شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس شخصيات لها بصمة في التاريخ (https://www.hamsalshok.com/vb/f271)
-   -   ترجمة القارئ عاصم بن بي النجود (https://www.hamsalshok.com/vb/t69066.html)

نسائم خير 6 - 12 - 2015 02:53 PM

ترجمة القارئ عاصم بن أبي النجود
 
ترجمة القارئ عاصم بن أبي النجود

(مخطط توضيحي لسند قراءة الإمام عاصم بن أبي النَّجود وراوييه)


http://store2.up-00.com/2015-12/1449401147813.png



أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:
عاصم بن بَهْدَلة أبي النَّجُود، الأسديّ بالولاء، أبو بكر، ويُقال: أبو النَّجود هو اسم أبيه، وقيل: إن اسمه عبدالله، وأمَّا بَهْدَلة فقال الذهبيُّ: هو أبوه على الصحيح[2]، وقال ابن الجزري: هي أمُّه[3]، وردَّ الذهبي ذلك القول وقال: ليس بشيء[4].

ثانياً: صفاته:
كان عاصم فصيحاً حسن الصوت، بل إنَّه كان من أحسن الناس صوتاً في القرآن، إلى جانب ما يتخلَّق به من أدب ونُسُك, فكان إذا صلَّى ينتصب كأنَّه عود، ويمكث يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، كان عابداً خَيِّراً كثير الصلاة، وربَّما قَصَدَ حاجةً فإن رأى مسجداً دخله للصلاة، وقال: حاجتنا لا تفوت.

ثالثاً: مكانته وعلمه:
أحد القُرَّاء السبعة، إمام كبير من أئمة القراءات والنحو، انتهت إليه الإمامة في القراءة بالكوفة بعد أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب السُّلَمي، فجلس في موضعه، ورحل إليه النَّاس للقراءة، وقد جمع بين الفصاحة والإتقان، والتَّحرير والتَّجويد.

قال أبو بكر بن عيَّاش[5]: لا أحصي ما سمعتُ أبا إسحاق السَّبِيْعيِّ[6] يقول: ما رأيتُ أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النَّجُود[7].

وإلى جانب علمه بالقراءة كان من أعلم أهل الكوفة بالنَّحو[8].

قال أبو بكر بن عيَّاش: كان عاصم نحوياً، فصيحاً إذا تكلَّم، مشهور الكلام[9]، وقال أيضاً: كان عاصم من أفصح الناس، مقدماً في زمانه، مشهوراً بالفصاحة، معروفاً بالإتقان[10].

وقال شريك بن عبدالله القاضي: كان عاصم صاحب مدٍّ وهمز وقراءة شديدة[11].

وقال أحمد بن عبدالله العجلي[12]: عاصم بن بَهْدَلة صاحب سُنَّة وقراءة، كان رأساً في القرآن، قَدِم البصرة فأقرأهم[13].

وقد كان من تعظيم التابعين له أنَّه كان إذا قَدِمَ من سفر قبَّل أبو وائل (شقيق بن سلمة) يده[14].

رابعاً: شيوخه في القراءة:
لقي عاصم بعضَ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم، فهو من صغار التَّابعين، كالحارث بن حسان البكري الذهلي رضي الله عنه[15]، ورفاعة بن يثربي التميمي رضي الله عنه[16]، ولهما صحبة[17]، وقرأ على أبي عبدالرحمن السُّلَميِّ، وزِرِّ بن حُبَيش الأسدِيّ، وسعد بن إياس الشيباني[18]، وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقرأ السلمي وزِرُّ أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، كما قرأ السُّلَميّ على أبيِّ بن كَعْب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.

قال أبو بكر بن عيَّاش: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حَرْفًا إلاَّ أبو عبد الرحمن السلميِّ، وكان أبو عبدالرحمن قد قرأ على عليٍّ رضي الله تعالى عنه، وكنتُ أرجع من عند أبي عبدالرحمن فأعرض على زرِّ بن حُبَيش، وكان زرُّ قد قرأ على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال أبو بكر بن عيَّاش: فقلتُ لعاصم: لقد استوثَقْتَ لنفسك، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل[19].

وقال حفص بن سليمان: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأتُ بها على أبي عبدالرحمن السُّلميِّ عن عليٍّ [رضي الله عنه]، وما كان من القراءة التي أقرأتُهَا أبا بكر بن عيَّاش فهي القراءة التي كنتُ أعرِضها على زِرِّ بن حُبيش عن ابن مسعود [رضي الله عنه] [20].

