شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس دواوين الشعراء (https://www.hamsalshok.com/vb/f332)
-   -   الشاعرة حوراء الهميلي (https://www.hamsalshok.com/vb/t108070.html)

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:45 PM

الشاعرة حوراء الهميلي
 
https://up.hamsalshok.com/do.php?img=46120

حوراء الهميلي
• شاعرة من المملكة العربية السعودية
• مواليد 1989م في الأحساء
• حاصلة على المركز الثاني في الشعر العامودي على مستوى مدارس محافظة الأحساء 2007م
• حاصلة على المركز الأول في أمسية جزل المقامة في جامعة السلطان قابوس في عُمان 2020م
• حاصلة على المركز الأول في مسابقة نادي تبوك الأدبي 2020م
• حاصلة على المركز الأول في مسابقة نادي أبها الأدبي 2020م
• لها عدَّة مشاركات إذاعية وتلفزيونية
• لها عدَّة مقالات ومنشورات في الصحف المحلية والدولية

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:55 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
قُبْلَة

شفتانِ أمْ نهرانِ مِن عطشٍ قديمٍ مَرَّ في بالِ السحابْ
يستمطران فمي المُرَشَّفَ بالعتابْ

شفتان علَّمَها المسيرُ على حوافِّ الجدبِ
أنَّ الروحَ زنبقةٌ تربَّتْ قُرْبَ نبعِ الحبِّ،
أنَّ الوردَ لا يُرديه سعيُ البحثِ عن جذرٍ عطوفٍ في ضميرِ الأرضِ،
بل يُرديه جزُّ الحلمِ
والأحلامُ مِنجلُها الحقيقةُ
والحقيقةُ شَعرةٌ بين الخطيئةِ والصوابْ!

في موعدِ الإزهارِ تنبتُ قبلةٌ حمراء
تغفرُ للصحاري القحْطَ
إنْ أهدتْ لها ماءَ الحياةِ بشكلِ دلوٍ مِن سرابْ!

ثغرٌ نديٌّ ربما يكفي لقلبٍ جفَّ فيه الحبُّ
مستعِرًا بلفحِ الريحِ مِن أنفاسِ (آبْ)

يا للشفاهِ حديثُها صافٍ جداولُه السكونُ،
وعينُه نبعٌ من الكلماتِ في دوامةٍ نشوى..
وليلٌ مُترَعٌ بالسُّكْر،
والنجماتُ مُغمضة العيونِ؛
أمامَها قدْ مرَّ مُنخطِفًا شهابْ!

هي لحظةٌ لِلطفوِ للأعلى!
بحبلٍ خِيطَ مِن ضوءٍ خفيٍّ
مستوٍ ما بين شدٍّ وانجذابْ

مِن محورِ القبلاتِ يطفو الشعرُ قطعةَ سُكَّرٍ
ذابتْ بأحضانِ المُذابْ

الله يا هذا الرِّضابْ!
شفتانِ
أم نهرانِ لا أدري
سوى أنِّي
أحبُّ نداهَما المنذورَ للهمسِ الشفيفِ
هناك ينبجسانِ عن بوحٍ سخيٍّ مُرهَفٍ
يحكي كثيرًا دونَ أنْ يهبَ الشفاهَ رواءَها
هو هكذا يُعطي ولا يُعطي
مؤرجحةٌ خطاه على مجامرَ مِن عذابْ

مَنْ ألبسَ القبلاتِ أثوابَ الحريرِ
وخاطَ للكلماتِ معنًى غيرَ فستانِ القصائدِ؟
مَن تُرى قد جاء مِن أقصى المدينةِ
حاملًا أصوافَ موعدِه القديمِ
وليس يملكُ مِن فتاتِ الحبِّ
إلا يومَه المنسيَّ
عبَّ زجاجةَ الحزنِ الشهيِّ
وحين أسرفَ في الشرابْ،

فُتحت خزانةُ روحِه الملآى بأنواعِ العطورِ:
هناك عطرٌ خالِصٌ للحبِّ،
عطرٌ مِن فمِ الذكرى،
وعطرٌ مُرْجَأٌ يومَ الوداعِ
نحيبُه للآن يَعْلَقُ في الثيابْ!

مَن علَّم الإنسانَ أنَّ الثغرَ فيه مناجمٌ أغلى
مِن الكنزِ المخبَّأ في الكهوفِ
وفي الترابْ؟

ماذا سألنا اللهَ؟!
ما قلنا بنجوانا الأخيرةِ يومَ توزيعِ المصائرِ والهباتِ
ليمنحَ القلبَ الدلالَ؟
فمذْ دعوناه استجابْ!


