تجربة كيا سبورتاج 2016 تكشف عن سيارة بتصميم مميز، تجهيزات كثيرة، ورغبة في المنافسة بقوة في فئة سيارات الدفع الرباعي الصغيرة أثناء تجربة كيا سبورتاج 2016 خلال إطلاقها الرسمي في منطقة الشرق الأوسط، دار في ذهني سؤال بسيط، وهو: كيف نجحت كيا خلال هذه السنوات القليلة الماضية في التحول من شركة تصنع سيارات رخيصة، مملة، خالية من الإثارة، إلى شركة باتت اليوم من الشركات التي تنافس بقوة في مختلف الفئات التي تتوفر سياراتها فيها؟ حتما الجواب ليس بالسعر فقط، ولا بالتجهيزات الميكانيكية والإضافية. فمنافسوها اليابانيون يمتلكون هذه المواصفات. وليس حتما الأمر له علاقة بالاسم والتاريخ، فالشركات الأوروبية تمتلك تاريخا أطول بكثير. كلا، الجواب الحقيقي هو: التصميم. ففي عام 2006، قامت الشركة مع بيتر شراير كرئيس لقسم التصميم لديها. شراير قد لا يحمل اسما إيطاليا شهيرا مثل بيننفارينا أو جيوجيارو، ولكنه يحمل رؤية بعيدة، وتاريخا يشهد له بالنجاح مع أودي وفولكس واجن. إذ كان المسؤول عن تصميم سيارات مثل البيتل الجديدة في جيلها الأول، وأودي TT، التي غيرت مفهوم تصممي السيارات الرياضية، وغيرها الكثير. وهكذا وصل شراير إلى كيا، وفي مخيلته هدف واضح: الاستغناء عن الطابع “الحيادي” لسيارات كيا، والتي وصفها بأنها لا تحمل أية هوية، وإطلاق “وجه” جديد للشركة، بحيث تغدو سيارات كيا مميزة بمجرد النظر إليها. النتيجة كانت تصميم مقدمة جديدة لسيارات كيا، والتي حملت اسم “أنف النمر”، والتي باتت اليوم علامة تصميم سيارات كيا المميزة. ما جرى بعد ذلك معروف للجميع. إذ سرعان ما تغيرت فكرة الناس عن سيارات كيا، وباتت الشركة، ضمن مجموعة هيونداي، واحدة من أكبر مصانع السيارات في العالم، محققة قفزات مرعبة خلال الأعوام القليلة الماضية.  واليوم، ونحن على موعد مع تجربة كيا سبورتاج 2016 الجديدة، لا يمكنني إلا أن أقف وأحيي كيا على هذا التصميم الرائع. السيارة كنا قد شاهدناها من قبل عند إطلاقها العالمي الأول في معرض فرانكفورت العام الماضي، ولكن بصراحة تبدو السيارة أروع حتى في محيطها الطبيعي في شوارع مدينة دبي في الإمارات العربية. تصميميا، تبدو كيا سبورتاج 2016 سيارة كروس أوفر صغيرة الحجم، ولكن بخطوط رياضية مستقبلية مميزة. لن أقول بأنها أروع تصميميا من سيارات مثل رينج روفر إيفوك أو بورشه ماكان، ولكن لو أن كيا سبورتاج تحمل أيا من شعارات هذه الشركات، فلن تبدو في غير مكانها بين مجموعة سياراتها. فقط انظروا إلى هذه الخطوط الرياضية المميزة، وتذكروا: متى كانت آخر مرة شاهدت فيها سيارة لأول مرة وقلت في نفسك، هذه سيارة جميلة التصميم؟ 
 المقدمة تحديدا، و في فئة GT الجديدة التي تقدمها كيا مع سبورتاج 2016 لأول مرة في أسواقنا، تبدو رائعة بهذه الأضواء المميزة التي جرى رفعها إلى الأعلى، لتبدو أشبه فعلا بأضواء بورشه ماكان. وتحت هذه الأضواء تقبع الكشافات المميزة بتصميمها الرباعي الفريد، والتي تعمل بتقنية “الليد” أو LED، وتعطي سبورتاج 2016 شكلا مميزا، يكتمل بالطبع مع فتحة الهواء المميزة. النتيجة مقدمة تبدو فعلا حديثة وجذابة. أما