\r\n
\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\nلغة تخترق حجب الزمن .. صنعة تتجاوز الحدود الجغرافية .. موهبة تتنقل عبر العصور، إنه الإبداع لا يعرف حدود المكان ولا الزمان، لا يقتصر على حقبة دون أخرى، وليس حكرًا على فئة دون فئة، بل هو صنعة العظماء عبر العصور، وفي كل أرجاء الدنيا، فأينما وجدت البشر، وجدت الإبداع، فالمبدعون هم عابرو الحدود، حدود الزمان والمكان والأشخاص والعقبات والتثبيط واليأس.
\nفهيا بنا في تطوافة سريعة لنماذج المبدعين الذين تجاوزوا الحدود ولم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الظروف والعقبات.
\nإبداع طبي [التكنولوجيا وتنمية التفكير، كوثر كوجك، ص(44)]:
\nهو علاء الدين بن أبي الحزم بن النفيس القرشي، اشتهر باسم "ابن النفيس" والمولود في عام 607 ه، وأتم ابن النفيس دراسته للفقه والحديث واللغة العربية في مدينة حمص السورية.
\nومن أهم اكتشافاته في الطب: اكتشافه للدورة الدموية الصغرى قبل وليام هارفي بأربعة قرون، وقال فيها: إن عدد تجاويب القلب اثنان، وقال: إن اتجاه الدم يمر من التجويف الأيمن إلى الرئة ويخالط الهواء ثم يعود من الرئة عن طريق الشريان الوريدي "الوريد الرئوي"؛ أي التجويف الأيسر للقلب وفيه يوزع على سائر الجسم وبهذا الرأي قدم ابن النفيس للطب نظرية جديدة وضع بها أساس الدورة الدموية الصغرى أو الدورة الرئوية.
\nوكان لابن النفيس عدة مؤلفات طبية هامة منها تشريح ابن سينا والموجز في الطب، والمهذب والمختار من الأغذية ووصل ما ألفه إلى أربعة عشر كتابًا في الطب وكتب أخرى في النحو والمنطق والفقه والسيرة وتوفي ابن النفيس عام 667 ه.
\nإبداع في جميع المجالات [التكنولوجيا وتنمية التفكير، كوثر كوجك، ص(44)]:
\nهو الحسن بن عبد الله بن علي بن سينا، واحد من عباقرة المسلمين، عرف بين معاصريه بالشيخ الرئيس، وعند العرب أبو الطب البشري، وقام ابن سينا بتأليف عدد من الكتب منها "البر والإثم" و"المبدأ والميعاد"، وأكمل ابن سينا مؤلفه الطبي المشهور "القانون" وهو أول كتاب في علم الطب.
\nوكان ابن سينا أول من حقن الإبر تحت الجلد، وأول من استخدم التخدير لإجراء الجراحات، وأول من درس أمراض المعدة والأمعاء، وأول من ربط بين الحالة النفسية، والجهاز الهضمي، ووصف الديدان المعدية، ووصف الجهاز التنفسي والامراض العصبية، وهو أول من وضع الثلج على الرأس وتحدث عن علم الديناميكا قبل نيوتن بـ 500 عام، وكذلك تحدث عن تاريخ الأنغام الغليظة والرفيعة والفواصل الموسيقية، وتوفي ابن سينا عام 408 ه.
\nإبداع فيزيائي [التكنولوجيا وتنمية التفكير، كوثر كوجك، ص(44)]:
\nهو الحسن بن الهيثم الذي ولد في البصرة عام 345 ه، وكان ابن الهيثم أول من قال: أن الضوء له سرعة وأول من وضع الأساس لفكرة صندوق التصوير الفوتوغرافي وقد سبق بآرائه رواد عصر النهضة الأوروبية.
\nومن أهم اكتشافات ابن الهيثم انعكاس الضوء، عندما اختلف ابن الهيثم مع حاكم مصر في ذلك الوقت، فألزمه الحاكم منزله، وجعل له حارسين على الباب يحرسانه ويرقبان تحركاته، وأحدث الحارثان ثقبًا في نافذة غرفة ابن الهيثم ليراقباه داخل منزله، وتسلل ضوء النهار من ثقب النافذة إلى الغرفة المظلمة وصنع الضوء مع ذرات الغبار المعلقة مخروطًا من الضوء ممتدًا من الثقب إلى الجدار المقابل، واتسع المخروط حتى أصبح دائرة مستديرة على الجدار وبين لحظة وأخرى كان الثقب ينقل عبر مخروط الضوء أشكالًا مقلوبة للمارة في الطريق.