هل قبلةٌ تكفي لِتمنحَنا النعيمَ؟
وما سيوجدُ في الجنانِ مُخَبَّأً
غيرَ الذي ذقناه في دنيا اللذائذِ؟!
قبلةٌ أخرى ويُفتتحُ الجحيمُ أمامَنا

يا أيها الربُّ العطوف …

لا تمتحن صبري عنِ القبلات!

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:55 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
جرحٌ يغتسل عند النبع
حادٍ يهشُّ على المدى أوجاعَهُ
مُتأبِّطًا قلبًا شَكَا أضلاعَهُ!

أسمالُه عمرٌ ترقَّشَ جلدُه
خُفَّاه كانا … همَّهُ وصراعَهُ

حَذِرًا يخطُّ على الترابِ حنينَه
والرملُ يذكر جيِّدًا أطباعَهُ

ما غام ليلٌ في ستائرِ روحِه
إلا وسرَّبَ بالثقوبِ شعاعَهُ

ما جاعَ حقلٌ ضامرٌ في بؤسِه
إلا وجَدَّ محاولًا إشباعَهُ

يرنو إلى الظمأِ المراقِ سرابُه
راجٍ يمدُّ إلى السماءِ ذراعَهُ

متلفِّتًا للحبِّ يرقبُ ظلَّه
وكأنَّ شيئًا مِن خطاه أضاعَهُ!

لمْ يدَّرِعْ للحزنِ غيرَ حبيبةٍ
كانت لقاربِه الغريقِ شراعَهُ

مدَّتْ له كفَّ الحياةِ
فمدَّ للذكرى
-بمقياسِ المحبةِ- باعَهُ

كانت ترتِّبُ للمساءِ شموعَه
حتى يؤثِّثَ للغيابِ وداعَهُ

لم تدرِ حين مشتْ له أقدارُه
في صدرِها نسيتْ هناك صُواعَهُ!

لم تدرِ أنَّ الحبَّ حارسُ حلمِه
إنْ غالهُ شبحُ الهمومِ وراعَهُ

ماذا يريدُ الحزنُ غيرَ عيونِه ؟
عيناه تفتحُ للأسى مصراعَهُ!!

ماذا يريدُ اللحنُ غيرَ نشيدِه ؟
في أذنِ فاتنةٍ تحبُّ سماعَهُ

ماذا يريدُ الموتُ غيرَ شهيةٍ
تشري منيَّتَها لكي تبتاعَهُ ؟!

متلوِّنٌ جدًّا … يرواغها الرَّدى ،
هل تستطيعُ بما تجيدُ خداعَهُ؟

تحتاجُ عمرًا كاملًا في حبِّه
حتى تعوِّضَ في الفراغِ ضياعَهُ

تحتاجُ كوخًا آمنًا في حضنِه
وله ستفرشُ بالحنانِ بِقاعَهُ

المعطفُ السكرانُ أدمنَ عطرَه
مترنِّحًا يُغري به نعناعَهُ

هل شهقةٌ تكفي لتجمعَ ريحَه...
عطرًا أنيقًا مُلهِمًا صُنَّاعَهُ ؟!

يعدو لمبسمِها الصغيرِ بقُبلةٍ
نشوى يُسابق شوقُه إسراعَهُ

: أسقيكِ ماءَ الشعرِ يا جوريَّةً
تحتاج دومًا من فمي إيقاعَهُ

كوني عصايَ؛ فمُ الشتاتُ مُسَرِّحٌ
ذؤبانَهُ نحوي تؤُزُّ جياعَهُ

كوني أنيسةَ وحشتي لي خاطرٌ
لم يستطعْ أنسُ الورى إمتاعَهُ

كوني المرايا في انعكاسِ حقيقتي
إنْ بدَّلَ الوجهُ الوسيمُ قناعَهُ!

حولي بنيتُ حصونَ أَسْرٍ مُحكمٍ
ولأنتِ وحدكِ تدخلين قِلاعَهُ

فاستوطني قلقي فثمة فكرةٌ
في خاطري قد أَجَّلَتْ إقناعَهُ

نامي بقربِ النبعِ مثلَ غزالةٍ
وأنا سأطردُ من دمايَ ضِباعَهُ

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:57 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
لم أدَّخر للروحِ جيبًا آخرا

كأيِّ فتاةٍ تُدرِّبُ في الليلِ أحلامَها
أدرِّبُ روحي على أنْ تزورَكَ

شفافةً لا تُرى عبرَ ثقبِ الجدارِ
وليس لها في انعكاسِ المرايا خيالٌ
تغادرُ من جسدي بهدوءٍ
وتسبحُ فوقي

أرى مشهدًا ساحرًا بين شكلِ الوجودِ وشكلِ العدمْ!