خامساً: رواة القراءة عنه:
انتهت إلى عاصم بن عبدالرحمن الإمامةُ في القراءة بالكوفة بعد شيخه أبي عبدالرحمن السُّلميّ، فقرأ عليه خلق كثير[21]، من أبرزهم: أبو بكر بن عيَّاش، وحفص بن سليمان، والأعمش[22].

وروى عنه أحرفاً من القرآن: أبو عمرو بن العلاء البصري، وحمزة بن حبيب الزيَّات، والخليل بن أحمد الفَرَاهِيدي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وغيرهم.

سادسًا: منزلته في علم الحديث:
حدَّث عاصم عن: أبي عبدالرحمن السلميِّ، وزِرِّ بن حبُيش، وغيرهما.

وحدَّث عنه: عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمَّان، وهما من شيوخه، ومن كبار التابعين[23].

ولم تكن منزلة عاصم بن أبي النَّجود في علم الرِّواية والحديث كمنزلته في إقراء القرآن وقراءته، فقد كان عَلَمَاً ثبتاً ضابطاً في القرآن وقراءته، أمَّا في روايته للحديث فاختلف فيه، وإن كان حديثه مخرَّج في الكتب الستة، وفي الصحيحين متابعةً.

وقد اختلفت أقوالُ علماء الجرح والتعديل فيه، فلم تُجمع على توثيقه[24].

فقال عنه الإمام أحمد بن حنبل: كان خَيِّراً ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث.

وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم بن بَهْدلة فقال: رجل صالح خَيِّرٌ ثِقَة، فسألته: أيُّ القراءة أحبُّ إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم[25]، وقال سألتُ أبي عن حمَّاد بن أبي سليمان وعاصم، فقال: عاصمُ أحبُّ إلينا، عاصم صاحب قرآن وحمَّاد صاحب فقه[26].

وقال محمد بن سعد: كان ثقة إلاَّ أنَّه كثيرُ الخطأ في حديثه.
وقال يحيى بن معين والنسائي: ليس به بأس.
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.
وقال أبو زُرعة الرازي: ثقة.
وقال العُقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ.
وقال الدَّارقُطني: في حفظه شيء.
وقال أبو حاتم الرازي: محله عندي محل الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ[27].
وقال الذهبي: ليس حديثه بالكبير رحمه الله تعالى[28].

سابعاً: وفاته:
توفي آخر سنة (129هـ) وهو الصحيح كما قال ابن الجزري، وقيل: (128هـ)، وقيل غير ذلك، واختلف في مكان وفاته، والأكثر أنه تُوفي في الكوفة، وقال الأهوازي: إنه توفي بالسَّمَاوَة من الشام[29] ودُفن بها.

قال أبو بكر بن عيَّاش: دخلت على عاصم وهو في الموت، فأُغمي عليه، فأفاق، فقرأ: ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾[الأنعام: ٦٢][30].

