشواء من تصب
كلا بل أتى نظام كامل من إلى , أعطاها 30 وأعطاها مسؤوليات أين تصرف الثلاثين ,
وأعطى الرجل ستين وأعطاه مسؤوليات أين يصرفها , قلت له الثلاثين التي لـ المرأة هذه
الله عز وجل لم يطلب منها تصرف على أحد , إذا أرادت ارزواج لا تذهب وتدفع مهر من الثلاثين لا!
بل يُدفع لها مهر هي فـ الثلاثين التي لها تزيد! لم يطلب منها تصرف على الزوج اللي تزوجته ولم يطلب منها
تصرف على أولاد الزوج وتدرسهم وتسكنهم الثلاثين لها , أما الستين التي مع الرجل إذا ذهب يتزوج المرأة يدفع
لها مهر من الستين ويلبسها ويسكنها ويصرف على أولاده من الستين ولو انتهت الثلاثين التي لـ المرأة مكلف يصرف
على أخته من الستين بينما المرأة ليست مكلفه تصرف عليه, قلت له إن ذهبت أنا و إياك لأمريكا ميزانيتنا 25 ألف ريال
أنت أعطيك 20 ألف
وأنا 5 آلاف وأخبرك أن الخمس آلاف هذه ملك لي وأعمل بها ما أريد , أما العشرين التي معك بيني وبينك
التذاكر لي ولك بالعشرين والفندق من العشرين ونغسل ملابسي واطلب من الاكل الذي أشتهي واكلم الذي أريد
وإذا خرجت أنت تحاسب بالفاتورة أذهب أنا و اياك السوق أشتري أنت تحاسب من العشرين
ندخل المطعم آكل أنت تحاسب من العشرين قال لا! أنت هاك العشرين وأنا سـ آخذ الخمسة قال :
لأن الخمسة إذا عُدنا سـ تصبح خمسة أما العشرين التي لديّ سـ تصبح صفر!
قلت له ممتاز رأيت انك لم ترضَ! مع اني أعطيتك أكثر ؟
البلغاري يقول احلف بالله هذا الحق قلت له رأيت أنت ماذا تفهم ؟
والله ما أنسى نقطة التحول التي حدثت في النقاش ؛ الأمريكي وجهه تغير يعني كان يناقش بـ حدّه وعيناه جاحظتان
و أوداجه منتفخة ويفكر قال حسناً لماذا الزواج من أربع ؟
قلت ممتاز وهذا أكثرنا لم يعرف الدين الخمسين أنتِ تعلمين ماذا يعني مسلمة ؟
قال لا الزواج من أربع قلت قبل لا أجاوب تعرف الإنجيل كم تزوج إبراهيم عليه السلام من امرأة ؟
سكت قلت للبلغاري تعرف كم عندكم في الإنجيل ؟ سكت
قلت كم عندكم طيب في العهد القديم في التوراة والعهد الجديد في الإنجيل ؟
قلت حسناً أنت لست بـ عالمٍ بـ كتابكم المقدس سـ أخبرك ؛ مذكور أن إبراهيم عليه السلام متزوج مئة
يا أن التوراة والإنجيل غلط , سكت قلت لأجل أن تتكلم مع انسان لازم تعرف ما الذي لديك
قد يكون الذي عند بمقياسك أسوأ من الذي تطرحه ؛ أنتم تتزوجون أكثر من عشرين!
هذه إحصائيات زنى لكن المرأة هي من يخسر في النهاية , يأتي كـ المرحاض يفرّغ ويذهب لا يصرف عليها ولا ترثه
هكذا يلعب بها ويذهب وأولاد زنى في الشوارع والله احصائية قبل سنتين مليون حالة زنى في الشوارع يجدونه ملقى
لا يعلمون أين اهله والعياذ بالله ما هذه الحياة هذا!! , الشاهد قلت له تهلُمّ سـ أعطيك أربع دول
* الكلام الذي أتحدث به مكتوب في الإنترنت وانظروا *
الإسلام لا يعطيك على عقلك أنت! ولدي عقله يناسبه ثلاثة ريال فقط ليس عقلك هو الحاكم ولا عقلي هو الحاكم عقولنا صغيرة!
إذا كان العقل هو ميزان الأمور : من عقلك أم عقلي ؟ تتخالف مع بعض!
إذا العقل يتغيّر يكبر ويغير كم شيء لم تكُن مقتنع فيه فـ العقل ليس بـ ميزان
لأجل هذا لو كان مثل الفلاسفة الليبراليين الذين يتكلمون في كل كان يقول لك : الدين بالعقل!
اللي يقبله عقلك خذه واللي لا يقبله عقلك ارمه بالقمامة! ولا رواة البخاري !! نقوله قِف أنت أيها الذكي الفاهم
هناك حديث النبي عليه الصلاة والسلام من حديث البخاري رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال : إذا وقع الذباب في إناء
أحدكم فلغمسه ثم لينزعه ويشرب " الله أكبر , قسم بالله حصل هذا الموقف معي وفعلت هذا الكلام إيماناً
بالله والنبي عليه الصلاة والسلام فـ ناقشت مع أحد اليبراليين في القضية قال يا أخي لا تشمتون بنا الغرب
أنتم تشوهون الإسلام بالطريقة هذي! قلت له هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يا أخي هذا لا يدخل العقل
قلت وعقلك ميزان ؟ حسناً ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث ؟
والله لو أن الحديث توقف هنا والله نفعلها ولنا الشرف قال النبي عليه الصلاة والسلام
في آخر الحديث رحمةً بهم وليعلمهم العلم حتى يسبقوا الغرب كلهم قال
" فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر دواء"
الله أكبر حسناً " امسك جناحي الذبابة و قِف أمام الضوء وانظر هناك دواء وداء أم لا طلعها لي لا يوجد صح ؟
حسناً هل النبي عليه الصلاة والسلام مجاهر الكترونية ولا معامل مخبرية ؟
كلا طيب كيف يعلم النبي عليه الصلاة والسلام ان في إحدى جناحيه داء وفي الآخر دواء ؟
لا يعلم يقرأ عليه الصلاة والسلام أمّي
(وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )
لو كان يعرف الكتابة لـ قالوا : هذا من عندك حسناً النبي عليه الصلاة والسلام وضع حجر الأساس لـ علم الأحياء الدقيقة
قال فيه أشياء لا ترونها أنتم سبحانك يا رب ما أعظمك لم يكُن وجود مجاهر الكترونية
ولكن علمه الذي خلق الذباب , قال خلقتُ الذباب وفي جناحه داء وفي الاخر دواء ؛
هنا مكروب و وفي الجناح الاخر مضاد حيوي للمكروب يقضي عليه تماماً فقال يا أخي لا تشمت بنا الأعداء
والله نقاش اليهودي والنصراني أسهل من نقاش العلماني! غُسِل عقله لا يريد الدين
يقام حفلات غنائية لا مشكلة , يُذكر النبي عليه الصلاة والسلام ؟ يُجنّ يتكلمون عن حديث شرعي
عن الاختلاط يُجنّ! فهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف وفيكم أُناس مخدوعين
(وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)
على كل حال فقلت له يا أخي هذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام أنت مسلم أم لست مسلم ؟
قال لا تُكفرني قلت أنت مسلم أم لست مسلم ؟ قال أكيد أنا مسلم قلت هذا حديث نبيك عليه الصلاة والسلام لديك رسول آخر ؟
قال لا لكن هذا قذارة قلت يا أخي اتقِّ الله
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ)
هناك خمس دراسات الآن في أمريكا اثنتان وفي اليابان واحده وفي استراليا واحده وفي المانيا واحده
هذه الدراسات اكتشفوها أن الذباب به مضادات حيوية تستخرج منه مرهم للعين و مضادّات للجروح
سبحان الله لأجل هذا ترى في أفريقيا والدول الفقيرة ليس لديهم مال يبتاعون مضادات حيوية
فـ أتى الذباب لـ يقوم بالمهمّة! الشاهد عندما قلت له عن الأبحاث قال والله إن كان الموضوع مثبت بالعلم لا نستطيع قول شيء!
قلت من أنت حتى تستطيع قول شيء ؟ أنا أخبرك حتى افضحك عند الناس المخدوعين بك!
يا جماعة التقيت أنا و اياهم في كذا قناة قلت انا أقول ليس لأجل اقناعك قالوا عندنا من أنتم حتى يكون لكم عِندُ ؟
قال لا يجوز حسناً من انت ما مرجعك كتاب وسنة ؟
نحن لا نستمع إذا انت عقلك مغسول لدينا كلام بالدين والشرع وكلامنا ماشي معنا
قلت أنت لديك الآن البحث يقوّي حديث النبي عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام كلامه هو الذي يقوّي بحوثهم !!
وأبشركم 5 دراسات هذي كلها إلى الآن لا يعلمون أين المضاد الذين قالوا مرهم للعين قالوا في لعاب الذباب
والآخر قالوا في جسم الذباب وإذا تعلّموا وبحثوا ودرسوا زيادة يعلمون أن واحد من أجنحة الذباب
كما قال عليه الصلاة و السلام بل زاد بأبي داوود " إنه ليتّقي بجناح الداء " أي لا يسقط على الجناح الذي فيه المضاد
من الذي خلقه ؟
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
من علّم النبي عليه الصلاة و السلام ليس لديه أبحاث
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)
بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام فهي القضية ليست قضيّة عقل حسناً الذي يناسب عقلك؟ صح
أما الذي لا يناسب عقلك غلط ؟ لا , حسناً الذباب عندما يُغمس المفترض يتجرثم أكثر
حسناً هل كان في عند النبي عليه الصلاة والسلام إن صح الحديث فإنه كان شُحّ في المياه وشحّ في الوارد
لا يوجد شح في المياه!! هذا عقلك أنت لكن النبي عندما يتحدث هو يؤسس لا يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم
كأس ترميه أو لا ترميه سـ يخبر كأنه هو رسول الله و الكلام الذي قاله لا ينطق عن الهوى
ولا من أين سـ يعرف النبي من قبل 1435 لم تكُن المعامل موجودة!
ولمن أراد البحث موجود بالإنترنت , الشاهد قلت له تقول الزواج من أربعة هذا عدل أم ظلم ؟ قال لا أعلم
قلت ما بك تقول لا أعلم قبل قليل تقول ظلم ؟ , قال لا لأجل الكلام الذي قلته لي بحياتي لم أتوقع أن الكلام هذا له إجابة
ولم أتوقع بيوم من الأيام أنّي سـ أُقنع! لكن الآن أتكلم معك فأنا الآن أريد أن استفيد!
هذا كلام الأمريكي فـ أصبح هو والبلغاري على نفس الخط اللهم لك الحمد والفضل لله عز وجل
قلت سـ أعطيك أربع دول أمريكا وألمانيا وروسيا وبريطانيا ؛
التعداد السكاني النساء مقابل الذكور لو زوجنا كل واحد امرأة واحدة
سـ يصبح في بريطانيا سبعه فاصلة ثمانية أو ثمانية فاصلة سبعة مليون امرأة انتهوا عنهنّ الرجال!
في ألمانيا تسعة مليون في أمريكا أربعة فاصلة .. , في روسيا 5 مليون هؤلاء نساء شاغرات
قلت له لو أختي وأختك من هذا الهامش أين يذهبون ؟ قلت هلُمّ سـ تهبني دين سـ تهبني نظام هبني حل وليس ربع حل
أو تهب لي مشكلة! كل الأنظمة الأرضيه هذه لا تهبُك حل إلا الإسلام
قلت هلُمّ هب لي حل أختي وأختك من هؤلاء ماذا سـ يعملون ؟ لديهم خيارين فقط
يا أنها تكون صالحة و عفيفة فتصبر وفي صبرها هذا حرمت من الأمومة حرمت من زوج حرمت من غريزة
أو أنها تكون مخادعة ولعّابة والعياذ بالله فـ تخسر الدنيا والآخرة , حسناً إذا كانت لعّابة ماذا سـ تعمل ؟
تذهب تُخرج لها جنّي ؟ الرجال ذهبوا كلنّ مع امرأته تأتي بـ رجال من أين ؟
تزني مع رجال ؟ من الرابح ؟ هو من الخسران ؟ هي!
لأنه أخذ الذي يريده منها ولم يتحمل أي مسؤولية أو سكن أو حل مشاكلها أو احتواء لمشاعرها أو إرث أو صرف؟
خدعها وذهب ضحكتم عليها! ثلاثة ريال قلتم انها أكثر من خمسين قال نعم مساواة! لا أنتِ الخاسرة مضحوك علينا والله العظيم
قلت هذا أمر , الآن سـ أعطيك عدد لا تستطيع الإنكار لأنه ليس من الدين ؛
هذا عدد في الواقع والله يعلم من خلق , حسناً الآن عدد النساء أكثر , من أكثر وفاة ؟
وفيات الرجال أم النساء ؟ هذه كلها إحصائيّات غربيّة كافرة تقول لك أن الوفيات عند
الرجال أكثر , لأن أكثر الناس يتوفون في الحوادث وأكثر ناس ألعابهم خطرة
حسناً أصبحوا الرجال ينقصون وهم عددهم أقل! حسناً والنساء يزيدون
طبيّاً الأطفال الأنثى مناعتها أكثر من الرجل طبيّاً فوفيات الأطفال الذكر أكثر
لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول " في آخر الزمان يكون مقابل كل رجل واحد خمسين امرأة ,
لأجل هذا قلت الدين الإسلامي هو الوحيد اللي قال واحده
(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً)
فهو مسكين ! هي إذا لم تتزوج هو لم يحصل شيءّ لأن لديه زوجه وعندما يتزوجها ألم الرأس الذي عليه المسؤولية عند ربي
الذي عليه أن لم يعدل والمسؤولية التي في الدنيا : مشاكل وصرف وسكن وتدريس والشقاء عليه هو لأجل هذا حذّره الإسلام
وقال إن كنت لا تستطيع أن تعدل سـ تأتي يوم القيامة شقّك مائل
الأمريكي فقد عقله وقال كلمه ندم عليها :
حسناً مادام الرجل الآن ليس له إمكانية يتزّوج أربع حسناً لماذا هي لا تُعطى الحرية تتزوج أربع ؟
قلت له الآن نحن متورطين بـ نساء انتهوا الأزواج عنهنّ ندعها تتزوج أربع!!
قال كلمة والله العظيم أني سجدت شكر لله عز وجل يقول : اقولك شيء ؟
أنا في حياتي كلها انظر لـ عمري وانظر لـ منصبي الآن وانظر لـ مكانتي يقول في حياتي لم أشعر أنه قد ظُحك عليّ إلا هذه اللحظة!
(جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)
ختاماً لـ هذا النقاش هل تظن أنت الآن أنّ الهجمة موجهه ضد الأفعال أم ضد الإسلام ؟
قال لم أفهمت قلت الآن الإعلام الذي يأتي في القنوات هذه كلها موجهه ضد أفعال خطأ يريدون تصحيحها أم يريدون الإسلام فقط ؟
قال كلا ضد الأفعال قلت متأكدظ وإذا أقنعتك الآن أن فكرتك في الإعلام خطأ ؟
, والله يا جماعة لم يقُل لن تستطيع كـ العادة بل قال ممكن أريد أسمع أريد أتعلم قلت له أعطيك أن القضية ضد الإسلام ليست ضد
الأفعال : الآن الراهبات ترى حجابها والله أحسن من حجاب فتياتنا اليوم
حجاب من الرأس إلى الرجلين تمشي بـ حياء مع أنها مشركة!!
هي الان عندما ترتدي حجابها من الراس إلى الرجل كيف يُخرجونها في المجلات ؟
هذه خطيرة تضحّي بـ حياتها لدينها ويخرجونها كأنها أفضل امرأة في العالم , حسناً عندما المرأة تلبس حجاب ؟
الآن تأتي قضيّة من الذي ارتدى ؟ القضيّة ليست في الأفعال القضية من التي لبست ؟
مسلمة؟ يا الله كيف تمشي حرام عليكم !! كيف متغطية كذا !!
سبحان الله الفعل هو هو! لماذا عندما فعلته مسلمة لم يصلُح ؟
صور مريم عليها السلام في كل الأماكن عندهم محجّبة حجاب غلط والله يا جماعة أن كشف الوجه لا يجوز
والدليل انظر لـ الضياع الان كشف الوجه يخرج الشعر يخرج العنق كـ الذي حصل في دول الخليج كلهم
إلا من رحم الله دين عظيم! , في البخاري حديث عائشة خمّرت وجهي لم تقل خمرت رأسي وقالت كانوا
يعرفونني قبل أن يُشرع الحجاب ثم غطّيت الوجه و الأحاديث الصحيحة الصريحة موجودة
لماذا عندما تفعله المسلمة تصبح معقدة تحتاج تحرير؟ وعندما تفعله الراهبه تُصبح أفضل امرأة ؟
ويُفاخرون بها المجلات ؟ أرأيتم الضحك علينا ؟ ثلاثة و خمسين , من أنتِ ؟
أنت مسلمة دعي الخمسين معك تنبّهي أن يُضحك عليك ويعطيك الثلاثة وناقشي
والله يا جماعة في المستشفى يهربون منّي لأني لم أناقش أحد إلا يسلم أو يقول لا أريد أن أناقشك
الشاهد قلت الآن عندما يأتي اليهودي يربي لحيته ؟ ما ذا يقولون ؟ يقولون هذا رجل عظيم ويمشي بثقة ويطبق الطقوس
حسناً والمسلم ؟ يقولون انتبه هذا أتى , لم نعرف لكم الآن أنتم ضد اللحية أم ضد الذي رباها ؟ واضح ؟ نريد أن نصحى أرجوكم
أنا ضاق صدري على ولدي وأنتم أخواتي الغاليات اقسم بالله ضاق صدري أن ولدي يُخدع أمامي وأنا ساكت
, لأجل هذا أنا جالس أتكلم مع نفسي ومع من أحب والله أني أحب لكم ما أحب لنفسي
الشاهد قلت عندما يحدث تفجير في أي مكان الإعلام لا يُخرجه إلا إذا كانوا مسلمين قال رأيت الإسلام ؟
بدّلوا مناهجهم أكيد لديهم دين يدعوا لهذا , حسناً و إذا كان الي فجّر غير المسلمين ؟ ماذا يقولون ؟
يقولون إرهاب ؟ كلا يقولون نصارى ؟ اتحداك انظر من اليوم إلى يوم وفاتي أتحداك تجد يوم من الأيام أي تفجير
يفعله النصارى يقولون النصارى فجّروا أو اليهود أتحداك , ماذا يقولون ؟ يضيفونها لمكان أو لدولة أو لجنسية
كلا يضيفونها لـ دين مستحيل يقولون النصارى الذين فجروا تعالى ندوّر الإنجيل حقهم ونغيّره !!
محرف أصلاً القضية أفعال القضية من الذي فعلها ؟ مسلم أم لا ؟ من الذي اخترع المتفجرات ؟
المسلمين هم الذين سووها ؟ المسلمين لم يصنعوا عود أسنان الله يصلح حالهم
كما قال فرعون عندما أتى إلى موسى عليه السلام قال :
(أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ )
( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
بسم الله عليك أنت فرعون أيها المسلم موسى ذبح واحد بالخطأ واستغفر الله أصبح كافر
أنت ذبحت اطفال ملايين هذه يا جماعة لعبة الإعلام يُصدّقك الثلاثة ريال وباع الخمسين
تخيلي أنّكِ نزلتِ بـ بيتٍ جديد وعندما دخلتي أنتِ وأولادك وأهلك وجدتِ بركة مائية جميلة بها كرة جذابة تطفو
فجأة وأنتِ قاعدة تنظرين لـ البيت ولدك الذي عمرة ثلاث سنوات يريد يلقي نفسه في البركة
وأنتِ تعلمين يقيناً انه لا يُجيد السباحة لكن هو الآن ينظر يريد الكرة هذه ويظن أن سعادته هنا ماذا سـ تفعلين ؟
لو صورت هذا المشهد وأنتِ تجرّين ولدك بأقوى ما لديك وعرضته على اليوتيوب وقلت انظروا لنساء جدة كيف ؟
لا يوجد بهم رحمه ولا أمومة الطفل مسكين يريد أن يأخذ كرة يلهو انظروا لـ قسوة الأمومة الناس سـ تصدق ؟
سـ يُصدّقون! مغفلة! قال الله
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
ضع له صورة وتأثر والطفل يبكي والناس يقولون مما هذه المرأة لا ترحم
هذا الذي يفعله الإعلام يخرج لك صورة رجل مات من المسلمين طيب يا جماعه الملايين المسلمين لماذا لا تُخرجونهم ؟
وأبشركم أن البلغاري أسلم وحضر محاضرة في قطر وصادفت أن قلت قصته والمفاجأة أنه كان من أحد الحضور
سألته هل فهمت شيء ؟ قال لا لكني أحبك وأرسل لي إيميل يقول أنا في حياتي مرت علي احداث اسعدتني
وأحداث احزنتني لكن لا يوجد لحظه اسعد من اللحظة التي قذف الله في النور في قلبي عندما جلست معك ذلك اليوم
وأبشركم الآن يصلون مع المصلين وينشرون الدين والحمد لله
الشاهد دخلت على أولادي في اجتماع العائلة يوم الخميس ؛ يلعبون مع أولاد خالتهم وعماتهم ؛ دخلت وهم يلهون
بـ البلايستيشن ويقولون اقتله اذبحه اقطع رأسه قلت ما هؤلاء الإرهابيين! فكرت قلت سبحان الله اتحداك ليبرالي من الليبراليين
يتكلم على هذه الألعاب ويقول انظروا الغرب يغرسون الإرهاب في أطفالنا ؟
مستحيل! لكن لو فعلها المسلمين والله لـ قال انظروا إلى هؤلاء الإرهابيّون كيف يغرسون الإرهاب في قلوب الأطفال
إي والله يقولون هذا لأنهم هم ضد المسلمين , يقول النبي صلى الله عليه وسلم يتكلمون بألسنتنا
هم أناس من بني جلدتنا هم دعاة على أبواب جهنم , ينخرون في الدين
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ )
كيف أعرفهم يارب ؟ قال
(يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)
تقول محرم يقول ليس محرم النبي صلى الله عليه وسلم قاله..!! كلّما قلت شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
إذاً يا جماعة عندما انتهينا من النقاش أنا و اياهم يقول لي هذا الأمريكي نحن كما تغذّي الأطفال بالملاعق غذّونا بالإعلام
يقول ندرس في أمريكا ونعمل وندرس ونعمل وندرس ثم نستمتع في الإجازة ونتفرّج على التلفاز ونأكل فشار وننظر
لـ فلم ثم يأتي فاصل الإسلام ظلم المرأة , يقول غُّذينا بهذه القضية لكن الحمد لله الذي أتى بك ربي
ارسل لي إيميل بعدما ذهبت قال : أنا شكرت الله أن الله سبحانه أتى بي من أمريكا وأقعدني في قطر
وأتى بك من السعودية وأسمعني نقاشك في هذه اللحظه وجعل الله سبحانه وتعالى عقلي يتنور
وأنا كنت أشعر أنكم متخلفين وأننا نحن الذين فهمنا وعدلنا مع المرأة أما أنتم تجعلون المرأة وظيفتها غسل المواعين في المنزل
المرأة عندها طاقة عجيبة قدرة خياليه اتحدا عشرين رجل يسويها لكن لـ من ؟
ومتى تبذلها المرأة بتضحية ولا تشعر بتعب ؟
إذا خدمت من تحب المرأة تتفانى لكن أهم شيء دعها تخدم من تحب اقسم بالله لن تتذمر لن تتشكى وتتعب
لكن عسل على قلبها العرق يقطر والجسم يُنهك وهي عندها عالم من السعادة احنا نشوف ازواجنا الواحد
الساعة اثنتان ونص يبكي الولد ثم الرجال يكشر وتستيقظ الأم من غرقة النوم وتمسك ولدها وتزينه وتنظفه
وتعطيه اكل ثم تطبع عليه قبله وعسل على قلبها ؟
الإسلام قال أنا لن أؤمرّ عليك مدير يستغلك ولا يهينك أنا سـ أجعلك تخدمين من تحبين
من أحب الناس لك ؟ أهلك ؟ أولادك زوجك إخوانك وأخواتك ؟ حسناً كوني بـ جانبهم هذه وظيفتك!
قال يخرج نصف المجتمع !قلت نصف المجتمع أخرجك أنت وأخرجني أنا
نصف المجتمع أرضعك وأرضعني , ماذا يريدون عندما تخرج المرأة ؟
والله ما يريدون إلا إهلاكها , يريدونها تخرج لأجل أن يُزنى بها
يقول لك إدارة العدل في أمريكا يقولون في كل ثانيتين تغتصب امرأة !
اقسم بالله إن أتيت بـ حيوان ليس بـ إنسان وأقول له سـ أجعلك تعيش في غابة واحتمال كل دقيقتين تكون ضحية !
والله لن يرضى وهو حيوان! , هذه حياتهم هذا وجههم الحقيقي , هذه الثلاثة الريال التي يخدعوننا فيهم
يأتيك رجل جاهل يقول هذا مُبالغ فيه , هذه إدارة العدل الأمريكية! يدافع عنهم !!
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)
( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)
يقولون هم أحسن منكم يا أخي الآن انتم تقولون دعونا نُعرّي المرأة وأبعدوا المحرم وماذا بعد ؟
عرّيتوها و زنيتوا بها احموها على الأقل , الشاهد لما هم عرّوها وقالوا أنتِ حرة وأنتِ وأنتِ حسناً لم يحموها!!
وكاتبين خطوات حتى نقلل عدد الضحايا أخرجوا 45 حقيقة عن الدمار بسبب الاختلاط الذي يحصل ..!
وكتبوا هذه خطوات تتبعينها حتى تقلل فرصة أن تكوني ضحية ووضعوا بين بقوسين لا نظمن لك إن
طبقتي كل الموجود أن لا تغتصبي! , الخطوة الأولى احملي معك صفار حتى إذا رأيتي أحد تصفرين
واعملي ضجّة ودورات دفاع عن النفس واحملي معك آلة حادة بشرط تكونين تعرفين لها لأجل لا تضرّين
نفسك وحاولي تتركين أثر في المغتصب لو عضّه , هذا ليس بـ كلامي هذه ترجمه للمكتوب
تأكدي أن قصة الشعر من الأسباب التي تسهل على المغتصب اغتصابك احذري من أي سيارة " فان " تمر بجانبك
لأن أكثر المغتصبين سياراتهم " فان " وجعلي الكلب بجانبك ويستحسن أن يكون كبيراً لأجل أن يدافع عنك
أذهب المحرم ووضع الكلب ! , هذا وضعهم الذي ضُحك علينا به والله الإسلام قال لها أسهل من هذا
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)
تعرف أنها حيّيّه لا تقترب من حولها , حسناً بعدما عرّوها ووضعوها بجانب الرجال لماذا لم ينقذوها ؟
لماذا الضحايا في كل ثانيتين تغتصب امرأة في أمريكا ؟ ياجماعة تكفون تحتاجين تعرفين من أنتِ ؟
أنتِ مسلمة , عالية عظيمة , كرّمك رب العالمين رفعك لا أحد في العالم لا دين ولا شرع ولا دولة
ولا نظام عامل المرأة وكرمها مثل الإسلام , هناك مشكلة عند بعض الدعاة لما يُسأل عن الدين فيه مساواة ؟
يقول نعم الدين فيه مساواة , المرأة مثل الرجل والله أنك كذبت يا أخي المرأة والله العظيم ليست كـ الرجل , حسناً من أفضل ؟
ياجماعة لا يوجد تمييع في الدين من أفضل الرجل أم المرأة ؟ في سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا )
لا تتمنوا لم يحرّم الله المساواة حرم الأمنية يعني مجرد الرجل يتمنى يصبح كـ المرأة أو العكس يعني تخيل
واحد أتى هو وزوجته بعد طلعة مجهده وأتوا في الليل الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً
المرأة نامت والرجل ينتظر الصلاة بعد نصف ساعة يأذن هو يودّ النوم لكن لا يستطيع
لأنه لو نام لـ فاتته الصلاة فـ رأى المرأة وهي متعمّقة في النوم وقد أتتها الدورة سـ تنام إلى العصر
رآها وقال والله لم يجدها إلا النساء لا صلاة ولا عبادة ينامون كما يشاءون
وأتى من غدٍ نطالب بدورة شهريه في الجرائد! نقول له أنت مجنون تتمنى قضية ليست لك فأنت الآن مجرد أمنيتك انت
الآن آثم لأن الله يقول
(وَلَا تَتَمَنَّوْا)
أمنية فقط امرأة الآن تقول ليتني رجل هذه حرام لم تُطالب بعدّ ولم تُساوي
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ)
لاحظ لم يقُل هذه أفضل أو هو أفضل إذاً الأفضليّة يا رب لمن ؟
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ)
هناك أشياء والله الرجال أفضل من النساء بمليون مرة
(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ)
وللنساء أمور والله لا يلحقها الرجل وإن مات
(وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)
ماذا يعني ؟ قالها الرجل عندما جاء عند النبي عليه الصلاة والسلام مُلء تضحيات
ولديه مال ولديه رجولة وشهامة ووو قال يا رسول الله أنا لديّ كل هذه الطاقات هذه من أحق الناس بصحبتي ؟
من أكثر شخص المفترض يأخذ من هذه الطاقة والمال والتضحيات ؟ قال أمك , قال ثم من ؟
فهمت أول شخص وأكثر شخص سـ يأخذ أمي , ثم من ؟قال أمك! يا رسول الله والله فهمت سأ أعطي أمي أول شيء ثم من ؟
قال ثم امك . طيب و الأب الذي يكدح ويصرف عليّ وعلى أمي ومسكّن أمي قال ثم أبوك .
الله أكبر ثلاثة للأم واحده للرجل تستحق ؟ إي وربي ولو رجل يخرج في الجريدة ويقول لا هذا ليس بـ عدل
يكفر لأنه ردّ حديث النبي عليه الصلاة والسلام الصحيح , فإذاً فيه أشياء لا يلحقها الرجل , عندما جاء الرجل
وقال سـ أُجاهد يا رسول الله قال أمك حيه ؟ قال نعم قال إلزم قدمها
انظر لم يقُل قبّل رأسها بل قبّل قدمها ,ولم يقل إلزم قدمها فثمّ حسنات ؟
كلا بل قال :فثمّ الجــنة,. الجنة التي الشهداء يقدّمون أرواحهم لأجلها تحت رجل أمك
أعطني دين في العالم و وضع الجنة أو وضع قصر من الجنة تحت رجل امرأة من النساء ؟
لا يوجدّ, إلزم قدمها فثم الجنة .. إذاً إخواني وأخواتي أرجوكم دعونا نعرف ديننا الدين عظيم!.
في ختام هذا المقام لا أملك إلا أن أدعو الله العظيم الكبير الجليل أن يبارك في كل من أقام هذا اللقاء ومن نسقه ومن حضره
وكل من سعى فيه اللهم انظر في صدره فلا تبقي فيه أمنيّه له فيها صلاح ولك منها رضى اللهم حققها له
سامحونا على الإطالة واسأل الله يوفقنا وإياكم لكل خير واستغفر الله لي ولكم
وأصلِ واسلم على أشرف العالمين