لِعمري الذي يُبتدا بالصراخِ
وسرعانَ في صمتِه يُخْتَتَمْ

حَراكٌ / سكونٌ
ولا شيءَ بينهما غيرُ خيطٍ رفيعٍ!

جسدي غارقٌ في الجمودِ
وروحي تموجُ بهالتِها
وتعبرُ من زخرفاتِ الستائرِ
هذا التخفُّفُ يعجبُها
في الهزيعِ الأخيرِ
تُلَوِّحُ لي ثم عني تغيبُ

وفي رحلةِ البحثِ عنكَ
تقولُ ليَ الروحُ :

قبيلَ الوصولِ،
مررتُ على قريةٍ
والندى الرَّطْبُ يكسو الحشائشَ
كان الضبابُ كثيفًا يعمُّ المكانَ
تسلَّلَ لي صوتُ شيخٍ يصلي النوافلَ
في صوتِه المتهدِّجِ
ثِقلُ الجبالِ ورقَّةُ نهرٍ وحيدٍ
وقفتُ طويلًا؛
أُعاينُ شكلَ الخشوعِ

مررتُ على النخلِ أيضًا
تهمهمُ عصفورةٌ وهْيَ توقظُ جارتَها :
رُطَبٌ يانعٌ فاستفيقي؛
نَذُقْ طِيبَ سُكَّرِه
قبلَ وقتِ الصِّرامِ
وقبلَ دخانِ ( الطِّبينةِ )
قبلَ مجيءِ المزارعِ
وقبلَ شواءِ الظهيرةِ

والروحُ تضحكُ في سرِّها ثم تمضي…

وحين وصلتُ إليكَ
-تقولُ لكَ الروحُ :

كان الجمالُ بريئًا
رأيتُ دبيبَ الصباحِ الكسولِ
الذي يتمشى على صحنِ خدِّكَ
دُرْفَةُ عينِكَ مفتوحةٌ للنعاسِ
تأملتُ رمشَكَ،
فاستيقظت رغبةٌ
أنْ أمسِّدَ شعرَكَ حتى تغطَّ بنومٍ عميقٍ
وفي بركةِ الروحِ تسبحُ أحلامُنا البيضُ
تغطِسُ نورسةٌ في المنامِ
فيزهرُ عبادُ شمسٍ على جسدينا

عروقُكَ يانعةٌ تتشجَّرُ في راحتيكْ
شفاهيَ قُبَّرَةٌ إذْ تحطُّ عليكْ

إلى أين يذهبُ قلبيَ في صيفِ (يوليو) ؟
وكلُّ الزوايا تحيلُ إليكْ

تنادي :اركضي يا فتاتي؛

لِينبجسَ النهرُ مِن رملِ كعبِكِ
يرتاحَ نحلٌ على وردةٍ في قميصِكِ
تعبثَ ريحٌ بخصلةِ شعرِكِ
يا موعدًا للجمالِ المُصَفَّى

تعالي مُرَصَّعةً بالنجومِ العباءةُ
مُكْتَظَّةً بالحريرِ المسامُّ
ومُحمرَّةً شفتاكِ

مُحمَّلةً بالعناقِ الأخير سآتيكَ
والكحلُ مرتعشٌ في الجفونِ
سآتيكَ شامخةً
كالنخيلِ المُرابطِ وسْطَ بلادي
كَماءِ العيونِ التي لا تجفُّ

بدعوةِ أمي التي باركَتْني
سألتفُّ حولَكَ
والعودُ يشهقُ في الجيدِ،
رائحةُ المسكِ في رسْغِ كفِّكَ،
عطرٌ يمسِّدُ لحيةَ خدِّكَ،
ملتحميْن معًا في العناقِ الأخيرِ
سآتيك

تفتحُ بابَ المطارِ سريعًا :

ممرٌّ على ضلعِ صدرِك منبسطٌ بالورودِ،
ومغرورقٌ بالندى

ترفرفُ عيناكَ حولي فراشًا يحطُّ على كتفي

وأنتَ تحدِّقُ خلفَ العيونِ

ترى جبلًا قد كستْهُ الثلوجُ،
ترى أيكةً وحدها في التلالِ،
ترى بذرةً طوَّحَتْها السيولُ،
ترى قمرًا لا ينامُ،
وأيضًا ترى
طفلةً في البراري تهيمُ

تدسُّ بجيبي الأغاني ، فأدفأُ
تُعَلِّقُ دمعي على مشجبٍ من أصابعِ كفِّكَ
تبسطها كالمناديلِ،
فأهدأُ

