ما الذي أكتب يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي
وتعنيني أنا وحدي
إنها السيف الذي يثقبني وحدي
فأزداد مع الموت حضورا
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة.. بالنبيذ.. بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي..ونجمتي..وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا..أو فوضوي الفكر..أو مجنون
إن كنت مجنونا..وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
عندما سافرت في بحرك يا سيدتي
لم أكن أنظر في خارطة البحر
ولم أحمل معي زورق مطاط
ولا طوق نجاة
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي
واخترت المصيرا
يدك التي حطت على كتفي كحمامة
نزلت لكي تشرب عندي تساوي ألف مملكة
يا ليتهـا تبقى ولا تذهب
يا سيدتي:
أنت خلاصة كل الشعر
ووردة كل الحريات
يكفي أن أتهجى إسمك
حتى أصبح ملك الشعر
وفرعون الكلمات
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك
حتى أدخل في كتب التاريخ
وترفع من أجلي الرايات
و قطعت بحاراً ..و بحاراً أنبش أعماق الموجات
أبحث في جوف الصدفات عن حرفٍ كالقمر الأخضر
أهديه لعيني مولاتي
أنا الذي جعلت من حبيبتي
مليكة تسير في ركابها
الأشجار
والنجوم
والسحاب
يروي أشيـاء تدوخـني
تنسيني المرقص والخطوات
كلماتٍ تقلـب تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
دعي حكايا الناس
لن تصبحي كبيرةً
إلا بحبي الكبير
ماذا تصير الأرض لو لم نكن
لو لم تكن عيناك...ماذا تصير ؟
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
لاتبحثوا عنه هـنا بصدري
تركته يجـري مع الغـروب
ترونه في ضـحكة السواقي
في رفة الفـراشة اللعوب
في البحر
في تنفس المراعي
وفي غـناء كل عندليـب
في أدمع الشتاء حين يبكي
وفي عطاء الديمة السكوب
حبك ..كالهواء يا حبيبتي
يحيط بي
من حيث لا أدري به ، أو أشعر
جزيرةٌ حبك .. لا يطالها التخيل
حلمٌ من الأحلام
لا يحكى .. و لا يفسر
تلومني الدنيا إذا أحببته
كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته
كأنني أنا التي
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوبته
شاءت الأقدار، يا سيدتي
أن تمطري مثل السحابه
فوق أرض ما بها قطرة ماء
وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء
وتكوني صورة شعريه
في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء
وتكوني امرأة نادره
في بلاد طردت من أرضها كل النساء
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي
هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها
لعلها
إذا أنا حملتها
غدا لها
ستسعد
يا مرتجي .. يا أحد
سأقول لك "أحبك"
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا
أي ارتجاجٍ في ضمير الكون
لو مرت على رأسي يداك
لو مثلك امرأةٌ تكون حبيبتي
عمرت للعشاق ألف مدينةٍ
وبسطت سلطاني
على كل الممالك واللغات
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشقٍ
أحبك فيها بلا كلمات
لن تهربي مني
فإني رجلٌ مقدرٌ عليك
لن تخلصي مني
فإن الله قد أرسلني إليك
فمرةً أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك
في بحيرة عينيك
....
شكرا لخصرك، كيف جاء بحجم أحلامي وحجم تصوراتي
ولوجهك المندس كالعصفور
بين دفاتري ومذكراتي
شكرا لأنك تسكنين قصائدي
شكرا
لأنك تجلسين على جميع أصابعي
شكرا لأنك في حياتي
شكرا لحبك
فهو أعطاني البشارة قبل كل المؤمنين
واختارني ملكا
وتوجني
وعمدني بماء الياسمين
شكرا لحبك نزار قباني