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:25 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة أحمدهُ ربّي جل في علاه وأشكره
ومن مساوئ عملي استغفره وأستعينه على نيل الرضى , وأستمّد لطفه فيما قضى
وبعد إني باليقين أشهدُ .. شهادة الإخلاص أن لا يُعبدُ
في الكون معبودٌ سوا الرحمن .. من جلّ عن عيبٍ وعن نقصان
وأن خير خلقه محمداً .. من جاءنا بالبيّناتِ والهدى
روحي وأبي وأمي ونفسي وما أملك له الفدى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام
أما بعد أخواتي الفاضلات فحيّاكن الله وبيّاكن وسدد على طريق الحق إلى جنة المأوى خُطاي وخُطاكُنّ ..
من أنا ومن أنتِ أيتها الغالية ؟ ومن هي أختنا الغالية هناك والثالثة هناك ؟ من أنتِ في عين الله عز وجل ؟
ما قدرك ؟ وماذا سيخسر الكون هذا إن توفيت فلانة أو توفي فلان ؟
الله سبحانه وتعالى ذكر أن الناس عنده ليسوا سواء قال جل جلاله
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ )
سبحانه على أي أساس يا ربي هم درجات ؟
خلقتَ لهم جميعاً يدين ورجلين وعينين ولسان وشفتين, لماذا يا ربي أُناس بـ الأعلى وأًناس بـ الأسفل ؟
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ)
سبحانه على هذا الأساس؛ لأنه وضع أُناس عالياً بسبب أنه أبصرهم يستحقون
أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم , وهناك أُناس لا يستحقون! أسأل الله أن يعيذني وإياكم من هذا الحال
( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
حسناً هل هناك أُناس إذا توفي تتضايق الأرض ؟ وتتضايق السماء ؟
نعم , لأنها فقدت تلك الغالية التي كانت تمشي عليها كان قدرها غالياً على الأرض ف تتأثرّ!
الحديث هذا ذُكر في القران ؟ نعم , تحدث قال الله عز وجل عن أقوام ليسوا بـ شيء عند الله قال سبحانه
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ )
يقول خرجوا من فوق الأرض ولم يبكي عليهم أحد! بكوا أحبابهم قليلاً لكن لم تبكي السماء لفقدهم ولا الأرض! عندما سألوا ابن عباس رضي الله عنه قالوا له : ما معنى ما بكت عليهم السماء والأرض ماذا يعني ؟
قال : أي أماكن الأعمال الصالحة التي كانوا يعملون عليها في الأرض , كانت تذهب وتذكرهم بالله وهمها الوحيد
كيف ترضي ربها سبحانه وتعالى , وهل وُجدَ همّ أعظم من هذا ؟ والله لا يوجد
من بداية دخول الإنسان لهذه الدنيا الدنيّة حتى يخرج منها إلى جنّة عالية والله لا يوجد هم أعظم من رضى رب العالمين
هناك فئة من الناس جُلّ همها ترضى فلانة وإرضاء فلان ,
وهناك أُناس همّه في حياته رضى رب العالمين شعاره في الحياة
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّي )
لماذا ؟
(لِتَرْضَىٰ)
والله عند سماعي أن هذالأمر يرضيك أسابق إليه ؛ نصح , أمر بمعروف , نهي عن منكر تواصي بالحق
تواصي بالصبر قيام ليل صيام دعاء كل ما يرضيك يا رب سـ أعمله ؛ أخسر فلان لترضى ؟ أخسر فلان
أكسب فلان لـ ترضى؟ أكسب فلان لترضى , لأجل هذا قال الله عز وجل في معادلة لو لم يفهمها أكثر الناس يضيعون
أي أن مشكلتنا أننا لا ندري أن المشكلة هي أننا لا نعلم من نحن!
أنتِ أختِ الغالية اسألي نفسك من أنا ؟ أنتِ من أنتِ عند الله عز وجل ؟ هل يهم شرائي ؟ نعم يهم!
أهم ما في هذا العالم ما أنتِ عند الله عز وجل ؟
لأن الله سبحانه هو وحده فقط لا أحد سواه القادر على إسعادك من الداخل ومن الخارج وقادر على تسيير الأمور كلها لرضاك أيستطيع أحد فعل ذلك كله ؟
لا أحد يستطيع يفعلها لا أحد! فـ أنتِ أختي وأنا لدينا طريقين : هل نستطيع إسعاد أنفسنا ؟ لا نستطيع !
حسناً أنا لست على كل شيء قدير! يجب أن تعترفين أختِ الغالية من أنتِ ؟
أنتِ لست على كل شيء قدير , أنتِ ليس بيدك ملكوت السماوات والأرض أنتِ ليس بيدك أي شيء في الدنيا
حسناً كيف أنا استمد من الذي بيده كل شيء ؟ هاكِ معادلة بسيطة : قال الله عز وجل
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ )
المفترض أن يكون همّك الوحيد كيف يرضى عنك ربك ؟ و ما النتيجة ؟
النتيجة سـ تُريحك من أشياء كثيرة مستحيل تنالينها بيديك ولا رجليك ولا العالم كله معك , ما هي النتيجة ؟
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
كلمة كبيرة وثقيلة والله لو دخلت في القلب إنها ثقيلة
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )
لكن ليس أي شخص يحسّه! الآن لو أتيت بـ رجل أو امرأة وأغلّف لسانها بـ بلاستيك ثم أضع عندها ماء وعصير و ماء بـ الملح وعسل وحامض ومر وأشربها واحد تلو الآخر لا تفرّق !
كلهم سواء لأن أداة الوصول إلى الطعم هي اللسان وأداة الوصول إلى القرآن هو الجنان هذا القلب
(وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ )
مغلفة! يأتي قران نشيد اغنية كلهم واحد ! إذا كان لا يتذوق العسل من ليس له لسان فـ والله لن يذوق طعم القرآن
حتى الذي يسمع هذا الكلام وهو لم يذُق طعمه يقول : ما هذا الكلام القرآن نعلمه كل يوم نقرأه القضية ليست قراءة القضية أكبر بـ كثير
القضية هزّت أقوام! القضية قال عنها عثمان رضي الله عنه رأوه طوال حاملاً مصحفه
قالوا : يا أمير المؤمنين لعلك تتريّح قليلاً قال والله لو صحّت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل .
يوجد أُناس الآن أرضي يحب الحديث مع الناس يضحك فتجده يضحك من لسانه لا يوجد شيء بالقلب , ولو بقى وحده يُجنّ !
لأنه تعبان من الداخل دمية خاوي فارغ , لأجل هذا نحن لم نفرُق العسل لم نتذوق حلاوته , إن سألناه تريد عسل أم ماء ؟
كله واحد لأنه لم يتذوّق طعم القرآن , لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
من أنتِ ؟ ما قدرُكِ عند الله عز وجل ؟ هل سألتِ نفسك هذا السؤال ؟
سأنقل لك مشهد حصل في بيت أهلي ؛ تعلمتُ منه الكثير بعد الله عز وجل : أبني مُجاهد طفل أتاني وقال : بابا عطني ريال
, نظرت في محفظتي فما وجدتُ ريال! وجدت خمسين فأعطيته الخمسين فـ أخذها عندما همّ بالخروج أخي الذي يكبرني قال مجاهد حبيبي تعال ؛ عندما أتى أخرج أخي ثلاثة ريال ثلاث قطع جلس يعرضها أمام ولدي بشكل شيطاني , يقوله حبيبي مجاهد
أنت فقط لديك واحده أعطاك أبوك وحده أنا سـ أعطيك ثلاثة لكن أعطني الذي لديك وهاك الثلاثة
أنت لديك واحدة أنا سـ آخذها هاك الثلاثة , انظر لـ ولدي صدّق وأتى لـ يُعطي عمّه الخمسين فـ أنا فاهم شيء ليس
كـ الذي فهمه ولدي , أنا الذي في نفسي غير الذي بـ نفس ولدي
فقلت حبيبي مجاهد لا تعطيه الذي معك هذه وأحاول التلميح له أن هذه التي معه كثيرة خمسين هذه فقط ثلاثة
لا يريد السماع هو ينظر امامة ثلاثة ريال قال بابا هذه ثلاثة أنا فقط واحده قلت كلّا هذه وأحاول وحلقي تعب
الشاهد ذهب فـ عندما أخذ الثلاثة ريال وأعطى أخوي الخمسين قلت له : مجاهد حبيبي يا مجنون , ثم تداركت نفسي فقلت لا والله
ليس هو المجنون إنّما نحن المجانين , هو ماذا خسر ؟
انظر لـ وجه مجاهد بعدما أخذ الثلاثة فرح يعُدّ الثلاثة معه , قلت سبحان الله والله إنّا مخدوعين هو الآن خسران سبعة وأربعون
ويعتقد أنه خسران اثنين فقلت سبحان الله لماذا أنا نظرت هذه النظرة ولماذا هو نظرته الخمسين بشكل آخر؟
والله العظيم الذي يحصل في أرض الله تجدهُ في كتاب الله عز وجل في القران
(وَكُلَّ شَيْءٍ)
لم يقُل ذكرناه او طرحناه لا
(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)
فسألت نفسي لماذا ولدي لم يسمع كلامي ؟ مع أنّي أقنعته أنّ التي معه أكثر! فـ وجدتُ قول الله عز وجل
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ)
هذا عندما تسألين نفسك أختِي الغالية من أنتِ ؟
سـ تجدين أنّ أكثرنا هُنا في الزاوية اللي وصفها الله عز وجل
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ )
ماذا يا ربي أكثرنا ما به ؟
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ)
لا يعلمون الحق لا يعرف أين الثلاثة ريال ولا يعرف ماذا تفعل الخمسين التي معه! سهل يُخدع , ما آخر الآية إذا لم أعرف الحق ؟
خُدعت وأُقنعت أن الثلاثة ريال أكثر من الخمسين ظنّكم سـ آخذ الخمسين لا!
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُمْ مُعْرِضُونَ.)
لا يوجد يعني واحد لا يعلم ما قدر المئة من المليار لا تلومه إذا أخذ المئة وترك المليار! هذا حالنا يا جماعة!
فالموقف الذي حدث لـ ولدي مجاهد ما هو لولدي مجاهد الموقف نفعني أنا وتحدّثتُ به في محاضرات عديدة استفدت منه
حتى في نقاش مع غير المسلمين , من أنتِ ؟ أنتِ واثقة بـ نفسك ؟
ممكن! أنتِ مخدوعة! ممكن! ليس شرط أنك تعتقدين أنك فاهمه تصيحين فعلاً فاهمه! ممكن إنك فاهمه لكن فاهمه خطأ!
هذا ولدي يعتقد أنه فاهم أخذ ثلاثة هو وفاهم خطأ : لأجل هذا نُخدع في جرائد ودواوين وروايات أكثر من القرآن
هذه أكثر من مليون وليس خمسين وهذه أقل من ثلاثة ريال طيب ما حالات الإنسان ؟
أنا أحاول أشخّص نفسي وإياك , اختِ الغالية من أنا من أنتِ ؟
إّما أنت لستِ فاهمه أو أنك فاهمه , أو أنك فاهمه خطأ , أو انك لا تعلمين , ما أسوء حالات الإنسان ؟
يوجد أُناس لا يعلمون وهم يعلمون إنهم لا يعلمون! فـ يحاول إصلاحه ويحاول يدرس يتعلم يحاول , و يوجد أُناس لا يعلمون
ويعتقد أنه فاهم وهذه مصيبة , وهناك أُناس وفيه لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فهو على قيد الحياة لكن !!
وصف الله هؤلاء الناس في القرآن كلهم : أسوأ حالات الإنسان أنه يُعرض عن كتاب الله , إذا أنتِ أحسستِ وسألتِ نفسك من أنا؟
تقرين القران ولا تستشعرين بطعمه فأنتِ والله العظيم اختِ الغالية وأقولها من كل قلبي في منطقة خطيرة جداً مع رب العالمين
إذا كنتِ تسمعين القرآن ولا تستشعرين بشيء وتقرئين القرآن وتحسين وضعك قبل القراءة ووضعك بعد القراءة كما هو ؟
والله أنتِ اختِ الغالية الكريمة في مكان خطير جداً , من الذي يقول الكلام هذا ؟ يقوله ربي جل في علاه
(وَمَنْ يَعْشُ)
ما معنى يعشُ ؟ أي يُعرض القرآن أي أنه لا دوْر له في حياته
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ)
ما الذي يحدث له ؟ يا رب
(نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا)
هذا شيطان متخصص يأتي عند الناس الذين يسمعون قران نشيد اغنية كلهم سواء
(نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا)
حسناً هذا الشيطان معه سبع ثمان ساعات ويذهب ؟ لا
(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
على مدار الثانية أربعة وعشرين ساعة ملازم له يصرفه عن الخير يصرفه عنه
(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
أين المشكلة؟
(وَإِنَّهُمْ )
أي الشياطين
(لَيَصُدُّونَهُمْ )
يصدون الذي ضلّ عن ذكر الله تعالى
(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ)
المصيبة أنه لا يشعر! يمارس يومه بـ شكلٍ عاديّ يأكل يشرب ينام منطقة خطرة جداً قال
(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)
يحسبون أنهم خالين من المشاكل والحمد لله أموري طيبة مصلّي مزكّي , فهذا الكلام هل انتِ تشعرين
فيه أختيِ الغالية ؟ تشعرين بطعم القرآن ؟ أنتِ عندما تشربين كأس عسل تشعرين أنه حالي!
والكأس المُرّ تُخرجينه وتلجّينه تلقائيّاً , لماذا ؟ لأن لديك حساسية في الطعم , هل هذا الحساسية لديك في القرآن ؟
فيه أُناس هكذا والله العظيم يقلّب الإذاعة يريد إذاعة غنائية فإذا أتى عند إذاعة قران بالغلط وأتت آية
تجده كأنه مضروب بـ كهرب ثلاث مئة يبدّل تلقائيّاً تعبان مغلف , وفيه أُناس بالعكس إذا عاد يبحث القرآن
إذا أتت أغنية ولا نشيد كأنه مضروب بـ كهرب ألف تجده يغيّر تلقائيّاً, لماذا؟ لأنه ذاق طعم ليس بـ حسن
وهناك أُناس عديمي الإحساس , فأنتِ من ؟ أنتِ من أختِ الغالية ؟ الله سبحانه وتعالى يقول
( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ )
نزلت سورة وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة تعلم ما الذي يحدث ؟
( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ )
ليس كلهم عندهم قلوب صح , منهم المنافقين لايشعر بطعم القرآن مشحون أتى كلام ثقيل على قلبه
( فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيّكُم زَادَتْهُ هَذِهِ إِيْمَانَا )
سمعت الآية التي قرأها الإمام في الركعة الثانية ؟ مستغرب الثاني يقول ما بها أي آية ؟
مغلّف خالي من كل شيء أصلاً , اللهم يا ربي أصلح قلوبنا يا رب افتح على قلوبنا فتحاً من عندك
(وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا)
فيبدأ الله يفصل لأنه رأى قلوب هؤلاء وقلوب هؤلاء قال فأما الذين آمنوا
(زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
مستبشر ما هذه العظمة ذي ؟ يا خير يأمر له أو شر يُحذّر منه قال
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)
سبحان الله أنت من ؟ هذا ولا هذا ؟ المشكلة ليست في عدم استشعارك للقرآن , المشكلة لا تموتين وأنتِ غافلة
الشيطان لن يقول لك أنك لن تتوفّي لالالا سـ يقول لك : أنتِ لن تموتين وأنتِ كذا بإذن الله لن تتوفيّ إلا أمورك حسنة
وسـ تشعرين بطعم القران وبطعم الصلاة لكن هل هو صادق ؟ لا
(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)
سأنقلكم إلى حدث حصل معي في رمضان القريب ؛ ألقيت محاضرة في قطر في وزارة الداخلية
عندما انتهيت من المحاضرة جاءني أحد المسؤولين قال لي لدينا رجل نصراني بلغاري دوماً يسأل عن الدين ويسأل عن الإسلام
لكن لا نُجيد الردّ لا نستطيع! , من أنتِ ؟ افدتِ الناس بـ أمور دينهم , فقّهتيهم في الدين ؟
ورضا الله منك لأنّك كنتِ أنتِ السبب ؟ أهديتيها شريط علمتيها القرآن؟ , فقال لي ممكن تتكلم معه ؟ فقت جداً
فجاء الرجل والله كأنّي أنظر وجهه الآن , ترى وجهه تنشرح نفسك رجل طالب حق نحسبه والله حسيبه أتى بـ كلّ أدب وسلّم
وقال أنا آسف أخذت من وقتك لكن لديّ أسئلة هل أنت راضٍ لـ أسألك ؟ قلت لا تفضّل اسأل ما بدا لك , قال ولن تتضايق ؟
قلت لن أتضايق ابدأ بالذي تريد ؛ أنا أُحادثهُ على أي أساس ؟ واتبسّم في وجهه على أي أساس ؟ هو كافر ! على أي أساس ؟
ليس على أساس أن يعرف الكرم العربي أو الثقافة العربية لالالا لأن الله يقول
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
لم يقُل الحسنى لا!
(إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
ما معنى هذا الكلام ؟ أي أنا مثلاً مُقبل على تموينات وحدّثت عامل التموينات وقلت له السلام عليكم حبيبي لديك كذا ؟
أم أقول له يا هذا لديك ؟ أم أقول له يا أبا الشباب لديك أم لا ؟ ما أفضل أسلوب ؟ الأولى! اختار أفضل أسلوب
رجل تقول له جزاك الله خير حبيبي الله يعفو عنك لم تُقصّر , ورجل تقول له شكراً واحد تقوله نعم شكراً , ما أفضل أسلوب ؟
الله يقول إذا أتيت تجادل أهل الكتاب ادعوه مسكين كـ ولدي مجاهد تائه ويحسب أنه صح!
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
هذا لم يظلم يتكلم يريد يطلب حق الله سبحانه وتعالى يقول
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)
الله سبحانه وتعالى قال
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)
لا نريد أن نُريه الكرم العربي أم الخليجي لالالالا نُريه الإسلام ليس تلميعاً الله قال أجادل بـ التي هي أحسن فالإنسان مشرك ونتناقش!
فقال لي حتى إن كان السؤال محرج ؟ فقلت حتى إن كان السؤال محرج
بدأ بـ السؤال الأول : لماذا المسلمين يتضايقون إذا قيل إن عيسى ابن الله ؟
تعالى الله علواً كبيرا جل جلاله , لـ علمكم ممكن الكلمة البسيطة التي ممكن الواحد يسمعها ولا تقف مع قلبه بِه مشكلة في العقيدة
الكلمة هذي فقط " أن لله ولد " تعالى الله عن هذا علواً كبيراً , الله لو ترك له الكون يعبره مالذي سـ يحدث ؟
تعرف ما الذي سـ يحدث ؟ قال الله
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً)
قالوا ! كذب
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً)
يقول تحسبه شيء بسيط ؟ شيئاً إدّا عظيم! يقول الله لو تركت الكون يعبّر ما الذي سـ يحدث في الكون ؟ قال
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً)
لو تركت الكون يعبّر وأعطيته الحرية يرُد ردة فعل
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ)
تتقطع السماوات السبع قطعة قطعة تتفجر السماوات
(يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ )
تتشقق لا ترى قاعة ولا مكان جلوس ولا كراسي ولا جامعات لا شيء
(وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً )
هذه الجبال هي من تُثبّت الأرض كيف تخرّ الجبال ؟
(وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً)
إذا كانت الجبال هي التي تنهدّ إذاً ما الذي سـ يبقى على الأرض ؟
(وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً )
الدمار هذا كله لماذا ؟
(وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً )
سبحانه أنا لماذا أغضب عليه ؟ هذا رجل جاهل كـ ولدي مجاهد لا يعرف خمسين من ثلاثة ريال كـ أكثرنا لا يدري
فقلت له انا سـ أُجاوبك على هذا السؤال الآن إن شاء الله لكن سـ اسألك سؤال لأجل أن أرُد عليك أنت لماذا قلت أن لله ولد ؟
لماذا قلت ان عيسى عليه السلام هو ولد الله ؟ قال لأنهُ كُتب في الإنجيل أنه مولود من أم بدون أب فمن أبوه ؟
قلت له ممتاز والله العظيم وأنا اتكلم معه أُحس أنّي أُناقش رجل لديه عقل ولديه منطق ولديه نظرة ثاقبة
ولا يفكر ما كان أبوه وأمه عليه بل يبحث يريد أن يتعرّف على الحقيقة , قال أنا مثلك أنا أُريد أن أكون مثلك
أنا و اياك الآن نتناقش نبحث عن الحق , قلت له كلامك جميل أنتم لديكم في الإنجيل أنه أتى من أم بدون أب ؟
نحن أيضاً لدينا في القرآن أنه أتى من أم بدون أب فقال حقاً ؟قلت نعم! فقال : إذاً لماذا تتضايقون ؟ قلت ممتاز أنا
فقط قبل ان أُجيبك سـ اسألك سؤال صغير ؛ هل عيسى عليه السلام جاء من أم بدون أب هذا
هو السبب الذي جعله ابن الله عز وجل ؟ قال نعم قلت ممتاز
قلت : ما رأيك في رجل أصعب من وضع عيسى عليه السلام وعندنا في القران وعندكم في الإنجيل وعند اليهود في التوراة
قال من ؟ قلت الله يقول
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ)
أنت تحتجّ أن لديه أم ولا لديه أب ؟
( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ)
لا أُم ولا أب, أنت لم تجد لـ عيسى عليه السلام أب فقلت أن أباه الله هات لي أم وأب لـ آدم
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
قال نعم , في حياتي لم أُفكر فيها فسكت يا الله ما أعظم هذا الكتاب لكننا لم نعرف ديننا كـ ولدي لا يعرف الخمسين
فسهل بدلناه بثلاث ريال والله بدلناه بأقل بـ دين باطل وتأثرنا بـ أُناس خطأ لكن يقولون ثلاثة ريال أكثر نُصدّق
أنتِ أختِ الغالية مخدوعة أم فاهمه ؟ أم فاهمه خطأ ؟ أم فاهمه صح ؟ قال نعم
في حياتي لم أُفكّر بـ هذا لكلام , فقلت إذاً وحواء ؟ قال صح ! قلت هؤلاء ابوهم الله ؟ قال لا , قلت عيسى أبوه الله قال لا أعلم
قال لكن عيسى عليه السلام يُحيي الموتى وهذه لا يستطيع عليها إلا الله قلت له ممتاز
الأولى اقتنعت بها ؟ ليس لأنه مولود بدون أب ؟ قال نعم
قلت طيب الثانية لأجل أن عيسى يُحيي الموتى بإذن الله أصبح إله قال نعم قلت إذاً ما رأيك بـ موسى عليه السلام ابن الله أم لا ؟
قال لا موسى نبي رسول قلت له ممتاز موسى عليه السلام فعل ما هو أصعب من الذي فعله عيسى عليه السلام عيسى عليه السلام
لدينا في القران * وكلما اقوله لدينا في القران يقول لي صح ؟ اقول نعم في القران لدينا في مواضع كُثر
(وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي)
عيسى عليه السلام أتى عند رجل كانت الروح موجودة فيه من أول ثم أخرج الله الروح سبحانه وتعالى بأمره
ثم أراد الله أن يعجز هؤلاء الذين برعوا في الطب قوم عيسى عليه السلام فقال أنتم تشفون مريض ؟
أنا سـ أجعل عيسى عليه السلام يُعيد الروح بإذني , كما فعل مع إبراهيم عليه السلام في قضيّة الطيور
(ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ )
فالشاهد أن الروح موجودة فخرجت بإذن الله فـ أعادها الله على يد عيسى عليه السلام أما موسى عليه السلام أصعب بكثير من هذا
موسى نقل كائن حي من نبات إلى حيوان ؛ عصا معه أصبحت ثعبان ثم أعطاها الروح بإذن الله ثم سعت , قلت له من صعب ؟
قال موسى قلت طيب لماذا لم يُصبح إله لأن هو أصعب ! والله ملامح وجهه في تلك اللحظة
*وجه واحد طالب حق تشابكت أفكاره لديه عقائد كان يعتقدها وأمامه حقائق تُنثر صدق الله عز وجل لما قال في القرآن
(وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)
لكن أنت تعرف الخمسين التي معك أنها أكثر من ثلاثة ؟ إذا ما تعرف غيّر!
(قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ )
من أنا ؟ أنتِ تعرفين قدر الدين اللي عندك ؟ تعرفين ماذا يعني مسلمة ؟
والله العظيم العقائد هذه تتكسر والله الذي لا إله إلا هو لم أُناقش يهودي ولا نصراني ولا بلغاري إلا والله ننتهي من النقاش
بإحدى أمرين ؛ إما أنه يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وهذا الدين حق أو أنه يقول لا أريد النقاش ,
الشاهد أتكلم مع البلغاري و كان هناك رجل أنا لم أعرف جنسيّته أولاً أمريكي يحمل معه حقيبة مدرب إنزال مظلي
والله العظيم يا جماعة يستمع من بعيد ووجهه مكشّر وأصفر وأعيُنه صفر ولو كان بيده سلاح ذبحني حامل هم صديقة
الآن سـ يهتدي ويترك دينهم , فـ رفعت صوتي في النقاش مع البلغاري أريده يقترب فجأة دخل في النقاش وشعر أنه قليل أدب
فقال آسف ممكن أسأل سؤال , قلت تفضل قال السؤال محرج إن كنت سـ تغضب لن أُكمل قلت لا أبداً اسأل ما تريد قال :
من أفضل محمد اللهم صل وسلم على محمد يا رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أم عيسى ؟
قلت له أنت من أفضل بـ النسبة لك ؟ أُناقشة على أساس القرآن والسنة النبي عليه الصلاة والسلام كان يناقش هؤلاء كما يُناقش مجاهد
كا يُناقش طفل عندما أتى رجل عند النبي عليه الصلاة والسلام قال النبي عليه الصلاة والسلام كم إلهاً تعبد ؟
قال سبعة لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام مجنون سبعة ؟ قال له : أين هم ؟
وكأنه يتحدث مع طفل , قال ستة في الأرض وواحد في السماء , قال من تدعو ؟ قال من في السماء قال يعطيك ؟ قال نعم
قال يعطيك وحده أم معه الست ؟ قال لا يعطيني وحده قال يعطيك وحده ثم تشرك معه من لا يعطيك ؟
قال أشهد ان لا إله إلا الله ؛ هذا هو حصين أبو عمران رضي الله عنهم أجمعين ,
الشاهد أنا أناقشه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يناقش الأعراب والكفّار , فقلت له من عندك أفضل ؟
قال لا أنا اريد عندكم من أفضل في القرآن ؟ أعتقد أنه سمع مناظرة قلت له من أفضل أخبرني ؟
قال في القرآن عندكم أن عيسى أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام , قلت لماذا ؟ اخبرني أنا جاهل
قال كم ذُكر عيسى عليه السلام في القرآن من مرة ؟ أنا سمعت هذه المعلومة لكن لم أكُن واثقاً منها فقلت أظن ستة عشر مرة
هي خطأ هي خمس وعشرين , قلت أظن ستة عشر مرة قال ومحمد ؟
اللهم صل وسلم على محمد قلت محمد مذكور أربع مرات عليه الصلاة والسلام , قال أرأيت اخبرتك حتى في القرآن
عيسى عليه السلام أفضل من محمد قلت له ممتاز لأجل أن عيسى ذُكر أكثر هو أفضل ؟
قال نعم قلت هذه معلومة جديدة! أجل بُشرى إن كان هذا هو قياسك ؛ الشيطان أفضل منهما لا تكاد تخلى صفحة
في القرآن من ذكر الشياطين , , فـ والله يا جماعة أن عيناه صفراء البياض أصبح أحمراً
هو ليس المهم اقتناعه المهم أن لا يقتنع صاحبه هذا هو شغله رأى أن الرجل تأثر وملامح وجهه قليلاً وتدخل بي!
وكلما جاء شيء حق قال صح! قال كلام صح انا لا أعلم عنه , الشاهد قال لي كيف تريد اقناعي في دين يظلم, قلت ممتاز !
أولاً انا ما أقنعك ولا تقنعني أنا و اياك نبحث عن الحق والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
واحد منا ضالّ وواحد منا على حق تعال نتناقش لكن لا تناقش وأنت لا تعرف دينك لا تناقش وأنت لا تعرف الخمسين
يوجد أُناس فيه لا يعلم ! تسأله عن أدوات التجميل يُجيبك , تسأله عن الأزياء و التخفضيات يُجيبك , تسأله ماذا يعني الصمد ؟
لا يعرف! تسأله ما أركان الصلاة ؟ لا تعرف تسأله كل ما أردت يُجيبك عن الممثلات أسماؤهم أشكالهم أفلامهم
تسأله عن واجبات الصلاة ؟ لا يعرف , أنتِ متى تسجدين سجود سهو؟ متى تبطل الصلاة؟ متى تُعيدين ركعة كاملة ؟
لا تعرف! فهذي مصيبتنا يا جماعة أننا لا نعرف الخمسين التي عندي وعندك , أنتِ من أنتِ ؟ تعلمين ما معنى مسلمة ؟
تعرفين ما معنى دينك أعظم دين ؟ هو الدين الوحيد الكامل , الذي لا يدع ذرّة في حياتك إلا اخبرك حلال حرام افعلي أم لا تفعلين
حتى اليهودي جنُّ من هذا الدين يأتي عند الصحابة يقول : ما ترك لكم رسولكم حتى ولا طائر يقلب جناحيه في السماء!
حتى علمك كيف تدخل دورة المياه! و بأيّ رجل وبأي يد! ما هذا! دين عظيم على أي جنب تنام؟
ماذا تقول قبل النوم ؟ وماذا تقول قبل دخول دورة المياه ؟ وماذا تقول بعد خروجك من دورة المياه؟
وأنت راكب سيارتك ماذا تقول؟ تلبس ماذا تقول ما هذا الدين ؟ اتحدى دين في العالم يعطيك هكذا
الشاهد فقلت له أنا لا أقنعك ولا تقنعني أنا لديّ شيء وأنت لديك شيء هلٌمّ نتناقش ونرى أين الحق نبحث عنه
وأين الظلم الذي أنت تراه لـ أنّي إذا تأكدت أنه ظلم والله اترك الدين الآن , لكن يا جماعة أنا أُناقش وأنا أعرف الخمسين التي معي
لأن الله سبحانه وتعالى يقول على لسان النبي
(قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ)
إذا أقنعتني أن للرحمن ولد فأنا
(فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)
أُصبح أفضل منك لكن لا يوجد!
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
الشاهد يا جماعة اتى وقال لي الدين هذا يظلم المرأة قلت له ممتاز يظلم المرأة أين ؟
يا جماعة ليدنا أُناس مغفلين يخرجون بالتلفاز ويقولون المرأة والرجل متطابقين ! لا والله ليسوا متطابقين !!
والله كذب وانظروا لـ الكلام الذي قال لي هو الذي يحصل في صحافتنا اليوم وأكثر وسائل الإعلام وأكثر العالم مغفّلين!!
والله لا تعلم تعتقد أنها فاهمه وهي فاهمه خطأ , قال : لا يوجد مساواة بين الرجل والمرأة لم أبدأ بـ الإجابة قال لي :
لا تقول يوجد مساواة , قلت لا أنا سـ أقول لك لا يوجد مساواة ولو قال أحدهم يوجد مساواة في الإسلام في غير العبادات
والطاعة وأجر الفرائض قل أنت تكذب! , في كل شيء والله لا يوجد مساواة , قلت له السؤال الأهم المساواة التي تقول ظلم؟
هل عدم المساواة عدل أم ظلم ؟ قال المساواة عدل ولا يوجد عاقل ولا كبير ولا صغير و لا ذكر ولا أنثى إلّا قال لك المساواة عدل
قلت ممتاز جداً عطيته أمثلة : إن أتيت بـ استاذة في الجامعة وحارس الأمن كلهم يعملون في مكان واحد
لكن أحدهم شهادة فيزياء والآخر رجل أمن لديه شهادة الثانوية وأعطيتهم اختبار في الفيزياء الأسئلة هنا وهنا كما هي
بـ عددها و مدة الإختبار والمراقبين والمصححين و القاعة كل شيء كما هو ومن كانت إجاباته صحيحة له جائزة بالأخير
عدل أم ظلم ؟ ساويت بينهم في كل شيء! سكت والله يا جماعة لم ينطق بـ حرف واحد الرجل يفور والبلغاري يضحك!
قلت ظلم أم عدل ؟ تخصصاتهم مختلفة واختبرتهم الاختبار كما هو عدل أم ظلم ؟ قال لا , ثم سكت قلت له حسناً سآتي
بـ طفل في أولى ابتدائي مع رجل في الجامعة سـ أختبرهم نفس الاختبار مساواة ! في كل شيء مساواة بداية الاختبار نهاية
الاختبار عدد الاسئلة المنهج كامل , قال لا ظلم! قلت كيف ظلم ! قال : قدراتهم مختلفة قلت يا سلام الله أكبر هذا الذي أودّ
الوصول إليه إذاً أنت بكلامك الآن أي اثنان في العالم إذا كانت قدراتهم مختلفة مساواتهم ظلم , هل الرجل كما المرأة قدرات ؟
أنا أخبرك طبّية الهرمونات التي لدا المرأة كـ التي لدا الرجل ؟ لا
إذاً الله عندما خلقهم غير ظالم سبحانه جل جلاله , إذا أعطيتني حوض لأي إنسان مات قبل ستين سنة سـ أخبرك
هي أنثى أو ذكر من العظمة فقط! , أربع فروق على الأقل هذه حوضها أوسع لأن الطفل سـ يخرج منه أما هو
لن يخرج منه طفل فـ حوضه أضيق , هو لديه عجب الذنب مائل وحاد لأنه لن يخرج منه طفل أما هي مستقيم
لأن لا يُجرح الطفل عند الخروج , هذي عدم المساواة في الخلقة ؛ هلُمّ نحسب في العناية المركزة نحسب الوزن المثالي
إذا كنت تريد حساب وزنك المثالي سـ يسألك أنتِ رجل أم امرأة ؟
حتى إن كان الطول متساوي , لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقهم متطابقين! لماذا نجعلهم متطابقين بـ القوّة ؟
نسبة الشحوم عند المرأة أكثر من نسبة الشحوم عند الرجل , هو لديه العضلات أكثر من المرأة
لأنه مخلوق يكّد ويكدح ويصرف عليها أعطاه الله عز وجل قدرة على التحمل من ناحية العضلات يشيل و يتحمل
لكن هي لا أنثى ناعمة لا تذهب لـ تشارك في الجيش وتحمل رشّاش تقعد يهزّ كتفها فـ يكسره! هي مخلوقة ناعمة
أما هو لا يليق له النعومة , الشاهد قلت له الرجل كـ المرأة ؟ سكت , قلت تريدها طبّيا أم عقلياً أم منطقيّا ماذا تريد
والله يفور تذكرت قول الله عز وجل
(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
قلت حسناً دعني أُقرّبها لك قليلاً ؛ البلغاري والله قليلاً و يقبّل رأسي ينظر كأنه وجد شيء!
كأنه مبشّر بجنة , وهذا جُنّ يريد يُخرب البلغاري لأن لا يقتنع بـ حديثي , الشاهد قلت له أنا الآن لديّ ميكانيكي وميكانيكيّة
يعملون في ورشة واحدة 12 ساعة في اليوم * أُحادثه كما أُحادث طفل *
قلت واحد منكم رجال وهذه امرأة طولهم واحد وعمرهم واحد وبيئتهم واحدة من أقوى جسدياً ؟
قالها بشين نفس الرجل , قلت ممتاز من الأضعف ؟ قال : أكيد المرأة فقلت حسناً المرأة أضعف جسدياً
قلت حسناً من يأتيه دورة كل شهر ويتغيّر لديه الحالة النفسية والجسدية والقدرة والتفكير والهرمونات وينزل عنده الضغط من ؟
قال المرأة قلت يعني تضعف زيادة ؟ قلت حسناً من الذي تسعة أشهر ؟ قال : المرأة
(وَهْنًا)
أي ضعفاً
(عَلَىٰ وَهْنٍ)
على ضعف قلت تضعف زيادة ؟ قال نعم قلت حسناً من يأتي لـ العمل وقلبه مع أبناءه في البيت ؟
قال المرأة قلت الآن هذا لا يتعب وعضلات أكثر و تحمّل أكثر جسدياً لا تأتيه دورة ولا يأتيه حمل
ولا قلبه كـ قلبها حسناً أيا ظلمة لماذا تعطونها راتب كـ راتب الرجل ؟
والله يا جماعة ساكتين والبلغاري يضحك قال نعم , قلت هذا عدل ولا ظلم ؟
اثنان عندك واحد يتعب أكثر من تعب الأول وتحملهم نفس المشاقّ وتعطيهم نفس الراتب يا ظالم ؟
والله قليلاً وتخرج عيناه عليّ قلت أريدك تجاوبني! أنا أُجيبك ولا أتأخر ثانية الآن هذا اللي وصفته لك قبل قليل عدل أم ظلم ؟
سكت وقال البلغاري ظلم بل عين الظلم قلت له ممتاز عشان الله سبحانه وتعالى لم يعطيها عضلات وأعطاها
دورة اعطاها حمل هيّئها لوظيفة عُظمى تُخرج واحد كـ هذا وتُربي واحد كـ هذا لا نعرف الخمسين التي معنا!!
سكت قلت هلُمّ سـ أُناقشك الآن تقول الدين ظالم المرأة أنا سـ سألك سؤال :
في خريطة العالم أريدك تتحدد لي أي منطقة في العالم من شرقها إلى غربها وشمالها إلى جنوبها أي منطقة في العالم
أي دولة في العالم اخرج لي فيها فقط مؤسسة واحدة أو شركة واحده تُقدّر المرأة في حال الدورة الشهرية وتُقدّر
التحولات النفسية والجسدية التي لديها وتقول لها هاك إجازة اسبوع كل شهر ؛
أي أنها إذا أتت توقع عقد قالوا لها أنتِ متى تبدأ الدورة لديك ؟ بتاريخ ستة عشر؟