وتفتح أزرارَ غرفتِنا للسماء
فنسبحُ في ملكوتٍ بعيدٍ
هنالك في ردهاتِ الجنانِ
نعبِّئُ أرواحَنا بالنبيذ

وحين يفيقُ الصباحُ المطيرُ،
نوزعُ ضحكاتِنا في الدروبِ الفسيحةِ،

منفتحيْنِ على عالمٍ ربما الآنَ يبدو غريبا
كان مختلفًا قبلَ ليلتِنا شاحبًا وكئيبا

كأنَّ مِن الغيبِ أيدٍ تدلَّتْ بفرشاتِها؛
كي تلونَ عالمَنا من جديدٍ
-ونحن نيامٌ-
غريبٌ هو اليومَ ممتلئٌ بالحياةِ
أيرجع هذا لأنَّا نُحِب ؟

-نمرُّ على شجرٍ مُنْحَنٍ جِذعُهُ
على سورِ مدرسةٍ يتوكأُ
-منذُ عقودٍ-
مهمَّتُه أنْ يراقبَ كلَّ الصغارِ
فلا طفلَ يكبو بساحِ الحديقةِ،
لا طفلَ يُنسى بباصِ الظهيرةِ

حين أطالَ الوقوفَ،
انحنى ظهرُه!

له هيئةٌ مثلُ والدتي يومَ غادَرَنا والدي للأبدْ
يدُها فوقَ خصرٍ نحيلٍ
وتهتفُ : ربَّ اليتامى… مددْ!

يذكِّرُني شجرُ الحيِّ هذا، بها
أُجِلُّ الوقوفَ بحضرتِهِ
أُحَيِّيه فَهْو المُجَنَّدُ،
شيخُ الحديقةِ،
حارسُنا الأزليُّ،
ومانحُنا رئةً ثالثة!

-بـ(سيارةٍ) فاقعٍ لونُها
سوف نصعدُ مُنْعَطَفًا في شمالِ المدينةِ،
يَلُوحُ لنا شارعٌ للفنونِ
نمرِّرُ إصبعَنا فوقَ لوحاتِ (فان كوخ)؛
حتى نصدقَّ أنَّ الجمالَ لصيقٌ بأعينِنا
وأنَّ الفنونَ انبجاسُ الطبيعةِ في ذاتِنا البشرية

-نمرُّ على عرباتِ الفواكهِ أيضًا

وقفنا،
فهبَّ المزارعُ
كفَّاه صارمتانِ
له منكبٌ -في الحقيقةِ- يبدو عريضًا
ولكنَّه حين ينزلُ للأرضِ؛ مُلْتَقِطًا قشرَ رُمَّانِةٍ
سيبدو كطفلٍ وديعٍ
له سحنةٌ من سمارِ الحقولِ
وغمَّازةٌ جعَّدَتْها السِّنيـ

وتقطعني مِن شريطِ التأملِ في وجهِ فَلَّاحِنا القروي

-سلالُكِ فارغةٌ فاملئيها
تريدينَ ماذا ؟


~أريدُ
سفرجلَ
موزًا
وتينًا
وعنقودَ ثغرِكَ

-ولكنَّ ثغريَ مُدَّخَرٌ لا يُباعُ
~إذنْ سوف يفسدُ في غصنِه
ولكنني ربما أشتريه!

فنضحكُ مِن ترَّهاتِ الحديثِ
ونشري الفواكهَ
ننسى العنبْ
ونمشي
يغالبنا في المسيرِ التعبْ

فنجلسُ في مقعدٍ منزوٍ في الحديقة
تقولُ بعينينِ راجيتينِ :

تعالي إلى قريتي في المساءِ
أريكِ السماءَ كما لمْ تريها
أريكِ النجومَ التي تتمشى على سكةِ الغيمِ
مختالةً في الفضاءِ
صدِّقيني
سماءُ المدينةِ واجمةٌ وجهُها مكفهرٌّ
غيرَ أنَّ السماءَ بقريتِنا
سماءٌ ضحوكٌ
تلاطفُ أطفالَنا في الشروقِ
وتعجنُ حِنَّاءَ جدَّاتِنا في الغروبِ
تموجُ بأحلامِنا شفقًا أخضرًا لامعًا كالزجاجِ

وأنت تفيضُ رجاءً وعطفًا
وتهذي بأحلامِك المستحيلةِ
أشعرُ أني أحبكَ أكثرَ مما تظنُّ
وأكثر مما يطيقُ القدر

كان يمكنُ ألَّا أحبَّكَ أكثرَ،‏
لو كنتَ في كلِّ ليلٍ
تُقَبِّلُني قبلةً واحدةْ!
كنتَ تسبقُ دقاتِ ساعاتِنا هازئًا بالزمانِ

تقولُ لضوءٍ مُطِلٍّ علينا بشرفةِ موعدِنا :
أيا قمرًا قد تربَّعَ في عرشِه وسطَ هذي البلادِ
تعالَ بلا خجلٍ فائضٍ
ووثِّقْ تناهيدَ قُبلتِنا
والتقطْ صورةً واحدةْ!

