29 - 10 - 2025, 05:54 PM
|
| |
قصة لك حياتك ولي حياتي
 
 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من لما كنت صغيرا, كلما قلت شيئا أجبتم أنني أتكلم فحسب, و حين أكبر سأتغير ..
ها أنا كبرت, و لم يتغير في شيء غير أنني صرت أكثر عنادا و إصرارا على قراراتي, قلتم أنني لست طبيعيا و أنني يجب أن ''أندمج'' مع الطبيعين, حتى أتعافى من نزعتي التفردية لأنها ستؤديني ذات يوم, فانصعت لنصحيتكم, و حاولت أن أكون مثلكم لمدة ثلاثة أيام كاملة لكني بدل أن أعتاد و أندمج, زدت يقينا أنني على حق, و بدل أن أشعر بالسعادة شعرت بالقرف.
أنا لست مثلكم و لن أكون كذلك أبدا, سأحظى بألف فرصة لتحقيق الأشياء التي تتمنونها و لن أحققها, بل سأتنازل عن كل شيء و أفضل بيع الكرموس الهندي لأني أحبه, سأحصل على شهادة طبيب أو مدير أعمال, سأكون جيدا في عملي ذاك, لكني سأتخلى عنه مقابل فرشاة الرسم خاصتي و لوحاتي .. سأكون ثريا للغاية و سأقطن بيتا بسيطا تسكنه الصراصير لأني أحب ذلك.. سأكون وسيما و سأرتدي ملابس رخيصة و أتزوج المرأة التي تقولون عنها قبيحة, سأكون متدينا و أتزوج مومسا. أو قد لا أتزوج. ربما أفضل أن أكون مثليا لأن الشخص الذي أحببته و أردت أن أكمل معه حياتي لم يصدف أنه امرأة. سأفضل أن أبقى وحيدا رغم قدرتي على الإنجاب لأسباب قد تبدو لك غير معقولة, لكنها تبدو لي أنا معقولة جدا.
قد تسمع عن مشكل الجفاف أو مشكل الإحتباس الحراري و لا يعني لك شيئا, بينما حين أسمعه أنا يقلقني و يجعلني حين أغسل يدي في المغسلة أغلق الحنفية كل مرة و أعيد فتحها حتى لا أتجاوز القدر الذي يلزمني من الماء. قد تتنازل عن راحتك مقابل نظرة المجتمع, و أفضل أنا راحتي على نظرتهم اللعينة.
ستعشق أنت القهوة, و سأعشق أنا عصير اليقطين, ستعشق السفر و سأعشق البيت, ستعشق أنت الدول الأروبية و الشقراوات و أعشق أنا جنوب إفريقيا و السمراوات.. ستغريك أمور كثيرة لا تغريني و لن تفهم الأمر. سأفهم أنا إختلافك عني, و سأؤرق أنا مضجعك, سأتعايش مع إختلافك بينما أنا سأحيرك و أزعجك.. الأمور هكذا. أنا لست مثلك, و لست مجبرا أن أكون مثلك.. لك حياتك و لي حياتي, فاهتم بها و كف عن محاولة إقناعي.
بقلمي: نـــازك
الموضوع الأصلي :
قصة لك حياتك ولي حياتي || الكاتب :
ناطق العبيدي || المصدر :
شبكة همس الشوق  |
عضويتي
العرض العادي