حسناً من ستة عشر إلى ثلاثة وعشرين كل شهر سـ تأخذين إجازة , هل يوجد ؟ قال لا يوجد قلت الإسلام
الذي تقول أنت ظالم المرأة الإسلام العظيم هذا الدين العملاق هو الدين الوحيد في العالم الذي قدّر وضع المرأة
في الدورة الشهرية لم يعطيها إجازة عن دوام بل أعطاها إجازة من ثاني أركان الإسلام
عماد الدين الذي الدين كله لا يُقام إلا عليه الدين كله صدقه صيام حق زكاة أفعال خير دعوة إلى الله أمر بمعروف كله
لا يقوم إلا على عمود , الأساس هذا هو الصلاة الدين قدّر وضع المرأة وحالتها قال لا تصلّين , الرجل يكفر
إن لم يصلي يخرج من الدين في يصبح النار المرأة لا مقدّر وضعها , حسناً أنا سـ أصلي أنا قادرة على الأقل ركعتي الفجر؟
لا أبداً ارتاحي إذا ركعتي وسجدتي انتِ خسرانه دم اصلاً لأن الضغط نازل لما ترفعين
تدوخين لا نودّ أن تدوخين أبداً , الله اكبر لا يوجد دين في العالم يعطي المرأة بالطريقة هذه قلت له :
الإسلام كله قائم على أركان الأركان هذي خمسة ثلاثة منها تتطلب مجهود جسدي الصلاة الصيام الحج
الدين الإسلام العظيم يقول أي امرأة يأتي عليها أي فرض من الفروض في دورتها الشهرية وهي تعبانه
أبداً لا تصوم ولا تصلي وتحج طاح الدين كله ! وهي مسلمة!! غيرها إن يترك واحد فقط قد يخرج من الملة : تارك الصلاة مثلاً
سبحان الله يعني إذا لم يكن لديها زكاة ليس لديها مال بلغ النصاب طاح الزكاة!
يبقى لديها أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله
آتِ لي بـ دين في العالم يقدّر المرأة ويُسقط عنها 80% من الدين تقديراً لوضعها الصحي والجسدي والنفسي
ولا يُحمّلها مالا تطيق؟ سكت البلغاري يقول نعم هذا حق قلت حسناً أنا وإياك مضحوك علينا بالإعلام
دعنا نرى بعقولنا الحقائق قال حسناً يقول هذا ووجههم محمرّ جداً و أنا اتبسم في وجهه وأجيبة بكل أدب
هذا ما تعلمنا من ديننا إن كنت تريد النقاش هيّا
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
قال حسناً لماذا المرأة لا تذهب إلا بـ محرم ؟ أمّا الرجل يذهب ويأتي كما يريد ؟
أليس هذا طرح المنافقين في الصحف والإعلام ؟
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ )
قلت ممتاز وهذا ضد المرأة أم مع المرأة ؟ قال ضد المرأة محجورة في كل مكان لا تخرج ولا تسافر إلا بـ محرم ؟
أما الرجل فلا ؟ قلت هل رأيت ملوك ورؤساء وشخصيات كبيرة ؟ قال نعم
قلت كيف يخرجون ؟ لوحدهم ؟ حُرّين ؟ قال نعم يخرجون ومعهم كمّ كبير , قلت حسناً لماذا هؤلاء ليسوا بـ حُرين ؟
ما هذا التحجير ؟ في كل مكان لا يخرج ملك إلا معه عشرة يناظر ويراقب وينتبه ووو حسناً دعوه يذهب كما يريد لمَ التحجير هذا ؟
قال صح لكن خروجهم معه لأجل الحماية , قلت ممتاز الرجال يخرج مع ابنته لأجل اغتصابها ؟
يخرج معها لـ ألا تُصاب بـ مكروه كما الملك لا تخرج بدون حراسه , والملوك يدفعون لـ الحرّاس الشخصيين المال
ويسكنونهم على حسابهم ويأكلونهم على حسابهم طوال فترة السفر , أما هذا الحارس الشخصي
الذي يخرج مع المرأة ألزمه الإسلام بأن يدفع لها , قضية حماية المرأة في الإسلام تساوي حماية الدين ماذا يعني ؟
في معركة من المعارك خرج رجل مع النبي عليه السلام قد سلّ سيفه مستعد يقتِل أو يُقتل لا يقبل إلا أحدى
الاثنتان فقال لـ النبي صلى الله عليه وسلم زوجتي ذهبت للحج قال النبي عليه الصلاة والسلام ارجع فحجّ مع امرأتك!
سـ يذهب لـ يدافع عن الإسلام وعن بلاد المسلمين وعن دين رب العالمين وعن رسوله عليه الصلاة والسلام !
كلا حمايتك لزوجتك عندنا كـحمايتك للدين! الله أكبر ما هذه العظمة أكثرنا لا يرى!
مضحوك عليه بالثلاثة ريال ويأخذها وهو مبسوط! من أنتِ ؟ أنتِ فاهمه أم لست بـ فاهمه ؟
فاهمه دينك ماذا عمل من أجلك ؟ دين عظيم والله هُراء الذي يحدث في الإعلام سـ أكمل قصتي
الشاهد قال لي حسناً لماذا الولي هو الي يتزوج على رأيه وهي إذا لم يوافق الولي لا يكتمل الزواج ؟
قلت له ممتاز اسئلتك ممتازة قلت تعرف أن هناك جائزة وضعوها في أمريكا لـ التي تتخرج من الثانوي
عذراء ثلاث سنوات لم يأتي أحد يستحق الجائزة ؟ لأجل خلّوهم من الأولياء كل من أراد يأخذ يأخذ كـ دورات مياه الشوارع
يدخل ويقضي حاجته ثم يذهب سامحوني لكن هذا الواقع! ذُق الحق ولو كان مرّاً
هذا الواقع قلت له الآن المرأة الدافعية عندها عاطفتها مثلاً واحدة في السوق وأتى واحد وتعدّا عليها
وأخذ حقيبتها وأراد الهروب لكن أتى واحد ثاني وضربه واستعاد حقيبتها وقال هاكِ يا عمري!
واستسمحك على الذي فعله ذاك الرجل وأنا سـ أصبح بـ جانبك لـ ألّا يتعدّى رجل كهذا
لو كان هذا الإنسان أسوأ رجل في الأرض الآن قلبها انصرف له لو كان أسوأ واحد في الأرض
ولو كانت عمياء سترى هذا الإنسان أعظم إنسان في العالم! مع أنه ممكن يكون أفجر وأقذر وأسوأ
وأبغض إنسان عند الله عز وجل , فلو قال لها وهي خارجه آسف أعلم أن نفسيتك تأثرت قليلاً
ممكن أجلس أنا و اياك وأحضر لك كاس عصير لأجل أن ترتاحين وأعصابك ترتاح وو هل سـ ترفض ؟
لا! أتى المستشار وقال عندنا المرأة ليست سهلة المرأة عندنا عظيمة لأجل أن
تدخُل بها تحتاج ولي ثم مهر تحضر ذهب وعقبات و توقيع عقد ليست بـ الساهل !
تدفع الحساب بدلاً عنها في مطعم وهي لك؟ لا! سبحان الله دينك يملكك أكثر من نفسك
جعل الله الولي مستشار فقط دينياً لـ نتعلم ديننا هذا الولي وضيفته هل الذي أتى هذا ينفع أم لا ينفع ؟
إذا ما ينفع لا يدخل عندنا عاطفة آتية وأتى عندها مستشار عقل يفكر معها ويقولها كلا هذا به من العيوب كذا وكذا وكذا
أنا أنظر له نظرة غير التي أنتِ تنظرينها , حسناً إذا هذا الولي أصبح يرُّد أُناس صح ؟
أي أنه أصبح يأتي من هو كفؤ ويردُّه ؟ شرعياً تسقط ولايته تذهب الولاية لـ رجل آخر من العائلة حتى تصل للقاضي
سبحان الله والبلغاري يقول هذا كله في الدين ؟ قلت نعم هذا في الدين الأمريكي كاد يُجنّ فماتتوقعون سؤاله التالي ؟
سأل عن الإرث قال : لماذا تعطون المرأة ثلث وتعطون الرجل ثلثين بأي حق ؟
هي آدمية يا أخي! كـ طرح المنافقين عندنا في الصحف , قلت حسناً سـ اسألك سؤال ؛ اقتنعت بالتي قبلها ؟
قال بوجه عابس نعم لكن هذي لن تقنعني فيها قلت ممتاز , قلت اولاً أنت تتكلم بـ جهل قليلاً حالات الإرث ثلاثة
إما أن تأخذ المرأة أكثر من الرجل وهذا في حالة واحدة في أقل الحالات , وإما أن تأخذ المرأة
مثل الرجل وهذا في حالات وسط مثل الإخوة لأم , أما الحالة العامة الكبيرة للذكر مثل حظّ الأنثيين
حسناً أنا سـ اُناقشك في أسوأ حالة عندك اللي أنت تقول ظلم في الإسلام , قلت له إذا توفي رجل
وترك تسعين ألف وليس لديه إلا ولد وبنت كم يأخذ الرجل ؟ 60 ألف والمرأة 30 قلت هذا عدل أم ظلم ؟
قال ظلم , بأي حق هو والدهم جميعهم , قلت ممتاز الثلاثين التي لـ المرأة الإسلام لم يأتِ خبط عشواء من تصب
كلا بل أتى نظام كامل من إلى , أعطاها 30 وأعطاها مسؤوليات أين تصرف الثلاثين ,
وأعطى الرجل ستين وأعطاه مسؤوليات أين يصرفها , قلت له الثلاثين التي لـ المرأة هذه
الله عز وجل لم يطلب منها تصرف على أحد , إذا أرادت ارزواج لا تذهب وتدفع مهر من الثلاثين لا!
بل يُدفع لها مهر هي فـ الثلاثين التي لها تزيد! لم يطلب منها تصرف على الزوج اللي تزوجته ولم يطلب منها
تصرف على أولاد الزوج وتدرسهم وتسكنهم الثلاثين لها , أما الستين التي مع الرجل إذا ذهب يتزوج المرأة يدفع
لها مهر من الستين ويلبسها ويسكنها ويصرف على أولاده من الستين ولو انتهت الثلاثين التي لـ المرأة مكلف يصرف
على أخته من الستين بينما المرأة ليست مكلفه تصرف عليه, قلت له إن ذهبت أنا و إياك لأمريكا ميزانيتنا 25 ألف ريال
أنت أعطيك 20 ألف
وأنا 5 آلاف وأخبرك أن الخمس آلاف هذه ملك لي وأعمل بها ما أريد , أما العشرين التي معك بيني وبينك
التذاكر لي ولك بالعشرين والفندق من العشرين ونغسل ملابسي واطلب من الاكل الذي أشتهي واكلم الذي أريد
وإذا خرجت أنت تحاسب بالفاتورة أذهب أنا و اياك السوق أشتري أنت تحاسب من العشرين
ندخل المطعم آكل أنت تحاسب من العشرين قال لا! أنت هاك العشرين وأنا سـ آخذ الخمسة قال :
لأن الخمسة إذا عُدنا سـ تصبح خمسة أما العشرين التي لديّ سـ تصبح صفر!
قلت له ممتاز رأيت انك لم ترضَ! مع اني أعطيتك أكثر ؟
البلغاري يقول احلف بالله هذا الحق قلت له رأيت أنت ماذا تفهم ؟
والله ما أنسى نقطة التحول التي حدثت في النقاش ؛ الأمريكي وجهه تغير يعني كان يناقش بـ حدّه وعيناه جاحظتان
و أوداجه منتفخة ويفكر قال حسناً لماذا الزواج من أربع ؟
قلت ممتاز وهذا أكثرنا لم يعرف الدين الخمسين أنتِ تعلمين ماذا يعني مسلمة ؟
قال لا الزواج من أربع قلت قبل لا أجاوب تعرف الإنجيل كم تزوج إبراهيم عليه السلام من امرأة ؟
سكت قلت للبلغاري تعرف كم عندكم في الإنجيل ؟ سكت
قلت كم عندكم طيب في العهد القديم في التوراة والعهد الجديد في الإنجيل ؟
قلت حسناً أنت لست بـ عالمٍ بـ كتابكم المقدس سـ أخبرك ؛ مذكور أن إبراهيم عليه السلام متزوج مئة
يا أن التوراة والإنجيل غلط , سكت قلت لأجل أن تتكلم مع انسان لازم تعرف ما الذي لديك
قد يكون الذي عند بمقياسك أسوأ من الذي تطرحه ؛ أنتم تتزوجون أكثر من عشرين!
هذه إحصائيات زنى لكن المرأة هي من يخسر في النهاية , يأتي كـ المرحاض يفرّغ ويذهب لا يصرف عليها ولا ترثه
هكذا يلعب بها ويذهب وأولاد زنى في الشوارع والله احصائية قبل سنتين مليون حالة زنى في الشوارع يجدونه ملقى
لا يعلمون أين اهله والعياذ بالله ما هذه الحياة هذا!! , الشاهد قلت له تهلُمّ سـ أعطيك أربع دول
* الكلام الذي أتحدث به مكتوب في الإنترنت وانظروا *
الإسلام لا يعطيك على عقلك أنت! ولدي عقله يناسبه ثلاثة ريال فقط ليس عقلك هو الحاكم ولا عقلي هو الحاكم عقولنا صغيرة!
إذا كان العقل هو ميزان الأمور : من عقلك أم عقلي ؟ تتخالف مع بعض!
إذا العقل يتغيّر يكبر ويغير كم شيء لم تكُن مقتنع فيه فـ العقل ليس بـ ميزان
لأجل هذا لو كان مثل الفلاسفة الليبراليين الذين يتكلمون في كل كان يقول لك : الدين بالعقل!
اللي يقبله عقلك خذه واللي لا يقبله عقلك ارمه بالقمامة! ولا رواة البخاري !! نقوله قِف أنت أيها الذكي الفاهم
هناك حديث النبي عليه الصلاة والسلام من حديث البخاري رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال : إذا وقع الذباب في إناء
أحدكم فلغمسه ثم لينزعه ويشرب " الله أكبر , قسم بالله حصل هذا الموقف معي وفعلت هذا الكلام إيماناً
بالله والنبي عليه الصلاة والسلام فـ ناقشت مع أحد اليبراليين في القضية قال يا أخي لا تشمتون بنا الغرب
أنتم تشوهون الإسلام بالطريقة هذي! قلت له هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يا أخي هذا لا يدخل العقل
قلت وعقلك ميزان ؟ حسناً ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث ؟
والله لو أن الحديث توقف هنا والله نفعلها ولنا الشرف قال النبي عليه الصلاة والسلام
في آخر الحديث رحمةً بهم وليعلمهم العلم حتى يسبقوا الغرب كلهم قال
" فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر دواء"
الله أكبر حسناً " امسك جناحي الذبابة و قِف أمام الضوء وانظر هناك دواء وداء أم لا طلعها لي لا يوجد صح ؟
حسناً هل النبي عليه الصلاة والسلام مجاهر الكترونية ولا معامل مخبرية ؟
كلا طيب كيف يعلم النبي عليه الصلاة والسلام ان في إحدى جناحيه داء وفي الآخر دواء ؟
لا يعلم يقرأ عليه الصلاة والسلام أمّي
(وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )
لو كان يعرف الكتابة لـ قالوا : هذا من عندك حسناً النبي عليه الصلاة والسلام وضع حجر الأساس لـ علم الأحياء الدقيقة
قال فيه أشياء لا ترونها أنتم سبحانك يا رب ما أعظمك لم يكُن وجود مجاهر الكترونية
ولكن علمه الذي خلق الذباب , قال خلقتُ الذباب وفي جناحه داء وفي الاخر دواء ؛
هنا مكروب و وفي الجناح الاخر مضاد حيوي للمكروب يقضي عليه تماماً فقال يا أخي لا تشمت بنا الأعداء
والله نقاش اليهودي والنصراني أسهل من نقاش العلماني! غُسِل عقله لا يريد الدين
يقام حفلات غنائية لا مشكلة , يُذكر النبي عليه الصلاة والسلام ؟ يُجنّ يتكلمون عن حديث شرعي
عن الاختلاط يُجنّ! فهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف وفيكم أُناس مخدوعين
(وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)
على كل حال فقلت له يا أخي هذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام أنت مسلم أم لست مسلم ؟
قال لا تُكفرني قلت أنت مسلم أم لست مسلم ؟ قال أكيد أنا مسلم قلت هذا حديث نبيك عليه الصلاة والسلام لديك رسول آخر ؟
قال لا لكن هذا قذارة قلت يا أخي اتقِّ الله
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ)
هناك خمس دراسات الآن في أمريكا اثنتان وفي اليابان واحده وفي استراليا واحده وفي المانيا واحده
هذه الدراسات اكتشفوها أن الذباب به مضادات حيوية تستخرج منه مرهم للعين و مضادّات للجروح
سبحان الله لأجل هذا ترى في أفريقيا والدول الفقيرة ليس لديهم مال يبتاعون مضادات حيوية
فـ أتى الذباب لـ يقوم بالمهمّة! الشاهد عندما قلت له عن الأبحاث قال والله إن كان الموضوع مثبت بالعلم لا نستطيع قول شيء!
قلت من أنت حتى تستطيع قول شيء ؟ أنا أخبرك حتى افضحك عند الناس المخدوعين بك!
يا جماعة التقيت أنا و اياهم في كذا قناة قلت انا أقول ليس لأجل اقناعك قالوا عندنا من أنتم حتى يكون لكم عِندُ ؟
قال لا يجوز حسناً من انت ما مرجعك كتاب وسنة ؟
نحن لا نستمع إذا انت عقلك مغسول لدينا كلام بالدين والشرع وكلامنا ماشي معنا
قلت أنت لديك الآن البحث يقوّي حديث النبي عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام كلامه هو الذي يقوّي بحوثهم !!
وأبشركم 5 دراسات هذي كلها إلى الآن لا يعلمون أين المضاد الذين قالوا مرهم للعين قالوا في لعاب الذباب
والآخر قالوا في جسم الذباب وإذا تعلّموا وبحثوا ودرسوا زيادة يعلمون أن واحد من أجنحة الذباب
كما قال عليه الصلاة و السلام بل زاد بأبي داوود " إنه ليتّقي بجناح الداء " أي لا يسقط على الجناح الذي فيه المضاد
من الذي خلقه ؟
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
من علّم النبي عليه الصلاة و السلام ليس لديه أبحاث
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)
بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام فهي القضية ليست قضيّة عقل حسناً الذي يناسب عقلك؟ صح
أما الذي لا يناسب عقلك غلط ؟ لا , حسناً الذباب عندما يُغمس المفترض يتجرثم أكثر
حسناً هل كان في عند النبي عليه الصلاة والسلام إن صح الحديث فإنه كان شُحّ في المياه وشحّ في الوارد
لا يوجد شح في المياه!! هذا عقلك أنت لكن النبي عندما يتحدث هو يؤسس لا يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم
كأس ترميه أو لا ترميه سـ يخبر كأنه هو رسول الله و الكلام الذي قاله لا ينطق عن الهوى
ولا من أين سـ يعرف النبي من قبل 1435 لم تكُن المعامل موجودة!
ولمن أراد البحث موجود بالإنترنت , الشاهد قلت له تقول الزواج من أربعة هذا عدل أم ظلم ؟ قال لا أعلم
قلت ما بك تقول لا أعلم قبل قليل تقول ظلم ؟ , قال لا لأجل الكلام الذي قلته لي بحياتي لم أتوقع أن الكلام هذا له إجابة
ولم أتوقع بيوم من الأيام أنّي سـ أُقنع! لكن الآن أتكلم معك فأنا الآن أريد أن استفيد!
هذا كلام الأمريكي فـ أصبح هو والبلغاري على نفس الخط اللهم لك الحمد والفضل لله عز وجل
قلت سـ أعطيك أربع دول أمريكا وألمانيا وروسيا وبريطانيا ؛
التعداد السكاني النساء مقابل الذكور لو زوجنا كل واحد امرأة واحدة
سـ يصبح في بريطانيا سبعه فاصلة ثمانية أو ثمانية فاصلة سبعة مليون امرأة انتهوا عنهنّ الرجال!
في ألمانيا تسعة مليون في أمريكا أربعة فاصلة .. , في روسيا 5 مليون هؤلاء نساء شاغرات
قلت له لو أختي وأختك من هذا الهامش أين يذهبون ؟ قلت هلُمّ سـ تهبني دين سـ تهبني نظام هبني حل وليس ربع حل
أو تهب لي مشكلة! كل الأنظمة الأرضيه هذه لا تهبُك حل إلا الإسلام
قلت هلُمّ هب لي حل أختي وأختك من هؤلاء ماذا سـ يعملون ؟ لديهم خيارين فقط
يا أنها تكون صالحة و عفيفة فتصبر وفي صبرها هذا حرمت من الأمومة حرمت من زوج حرمت من غريزة
أو أنها تكون مخادعة ولعّابة والعياذ بالله فـ تخسر الدنيا والآخرة , حسناً إذا كانت لعّابة ماذا سـ تعمل ؟
تذهب تُخرج لها جنّي ؟ الرجال ذهبوا كلنّ مع امرأته تأتي بـ رجال من أين ؟
تزني مع رجال ؟ من الرابح ؟ هو من الخسران ؟ هي!
لأنه أخذ الذي يريده منها ولم يتحمل أي مسؤولية أو سكن أو حل مشاكلها أو احتواء لمشاعرها أو إرث أو صرف؟
خدعها وذهب ضحكتم عليها! ثلاثة ريال قلتم انها أكثر من خمسين قال نعم مساواة! لا أنتِ الخاسرة مضحوك علينا والله العظيم
قلت هذا أمر , الآن سـ أعطيك عدد لا تستطيع الإنكار لأنه ليس من الدين ؛
هذا عدد في الواقع والله يعلم من خلق , حسناً الآن عدد النساء أكثر , من أكثر وفاة ؟
وفيات الرجال أم النساء ؟ هذه كلها إحصائيّات غربيّة كافرة تقول لك أن الوفيات عند
الرجال أكثر , لأن أكثر الناس يتوفون في الحوادث وأكثر ناس ألعابهم خطرة
حسناً أصبحوا الرجال ينقصون وهم عددهم أقل! حسناً والنساء يزيدون
طبيّاً الأطفال الأنثى مناعتها أكثر من الرجل طبيّاً فوفيات الأطفال الذكر أكثر
لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول " في آخر الزمان يكون مقابل كل رجل واحد خمسين امرأة ,
لأجل هذا قلت الدين الإسلامي هو الوحيد اللي قال واحده
(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً)
فهو مسكين ! هي إذا لم تتزوج هو لم يحصل شيءّ لأن لديه زوجه وعندما يتزوجها ألم الرأس الذي عليه المسؤولية عند ربي
الذي عليه أن لم يعدل والمسؤولية التي في الدنيا : مشاكل وصرف وسكن وتدريس والشقاء عليه هو لأجل هذا حذّره الإسلام
وقال إن كنت لا تستطيع أن تعدل سـ تأتي يوم القيامة شقّك مائل
الأمريكي فقد عقله وقال كلمه ندم عليها :
حسناً مادام الرجل الآن ليس له إمكانية يتزّوج أربع حسناً لماذا هي لا تُعطى الحرية تتزوج أربع ؟
قلت له الآن نحن متورطين بـ نساء انتهوا الأزواج عنهنّ ندعها تتزوج أربع!!
قال كلمة والله العظيم أني سجدت شكر لله عز وجل يقول : اقولك شيء ؟
أنا في حياتي كلها انظر لـ عمري وانظر لـ منصبي الآن وانظر لـ مكانتي يقول في حياتي لم أشعر أنه قد ظُحك عليّ إلا هذه اللحظة!
(جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)
ختاماً لـ هذا النقاش هل تظن أنت الآن أنّ الهجمة موجهه ضد الأفعال أم ضد الإسلام ؟
قال لم أفهمت قلت الآن الإعلام الذي يأتي في القنوات هذه كلها موجهه ضد أفعال خطأ يريدون تصحيحها أم يريدون الإسلام فقط ؟
قال كلا ضد الأفعال قلت متأكدظ وإذا أقنعتك الآن أن فكرتك في الإعلام خطأ ؟
, والله يا جماعة لم يقُل لن تستطيع كـ العادة بل قال ممكن أريد أسمع أريد أتعلم قلت له أعطيك أن القضية ضد الإسلام ليست ضد
الأفعال : الآن الراهبات ترى حجابها والله أحسن من حجاب فتياتنا اليوم
حجاب من الرأس إلى الرجلين تمشي بـ حياء مع أنها مشركة!!
هي الان عندما ترتدي حجابها من الراس إلى الرجل كيف يُخرجونها في المجلات ؟
هذه خطيرة تضحّي بـ حياتها لدينها ويخرجونها كأنها أفضل امرأة في العالم , حسناً عندما المرأة تلبس حجاب ؟
الآن تأتي قضيّة من الذي ارتدى ؟ القضيّة ليست في الأفعال القضية من التي لبست ؟
مسلمة؟ يا الله كيف تمشي حرام عليكم !! كيف متغطية كذا !!
سبحان الله الفعل هو هو! لماذا عندما فعلته مسلمة لم يصلُح ؟
صور مريم عليها السلام في كل الأماكن عندهم محجّبة حجاب غلط والله يا جماعة أن كشف الوجه لا يجوز
والدليل انظر لـ الضياع الان كشف الوجه يخرج الشعر يخرج العنق كـ الذي حصل في دول الخليج كلهم
إلا من رحم الله دين عظيم! , في البخاري حديث عائشة خمّرت وجهي لم تقل خمرت رأسي وقالت كانوا
يعرفونني قبل أن يُشرع الحجاب ثم غطّيت الوجه و الأحاديث الصحيحة الصريحة موجودة
لماذا عندما تفعله المسلمة تصبح معقدة تحتاج تحرير؟ وعندما تفعله الراهبه تُصبح أفضل امرأة ؟
ويُفاخرون بها المجلات ؟ أرأيتم الضحك علينا ؟ ثلاثة و خمسين , من أنتِ ؟
أنت مسلمة دعي الخمسين معك تنبّهي أن يُضحك عليك ويعطيك الثلاثة وناقشي
والله يا جماعة في المستشفى يهربون منّي لأني لم أناقش أحد إلا يسلم أو يقول لا أريد أن أناقشك
الشاهد قلت الآن عندما يأتي اليهودي يربي لحيته ؟ ما ذا يقولون ؟ يقولون هذا رجل عظيم ويمشي بثقة ويطبق الطقوس
حسناً والمسلم ؟ يقولون انتبه هذا أتى , لم نعرف لكم الآن أنتم ضد اللحية أم ضد الذي رباها ؟ واضح ؟ نريد أن نصحى أرجوكم
أنا ضاق صدري على ولدي وأنتم أخواتي الغاليات اقسم بالله ضاق صدري أن ولدي يُخدع أمامي وأنا ساكت
, لأجل هذا أنا جالس أتكلم مع نفسي ومع من أحب والله أني أحب لكم ما أحب لنفسي
الشاهد قلت عندما يحدث تفجير في أي مكان الإعلام لا يُخرجه إلا إذا كانوا مسلمين قال رأيت الإسلام ؟
بدّلوا مناهجهم أكيد لديهم دين يدعوا لهذا , حسناً و إذا كان الي فجّر غير المسلمين ؟ ماذا يقولون ؟
يقولون إرهاب ؟ كلا يقولون نصارى ؟ اتحداك انظر من اليوم إلى يوم وفاتي أتحداك تجد يوم من الأيام أي تفجير
يفعله النصارى يقولون النصارى فجّروا أو اليهود أتحداك , ماذا يقولون ؟ يضيفونها لمكان أو لدولة أو لجنسية
كلا يضيفونها لـ دين مستحيل يقولون النصارى الذين فجروا تعالى ندوّر الإنجيل حقهم ونغيّره !!
محرف أصلاً القضية أفعال القضية من الذي فعلها ؟ مسلم أم لا ؟ من الذي اخترع المتفجرات ؟
المسلمين هم الذين سووها ؟ المسلمين لم يصنعوا عود أسنان الله يصلح حالهم
كما قال فرعون عندما أتى إلى موسى عليه السلام قال :
(أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ )
( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
بسم الله عليك أنت فرعون أيها المسلم موسى ذبح واحد بالخطأ واستغفر الله أصبح كافر
أنت ذبحت اطفال ملايين هذه يا جماعة لعبة الإعلام يُصدّقك الثلاثة ريال وباع الخمسين
تخيلي أنّكِ نزلتِ بـ بيتٍ جديد وعندما دخلتي أنتِ وأولادك وأهلك وجدتِ بركة مائية جميلة بها كرة جذابة تطفو
فجأة وأنتِ قاعدة تنظرين لـ البيت ولدك الذي عمرة ثلاث سنوات يريد يلقي نفسه في البركة
وأنتِ تعلمين يقيناً انه لا يُجيد السباحة لكن هو الآن ينظر يريد الكرة هذه ويظن أن سعادته هنا ماذا سـ تفعلين ؟
لو صورت هذا المشهد وأنتِ تجرّين ولدك بأقوى ما لديك وعرضته على اليوتيوب وقلت انظروا لنساء جدة كيف ؟
لا يوجد بهم رحمه ولا أمومة الطفل مسكين يريد أن يأخذ كرة يلهو انظروا لـ قسوة الأمومة الناس سـ تصدق ؟
سـ يُصدّقون! مغفلة! قال الله
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
ضع له صورة وتأثر والطفل يبكي والناس يقولون مما هذه المرأة لا ترحم
هذا الذي يفعله الإعلام يخرج لك صورة رجل مات من المسلمين طيب يا جماعه الملايين المسلمين لماذا لا تُخرجونهم ؟
وأبشركم أن البلغاري أسلم وحضر محاضرة في قطر وصادفت أن قلت قصته والمفاجأة أنه كان من أحد الحضور
سألته هل فهمت شيء ؟ قال لا لكني أحبك وأرسل لي إيميل يقول أنا في حياتي مرت علي احداث اسعدتني
وأحداث احزنتني لكن لا يوجد لحظه اسعد من اللحظة التي قذف الله في النور في قلبي عندما جلست معك ذلك اليوم
وأبشركم الآن يصلون مع المصلين وينشرون الدين والحمد لله
الشاهد دخلت على أولادي في اجتماع العائلة يوم الخميس ؛ يلعبون مع أولاد خالتهم وعماتهم ؛ دخلت وهم يلهون
بـ البلايستيشن ويقولون اقتله اذبحه اقطع رأسه قلت ما هؤلاء الإرهابيين! فكرت قلت سبحان الله اتحداك ليبرالي من الليبراليين
يتكلم على هذه الألعاب ويقول انظروا الغرب يغرسون الإرهاب في أطفالنا ؟
مستحيل! لكن لو فعلها المسلمين والله لـ قال انظروا إلى هؤلاء الإرهابيّون كيف يغرسون الإرهاب في قلوب الأطفال
إي والله يقولون هذا لأنهم هم ضد المسلمين , يقول النبي صلى الله عليه وسلم يتكلمون بألسنتنا
هم أناس من بني جلدتنا هم دعاة على أبواب جهنم , ينخرون في الدين
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ )
كيف أعرفهم يارب ؟ قال
(يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)
تقول محرم يقول ليس محرم النبي صلى الله عليه وسلم قاله..!! كلّما قلت شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
إذاً يا جماعة عندما انتهينا من النقاش أنا و اياهم يقول لي هذا الأمريكي نحن كما تغذّي الأطفال بالملاعق غذّونا بالإعلام
يقول ندرس في أمريكا ونعمل وندرس ونعمل وندرس ثم نستمتع في الإجازة ونتفرّج على التلفاز ونأكل فشار وننظر
لـ فلم ثم يأتي فاصل الإسلام ظلم المرأة , يقول غُّذينا بهذه القضية لكن الحمد لله الذي أتى بك ربي
ارسل لي إيميل بعدما ذهبت قال : أنا شكرت الله أن الله سبحانه أتى بي من أمريكا وأقعدني في قطر
وأتى بك من السعودية وأسمعني نقاشك في هذه اللحظه وجعل الله سبحانه وتعالى عقلي يتنور
وأنا كنت أشعر أنكم متخلفين وأننا نحن الذين فهمنا وعدلنا مع المرأة أما أنتم تجعلون المرأة وظيفتها غسل المواعين في المنزل
المرأة عندها طاقة عجيبة قدرة خياليه اتحدا عشرين رجل يسويها لكن لـ من ؟
ومتى تبذلها المرأة بتضحية ولا تشعر بتعب ؟
إذا خدمت من تحب المرأة تتفانى لكن أهم شيء دعها تخدم من تحب اقسم بالله لن تتذمر لن تتشكى وتتعب
لكن عسل على قلبها العرق يقطر والجسم يُنهك وهي عندها عالم من السعادة احنا نشوف ازواجنا الواحد
الساعة اثنتان ونص يبكي الولد ثم الرجال يكشر وتستيقظ الأم من غرقة النوم وتمسك ولدها وتزينه وتنظفه
وتعطيه اكل ثم تطبع عليه قبله وعسل على قلبها ؟
الإسلام قال أنا لن أؤمرّ عليك مدير يستغلك ولا يهينك أنا سـ أجعلك تخدمين من تحبين
من أحب الناس لك ؟ أهلك ؟ أولادك زوجك إخوانك وأخواتك ؟ حسناً كوني بـ جانبهم هذه وظيفتك!
قال يخرج نصف المجتمع !قلت نصف المجتمع أخرجك أنت وأخرجني أنا
نصف المجتمع أرضعك وأرضعني , ماذا يريدون عندما تخرج المرأة ؟
والله ما يريدون إلا إهلاكها , يريدونها تخرج لأجل أن يُزنى بها
يقول لك إدارة العدل في أمريكا يقولون في كل ثانيتين تغتصب امرأة !
اقسم بالله إن أتيت بـ حيوان ليس بـ إنسان وأقول له سـ أجعلك تعيش في غابة واحتمال كل دقيقتين تكون ضحية !
والله لن يرضى وهو حيوان! , هذه حياتهم هذا وجههم الحقيقي , هذه الثلاثة الريال التي يخدعوننا فيهم
يأتيك رجل جاهل يقول هذا مُبالغ فيه , هذه إدارة العدل الأمريكية! يدافع عنهم !!
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)
( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)
يقولون هم أحسن منكم يا أخي الآن انتم تقولون دعونا نُعرّي المرأة وأبعدوا المحرم وماذا بعد ؟
عرّيتوها و زنيتوا بها احموها على الأقل , الشاهد لما هم عرّوها وقالوا أنتِ حرة وأنتِ وأنتِ حسناً لم يحموها!!
وكاتبين خطوات حتى نقلل عدد الضحايا أخرجوا 45 حقيقة عن الدمار بسبب الاختلاط الذي يحصل ..!
وكتبوا هذه خطوات تتبعينها حتى تقلل فرصة أن تكوني ضحية ووضعوا بين بقوسين لا نظمن لك إن
طبقتي كل الموجود أن لا تغتصبي! , الخطوة الأولى احملي معك صفار حتى إذا رأيتي أحد تصفرين
واعملي ضجّة ودورات دفاع عن النفس واحملي معك آلة حادة بشرط تكونين تعرفين لها لأجل لا تضرّين
نفسك وحاولي تتركين أثر في المغتصب لو عضّه , هذا ليس بـ كلامي هذه ترجمه للمكتوب
تأكدي أن قصة الشعر من الأسباب التي تسهل على المغتصب اغتصابك احذري من أي سيارة " فان " تمر بجانبك
لأن أكثر المغتصبين سياراتهم " فان " وجعلي الكلب بجانبك ويستحسن أن يكون كبيراً لأجل أن يدافع عنك
أذهب المحرم ووضع الكلب ! , هذا وضعهم الذي ضُحك علينا به والله الإسلام قال لها أسهل من هذا
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)
تعرف أنها حيّيّه لا تقترب من حولها , حسناً بعدما عرّوها ووضعوها بجانب الرجال لماذا لم ينقذوها ؟
لماذا الضحايا في كل ثانيتين تغتصب امرأة في أمريكا ؟ ياجماعة تكفون تحتاجين تعرفين من أنتِ ؟
أنتِ مسلمة , عالية عظيمة , كرّمك رب العالمين رفعك لا أحد في العالم لا دين ولا شرع ولا دولة
ولا نظام عامل المرأة وكرمها مثل الإسلام , هناك مشكلة عند بعض الدعاة لما يُسأل عن الدين فيه مساواة ؟
يقول نعم الدين فيه مساواة , المرأة مثل الرجل والله أنك كذبت يا أخي المرأة والله العظيم ليست كـ الرجل , حسناً من أفضل ؟
ياجماعة لا يوجد تمييع في الدين من أفضل الرجل أم المرأة ؟ في سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا )
لا تتمنوا لم يحرّم الله المساواة حرم الأمنية يعني مجرد الرجل يتمنى يصبح كـ المرأة أو العكس يعني تخيل
واحد أتى هو وزوجته بعد طلعة مجهده وأتوا في الليل الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً
المرأة نامت والرجل ينتظر الصلاة بعد نصف ساعة يأذن هو يودّ النوم لكن لا يستطيع
لأنه لو نام لـ فاتته الصلاة فـ رأى المرأة وهي متعمّقة في النوم وقد أتتها الدورة سـ تنام إلى العصر
رآها وقال والله لم يجدها إلا النساء لا صلاة ولا عبادة ينامون كما يشاءون
وأتى من غدٍ نطالب بدورة شهريه في الجرائد! نقول له أنت مجنون تتمنى قضية ليست لك فأنت الآن مجرد أمنيتك انت
الآن آثم لأن الله يقول
(وَلَا تَتَمَنَّوْا)
أمنية فقط امرأة الآن تقول ليتني رجل هذه حرام لم تُطالب بعدّ ولم تُساوي
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ)
لاحظ لم يقُل هذه أفضل أو هو أفضل إذاً الأفضليّة يا رب لمن ؟
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ)
هناك أشياء والله الرجال أفضل من النساء بمليون مرة
(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ)
وللنساء أمور والله لا يلحقها الرجل وإن مات
(وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)
ماذا يعني ؟ قالها الرجل عندما جاء عند النبي عليه الصلاة والسلام مُلء تضحيات
ولديه مال ولديه رجولة وشهامة ووو قال يا رسول الله أنا لديّ كل هذه الطاقات هذه من أحق الناس بصحبتي ؟
من أكثر شخص المفترض يأخذ من هذه الطاقة والمال والتضحيات ؟ قال أمك , قال ثم من ؟
فهمت أول شخص وأكثر شخص سـ يأخذ أمي , ثم من ؟قال أمك! يا رسول الله والله فهمت سأ أعطي أمي أول شيء ثم من ؟
قال ثم امك . طيب و الأب الذي يكدح ويصرف عليّ وعلى أمي ومسكّن أمي قال ثم أبوك .
الله أكبر ثلاثة للأم واحده للرجل تستحق ؟ إي وربي ولو رجل يخرج في الجريدة ويقول لا هذا ليس بـ عدل
يكفر لأنه ردّ حديث النبي عليه الصلاة والسلام الصحيح , فإذاً فيه أشياء لا يلحقها الرجل , عندما جاء الرجل
وقال سـ أُجاهد يا رسول الله قال أمك حيه ؟ قال نعم قال إلزم قدمها
انظر لم يقُل قبّل رأسها بل قبّل قدمها ,ولم يقل إلزم قدمها فثمّ حسنات ؟
كلا بل قال :فثمّ الجــنة,. الجنة التي الشهداء يقدّمون أرواحهم لأجلها تحت رجل أمك
أعطني دين في العالم و وضع الجنة أو وضع قصر من الجنة تحت رجل امرأة من النساء ؟
لا يوجدّ, إلزم قدمها فثم الجنة .. إذاً إخواني وأخواتي أرجوكم دعونا نعرف ديننا الدين عظيم!.
في ختام هذا المقام لا أملك إلا أن أدعو الله العظيم الكبير الجليل أن يبارك في كل من أقام هذا اللقاء ومن نسقه ومن حضره
وكل من سعى فيه اللهم انظر في صدره فلا تبقي فيه أمنيّه له فيها صلاح ولك منها رضى اللهم حققها له
سامحونا على الإطالة واسأل الله يوفقنا وإياكم لكل خير واستغفر الله لي ولكم
وأصلِ واسلم على أشرف العالمين