كان يمكنُ ألَّا أحبَّكَ أكثرَ،
لو كنتُ أعرف أنيَ أحتاجُ قلبين
حتى أحبَّ كما ينبغي

كما لنْ تحبَّكَ أخرى - بقدري - أحبُّكَ
كما لنْ تطيقَك أخرى - بقدري - أحبُّكَ
كما الآنَ تضحكُ سرًّا أحبكَ!

يا بهجةً مَنَحَتْني الحياةُ أخيرًا ككفارةٍ عن خطيئاتِها

بماذا ستهمسُ هذي الشوارعُ في أذنك اليومَ؟
هل سيصوِّرُنا قمرٌ فوقَ كرسيِّه في البلادِ البعيدة؟

بماذا أجيبُ الأنوثةَ ؟
ماذا يُرادُ مِن الحبِّ ؟!
والحبُّ أقوى وأشهى وأشقى
وصوتٌ بعيدٌ يهرول أنْ يا .....
تعالي
تعبتُ من الركضِ خلفَ ظنوني
جراحيَ طازَجةٌ يا حبيبي
وهذا الصباحُ يؤدي إلى كل شيٍء
ولكنه لا يؤدي إليكْ!

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:58 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
لِتسكر في فمي الأحلام

في ليلةٍ
شرَّعتُ قلبيَ للحنينِ،
فرشتُ متكأَ الخيالِ؛
لعلَّني أصطادُ من شُبَّاكِ ذاكرتي ملامحيَ البعيدةَ،
رحتُ أستدعي السنينَ الفائتاتِ،
طفقتُ أبكي...
وأحنُّ للعطرِ القديمِ وللتناهيدِ الصغيرةِ
كلما جفَّفتُ قلبي في صباحٍ مشمسٍ بالحبِّ، بالقبلاتِ،
بالبنِّ الشهيِّ مقطَّرًا بفمِ النهارْ

للأغنياتِ على النوافذِ حينما غزلتْ رسائلَها الحمامةُ،
ربما سمعتْ عصافيرٌ صغارٌ لحنَها المنسيَّ في عشٍّ من الأشواقِ ملفوفٍ بشوكِ الوعدِ،
مُتَّكِئٍ على غصنِ انتظارْ

لدثارِنا الشتويِّ،
رائحةِ الوسائد،ِ
عطرِكَ المشتقِّ من وردِ الكنايةِ،
لاشتجارِ البوحِ في خديكَ
ينضحُ باشتهائِك كلما عبقتْ أساريرُ الغوايةِ مِن شفاهِ الجُلَّنارْ

لِفُتاتِ همسٍ في سريرِ الوقتِ كنتَ دسستَه في جيبِ أحلامي ، صحوتُ فإذ به متبعثرٌ فوقَ الدثارْ

وأحنُّ لليلِ القديمِ
لشهقةٍ تبتزُّ أنفاسي الخبيئةَ حينما ارتعشتْ أصابعُكَ الجريئةُ فوقَ ظهرِ أنوثتي …
صهلتْ جداولُ سكرتي في رحلةِ العطشِ السخيِّ
ويا لها مِن رحلةٍ تغري السرابَ محمحمًا يطوي القفارْ

لأصابعٍ فنانةٍ جدًّا
تمارسُ سحرَها في الركضِ ، في لغةِ التحسُّسِ،
في ارتعاشِ العطرِ
والفستانُ يشهدُ ما يواريه الفضولُ
بعقديَ الذهبيِّ أدري كيف تغريكَ التفاصيلُ الصغيرةُ
شكلُ خلخالي
وأقراطي
استدارةُ معصمٍ ما حلَّ أحجيةَ الدُّوارْ

لفراشةٍ حمراءَ قد أهديتنيها يومَ لقيانا
فأيقظتِ الفَراشَ بحقلِ كفِّيَ، لا أساورَ بعدها تحنو عليَّ
وقد كفرتُ بما عداه مِن السِّوارْ

ولخصريَ المنحوتِ يعجبه بِكَفَّيْكَ الحصارْ!

