29 - 11 - 2021, 07:00 AM
|
| |
|
علمتني سورة التوبة
 
علمتني سورة التوبة:
أنّ الجهاد سبيل الأمة إلى العزّة، وطريقها إلى الريادة، فهو سبب شرفها وشرط كرامتها، متى أقامته قويَت وعزّت وشرفت وصانت كرامتها وحفظت ريادتها، فإذا تخلّت عنه ضعفت، وهانت، وانحطت مكانتها، وتأخرت رتبتها، وسلّط الله عليها ذلًّا لا ينزعه عنها حتى ترجع إلى رفع راية الجهاد فترتفع، والاعتصام بالجهاد فتعزّ وتقود الأمم من جديد، ففي الجهاد تحقيق سلامة المجتمع في الداخل والخارج.
علمتني سورة التوبة: أنّ سلامة البناء الداخلي للأمة أهم من سلامة البناء الخارجي ومقدم عليه، فالأمة الواحدة المتماسكة هي أمة قوية تهابها الأمم وتخشى بأسها وإن كانت صغيرة العَدد محدودة العُدة، والأمة المتفرّقة المتشرذمة التي يضرب النّفاق في جوانبها وتظهر الأورام في جسدها هي أمة هزيلة ولو اتسعت مساحتها وتفوّقت عددًا وعدة، ومن ثم وجبت العناية بالمجتمع المسلم في بنائه الإيماني والنفسي والجسدي.
علمتني سورة التوبة: أنّ الإيمان هو أقوى أسلحة المؤمن ضد العدو، فمن لا يخشى أحدًا إلا الله هو أجرأ الناس وأقوى الناس وأشجع الناس، وما أعدّ المؤمن لعدوّه مثل إيمانه بربّه.
علمتني سورة التوبة: أنّ محبة الله ورسوله ودينه يجب أن تكون أغلى من كلّ شيء سواها، وتقدّم على كل شيء عداها، فإن تحقق ذلك فثمّ الفوز والنصر والسعادة والرضوان في الدنيا والآخرة، وإن تقدم شيء من الحظوظ العاجلة عليها كانت الهزيمة والحسرة والندامة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك أن يتقدّم المرء إلى كلّ عمل تقدم إليه الرسول ولا يرغب بنفسه أو ماله عن عمل عمله صلى الله عليه وسلم وقام به.
علمتني سورة التوبة: أنّ الحزن للمصاب يفقد القوة ويذهب بالمنّة ويشلّ التفكير عن التنعم بنعم الصبر على قضاء الله والرضا بقدر الله وحسن الظن بالله مع التوكل على الله في كل الأمور والثقة بمراده الخير فيها لعباده ودينه وصدق اللجوء إليه فهو الكافي ونعم الوكيل.
علمتني سورة التوبة: أنّي إذا سمعت خيرًا أعلنته وأذعته، وإذا سمعت شرًّا أسررته وكتمته، ففي إذاعة الخير خير وهو علامة صلاح فيمن سمعه وأذاعه، وسماع الشرّ شرّ وحسب المرء من الشرّ استماعه.
علمتني سورة التوبة: ألا أتناول شعائر الدين وأحكامه وأشخاص المتدينين بسخرية واستهزاء، ولو على سبيل المزاح والضحك لهوًا ولعبًا، فليست آيات الله وأحاديث رسوله وذمم المستمسكين بالدين مجالًا للخوض واللعب، بل الخائض فيها على خطر عظيم، اللهم إني أتوب إليك مما فعلت ولا أعود.
علمتني سورة التوبة: أن أقبل على من أقبل على الله وأعرض عمّن أعرض عن الله وأن أعطي من حبي وإخلاصي وفدائي لكلّ شخص بحسب موقعه من ذلك.
علمتني سورة التوبة: أنّ العلم الصحيح يعصم صاحبه وأن فاقده أقرب إلى الوقوع في الخطأ.
علمتني سورة التوبة: أنّ كل عمل يحصل به جمع كلمة المسلمين هو طاعة يجب المبادرة إليه والأخذ به والحض عليه، وأن كل عمل يقع بسببه شق صف المسلمين هو معصية يجب تركها واجتنابها والتحذير منها.
أحمد الجوهري عبد الجواد
|
|
|
|
الموضوع الأصلي :
علمتني سورة التوبة || الكاتب :
همسه الشوق || المصدر :
شبكة همس الشوق   |
الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
عضويتي
العرض الشجري
