شبكة همس الشوق - الفيلا المسكونة بقلمي

الفيلا المسكونة بقلمي

مساء الخير قصتنا اليوم حقيقية يا رب تعجبكم

كان هنالك رجلا يملك محلا لبيع الملابس ويؤجل دفع ديونه بحجة أن المبيع ليس جيدا وانه بحاجة لمزيد من الوقت ومع هذا لم يبخل على زوجته وابنته الوحيدة بأي شيء سواء أكان كسوة غذاء وحتى تعليم

وفي يوم من الايام شاء القدر أن يتوفى لتبقى زوجته وابنته وحيدتان في الدنيا فقرر الأشخاص الذين لم يستردوا أموالهم مطالبة الزوجة . صعقت الزوجة بكمية الديون التي على زوجها ولكنها حاولت أن تجد اي طريقة لتوفيها

ذهبت إلى والدها وطلبت منه الرقم فقال لها
-اعتذر يا ابنتي انت تعلمين أن معاش تقاعدي لا يكفي حاولي أن تذهبي إلى شقيقه
وبالفعل ذهبت إلى شقيقه لكنه الآخر رفض اعطائها اي مبلغ

احتارت الزوجة ماذا تفعل وكيف ستعيش مع ابنتها وحدها فعادت الى والدها وعندها نصحها وقال لها
-لم تجمعي المبلغ بعد ؟
-لا يا أبي الكل يرفض اعطائي المبلغ
-لدي فكرة ما رأيك أن تعيدي افتتاح المحل وتستلمي زمام الأمور مع التجار اشتري الملابس بيعيها وسددي لهم
-فكرة جميلة لم تخطر على بالي

اجتمعت الزوجة بالتجار ووافقوا على مقترحها فبدأت رحلة عمل شاقة لكنها أرادت أن تعيل نفسها وابنتها وفي الوقت نفسه لإغلاق موضوع الدين وبالفعل نجحت نجاحا مبهرا مع انها لم تمتلك الخبرة في البداية واقفل الدين وعاشت بسلام وأمان مع ابنتها

مرت أكثر من ثماني عشرة عاما كبرت الفتاة واصبحت بعمر يخولها العمل بأفضل وظيفة كانت تحلم بها فعرفت فكرة على والدتها وقالت لها

-أمي انت طوال هذه السنوات كنت تعملين وقد آن الأوان أن ترتاحي وتعطيني مجالا لبناء مستقبلي في الوظيفة التي كنت احلم بها
-يا ابنتي انا لن أكون عائقا أمامك ابدا
-كنت أعلم أنك ستوافقين لكن ينبغي أن نسافر ونقيم في محافظة ثانية
-لا مشكلة لدي

وبالفعل جهزا الشنط تاركتين كل شيء ورائهما سعيا وراء حياة جديدة بالنسبة للفتاة استقلتا قطارا وسافرتا ونزلا بفندق ريثما تطمئن الوالدة على ابنتها

لكنها قررت أن تشتري شقة قريبة من عمل ابنتها لان تكلفة المواصلات مرتفعة جدا فاستدلت على سمسار لمعرفة أن كان يوجد منزلا بالمبلغ الذي حصلت عليه جراء بيع بيتها الذي تزوجت فيه
-صباح الخير اخي
-صباح الخير سيدتي
-اريد ان اعلم ان كان هنالك منزلا بالقرب من هذه المنطقة بهذا السعر الذي املكه
-سيدتي هنا المعيشة مختلفة ينبغي أن يكون لديك أربعة أضعاف هذا المبلغ لتحصلي على مواصفات المنزل الذي تطلبينه
-لن ابرح المكان أخي قبل أن أجد طلبي رجاء ساعدني

فكر قليلا وقال لها
-سيدتي لدي فيلا أن أردت بسعر ارخص
-على اساس احتاج الى أربعة أضعاف المبلغ للحصول على منزل وانت تقول فيلا وبسعر ارخص لم أفهم
-كلامك صحيح لكن هذه الفيلا مسكينة
-ماذا ؟
-اجل صاحبها زوجته مدفونان في حديقة الفيلا والذين اشتروها عادوا الي وطلبوا منازل أخرى لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع الأصوات التي يسمعونها
-اريد ان ارى هذه الفيلا وان أعجبتني سأشتريها
-أعود واكرر لك انها مسكونة
-لا يهمني فأنا مؤمنة ولا أخاف
-القرار يعود لك ان وافقت نذهب الان لمعاينتها
-لا مانع لدي

عند وصولها الفيلا لم تصدق وكانت جد سعيدة
-ماذا قررت سيدتي
-سأشتريها أعجبتني كثيرا

تمت عملية الشراء وانتقلت السيدة مع ابنتها إلى منزلها الجديد بدأت الأصوات تظهر لهما عند النوم وزادت في الليلة الثانية فقالت لها ابنتها
--أمي أنا لن اعيش هنا انها مسكونة لا اريد ان اجن أو يحصل اي شيء لي فلنبعها ونشتري منزلا ولو صغيرا
-يا ابنتي انا اعرف قصة هذه الفيلا وأقوم بما يلزم لنكون بخير وسعيدتين اطمئني

وبعد أن قالت لها أنهما مدفونان في الحديقة سألتها
-وما انت فاعلة؟
-سأذهب إلى شيخ غدا ونقرأ القرآن وكل شيء سيكون على ما يرام لا تقلقي

وبالفعل ذهبت الأم إلى السمسار الذي لم يتفاجأ بعدتها وقال لها
-بدأتما تسمعان الأصوات؟
-بالفعل يوميا
-قلت لك وضعها وانت قبلت
-ما زلت عند قراري لا تقلق لم آتي لاسترجاع اموالي إنما اريد ان تدلني على شيخ ليقرأ القرآن في الفيلا
-طلب بسيط تعالي معي رجاء

وعندما وصلت اليه سردت له ماذا تسمع بالظبط وان هنالك زوج وزوجة في الحديقة مدفونان ففهم الشيخ ماذا تريد أن تفعل وقال لها
-في البداية سنقرأ القرآن في الفيلا يوميا وفي الوقت نفسه ستصرحين لدى الدوائر للحفر وإخراج الجثث وان كان هنالك شبهة جنائية سيحققون بها
-وهو كذلك

ومنذ ذلك الوقت خفت الأصوات في المنزل وبدأت عملية إخراج الجثث التي تعرضت للتهشم قبل دفنها وحين اخرجا اختفت الأصوات نهائيا وكسبت الأم فيلا بسعر رخيص وعاشا برفاهية

بالعودة إلى التحقيقات التي جرت علموا أن ابنهما هو القاتل ولكنه هرب إلى بلد اوروبي تواصلوا معهم وعلموا انه توفي لكن ابنه هو الآخر مسجون حين سألوا عن السبب قال الابن
-كان أبي يضرب أمي بشدة وفي يوم حاول ضربها على رأسها بحديدة وحاول قتلها كما قتل والديه ودفنهما في الحديقة فغافلته وضربته بدوري على رأسه وانا مسجون بخمسة عشرة عاما