شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس للخيمة الرمضانية (https://www.hamsalshok.com/vb/f131)
-   -   ال سرة في رمضان بين التدبير و التبذير (https://www.hamsalshok.com/vb/t80814.html)

همس الشوق 26 - 4 - 2019 04:27 PM

الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 
  • الأسرة في رمضان
    بين التدبير أو التبذير


    ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية
    السيئة الضارة
    حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في وجود الفقر
    وسط الرخاء إذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة.
    حبذا تقدير الكميات المطلوبة والجودة والنوعية
    والفترة الزمنية لاستهلاك السلع والمنتجات.
    لابد من كبح انفعالاتنا العاطفية
    المتعلقة بالكميات المطلوب شرائها واستهلاكها
    على مستوى الأطفال والنساء والأسر.
    الحذر من تقليد المجتمعات المترفة
    ذات النمط الاستهلاكي الشره المترف المتلاف.
    إن من معاني الصوم أنه إمساك عن شهوة البطن
    وبالمعنى الاقتصادي:
    تخفيض الإنفاق أي ترشيده بمعنى أدق.
    بَيْدَ أننا نرى في حياتنا المعاصرة
    علاقة طردية بين شهر الصوم والاستهلاك الشره.
    والمرء يدهش من هذا النهم الاستهلاكي
    الذي يستشري لدى الناس عامة في هذا الشهر دون مبرر منطقي.
    فالجميع يركض نحو دائرة الاستهلاك المفرط والاستعداد للاستهلاك في رمضان
    يبدأ مبكراً مصحوباً بآلة رهيبة من الدعاية والإعلانات
    والمهرجانات التسويقية التي تحاصر الأسرة
    في كل مكان وزمان ومن خلال أكثر من وسيلة.
    فالزوجة تضغط باتجاه شراء المزيد
    والأولاد يُلحون في مطالبهم الاستهلاكية
    والمرء نفسه لديه حالة شراهة لشراء أي شيء قابل للاستهلاك
    وبكميات أكثر من اللازم.
    ومن الأسف أن اعتاد بعض الناس
    على بعض العادات السيئة الدخيلة على شهر رمضان
    والتي تتمثل في طريقة الإنفاق الاستهلاكي
    وهي ليست من الإسلام.
    الشائع بيننا أن المرأة أكثر إسرافاً من الرجل
    سواء في ملبسها أو إنفاقها
    ولكن هناك من الرجال مَنْ هم أكثر إسرافاً
    في أموالهم وسلوكهم ومقتنياتهم
    فالأمر نسبي ويرتبط بحجم ما يتوافر لدى الفرد
    من مغريات نحو الإسراف.
    ويبقى السؤال المهم:
    أيهما أكثر إسرافاً الرجل أم المرأة أم الاثنان معاً؟
    والحقيقة أن كلاً من الرجل والمرأة مسؤول
    وإن كان الإسراف والتبذير
    أكثر في المجتمع النسوي نسبياً.
    ومن ثم فإن الزوجة التي تـُعد وتطبخ
    والزوج الذي يجلب وينفق كلاهما متهم
    في الشراهة الاستهلاكية التي تنتاب مجتمعنا
    في رمضان وغير رمضان.
    وبلغة الإحصاءات والأرقام فإنه في أحد الأعوام
    قدّر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك
    السنوي في إحدى الدول العربية
    بما نسبته 20%
    أي أن هذه الدولة تستهلك في شهر واحد
    وهو شهر رمضان خمس استهلاكها السنوي كله
    بينما تستهلك في الأشهر المتبقية
    الأربعة أخماس الباقية
    وتشير بعض الدراسات التي أجريت حديثاً
    أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية
    ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد
    الذي قد تبلغ نسبته في بعض الحالات 45%
    من حجم القمامة.