من الجانب، فقد عمل فريق التصميم لدى كيا على التركيز على خط السقف، والذي يبدو منحنيا إلى الأسفل بشكل يندمج مع الجناح الخلفي الإضافي ليعطي السيارة شكلا يبدو رياضيا أكثر. أما في الخلف، فقد اعتمدت كيا خطوطا أفقية، مع أضوية خلفية ضيقة ومتصلة بخط أفقي على امتداد صندوق الأمتعة. وكما في المقدمة، في أسفل المؤخرة قطعة معدنية أفقية، تزيد من قدرات السيارة على الطرق غير المعبدة، وتحتوي في طرفيها على مخارج العادم من كل جهة لتعطيها لمسة رياضية إضافية.   تجربة كيا سبورتاج 2016 كشفت عن مفاجأة سارة في الداخل، مع مقصورة جديدة بالكامل، أعادت كيا تصميمها بشكل مميز مقارنة بالجيل السابق منها. ذاك الجيل تميز بتصميم جذاب، ولكن خذلته بشكل عام نوعية المواد البلاستيكية التي استخدمت فيه. مع الجيل الجديد من كيا سبورتاج، حاولت الشركة تفادي هذا الأمر باستخدام مواد ناعمة الملمس ومواد معدنية، مع استخدام الجلد في الداخل لتوفر مقصورة ذات جودة أعلى، مع تصميم مميز يعتمد الخطوط الأفقية. هذا التصميم للوحة القيادة ينقسم إلى منطقتين، منطقة العرض ومنطقة التحكم. الأولى تعرض المعلومات عبر نظام الترفيه في منتصف لوحة القيادة، فيما منطقة التحكم المركزية في الأسفل تميل بزاوية 10 درجات نحو السائق، ويمكن عبرها التحكم في نظام المعلومات والترفيه ونظام الملاحة في شاشة اللمس. كما أن الفصل بين هاتين المنطقتين، مع توفر لوحة القيادة بألوان مختلفة لكل قسم يضفي عليها طابعا فاخرا أكثر. وفي فئة GT الجديدة، هناك مقود رياضي مع قسم سفلي مسطح، وباللون الأسود المعروف “بأسود البيانو”، بالإضافة إلى دواسات من الألمنيوم. تجربة كيا سبورتاج 2016 تكشف كذلك عن اهتمام كيا بتحسين العديد من الجوانب التي كان يشكو منها الجيل السابق. فتمت زيادة المساحة الداخلية في المقصورة في كافة أبعادها، وتوفير مقاعد خلفية قابلة للتعديل، بالإضافة إلى زيادة مساحة التحميل في الخلف. إلا أن التغيير الأكبر ربما كان في مجال تحسين الرؤية. إذ عانى الجيل السابق من زوايا عمياء كثيرة، خاصة في نقطة التقاء عمود السقف الأمامي بزاوية تثبيت المرايا، والذي بات أرفع، ويميل بزاوية منخفضة، مع تثبيت المرايا الجانبية على منطقة منخفضة أكثر.  أما من حيث التجهيزات، فقد حرصت كيا أيضا على توفير مقصورة جيدة التجهيز، سواء في شكلها القياسي أو من حيث التجهيزات الاختيارية. وتضم تجهيزات السيارة المتوفرة شاشات عرض بقياس 3.8، 5.0، أو 8.0 إنش، كاميرا خلفية، نظام ملاحة لدول مجلس التعاون الخليجي، مدخلي USB، وطبعا مع العديد من وسائل الإتصال مثل البلوتوث ووصلة الإدخال للهواتف الذكية مشغل الأغاني MP3 وغيرها من التجهيزات الأخرى. إلا أن ما يلفت النظر توفر سبورتاج الجديدة بتجهيزات كانت عادة حكرا على سيارات أغلى ثمنا مثل نظام شحن الهواتف الخلوية لاسلكيا وإغلاق الصندوق الخلفي كهربائيا، والنظام الصوتي المتطور من صنع JBL، مع أنظمة السلامة مثل نظام الإنذار عند مغادرة المسرب ونظام تغيير الإضاء العالية الذي يضبط تلقائيا قوة الإنارة ونظام كشف البقعة العمياء (BSD) والذي يراقب النظام السيارات حتى مسافة تصل إلى 70 مترا خلف السيارة.  