في لعبةِ الليلِ المسافةُ لا تُقاس بضحكةٍ أو قُبلةٍ
أو شهوةٍ أو غفوةٍ بعدَ الجنونِ
تُقاس بالنظراتِ
بالوعدِ الخفيِّ
وبالجراحِ
وبالفراقِ مقدرًا كالموتِ
بالإقرارِ بالفقدِ الكبيرِ
وبالعذابِ بدمعةٍ تكفي العتابَ
بِرفَّةِ الأجفانِ في همسِ العيونِ إذا تُدارْ

كم قاربًا يحتاجُنا هذا البكاءُ؟!
مُجَدِّفَيْنِ بغمرةِ اللاوعي، مُتَّشِحَيْنِ بالمخيالِ
مُنجدِلَيْنِ
لا جدوى يُراودُها الخلاصُ
وليس في القاموسِ مِن قَدرٍ تؤرشفُه الحياةُ وليس.....

يا قلبي سيغرقُ حلمُكَ الفضيُّ
يا قمرَ الردى
كم مرةً قلنا..نكفُّ
نعودُ للخيباتِ مندفعيْن للا شيء
نهوى أنْ بنا نهوي!
نجرِّدنا مِن المحسوسِ
لذةَ ما نعيشُ ، ذريعةٌ أخرى نبرِّرُها بوهمٍ غارقٍ في المستحيلِ
كقاربٍ كُسرتْ مجاديفُ النجاةِ على يديهِ ، عن الشواطئ قد ترجَّل للمحيطِ مغامرًا يختارُ ما خلفَ البحارْ

وهناكَ يُهُلِكُهُ القرارْ!

كم يا ترى نحتاجُ نجوى أو متابًا في صلاةِ العشقِ؟
يا أحلى مناجاةٍ سُقيتُ شعورَها وعلى شفاهيَ أنبتتْ أشهى
ثمارْ

وإليكَ يا عرفانَ أوجاعي
تناديكَ الجراحُ: سنابلي عطشى
فرشِّفْها بصوتِكْ أو بعطفِكَ يا ابتهالَ العشبِ في نجوى الطبيعةِ
يا انكشافَ الشمسِ من خلفِ الستارْ

في سهلِ وجداني عدوتُ أُسَرِّح الأشواقَ
أشواقي الطريدةَ والشريدةَ
فابتكر مرعىً يلمُّ ضياعَها
مَعْفِيَّةٌ كلُّ الفصولِ فلا ربيعَ بغيرِ حبِّكَ
لا شعاعَ بغيرِ صحوِك
لا شتاءَ بمعطفِ التأويلِ إلا باستعارةِ دفءِ قلبِكَ
شالُكَ المغزولُ بالكلماتِ يندى بالقصائدِ
حين تعشبُها فيكسوها اخضرارْ

ماذا تبقَّى منكَ ؟!
رائحةُ الحنينِ تفوحُ في الأضلاعِ،
ضحكتُكَ البخورُ وموقدي الذكرى!
ما حجم ما تدريهِ عني؟
عن أسايَ عن الحرائقِ في ربى صدري
فتيلٌ واحدٌ يكفي لِيَذْرُوَني رمادًا
كلما ربَّيتُ ذاكرتي على النسيانِ عاندني جمالُكَ!
ثُّم ماذا ؟
وذرفتُ أغلى دمعةٍ -مرَّتْ على خدي- عليكَ ،
بكيتُ للقلبِ الذي ما عاد يسعفُه الخيالُ
عقدتُ بالأشواقِ نذرًا فوقَ شُبَّاكِ انتظارِك
كنتُ أدعو:

أيها القدِّيسُ
مَرِّرْ كفَّكَ اليمنى على حزني فأشفى ،
وامسحْ بلطفِكَ أدمعَ الخذلانِ من وجهي ،
وأمطرني سحابَ الأمنياتِ على جروحيَ
عبرَ جسرِ الروحِ
واهمِس:
يا ملاكَ الحبِّ لا تبكي

فتحملني السكينةُ بين جنبيْها
ملاكًا هانئًا في الحلمِ، يسبحُ في رؤاه البيضِ، يلمسُ نجمةَ اللقيا وضوءًا غبَّشَتْهُ يدُ الغبارْ

رغمًا عن الأحلامِ
ما أخفيه بادٍ في ملامحيَ انكسار!

تعبى
على بابِ احتياجِيَ قد جلستُ، البابُ لم يعبأ بِكَثرةِ
طارقيهِ
نوافذي ملَّتْ أحاديثَ الجدارِ!