    لذا، يمكن القول، بصفة عامة، إن الإسراف
    في هذا الشهر (رمضان) وفي غيره
    سمة من سمات منطقتنا العربية.
    فعندما يأتي شهر رمضان نرى أن أغلبية
    من المسلمين يرصدون ميزانية في الأشهر العادية
    وتبدأ بمضاعفة استهلاكها. ويكون النهار صوماً
    وكسلاً والليل طعاماً واستهلاكاً غير عادي.
    ونسي هؤلاء أو تناسوا أن اختصار
    وجبات الطعام اليومية من ثلاث وجبات
    إلى وجبتين اثنتين فرصة طيبة لخفض
    مستوى الاستهلاك وهي فرصة مواتية
    لاقتصاداتنا خصوصاً ونحن أمة مستهلكة
    أشارت كل الإحصاءات إلى أن أقطارنا كافة
    تستهلك أكثر من إنتاجها وتستورد أكثر من تصديرها
    وما هذا الاستهلاك الزائد دائماً والاستيراد الزائد
    غالباً إلا عاملان اقتصاديان خطيران تشقى
    بويلاتهما الموازنات العامة وموازين المدفوعات.
    أن الإنفاق البذخي في رمضان أمر
    لا يمكن أن يتسق مع وضعية مجتمعاتنا الإسلامية
    التي في أغلبها مجتمعات نامية تتطلب المحافظة
    على كل جهد وكل إمكانية من الهدر وما نصنعه
    في رمضان هو بكل تأكيد هدر لإمكانات مادية
    وهدر لقيم سامية وهدر لسلوك منزلة القناعة.
    ومن المعلوم أن الاستهلاك المتزايد باستمرار
    معناه المزيد من الاعتماد على الخارج
    ذلك لأننا لم نصل بَعْدُ إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي
    أو مستوى معقول لتوفير احتياجاتنا الاستهلاكية
    اعتماداً على مواردنا وجهودنا الذاتية
    وهذا له بُعْدٌ أخطر يتمثل في وجود حالة تبعية
    غذائية للآخر الذي يمتلك هذه الموارد
    ويستطيع أن يتحكم في نوعيتها وجودتها
    ووقت إرسالها إلينا. ومن ثم
    كان للاستهلاك أبعاد خطيرة كثيرة تهدد حياتنا
    الاقتصادية وتهدد أيضاً أمننا الوطني
    فهل يكون شهر رمضان فرصة ومجالاً لامتلاك
    إرادة التصدي لحالة الاستهلاك الشرهة
    التي تنتابنا في هذا الشهر الكريم؟
    إنّ صفة استهلاك المسلم هي الكفاية لا التبذير
    وإن منفعته وإشباعه يتحقق ليس فقط بالإشباع
    المادي بل من خلال الإشباع الروحي
    بأداء الواجب نحو المسلمين من مال الله
    الذي رزقه إياه.
    وإن منفعته تتحقق حتى في قيامه بواجبه نحو المسلمين
    وقبل ذلك أهله وزوجته وولده.
    ولذا، يسعى المسلم إلى مرضاة الله تعالى
    فيشكر الله على نعمه ويحمده ليحقق منفعة
    بسد حاجته، وبلوغ متعته والكفاية عن الحرام
    وتحقيق مرضاة الله ونيل ثوابه عز وجل.
    إن شهر الصيام فرصة دورية
    للتعرف على قائمة النفقات الواجبة بالمفهوم
    الاقتصادي، وعلى قائمة الاستبعاد النفقي ثم
    فرصة لترتيب سلم الأولويات
    ثم فرصة كذلك للتعرف على مستوى الفائض الممكن.
    ثم إن شهر رمضان فرصة لتحقيق ترشيد أفضل
    ولتوسيع وعاء الفائض الممكن
    ولكن شريطة أن يرتبط بالقاعدة القرآنية
    الإرشادية المعروفة:
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}
    [الأعراف: 31]
    هذه القاعدة، ولا شك هي ميدان الترشيد على المستوى الفردي والمستوى العام. لقد أكدّ الباحثون على حقيقة مهمة تنص على أن فوضى
    الاستهلاك تبرز بوضوح، حينما تبدأ الزوجة
    بعرض نفقاتها لتكون نفقات من السلع والمواد
    الغذائية التي تبتلع فعلاً الدخل الشهري حتى آخر
    قرش فيه. وتنتقل عدوى التبذير إلى الأطفال فينمو
    معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء فلا يحافظون
    بالتالي على ألعابهم أو كتبهم. وفي ظل ذلك
    لا يعود قضية وقتية حالية، بل مسألة تمتد إلى
    المستقبل ولا يعود التبذير والترف مقتصراً على
    الأسرة بل والوطن كذلك.

