عرض مشاركة واحدة
قديم 2 - 7 - 2015, 06:54 AM   #2



 عضويتي » 5295
 جيت فيذا » 4 - 4 - 2013
 آخر حضور » 13 - 3 - 2020 (06:41 PM)
 فترةالاقامة » 4041يوم
مواضيعي » 6846
الردود » 33811
عدد المشاركات » 40,657
نقاط التقييم » 1241
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 2
الاعجابات المرسلة » 61
 المستوى » $98 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل sprite
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةfnoun
ناديك المفضل  » ناديك المفضلnaser
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور سجات التهاويل عرض مجموعات سجات التهاويل عرض أوسمة سجات التهاويل

عرض الملف الشخصي لـ سجات التهاويل إرسال رسالة زائر لـ سجات التهاويل جميع مواضيع سجات التهاويل

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

سجات التهاويل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله



7 - الاستفادة من أوضاع المجتمع:

قد يحدث أن تكون هناك أوضاع في المجتمع يمكن الاستفادة منها في نفع الدعوة وحماية الدعاة فلا يجوز للدعاة إهمال ذلك وعدم الانتفاع على أساس أن تلك أوضاع في مجتمع جاهلي أو معادٍ, للإسلام فلا ينبغي العمل بها أو الاستفادة منها وذلك لأن النظر ينصبٌّ على طبيعة الوضع ومدى موافقته للشرع، ولا ينظر إليه من جهته الجغرافية أي البقعة التي يكون فيها
إذ الحكم على الشيء يعتمد على ما يحمله من أفكار وتصورات، وليس على المكان الذي يوجد فيه.

وبالنظر إلى سياسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك نجده قد استفاد هو وجمع من أصحابه من تلك الأوضاع فقد كانت مكة المكرمة ـ بل والجزيرة العربية كلها ـ ينتشر فيها النظام القبلي، وفي هذا النظام فإن القبيلة تحمي أفرادها فقد تمتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعض من أصحابه بذلك، وظلوا في حماية قبائلهم،

فلم يتمكن المشركون من الوصول إليهم وإيذائهم الإيذاء الشديد، وكان من الأمور المتعارف عليها مسألة الجوار وهو أن من نزل في جوار أحد فإنه يحميه من أن يصل إليه أحد بسوء، فكان بعض المسلمين الذين لا يجدون قبيلة تحميهم ينزلون في جوار بعض كبراء المشركين فيحمونهم، وليس في هذا مخالفة شرعية إذ كل ما فيه أن يتمتع المسلم بالحماية وشعوره بالأمان في التزامه بالإسلام وهذا حقه،
وكونه نزل في جوار أحد المشركين فليس في ذلك ما يعاب عليه لأنه لم يفعل ما يخالف الشرع فعندما ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف يدعو أهلها وردوا عليه بردهم القبيح لم يدخل مكة حينما رجع من هناك إلا في جوار المطعم بن عدي،

وكذلك عثمان بن مظعون عندما رجع من هجرة الحبشة الأولى لم يدخل مكة إلا في جوار الوليد بن المغيرة، وأبو بكر - رضي الله عنه - لما أراد الهجرة إلى الحبشة مما يلاقي من إيذاء قريش لقيه ابن الدغنة، وعرف مقصده، فعرض عليه الرجوع ودخل معه مكة وقد أجاره. فإذا كان الداعية إلى الله - تعالى - مضيَّقاً عليه، وكان في المجتمع الذي يدعو فيه أوضاع أو تنظيمات يمكن الاستفادة منها في الدعوة أو تدفع عنه شراً من غير أن يرتكب في سبيل ذلك شيئاً نهت عنه الشريعة فعليه أن يستفيد من ذلك. ورغم أن الأوضاع الجاهلية
الأصل فيها البعد عن الشريعة فلا يلزم من ذلك أن يكون رصيد الفطرة عندهم صفراً بحيث لا يكون في أمورهم ما يُقبل شرعاً،

وهذه قريش رغم ظلمها وطغيانها مع المسلمين إلا أنهم عقدوا فيما بينهم عقداً لنصرة المظلوم (وكان ذلك قبل البعثة) وهو ما عرف بحلف الفضول قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:«لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن
لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ » سنده صحيح
وقد تتواجد اليوم في بعض المجتمعات بعض التنظيمات أو المؤسسات التي تحاول القيام بشيء شبيه بما كان في حلف الفضول فلا عيب على الداعية إذا حاول الاستفادة من ذلك، أما إذا ترتب على ذلك مساس بالدين فعلى الداعية أن يكون أبعد شيء من ذلك ففي قصة أبي بكر المتقدمة لما جهر بالصلاة وقراءة القرآن في مسجد فنائه وخيَّره ابن الدغنة بين عدم الجهر والاستعلان بالصلاة وبين أن يرد عليه جواره، اختار أبو بكر - رضي الله عنه - الاستعلان بالصلاة والجهر بقراءة القرآن، ورد على ابن الدغنة جواره، وقال: «أرضى بجوار الله»