ما شرفةٌ بزغتْ على قلبي سواكَ،
لمستَ (نورَ) حقيقتي،
بلورتَها حتى استحالتْ في فمِ الأشعارِ (نارْ)!!

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:59 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
على يدي سوارُ نبوءة

أمشي على الأرضِ
أم أمشي بها فوقي ؟!
معادلاتٌ
تُماهي الخلقَ في الخلقِ

ما للطبيعةِ في شكلي تنازعني
لي أنْ أكونَ كما أرجو
وذا حقي!

تجسَّدَتْ فيَّ ،
ماءُ النهرِ أَفْلَتَني
أخشى انزلاقي بوادٍ يشتهي عمقي

ما إنْ تشبثتُ ...
نحوي مدَّ أذرعَهُ
مَنْ علَّمَ النهرَ أنْ يُبتزَّ بالرفقِ ؟

تكفيه عاطفةُ الأنثى
إذا انهمرتْ
مادتْ لها الأرضُ مِن غربٍ ومن شرقِ

أسرَّ لي ثم أبدى لي نبوءتَهُ
فجئتُ مبعوثةً في جُبَّةِ العشقِ

آنستُ نارًا
لسانُ الطورِ كلَّمني ،
وفي فمي جمرةٌ قد خانَها نطقي

عهدُ الرسالاتِ لم ألبسْ خواتمَه
ياقوتةُ الغيبِ لم توضعْ على طَوْقي

بأي سِفْرٍ مِن المعنى أكثِّفُهُ
مالم أكنْ سورةً في محكمِ الصدقِ

يا واديًا غيرَ ذي زرعٍ
وهبتُ له
ماءَ الخلودِ
وقمحًا من فمِ الرزقِ

حواءُ ضلعٌ وما للضلعِ متكأٌ
فابسط لها روحَك العظمى
ولا تبقِ

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 10:59 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
فستانُ الهوى العشبي

ستذكرني
إذا ما لاحتِ (الأحساءُ) في عينيكْ
إذا ما نخلةٌ رقصتْ
بفستانِ الهوى العشبيِّ
مَشَّطَ شَعرَها المجدولَ شالُ الغيمِ
هَرَّبَ همسةً مني
لِيُوصِلَها الحنينُ
إليكْ

بهمسِ النخلِ للنبعِ
بما أُخفيه في ضلعي

ستذكرني

إذا غرقتْ خطوطُ ملامحِ الجوريِّ في كفيكْ
إذا ما حنَّ ماءُ الصبحِ مشتاقًا لدفءِ يديكْ

إذا ابتسمتْ لكَ الدنيا
ستذكرُ بسمةَ الياقوتِ
مُحْتَجِبًا
بخطِّ اللؤلؤِ المصفوفِ
في
ثغْري
إذا غَشِيَ السديمُ الكونَ
أيقظَتِ النجومُ الليلَ
حين تسلَّقَتْ
شَعري

وتصحو النجمةُ السمراءُ
ترسم وجهيَ القمريَّ
مُزدانًا بشامتِهِ
ينامُ الخالُ في خدي ، على شفتي
بأقصى
سفحِها المائلْ

ستذكرُ
أنَّ لي عينينِ تشبه دِقَّةَ اللوزِ المشاكسِ في استدارتِهِ

يَضيق بضحكتي جفني
تقيسُ مسافةَ الفردوسِ
بينَ النظرةِ الخجلى
وبينَ الخصرِ والكاحلْ

: "أُحِسُّكِ مُهْرَةً بيضاءَ تركضُ فوقَ شطِّ البحرِ
شيءٌ في مدى عينيكِ
يُغرقني "

ويرحلُ في سرابِ الأمنياتِ
كلامُكَ الأنقى
ويبقى
قلبيَ المُلقى
على خدَّيْه

ستذكرني
إذا قلَّبتَ أيَّ كتابْ
بقهوةِ لَيْلِنا الشتويِّ نُهرق دمعتينِ معًا
بذاتِ السَّطْرِ
مأخوذين بالإنسانِ
بالحبِ المكابدِ
في عيونِ الفجرِ مرتعشًا بألْفِ عتابِ

تَذَكَّرْ أنَّ لي قلبًا ترابيًّا يُربِّي النخلَ في جنبيْهِ
يفرشُ ضفتيهِ عقيقَ تمرٍ خالِصٍ بالحبِ
لا تُغفِلْ عنايتَهُ

ولا تنسَ ..
برغمِ الوعي واللاوعي
أحملُ في دمايَ غريزةَ الأنثى
ذكائي العاطفيُّ يمرُّ فوقَ خريطةِ النسيانِ، منتبهًا لرائحةِ الغيابِ
سأنقذُ الوقتَ المُسَرِّبَ كبريائيَ في رصيفِ الحبِ

