شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس المواضيع العامة (https://www.hamsalshok.com/vb/f8)
-   -   ما تفعله يعود اليك (https://www.hamsalshok.com/vb/t88955.html)

حنين الأشواق 6 - 5 - 2021 08:07 AM

ما تفعله يعود اليك
 

ما تفعله يعود اليك


ذات مساء رأى رجل في السيارة امرأة عجوزاً عالقة على جانب الطريق في سيارة مرسيدس. .

الشمس كانت تميل إلى الغروب والليل أشرف على الهبوط. .

رأى الرجل بوضوح ان هذه المرأة بحاجة إلى المساعدة فتوقّف على جانب الطريق ونزل من سيارته. .

كانت سيارته تصدر صوتًا حتى وهي مركونة. اقترب الرجل من المرأة..

وعلى الرغم من أنه اقترب منها بابتسامة إلا أن المرأة خافت كثيرًا عندما رأته. .

فقد مضت ساعة وهي عالقة هنا ولم يقترب أي أحد للمساعدة. .

هل ينوي أن يؤذيها؟
لا يبدو هذا الرجل محط ثقة بل تظهر عليه علامات الفقر والجوع!..

لاحظ الرجل أنه أخافها..
رآها تجمد في مكانها في الخارج بالقرب من سيارتها. .
هو يعلم ماذا تشعر بالضبط ويعرف جيدّا هذه الارتعاشات التي لا يسببها إلا الخوف. .

فقال لها :
" أنا هنا لأساعدكِ سيدتي
لماذا لا تنتظرين في داخل السيارة في الدفء؟
بالمناسبة اسمي براين أندرسون."

كان فقط إطار السيارة مثقوبًا..

ولكن بالنسبة إلى امرأة مسنة كانت مشكلة صعبة. .

انزلق براين تحت السيارة لكي يجد مكانًا للرافعة مستعملًا يديه مرة أو مرتين. .

واستطاع أن يبدّل الإطار بسرعة ولكنه اتسخ بالكامل وتلوّثت يداه كثيراً..

وبينما كان يشدّ البراغي الأخيرة من الإطار فتحت المرأة نافذة السيارة بعد أن صعدت إليها وفتحت حديثًا معه. .

أخبرته أنها قادمة من مدينة بعيدة أإنها تمرّ مجرّد مرور من هنا. .

كانت ممتنّة كثيرة لمساعدته
فابتسم براين وأغلق صندوق السيارة. .

سألته المرأة كم يريد مقابل خدمته. .

فقد تخيلت أسوأ الأمور التي كانت ستصيبها لو لم يتوقف ليساعدها وهي مستعدة لدفع أي مبلغ يطلبه..

لم يفكّر براين بأن يتقاضى أجرًا مقابل خدمته فهذه ليست مهنته ولم يرد إلا المساعدة كما ساعده الكثير من الناس عندما احتاج إلى المساعدة. .

عاش بهذه الطريقة طوال حياته و لم يخطر في باله يومًا أن يطلب أجرًا مقابل الخدمات التي يسديها للأشخاص المحتاجين إلى المساعدة..

فقال براين للمرأة :" إذا كنت تظنين بأنك مدينة لي بشيء فهذا ما عليك فعله :
في كل مرة ترين إنسانًا يحتاج إلى المساعدة ساعديه وتذكريني." ..

وبعد هذه الكلمات ذهبت المرأة بسيارتها قبل أن يعود إلى سيارته وينطلق. .

كان ذلك اليوم كئيبًا وباردًا ولكن براين كان يشعر بالارتياح اثناء عودته إلى منزله فاختفت سيارته في شفق الليل..

رأت المرأة مقهىً صغيرًا على بعد كيلومترات قليلة من الشارع. .

توقفت هناك لتأكل وترتاح قليلًا قبل أن تنطلق بالمرحلة الأخيرة من رحلتها. .

بدا المقهى في حالة يرثى لها وفي موقف السيارات رأت مضختين للوقود وهي ليست معتادة على هذه الأماكن..

تقدّمت النادلة من المرأة وأعطتها منشفة نظيفة لتجفّف شعرها المبلل. .

كانت ابتسامتها جميلة، تلك الابتسامة التي لا تفارق وجهها حتى بعد يوم طويل من الوقوف لخدمة الزبائن..

لاحظت المرأة أن النادلة الشابة حامل في شهرها الثامن تقريبًا وعلى الرغم من حملها لا تزال تعمل كأن كل شيء على ما يرام بالرغم من الأوجاع والجهود التي عليها أن تبذلها لكي تبقى واقفة لوقت طويل. .