بحـہة بكـى. 16 - 8 - 2014 04:26 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
أحبتي الفضلاء يقول لي أحدهم وهو رجل مترف درس في أمريكا ثم تاجر ومل من الحياة وذهب وتوظف في جده يقول كنا مجموعه من الشباب وكان معنا أحد الأشخاص/ ولن أذكر أسمه لو ذكرت أسمه سيعرفه كل الحضور.
يقول :كان معنا شخص رغم فساد قلوبنا وفساد أعمالنا إلا أننا إذا رآيناه قلنا نحن متقين’يقول أنه فجر في الأرض,من فجوره والله أننا كنا نطمع أن ندخل الجنه إذا رآيناه

يقول :هو من كان ينسق جلسات الخميس و الأربعاء في الشاليهات ,وتعرفون ما يحدث في هذه الجلسات من منكرات ومعاصي , يحمل أوزاره وأوزار كل هؤلاء
يقول إلى أن جاء يوم وكان فلان هذا نحبه ونحب جلسته لأنه خفيف دم يذبّ على هذا ويتكلم على هذا ويضحك المجموعة لكن أكثر شيء أننا كنا نخاف من لسانه السليط الذي ممكن أن يستلم أحد فينا فلا نداوم أسبوع
إلى أن جاء يوم الثلاثاء يقول جاءنا الرجل متغير ,جالس في المكتب يقول اللهم اغفر لي اللهم اغفر لي وتب عليّ إنّك أنت التواب الرحيم ,اللهم اغفر لي..
يقول: جلسنا نضحك عليه, كل يوم يخرج لنا بشيء جديد, يقول جلس إلى الساعة 11 والله ماردّ على أحد منا وخرج , يقول ثم رجع وقال :فلان تعال ,الأن الساعة 11 وهذا أحسن وقت تذهب وتتوضئ وتقف بين يدي الله جل وعلى وتصلي ركعتين الضحى
يقول: جلست أضحك أدري أنه ليس بصادق بودي أن أصدق لكن لا أقدر, يقول ذهبت للمكتب ثم رجعت لأرى هل هو صادق أم لا ؟ ,يقول :رجعت وجدت الرجل خرج متوضئ ودخل إلى المصلى وأنا أنظرإليه من عند الباب وهو ينتفض وكبّر وركع ورفع ثم سجد فلا واللهِ مارفع إلى أن أذن الظهر ثم رفع وأكمل صلاته !!ا
ثم جاء يوم الأربعاء ننتظر الرجل يتصل لنرى ما الذي نسقه في جلست اليوم ولم يتصل ولا يرد ,جاء الخميس ولم يتصل ولم يرد ,الجمعه لم يتصل ولم يرد ,السبت جاءنا للمكتب وجدناه يقول :اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم
يقول :المهم كان معنا واحد قليل الحياء بزياده ,قال له: يافلان إذا تريد أن تتطوع (تلتزم بالدين)أرجوك وطلبتك ووالله يشهدون علي الشباب والله لأدفع لك مئة ألف ريال لكن تعطيني أرقام الفتيات التي عندك

, يقول :يوم أكمّل ذاك كلامه ,صاحبنا سقط وقام ينتفض ,يقول أحسست أننا تمادينا معه وخرجت خلفه أسأله مابك يا فلان ؟ لا يرد ,إلى أن أمسكته وقلت له: فلان أنا آسف فقد زودناها وتمادينا اليوم عليك وقل حياءنا معك
يقول :نظر إلي وكفكف دموعه ,ثم قال :هل تحسبني بكيت لأنني لا أقدر أن أرد عليك أنت وإياه؟؟ أنا بكيت لأني تخيلت الله جل جلاله وهو مستوي على عرشه يسمع هذا المسكين وهو الذي حركه وغيره معاق ,يرى وغيره أعمى وهو يقول سأدفع مئة ألف لأجل أن يعصي ربي,. يقول فأشفقت على حالي وعلى حالكم الأن
فقلت :والله لن أتركك إلى أن تعلمني ما الذي حدث معك ؟

قال :أنا يوم الثلاثاء كنت متواعد مع ثلاث بنات أخرج من عند الأولى وأذهب للثانيه وأنا ذاهب للثانيه قلت سآتيكم النادي كنت سأترك سيارتي وأنزل على رجلي لأقطع الشارع واذهب الشقه التي متواعد فيها مع البنت ثم سأخرج وأكمل
يقول :نزلت من السياره وجاء شخص يمشي بجانبي سيقطع الشارع ,وكان كلما أتقدم خطوه يتقدم ,أقف فيقف ,ثم أخطو خطوتين يتقدم خطوتين, يقول: ثم فجأة وقفت وتقدم الرجال خطوه ,يقول إذ بسيارة تسرع بسرعتها القصوى يقول الرجل من الأرتباك وقف في وجهه السيارة

يقول: وأنا مابيني وبينه إلا خطوه يقول فجأة إذ بالسيارة تضرب بصاحبي هذا الذي لاعرفه تضرب فيه والله العظيم أن الصدام في البطن والصدر والوجه يضرب في الكبوت وسحبته السيارة أمامي و مابقى عظم ماتهشم
,يقول :يوم جلست أنظر فيه والناس تبكي والدماء تنزف والأشلاء متقطعه بكى الناس أنا والله مابكيت
يقول :جلست أنظر و الناس ينظرون وجهه الذي امتلأ بالدماء وعاثت. فيه الجراح وأنا والله العظيم كأني أرى وجهي ,يقول :وأنا في لحظة صمت يقول جاءني أحدهم عند أذني قال:ا
أسمع المرة هذه قدمناه وأوقفناك المرة الثانية والله نقدمك أنت
يقول :التفتّ ووالله ليس هناك أحد يقول واسمعها ثانيه قال :ا
اسمع ..المرة هذه قدمناه وأوقفناك المرة الثانيه سنقدمك أنت

(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ )
يقول :ورجعت وأنا اقول في نفسي لو أني تقدمت خطوه ..!!,وجلست أنظر للغرفة وهي ممتلئه سيديات وأفلام وصور وألبومات

يقول :وأجمع كل هذه وأضعها في كيس ثم تحسفت, وقلت والله لأجعل ربي يراني وأنا أضعها بكيس النفايات ,يقول: وأجمعها كلها وأذهب بها وأرفعها عند برميل النفايات... أجلّكم الله
يقول :حينها تجمعت عليّ شياطين الدنيا كلها ,الذي يقول ربما تتنتكس وتتحسف عليها والثاني يقول: لا تكمل والرابع يقول....,, وأنا جالس أفكر وأنا ممسك الكيس ,وأسمع "والله نقدمك " يقول من الأنتفاض والإرتباك انفك الكيس من يدي, وسقط الكيس واندثرت الأشرطة والأفلام واندثرت هموم الدنيا كلها

... (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )
هذا الرجل الذي استفاد من هذه الرسالة على ثغرٍ من ثغور المسلمين يراه الله جل جلاله ونحسبه والله حسيبه
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
ما الذي يراه الله سبحانه وتعالى في قلوبنا ؟ هل إلى أشكالنا الظاهرّيه ولباسنا ؟ لا ينظر إليها الله سبحانه وتعالى ,هل ينظر إلى جمال هيئتك أو رائحة عطرك ؟ لا ينظر الله إليها ولكن ينظر لهذا الذي بين جنبيك, ذاك القلب الذي ينبض

