شارك في دراسة لانست التي نشرت في إبريل الماضي 2019م مئة واثنين وثلاثون باحثاً من علماء ينتمون لمئة وخمس وتسعون دولة التي تمت دراسة بياناتها المتعلقة بأسباب الوفاة والإعاقات، وتمت الدارسة مابين عامي 1990م إلى 2017م. بالطبع كان لهذه الدراسة أصداء واسعة نظراً للمعلومات المهمة التي جاءت ضمن نتائجها، والتي تحتاج لوقفات متأنية لتجنب مسببات الأمراض والوفيات بتقليل الأغذية والعناصر الغذائية التي تسبب تلك الأمراض والوفيات وزيادة أغذية أخرى، وجد أن لقلة تناولها ارتباط قوي بتلك الأمراض بالوفاة، وأيضاً بسنَوات العمر المصحَّحة باحتسابِ مُدَدِ العجز، أي مدة العمر الضائعة بسبب العجز أو الإعاقة وسنختصرها بعبارة (الإعاقة). الإعاقات ليست الكسور أو الإعاقات الخلقية ولكنها الأمراض التي تتسبب في عدم قدرة الشخص على الحركة لأي سبب كان ومن أمثلتها الجلطات القلبية والدماغية واستئصال الأطراف وفقد بعض الحواس كالنظر والسمع وغيرها.
تمت الدراسة بطريقة التقييم المنهجي بمشاركة عدد كبير من الباحثين من عدد كبير من الدول وتمت دراسة إحصائيات مسببات الوفيات والأمراض المؤدية للإعاقات للأشخاص الذين أعمارهم عن 25 سنة وأكثر وربطها بخمسة عشر نوعاً من الأغذية والعناصر الغذائية، فالأغذية التي يزيد تناولها عن الموصى به وتسبب أمراضاً ومنها اللحوم الحمراء (لا تتضمن لحوم الدواجن والأسماك)، واللحوم المصنعة سواء المعلبة أو المدخنة أو المملحة ومنها البرجر، والنقانق، واللانشون (البسطرمة)، المرتديلا، السلاما وغيرها، والمشروبات المحلاة وتشمل المشروبات الغازية والعصائر وشراب الفواكه وغيرها، والأغذية المحتوية على الدهون المتحولة ومنها الدهون المهدرجة التي تدخل في صناعة المخبوزات، والوجبات الخفيفة، والمقليات، والسمن النباتي الصناعي، والبسكويتات ومبيض القهوة وغيرها، وكذلك والصوديوم ، وأيضا قارنوها مع الحدود الموصى بها للأغذية التي لها تأثير في تحسين الصحة وقلة تناولها من مسببات الأمراض وهي الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات والحليب ومنتجاته والألياف الغذائية والكالسيوم وأوميجا 3 والأحماض الدهنية متعددة عدم التشبع.
تمت مقارنة ما يتناوله الفرد من هذه الأغذية والعناصر الغذائية مع التوصيات الغذائية اليومية، فالكمية التي يجب أن يتناولها الفرد من الفواكه يجب ألا تقل عن 250 جم والخضار 360 جم والبقول 60 جم والحبوب الكاملة 125 جم والمكسرات 20.5 جم والحليب ومنتجاته 435 جم والألياف 23.5 جم والكالسيوم 1.25 جم وأوميجا-3 250 مللجرام والأحماض الدهينية غير المشبعة أن تشكل 11% من مجموع الطاقة المتناولة، كما يجب ألا يزيد تناول اللحوم الحمراء عن 22.5 واللحوم المصنعة 2 جم والمشروبات المحلاة 2.5 جم والصوديوم 3 جم والدهون المتحولة يجب ألا تزيد عن 0.5% من الطاقة الكلية المتناولة.
ولو قارنت تناولك من هذه العناصر والأغذية لوجدت أنك مفرط في تناول الأغذية ذات التأثيرات السلبية ومقل في تناول الأغذية المفيدة صحيا.
نتائج البحث:
نتائج هذه الدراسة التتبعية جاءت مفاجئة لأغلب الناس ومحذرة من خطر عدم تناول الأغذية بتوازن حسب التوصيات الغذائية اليومية المناسب للفرد حسب عمره وجنسه وحالته الصحية.
