عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 4 - 2015, 04:33 PM   #5


الصورة الرمزية سجات التهاويل

 عضويتي » 5295
 جيت فيذا » 4 - 4 - 2013
 آخر حضور » 13 - 3 - 2020 (06:41 PM)
 فترةالاقامة » 4048يوم
مواضيعي » 6846
الردود » 33811
عدد المشاركات » 40,657
نقاط التقييم » 1241
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 2
الاعجابات المرسلة » 61
 المستوى » $98 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل sprite
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةfnoun
ناديك المفضل  » ناديك المفضلnaser
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور سجات التهاويل عرض مجموعات سجات التهاويل عرض أوسمة سجات التهاويل

عرض الملف الشخصي لـ سجات التهاويل إرسال رسالة زائر لـ سجات التهاويل جميع مواضيع سجات التهاويل

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

MMS ~
MMS ~

سجات التهاويل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية الاربعة الكبار اجاثا كرستي



الفصل الثالث

عجزا حاولت إخراج بوارو عن صمته خلال الأيام القليلة التي أعقبت فعلة القتل القذرة و زيارة قيم المصحة العقلية المشؤومة تلك

ظل بوارو على مقعده الكبير يفكر تفكيرا شاقا , احبط كل محاولاتي على حمله على الحديث

كنت - طوال هذه المدة- انتظر رجعة المجرم الشقي , ورفضت أن أغادر البيت و لو للحظة واحدة ظنا مني انه ربما يعود ليأخذ الجثمان لا سيما انه لا يشك بتاتا أننا قد عرفناه , سخر مني بوارو ثانية و قال :
- فلتنتظر يا صديقي ما شئت حتى تضع الملح على ذيل الطير الصغير , أما أنا فلا أضيع وقتي مثلك

حاولت أن أجادله :
- حسنا يا بوارو , لماذا غامر إذن فأتى في المرة الأولى دون سبب و لم يكسب منا شيئا ؟ أنا إذن أستطيع أن التمس سببا لزيارته الثانية ربما كي يمحو الدليل ضده

و سخر مني مرة أخرى بطرقته التهكمية و قال :
- أنت لا تنظر بعين رقم ((4)) يا هيستنغز , ليس ثمة دليل ضده , الجثة عندنا و لا دليل أنها قتلت قتلا لان حمض بروسيك حين يستنشق لا يبقى له اثر, ثم هل عندك شاهد على القاتل ؟ بل لن تجد من يشهد انه رأى رجلا دخل البيت في غيابنا

إن المدمر يتقن حرفته جيدا و بمهارة تامة , نستطيع أن نقول بان زيارته كانت للاستطلاع , يريد أولا أن يتأكد من موت مايرلنغ ثم أن يرى هيركيول بوارو و يخاطب الخصم الذي يجب أن يحسب له – وحده – ألف حساب , أن يخاطبه عيانا , نعم

قلت في نفسي : أي غرور قد أصاب بوارو ! و جادلته قائلا :
- و ماذا عن التحقيق ؟ أظنك تستطيع أن توضح الصورة تماما و تخبر الشرطة عن أوصاف رقم ((4)) كاملة , اليس كذلك ؟
- لن نحقق فائدة و لن نعرف شيئا و لا يهمني ذكر أوصاف رقم ((4)) , لن تستطيع أن نغير قرار هيئة المحلفين الحكماء الذين سيسجلون بان موته عارض و ربما نفسح لمجرمنا الذكي أن يقول بفخر انه استطاع غلبة بوارو في الجولة الأولى !

و هكذا كانت تصدق نبوءات بوارو , انه بلا شك ذو بصيرة !
نحن لم نر قيم الصحة العقلية مرة أخرى , ولم يحقق التحقيق شيئا و لا أثار اهتمام الناس و إن كنت قدمت إفادتي في القضية , و هكذا ذهبت طي النسيان !

شعرت بعد نحو أسبوع بالسرور حين تفضل علي بوارو يسألني إن كنت ارغب في مرافقته في زيارة اعتزم القيام بها , وسألته عن مكانها لكنه لم يجبني , هكذا هو بوارو : غامض كتوم لا يبدي سرا حتى النهاية

شعرت انه مخطئ إذا سعى إلى الحل وحده من غير معين , جادلته لكن بلا فائدة !

كنا ننتقل من حافلة إلى أخرى تباعا , ثم اقلنا القطار إلى إحدى ضواحي لندن الكئيبة , و مازالت الهواجس تنتابني و ذهني يشرد من أمر إلى أمر و من فكرة إلى أختها ! ثم إذا ببوارو ينطق :
- نحن ذاهبان يا هيستنغز لنرى الرجل الوحيد في إنكلترا الذي يعرف كثيرا من دقائق و أسرار الحياة في الصين..
- عجبا! من هو ؟
- رجل لم تسمع به من قبل , هو موظف مدني مسرح , ذو ذكاء حسن , له بيت مليء بالتحف الصينية التي يضجر منها أصدقاؤه و خلانه , لقد أكد لي العارفون أنني لا أجد سواه من اجل ما ابحث عنه, انه السيد جون انغليز ..

و في بضع لحظات كنا على عتبة بيت ((الأكاليل)) بيت السيد انغليز , و سالت نفسي عن سر هذه التسمية المبهمة , لأنني لم أر شجرة إكليل قط !