قال الله سبحانه وتعالى

(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
وإلا فالكل له يدين والكل عنده رجلين والكل له شهوه والكل عنده نزوات وغرائز ,ما الذي يجعل ذاك يهُبّ لعمل المعصية والثاني يهبّ مسرعاً للطاعة بل ويهب لينهى عن الفحشاء والمنكر, فيضبط جميع الجوارح ,يغضّ العين كلما أرادت أن تنظر ذكّرها

(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )

إذا رأى ورقة تسقط من على شجرة تذكر قول العزيز سبحانه الذي على عرشه استوى

(وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا )
فتجد هناك تفاعل بين هذا القلب وبين تلك الأيادي كلما همّت اليد أن تبطش ذكّرها أن الله سبحانه وتعالى يراها كلما همّ بمعصية ذكره

( وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ )
فهو في تفاعل عجيب مع هذه الأعضاء هو الملك والأعضاء خدم له فحيث ما صلح القلب صلحت سائر الجوارح كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام في الصحيحين

(ألا إن في الجسد لمضغة إذا صلُحت صلح الجسد كله)
تضبط كل اأمور,فلا يقول لك أحد ولا يخدع نفسه ويقول لك "الدين في القلب"!!ا

: أثبت النبي عليه الصلاة والسلام أن القلب لو كان فيه دين لتحركت الجوارح في طاعة رب العالمين
سُأل أحد العارفين كما قال ابن القيّم عليه رحمة الله, قيل له: أيسجدُ القلب ؟
قال :نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء
وهذا هو سجود القلب وإذا سجد القلب هذه السجدة العظمى سجدت معه جميع الجوارح وحينئذٍ يكون الحال غير الحال
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وخشع الصوت والجوارح كلها لله العظيم ,وذلّ العبد للعزيز الرحيم وخضع لله الملك واستشعر مننه وعطاياه ووضع خده على عتبة عبوديتة ناظرا بقلبه إلى ربه ووليّه نظرة الذليل إلى مولاه العزيز فليس له هم إلا رضاه والتقرب إليه لإنه لا حياة ولا فلاح إلّا في قرب الله سبحانه وتعالى ورضاه ,يقول كيف أغضبُ من حياتي في رضاه
تعال وانظر إلى نفرٍ من مخلوقات الله عز وجل مروا على وادي من الأودية وإذ بهم يرون رجلاً واقفاً يصلي لله سبحانه وتعالى ويتلو القرآن هو محمد عليه الصلاة والسلام , أين الوادي ؟ وادي نخله , فاجتمع أولئك النفر في تلك الليلة الظلماء يستمعون للنبي عليه الصلاة والسلام

( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ )
عرفوا هذا الطريق ومباشرة يوم أن سجدت القلوب قالوا ( فَآمَنَّا بِهِ ) هل كله ؟ نعم كله , ولا آية يكفرون بها, آمنا به كله مايخالف أهوائنا وما يوافقها
(فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا *وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا* وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ )
سبحان الله يقولون : في الأول كان القلب ساجد لإبليس والأن تغيرت الأحوال و تبدل الحال ,قالوا "أنــه كــان" قبل أن تدخل في قلوبنا هذه الأنوار وهذه الهدايه
( وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا )
من هو سفييههم؟ سفيههم كان قبل سماع القرآن وقبل سجود القلب تغير, غير القرآن مكانه , من عزيز من كريم يأمر فيُطاع إلى سفيه

تعال وانظر إلى الحلقة الثانية من هذا الفصل ,لما آمنوا هل انتهى واكتفوا بأنهم وحدوا الله عز وجل ؟ لا هذا القلب الساجد بدأ يحركهم ,قال الله عز وجل
ا( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ )ا
سبحان الله انظر إلى الأدب "لما قُضي " ماقاطع القرآن بجوال أو بسواليف وكلام أو أي شيء غيره ,وهكذا القلب إذا سجد النشاط الذي كان في المعاصي ينتقل إلى أن يكون هذا النشاط كله لله سبحانه وتعالى
فهؤلاء الجن لما وصل القرآن إلى قلوبهم ( وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين ) نفس الحركات نفس ما يولون إلى قومهم قبل السماع بل قبل سجود القلوب لكن الأن الكلام تغير والمنطق تغير لأجل هذا ذكر الله عز وجل أنهم تغيروا لما تغيرت القلوب وسجدت لعلّام الغيوب , ( وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ) رأوهم القوم قد تغيّرت أحوالهم كلامهم تغيّر منطقهم تغير ,نظرتهم للدنيا الدنيّة تغيرت ,فبدؤو يعبرون عما غيرهم
قالوا ( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا ) يقولون هذا التغير كله من سماع بعد توفيق الله جل جلاله
( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ )
مال هذا الكتاب ؟ سمعنا وقرأنا كتب ماتغير شيء في تلك القلوب,من الذي غيركم أي كتاب هذا الذي بدل أحوالكم؟

( يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ )
هذا القرآن علمنا كيف نسعد في اتباع هذا القرآن
( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
علمنا طريق السعادة وترك الشقاء ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى )ا
علمنا هذا القرآن أن الله عز وجل إذا رضي عن عبد تكفل سبحانه بإرضائه تمام الرضى وإذا سخط على عبد جعل له معيشة ضنكا ولو أنه ملك من الدنيا ماملك ,وهذا لا يحتاج إلى تفسير فأكثر الناس يعيش في هذا الحال أعاذنا الله وإياكم ن هذا الحال
علمنا هذا القرآن كيف يُفعل بي إذا مُتّ وكيف تستقبلني الملائكه وكيف إذا حشرنا وأي الناس سيكون في ظل الرحمن ,علمنا هذا القرآن كيف يكون موقفي مشرفا عند رب العالمين وكيف يكون مخزياً
علمنا هذا القرآن أن هناك صراط لن يعبره إلّا المتقون , علمنا هذا القرآن أن هناك جنة عرضها الأرض والسماوات ,وعلمنا مافيها وما يأكلون ويشربون ويتمتعون ,وعلمنا أن هناك ناراً تلظّى لا يصلاها إلا الأشقى
ا(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ) ا
إذا انتهى التزمتم اذهبوا في حالكم واتركونا ؟؟ لا علمهم القرآن أنهم إذا أرادوا الفلاح
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وقد سبق أن قالوا "آمنا به " وهذا من القرآن وهذا من الإيمان به ,سمعوا أن الله عز وجل يحب من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعوا إلى الله ,فجاؤوا إلى قومهم
(يا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ )
سبحان الله ,لم يعد عندهم هم ,لم يعد في قلوبهم أي قضيه إلا أن يعرفوا العباد برب العباد سبحانه وتعالى
أهذه القلوب التي يوم أن كانت ساجدة لغير الله عز وجل كانوا يأمرون بالفحشاء, وهذا يزني وهذا يسرق ويفرقون بين المرء وزوجه ,الأن حينمما سجدت القلوب لم يكن إلا هم واحد
( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )
ثم علموا أن الله عزيزوأن الله غنيّ حميد يقبل التائبين,وعزيز سبحانه عن الغافلين ومن صد عن سبيل رب العالمين قالوا
(وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِين)
أين سيذهب ؟ والله سبحانه وتعالى من عظمته يجعلك تضحك في المعصيه اليوم وغداً وبعده ,وبعد سنه بل سنتين ,ثم يأتيك بيوم لا ينسيك السنتين التي ذهبت بل ينسيك السنتين التي ذهبت وأمامهاعشر سنوات

(وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّا ), (لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى )
هذا القلب حبيبي الغالي, سيسجد ؟ وأمامه خيارين إن لم يسجد لله العظيم سبحانه سيسجد للهوى والشيطان وأعوانه ,وإن سجد لمن دون الله سبحانه فسيجد كل شيء إلا راحته ويذوق كل شيء إلا طمأنينته وسعادته , ومن جرب هذا يعرف ماأعنيه جيدا وخسارته ليست في الدنيا فقط بل والله حتى الاخرة
تجده أكثر الناس بحثاً عن السعادة يسافر ويذهب وهو أكثر الناس بحثا عن السعادة ولا يشم رائحة السعاده ,يجرب كل شيء ليذوق طعمها ويجد كل شيء إلا طعمها و لأجل هذا أغلبهم ينتحرون والذين لا ينتحرون منهم هم عند الله كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا
ا(لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ا
بل والله كلما أزداد ضعفه من المعصيه ازداد همه وحزنه وألمه ,والثمن الذي سيدفعه عاجلا أو آجلاً
(وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )
فحاله كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر ليرتوي وكلما ازداد شرباً ازداد عطشا ,يجد كل طعم إلا الإرتواء فلا سبيل له إلى النجاة إلا الفرار إلى الله سبحانه وتعالى
ا(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ا
()
هذه امرأه كنديّة عندنا في المستشفى كانت في ضلال بعيد, ثم أراد الله عز وجل في يوم أن قذف الهداية في قلبها والله يفعل مايريد ,فسجد قلبها أحسبها والله حسيبها ,قالت لي كلمتين مختصرتين

قالت :والله عاهدت ربي منذ أن أسلمت أن لا يتبين عندي أمر لله سبحانه وتعالى يريده إلا فعلته إلا أن يحول الله بيني وبينه ,وأن لا أعلم الله سبحانه نهياً ينهاه وأمر لا يحبه أو يبغضه إلّا منعت نفسي منه مهما كنت أشتهيه ,كيف لا وأنا أسمع قول الله عز وجل في وصفه للمؤمنين
ا(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) ا
سبحان الله ,هذه سجد قلبها نحسبها والله حسيبها قبل أسابيع ثم قررت هذا القرار الصعب ,فما أجمل القلب أحبتي إذا سجد و استكان وخضع لله الواحد الأحد
فمن وجد الله فبالله قلي ماذا فقد ؟
ومن فقد الله سبحانه فبالله قلي ماذا وجد ؟
ما أجمل أن ترى الإنسان يتغير ويتقرب إلى الله سبحانه وتعالى
()

رجل كان معنا وهو أحد الزملاء والله ياأخوة أنه كان لا يصلي يعني يا أحبه تحت المجهر كان كافراً والله لا يصوم ولا يصلي وأنا في مره كنت أتكلم مع الاخوان الزملاء في العمل آراه ينظر نظرات غريبه والله أحس أن هذا الرجل في قلبه شيء
كان ساكت ويتأمل ينصت ويستمع أول ما ينفضّ المجلس وأخرج يخرج خلفي, تكلمت يوم عن صلاة الضحى خرج بعدها خلفي, قال لي :كم الركعه ؟ ما أفضل وقت لأصليها, والله ياجماعه كان يسأل بالتفاصيل ومنذ ذاك اليوم مارأيته تركها أبداً
تكلمت يوم عن الصيام ,صيام الإثنين والخميس والبيض والله أول خرجت قال لي ماهي الأحاديث التي ذكرت فيها ؟ بعد فترة أقسم بالله إلى هذا اليوم لا أذكر أني رأيته يفطر في يوم اثنين وأنا أداوم معه إلا يوم واحد ,قرابة أربع سنوات والله ما ترك صيام البيض بل يذكرنا فيها
سبحان الله بدأ التغير واضح فيه والله ليس في خارج الجسد وباطنه وظاهره والله حتى في كلامه تغير , والله أنه كان يلقي في الكلمات دون أن يتأمل فيها الأن بدأ يضبط الكلمات ,والله ياجماعه أنه لو يسمع عن أدنى شيء يرضي الله عزوجل يُسابق إليه ,تكلمت يوم عن المسواك وقلت أنه مرضات للرب قال: مرضات للرب, والله والله ما رأيته إلى اليوم إلا ومعه مسواك
قلت سبحان الله وبدأ يدخل في هذا الدين كما قال قال النبي عليه الصلاة والسلام
( إن هذا الدين متين وماشادّ أحد الدين إلا غلبه الدين فأوغلوا فيه برفق)
" تذكرت قول الله عز وجل (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ ) سبحانه الله ولو أنهم "فعلوا
ماقال قرؤو أو حفظوا أو سمعوا ,يقول لا يسمع ويطبق ويفعل

ا(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ ) ماذا يا رب؟
( لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا )
والله رأيت هذه الآيه واقعا عمليا في قلب ذاك الرجل, يفعل ما يوعظ به
تذكرت قول الله سبحانه وتعالى

( فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )
سبحان الله ,الله يقول بشرهم !,صفته أنه إذا استمع إلى أي أمر يرضي الله عز وجل يأخذ أحسنه , ما الذي يرضي ربنا سبحانه؟
قال (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) فما الذي غيره ؟
هكذا القلب إذا سجد يا إخوان ,تذكر حبيبي الغالي أن من كان له قلب يعرف معنى هذا الكلام ويكون له ذكرى كما قال ربي سبحانه وتعالى
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )
لايكون السمع لوحده بل السمع وقلبه حاضر(وهو شهيد), يجب أن يسأل نفسه هذا الكلام ما معناه

كل ماكان عندك في هذا القرآن ومن سنن الله سبحانه وتعالى التي لا تتغير ولا تتبدل ,أنه كلما أوصلك الله سبحانه وتعالى إلى منزله وإلى منصب أو أعطاك نعمة والله عند الله لك أعظم منها إذا استخدمت هذه النعمة في طاعة الله , وإذا حرصت أن لا تشغلك هذه النعمة عن الله سبحانه وتعالى
()

وفي حج عام من الأعوام حججت أنا ورجل ذو منصب من كندا ,ففوجئت أن هذا لرجل جاء بصورة ورجع من الحج بصورة أخرى ,جاء عليه آثار الترف ,كان يشمئز من الأمور التي حولنا ,كلما جئنا نتكلم عن الله سبحانه وتتعالى أو نقول حديثاً كان يجلس في نهاية الصفوف ثم اليوم الذي بعده كان أقرب بعدها كان في الصفوف الأولى ,وبعدها أصبح يأتِي يوقضني من النوم قبل الفجر ويجلس يتكلم معي بعد صلاة الفجر وأنا في عيني النوم ,يريد أن يتكلم معي فيقول لي كلمني عن النبي عليه الصلاة والسلام كلمني عن الله سبحانه وتعالى,ويسأل ما تفسير هذه الآية التي قرأتها اليوم ,بدأ يسأل ويسأل ,والله ما تكلمنا بعدها أو حاضرنا محاضرة في المخيم إلا وترى الدمع يذرف من عينيه
قال لي كلمة أهمس بها في قلبي أولا ثم في قلب كل من يسمع من الإنس والجن , قال :أنا استفدت من حجي هذه السنة فوائد عظيمة وأعظم هذه الفوائد أني تعلمت من أعماق قلبي سهوله التنازل عن المعصية
تعلمت أني قد أضحك وقد أسعد بدون أي موئثرا, يقول كنت أحمل هم قبل أن آتي إلى الحج وأقول لزوجتي كيف سنعيش وكيف سنجلس في هذه الأيام الخمسة بدون تلفاز ولا سينما فأنا متعود في كندا أن أجلس في أجمل الأماكن والأجواء ,فتعلمت من هذا الحج كيف أسعد من أعماق قلبي وكيف أن لا أنتظر السعادة من مؤثرات خارجية بل أن تخرج السعادة من أعماق قلبي
يقول والله ماوجدت هذه السعادة في أي مكان كما وجدتها في هذا اليوم, فصرت أتسائل ولاأستطيع أن أنام ,أقول الأن ونحن في الدنيا ونسمع كلام عن النبي عليه الصلاة والسلام ونسمع كلام عن الله سبحانه وتعالى ونعيش في هذه السعادة ,فكيف إذا جمعنا الله سبحانه وتعالى في جنة عرضها السماوات والأرض
فتذكرت قول الله سبحانه وتعالى ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) من أعظم المنافع أن تدرك بقلبك أين الطريق إلى الله عز وجل الذي فهو القادر سبحانه وتعالى على إسعادك
تعال والله لو أنك فعلت مافعلت ...لإن الشيطان يأتي لإبن آدم ويقول له إذا جاء يعصي: ,"إن الله غفور رحيم" وإذا جاء يتوب قال: لا ياحبيبي كيف تتوب؟ أنت فعلت وفعلت وفعلت!! فسبحان الله يوم أن كنت أعصي الله وأنت تفتح لي أبواب الرحمات والآن يوم جئت لأطيعه سبحانه وتعالى تغلق عليّ الأبواب!؟ لا والله سأرجع
ووالله لو سجد القلب هذا بعد مئة عام والله يقبله الله عز وجل ,لكن لن يقبل الله عز وجل إذا سجدت قلوبنا تحت الأرض بل ستبكي القلوب

(.. رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ )
ثم يقال كــلا
(كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ..)
()

في الطائرة وبين السماء والأرض كنت أنا وأحد الإخوة من قطر ,فإذ بمضيفه في أحد الخطوط الجويه الخليجيه وإذ بها قد لبست فوق الركبة ,المهم اتفقت أنا وصاحبي أن لا نطلب شيء منها لا نريدها أن تقبل علينا, المهم أن لا تأتي بجانبنا ,المهم سبحان الله جائت تريد من صاحبي أن يربط الحزام وكان وزنه زائد قليلا ويحتاج إلى وصلة فوقفت عندنا وأرسلت صديقتها لتأتي بقطعة الحزام الثانيه
وأنا قول في نفسي: أنا معي شريط في جيبي وأستطيع أن أعطيها الشريط الدعوي ثم يأتيني الشيطان يقول لي مجنون أنت هذه مستحيل تهتدي على الأقل أعطه لواحده تلبس عبائه على الكتف يمكن ترفعها على الرأس, أما هذه فلا أظنها تهتدي!ا
لاحظو ابليس كيف يخدع الناس ,المهم وأنا في حوار بين نفسي وقلبي والشيطان, ثم عزمت وقلت سبحان الله عمر بن الخطاب جاء يقتل النبي عليه الصلاة والسلام فأسجد الله بأمره قلبه حتى كان .. من الخلفاء الراشدين, فأنا سأعطيها وأدعو الله عز وجل والله يفعل ما يشاء
المهم أخرجت الشريط وأعطيته إياها وهي تنظر إلى الشريط لاتدري ماهو هذا!, ويبدو أنه لأول مرة ترى شريط إسلامي ,أعطيته إياها وقلت هذا هديه وأسأل الله أن يوفقك
نظرت إلي وقالت: ماهذا الشريط ؟ قلت شريط يتكلم عن نعيم المرأة في الجنة ,كان شريط (وغارت الحوراء ) ,قالت :هذا شريط يتكلم عن النساء الاتي في الجنة ؟ قلت :نعم
, المهم ذهبت , صاحبي هذا جاءه الشيطان , يقول لي لماذا أعطيتها الشريط ؟ قلت سبحان الله لماذا لا تريدني أن أعطيها !!؟ قال :يا أخي هذه مستحيل تهتدي.." منتهي أمرها!!" ؟
قلت سبحان الله !! وانظروا إلى قلة أدبنا مع الله سبحانه وتعالى ,وهل نحن علينا هدي الناس ؟ نحن علينا التذكير
( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )
,المهم وأنا أتكلم معاه قلت له :تعال يا أخي نحن في سفر دعنا ندعو لها أن يهديها كما هدى عمر والمسافر دعوته مستجابه بإذن الله
المهم قليلا إلا وتأتي المضيفه عندنا والله ياإخوان جائت تسأل ,قالت لي : هل معك أشرطة للرجال نوزعها !! ؟
قلت :سبحان الله!! أحدنا له في الإستقامة عشرين سنة وطوال عمره ما حدّث نفسه أنه يوزع أشرطة أو يوزع مطويات أو يخدم الدين
قلت :لا ليس معي إلا هذا, قلت : انتهى يا أختي واذهبي وأنا آسف ..."كان شكلها فتنة جداً" ..قلت :أنا آسف وأنا أدعو لك الآن فاذهبي ,
قالت :تدعو لي أيضا !!؟ , والله ياجماعة جلست تبكي على رؤوسنا أمام الناس وتقول :, "تدعوا لي كمان" ألتفتت على الناس من غير شعور وقالت كل الذين قابلتهم في الطائره يريدوني لأنفسهم هم ,أول مرة أرى شخص يريدني لنفسي ويقول: اذهبي وادعولك
تقول : كلهم يقولون لي تعالي يريدون المنكر ,يريدوني لأجل شهوات أنفسهم , جلست تبكي والله يا أخوان نسيت أنها في الطائرة , المهم كنا في رحلتنا إلى قطر وكان يوم أربعاء أعطاها صاحبي رقمه ثم لما نزلنا في قطر حضرت محاضرة ,في يوم الجمعة وأعطيناها أشرطه
والله ياجماعة جاءت المحاضرة يوم الجمعة بعبائة وكلمتنا في تلك الليلة وقالت: أنا تائبة لله تعالى وأنا والله ما وجدت أحد يدلّني على الطريق الصحيح , قلت :سبحان الله , وبعد كم يوم اتصلت وقالت :أنا انتقلت واشتغلت في الأرض في أحد وكالات الطيران وأنا بحجابي الكامل ومعي أثنتين,, سبحان الله العظيم
ا(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )ا
فقلها حبيبي الغالي من أعماق قلبك إذا جاءك المثبطون وقالو لك
( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ )
نقول كمن سجدت قلوبهم من القرآن قالوا
( قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
سجدة قلب يجعل الله سبحانه وتعالى بها من عمر بن الخطاب من أكبر أعداء الدين إلى ثاني الخلفاء الراشدين بل وثاني المبشرين بالجنّة
سجدة قلب جعل الله سبحانه وتعالى بها من أبي سفيان قائداً لجيوش الكافرين إلى حامٍ من حماة الدين

سجدة قلب غيّر الله سبحانه وتعالى بها جغرافيّة الأرض مناطق تغيّرت حرك أماكن وأبعد أخرى لأجل قلب سجد
سجدة قلب جعل الله بها من قاتل التسعة والتسعين بل المئة إلى مالك قصور في جنات النعيم ,إلى زوج من الحور العين, إلى رجل من ورثة جنة النعيم
()
, قتل تسعة وتسعين ثم جاء قلبه يريد السجود لله سبحانه وتعالى ,هكذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين جاء يريد أن يعرف طريق يستمر به متقرباً إلى لله سبحانه وتعالى ,فوجد عابداً في المسجد انظر أين ذهب ؟, ذهب للمسجد إلى صومعه يتعبد فيها رجل
قال له :أنا أريد أن أتوب , قلبي يريد السجود إلى الله سبحانه وتعالى, قال: له مالك ومال السجود فقد فاتك الركب, قد قتلت تسعة وتسعين!!, فلما رأى أن قلبه لن يسجد لله عز وجل وأُقفلت الدنيا في وجهه ماتمالك إلا أن أكمّل المئة, ثم ذهب يسأل العالم :أنا قتلت تسعة وتسعين وكان الرقم المائة من العبّاد لله عز وجل هل هناك طريق ثمّة للتوبة لله عز وجل ؟ قال ومن يمنعك من الله؟؟
, لكن بدأ يعطيه عطايا وأعطاه شروط أكثرنا يريد أن يتوب لكن لا يفعلها, قال له : تتوب لكن تترك هذه البلاد؟ كيف يترك هذه البلاد ؟
أحدنا قد نقول له تريد أن تتوب؟؟ اترك المجموعة التي معك ,اجلس في بيتك ومع أهلك لكن اترك الاثنين الذين تصاحبهم , قال :لا والله لااقدر!!,, كذب لا يريد أن يغير , قلبه لا يريد أن يسجد لله سبحانه وتعالى
وهذا القلب الساجد الصادق مع الله عز وجل عنده استعداد يطبق أي شيء لكن يصل إلى الله عز وجل , قال له :اترك هذه البلده ؟ يعني تترك بيتك وتترك أهلك
وجاء في الحديث أنه ذهب لوحده, يعني ترك كل شيء لله سبحانه وتعالى ,قلبٌ صادق يريد الله ,فمشى وخرج من هذه القريه ,وهو في الطريق إذ بأمر الله عز وجل قد جرى بذاك القدر أنه لم يبقى له إلا ساعات قلائل ثم ستأتيه الملائكه لتنهي قصة حياة ذاك الرجل
يقول النبي عليه الصلاة والسلام :فلما جاءه الموت وأحسّ بمرارته , جعل ينأى بصدره, سبحان الله الأطراف تعطلت عن المشي لكن القلب مازال يريد أن يصل إلى رضى الله عز وجل ,
أخذ ينأى بصدره عزّ ذاك القلب على الله سبحانه وتعالى ,عزّ ذاك القلب الذي لا يريد إلا الله ترك كل شيء يريد رضى الله عز وجل, والله أعزّ وأكرم وأعظم من أن يخيّب عبداً رجاه أو يخيّب من سعا إليه وضحّى لأجله
فإذ بالملائكة تنزع الروح وهو ينأى ويتحرك ويدفع بنفسه ثم خرّ ذاك الجسد ومات , جائت الملائكة بمسود من النار لتحمل ذاك الجسد الذي قتل وبطش بمئه آخرهم عابد, ثم يأمر الله ملائكةً أخرى فإذ بملائكة الرحمة تنزل وتتنازع في هذا الرجل .
. ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
ثم ينزل ملك ليقضي بين ملائكة الرحمة وملائكة العذاب الآن سيتحدد مصير عبد, إما إلى جنة أو إلى نار ,ثم يحكم هذا الملك أنه إذا كان إلى قرية الشر أقرب تأخذه ملائكة العذاب وإن كان لقرية الخير أقرب تأخذه ملائكة الرحمة
والله كان الخبر أسوأ مما تتصور كان هو أقرب إلى أهل الشر ثم يأمر الله عز وجل كما جاء في الحديث " يأمر تلك الأرض بجبالها و بأناسها ومزارعها وبساتينها أن تزحزحي تتغيّر كروية الأرض تتغير معالم الأرض و جغرافيتها لأجل عبد قلبه سجد لله سبحانه وتعالى, ويأمر الله أن تقترب أرض الصالحين إلى أن تكون أقرب منه بشبر كما قال عليه الصلاة والسلام ,فتأخذه ملائكة الرحمة فما أرحم الله ولكن لذاك القلب الصادق الساجد,
سبحانه من تعزّ عليه قلوب الساجدين الصادقين ,يا ربي اجعلنا من الصادقين معك
وهاهو شيخنا العلامة بن عثيمين عليه رحمه الله حينما فسّر قول الله عز وجل

(فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ )
قال السجود هنا بمعنى الخضوع لله ,وإن لم تسجد على الأرض لكن يسجد قلبك لله ذلاً وخضوعاً إذا سمعت آياته
...وجرّب نفسك ياأخي إذا تُلي عليك القرآن هل قلبك يسجد ويلين لله رب العالمين ؟
إن كان الأمر كذلك فأنت من المؤمنين الذي إذا تليت عليهم آيات ربي زادتهم إيمانا ,وإن لم يكن قلبك كذلك ففيك شبهٌ من المشركين الذي إذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ولا يتأثرون
ومن علامات الخضوع لله سبحانه وتعالى عند قرائتك للقرآن أن تحسّ بما تحسّ في قلبك ,فهل نشعر بهذا في قلوبنا ؟ يقول الله عز وجل
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً )
هل نحس بها؟
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
تعال وانظر حبيبي الغالي واقرأ معي إن شئت
(...وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا)

القضية قضية إحساس في تلك القلوب بل في أعماق القلوب
(..قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ )
انظر سلسلة المشاعر إذا يتلى عليهم
ا(إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) ا
سبحان الله وهو ساجد يتذكر الوعود التي قرأها وتليت عليه وهو واقف
(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ )
أنت مهيأ الآن أن تدعو الله أو الرحمن سبحانه فيجيبك
ا(أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ )ا
إذاً في مثل هذه المواطن تختبر هذه القلوب عند سماع القرآن ,فما الذي يحصل في قلب وقلبك ؟
()

