عندما ينزف الجسد
هناكَ سبيل لإنقاذه

وإيقاف الوجع بما يحتاج من عقاقير
ولكن عندما تنزف الروح
كيفَ إلى ذلك سبيل
في نزف الروح
نكابد أقسى أنواع الألم
عندما تتألم الروح
يصعب على الآخرين سماعنا
أو الشعور بنا أو حتى تصديقنا
بما نكابد من وجع وخصوصاً


عندما نكون من أولئكَ الطيبين الصابرين
الذينَ غلَّفوا الوجع بإبتسامة رضى
وإن تسألهم عن أحوالهم قالوا الحمد لله
وقد خبَّأوا وراءها نزفاً لايهدأ ولا يستكين
عندما أشاهد ماصارَ العالم إليه من ضياع
أشعر بخوف رهيب ..
أتساءل دائماً
إذا كان هذا حالنا اليوم فما أبقينا للقادم

أينَ نحنُ اليوم وعلى أي دربٍ نسير...
وقد أرتكبنا أبشع الجرائِم
ليسَ بقتلِ الاَنفُسْ ولا بتدمير الأماكِن .
ولكن بقتل الضمير
وتدمير الأخلاق الإنسانيه
كم تنزف الروح عندما نشاهد
كل من هم حولنا وقد أحنوا رؤوسَهُم
أمامَ جوالاتِهم
ولم يكن هذا الإنحناء في سجده للخالِق
لِيُخرجنا من هذا الحال

كم هوَ مؤلِم هذا التواصُل الإجتماعي المزعوم
الذي فرَّقَ بينَ أفراد العائله
والذي جعلهم كالغرباء لايعلمون شيئ عنبعضهم
رغمَ السَكن في مكان واحد

كم هوَ سخيف أن يضيع الكثير من الوقت
في مشاهدة مقاطع سخيفه فقط للضحك
من غير أن يكون هناك مغزى أو فائده
والمشهد المبكي عندما نشاهد الكتب قد أرتمت
في مزبلة الماضي لتصبح أوقاتنا مكرسَّه
لقراءة التفاهات وعقد المؤامرات
وإستباحة المحرمات على شيطان العصر
وهوَ الوتس آب
مع أنَّ لهُ فوائد لا تُعَد لكننا للأسف حولناه

إلى أداة بشعه تقتل الوقت والعقل والأخلاق
ولمن يلاحقون الغرب بلعناتهم وإتهاماتهم
تأكدوا أنهم لا يستخدمونَ ما أخترعوه بسوء
كما نفعل نحن
هم فقط إستخدموا سلاح من أسلحتهم لكي
يحققوا ضياعنا أكثر بأن يغزوا عالمنا
بتدميرِ عقولنا وأخلاقِنا وهذا هوَ الإحتلال
الحقيقي الذي لا خساره فيه
فقد ربحوا المعركه حينَ سلَّمنا عقولنا
وأوقاتنا ومبادئنا لمن يتحكم بها كما يشاء

عذراً ثمَّ عذراً ثمًّ عُذراً أيُّها الطفل البريئ
واللهِ لاذنبَ لك سوى أنك أتيت لهذا العالم
من أبوين أضاعوا الطريق فكيفَ لِصلاحَك
من سبيل
من أيِّ كِتابٍ ستقرأ ومن أيٍّ عِلمٍ ستنهل

وقد أهدوكَ جهاز قد إمتلأ
فِسقاً وفُجراً وللوقتِ قاتلاً بكلِّ تأكيد

للأسف كنَّا نبكي شباباً وفتيات في عشقٍ مزعوم يندب
الغدر والخيانه والألاعيب من أجلِ غايه
أمّا اليوم أصبحنا نبكي ثقافة العشق الممنوع
الذي يغتال المُحرَّمات التي أصبحت
كالعنكبوت تحتل البيوت
كم أشتاقُ اليومَ لجدّتي
كم أشتاق لذلكَ الحضن الدافئ الذي لم يحمل

ثقافة النت والتواصل المزعوم
كم أشتاق لتلكَ التجاعيد التي كانت تحمل
في طياتِها أجمل تاريخ
كم أشتاقُ لبساطتها التي كانت تكتنز حكمه

ووقار وبلسم يشفي العليل


أعلَم أنَّ ما كتبتُه قاسٍ جداً بل أكثر بكثييير
لكنَّهُ والله واقع الحال وليسَ إلاَّ غيضٌ من فيض
وكما أقول دائماً
أنني لا أعمّم
فلا زالَ هناكَ في الضفةِ الأخرى الخير الكثير