مقدمة
من القلب أخرجُ الحرف
وبماء الوريد أدوّنهُ على السطور
وصف
جسدٌ ينسج من كل جميلٍ قوامه
ووجهٌ تجتمعُ في معينه ألف حسناء
إختزلت كل منها مفاتن الطبيعة
ثغرٌ كان كـ شقائقِ الرمان
وشتيتٌ لامع كـ ألماسٍ يخالج النجوم
وشفةٌ عليا تعكس منظر الشروق
وشفةٌ سفلى تعكس منظر الغروب
وأنفٌ مكومٌ كـ سيفٍ تموت له الأعراب
وحور عينٍ تتعرش بإبتسام جفن
وجنٌ يبعثُ على الشبق
وغمازتان أهيم بهما
ورشاقة عباءة وكفان رقيقان
كـ مطالع غرس الياسمين
وصدرٌ كـ قلاعِ الإنجليز
وبياضٌ تغارُ منه وميض الأقمار
خصرٌ نحيلٌ كـ مطالع الهلال
يكاد ينقطع عن إرتكاز الجسد
وأحشاءٌ ضامرة إختزلتها سنين مجاعات
وركـٌ يجرُّ خلفه النجوم
وأردافٌ كـ رعن الغزلان
سيقانٍ من أعيادِ مياس يتمايلان
وقدمان كـ أجنحة طائران
وصفٌ طرح معجزةً
فإني عاجزٌ عن وصفها
إعجاب
أملي عينيَّ بتلكـ الوصوف
وأتخيلها ماثلةً أمامي
فالأعجاب خُلق في ملامحها
والإذهال ينبثق من تقاسيمها
فلها ترنوا رايات المعجبين والمذهولين
أرمش عينيَّ ببطئ كلما حزَّ طيفها
فتعتريني النشوة وأحلق خلفها
أسرتني بزقزقة عصفورها
وبرسالةٍ يبعثها نبض قلبها
كـ الإسنفجةِ تكملني بمناخات جسدها
فكل البقاع بجسدي تحدق بها
فلحظةً أحتضن الهواء
لشدة خفقانِ الإعجاب لها
ولحظةٌ أخرى أقطف الورود
وتذبل وأنا على أملٍ أن أهديها لها
أتبعها في كلِّ مكتنزٍ ترنوه خطاها
فتجدني قابعٌ حيثُ نواصيها
وحيث تجدُ هي مراحها
في خواطرها في حروفها
أتعبها منصاعاً لحشرجاتها
أظنُّ الإعجاب بها
قد تفجر في مواجيدي
حب
في ليلةٍ تفجرت براكين الحب
في قلبي لتتدفق الحمم عبر أضلاعي
فتتلألأ عيناي اما حضرة إبتسامها
وبلا إرادة نطق اللسان بحبها
فقلتُ لها
أحبكـِ فالقلب في لحظكـِ
يعتريه الذهول ويبقى مشدوداً لكـِ
أو تصدقين إن قلتُ لكـِ أن أوردتي
تواقةً لعناقكـ وإحتضانكـ
بل دمي أصبح يتورم في جلدي
كلما مررتي بقربي
يتهيأ لينفجر ويلاصق نعومة جلدكـ
أو تصدقين إن دقائق نومي
كل يومٍ تغادر شطآن روحي
لتصل إلى غرفتكـِ وتجركـ من ثوبكـِ
لتحلق بكـِ وبي إلى سماء من المخيلات
نعانق فيها الألق ونسبح في شلالات الضوء
فلقد بدأتُ أشتاق وأشغف وألهث خلفكـِ
فاللهيب في الشوق يصدح في الآفاق
فتقرع أجراس الأنذار في المدينة
ظناً منهم أنه هيجان بركان
وماهو إلا لهيب الإشتياق
والشغف يتزلزل في كياني
ليزلزل تخوم الأرض
ويدفع من نواتها جميع الثروات
واللهفة أنهفت بالهواء
فأنحسرت النسائم في محيط ممشاكـ
فأنتِ الروح التي تخفقُ في شاعريتي
وأنتِ الألوان التي تسطع مضمدةً جروحي
وأنتِ من تتوجني بمنظرٍ خلاب
كـ لملمة الشفتين في صمتكـِ
أو كـ رمشة العين في حيائكـِ
أحبكـِ بكل حواسي وبكلِّ جوارحي
أحبكـِ متأهأهة وأحبكـِ صامتة
أحبكـِ بسلبياتكـ وإيجابيتكـ
فلم يعد لكـ خيارٌ غير الحب هنا
وعــد
أعدكـِ أن أبقى سوراً لقصائدكـ
وحماماً لا تهدل إلا لكـِ
ووروداً لاتعبقُ إلا بين يديكـِ
أعدكـِ أن أكون لكـِ الشمس
وتكونين أنتِ السهل
الذي أشرق عليه
أعدكـِ بأن تكوني سوسنتي
ولن يتهدهد القلب إلا لكـِ
أعدكـِ بحرفي وترفي وعزفي
لن أكون إلا لكـِ
فلكـِ آهات عشقي ولكـ ذروة حبي
أعدكـ أن لايرقص
على ضفة القلبِ أحد سواكـِ
وأعدكـِ بأنكـ ستكونين الشوق
الذي يمتدُّ على أغنياتي
أعدكـِ بأن لاتجود
أي واحة حب غير واحتكـِ
فإني أسمع الأصوات بصوتكـِ
وبين الأضلاع كنتِ وطناً من الندى لي
وبين الشرايين كنتِ موجاً من الشذى
ورفرفةً للجوى ومثوى للثرى
فإذا غصتِ في داخلي
في بدايةِ ولوجكـ ستصعق دياجيري
بهطول أمزانكـ ووصول غيثكـ
وستنطق لكـ أنسجتي والخلايا بأني أحبكـ
وستتعهد لكـ أوردتي بالصدق والوفاء معكـِ
فحشودٌ من المشاعر أرسلتها إليكـِ
كانت تصعد حافية على وجيب صدري
لتجد كسوتها في رحابكـ ومقامكـ
فهاأنا أرسل
سناء الوعود النقية في يوم ميلادكـ
لتبقين الحب الوحيد في كل أعوامي
فكلُّ عامٍ وأنتِ الحبُّ الأوحد في قلبي
أحبكـِ وفي عيدكـِ أدونها
وكذلكـ بعدها سأخطها
فثقي بذلكـ
النهاية
لاهناكـ نهاية
مادامت أغوار دمي

مخرج
عزف منفرد على قوامها
لتثقِ أنها حضرة الأعياد
في دروبي