هذه أختٌ لنا في إحدى دول الخليج يحدثني عنها مدير أحد اللجان يقول قسّمت حياة هذه الفتاة إلى ثلاث صفحات الصفحة الأولى أسود مثل ظلام الليل تقول هي عن نفسها ,تقول :والله في تلك المرحلة في حياتي لا أصلّي أبداً ,يعني تحت المجهر كافرة ,انغماس في سماع الأغنيات إدمان ,تقول بمعنى الكلمة إدمان على الشات وعلى المحادثات على الإنترنت
تقول: والله لا أحس بنفسي ,تمر الساعات وراء الساعات , وتبرج في الأسواق, كنت جنديّة من جنود إبليس, جئت ببنات وبفتيات لا يعلمون شيئاً عن الإنترنت وعلمتهنّ ودرستهنّ حتى يكُنّ جنديات لإبليس ,عليه من الله مايستحق أعاذنا الله وإياكم منه
تقول :إذا خرجت أضللت أكثر الناس,وأأخذ أي رقم,. تبرج سفور عبائة تصلح تكون فستان ,تقول ثلاث مرات أحسست بـالضنك يبلغ مني مايبلغ حتى أردت الإنتحار ثلاث مرات ثم سلسلة من المعاكسات والله نومي فقط الذي لا أعصي فيه رب العالمين وإلا في كل لحظه وفي كل نفس ,الأذن التي أعطاني الله عز وجل أعاكس بها ,اللسان أعاكس به وأفسد وأغتاب وأنم,. الأيادي التي حركها رب العالمين ما استشعرت تلك النعم كلها ,فاستعنت بكل نعمة أنعم الله بها عليّ على البعد عنه سبحانه والتقرب إلى عدوه الشيطان الرجيم
( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )
تقول :وفجأة في تلك الظلمات أحسست بإحساس يقول في داخلي أنتِ حقيرة ,تقول فلما أردت أن أقلب الصفحة واغيّر من حياتي البئيسة التعيسة التي مللت فيها كل مكان أروح له ملل فهذا المكان زرته وهذا ..و هذا زرناه , وهذه النكتة سمعتها أحسست بالملل وضاقت علي الأرض بما رحبت وضاقت بي نفسي التي في صدري تقول ثم بعدها قررت أن أتوب
ففتحت صفحة أخرى وجاء فيها الشيطان وقنّطني من رحمة الله عز وجل ,قال أنتِ بالذات حتى لو تبتي الأن لاينفعك, فملايين من البشر أغريتيهم بالإنترنت و أرسلتي لهم أغاني ,من يجمع لك هذه الأغاني ويذحذفها ,كل من سمعها أوزارهم كلها على ظهرك
تقول :فحينما أردت وعزمت أتصلت على أحد اللجان التي فيها صاحبنا الذي ذكر لي القصه
قالت له عن الحال, قالت: أنا وضعي كذا ..وكذا ..هل لي من توبة أو لا؟؟
قال لها الرجل وسرد عليها الآيات العظام التي لا يدركها الكثير من الناس ,قال سبحانه
ا( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) جميعا ؟
نعم والله جميعا , كبيرها وصغيرها جرمها ودقها وجلها ,مالخطوة التي أحتاج أن أفعلها ؟ وإذ بالآيات تترا تباعاً
(وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ )
ماهي الخطوة التي بعد أن أتوب وأغيّر كل ماعندي من الذنوب ؟ اسمع الآية التي تليها
(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)
إذاً هذا هو الطريق .؟ تقول :فانفتح أمامي طريق كله نور إلى من هو فوق العرش جل في علاه ,إذاً الطريق أن أتوب الآن و أغيّر كل ماعندي وأن أضرب بآراء الشيطان عرض الحائط وأبدأ البداية من الآن
, نعم أسرفت نعم عندي ذنوب, ووعدني رب العالمين إن أنا تبت وآنبت واتبعت سبيله سبحانه أن يقلب ذنوبي كلها من الظلمات إلى النور تقول فبدأت الصفحة الثانية أن تفتح في حياتي , فلمّا تكلمت مع الإخوة في إحدى اللجان الدعوية وعزمت وبدأت أرسم طريقي في الصفحة الأخرى وبدأت أحصي كم ,عدد المواقع التي كنت ادخل عليها في الشات حتى أضلّ أولئك الأمم الغافلة عن الله سبحانه وتعالى وأحاول أن أنصحهم,وردّنا الله وإياهم إليه رداً جميلا
كانت أولى خطواتي أن أنيب أن أغير ماعندي من الأن ثم غيّرت عبائتي وغيّر أشرطتي غيّرت السيديّات التي عندي ,غيّرت كل ما يذكررني بإبليس عدو الله سبحانه وتعالى ,و بدأت أبحث وأرسم طريقي طريق الهداية مع الله عز وجل ثم وضعت من أعظم أهدافي أن أزور كل موقع دخلت عليه أن أوصل لهم إما شريط أو فلاش دعوي المهم أني سأبث في كل بصمة تركتها للشيطان سأعوّضها وأغطيها بأعظم منها للرحمن سبحانه وتعالى
فبفضل الله عز وجل يقول والله تغيرت وغيّرت بفضل الله معها كثير ,أفسدت على أهل مواقع الشر مواقعهم بماتبثّه , تعرف مجموعات فترسل لهم مايرضي رب العالمين سبحانه وتعالى, تقول :بدأت أحس بطعم في حياتي ,ثم جائت بالتائبات حتى تجعل لهنّ برنامج وجعلت بينهنّ جمعيّة يدفع كل واحد منهم بعض المال ثم جعلت بينهم مجلة شهريه تنزل في الإنترنت وتوزّع على أهل الحيّ وبدأ نشاطها في كل مكان
يقول لي صاحبنا من اللجان الدعوية ,يقول :تتصل عليّ و تقول أنا الآن في منتزه ووجدت كذا وكذا ماذا أفعل كيف أصنع ؟ وتنصح فلانه وفلانه من من تعرف ومن لا تعرف تتقرب إلى الله عز وجل بكل نفس بل بكل لحظة من لحظات حياتها هذه التي فسد على يدها أمم أصلحت بعدها بفضل الله عز وجل أكثر من هذه الأمم
ا(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا *مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) ا
يقول والله كلما كلمتني تذكرت قول الله عز وجل
(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ )

هكذا يكون التائب إذا تاب , يقول صاحبنا والله أن نشاطها بعد سنتين مثل نشاطها قبل سنتين بل أكثر لماذا مالذي جعلها تثبت ؟
إذا كانت التوبه على هذا الأصل العظيم من منهج القرآن الكريم تجد الإنسان يثبته رب العالمين كأثبت من الجبال الراسيات ,لأنه هذا كلامه سبحانه وتعالى الذي ثبت به النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من قبلنا وسيبقي في هذه الأمة خير إلى قيام الساعة
()

كنت قبل أسبوع في أبها في محاضرة لي ,وحكى لي بعض الأخوة ,قالوا :أن لنا لقائات مع الشباب متأخرة في الساعة الواحدة والثانية في الليل, فجائهم أحد الدعاة الموفقين جزاه الله عنا وعنكم خير الجزاء وتكلم, فقام بعض الناس وجاؤوا بما لديهم من المخدارت و المسكرات وانتهينا من المحاضره
يقول لي المحدث هذا : انه اتصل علي أحدهم في الساعة الثالثه والثلث , يقول لي كلام أقسم بالله كلامه ليس كلام يخرج من الشفاة بل كلامه كأنه ينبض مع نبضات قلبه , قال إريد أن أقابلك الآن
قلت له ماذا تريد ؟؟إن شاء الله غدا أقابلك؟
, قال :أريد أن أقابلك الآن
, يقول المتحدث كانت الساعه الثالثه وثلت ,وذهبت أقابله وجاءني وآتى معه بكيس ممتلئ بحبوب المخدرات
قال :خذ هذه لا أريد أن أبيت وهي عندي الليلة وأنا إن شاء الله تائب لله عز وجل ولن أعود لهذا أبداً يقول فلما قدّمها لي قلت له جزاك الله خيرا وبيض الله وجهك وأبشر بالخير
يقول :في وقت السحر أخذ يدعوا أن يقبله الله سبحانه وتعالى ودعوت له ,يقول :ثم ذهب ونام و قام الظهرو قبّل أقدام والدته ووالده وهم مستغربين فلان يقبلنا !!؟ ابننا هذا نكاد لانعرفه لقلة ما يجلس معنا وإذا رآيناه جلس يصرخ علينا
المهم ذهب وأخذ أوراق أمه الخاصه في المستشفى و انطلق من المكان الذي فيه المسشفى إلى مستشفى عسير وقبل يد أمه ووعدها أنه سيبرها وأنه سيكون قريبا منها وأنه يريد رضا الله سبحانه وتعالى يوم أن وصى الإنسان بوالديه
وأخذ الأوراق وعدل مواعيدها في المستشفى وهو راجع وفي الطريق نزل قدر الله سبحانه وتعالى فإذ بالحديد بالحديد وحادث شنيع يقضي به ذاك الرجل أجله
( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )
بعد هذه الأعمال الجليلة توبه في وقت السحرو الدعاء في وقت السحر وصلاة الفجر في الجماعة ثم برّ الوالدين وقبّل أقدامها وسعى في رضا والدته لأنه بذلك سيرضي ربّ العالمين سبحانه وتعالى وكان قد غيّر المنكر
سألت نفسي وسألت من حولي قلت :سبحان الله لو أن الشيطان أقنعه كما أقنع أكثر الناس ,لو أن الشيطان أقنعه وقال غدا سلم الحبوب المخدره, أو لو أقنعه بيومين زيادة أو قال له الأسبوع الذي سيآتي أو أقنعه أنه يبقي لنفسه حبة من هذه, كيف كانت ستكون النهاية؟
؟ لكن الله سبحانه وتعالى يختص برحمته من يشاء وهو أعلم بعباده منهم جل في علاه قال النبي عليه الصلاة والسلام
( إذا أراد الله بعبده خيراً عسّله, قال الصحابة :مامعنى عسّله يا رسول الله ؟)

(قال يجعل له عملاً صالح بين يدي موته. ثم يقبضه عليه)
هذا الرجل سمع فاستجاب, سمع المحاضرة فغيّر , كم حضرنا وغيّرنا ؟ سجد القلب فتغيّر هذا الإنسان, أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقلب قلبي وقلوبكم لرضاه وأن يثبتنا حتى نلقاه سبحانه وتعالى
هذا القلب إذا سجد تجده ينظر متأملاً في خلق الله سبحانه, كل شيء يذكره بالله جل في علاه
إذا نظر إلى السماء تذكر
( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )
يتأمل مافيها موضع شبر إلا وملك ساجد لله سبحانه وتعالى ,فيزيد سجوده في ذاك الصدر ,
كلما رأى شجر سأل نفسه من أنبته ورعاه ؟ يسأل نفسه الشهد في بطون النحل من حلّاه ؟
الجبل ذاك الأشمّ من أرساه , النخل من سوّاه ومن شقّ نواه ؟
البحر من أجراه ؟ الصخر من فجّر منه المياه ؟ الدم بعروقي أنا من أجراه ؟
الثعبان كيف يحيا وذاك السم يملأ فاه ؟ وإذا أراد أن يشرب اللبن قال سبحان من بين فرث ودم من صفّاه ؟, النبت في الصحراء من أرباه... ؟, ثم يجيب ذاك القلب في أعماقه

(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ )
فكل شيء يذكره بالله فما الذي يذكر قلبي وقلبك بالله ؟ فتعال أخي الغالي وادعو ربك سبحانه وتعالى وتخلص من ما يغضبه سبحانه وتعالى عندك, واعمل ماترا من الصالحات يفتح الله لك فتحاً مبينا,ووالله الذي لا إله غيره لن نذوق في حياتنا طعماً إلا إذا سجدت قلوبنا لله سبحانه وتعالى
اللهم يا ربي لا يملك هذا القلب إلا أنت , اللهم إنا نسألك بأحبّ أسمٍ إليك واللهم إنا نسألك بأحبّ عمل عُمل على أرضك ياذا الجلال والإكرام أن تصلح قلوبنا ياذا الجلال والإكرام , اللهم يا رب آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم هب لنا قلوبا ساجده تكون متقربةً لك آناء الليل وأطراف النهار إن ولي ذلك والقادر عليه ,اللهم اهد قلوبنا اللهم اهد قلوبنا اللهم اهد قلوبنا واصلح شأننا وأقرّ أعيننا بصلاح نيّاتنا وذرياتنا
والله ماكانت هذه الكلمات إلا لقائلها ولمن يحبّ فاللهم انفع بها من قالها ومن سمعها أنت ولي ذلك والقادر عليه
سبحان من تعطف بالعز وقال به، سبحان من لبس المجد وتكرم به , سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان ذي الفضل والنعم ، سبحان من لا يمَلّ سؤال السائلين ، ولا تـختلف عله حوائج الطالبين ، سبحانك ربنا المعافى من عافيت ، والمبتلى من ابتليت ، والحكم ماحكمت ، والقضاء ماقضيت
سبحان من له الآخرة والأولى وله الممات والمحيا ، وإليه المنتهى والرجعى ، ربنا عليك توكنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا آمنا بمان أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم إن عفوك عن ذنوبنا وتجاوزك عن خطيئاتنا أطمعنا أن نسألك مالا نستوجبه ، مما قصرنا فيه ندعوك آمنين ونسألك مستأنسين وإنك للمحسن إلينا وإنا للمسيئين إلى نفوسنا فيما بيننا وبينك
تتودد إلينا بالنعم ونتبغّض إليك بالمعاصي ولكن ثقتنا بك حملتنا على الجرائة عليك ,فعُد بفضلك وإحسانك علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم أعطنا إيماناً صادقا ، ويقيناً ليس بعده كفر ، ورحمةً ننال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة

بحـہة بكـى. 19 - 8 - 2014 02:39 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب [غافر:16].

يوم القيامة يوم جليل خطبه، عظيم خطره، بل هو اليوم الذي ليس قبله مثله ولا بعده مثله، والكل ظاهر ومكشوف فلا زيف ولا خداع ولا كذب ولا رتوش، وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده، ثم يقول: أنا المالك، أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، ثم يجيب نفسه لله الواحد القهار))([1])، وذلك هو يوم الحساب ويوم الجزاء.

فما الحساب؟ وما هي صفته؟ وعلى ماذا يحاسب الله تعالى العباد؟ وما موقف المسلم؟

الحساب اصطلاحا: هو محكمة العدل الإلهية التي يقضي فيها رب العزة سبحانه بين خلقه وعباده وينبغي أن تعلم أن يوم القيامة:

يوم يجمع الله فيه الأولين، والآخرين للحساب: قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم [الواقعة:50]. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه [آل عمران:9].

يوم تتكشف فيه الحقائق والأستار، فالكل مكشوف النفس والعمل والمصير: يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية [الحاقة:18].

يوم يشيب من هوله الوليد، وتذهل الأم الحنون عن طفلها، وتسقط فيه الحامل حملها يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد [الحج:2]. وللحديث: ((ذلك يوم يقول الله لآدم: أخرج بعث النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة)) فأنشأ المسلمون يبكون([2]).

وأما صفة الحساب: فلا بد لكل محكمة من حاكم يحكم ويقضي، وشهود يشهدون، ومتهم وأرض يقام عليها الحكم.

1- أما الحاكم: فهو الله جل جلاله، جبار الأرض والسماء، تباركت أسماؤه وعظمت صفاته الذي يعلم السر وأخفى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى ويبدأ الأمر:

أ- بنفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتصعق الخلائق كلها وتموت: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض [سورة الزمر:68].

ب- إحداث تغير عام في الكون فتنشق السماء وتتناثر النجوم وتتصادم الكواكب وتتفتت الأرض: إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت [التكوير:1-3]. كورت أي ظلمت، انكدرت: أي تناثرت، وسيرت: أي حركت وصارت كالهباء.

ج- ينفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتقوم الخلائق للحشر: ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون [الزمر:68].

د- نزول عرش الرحمن جل جلاله: وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [الحاقة:16-17]، أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، وللحديث: ((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام))([3]).

هـ- ثم يشرق على الأرض نور الحق جل جلاله: وأشرقت الأرض بنور ربها [الزمر:69]. أي أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء([4]).

و- ثم مجي الحق سبحانه مجيئا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه الكبير المتعال: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر:21-22].

وأما صفة حكمه جل جلاله سبحانه:

1- العدل المطلق: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة: 807].

أ- فلا ظلم: ولا يظلم ربك أحدا [الكهف:49].

ب- ولا أنساب: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون [المؤمنون:101]. أي لا تنفع الإنسان يومئذ قرابة ولا يرثي والد لولده يقول ابن مسعود : ((إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجئ ليأخذ حقه، قال: فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرا))([5]).

ج- ولا رشوة لتغير صورة الحكم، فالحاكم هو الغني المتعال والكل مفتقر إليه سبحانه: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد [فاطر:15].

ح- ولا تهديد ولا ضغوط: فالحاكم هو القوي سبحانه: إن القوة لله جميعا [البقرة:165]، إن كل من في السماوات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا [مريم :93]. فالكل ضعيف وعبد.

2- الشهود: وأما الشهود فهم كثير فلا مكان للإنكار والكذب والمراوغة

أ- وأعظمهم شهادة هو الله سبحانه الله جل جلاله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا [المجادلة:7].

ب- الرسل عليهم الصلاة والسلام ويشهد للرسل سيدنا وحبيبنا رسول الله للحديث: ((يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، ثم أشهد لكم))([6]).

ج- الملائكة: إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق:17]. يقول الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا وقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك)([7]).

د- الجوارح: وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء [فصلت:21]. وعن أنس قال: ((كنا عند النبي فضحك فقال: هل تدرون مم أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: من مخاطبة العبد ربه فيقول: يا رب ألم تجرني (تحفظني) من الظلم؟ يقول: بلى، فيقول: إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، والكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعداً لكنّ وسحقا فعنكنّ كنت أناضل))([8]).

هـ- الأرض: يومئذ تحدث أخبارها [الزلزلة:4]. قرأ رسول الله هذه الآية: يومئذ تحدث أخبارها قال: ((أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمةٍ بما عمل على ظهرها أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذه أخبارها))([9]).

ز- التسجيل الكامل كما ذكر بعض العلماء: لقوله تعالى: يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:7-8]. وتعرض الأعمال عرضا حيا ناطقا، فسيرى المرء عمله وهو يباشره ويا للفضيحة([10]).

اللهم إنا نسألك ستر الدارين، اللهم إنا نعوذ بك من خزي الدنيا والآخرة، يا رب العالمين.

3- المتهم: هو الإنسان الذي خلقه الله بيده، وأسجد له الملائكة، وكرّمه على كثير ممن خلق، سخر الكون له، وأرسل له الرسل، وأنزل له الكتب، وجعل له واعظا من عند نفسه بالفطرة التي فطر الله الناس عليها على معرفته سبحانه وحذره من الشيطان وطاعته ثم يستقبل الإنسان ذلك كله بالسخرية: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون [يس:30]. ويجعل من الشيطان ربا يعبده من دون الله: ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا (أي خلفا) كثيرا أفلم تكونوا تعقلون [يس :60-62]. ويمر بآيات الله الدالة عليه سبحانه معرضا: وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون [يوسف:105]. يمن الله عليه بالنعم فيزداد طغيانا: كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى [الأعلى:6-7]. الإنسان الذي إذا أحاطت به الخطوب تذكر ربه وإذا كان في نعمة غفل وكفر وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون [النحل:53–54].

4- وأما أرض المحكمة: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار [إبراهيم:48]. وللحديث: ((يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد))([11]) وللحديث: ((أرض بيضاء لم يسفك عليها دم، ولم يعمل عليها خطيئة))([12]).

فهي أرض أخرى غير أرضنا لم تطأها قدم من قبل، ولم تعمل عليها خطيئة، ولم يسفك عليها دم، أرض طاهرة من ذنوب بني آدم وظلمهم، طهر يتناسب وطهر القضاء. وأما على ماذا يحاسب الله تعالى العباد: فاعلم أن الحساب سوف يكون:

مشافهة: فكل عبد يعرض على ربه، ويتولى سبحانه حسابه بنفسه للحديث: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمره))([13]).

والحساب إما أن يكون يسيرا: وذلك بأن يعرض على العبد عمله بحيث لا يطلع عليها أحد ثم يعفو عنه ويأمر به إلى الجنة للحديث: ((يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه (أي يستره ولا يفضحه) فيقول: أعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: أعملت كذا وكذا فيقول: نعم، فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم، ثم يعطى صحيفة حسناته))([14]).

وأما أن يكون الحساب عسيرا وذلك لمن كثرت معاصيه فذلك الذي يناقش الحساب ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة للحديث: ((ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أليس قد قال الله : فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟ فقال رسول الله : إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب))([15]). والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة.

والحساب يتناول كل شيء:

العمر والمال والجسم والعلم للحديث: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه))([16]).

عن النعم وشكرها: ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [التكاثر:8]. قال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا([17]). وللحديث: ((إن أول ما يسأل عنه العبد من النعيم أن يقال: له ألم نصح لك بدنك، ونروك من الماء البارد))([18]).

3- عن الحواس واستعمالها: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا [الإسراء:36].

قال ابن عباس: يسأل الله العباد فيما استعملوها وهو أعلم بذلك منهم([19]).

4- عن الفرائض من صلاة وزكاة: للحديث: ((إن أول ما افترض الله على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة، وأول ما يحاسب به الصلاة ويقول الله: انظروا في صلاة عبدي، قال: فإن كانت تامة كتب تامة، وإن كانت ناقصة يقول: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن وجد له تطوع تمت الفريضة من التطوع، ثم قال: انظروا: هل زكاته تامة؟ فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن كانت ناقصة قال: انظروا هل له صدقة فإن كانت له صدقة تمت له زكاته))([20]).

5- عن الدماء والقتل: للحديث: ((أول ما يقضى بين بالناس يوم القيامة في الدماء))([21]) وللحديث: ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا))([22]).

6- السؤال عن المسؤولية والأمانة: وقفوهم إنهم مسؤولون [الصافات:24]. للحديث: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده))([23]).

7- عن الكلمة: للحديث: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب))([24]). وللحديث: ((وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم))([25]).

و ما من كاتب إلا ستبقى كتابتـه وإن فنيـت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

8- عن الحقوق والمظالم للحديث: ((يقول الله تعالى: أنا الديان، أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة))([26]).

وأما موقف المسلم من الحساب:

1/ حاسب نفسك قبل أن تحاسب: يقول عمر : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن([27]).

2/ تحلل من الحقوق: للحديث: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحللن منها اليوم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم))([28]).

يقول أحد السف: رحم الله من إذا مات ماتت معه ذنوبه.

3/ لا تفسد عملك الصالح بالمظالم: للحديث: ((المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))([29]).

4/ أمح السيئة بالحسنة: إن الحسنات يذهبن السيئات [هود:114]، وللحديث: ((اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))([30]). وللحديث: ((إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها))([31]).

5/ استشعار رقابة الله عليك: ألم يعلم بأن الله يرى [العلق:14]. ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))([32]).

6/ استحضار أهوال الآخرة والتفكر فيها: يقول الإمام الغزالي رحمه الله: ثم تفكر يا مسكين بعد هذه الأحوال فيما يتوجه عليك من السؤال شفاها من غير ترجمان فتسأل عن القليل والكثير والنقير والقطمير فبينما أنت في كرب القيامة وعرقها وشدة عظائمها إذ نزلت ملائكة من أرجاء السماء بأجسام عظام وأشخاص ضخام غلاظ شداد أمروا أن يأخذوا بنواصي المجرمين إلى موقف العرض على الجبار.

ثم تقبل الملائكة فينادون واحدا يا فلان بن فلان هلم إلى الموقف، وعند ذلك ترتعد الفرائص وتضطرب الجوارح وتبهت العقول ويتمنى أقوام أن يذهب بهم إلى النار ولا تعرض قبائح أعمالهم على الجبار، فتوهم نفسك يا مسكين وقد أخذت الملائكة بعضديك وأنت واقف بين يدي الله تعالى يسألك شفاها فكيف ترى حياءك وخجلتك وهو يعد عليك إنعامه ومعاصيك وأياديه ومساويك، فليت شعري بأي قدم تقف بين يديه وبأي لسان تجيب وبأي قلب تعقل وما تقول؟([33]).

بحـہة بكـى. 19 - 8 - 2014 02:40 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
قال تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون [المؤمنون:99-100].

هذه قولة الكافر عند الاحتضار ثم ما يقوله في قبره في لهفة أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحا، يقول قتادة رحمه الله: إن الكافر لن يطلب أن يعود إلى مال أو أهل أو ولد إنما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحا، فرحم الله امرأ عمل فيما يتمناه الكافر عندما يرى العذاب، والبرزخ الحاجز بين الدنيا والآخرة، وهي القبور حيث يُنعم المؤمنون ويُعذب الكافرون والعاصون.

فما القبر؟ وما صفته؟ وهل للقبر عذاب؟ وما أسبابه؟ وكيف النجاة منه؟

القبر: أول منازل الآخرة، يكرم فيه المؤمن تهيئة لما ينتظره في الجنة ويعذب فيه الكافر والعاصي تهيئة لما ينتظره في جهنم.

وينبغي أن تعلم:

أن الموت كأس وكل الناس شاربه قال تعالى: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن :26-27]. كل نفس ذائقة الموت [آل عمران:185]. كل شيء هالك إلا وجهه [القصص:88]. فلا منجى ولا مهرب.

إن زيارة القبور مستحبة لقوله : ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة))([1]).

لما فيها من التذكر والاعتبار وكان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فسئل عن ذلك وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟ فقال: سمعت رسول الله يقول: ((إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعد أشد))([2]).

يقول ابن القيم رحمه الله: كان النبي إذا زار القبور يزورها للدعاء لأهلها والترحم عليهم والاستغفار لهم ومر يوما بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال: ((السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر))([3]).

كان الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبر فكان إذا وجد في قلبه قسوة دخل فيه فاضطجع ثم يصرخ (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) ثم يرد على نفسه: يا ربيع قد رجعت فاعمل، ووقفة على القبور تريك الأعمار المتفاوتة، ومآلك إلى هذه الحفرة الضيقة، فناء هذه الأبدان التي أوليتها اهتمامك، تركك وحيدا فلا زوجة ولا ولد.

وأما صفة القبر: فاعلم أن للقبر:

أ- كلام: للحديث: ((إن الميت يقعد وهو يسمع خطو مشيعيه فلا يكلمه شيء إلا قبره ويقول: ويحك ابن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي ونتني ودودي فماذا أعددت لي؟))([4]).

ب- ضمة: للحديث: ((للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)) وفي رواية: ((هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه))([5]).

ج- فتنة: اتفق أهل السنة والجماعة على أن كل إنسان يسئل بعد موته قبر أم لم يقبر فلو أكلته السباع أو صار رمادا لسئل عن أعماله وجزي بالخير خيرا وبالشر شرا: للحديث: ((إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع خفق نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقول: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، وأما الكافر والمنافق فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقولان: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين))([6]).

وأما هل للقبر عذاب؟: فإن عذاب القبر ثابت في الكتاب والسنة.

من الكتاب

1- قال تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون [السجدة:21]. قال ابن عباس: جزء منه في الدنيا والنصيب الأكبر منه في القبر والعذاب الأكبر هو عذاب جهنم، قال مجاهد: يعني به عذاب القبر.

2- قوله تعالى: وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [غافر:45-46].

قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبر([7]). حيث أثبت سبحانه لآل فرعون عذابا في الليل والنهار ويوم تقوم الساعة ينتقلون إلى العذاب الأكبر في جهنم.

قوله تعالى: ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون [الأنعام:93]. فالأمر لا يتأخر إلى انقضاء الدنيا فهم يعذبون قبل قيام الساعة الكبرى وهو عذاب القبر.

ب- ومن الحديث:

حديث: ((القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار))([8]).

((لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يريكم عذاب القبر فقالت أم بشر: وهل للقبر عذاب؟ فقال: : إنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم))([9]).

ومن دعائه وبعد التشهد الأخير: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال))([10]).

ما هي أسباب عذاب القبر:

1- التهاون في الطهارة وسوء الخلق: للحديث: ((إن النبي مر على قبرين فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة))([11]).

النميمة نقل الكلام للإفساد بين الناس والتنزه هو الاستبراء والتطهر للحديث: ((تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه))([12]).

2- التهاون في الوضوء وتركه نصرة أخيه المظلوم للحديث: ((أمر بعبد من عبيد الله أن يجلد في قبره مائة جلدة فما زال يسأل الله عز وجل حتى صارت جلده فلما ضرب اشتعل عليه قبره نارا فلما أفاق قال: علام جلدتموني؟، فقيل له: إنك صليت صلاة من غير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره))([13]).

وأمة الإسلام واقعة في هذا الإثم فكم من مستصرخ أو مستنجد تستباح أرضهم وأعراضهم وأمة الإسلام لاهية سادرة في عبثها ولهوها.

3- أو جريمة كالسرقة: كان رجل يقال له كركرة على متاع رسوله فمات فقال النبي : ((هو في النار وإن الشملة تشتعل عليه نارا في قبره)) فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها))([14]). والغلول: السرقة من الغنيمة. والشملة: هي الكساء من الصوف يتغطى به.

يقول ابن القيم رحمه الله: فعذاب القبر عن معاصي القلب والعين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل، ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات([15]).

وأما أسباب النجاة من عذاب القبر:

1- أعظم أسباب النجاة من عذاب القبر هي الشهادة في سبيل الله فنسأل الله أن يبلغنا إياها بمنه وكرمه أمين.

سئل رسول الله : ((ما بال الشهداء لا يفتنون في قبورهم؟ فقال: كفى ببارقة السيف على رأسه فتنة))([16]).ويقول: ((إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له من أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا و ما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه))([17]).

2- المداومة على قراءة سورة تبارك للحديث: ((إن في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له))([18]).

3- الأعمال الصالحة الخالصة: للحديث: ((إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل ثم يؤتي عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتي عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل ثم يؤتي من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان: ما قبلي مدخل))([19]).

4- أن يموت يوم الجمعة أو ليلتها: للحديث: ((من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء))([20]).

5- المرابط في سبيل الله: للحديث: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان))([21]).

6- أن يحاسب العبد نفسه ويجدد توبته قبل النوم، يقول ابن القيم رحمه الله: ومن أنفع الأسباب المنجية من عذاب القبر أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا، ويفعل هذا كل ليلة فإن مات من ليلته تلك مات على توبة وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخر أجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته([22]).

ولا سيما إذا أعقب ذلك استعمال السنن عند النوم.