فمن نتائجها أن تناول الصوديوم في المتوسط أعلى من الموصى به بنسبة 193% وتناول اللحوم المصنعة أعلى من الموصى به بنسبة 200% في حين تناول الفواكه لم يغط إلا 62% من احتياجات الأفراد و 47% من احتياجهم اليومي من الخضروات.
كذلاك وجد الباحثون أن التغذية غير المتوازنة وغير الصحية ترتبط بمسببات بوفاة 10 ملايين شخص مصابين بأحد أمراض القلب والشرايين، كما تتسبب في 207 مليون حالة إعاقة، وأيضا لها ارتباط بوفاة أكثر من 900 ألف شخص مصاب بالسرطان و20 مليوناً منهم يكون لديهم نوع من الإعاقات، وأيضا ترتبط بوفاة حوالي 340 ألف مريض سكري وإعاقة 24 مليون شخص، كما أن ارتفاع تناول الصوديوم أكثر من الموصى به يرتبط بتسبب وفاة 3 ملايين شخص وإعاقة 70 مليوناً، وانخفاض تناول الحبوب الكاملة يسبب 3 ملايين وفاة و 82 مليون إعاقة وانخفاض تناول الفواكه يسبب 2 مليون وفاة و65 مليون إعاقة.
من نتائج هذه الدراسة أيضاً أن الأغذية ذات الصلة بوفيات وإعاقة الناس بسبب أمراض القلب والشرايين كان تناول كميات أكبر من الموصى به من الملح ويليها عامل انخفاض تناول الحبوب الكاملة ثم انخفاض تناول الفواكه ثم انخفاض تناول المكسرات ثم انخفاض تناول الخضروات.
من المسببات المرتبطة بالتغذية والإعاقات وجد الباحثون أن أكبر العوامل هي انخفاض تناول الحبوب الكاملة ويليها ارتفاع تناول الصوديوم ثم انخفاض تناول الفواكه ثم المكسرات ثم الخضروات.
الاستنتاج:
يمكننا من نتائج هذه الدراسة إضافة إلى الاستنتاجات التي خرجت بها الدراسة إلى الآتي:-
1 - ضرورة إجراء دراسات محلية عن تأثير الأغذية بكل أنواعها سواء المستوردة أو المنتجة محلياً على صحة المجتمع.
2 - إيجاد العلاقات السببية للأمراض الأكثر انتشارا بالذات أمراض نمط العصر أو الأمراض المزمنة مع البيئة والحالة الصحية والاجتماعية والتغذية.
3 - إنشاء دليل للأغذية السعودية من ناحية تركيبها الكيميائي وخصائصها وفائدتها وأضرارها المحتملة ومدى مناسبتها للحالات الصحية المختلفة.
4 - إيجاد أنظمة حكومية لضبط الممارسات الخاطئة وتم بحمد الله في الهيئة العامة للغذاء والدواء وضع ضوابط محددة أو منع تام لبعض الأغذية والعناصر المضافة مثل الدهون المتحولة والصوديوم وإن شاء الله تستكمل الهيئة واللجنة الوطنية للتغذية تلك الأنظمة والضوابط لتقليل مسببات الأمراض.
5 - يجب على كل فرد منا أن يعدل نظام حياته ويدقق في نوعية الأطعمة التي يتناولها ويسعى لتقليل الملح والسكر والدهون المشبعة والكوليسترول في طعامه اليومي.
6 - تدريب العاملين في المطاعم لتقليل أخطار المواد المضافة وتشديد الرقابة على كل المنتجات الغذائية المحلية والمستوردة.
7 - تدريب ربات البيوت وطالبات الجامعات على الممارسات الصحية المنزلية وتحسين مكونات الأغذية التي تعمل في المنزل وتشجيع الأسر على تناول الأطعمة المحضرة في المنزل.
8 - التوعية لتقليل تناول الملح والسكر واللحوم المصنعة واللحوم الحمراء وتشجيع تناول الخضروات والفواكه ومصادر الفيتامنيات والمعادن والأحماض الأمينية والدهنية المناسبة.
9 - رفع الاستفنار في الوقاية من الأمراض مما يقلل الأمراض المزمنة التي تكلف آلاف الملايين من الريالات لعلاجها وتلكف الدولة الكثير من الجهود والأموال لمتابعة ومعالجة حالات الإعاقة والعجز الناشئة عنه
|
|
|
او 
لمشاركة اصدقائك!
عضويتي
تمت مقارنة ما يتناوله الفرد من هذه الأغذية والعناصر الغذائية 
العرض الشجري
