يقول الناظم العمري تذكر ** زمان كان راع الطيب يشكر \n
\n
وذاك المجتمع ما فيه منكر ** وكل كان مشغول بحاله
\n
عسى الله يسقي أيام البساطه ** زمان ما تلوث بالوساطه
\n
وكان الجار بالجار إرتباطه ** وكان الوصل ممدوده حباله
\n
وكانوا في منافعهم سويا ** إذا نادوا بعضهم ما تعيا
\n
ولا من قيل هيا قال هيا ** على درب المكارم والجماله
\n
وكان الشخص يسمع قول عمه ** إذا ناداه حالاً راح يمه
\n
يلبي لو طلب روحه ودمه ** وهذا سلم رواد الشكاله
\n
نهار العيد يلتم الجماعه ** على ضحك وسواليف وطاعه
\n
وزاروا بعضهم في نصف ساعه ** ولو ما يشربون إلا بياله
\n
وكان الغيث ينزل كل ليله ** نرى المطلع علينا سال سيله
\n
وصارت الارض بالخضره جميله ** وشكل العشب من شافه سعى له
\n
وهذي كانت أحوال القدامى ** إذا إستسقوا هطل وبل الغمامه
\n
عليهم يا عرب مني سلامى ** عدد من يذكر الله بإبتهاله
\n
وفي هذا الزمن قل التراحم ** بعد ذاك التواصي والتلاحم
\n
على العصيان يا كثر التزاحم ** إذا أقفا شر جاء شر بداله
\n
كثير الناس يهوون التقاطع ** بعد ما كان نجم الوصل ساطع
\n
برز سيف الحسد مسلول قاطع ** كثير من هجر عمه وخاله
\n
وياكم واحد يحسد قريبه ** على شانه تغانى يا مصيبه
\n
ما وده إخوه يتهنى نصيبه ** تشوفه ينتظر ساعة زواله
\n
وحنا في زمان وضعه أقشر ** تغلب في طباعه داعي الشر
\n
قليل ما تجد لك كلمة أبشر ** فقدها الرجل حتى في عياله
\n
نصلي في السنه عشرين مره ** للإسستقاء ولا هل أي قطره
\n
بلانا من معاصي مستمره ** ترد الخير عنا بأي حاله
\n
ختاماً يا رجاجيل إسمحوا لي ** فأنا وضحت مما شفت حولي
\n
وكان أخطيت قوموا وضحوا لي ** فأنا شاعر قصيده رأس ماله
\n