وفكّرت المرأة العجوز وسألت نفسها كيف يمكن لشخص مثلها لا يملك إلا القليل أن يساعد شخصًا مجهولًا
وهنا تذكرت براين..

بعد ان أنهت وجبتها دفعت الفاتورة بورقة نقدية بقيمة 100 دولار. .

أسرعت النادلة إلى الصندوق لكي ترجع إليها المال ولكن المرأة العجوز استغلّت الفرصة واختفت وراء الباب. .

وحين عادت النادلة كانت المرأة قد توارت عن الأنظار فتساءلت النادلة أين يمكن ان تذهب الزبونة ثم لاحظت انها قد تركت لها كلمة صغيرة على المنديل الورقي..

أثناء قراءتها هذه الكلمات بدأت الدموع تجري على وجنتيها " لست مدينة لي بشيء فقد مررت بهذا الوضع قبلك. ذات مرة ساعدني أحد ما بالطريقة نفسها التي أساعدك فيها الآن. .

إذا ظننت أنك مدينة لي بشيء إليك ما يجب أن تفعليه: لا تكسري سلسلة المحبة هذه وأنت أيضًا ساعدي شخصًا يحتاج إلى المساعدة."

ووجدت النادلة تحت المنديل أربع أوراق نقدية بقيمة 100 دولار..

بقي الكثير من الطاولات للتنظيف والسكريات للتعبئة والزبائن للخدمة. .

ولكن النادلة وعدت نفسها أن تنجز هذه المهمة في يوم آخر. .

في تلك الليلة عندما عادت النادلة إلى منزلها جلست في سريرها لتدفأ وفكّرت مرارًا بما كتبته لها هذه المرأة. .

كيف عرفت هذه المرأة إلى أي حدّ هي وزوجها بحاجة إلى المال؟
ومع قدوم الطفل المنتظر بعد شهر ستصبح الأمور أكثر تعقيدًا....

كانت تعرف إلى أي حدّ كان زوجها قلقًا عندما انزلق تحت اللحاف بقربها. .

فعانقته بحنان وهمست بأذنه :
كل شيء سيكون على ما يرام
أحبك براين أندرسون

كان ذلك الزوج هو نفسة الرجل من ساعد السيده العجوز نفسها !!!

عزيزي القاري :

عليك ان تعاد علي خدمة الجميع ..

لا تقل ان هذا عملي و يجب ان اتقاضي منه مال بل حاول حتي ان تخدم من خلال عملك ..

لا تعتاد ان تتقاضي المال في مقابل كل ماتفعله فربما يضعك الله في اختبارات الرحمه والمحبة و يري مدي استحقاقك لوزنات كبيره في حياتك ..

واعلم ان الخدمة لا تقتصر علي القريب فقط بل علي كل من هو عابر عليك في الحياه ..

و ان كل ما تفعله يعود لك يوماً ما في صوره او اخرى


حبي الاكيد 6 - 5 - 2021 06:52 PM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
تحياتي ازفهااا اليك محمله
ببقات من الشكر والعرفان
بتميزك ورعه قلمك
بابداعك وسحر نقشك
اجد جمال اخاذ بين الحروف
واتوه بين السطور
رائعة بكل المقاييس
فكل الشكر والتقدير

النورسيه 7 - 5 - 2021 03:49 AM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
شكراً لنقلك للموضوع
وسلم لنا عطائك
مجهود جميل

حنين الأشواق 7 - 5 - 2021 01:55 PM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
حبي الاكيد
ماأجمل أن تتقطر روعة حروفك ورقي مرورك جمالا على هذه الصفحات شكرا لك يا أنيق الحرف وجميل الحضور

حنين الأشواق 7 - 5 - 2021 01:56 PM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
النورسيه
أشكرك على مرورك العطر
وردك الجميل
دمتي بود

مرام 9 - 5 - 2021 09:41 AM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
الله يعطيك العافيه على الطرح المميز
تحيتي

حنين الأشواق 13 - 5 - 2021 10:35 AM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
مرام
الأروع هو حضورك الباذخ
أسعدني تواجدك ونثر حروفك العطره
مودتي التي لا تفنى

احمد الحلو 16 - 5 - 2021 03:32 PM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
طرح حلو وانتقاء احلى جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو

همسة الشوق 20 - 5 - 2021 12:54 AM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

عازفه 20 - 5 - 2021 05:59 PM

رد: ما تفعله يعود اليك
 
طرح راائع
وموضوع ممييز
تسلم الانامل
ربي يعطيك العافيه


الساعة الآن 12:34 PM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


الامتياز


SEO by vBSEO