الجزء الأول من اوسمة صدئة
زمهرير الخوف ....
بقلم كراميل نور
ما أقسى شتاء قارص حينما ترتجف منه قلوبنا
زمهريرا يعصف بإنسانيتنا ويزلزل الدفء الذي
يكمن بداخلها ويحولها لجليد خوف قاسي فتموت ولا يبقى
منها غير الجمود والقسوة والبرودة لا يدفئها ملابس
صوفيه ثقيلة ولا حطب مشتعل داخل مدفئة
وهاهو بابا نويل يوزع هدايا الشتاء
في ليلة باردة ظلماء أوسمة صدأه لكل
....أب وأم
...لديهم
طفل ..
انطوائي
سيكوباتي
سادي
كي يكبرالطفل ويصبح شابا مستهترا
او مدمنا
و ربما يكون جشعا عنيفا
قاتلا او بائسا
مريضا او مجنونا
او معاقا
أتى الشتاء ولكنه شتاء من نوع آخر
شتاء يصنع بشرا من جليد لا حياة فيهم
صفاتهم الخوف ....
الخنوع ...
الجبن ...
شخصية مهزوزة منهزمة
ونحن صناع هذا النوع من الشتاء
شتاء يغدق على أبناءنا الخوف بغزارة
فيرتجفون وتموت بداخلهم روح البراءة رعبا
اتعلمون ؟ نحن ضحايا تربية خاطئة بلا شك
نعم ...أخطأ آبائنا في طريقة تربيتنا ببعض العنف وسرنا على نفس
الطريق
ولكننا انتقمنا من العنف العفوي بعنف أشد قسوة وجرما وأخرجنا
عقدنا وخوفنا الذي كان يكمن داخلنا باحتجاج عنيف دفع ثمنه
ابناءنا ..
أتساءل .....واعلم الاجابه حتما ...
لما وصلنا لهذا الحد من القسوة التي خلفها شتائنا.... شتاء
الخوف؟
حرق ...وجلد .....
واغتصاب ...وقتل ...... ؟ !!!!!!
مساكين هم أبناءنا ...
دفعوا ثمن عقدنا ثمنا باهظا جدا
لنرى لوحات بشعة سيخلدها الزمن ليوم القيامة
لوحات مرعبة مخيفة بائسة لم نكن نراها في عهد مضى إلا نادرا
جدا وكان متمثلا فقط في زوجة الأب
والآن في عهدنا اصبحت لوحات مخيفة ترتجف رعبا
تساقطت عليها ثلوج العنف والعذاب من قبل أم تخلت عن حنانها
باللهاث خلف دنيا دنية
وأب طمس ابوته تحت انقاض الرغبات والشهوات
اتعلمون لما حل هذا الشتاء اللعين على حياتنا ؟
لأننا هجرنا كلام الله واستبدلناه بآيات من وساوس الشيطان
وإغوائه .....فتزوج الأب من أخرى ليقتل بناته الثلاث الصغيرات
بثلاث ثعابين كوبرا
.....واحدهم اغتصب ابنته لأنه كان سكيرا
وآخر أحرق فرج أبنته ذات الاربع سنوات بسيخ من حديد حامي
لأنه شك في سلوكها الأخلاقي .يا لسخرية ابليس من حمقنا ....
لقد تاهت الأبوة بين طيات الجهل والأمية والضياع
وصرخت الأمومة مستنجدة
من فحش امرأة قبضت ثمن بيع ابنتها لعباد الشهوات
وأعلم أنه سيمر الزمن .....
ويكبر من تبقى من هؤلاء الصغار المعذبين......
ليصرخ الآباء وتلطم الأمهات خديها يبكون من عقوق ابنائهم
وقسوتهم عليهم في كبرهم ........
إلا من اهتدى ......
فكيف بجيل تربى على الخوف والقسوة بأن يكون
؟!!!!!