كان فتى صيني بوجه ذي ملامح جامدة يقف عند المدخل سمح لنا بالدخول ثم قادنا إلى غرفة المجلس حيث كان سيده ..
رجل عريض المنكبين , قصير يبدو ماكرا , عيناه غائرتان تشيان بشخصيته


نهض يرحب بنا و كان يمسك رسالة مفتوحة , قال :
- هلا جلستما ؟ قد اخبرني هاسلي في رسالته انك تريد معلومات تنفعك في مسألتك
- نعم يا سيدي , جئت التمس بعض المعلومات عن شخص يدعى لي شانغ ين ..
- كيف سمعت بهذا الرجل؟
- أنت إذن تعرفه ؟
- قابلته مرة واحدة , و اعرف عنه القليل , ليس القدر المطلوب .. لكني اشعر بالمفاجأة لأن رجلا آخر في إنكلترا قد سمع بشانغ ين , ذلك رجل عظيم من طبقة الماندارين (كبار زعماء الإمبراطورية الصينية الأولى ) أنت تعلم لكن نقطة الحسم ليست هذه , عندي سبب مقنع انه الرجل الذي يقف وراء كل ذلك ..
- وراء ماذا ؟
- وراء كل شيء : القلاقل و المصاعب العمالية في أنحاء العالم كلها , و الثورات التي تتأجج هنا و هناك , الذين يعرفون الحقيقة و يستطيعون قولها قلة , يقولون : إن وراء الأحداث قوة خفية تسعى لتحطيم الإنسانية و الحضارة , صدقني إن لينين و ترتسكي في روسيا ما هما إلا دميتان تتحركان بفعل قوة خفية مسيطرة و دماغ مستتر , ليس عندي برهان لكنني مقتنع تماما أن هذا الدماغ هو لي شانغ ين !
- آه ما هذا؟هذا خيال ! كيف يستطيع رجل صيني أن يدير الأحداث في روسيا؟

قلت هذه الكلمة معارضا فنظر إلي بوارو شزر و عبس و زجرني قائلا :
- هذا عندك يا هيستنغز , فذاك مبلغك من الفهم , دع عنك مالا يعنيك , أما أنا فإني على قناعة بما يقول الرجل , اكمل يا سيدي أرجوك
- لا أستطيع أن اجزم بحقيقة ما يسعى إليه هذا الرجل بدقة , لعله مرض العقول العظيمة الذي يصيب العظماء منذ عصر الاسكندر الأكبر حتى عصر نابليون بونارت و العصر الحديث , التوق الشديد إلى السلطة و الرغبة في التفوق و العلو بقوة , أما في هذا القرن , قرن الثورات و القلقلة فان رجلا مثل لي شانغ ين يستطيع وسائل أخرى , عندي الدليل أن لديه أموالا طائلة يشتري بها الضمائر و يرشوها ,و دلائل أخرى تشير أن عنده قوة علمية مذهلة لا تتهيأ لبعض الدول في هذا العالم !

سأل بوارو الذي كان يصغي بانتباه شديد و يقظة تامة :
- و في الصين هل يملك الحركة و الأثر أيضا ؟

هز انغليز رأسه :
- اجل ربما لا أستطيع تقديم دليلا تعتد به المحكمة لكن لدي علما يقينا أن كل أولئك الرجال الكبار الذين يعظمهم الناس هم – في الحقيقة – دمى ترقص إذا سحبت خيوطها يد خفية تحركها إنها يد لي شانغ ين : الدماغ المهيمن على الشرق كله ! نحن لا نفهم الشرق و لن نفهمه , لكنني افهم لي شانغ ين و روحه المحركة , لا يظهر للناس و لا يستطيعون رؤيته , انه لا يخرج من قصره في بكين , و خيوطه ممتدة في كل مكان , هذا هو جوهر المسألة ثم تجري الأحداث بعيدا جدا !

بوارو :أليس في هذا العالم من يعارضه ؟

اعتدل انغليز في جلسته ثم مال إلى بوارو و دنا منه و تكلم بصوت خافت كأنه يفشي سرا :
- أربعة رجال حاولوا معارضته في الأربع السنين الأخيرة , رجال أذكياء مفكرون و على خلق متين و أمانة و مسؤولية , لكنهم كلما عارضه واحد منهم سكت إلى الأبد !

سألته : ثم ماذا يكون ؟
- لا ترى منهم أحدا ! أنت لا تعي كتب أحدهم مقالا يذكر فيه اسم شانغ ين مقرونا بحوادث الشغب في بكين فوجد بعد يومين مطعونا في الشارع و لم يقبض على قاتله ! جريمة الثلاثة الآخرين كانت هي نفسها : مقالة أو خطبة أو حديث , و في غضون أسبوع ترى أحدهم فارق الحياة , أحدهم مات مسموما , و الثاني مات بوباء ما , و الثالث وجد مقتولا في سريره دون أي اثر لمقتله , لكن الطبيب الذي فحص الجثة حدثني انه رأى الجثة و قد احترقت بصورة عجيبة من الكهرباء سرت فيها !

بوارو : ربما ترى علامة على العلاقة بين مصرعه و لي شانغ ين لكن لا بد من إشارات ...

- ها , علامة! نعم , نعم بالتأكيد , لقد جاءني مرة شاب صيني مختص بالكيمياء متوقد الذكاء , كان يعمل لحساب شانغ ين , أراد أن يحدثني بالتلميح عن تجاربه التي كان يجربها في القصر على الحمالين , و قال و هو على حافة الانهيار العصبي بأنه عمل مقرف يزدري الحياة الإنسانية ! ثم أصابه رعب كاد يقتله , كانت حاله تثير الشفقة في الأكباد التي لا تعرف الرحمة .. حملته إلى السرير في الغرفة العلوية ليحدثني في الليلية التالية لكن فعلتي هذه كانت عملا أحمق غبيا !


 توقيع :


رد مع اقتباس