\nواكتشف ابن الهيثم بحسه وتفكيره الباحث والعلمي وأخذ يفكر يومًا بعد يوم في هذه الظاهرة بطريقة هندسة يرسمها على الورق، فاكتشف فكرة الغرفة المظلمة التي أصبحت فيما بعد أساسًا لفكرة صندوق التصوير الفوتوغرافي وانشغل ابن الهيثم بقية سنوات عمره بدارسة ظواهر علم الضوء والبصريات، وبرهن على أن الإبصار يحدث بانبعاث شعاع من الأشياء إلى العين فتراها.
\nوكان ابن الهيثم أول من فكر في بناء سد عالٍ على النيل لحماية مصر من الجفاف، وألف كتابًا في علم البصريات سماه "علم المناظر" وتوفى ابن الهيثم في القاهرة عام 413 ه.
\nوفي العصر الحديث نماذج:
\nفهذا مثال عظيم في مبدعين من مجتمعنا الإسلامي والعربي، كمثل الدكتور علي مصطفى مشرفة، الذي يعتبر من رواد العربي البارزين في مجال العلم الطبيعي في العصر الحديث.
\nوالدكتور أحمد زويل الذي ولد بدمنهور عام 1946 م، وتميز بحبه الشديد لإجراء التجارب العلمية وتخرج في كلية العلوم جامعة الأسكندرية، وبحث في مجال الليزر، واخترع كاميرا يمكنها تصوير ورصد حركة الجزيئات عند ميلادها وعند التحامها بعضها بعض.
\nواخترع جهازًا لتركيز الطاقة الشمسية، وحصل على عدة جوائز ومنها: جائزة إلكسندرفون في ألمانيا الغربية وجائزة باك وتين من أمريكا، وجائزة الملك فيصل في الفيزياء، وأخيرًا جائزة نوبل في الكيمياء وللدكتور أحمد زويل أكثرمن 250 بحثًا علميًا في مجالات الليرز وأربعة كتب علمية [تنمية الإبداع لدى الأبناء، د.محمد السيد عبد الرازق، ص(16)، حول إعادة تشكيل العقل السليم، د.عماد الدين خليل، ص(7) وص(84)].
\nالعبقري الأبله!
\nورغم الصعوبات يخرج الإبداع ليتجاوز عقبة التثبيط، فهذه قصة (طفل التحق بمدرسة البلدة التي يعيش فيها والتي لم تكن تعلم سوى القراءة والكتابة والحساب وكانت المدرسة تستخدم العصا في حث الأولاد الكسالى والمبطئين أو البلهاء وكان المعلمون عاجزين تمامًا عن قراءة ما يدور في عقل تلميذهم الجديد، فكان يجلس ثم يرسم صورًا ويلتفت حوله، وقد يصغي إلى ما يقول كل واحد منهم وكانت توجه إليه أسئلة مستحيلة لكنه يأبى أن يجيب على إحداها حتى لو هدده المدرس بالعقاب، وكان الأطفال الآخرون يسمونه "الأبله" وكان على وجه العموم في مؤخرة فصله.
\nوذات يوم، زار أحد المفتشين الفصل فتوجه إليه المعلم بالشكوى من سلوك التلميذ الجديد قائلًا: إن هذا الصبي مختل عقليًا، وهو غير أهل لإبقائه في المدرسة أكثر من ذلك، ولكن بمرور الوقت أصبح هذا الصبي عالمًا ذائع الصيت، إنه توماس إيديسون المخترع الأمريكي الذي قدم للبشرية مخترعات يسرت لها أسباب الحياة والرفاهية، ومنها الفونوغراف وآلة عرض السينيما، والمحرك الكهربي، والبطارية والمصباح الكهربي ... إلخ) [سيكولوجية الابتكار، د.حلمي المليجي، ص(198)].
\nوختامًا
\nتذكر أن الإبداع صنعة العظماء، مهما حاول الناس تثبيط همم المبدعين فسيتجاوزوا العقبات، والإبداع سمة الكبار في كل زمان ومكان، فكن مع هؤلاء وبينهم،
\n
\n
\r\n \r\n \r\n
\r\nالموضوع الأصلي :\r\nعابرو الحدود || الكاتب :\r\nإنسااانة عنيدة || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق
\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n
\r\n
\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n

\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n
\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n
\r\n
\r\n \r\n \r\n عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من \r\n اجل منتديات شبكة همس الشوق يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا . |
\r\n\r\n \r\n
\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n