خلال تجربة كيا سبورتاج 2016، اطلعنا على مجموعة المحركات وعلب التروس المختلفة التي ستوفرها الشركة للسيارة الجديدة. فمن حيث المحركات، تتوفر كيا سبورتاج 2016 بست محركات مختلفة، أربعة منها تعمل بالبنزين، واثنان بالديزل. محركات البنزين تبدأ مع محرك صغير بسعة 1.6 ليتر، ولكن ما يهمنا هو المحركات المتوفرة لدينا وهي بسعة 2.0 و2.4 ليتر من أربعة اسطوانات. الأول تبلغ قوته 155 حصانا مع 192 نيوتن متر من عزم الدوران، فيما تبلغ قوة المحرك الأكبر، وهو مزود بتقنية GDI لحقن الوقود المباشر، 184 حصانا مع 237 نيوتن متر من عزم الدوران. كلال المحركين يتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية من 6 نسب أمامية، تنقل الدفع إلى العجلات الأمامية قياسيا في المحرك الأصغر، أو اختياريا إلى العجلات الأربعة، بينما المحرك الأكبر يتوفر قياسيا مع نظام الدفع الرباعي.  في هذه الفئة من السيارات، لا يتوقع المرء قدرات عالية خارج الطرق المعبدة. إذ أن سيارات “الكروس أوفر” الصغيرة هذه في العادة مخصصة للمدن بككل حصري. إلا أن نظام الدفع الرباعي يعطي كيا سبورتاج قدرات لا بأس بها على الرمال. لن تجتاز الربع الخالي على متنها، ولكن على الأقل لن تعلق في الرمال بمجرد الدخول إليها.  إلا أن أبرز المحركات التي تعرفنا عليها خلال تجربة كيا سبورتاج 2016 هو المحرك الجديد، والذي لا يتوفر للأسف حاليا في منطقتنا، والمكون من أربعة اسطوانات بسعة 1.6 ليتر مع تيربو مع تقنية GDI. هذا المحرك يولد قوة تصل إلى 177 حصانا مع عزم دوران يبلغ 265 نيوتن متر. أي أن أدائه يضاهي المحرك الأكبر المتوفر. ولكن ما يزيد من قوة أداء كيا سبورتاج 2016 مع هذا المحرك هو توفره مع علبة التروس الحديثة لدى كيا، والمكونة من سبع نسب مع كلتشين، أو DCT، لتوفر تجاوبا قويا ونسبا أقصر تعطي السيارة أداء نشيطا جدا، وتجعلها أكثر متعة للقيادة. كما عملت كيا على تطوير نظام التعليق في سبورتاج 2016. التعليق الأمامي المستقل مشابه للنظام المتوفر في الجيل السابق مع إدخال بعض التعديلات عليه. إلا أن نظام التعليق الخلفي جديد بالكامل،وهو مستقل متعدد الوصلات مع أذرع سفلية مزدوجة لتوفير راحة وثبات أكبر. أما فئة GT فتحصل على معايير خاصة بها لتوفير درجة أعلى من التحكم والثبات. كل هذه التحسينات تعني أن كيا سبورتاج 2016 باتت أكثر قدرة على المنافسة في هذه الفئة. فعلينا أن لا ننسى أن أسعار ومواصفات كيا سبورتاج كانت دائما من ضمن الأفضل في الفئة. ولكن الحقيقة هي أن كيا لو اكتفت بالشكل الخارجي فقط، لضمنت نجاح السيارة. نعم، أسعار ومواصفات كيا سبورتاج 2016 تعطيها العناصر الضرورية للتغلب على منافسيها، ولكن ربما على أولئك المنافسين أن ينظروا إليها مليا ويفكروا ليس فقط بتقديم سيارة أفضل، ولكن بتقديم سيارة أكثر جاذبية إذا أرادوا فعلا التغلب على سبورتاج الجديدة. السيارة الجديدة ستطرح في الأسواق لدى وكلاء كيا في الشرق الأوسط خلال الربع الأول من هذا العام. |
|
|
|
او 
لمشاركة اصدقائك!
عضويتي
العرض الشجري
