شبكة همس الشوق - كيف تتعاملين مع طفلك المعاق ذهني

من حقه أن يحيا طبيعياً
كيف تتعاملين مع طفلك المعاق ذهنياً ؟

عندما ترزق الأم بطفل معاق ذهنياً تقف مكتوفة الأيدي ومهمومة ولا تدرك كيفية التعامل معه ، فالطفل المعاق ذهنياً يعد من أصعب الحالات لذا فهو يحتاج إلى معاملة خاصة وخطوات مدروسة ومعروفة للتعامل معه دون الوقوع في أي مشاكل أو أخطاء تؤذيه نفسياً . ولأن الطفل المعاق مثله مثل أي طفل طبيعي وله نفس الحقوق والوجبات بل إنه يستحق من الأم والأسرة كلها حسن المعاملة والاهتمام الزائد ، تقدم الدكتورة هيام نظيف ـ أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس ومديرة مركز دراسات الطفولة التابع لمعهد الطفولة بالجامعة ـ للأمهات بعض النصائح التي تساعدهن على تجنب أي أخطاء في المعاملة مع الطفل المعاق ‏:‏

‏

- اقبلي الطفل ذا الإعاقة الذهنية أو أي إعاقة أخري من منظور إنساني بالدرجة الأولي‏,‏ لأنه طفل وله جميع حقوق الطفل الطبيعي ‏.‏
‏
- تحلي بالصبر في تعاملك مع طفلك المعاق وامنحيه الفرصة كاملة في تحمل جميع المسئوليات التي تناسب عمره العقلي وإمكانياته الجسدية .‏
‏
- أعطيه الفرصة للاعتماد علي نفسه وازرعي الثقة في نفسه ولا تسارعي في تقديم المساعدة إلا بعد إعطائه الفرصة كاملة بما يتناسب مع قدراته‏.‏
‏
- امتدحي نجاحه في أداء أي عمل حتى ولو كان بسيطاً واعملي علي تصحيح أخطائه فوراً وبطريقة غير مباشرة‏.‏
‏
-‏ تكلمي معه بشكل واضح وسهل وبصوت عادي‏ ,‏ وحاولي استخدام الإشارات اليدوية وتعبيرات الوجه كلما أمكن لوصف الأشياء أثناء التحدث معه‏.‏
‏
‏- امنحيه الفرصة الكاملة للتعبير عن نفسه وعن رغباته ولا تحاولي مقاطعته أو تكملة العبارة بدلاً منه‏.‏
‏
-‏ في أثناء تقديم المساعدة له ابدئي بالمساعدة اللفظية والإشارات ثم المساعدة الجسدية‏ ,‏ مع مراعاة التدرج عند تقديم المساعدة أو سحبها‏.‏
‏
-‏ عامليه بنفس التقدير والاحترام الذي تعاملين به الآخرين ولا تحاولي الاستهزاء به أو التقليل من شأنه‏.‏ وتؤكد د‏.‏ هيام علي ضرورة ثباتك علي التعليمات والعادات الصحية التي تعرفين جيداً أن باستطاعته القيام بها وشجعيه عليها‏,‏ مثل المداومة علي غسل يديه واستخدام فرشاة أسنانه بعد الأكل وقبل النوم ‏.‏

إياكِ والإهمال أو التدليل الزائد

وحتى لا يعتمد طفلك على هذه الإعاقة لكي يحقق بها مكاسب وفوائد ولا تتحسن حالته يحذر الدكتور علي شوشان ـ طبيب نفسي ـ أم الطفل المعاق من القيام بسلوكيات معينة مثل التجاهل أو تجنب التعامل معه ومحادثته أو أن تهمل الطفل المصاب بالإعاقة كما يجب عليها ألا تزيد من اهتمامها به فوق المعتاد أو تدللـه بشكل فائق فيبطئ هذا علاجه وشفاءه . وعن كيفية التعامل معه يقول الدكتور علي يجب على ا9ثلأم في هذه الحالة أن ترى احتياجات الطفل الخاصة لأنه يحتاج أموراً وأشياء لا يحتاجها طفلها الطبيعي الصحيح ، والأم بحاجة إلى تنسيق هذه الاحتياجات وتنظيمها وبحاجة إلى التعامل المتوازن مع ابنها المعاق بدون تقليل ولا تهويل ولا تهوين .

وتحتاج الأم في تعاملها مع طفلها المعاق إلى متخصصين سواء للناحية العضوية أو النفسية لمعرفة ماذا يحدث للطفل نفسياً نتيجة الإصابة ومتابعة هذه الحالة مهم جداً، فالحالة النفسية لها تأثير أكيد على الحالة العضوية ، والاهتمام بها مسألة مهمة لمتابعة الحالة العضوية وتحسينها، ويؤثر على أفراد الأسرة أيضاً.

فن التعامل مع المعاق

ولأن الطفل المعاق يحتاج إلى الإحساس بالأمان ويحتاج إلى أن ينتمي للآخرين وأن يكون نشيطا مبدعاً فينبغي أن تكون العلاقة بين الوالدين يسودها المحبة والتقدير حتى يتمكنا معا من مساعدة ابنهما على النمو في جو هادئ بعيداً عن الصراعات الانفعالية التي تضيف عبئاً انفعالياً ونفسياً على الطفل المعوق.
ويؤكد الأطباء أنه ينبغي أن تكون الروابط الأسرية قوية بين أفراد الأسرة لأن تدعيم هذه الروابط سوف يضيف قوة وقدرة للأسرة ككل على تحمل أعباء الطفل المعوق ، وغليكِ هذه النصائح :

- يجب على الوالدين أن يشجعوا الأطفال الأصحاء أن يتعاونوا في الاهتمام بالأخ المعوق وأن يشركوه معهم دون حرج.

- مساعدة الطفل المعوق كأي طفل طبيعي على مشاركة إخوته المنافسة والمشاركة أحيانا لأن هذا يخلق جوا من الحب والمشاركة وعدم الغيرة وهو الجو الطبيعي للأطفال جميعا.

- أن يكون هدف الأسرة التي بها طفل معوق أن توفر له حياة طبيعية بقدر الإمكان بما في ذلك ردعه أن يكون هدف الأسرة التي بها طفل معوق أن توفر له حياة طبيعية بقدر الإمكان بما في ذلك ردعه إذا أساء التصرف فهو في حاجة إلى تعلم أصول اللياقة والأدب تماما كالأولاد الآخرين وبهذا يمكن تجنب خطورة جعل الطفل مركزا تدور حوله حياة باقي أفراد الأسرة وفي نفس الوقت اعتماد الطفل على واحد أو أكثر من الأشخاص القريبين له في بيئته سوف يجعل التكيف الاجتماعي للطفل مع الآخرين أمراً صعباً.

- على الأم أن تتذكر أن طفلها سوف يتقدم حتما إذا كان متخلفا عن الأطفال الآخرين وسوف يمكنه الوصول إلى السعادة والإحساس بالرضا بطرق غير متوقعة إذا توافرت له البيئة المتفهمة لحاجاته.