أرحلُ قبل أنْ ترحلْ؛
تَصَحَّرَ قلبيَ المُهْمَلْ

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 11:00 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
أبيعُ تذاكرَ الأحلام

جليدٌ لا يذوبُ بِحَرِّ ناري
كأنَّ الريحَ
لم تفهمْ مداري

أُوَزِّعُ في مهبِّ الريحِ صوتي
فَيَخْنُقُنِي
صدايَ مع المسارِ

أُقلِّمُ برعمَ الأشواقِ
يذوي على وجعي
على حلمِ اشتجارِ

فصولي
قصةٌ هَزِئَتْ بقلبي
أُوَقِّعُها بِاِسْمٍ مُستعارِ

أبيعُ تذاكرَ الأحلامِ؛
أشري بها خيباتِ عمري
وانكساري

يُعَرِّيني الدجى
فيطلُّ وجهٌ
ملامحُهُ يُخَبِّئُها نهاري

أُدثِّرُ بِابتساماتي فؤادي
وأدركُ
أنه ما زال عاري

كثيرًا
قد رقصتُ على جراحي
سقطتُ أسىً
وأدماني سِواري

على لغتي أهيمُ
ولستُ أدري اتجاهاتي
وما جدوى فِرارِي

تُقطِّرني اختباراتُ التلاشي
تُكثِّفني العواطفُ بِانصهاري

تكشَّفْتُ السرابَ
بماءِ عيني
وأغرقتُ الصحاري بانهماري

أنا في قوةِ الأنثى
رياحٌ
تُعَرْبِدُ في الوجودِ
بلا انحسارِ

أنا في دمعةِ الأنثى
ضياعٌ
رمادٌ
ثارَ في حقلِ انفجارِ

هديرٌ مثلُ جدولِ ذكرياتٍ
هو الحزنُ الذي فينا
نُواري

لأنَّ الليلَ مذبحُنا
صَلَبْنا هَوَانا
فوقَ قدَّاسِ المزارِ

نموتُ بقدرِ ما نهوى
كأنَّا
شواطئُ أدمنتْ
همسَ البحارِ

نجرِّبُ ألفَ موتٍ
حين نُخفي شعورًا
لم يقلْهُ فمُ الحوارِ

أواريني وأنبشُ ذكرياتي
وأُبقي الحُبَّ
مخنوقًا
جِواري

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 11:00 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
شكَّلْتُ لي جسدًا

عني تَقَرَّرَ للحياةِ مجيئي
وقَّعْتُ في المنفى قرارَ لُجوئي

ما كان لي فيه الخيارُ لأنَّهُ
لو كان ..
لم أخترْ مصيرَ نشوئي

ونُفيتُ في الإنسانِ
كيف سكنْتُهُ عمرًا
كطفلٍ خائفٍ مخبوءِ

شكَّلْتُ لي جسدًا قطعتُ نتوءَه
ما إنْ خُلقتُ
نمتْ رؤوسُ نُتوءِ

وقطفتُ أعشابَ الخلودِ أَلُوكُها
ما خلتُ أنَّ الموتَ
شجَّ مريئي

إيقاعُ عمريَ ساعةٌ رمليةٌ
قلَّبتُها في سرعةٍ وهدوءِ

هل جرأةٌ تكفي
لِتخلقَ دهشةً فينا
كموتٍ صادمٍ وجريءِ؟

هل وجهيَ الكونيُّ يذكرُ شكلَهُ؟
فالطينُ أوغلَ فيَّ منذ مجيئي!

همسه الشوق 14 - 7 - 2023 11:01 PM

رد: الشاعرة حوراء الهميلي
 
ملامحٌ تلبسُ وجهي

مَنْ فسَّر الحزنَ في وجهي وأوَّلَهُ؟
ملامحي ربما أَزْرَى بها الوَلَهُ !

ما عدتُ أذكرُ شكلي حين تعكسني
هذي المرايا متى وجهي تَبَدَّلَهُ؟

ما عدتُ أعبأ كيف الجرحُ لوَّنَني
القمحُ يصفرُّ لو يشتاقُ مِنْجلَهُ

حتَّام أمضي وهذا العمرُ يلحقني
لم يلتفتْ نحوَه ظِلِّي لِيسألَهُ :

هل الدروبُ متاهاتٌ تمرِّرُني
نحوي لأعبرَ إحساسي وأدخلَهُ؟!


الساعة الآن 03:08 AM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


الامتياز


SEO by vBSEO