8 - عدم المداهنة في الحق:

كثيراً ما يتعرض أصحاب الدعوات إلى محن وشدائد حتى يخيل لبعض الناس أن من السياسة الحكيمة تجاوز تلك المحن أو الشدائد ولو بالتصريح ببعض الكلمات والجمل التي يكون في ظاهرها مخرج من تلك الشدائد وإن لم يكن ذلك الظاهر مراداً لهم، لكن الناظر في سياسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى الله - تعالى - لا يجد لذلك التصور سنداً،
بل يجد سياسته على العكس من ذلك فقد نزل عليه قول الله - تعالى - يحذره من المداهنة في الدين، ويقول له: {وَدٌّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]

فأهل العداوة للدين يريدون من أصحاب الدعوة أن يداهنوهم وهم على استعداد لمكافأتهم على ذلك بمداهنة الدعاة أيضاً من باب المقابلة بالمثل فقد عرض الكفار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعبدوا الله سنة
في مقابل أن يعبد آلهتهم سنة، فأنزل الله - تعالى -: {قُل يَا أَيٌّهَا الكَافِرُونَ * لا أَعبُدُ مَا تَعبُدُونَ} [الكافرون: 1 - 2]

ليقطع الطريق على ذلك التصور بصورة حاسمة، وقد فهم ذلك المعنى جيداً جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعمل به في أشد المواقف حلكة فقد هاجر هو وجماعة من المسلمين إلى الحبشة عند ملكها النجاشي وكان نصرانياً، وقد أرسلت قريش في أثرهم عمرو بن العاص ليردهم من عند النجاشي، وحاول عمرو أن يقدم المسوِّغ الذي يجعل النجاشي يسلم له جعفراً ومن معه، فقال له: إنهم يقولون في عيسى قولاً عظيماً وذلك أن النصارى ترى عيسى - عليه السلام - إلها أو ابن إله بينما المسيح في العقيدة الإسلامية هـو بشـر
رســول من عند الله - تعالى - مثل إخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فلما مثل جعفر بين يدي النجاشي، وسألهم عما يقولون في عيسى - عليه السلام - لم يداهن ولم يحاول أن يتلفظ بألفاظ أو كلمات توافق في ظاهرها اعتقاد النصارى، بل أجمع على الصدق وعدم المداهنة في الدين،

وقال: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم البتول العذراء. فأخذ النجاشي عوداً من الأرض وقال: واللهِ ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، ولو حاول جعفر - رضي الله عنه -
أن يداهن لانقلب الأمر عليه وعلى أصحابه ذلك أن اعتقاد النجاشي في عيسى كان اعتقاداً صحيحاً فعند الشدائد والأهوال قد يميل الداعية إلى المداهنة، ويتلفظ بألفاظ فيها نوع من الترضية لأهل الضلال، وإن كان هو يقصد بها في نفسه معاني صحيحة،



لكن ليست العبرة بما في نفسه هو، وإنما بما يفهم الناس من كلامه فلو كان الناس لا يفهمون من ذلك إلا ما يؤيد أهل الضلالة لم تكن تورية الداعية قد حققت إلا تأييد الباطل، وهذا بخلاف ما إذا كان يورِّي على الأعداء في الحرب أو القتال كما فعل محمد بن مسلمة ـ رضي الله - تعالى -عنه ـ عندما كان يخطط لقتل رجل من اليهود المحاربين، وقال له عن رسول الله ـ
وهو يوري ـ: «هذا الرجل قد سألنا صدقة ، وإنه قد عنانا" صحيح البخاري
وبخلاف ما يقوله الأسير عندما يقع في أيدي الأعداء وكذلك الذي يُكرَه على كلمة الكفر فإن هذا ونحوه ممن قال الله فيهم: {إلاَّ مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنُّ بِالإيمَانِ} [النحل: 106].

غير أن هناك من الأمور التي قد يظنها الناس مداهنة وهي ليست من ذلك في شيء، وإنما هي كلمات حقيقية لا كذب فيها يقولها الداعية يستميل بها النفوس ويؤلف بها القلوب فهذا جعفر ـ رضي الله تعالى عنه ـ يقول للنجاشي بعدما ذكر ما كانوا يلاقونه من المشركين في مكة: «فلما قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا،
وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيها الملك! ».
تلك كانت بعض الوقفات القصيرة مع سياسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى الله أما تفاصيل تلك السياسة فهي السيرة النبوية بكاملها على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ولعلنا نرجع إليها في مناسبة أخرى على نحو أشمل وأكثر تفصيلاً.




رد مع اقتباس