قصص اسردها على ارواحكم الزكية
بين الخيال والحقيقة
المنشد جلال
كان جلال
عذب الصوت جميل الملامح
مربوع الوجه
ذو العينين الزرقاوتين ممشوق القامة
توفى والداه وهو فى وعمره تمانية اعوام
وعاش فى كنف جده وجدته
وكانا يحبانه كثيرا
حتى صار عمره تمانية عشر
توفيت جدته فحزن عليها كتيرا
ومرض جده حتى لازمه المرض سنتين من عمر جلال
قم توفى جده
وبقى جلال وحيدا
وكان فى العقد العشرين من عمره
باع بيت جده ورتحل عن المكان الذى
عاش فيه ذكرياته الحلو والمرة
بفقدن جده وجدته ووالديه
وبنى كوخا صغيرا
يؤويه بعيد لوحده فى تلال المدينة
بساحة تملئها الأشجار الكثيفىه
وماء جارى يطل عليه من خلف التلال
وخضرة الأرض يكسوها الريحان والزهور
وكان كل صباح يخرج وينشد الحان حزن
يرثى بها والديه وجده وجدته
تركتنى ابى صغيرا ... ورحلت عنى امى
وماتت جدتتى وبحزنها ... فارقت روح جدى الجسدا
وبت وحيدا لاخلا ولا خليل ... يشاركنى حزنى وفرحى
يا نفس كيف يطيب لك الفراق ... والعين تدمع والقلب مشتاق
وهكذا كان جلال يرثى أهل بيته بحزن ملئ قلبه وجسده
وكان كل ما ينشد بصوته الشجى تتجمع
من حوله الطيور والبلابل بجمال صوته حزية
وذات يوم مر موكب لاحد اميرات الجوقة
من تلال المدينه بنزهة لها
وكان جلال كعادته
بجمال صوته الخلاب ينشد اغانيه المحزنة
وكان ينشد
عشت من عمرى .... ايام فرح قليلة
وترسم السواد ... لثام ايام طويلة
سرق مهجتى وفرحتى .... وانتهت افراحى السعيدة
وامتل حياتى سواد ... واعيش حياة بؤش شديدة
فسمعته الاميرة وسمعت جمال صوته وبكت لحزنه
والطيور من حوله حزينة
قم أمرت الموكب ان يبتعدو من هنا وينتضرو عودتها
فذهبت اليه بجمالها ودنت منه قائلة
يا جميل الصوت من انت فلتفت اليها قال انا جلال
قالت لم الحزن ساكن فؤادك والبؤس يلو شبابك
ولبست الزواد واسكنته محرابك
قال فقدت من كان لهم فى قلبى مكانه
واكفافى لهم اعوانا
افرح بفرحهم وابكى لبكائهم
اعينهم بملئى لهم توسدا
كنت ضلهم فى الحر وكنت مدفأة له فى الشتاء
فغادرو القلب فكان كــ الجوفاء
وكفافى نقرت فوقهم التراب
وعينى لم ترى الى السراب
وبت وحيد فى الحر وتحت حبات الشتاء
فكتنفنى الحزن وتلثمت السواد
فقالت ان القلب
لم يخلق للبؤس ولا العين للحزن
ولا النفس تطيب الحر ولاحبات الشتاء
فأعجب جلال بقولها فقال من انتى
انا من مات والدى فدعوت الله ان يرحمهما
وصدقت عنهما ولا زلت أفعل
انا من حملت اسمهما بفخر
وعشت بكنفهما عمرا
وها انا اعيش حياتى دون بؤس وسواد
واسكنت محرابى الدفء والحنان
ثم تركته وغادرت الاميرة دون ان تخبره من تكون
وجلس جلال يفكر بما قالت حتى تيقن انه على حزنن شديد قد يهلك حياته
ثم قرر ان يغير نمط حياته
فنشد يقول
يا سامع النداء ارحم ... من فقد الاخلاء
وارحم من هجرو الدنيا .... وهم للخير معطاء
من اسكنو الفرحة ... فى بيوت الفقراء
وكانو كــ الضياء ... ينيرون درب الؤساء
وعادت الاميرة فى اليوم اتانى وسمعت عذب نشيده ففرحت بما سمعت
واتت اليه فقالت ان جدى يطلب ان يراك
فقال سمعا وطاعه سيدتى
وعاش بكنفهم حياة سعيدة
وذهب الى جدها وقص عليه
قصته تم لبا طلب حفيدته
بزواجه من الأميرة
روانا السعدى