    ويكتب لنا فيها الجزاء الأوفى ،،،


    فشهر رمضان، يجري تحويله عاماً بعد عام
    إلى مناسبة للترويج الكثيف والحاد لمختلف السلع
    وتسهم في ذلك بقوة مختلف وسائل الإعلام
    وفنون الدعاية ووكالات الإعلانات.
    وهكذا يتزايد إخضاع المشاعر الدينية
    للاستغلال كوسيلة من وسائل توسيع السوق
    بل وأحياناً لترويج أكثر السلع بُعداً عن الدِّين.
    وعليه، فإننا نؤكد على أن مفتاح حل الأزمات
    الحقيقي إنما يكمن في التربية الاستهلاكية.
    إن رمضان هو محاولة لصياغة نمط استهلاكي
    رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً
    تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء الاستهلاك
    استهلاك بعض المفردات في حياته اليومية
    ولساعات طويلة كل يوم.
    إنه محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكي
    الذي أجمع العلماء الاجتماعيين والنفسيين
    أنه حالة مرضية.



    ختاماً
    فإن أهم المعالجات التي يمكن
    من خلالها التصدي للشراهة الاستهلاكية
    أو التخفيف من حدتها:
    أولاً: ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة الضارة
    حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي
    في وجود الفقر وسط الرخاء
    إذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة.
    ثانياً: حبذا تقدير الكميات المطلوبة
    والجودة والنوعية والفترة الزمنية
    لاستهلاك السلع والمنتجات.
    ثالثاً: لابد من كبح انفعالاتنا العاطفية
    المتعلقة بالكميات المطلوب شرائها
    واستهلاكها على مستوى الأطفال
    والنساء والأسر.
    رابعاً: الحذر من تقليد المجتمعات المترفة
    ذات النمط الاستهلاكي الشره
    المترف المتلاف.

همسة الشوق 27 - 4 - 2019 09:46 PM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 

يعطيك العافيه لطرحك الراقي
لك جزيل الشكر والتقدير
وبنتظارجديدك بشوق
الشكر لعباراتك
أكــاليل ورد وياسمين لروحك النقية

شيخة الزين 28 - 4 - 2019 09:46 AM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 










تسلم آيدينك على روؤوعة طرحك وآنتقائك آلمميز
آلله يعطيك آلف عآفية وً عسسآكِ على ـآلقوة
في آنتظآر روآئع جديدك آلقآدم
دمت بسعآده


http://www.hamsalshok.com




سلوان 7 - 5 - 2019 06:38 AM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 
:1N::1N::1N:
طرح هادف يتناول قضية خطيرة ومهمة
فمن حكمة تشريع الصيام تحقيق التقوى
قال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )
لماذا ؟؟؟؟؟
( لعلكم تتقون )
فاصبح الشهر بكل اسف كسوق سنوي
لعرض مختلف البضائع وترويجها لا نقول هذا حرام لكن نتساءل
لماذا هذا الشهر بالذات انه موسم الطاعات لا التسويقات
واثقال كاهل العامل البسيط لاجل توفير مشتريات رمضان لاسرته
نعم اتفق معك هناك تبذير كبير وملحوظ في احد طبقات المجتمع
- لا انكر انه بهدف خيري -
لكن اسيئ ترشيده
ولم يوظفا توظيفا جيدا
في حين هناك اسر لا تكاد تُحصّل قوتها اليومي من الطعام
والمستلزمات الضرورية فعن تلك السلبيات حدث ولا حرج
هدانا الله إلى سواء السبيل .. انتقاء راقي وموفق
لا حرمت اجره سلمت يمناك اخي همس
تقديري لك واحترامي مع الشكر
مبارك عليكم الشهر

:1N::1N::1N:

نظرهـ خجولهـ 20 - 5 - 2019 01:31 AM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 
بارك الله بك وكتب لك اجر ماكتبته

طبت خير وكل عام وانت بخير :130:

سلوان 20 - 5 - 2019 06:52 PM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 
يثبت لاهمية الطرح

حوريه 26 - 4 - 2020 12:21 PM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 
جزاكم الله خيرا
طرح قيم و مفيد
نفعكم بها المولى
وجعل ماكتبتم في موازين حسناتكم
وتقبل الله منا ومن الجميع صالح الأعمال

نجمة الليل 4 - 3 - 2023 11:45 AM

رد: الأسرة في رمضان بين التدبير أو التبذير
 
جزاك الله خير همس
واموار لازم نتفهمها
صح كلامك ولك كل الشكر عليها


الساعة الآن 01:14 PM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


الامتياز


SEO by vBSEO