7- الدعاء للميت والاستغفار والصدقة عنه ووفاء ديونه وقضاء ما قصر فيه من حج فإنه له نفع للأحاديث: ((كان النبي إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل))([23]).

أن رجلا أتى النبي فقال: ((يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها (فاجأها الموت) ولم توص واظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم))([24]).

وأما موقف المسلم:

الإيمان المطلق والتصديق الذي لا شك فيه فالله ربنا ونحن عبيده، ورسول الله نبينا ونحن أتباعه وصدق الله العظيم: ومن أصدق من الله حديثا [النساء:87]. وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى [النجم:3-4].

إن عذب القبر ونعيمه غيب كما أن الجنة والنار والملائكة غيب ومن سمات المؤمنين قال تعالى: الذين يؤمنون بالغيب [البقرة:3].

إن للنفس أربع دور كل دار أعظم من التي قبلها.

الأولى (في بطن الأم) حيث يتخلق فيه وتنفخ فيه الروح.

الثانية (دار الدنيا) وفيها يكتسب العبد الحسنات والسيئات.

الثالثة (دار البرزخ) وهي أوسع ونسبتها إليه كنسبة هذه الدار إلى الأولى.

الرابعة (دار القرار) وهي الجنة أو النار فلا دار بعدها: فتبارك الله أحسن الخالقين [المؤمنون:14].

بحـہة بكـى. 19 - 8 - 2014 02:41 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
قال تعالى: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما [طه :108-112].

إذا كان يوم القيامة ذلت الرقاب كلها إلى الله عز وجل وخاب وخسر كل ظالم وربح ونجا كل تقي عامل للصالحات وفاز بشفاعة المصطفى .

فما الشفاعة؟ ولماذا؟ وما الشفاعات التي خص بها النبي ؟ وما أسبابها؟ وموانعها؟ وما موقف المسلم منها؟

الشفاعة لغة: هي السؤال في التجاوز عن الذنوب.

اصطلاحا: سؤال الله الخير للناس في الآخرة، فهي نوع من أنواع الدعاء المستجاب.

وينبغي أن تعلم:

أن الله تعالى خص حبيبه المصطفى دون سائر خلقه بأمور للحديث: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وكل نبي بعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))([1]).

أن الشفاعة لا تبطل قوانين العمل والجزاء فليس في الأمر ما يدعو إلى الغرور أو التهاون في ترك ما كلف الله به عباده، فالأصل والقاعدة هي قانون الجزاء قال تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:7-8]. وقال تعالى: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى [النجم:38-41].

أن للشفاعة شروطا:

أ- فهي مقيدة بالإذن من الله سبحانه: قال تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه للحديث: ((فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة))([2]).

ب- وأن تكون لمن رضي الله أن يشفع له قال تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [الأنبياء:28]. ولا يرتضي الله الشفاعة إلا لمن يستحقون عفوه سبحانه على مقتضى عدله عز وجل.

ج- والشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد، فمن كان ولاؤه لغير الله ورسوله والمؤمنين فهو محروم، ومن كان من جند الباطل يسعى في نصرة مذهب هدام فهو محروم، ومن اعتقد أن غير منهج الله هو الأصلح للحياة فهو محروم، ومن سخر أو جحد أو أنكر من منهج الله فهو محروم.

للحديث: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه))([3]).

قال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب: (فإذا أقر بالشهادتين ثم امتنع عن شيء من الفرائض جحودا أو تهاونا على تفصيل الخلاف فيه حكمنا عليه بالكفر وعدم دخول الجنة)([4]).

وأما لماذا الشفاعة؟

لبيان وإظهار مقام المصطفى .

وللحديث: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر))([5]).

لأنها الدعوة المدخرة لرسول الله : ((سأل رجل رسول الله : يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان؟، فضحك رسول الله ثم قال: لعل لصاحبكم (عن نفسه) عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة، منهم من اتخدها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فاهلكوا بها، فإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة))(6).

وأما أنواع الشفاعة:

النوع الأول: الشفاعة الأولى، وهي العظمى، الخاصة بنبينا من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين، صلوات الله عليهم أجمعين، فقد رويت في الصحيحين، وغيرهما عن جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، أحاديث الشفاعة.

منها: عن أبي هريرة ، قال: ((أتى رسول الله بلحم، فدفع إليه منها الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، ثم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون لم ذلك؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد، واحد، فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ ألا ترون إلى ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبدا شكورا، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى ،أنت رسول الله، اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، قال: هكذا هو، وكلمت الناس في المهد، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنبا، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ، فيأتوني، فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، غفر الله لك ذنبك، ما تقدم منه وما تأخر، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأقوم، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، يا رب أمتي أمتي، يا رب أمتي أمتي، فيقول: أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب، ثم قال: والذين نفسي بيده، لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى))([6]). أخرجاه في الصحيحين بمعناه، واللفظ للإمام أحمد.

النوع الثاني: الشفاعة لأهل الجنة حتى يدخلوها: للحديث: ((آتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ))([7]).

فأهل الجنة لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته عليه الصلاة و السلام، وهو أول من يدخلها.

النوع الثالث: شفاعته لأهل الكفر وهذا خاص بعمه أبي طالب لمواقفه ودفاعه عن رسول الله : ((سأل العباس بن عبد المطلب رسول الله هل أنت نافع عمك بشيء فإنه (أي أبا طالب) كان يغضب لك ويحوطك؟، فقال : نعم لقد نفعته، إنه في ضحضاح من النار (أي قليل منه) ينتعل نعلين من حرارتهما يغلي دماغه، وإنه لأهون أهل النار عذابا ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار))([8]).

النوع الرابع: شفاعته لأهل التوحيد من أهل المعاصي بعد أن ينالوا نصيبهم من النار للحديث: ((يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا متكلم يومئذ إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم، اللهم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل ثم ينجو))، وقال رسول الله : ((يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة)) وقال رسول الله : ((فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا آثار السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا (احترقوا) فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة))([9]).

ومن الشفعاء: الأنبياء والعلماء والشهداء والقرآن :

أ - القرآن: للحديث: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه))([10]).

ب- الشهيد: للحديث: ((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته))([11]).

ج- الأنبياء والعلماء: للحديث: ((يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء))([12]).

د- المؤمنون: للحديث: ((إن من أمتي من يشفع للفئام (الجماعة من الناس) ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة))([13]).

هـ – الأبناء لأبائهم: للحديث: ((إن رجلا كان يأتي رسول الله ومعه ابن له ففقده النبي فقال: ما فعل ابن فلان، قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي لأبيه: أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال رجل: يا رسول الله أله خاصة، أو لكلنا؟ قال: بل لكلكم))([14]).

أو بسبب دعائهم للحديث: ((إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنى لي هذه، فيقال: باستغفار ولدك لك))([15]).

و- الصيام: للحديث: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول: الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان))([16]).

ز- شفاعة المصلين على الميت: للحديث: ((ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه))([17]).

وأما أسباب نيل شفاعة المصطفى :

الصلاة على النبي وطلب الوسيلة له: للحديث: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، من سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة))([18]).

الصلاة على رسول الله : ((إن أولى الناس بي (أي بشفاعتي) يوم القيامة أكثرهم علي صلاة))([19]).

سكنى المدينة للحديث: ((من صبر على لوائها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة))([20]).

كثرة التنفل للحديث: ((سأل خادم لرسول الله فقال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، فقال: فأعني بكثرة السجود))([21]).

قضاء حوائج المسلمين للحديث: ((من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له))([22]).

الأخوة في الله للحديث: ((أنا شفيع لكل رجلين اتخيا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة))([23]).

وأما موانع الشفاعة: منها كثرة اللعن: للحديث: ((إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة))([24]).

بحـہة بكـى. 19 - 8 - 2014 02:41 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
الحمد لله الكريم الوهاب، الرحيم التواب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا الموضوع حول منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله .
ولا أظن أن مثلي وفي هذه العجالة يمكن أن يأتي بمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله عز وجل، فنتحدث عن هذا المنهج بفروعه ومعالمه لكنها ومضات وخواطر أملاها الواقع الذي نعيشه.
ثمت ثوابت اتفق عليها أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، وهي قضايا ليست بجديدة وكيف تكون جديدة وهي قضايا المنهج التي يجب أن تكون معالم واضحة لا يجهلها أحد، معالم لا يزيغ عنها إلا من ضل وانحرف، وكيف تكون جديدة وهي حديث عن منهج الأنبياء الذي نقرأه في كتاب الله جل وعلا، فكلنا يقرأ القرآن صباح مساء ويردد آيات الله "عز وجل" التي فيها الحديث عن قصص الأنبياء وعن منهج الأنبياء وعن دعوتهم.
ومن ثم فالحديث مع أمثالكم عن منهج الأنبياء لن يكون حديثاً جديداً، إنما هو تذكير بحقائق نعرفها وندركها جميعاً، وهو إعادة لأفراد المسائل والمواقف التي نقفها في الدعوة إلى الله عز وجل إلى أصولها وجذورها.





لماذا الحديث عن منهج الأنبياء؟
يدعونا للحديث عن هذا الموضوع أمور عدة :
أولها: أن الحديث كثير عن المنهج، فيتحدث الكثير اليوم عن التغيير ومناهجه، وتتنوع الأطروحات الإسلامية ونتنافس في طرح برامج التغيير وبرامج الإصلاح، وتنوع الاجتهادات واختلاف المواقف أمر لا غبار عليه بل لا يمكن سواه، لكن المرفوض أن تتحول الجزئيات والاجتهادات إلى ثوابت، وأن تتحول الاقتناعات الشخصية إلى قضايا منهجية عند البعض يوالى ويعادي من أجلها، وينطلق من اقتناعات شخصية أو اجتهادات ليرسم من خلالها منهجاً يرفض الدعوة إلا من خلاله، ويسفه الآراء التي تنطلق من سواه، ويوالي ويعادي عليه، ويستنبط من خلال ذلك معايير لتقويم الناس والبرامج الدعوية.
إن قضية المنهج تهتم بالثوابت والإطار العام، ومع تأكيدنا لضرورة انضباط المسائل الاجتهادية بضوابط الشرع، ورفضنا الشديد للقسمة الضيزى لشرع الله عز وجل إلى لب وقشور - مع رفضنا لذلك كله - فإن الحكم الشرعي قضية لا تقبل النقاش، والنص الشرعي لا يجوز المساومة عليه، لكن مع كل ذلك لا يسوغ أن تتحول المسائل الاجتهادية إلى قضايا يؤثم فيها الناس ويخطئون ويضللون، أو أن تدعى الأمة أن تجتمع على رأي فلان أو اجتهاد علان، ولا يجوز أن تتحول هذه القضايا إلى معيار للولاء والبراء وتقويم الناس ووزنهم.
إن بعض الناس يرسم ثوابت ومنطلقات يمليها عليه اجتهاده، وربما تقليده لفلان من الناس، أو هي انعكاس لوضع عاشه فيرسم هذه الثوابت ثم يسعى بعد ذلك لتحويلها إلى منهج من خلال البحث عن نصوص شرعية تؤيد ذلك، ولو أدى إلى أن يلوي أعناقها ليًّا. أو من خلال اجتهادات لبعض آحاد السلف تتحول هذه الاقتناعات عند صاحبنا إلى منهجٍ من خالفه فهو منحرفٌ ضال أفاك أثيم.
وثمة طوائف لا تزال في عزلة عن النص الشرعي وغربة عن منهج الطائفة المنصورة، فالمنهج لا يعدو أن يكون حسابات مرحلية أو قضايا استراتيجية، ولهذا قد لا تكاد تفرق أحياناً بين حسابات بعض هؤلاء الدعاة وبين حسابات الساسة وأصحاب الأيدلوجيات الأرضية.
لأجل هذا وذاك كان لا بد من الحديث عن منهج الأنبياء حتى لا تتحول القضية إلى فوضى وتسيب وانحراف عن النص الشرعي والثوابت الشرعية، وحتى لا نشتط ونغلو فنحول اجتهاداتنا الشخصية التي لم يرد فيها نص واضح صريح تتعبد الأمة به.
ثانياً: العصمة: فمن مزايا منهج الأنبياء أن الله سبحانه وتعالى قد عصمهم من الانحراف والخطأ والخلل، وعصمهم سبحانه وتعالى من الأهواء والأغراض، ومن ثم فاتباع سبيلهم ضمان بإذن الله للاستقامة على الطريق القويم ، لذا فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أنه جل في علاه لم يتركهم لاجتهادات البشر أو يعبدهم لآراء مثلهم، واقرأ في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل أنت واجد دليلاً واحداً يأمر الناس بالتقليد ويحثهم عليه؟ إنك لن تجد الحديث عن التقليد في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلا في مقام الذم والعيب لأولئك الذين عطلوا عقولهم وعطلوا منطق البرهان والحجة ليسيروا وراء رأي فلان أوفلان من الناس؛ فتكون آراؤه حجة ملزمة للناس ودينا لا يسعهم الخروج عليه.
قد يكون البشر أمة، وقد يكونون دعاة، وموجهين وأعلاماً للأمة تستفتيهم وتصدر عن رأيهم وتنتظر أراءهم وتستضيء بقولهم، لكن ذلك أبداً لا يمكن أن يحوِّلهم إلى معصومين، وإلى حجة بين الله عز وجل وخلقه، ينبغي عليهم أن يتبعوهم؛ فمن خالف قولهم واجتهادهم سار ضالاً منحرفاً زائغاً.
ويرسم ابن عباس رضي الله عنه للأمة معالم هذا المنهج فيقول: أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء.
ومن هنا كانت الحاجة ماسة وملحة للحديث عن منهج الأنبياء؛ لأن البديل عن منهج الأنبياء هو أن يتعبد الناس بآراء البشر أمثالهم، والبشر أياً كانوا لا يمكن أن يكونوا محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، إنها طريق واحدة وسبيل واحدة هي سبيل المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم وما عداه فهو عرضة للخلل والخطأ والزيغ والانحراف إلا من عصم الله عز وجل.
ثالثاً: يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم :"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً" فيأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بمنهج الأنبياء وأن يقتفي أثرهم وأن يسير على سنتهم، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته من بعده إلى قيام الساعة ونتساءل معشر الإخوة الكرام لماذا يُبدئ القرآن ويعيد في الحديث عن منهج الأنبياء والحديث عن قصص الأنبياء وتتكرر الآيات والسور عن هذا المنهج إشارة أو إيماء أو تفصيلاً، فلا يكاد يخلو جزء من القرآن الكريم من قصة دعوة نبي من الأنبياء، أو إشارة إليه وإلى ما جرى بينه وبين قومه، وفي هذا دعوة إلى أولئك الذين يقرؤون ذلك الكتاب ويتعبدون الله بتلاوته إلى أن يسيروا وفق هذا المنهج وأن يرتسموا معالمه ويسلكوا خطاه.
رابعاً: الأنبياء هم قمة النجاح والإنجاز البشري، وقد اعتاد الناس أيًّا كانت اتجاهاتهم ومذاهبهم وطرقهم أن يثنوا على أولئك الذين ينجحون وينجزون ويبدعون، ولا يزال الناس يتحدثون كثيراً عن عوامل نجاح فلان وعن سر إبداع فلان، فأنت ترى الأدباء يعتنون كثيراً بالحديث عن سيرة فلان وفلان من الأدباء الذين قد تحولوا إلى رفات، ويتحدث المؤرخون والساسة أيضاً عن أولئك الناجحين ويقرؤون سيرهم لينهلون منها معالم يقتفونها ويسيرون في إثرها، ولا يزال المصلحون والمجددون والدعاة يحظون بعناية أهل العلم وأهل الفكر والتوجيه: دراسة لأسباب النجاح، وتحليلاً لعوامل النبوغ والارتقاء، وهم يستحقون ذلك بلا شك لكن قمة النجاح وغاية الإبداع هو ما حققه أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.
إن الله سبحانه وتعالى قد اختار الأنبياء لهذه الدعوة وهو الخلاق العليم ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون)) أفليس الدعاة إلى الله أحوج إلى دراسة سير الأنبياء وطريقة دعوتهم وكيف حققوا مقاصدهم ونجحوا فيما يسعون إليه؟
إنهم أولى بأن يُعتنى بسيرهم؛ لأنهم في قمة البشرية والنجاح والإبداع والإنجاز، فكيف وهم مع ذلك معصومون ؟فكيف ونحن مأمورون بالإقتداء بهم متعبدون بالسير على طريقهم؟
هذه عوامل وأسباب تؤكد لنا ضرورة العناية بدراسة منهج الأنبياء، ونحن حينما ندرس منهج الأنبياء فإننا ينبغي أن نأخذه جملة بكل تفاصيله وبكل معالمه، ولا يسوغ أبداً أن نقتطع أجزاء مما دعا إليه الأنبياء فنحتج بها ونتحدث عنها ونخاصم من أجلها وندع ما سواها، ولا يسوغ أن نرسم منهجاً ونقرر ثوابت ثم نبحث بعد ذلك عما يؤيده من منهج الأنبياء، فينبغي أن نتجرد من الأهواء والتبعية والتقليد إلا لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحينها نستطيع أن نرسم معالم هذا المنهج واضحاً جليًّا مشرقاً بعيداً عن الزلل والانحراف، ولهذا فليس كل من تحدث عن منهج الأنبياء يكون حديثه حديثاً كاملاً كافياً مبرءاً من الهوى والمقررات السابقة التي يأتي إليها فيبحث عما يؤيدها.
وأنا حين أقول ذلك لست أدعي العصمة فيما أقول؛ فأنا بشر لا أعدو أن أكون قد دونت بعض ما ظهر لي من خلال تلاوة آيات الله عز وجل فيما قصه سبحانه عن أنبيائه، فسعيت إلى أن أشير إلى بعض المعالم التي اتفق عليها الأنبياء –جميعهم أو معظمهم- وأرى أنها ينبغي أن تكون معالم وثوابت لمنهج الدعوة إلى الله عز وجل، وقد يكون في بعض ما أراه خطأ أو شطط وهذا دليل على سلامة منهج الأنبياء؛ لأن البشر أيًّا كانوا لا يمكن أن يتجردوا عن الأهواء والأخطاء.





المعلم الأول: دعوة التوحيد
فقضية التوحيد هي قضية القضايا في دعوة الأنبياء، وهي الأساس الذي سعى إليه أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم ،قال الله سبحانه وتعالى: ((و لقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) ، ففي كل أمة خلت ومضت بعث الله عز وجل نبيًّا يدعو إلى عبادته والكفر بالطاغوت، وينفي سبحانه وتعالى -وهو عز وجل أعلم برسله- أن يكون أرسل رسولاً بغير شهادة التوحيد ((و ما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)).
وفي قصص الأنبياء المتعاقبة يذكر الله سبحانه أن كل نبي قد قال لقومه أول ما قال ((اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)) ،فما دام كل نبي أتى وبعث من أجل التوحيد، وأرسل من أجل شهادة ألا إله إلا الله، فمن يسير على منهجهم ويتبع خطاهم ما لم تكن قضية التوحيد هي القضية الأساس لديه، والأول في سلم اهتماماته فليعد النظر في منهجه.
إننا نرى في عصرنا الحاضر صوراً صارخة من العدوان على التوحيد وركوب الشرك والطاغوت، أليس من المناقضة لأصل التوحيد ما نراه من أولئك الذين يمرغون جباههم أمام الأضرحة ساجدين أو متبركين بتربة ضريح وليًّ أو إمام؟ أو أولئك الذين يتوجهون لهم بالدعاء من دون الله عز وجل معتقدين فيهم قضاء الحاجات وتنفيس الكربات؟ كم في بلاد الإسلام من طواغيت تشد إليها الرحال وتعقد عليها الخناصر؟ أفيسوغ أن تقوم دعوة من الدعوات وتجعل هذه الصورة الصارخة من الشرك المناقض للتوحيد قضية هامشية أو جزئية من جزئيات الدعوة؟
ومن صور العدوان على التوحيد ما يعتقده أهل الخرافة أن النبي صلى الله عليه وسلم أو أولياءهم يعلم الغيب أو يملك ضرًّا ونفعاً، أو أولئك الذين يفضلون كلام البشر وما ابتدعوه على كلام الله عز وجل، أتكون تلك الدعوة التي تحمل بين صفوفها بعض هؤلاء أو تلتقي معهم أو تهادنهم وتجاملهم دعوة تسير على منهج الأنبياء؟
و من صور العدوان على التوحيد والولوج في الشرك ما يعتقده البعض من تكفير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أبر هذه الأمة وأصدقها لهجة، وما يتعبدون فيه لله بزعمهم من سب خيرة الخلق وعيبهم وتنقصهم، واعتقاد أن أئمةً لا يجاوز عددهم عدد شهور العام هم المعصومون الذين يعلمون الغيب، والناس بهائم لا عقول لهم وليس عليهم إلا أن يسيروا وراءهم وكم يفعل هؤلاء عند البقيع أو عند أضرحة أئمتهم مما يتفطر له قلب كل موحد مخلص، أفتكون تلك الدعوة التي تصور خلافها مع هؤلاء خلافاً جزئيًّا؟ أو تلك التي تداريهم أو تسكت عن شركهم وضلالهم أتكون دعوة على منهاج النبوة؟
و من صور العدوان والجرأة على الشرك اتخاذ طائفة من البشر أنداداً من دون الله يشَّرعون ويُحلُّون ويحرَّمون ويصدرون قانوناً يبيح ما حرم الله عز وجل ويحرم ما أباح الله ويبدل شرع الله سبحانه وتعالى، ويصبح هذا القانون شرعاً مطاعاً عند الناس متبعاً يقاد الناس إليه ويخضعون له ويجرِّمون ويبرَّئون على أساسه. لقد قال الله عز وجل عن أولئك الذين أطاعوا أحبارهم وعبادهم في إباحة بعض ما حرم الله وتحريم ما أباح :((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)).
وقال مخاطباً للمؤمنين أنهم لو أطاعوا المشركين في إباحة مسألة من المسائل في إباحة الميتة أنهم مشركون :((و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون))، فكيف بمن شرَّع وأحل وحرم وبدَّل شرع الله عز وجل وصيَّر ذلك شرعاً يقاد الناس إليه ويخضعون له؟ أليس هذا أصرخ عدوان وجرأة على مقام الربوبية وعلى مقام الله سبحانه وتعالى؟
إن الدعوة التي تسعى للالتقاء مع هؤلاء في منتصف الطريق أو ترى لها مسوغاً في السكوت عن شركهم وضلالهم دعوة بعيدة كل البعد عن منهج الأنبياء.
إن الذي يدين الله سبحانه وتعالى بالعقيدة الإسلامية ويتخذها منهجاً ونبراساً له ما لم يتخذه موقفاً واضحاً محدداً من أعداء العقيدة سواء أكانوا عباد قبور وأضرحة، أم كانوا سبابة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم كانوا باطنيين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر المحض، أم كانوا من المغضوب عليهم والضالين إخوان القردة وعباد الصليب، إن الذي لا يتخذ من أولئك موقفاً واضحاً محدداً ليس إلا جاهلاً ببدهيات العقيدة مما لا يعذر مسلم بجهله، أو متاجر بدعوى اتباع العقيدة والدعوة إليها ، أليس الأنبياء كلهم جميعاً قد بعثوا لعبادة الله واجتناب الطواغيت؟ فأين اجتناب الطواغيت؟





المعلم الثاني: تعبيد الناس لله وحده
لقد كانت مقولة كل نبي لقومه (اعبدوا الله مالكم من إله غيره) وهي - مع ما فيها من دلالة على التوحيد- دليل على أن دعوة الأنبياء إنما تهدف وتقصد تعبيد الناس لله سبحانه وتعالى، ومن ثم فالداعية السائر على خطى الأنبياء المقتفي آثارهم جدير بأن يتذكر كل حين ويستشعر كل آن أن غاية دعوته ومنتهى مقصده هو تعبيد الناس لله رب العالمين، وأن يعطي سائر أهدافه مكانها الطبيعي وحجمها المعقول؛ حينها لن يصبح داعية لنفسه ولا لتجميع الناس حول شخص أو حتى حول اجتهاداته أو اقتناعاته.





المعلم الثالث: لا أسألكم عليه أجراً
قال سبحانه وبحمده :((كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين))، وقال سبحانه وبحمده ((كذبت عادٌ المرسلين إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألا تتقون)) إلى آخر الآيات، وكل نبي يقول هذه المقولة ((ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين)).
ويأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقولها واضحة صريحة ((قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)) ، ومن ثم فإن السائر على منهج الأنبياء ينبغي أن يقولها صريحة بلسان المقال ((ما أسألكم عليه أجراً)) إنني أدعو إلى قضية واحدة إلى عبادة الله ((اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)) عبادة الله بمعناها الشامل ومفهومها الواسع فلست أريد أي أجر كان.
إن أولئك الذين يتاجرون بالكلمة فيقولون كلمة أو يسطرون أخرى ويرجون من ورائها أجراً، لا يفقهون حق الفقه منهج الأنبياء أو هم متاجرون بدعوتهم، وقد يبلغ الأمر أن يقول أحدهم كلمة ويشهد الله على ما في قلبه، وهي كلمة يريد من وراءها أجراً قد يكون مالاً محدداً يقبضه ويتلقاه، وقد يكون شهرة بين الناس أو جاهاً أو غير ذلك.
إن قوله تعالى : ((ما أسألكم عليه من أجر)) نكرة في سياق النفي قد دخلت عليها من الزائدة فهي في أعلى صور العموم، إن أي أجر وأي ثمرة عاجلة يريدها صاحبها في الدنيا كفيلة بأن تبعثر عليه الأوراق، وهي وثيقة اتهام له بانحرافه عن منهج الأنبياء، أما الدعاة الصادقون الذين يقتفون هدي النبوة ويسيرون على منهجها فهم أولئك الذين يقولون ما يعتقدون أنه الحق ويدينون الله عز وجل به دون أن يرجوا من وراء ذلك أجراً في الدار الدنيا أيًّا كان ذلك الأجر مالاً أو جاهاً.




المعلم الرابع: الأمة الواحدة
تبدو هذه قضية واضحة المعالم، يدركها قارئ كتاب الله عز وجل حين يتأمل أي سياق ورد في قصص الأنبياء، بل قد نص الله جل وعلا على ذلك تعقيباً على قصص الأنبياء قائلاً: ((و إن هذه أمتكم أمة واحدة)) ، إن هذا الأمة الواحدة لا ينتهي مداها في دار الدنيا بل يمتد هناك إلى الدار الآخرة حين يقف الناس للحساب والجزاء والمساءلة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال: لهم هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته ،قال: فذلك قوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال :والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم" رواه البخاري.
إن هذا يجعل المسلم يتخطى حاجز الزمن؛ ليرى أنه ينتمي إلى جيل واحد وإلى أمة واحدة وحزب واحد ألا وهو حزب الله ((أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون))، فهو يرى أن تاريخه لا يقف عند حدود ستين عاماً عند آبائه وأجداده، أو عند فلان وفلان، بل ليس عند حدود هذه الأمة؛ فهو تاريخ ضارب بأطنابه كله في جذور التاريخ منذ أن هبط آدم عليه السلام؛ فهو يرى أنه ينتمي إلى أمة واحدة.
وتجنى هذه الثمرة وتتم وحدة هذه الأمة يوم القيامة حين تشهد هذه الأمة لأنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، هناك في المحاكمة والمقاضاة، حينها يتصل الوثاق وهذا الرباط فتأتي هذه الأمة لتشهد يوم يهان الظالمون ويسحبون على وجوههم، لتشهد بأن نوح بلغ الرسالة، وأن هوداً أدى الأمانة، وأن صالحاً قد بلغ ما أمر به، وتشهد لجميع أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.
إن من نتاج وحدة الأمة أن اتحدت مواقف أعدائهم منهم، واقرؤوا كتاب الله عز وجل لتروها صورة واحدة كل نبي يعيش صراعاً مع طغاة قومه ((قال الملأ الذين استكبروا من قومه)) وهكذا يتزعم الملأ قضية المواجهة مع أنبياء الله عز وجل، ومن العجيب أن تتحد الأساليب والطرق ولهذا يقول سبحانه وتعالى :((أتوا صوبه بل هم قومٌ طاغون)) فكأن هؤلاء قد تواصوا واتفقوا على أسلوب واحد يواجهون به رسل الله والداعين إلى منهجه، لكنهم قوم طاغون يبدؤون العدوان بالسخرية و الاستهزاء ((وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)) ((قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز)) إنها لهجة واحدة الاستهزاء وتشويه السمعة ((كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحرٌ أو مجنون * أتواصوا به بل هم قوم طاغون)) ثم يتجاوز الأمر إلى التشكيك في النوايا والمقاصد ((قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر)) ،((إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون))، فرعون يشكك في نوايا أولئك الذين آمنوا أن إيمانهم كان مؤامرة اتفقوا فيها مع موسى ليبطشوا بفرعون ليخرجوه من أرضه، وهكذا يقول عن موسى ((وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)).
وقوم نوح يتهمون أتباعه بأنهم أقوام يسترزقون من وراء هذه الدعوة ويتلقون على ذلك أجراً ولذلك يقول ((وما أنا بطارد المؤمنين)) ، ((ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون الخ…))، أي مال يملكه نوح عليه السلام حتى ينفقه على أولئك الذين يدعي هؤلاء أنهم إنما اتبعوه لأجل المال، وهكذا يسير هؤلاء وفق هذه الطريقة وهذا الأسلوب القذر في الحديث عن النوايا والمقاصد ويطول هذا الأمر ويشتد ويأبى أنبياء الله الخضوع أمام هذه السخرية أو الاستهزاء أو التشويه أو المساومة والإغراء؛ فيلجأ أولئك إلى الإيذاء البدني والتصفية ((و كان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون الخ..))، وقال سبحانه وبحمده :((قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين)) وفرعون يقول :((لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى))، ((ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)).
هذه المواقف وغيرها هي التي ترجمها الشيخ النجدي حين حضر ذلك المؤتمر الغاشم الذي عقده ملأ قريش في مؤامرة تُكاد للنبي صلى الله عليه وسلم، فأثنى ذلك الشيطان على ذاك الاقتراح الذي رأى أن يختار من كل قبيلة شابًّا جلداً فيتفرق دمه بين القبائل، إن هذا المنطق ليس اجتهاداً ولا إبداعاً منه، إنما هو ميراث ورثه من سلفه أولئك الملأ الذين تواصوا بذلك المنطق، وهكذا كانت وتكون مواقف الملأ من كل دعوة صادقة جادة على منهج الأنبياء ولهذا يقولها ورقة -رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه وهو يرجف فؤاده ليتني حيًّا إذ يخرجك قومك، قال صلى الله عليه وسلم: أو مخرجيًّ هم؟ قال: نعم ما جاء رجل بمثل ما أتيت به إلا عُودِيَ. إنه منهج واحد وطريق واحد إنه العذاب والإيذاء ومن ثم فإن أي دعوة تنتظر أن تهادن أهل الشرك والطغيان والفجور والنفاق، وتنتظر أن تتحاشى اللقاء مع الأعداء فهي دعوة ينبغي لها أن تبحث لها عن منهج أو موقع خارج منهج الأنبياء.




