ما أرخص الجمل لولا الهرة
كان لرجل من العرب بعير ضل الطريق فبحث عنه فلم يجده، فأقسم بعد ما تعب لئن وجده ليبيعنه بدرهم،
واستمر في البحث عنه حتى وجده، فأخذ يفكر كيف يبر بقسمه أيبيع الجمل بدرهم واحد؟ وليس للقسم إلا ذلك الحل، وتلك خسارة كبيرة!
واهتدى الرجل إلى حل يبر به قسمه ويحفظ عليه بعيره،
فأتي بهرة وربطها مع الجمل وعرضهما للبيع معًا ، على أن ثمن الجمل درهم واحد، وثمن الهرة وحدها ألف درهم وألا يبيعهما إلا معًا .
وأخذ الناس ينظرون إلى هذه الصفقة ويعجبون من أمرها، ويتمنون لو أخذوا الجمل وحده، وتركوا الهرة! ثم يقفون أمام هذه السلعة العجيبة يقولون في حسرة: "ما أرخص الجمل لولا الهرة!" .
*الحكمــــة*
هكذا قد يحلو الأمر لكن يقبحه شيء آخر يقترن به ويجتمع معه، فيمنع من الإقبال عليه والطلب له، كالبيت الجميل في البيئة الرديئة، والحسناء في منبت السوء، والعمل بأجر مرتفع في موضع لا يليق .
|
|
|
|