8 - 7 - 2012, 10:17 AM
|
| |
رمضان كالبحر
 
كم من مسلمٍ يفرح بقدوم رمضان، فيتوب مؤقتًا ويؤدي عبادات شكلية، ثم يظن إنه قد فاز ونجا!
  يقول "رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر" [رواه ابن ماجه وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح]
فلا تقنع بالظاهر وتُهدر الأصل، فيحبط عملك! .. عِش الحقيقة، ولا تخدع نفسك بالوهم .. لذا ينبغي عليك أن تنظر لرمضان نظرة إيمانية، جديدة وواقعية تناسب هذا الزمان .. فتراه كالبحر .. رمضان يشبه البحــر
وهكذا رمضــان .. كم فيه من ناجٍ، وكم فيه من خاسر!! خيــرات رمضان .. من أول موجة!
لكن الانتفاع بهذه النفحــــات ليس لكل من أدركها .. لأن رمضان كالبحر؛ ليس كل من رآه أو نزل فيه يفوز بما يحويه ..
والبحر ليس هو النعمة، وإنما تسخيره هو النعمة .. وكذلك رمضان؛ مجرد إدراكه ليس هو الفوز، وإنما الفوز في اغتنام بركــاته ..
فقال رسول الله "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟"، قالوا: بلى، قال "وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟"، قالوا: بلى، قال رسول الله "فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني (3925)]
أدرك رمضان .. فصامه حقًا؛ ولذلك ارتفعت درجته في الجنة عن صاحبه الذي استُشهد ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه. ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه" [متفق عليه]
أما مجرد إدراك رمضان بلا توفيق، فليس فقط خسارة حسنات، وإنما شقاء وعذاب!
قال "إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال: بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يُغْفَر له، قلت: آمين، فلما رقيت الثانية، قال: بَعُدَ من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك، فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة، قال: بَعُدَ من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت: آمين" [صحيح الترغيب والترهيب (995)]
فإذا استقر عندك مدى خطورة إدراك رمضان دون أن يُغفر لك .. فهلم إلى مركب الاستعداد لاغتنام بركاته .. فِرَّ إلى سفينة النجــاة من النــار .. اركب فلك التهيؤ لعلو الهمة في العبادة،، اركب معنـــا سفينة النجــاة
اركب معنــا .. ولا تخسر رمضان! اركب معنــا .. لنُبحِر نحو الفردوس الأعلى من الجنة ..
اللهمَّ نجنـــا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
ولعل عينك وقعت على هذه الصفحة الآن دون قصد منك، لتقول لك: هيــا أدرك نفسك! .. خذ مكانك في سفينة النجـــاة ..
وهذا رمضان يناديك: يا باغي الخيـر أقبل .. ويا باغي الشر أقصِر .. هيــا نلبي النداء .. ونتسابق للجنان والرضوان .. فأعتق نفسك مما أنت فيه واركب معنــا .. انتظروا أولى خطوات الطريق في المقالة القادمة إن شاء الله،،
الموضوع الأصلي :
رمضان كالبحر || الكاتب :
مــلآمـح خ ــجل || المصدر :
شبكة همس الشوق   |
عضويتي
]
العرض العادي
