يزيد التدخين وتناول بعض الأدوية خلال الحمل من مخاطر تواجد الشفة الأرنبية لطفلك، كما أشار دكتور علاء سمرة طبيب الجلدية المعروف.
فقد سادت في القدم نظرة جاهلة، حيث كان الناس يعتقدون أن المرأة الحامل إذا رأت أرنبا فإن طفلها سوف يولد بشفة أرنبية ومازال البعض يعتقد ذلك.
وقد أثبتت الدراسات أن هذا التشوه يعتبر من تشوهات الوجه الشائعة جدا وتنحصر أسبابها بين عوامل وراثية وبيئية مترابطة، وليس له علاقة بالأرنب أو غيره من الحيوانات.
ويسمى من لديه هذا المرض "بالأشرم" إذا كان الانشقاق في الشفة ويسمى بالأخنف إذا كان صوته مخنفا لوجود انشقاق حنكي.
تشوه الشفة:
الشفة الأرنبية هي عبارة عن انشقاق أو تشوه خلقي يحدث في الشفة وعادة ما يكون مصاحبا بشق الحنك أو اللهاة، وهو ناتج عن عدم التحام الأجزاء المكونة للأعضاء المكونه لسقف الفم (الحنك) والشفة العليا، أثناء مراحل نموها، فعادة ما تتكون أجزاء الشفة العليا والحنك اليمنى واليسرى بشكل منفصل في الثلاثة شهور الأولى من فترة الحمل ومن ثم تلتحم بعد ذلك مكونة سقف الفم والشفة العليا.
وإذا كان هناك أي خلل وراثي في الجينات المسئولة عن عملية الالتحام أو خلل ناتج عن عامل بيئي فإن النتيجة المتوقعة هي عدم الالتحام وولادة طفل يعاني من الشفة الأرنبية.
وتدل الإحصائية المعروفة عالميا على ولادة حالة مصابة لكل سبعمائة مولود سنويا في الولايات المتحده الأمريكية، و1.4 لكل 1000 طفل في المملكة المتحدة.
وفي عالمنا العربي لا توجد إحصائيات دقيقة تدل على نسبة الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية، ولكن هناك بعض الدراسات غير الدقيقة تدل على وجود نسبة أعلى من النسب العالمية.
الأعراض:
من أهم الأعراض المصاحبة للانشقاق، هي قصور الفك العلوي وتشوهات الأسنان ومشاكل في الوظائف الفمية من مضغ وبلع.. كما أن هناك مشاكل في النطق والسمع والتغذية.. هذا بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تحدث لدى الطفل وأهله.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالشفة الأرنبية؟
إن السبب الرئيسي لهذا التشوه الخلقي غير معروف، ومازال الباحثون يجدون لمعرفة الأسباب الأكيدة له ولكن المعروف أن الوراثة تلعب دورا في ذلك وتزداد نسبة المرض في العائلات التي يكثر فيها زواج الأقارب.
كما أن هناك مجموعة من العوامل البيئية، التي إذا حدثت خلال الثلاثة شهور الأولى من فترة الحمل فإنها قد تتسبب في عدم التحام أجزاء الشفة العليا والحنك مسببة الشفة الأرنبية أو الشق الحنكي.. ومن هذه العوامل الآتي:
- تدخين الأم الحامل خلال المرحلة الأولى من الحمل، وتناول بعض الأدوية خلال فترة الحمل، ومن بين هذه الأدوية أدوية علاج حب الشباب، أدوية الصرع وبعض أدوية القلب ومنها أيضا الكورتيزون والأسبرين وتناول فيتامين "A" بكميات كبيرة وبعض الأمراض الالتهابية التي تصيب الأم الحامل.
نقص في التغذية أثناء فترة الحمل لكثير من العناصر المهمة كالفيتامينات والأملاح الضرورية مثل حامض الفوليك (Folic Acid) واضطرابات في الغدد الصماء.
أنواع انشقاق الشفة والحنك:
شق الشفة (الشفة الأرنبية): يحدث عادة في الشفة العليا، وقد يكون بسيطا بحيث يحدث في أحد جانبي الشفة، أو مزدوجا بحيث يكون كل شق مقابل فتحة من فتحات الأنف.
شق الحنك: يحدث هذا التشوه في سقف الحلق، وقد يحدث هذا الانشقاق في الحنك الصلب أو الحنك الرخو أو كلاهما.
والطفل المصاب هو طفل سليم في معظم الأحيان ولكنه أكثر عرضة من غيره لالتهابات الأذن الوسطى التي قد تسبب ضعفا في حاسة السمع، ومن الممكن أن تؤدي التهابات الأذن الحادة إلى فقدان حاسة السمع إذا تركت دون علاج..
العلاج:
إن علاج التشوهات الولادية للشفة والحنك يحتاج إلى عمل جماعي يقوم به فريق عمل طبي يتكون من مجموعة من الاستشاريين المتخصصين في مجالات عدة، مثل طبيب أطفال، وطبيب أسنان وتقويم أسنان للأطفال، وجراح تجميل، وأخصائي أنف وأذن وحنجرة، وطبيب نفسي، وأخصائي نطق وتخاطب، وأخصائي سمعيات، وطبيب في أمراض الوراثة.
ويجب على آباء المصابين البحث عن مراكز متخصصة تقوم بمثل ذلك العمل الجماعي، ويتم في البداية فحص المريض فحصا دقيقا وحصر المشاكل التي يعاني منها ومن ثم البدء في علاجها.. وهناك طرق علاج وبروتوكولات معروفة عالميه ويتم اتباعها في المراكز العلاجية الخاصة بالشفة الأرنبية.
وهذا أحد هذه البروتوكولات الحديثة والأكثر شيوعا ومراحله كالتالي:
خلال فترة الثلاثة الشهور الأولى يتم التركيز على مساعدة الطفل على الرضاعة، وذلك لعدم وجود الشفة السليمة التي تستطيع القيام بالرضاعة الطبيعية، ويتم القيام بالتالي:
- استعمال رضاعات مصممة لمساعدة الأطفال المصابين توصل الحليب إلى الحنجرة مباشرة.
- قد يحتاج بعض الأطفال المصابين بتشوه الحنك إلى الاستعاضة بحنك صناعي لمساعدتهم في تناول الطعام حتى يتم معالجتها تجميلا ويعود الطفل إلى طبيعته مرة أخرى.