[1] انظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد ص69؛ ومعرفة القراء الكبار1/ 88؛ سير أعلام النبلاء 5/ 256ـ 261؛ غاية النهاية 1/ 346 ـ349؛ النشر في القراءات العشر1/ 155.
[2] معرفة القراء الكبار1/ 88.
[3] غاية النهاية 1/ 346.
[4] معرفة القراء الكبار1/ 88.
[5] ستأتي ترجمته موسعة.
[6] عمرو بن عبدالله، من بني ذي يحمد بن السبيع الهمداني الكوفي، أبو إسحاق (33 - 127 هـ): من أعلام التابعين الثقات، شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها في عصره، ولد لسنتين من إمارة عثمان رضي الله عنه، كان طلابة للعلم، كبير القدر، بلغت مشيخته نحوًا من 400 شيخ، وقيل: سمع من 38 صحابيًا، وكان يقرأ القرآن في كل ثلاث، عمي في كبره. سير أعلام النبلاء 5/ 391؛ الأعلام5/ 81.
[7] السبعة في القراءات لابن مجاهد ص 70؛ النشر في القراءات العشر1/ 155.
[8] السبعة في القراءات ص70.
[9] معرفة القراء الكبار 1/ 91؛ سير أعلام النبلاء 5/ 258.
[10] جمال القراء 2/ 462.
[11] جمال القراء 2/ 464.
[12] أحمد بن عبدالله بن صالح، أبو الحسن العجلي (182- 261 هـ): إمام، زاهد، مؤرخ للرجال، من حفاظ الحديث، ولد وعاش بالكوفة، ثم بالبصرة وبغداد. وترك العراق وقت المحنة، بخلق القرآن، فاستقر في طرابلس الغرب وتوفي بها، من كتبه: الثقات في الجرح والتعديل. سير أعلام النبلاء 12/ 505؛ الأعلام 1/ 156.
[13] انظر: الثقات للعجلي2/ 6؛ معرفة القراء الكبار1/ 91؛ سير أعلام النبلاء 5/ 258.
[14] جمال القراء 2/ 465.
[15] الإصابة 1/ 569، وقال: روى له أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
[16] الإصابة 7/ 141، ويقال له: أبو رمثة التيمي، من تيم الرباب، وقد اختلف في اسمه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى له أصحاب السنن الثلاثة، وصحح حديثه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
[17] سير أعلام النبلاء 5/ 256.
[18] سعد بن إياس الكوفي الشيباني، أبو عمرو (.....ـ 96هـ): تابعي ثقة، مقرئ للقرآن، أدرك الجاهلية والإسلام، لكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم، حدث عن علي وابن مسعود وحذيفة وغيرهم، وكان يُقرِىء القرآن في المسجد الأعظم في الكوفة، وهو من رجال الكتب الستة، عاش مئة وعشرين عاماً. سير أعلام النبلاء 4/ 173؛ غاية النهاية1/ 303؛ الإصابة 3/ 254.
[19] السبعة في القراءات لابن مجاهد ص70؛ جمال القراء 2/ 461ـ462.
[20] غاية النهاية 1/ 153.
[21] ذكر الإمام السخاوي أن عدد من روى عنه القراءة ثمانية وأربعون من الأئمة والعلماء. جمال القراء 2/ 465.
[22] سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، أبو محمد، الملقب بالأعمش (61- 148هـ): إمام كبير، وتابعي مشهور، كان من أقرءِ الناس للقرآن، وأحفظهم للسنة، وأعلمهم بالفرائض، أقرأ الناس ونشر العلم دهراً طويلاً، وقرأ عليه خلق كثير، منهم: حمزة بن حبيب الزيات، والسفيانان، وشعبة بن الحجاج، وكان يقول: إن الله زين بالقرآن أقواماً، وإني ممن زينه الله بالقرآن، ومن خصائص تقواه: أنه لم تفته تكبيرة الإحرام مع الجماعة سبعين عاماً، قال الذهبي: كان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح، وقال السخاوي: قيل: لم يُر السلاطين والملوك والأغنياء في مجلس أحقرَ منهم في مجلس الأعمش مع شدة حاجته وفقره. معرفة القراء الكبار 1/ 94؛ غاية النهاية1/ 315؛ الأعلام للزركلي 3/ 135.
[23] انظر: معرفة القراء الكبار 1/ 89.
[24] انظر: الجرح والتعديل للرازي 6/ 340؛ الثقات لابن حبان 7/ 256؛ تهذيب الكمال 13/ 476؛ معرفة القراء 1/ 90؛ سير أعلام النبلاء 5/ 260؛ تهذيب التهذيب 5/ 35.
[25] معرفة القراء 1/ 90؛ سير أعلام النبلاء 5/ 257.
[26] الجرح والتعديل 6/ 340.
[27] المصدر السابق 6/ 340.
[28] انظر: معرفة القراء الكبار 1/ 93؛ سير أعلام النبلاء 5/ 260؛ تهذيب التهذيب 13/ 54.
[29] السماوة: أرض مستوية لا حجر بها، وبادية السماوة: هي بين الكوفة والشام. معجم البلدان 3/ 245.
[30] انظر: معرفة القراء الكبار 1/ 93؛ سير أعلام النبلاء 5/ 260.

همسه الشوق 6 - 12 - 2015 03:38 PM

رد: ترجمة القارئ عاصم بن أبي النجود[
 
الله يعطيك الف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق

ودي وعبق الورد


نايس 6 - 12 - 2015 05:02 PM

رد: ترجمة القارئ عاصم بن أبي النجود
 
جزاك الله خيرا وبارك فيك

شكرا لطرحك الطيب

دمت بخير

مزيونة الخليج 6 - 12 - 2015 06:54 PM

رد: ترجمة القارئ عاصم بن أبي النجود
 
سَلمَتْ أَنامِلكْ عَلىَ رَوعَةِ طرحُكْ
وكُلِ الثَنَآءِ لِجميِل اِنتقاؤُك....!
.عُبقْ الوُردْ المُعتقْ بِالنَرجسِ لِروُحكْ..؛’

همسة الشوق 9 - 12 - 2015 12:16 PM

رد: ترجمة القارئ عاصم بن أبي النجود
 
متميزة في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع

لكـ خالص احترامي


الساعة الآن 12:19 AM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


الامتياز


SEO by vBSEO