شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

6 - 2 - 2012, 05:49 PM

الفصل الثالث :_

في التاسعة مساءا , دق احد ما الجرس , وكنت انا ادرس اخواتي قليلا , ثم اتجهت للباب .
( منووو ؟؟!! )
( هذا انا ابوج افتحي الباب )
دق قلبي وشعرت ببحر التاعسعة يسحبني الى اعماقه , كان لا بد لي من فتح الباب , ولكني كنت خائفة في نفس الوقت , اخاف ان يضربني لاني لم اسأل عنه او حتى ازوره في المستشفى , ولكن ألم يأتي جدي معه ؟؟ ام ان اصابته بليغة وسيبقى في المستشفى مدة اطول .
فتحت الباب , فرايت رجلا يرتدي الكندورة وملثم جيدا اذ اني لا ارى سوى عينيه فقط , لقد خفت وارتعش جسدي وساقاي ترتجفان كثيرا .
دفعني الى الخلف وسقطني على الارض ثم اخذت بالصراخ , واغلق الباب وقال لي : ( بلاج تصارخين !!.... انا ابوج يابقرة )
نظرت الى جسده المليء بالشحوم ومن ثم قال : ( حتى الحمد لله على السلامة ما شي ؟! )
وقفت على قدماي وساقاي لا تزالان ترتجفلن , وخرج حسين مع حارب اللذان اخذا يقذفانه بالاحذية عليه لانهما لم يتعرفا عليه , ولو كانا يعلمان انه ابي لما فكرا حتى بالخروج .... صرخ ابي بصوت عادي وبكيا كثيرا .
قال لي : ( اسمعي .... انا بروح حجرتي والحقيني ابي اقول لج .... ولا تخلين اخوانج يلاحقونا )
( ان شاء الله .... )
ما الامر ؟! .... لما لم يضربني ؟! .... هناك امر ما .... او ربما سيضربني عندما اكون معه في غرفته .
فتح باب الغرفة واشغل الاضواء فيها , وعندما دخلت الغرفة وقلبي كان يدق بقوة حتى اني اسمعه في اذني .
قال لي بهدوء : ( سكري الباب .... وتعالي ايلسي عندي )
ليس من طبيعته ذلك .... ما خطبه ؟! .... اغلقت الباب وجلست قربه .
قال لي : ( عرفتي عن الحادث ؟؟ اكيد لا .. )
( بلى عرفت .... عرفت انكم انجلبتوا بالسيارة )
( وبعد .... )
( بس .... هذا الى عرفته .... )
( عموما .... يدج عطاج عمره .... )
وضعت يدي على فمي متفاجاة .... لما لم يموت هو ايضا ؟!
قال لي : ( توقعتج بتفرحين .... بس اشوفج زعلانة .... كنتي تبين الخلاص مني بعد )
قلت له : ( شو صار عقب ؟ .... انت متى طلعت من المستشفى ؟ )
( يدج الله لا يسامحه تصدق بالمحل الي كان راس مالنا .... تصدق به الله يحرمه من الجنة )
يا إلهي !! .... ماذا سيفعل الان ؟! .... هو لم يكن يعمل الا في محل جدي , وها هو الان المحل يذهب الى شخص اخر , كم هذا مؤسف !
قلت له : ( شو بنسوي الحين ؟؟ .... )
قال لي : ( في مصيبة ثانية .... انا ما أقدر اروح اشتغل .... )
( ليش ؟.... شو صار بعد ؟ )
( اخاف اراويج وما ترقدين الليل .... )
( شو قصدك ؟ )
ازال اللثام من على وجهه لاصرخ بقوة , وتراجعت
للخلف وانا ابكي بطريقة تشعرني بأن روحي تكاد ان تخرج , اذ كان وجهه محروق ومريع , وكأنه وحش لا مثيل له , واعاد اللثام على وجهه .
ثم قال : ( توقعت هذا الشي .... من حقج .... حتى الممرضات ما كانوا يتجراون يدخلون علي )
أخذت اتنفس بصعوبة ولم تمضي سوى لحظات حتى اغمي علي .

........::::: يــتــبــع الـفـصـل الرابع ::::.........
. . . .
. . . .
. . . .