المعلم الخامس: بلسان قومه
قال عز وجل :((وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء)). فقد كان الأنبياء من أقوامهم ويتكلمون بألسنتهم وهذا يحقق مقاصد شتى:
أولها: حتى يفقهوا ما يقول، ويدركوا ما يدعوهم إليه، ومن ثم فالخطاب الدعوي الموجه للناس ينبغي أن يكون واضحاً لا لبس فيه ولا غموض، ولا يسوغ أن تتجاوز الرغبة في جمال العبارة وحسن الأسلوب لتحول الحديث إلى ألغاز يُحتاج في إدراكه إلى خبراء في حل رموزه والبحث عن كوامنه، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح الناس يتكلم بكلام فصل لو عدَّه العاد لأحصاه، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يسرد كسائر الناس، بل كان يكرر الكلمة ثلاثاً، ولئن دعت الداعية الضرورة بحيث لا يمكنه الإفصاح فيلجأ إلى التلميح والإيماء فإنه لا ينبغي أن يغلو فيبالغ في التعمية فلا يدركها إلا هو فيصبح المعنى في بطن الشاعر، وحينها لا تصبح لدعوته قيمة.
ثانياً: كون النبي يتكلم بلسان قومه يعني أنه منهم يعرفهم ويعرفونه، ويعرف طباعهم وما هم عليه، ومن ثم فالداعية إلى الله عز وجل أحوج ما يكون إلى أن يعرف واقعه، ويعي حال الناس وحال المخاطبين ولهذا اختار الله عز وجل الأنبياء من أقوامهم.
ثالثاً: يفيد هذا أنهم يعرفونه؛ فليس غريباً عليهم، وليس نكرة فيهم، ولهذا قالوا لصالح (قد كنت فينا مرجواً قبل هذا) كنا نعرفك ونؤمل فيك الخير ونرجوه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم معروفاً عند قومه بالصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان يحمل الكل ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الحق، كان يأتيه الضعيف فيعينه، والمحتاج فيسد حاجته، ولهذا فالدعاة إلى الله عز وجل السائرون على منهج الأنبياء حريٌ بهم أن يكونوا أعلاماً شامخة في أقوامهم يعرفهم الجميع القاصي والداني.




المعلم السادس: رعي الغنم
حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رعيه للغنم أجاب بأن هذا شأن الأنبياء، وأن هذا أمر اختاره الله لأنبيائه؛ فما من نبي إلا ورعى الغنم، والسكينة والوقار كما قال صلى الله عليه وسلم في أهل الغنم.
لقد كان الأنبياء رعاة وقادة للبشرية ومن ثم كان رعي الغنم تهيئة وتربية وإعداداً لهم، ولهذا نرى أسلوب الرفق والحكمة يغلب على منهج الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فيقول الله جل وعلا لموسى وهارون :((اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولاله قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى))، وإبراهيم عليه السلام يقول مخاطباً لأبيه ناصحاً واداً ((يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سويًّا)) بلغة الهدوء والمنطق والإشفاق والنصيحة، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فما عرفت البشرية أرحم منه صلى الله عليه وسلم :
وإذا رحــــمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هم الرحمـــاء
وإذا غضبت فإنما هي غـــضبة *** لله لا حـــقــدٌ ولا شحنـاء
فما عرفت البشرية أرحم ولا أرق فؤاداً منه صلى الله عليه وسلم ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم جريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف الرحيم)) فالدعاة إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون منطقهم ورائدهم قوله صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه".




المعلم السابع: الوضوح
مع ما اتسم به الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فقد واجهوا قومهم بانحرافاتهم مواجهة صريحة لا لبس فيها ولا غموض، فلوط عليه السلام يقول لقومه :((أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين)) ، وشعيب عليه السلام يقول الله عز وجل عنه: ((وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط)).
وإبراهيم عليه السلام الذي كان رحيماً رقيقاً مع أبيه يعمد إلى أصنام قومه فيكسرها ويحطمها؛ فيعقدون له مجلس المناظرة والمحاكمة فيقولون له: أ أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ فيقول ساخراً متهكما ((بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون * فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون)) ،قال مخاطباً قومه: ((أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون)) ويقول محاجاً لطاغية عصره :((إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب)).
وموسى عليه السلام الذي أرسله الله إلى فرعون وأمره أن يقول قولاً ليناً ((قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً)) ،((قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين)) إنه موسى الذي أمره الله بالقول اللين.
ومن ثم فإن الرفق والقول اللين مع أنه منهج لا يجوز تخطيه ولا المساومة عليه لا يعني السكوت عن قضايا الدعوة، ولا السكوت عن أخطاء الناس وانحرافاتهم وضلالتهم؛ فها هم أنبياء الله يعلنونها صريحة ويواجهون أقوامهم بشركهم وضلالهم مواجهة صريحة.




المعلم الثامن : كان الأنبياء يعيشون قضية عصرهم
لقد كان الأنبياء عليهم السلام يعيشون قضايا عصرهم؛ فلوط عليه السلام دعا إلى التوحيد ثم ندد بالفساد الأخلاقي الذي كان عليه قومه، وشعيب عليه السلام دعا إلى التوحيد وندد بالفساد الاقتصادي والظلم الذي كان عليه قومه، وموسى دعا إلى التوحيد والإيمان وندد بالاستعباد والإهانة للناس ((وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل)).
وهكذا الدعوة التي تسير على منهج الأنبياء ينبغي أن تقتفي معالم هذا المنهج؛ فتعيش قضية عصرها. إنه لا يسوغ أن يعيش امرؤ في بلد يعج بدعاء غير الله وتقديس الأضرحة، ولا يعرف حينها من يعيش هذا العصر من قضية العقيدة إلا قضية الأسماء والصفات، وأن القرآن منزل غير مخلوق.
وهكذا في أي عصر ينبغي أن يعيش الداعية قضية عصره، بل قد كان الأنبياء عليهم السلام -مع أن أقوامهم لم يستجيبوا بعد لقضية التوحيد- يتحدثون عن الفساد والضلال والانحراف الذي كان في عصرهم، فلا ترى سورة يذكر فيها لوط إلا ويذكر فيها الحديث عن الفساد والشذوذ الذي كان عليه قومه، ولا سورة يذكر فيها شعيب إلا وترى حديثه عن الفساد الاقتصادي وعن بخس الناس أموالهم وحقوقهم.




المعلم التاسع: الولاء على أساس الحق
لقد ضرب الله عز وجل لنا في القرآن مثلاً (امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين).
ونوح حين وعده الله عز وجل أن ينجيه وابنه من أهله وكان يراه في معزل فناداه نوح ((يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)) ،حينما دعا نوح ربه قال الله عز وجل ((يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم)) ، وإبراهيم حين شاقه أبوه وعانده قال له ولقومه ((إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده)) . إنها قضية الولاء والبراء وهي تلك التي يقولها صلى الله عليه وسلم إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي إنَّ أوليائي المتقون، فقضية الولاء والبراء قضية من أسس العقيدة لا يجوز الإخلال بها والمساومة عليها وخدشها؛ فهي قضية من قضايا الأمة الواحدة مما اتفق عليها الأنبياء إلى قيام الساعة، ولهذا توعد الله أولئك الذين يوالون أعداء الله ،قال: ((بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً) (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على أسروا في أنفسهم نادمين)).
فمن يسير على منهج الأنبياء ينبغي أن يكون ولاؤه على أساس الإيمان وعلى أساس كلمة التوحيد وحدها لا غير.




المعلم العاشر: الاستعانة بالله واللجوء له
قال تعالى :((ونوحاً إذ نادى من قبل) ،(وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)) إلى آخر ذلك ، ثم قال الله عز وجل :((إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين))، لقد كان أنبياء الله يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء، يلجؤون إليه عبادة وخضوعاً وتذللاً له سبحانه وتعالى، ويلجؤون إليه استعانة واستنصاراً به سبحانه وتعالى.
فجدير بمن يقتفي أثر منهج الأنبياء أن تكون له صلة بالله عز وجل دعاءً ورغبة ورهبة ولجؤًا إليه سبحانه وتعالى واستعانة به عز وجل واستمداداً للعون والثبات والتوفيق منه سبحانه وتعالى.




المعلم الحادي عشر: حقيقة التمكين
وعد الله عز وجل -ووعده صادق- بالتمكين للمؤمنين فقال:((و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون))، ((و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون وأن جندنا لهم الغالبون)) ،((فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام)).
ومع ذلك فقد نصر الله طائفة من أنبيائه وأهلك أقوامهم وجعلهم الله سبحانه وتعالى عبرة وعظة للمكذبين من بعدهم، لكن هناك من أنبياء الله من يأتي يوم القيامة وليس معه إلا الرجل والرجلان، ومن يأتي يوم القيامة وليس معه أحد، ومنهم أولئك الذين تجرأ عليهم إخوان القردة والخنازير المغضوب عليهم فقتلوهم، فكم عاب الله أولئك الذين يقتلون الأنبياء بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس،؟ أترى أولئك الأنبياء الذين كتب الله لهم أن يقتلوا لم يتحقق فيهم وعد الله سبحانه وتعالى؟ ((ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)) ،بلى والله لقد تحقق فيهم هذا الوعد، لكن مفهوم النصر مفهوم أشمل، إنه ليس بالضرورة التمكين في دار الدنيا، فقد يقتل أنبياء الله وقد يمضون ولما يتبعهم أحد، لكن الله لن يخلف وعده رسله ((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار)) ،حينها يحقق الله عز وجل الوعد لأولئك فحقيقة النصر والتمكين ليست قاصرةً أو منتهية في هذه الدار.
هذه بعض معالم منهج الأنبياء ومعالم الأمة الواحدة علنا أن نقتفي أثرهم ونترسم من خلالها منهجاً واضحاً محدداً نسير عليه في دعوتنا؛ فمنهج الأنبياء خير وأزكى وأبر من اجتهادات البشر التي هي ليست معصومة من الهوى والضلال والانحراف، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم للإقتداء بأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم وأن يحشرنا تحت ضيائهم وفي زمرتهم؛ إنه سميع مجيب.

بحـہة بكـى. 19 - 8 - 2014 02:42 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
قال تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا [الجن:1].

يأمر الله رسوله أن يخبر قومه أن الجن استمعوا القرآن فآمنوا به وصدقوه وانقادوا إليه موحدين لله سبحانه لا يشركون به شيئا.

فما الجن؟ وما هي صفاتهم؟ وكيف يستعيذ المسلم من شرهم؟

أما الجن لغة: فهو مأخوذ من جن الليل إذا أظلم فستر الأشياء بظلامه وسمي الجن جنا لاستتارهم([1]).

وينبغي أن تعلم: أن وجود الجن ثابت في الكتاب والسنة.

في الكتاب في قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات:56]. خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار [الرحمن:14-15].

السنة: للحديث: ((ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير))([2]).

إنكار وجود الجن كفر يخرج العبد عن الملة الإسلامية وذلك: لأنه أنكر شيئا معلوما ثبوته من الدين بالضرورة.

تكذيبه للخبر المتواتر اليقيني الوارد إلينا عن الله جل جلاله وعن رسول الله وهذا يناقض الإيمان بالله جل جلاله كما يناقض الإيمان بكتابه المعجز([3]).

إن الجن نوعان:

شياطين لا خير فيهم البتة.

جن منهم الصالح ومنهم الفاسد ومنهم المؤمن والكافر.

والشياطين أصلهم من الجن وذلك لأن إبليس كان من الجن فلما عصى أمر الله تعالى عوقب بطرده من رحمة الله سبحانه فانقطع من الخير كلية([4])، فكان شيطانا، قال تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه [الكهف:50].

وأما صفاتهم:

مادة خلقهم: إنهم خلقوا من خالص النار وهو طرف لهبها كما قال تعالى: وخلق الجان من مارج من نار [الرحمن:14]. وللحديث: ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم))([5]).

وإنهم يأكلون ويشربون: للحديث: ((لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها))([6]). ونهى رسول الله عن الإستجمار بالعظم والروث وقال: ((فإنه زاد إخوانكم من الجن))([7]). ((إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده غمر (رائحة طعام) فأصابه شيء (أي بسبب لحس الشيطان) فلا يلومن إلا نفسه))([8]).

إنهم يتوالدون: وفق السنة التي جعلها الله لهم كما قال تعالى: أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو [الكهف:50].

وإنهم يتشكلون: فالجن والشياطين يتشكلون بأشكال مختلفة من ذلك:

مجيء الشيطان بصورة شيخ نجدي إلى دار الندوة حيث اجتماع رجال قريش للتشاور في أمر محمد وأشار عليهم مرجحاً الرأي بقتله ([9]).

تشكيل يجيء بصورة حية :يقول أبو سعيد الخدري: (كان فتى حديث عهد بعرس، استأذن رسول الله يوم الخندق بأنصاف النهار ليرجع إلى أهله، فقال له رسول الله : خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة، ثم رجع، فإذا امرأته على الباب، فأراد أن يطعنها غيرة فقالت له: أكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني؟ فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه، فما يدرى أيها كان أسرع موتا، (الحية أم الفتى)؟([10]).

مساكنهم: فإن مساكنهم الخرائب، والحشوش (الحمامات) والمزابل والقمامة للحديث: ((إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث))، والخبُث بضم الباء جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة والمراد ذكران الشياطين وإناثهم([11]).

وأن الصالحين من الجن يدخلون الجنة: والجن منهم الصالح ومنهم الفاسد ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، قال تعالى: وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا [الجن:11]. أي منا المؤمن والكافر: وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا، و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا [الجن:15]. والقاسطون هم الجائرون عن الحق الناكبون عنه.

واستدل ابن كثير رحمه الله بقوله تعالى: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن:56]. فقال (أي بل هن أبكار عرب أتراب لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن وهذه أيضا من الأدلة على دخول الجن الجنة، قال أرطأه بن المنذر، سئل حمزة بن حبيب: هل يدخل الجن الجنة؟ قال: نعم وينكحون: للجن جنيات وللإنس إنسيات) ([12]).

وأما صلتهم بالبشر؟

فاعلم أن الله تعالى كرم آدم عليه السلام وفي تكريمه تكريم لذريتة، قال تعالى: وقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا [الإسراء:70]. ولم يثبت مثل هذا التكريم للجان لا في الكتاب ولا في السنة فتبين بذلك أن الإنسان أشرف من الجن([13])، ولكن الذي يجعل الجن يطغون ويتعاظمون ويؤذون هو استعاذة الإنسان بهم وتعظيمه لهم وإكبارهم فيزدادون طغيانا، قال تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا [الجن:6]. أي طغيانا وعلى هذا فلا سلطان للجان (أي الكفار منهم والشياطين) ولا قوة لهم على الإنسان إلا إذا كان ضعيف الإيمان أو غافلا عن ربه وذكره سبحانه وبذلك يكون عرضه لعبث الشياطين به، قال تعالى: إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون [النحل:99-100].

ومن صور صلتهم بالبشر: عونهم للكهان في ادعائهم للغيب: لما في ذلك من صرف الناس عن الله سبحانه والإيمان بأنه سبحانه هو النافع الضار وأن الغيب لله وحده، فينخدع الجهلة بهم للحديث: ((إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع، فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم))([14]).

تلبس الجان بالإنس: ويستدل القائلون بتلبس الجان بالإنس بأدلة منها: عن ابن عباس رضي الله عنه: ((أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه يأخذه عند عشائنا وغدائنا فيخبث علينا، فسمع رسول الله صدره ثم دعا له، فثع (قاء) فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود يسعى))([15]).

لأن أجسام الجن أجسام رقيقة فليس بمستنكر أن يدخلوا في جوف الإنسان([16]).

يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن قوما يقولون: إن الجن لا تدخل في بدن الإنس قال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه([17]).

حيث تكلم الجن على لسان المصابين بالمس، وإلا من المتكلم معك بأخبار وأقوال المصروع نفسه يجهلها أو أشخاص يتكلمون بلغات لم يكن المصاب يعرف منها حرفا واحدا([18]).

وأما ما يحفظ العبد به نفسه من الشياطين ومردة الجن:

الاستعاذة بالله من الجن: قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم [فصلت:36].

قراءة المعوذتين: للحديث: ((كان رسول الله يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواها))([19]).

قراءة آية الكرسي: عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منها آية الكرسي))([20]).

قراءة سورة البقرة: عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة))([21]).

خاتمة سورة البقرة: عن أبي مسعود قال: قال رسول الله : ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه([22])أي ما أهمه للدنيا والآخرة ودفعتا عنه كل شر))([23]).

أول سورة حم المؤمن (غافر) إلى قوله إليه المصير مع آية الكرسي.

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من قرأ حم المؤمن إلى قوله إليه المصير وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح)).([24]).

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (مائة مرة) عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك))([25]).

كثرة ذكر الله عز وجل: عن الحارث الأشعري أن النبي قال: ((وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى)).

الوضوء: للحديث: ((إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ))([26]).

إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم من هذه الأبواب الأربعة للحديث: ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد له حلاوة في قلبه))([27]).

الآذان: للحديث: ((إن الشيطان إذ نوي بالصلاة ولىّ وله حصاص))([28]).

فعن سهل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا، فناداه مناد من حائط باسمه، وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا، فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة([29]).

مطلق قراءة القرآن يعصم من الشيطان: لقوله تعالى: وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا [الإسراء:45].

بحـہة بكـى. 19 - 8 - 2014 02:42 AM

رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
 
يقول الله تعالى: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا [النبأ:40].

تحشر الخلائق كلها يوم القيامة الجن والإنس والطير والحيوان والدواب، ويبلغ من عدل الله سبحانه أن يقتص للشاة الجماء من القرناء ثم يقال: كوني ترابا، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا، أي حيوانا فأرجع إلى التراب.

فما الكفر؟، ولماذا؟، وما أنواعه؟، وما عاقبته؟، وما موقف المسلم منه؟

الكفر لغة: الستر والتغطية وسمي الزارع كافرا: كمثل غيث أعجب الكفار نباته [الحديد:20]. أي الزراع لأنهم يغطون الحب بالتراب.

وأما اصطلاحا: هو الإنكار لشيء مما جاء به النبي ووصل إلينا بطريق يقيني قاطع.

وينبغي أن تعلم:

أن الله تعالى فطر الوجود على معرفته بالعهد الأول الذي أخذه، قال تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين [الأعراف:172].

وقال تعالى: أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون [آل عمران:83].

أن الوجود كله ذاكر لله مسبح له سبحانه، قال تعالى: وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم [الإسراء:42].

أن الله تعالى ضرب للكافر مثلا، فقال: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون [البقرة:171].

فهم كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها، قد أغلقوا نوافذ الإدراك عن كل ما يصلحهم، وهم تبع لكل ناعق.

وأما لماذا الكفر؟: فإن للكفر أسباباً:



الشيطان وتزيينه الكفر قال تعالى: كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين [الحشر:16]. وقال تعالى في بيان علة الكفر لملكة سبأ وقومها، فقال: وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون [النمل:24].

وذلك بإثارة الشبهات والشهوات، والشبهات في العقول، والشهوات في القلوب.



جنود الشيطان من أصحاب المبادئ الهدامة للحديث: ((خط رسول الله خطا ورسم على جوانبه خطوطا وقال: هذا هو طريق الله وهذه السبل على رأس كل واحد منها شيطان يدعو إليه))([1]).

فالشيوعية والوجودية وغيرها من مناهج الإلحاد كلها من صنع يهود لعلهم أنه لا نصر إلا بإفساد شباب الأمة ومثقفيها في عقولهم وتشكيكهم بإسلامهم وعند ذلك فقط تزول عوائق الأمة أمام أعدائها.



حيوانية الغاية: قال تعالى: والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم [محمد: 12].

فأتباع فرويد اليهودي صاحب النظرية الجنسية، وأدونيس رائد الحداثة والخلاعة.

ونزار قباني شاعر النهود والفروج وغيرهم ممن عاشوا أعمارهم لإثارة الغريزة والهبوط بالإنسانية إلى دركات البهيمية ورفض ضوابط الدين والأخلاق والعرف.

والذي يريد أن يحيا بلا ضوابط لابد له من مبرر، وقد صنع سادة العهر والدعارة لأتباعهم منهجا يبررون به سفالتهم بدعاوى التحرر والانطلاق ونبذ الجمود.



حب الرئاسة والاستكبار وخوف الذم والتعيير:

حب الرئاسة: كحال هرقل ملك الروم وقد بان له الحق فلما عرض الإسلام على الأساقفة نفروا منه وبادروا إلى الأبواب معرضين، فأمر هرقل بردهم وقال: أردت أن أختبركم([2]). وصده حب الملك والرئاسة عن الإيمان.

والاستكبار: ككفر فرعون وملئه وقد رأوا الحق بأعينهم في المعجزة التي أيد الله بها نبيه موسى عليه السلام، قال تعالى: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [النمل:14].

وخوف الذم والتعيير: ككفر أبي طالب: لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي وعنده أبو جهل، فقال رسو الله : ((أي عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله)) فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر ما كلمهم به: على ملة عبد المطلب، فقال النبي : ((لاستغفرن لك ما لم أنهَ عنك)) فنزلت: إنك لا تهدي من أحببت ([3]).

وأما أنواع الكفر:

فينقسم الكفر إلى قسمين:

كفر مخرج من الملة ويكون صاحبه مرتدا عن الإسلام وتجري عليه أحكام المرتدين إن كان مسلما، وتشمل:

أ- المكفرات الاعتقادية: كإنكار أصل من أصول الإيمان كإنكار الخالق سبحانه أو صفة من صفاته أو اعتقاد عجزه أو أنه سبحانه غير عادل في أحكامه وقضائه، أو إنكار الملائكة أو الكتب السماوية أو اليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وجنة ونار أو إنكار فريضة من فرائض الإسلام أو إنكار حرمة كالزنا أو الربا أو اعتقاد حرمة ما أحل الله من أكل لحوم الأنعام.

ب- المكفرات القولية: وذلك بأن يقول بعقيدة مكفرة أو جحد جزئية من الإسلام في عقائده وأحكامه أو سب الخالق أو الرسل أو الكتب السماوية أو سب الدين أو اعتراض على عدل الله في قضائه واتهامه بالجحود سبحانه وتعالى.

ج- المكفرات العملية: وهو كل عمل يعتبر علامة على عقيدة مكفرة كالحكم بغير ما أنزل الله وتمزيق المصحف إهانة له أو إلقائه في القاذورات أو تعليق الصليب وتعظيمه، وكذا موالاة الكفار وإظهار الود لهم واستعارة قوانينهم وتحسين أفكارهم والتشبه بهم وطاعتهم والركون إليهم: ومن يتولهم منكم فإنه منهم [المائدة:51].

كفر لا يخرج صاحبه من الملة:

كفر النعمة والحقوق: قال تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار [إبراهيم:34].

وقول رسول الله : ((يا معشر النساء إأني رأيتكن أكثر أهل النار، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكفرن العشير، لو أحسن الزوج إليكن الدهر كله ثم أساء قلتن: ما رأينا منك خيرا قط))([4]).

قتال المسلم لأخيه: للحديث: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))([5])، أي قتله كالكفر في الإثم والتحريم، وقال تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما [الحجرات:9]. قال ابن كثير: سماهم مؤمنين مع الاقتتال.

وبهذا استدل البخاري وغيره على أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت([6]).

وأما عاقبة الكفر:

أما في الدنيا:

1- فإن الكافر في ضلال ومقت من الله عليه: قال تعالى: ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل [البقرة:108].

فهو في شقاء ضلاله حيث لا هداية ولا توفيق في رأي أو عمل فيكون وبالا على نفسه ومن، ثم مقت الله له: ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا [فاطر:36].

2- وأن عقوبته القتل: أجمع الفقهاء على أن من تحول عن دين الإسلام إلى غيره فإنه يقتل لقول النبي : ((من بدل دينه فاقتلوه))([7]).

3_ إنه مغلوب مهما كاد ومكر، قال تعالى: قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد [آل عمران:12].

ومهما دبر الكافر وكاد لأهل الإيمان من مكائد ودسائس وتضييق وتلفيق للتهم وقتل وتشريد فإن الغلبة لله ورسوله والمؤمنين.

أما في الآخرة:

1- محروم من مغفرة الله سبحانه قال تعالى: إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم [محمد:34].

2- ولا ينفعه عمله الصالح من إعانة مريض أو تصدّق على فقير فإن الله يعجل له ثوابه في الدنيا فيعافه في بدنه أو يغنيه حتى إذا جاء يوم القيامة لا حسنة له، قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [الفرقان:23]، قال ابن كثير: فأخبر أنه لا يحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال التي ظنوا أنها منجاة لهم شيء وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي إما الإخلاص فيها وإما المتابعة لشرع الله([8]).

3- عظم جسده في النار ليزداد عذابا وألما: للحديث: ((ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع)). وللحديث: ((ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث))([9]).

4- نقمة الكافر على من أضله: قال تعالى: وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدمنا ليكونا من الأسفلين [فصلت:29].

وأما موقف المسلم من الكفر والتكفير:

الابتعاد عن أسباب الكفر من الشبهات والشهوات للحديث: ((جاء رجل إلى النبي ، فقال: يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخرَّ من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، فقال النبي : الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة))([10]).

الحذر من إطلاق لفظ الكفر على إنسان بعينه إلا بعد تثبت وإقامة الحجة عليه:

للحديث: ((إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه))([11]). ذلك لأنه ليس كل قول أو فعل فاسد يعتبر مكفرا.

كما لا ينبغي أن يكفّر مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن، أو كان في كفره خلاف، وكذلك لا يجوز تكفير مكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لقوله تعالى: إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان [النحل:106].

وعلى هذا فيجب على الناس اجتناب هذا الأمر والفرار منه وتركه للعلماء لخطره العظيم([12])، ذلك لأن التساهل مدعاة للفساد والعبث بأحكام الإسلام واستباحة حرمات ودماء وأموال المسلمين بغير حق، ومن مصائب الأمة أن تبتلى بمن يتصدر الفتوى من الجهلة وتلك من علامات الساعة للحديث: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا بغير علم فضلوا وأضلوا))([13]).

ويقابل ذلك على العكس منه خور العلماء وجبنهم عن كلمة الحق والصدع بها في وجوه المرتدين، وإيثارهم الدنيا على الآخرة فيكونوا من علماء السلطة، وأصحاب الفتاوي الجاهزة، وعند ذلك يكون السقوط فيتخذ الناس من أنفسهم موجهين ومفتين يغلب جهلهم علمهم من أرباع المتعالمين فتحل المصيبة بالأمة.

وعلى الأسرة أن تتولى مسؤوليتها في توجيه الأبناء إلى الدين الحق وهو الإسلام وحفظهم من كل منافق ومفسد ومظل سواء كان ذلك من خلال الكلمة المسموعة أو المقروءة أو المرئية للحديث: ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))([14]). وكذا المعرفة المخالطين من الأصدقاء وتخير الصالحين منهم لأبنائك وصدق الله العظيم: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة [التحريم :6].


الساعة الآن 08:42 PM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


SEO by vBSEO