
\r\n
\r\nالستارة السودآء
\r\nإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري
\r\nفالمصيبة أعظم
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n( الستارة السوداء ) وللأسف هذا هو حالنا اليوم
\r\nنبحث عن عيوب وأخطاء الآخرين ونفضحهم ونراقب
\r\nخطواتهم ونشمت عليهم رغم أن عيوبنا تفوق أخطاء
\r\nوعيوب الآخرين ولكننا للأسف أمام أخطاءنا نضع
\r\nالستارة السوداء حتى لا تنكشف أسرارنا ولا تظهر فضائحنا السوداء ، وقد نلجأ للستارة السوداء حتى في منامنا
\r\n، فتطول أعمارنا وتسير بنا السنين ونزداد سواً بعد سوء
\r\nولا يتغير حالنا ، فنتحرى ونراقب خطوات وأعمال
\r\nوتحركات الآخرين ليس للاستفادة والعبرة من أخطاءهم
\r\nولكن للبحث والتحري والخوض في زلات أقدامهم
\r\nوالغوص
\r\nفي بحور الشماتة عليهم ، فتطول أعمارنا وتتسع أخطاءنا ونحن نسير خلف غرائزنا ومعاصينا قال عليه الصلاة والسلام :
\r\n(( خيركم من طال عمره وحسن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله ))
\r\nفلا خير في أعمارنا الطويلة ونحن نسير في دروب الحفر والمطبات ، فلماذا نشاهد أخطاء وعيوب الآخرين
\r\nبكل وضوح بينما أمام أخطاءنا وعيوبنا نضع
\r\nالستارة السوداء لنظهر ونتظاهر أمام الجميع بالصفحة البيضاء ؟ نحن وللأسف أمام الجميع نتظاهر بالخلق الحسن والطيبة
\r\nوالتواضع الكبير فنظهر لهم بالصفحة البيضاء
\r\nبينما في الواقع والظاهر الخافي أعظم ، نعم هذا هو حال
\r\nالكثير من البشر اليوم ، فمهما طال بنا العمر فمصيرنا
\r\nأخيراً تحت التراب ، فهل تذكرنا هذا اليوم ؟
\r\nأم أن القبور لغيرنا وأننا سوف نعيش مدى الدهر ؟
\r\nوهل سترافقنا الستارة السوداء في قبورنا ؟
\r\nوهل نستطيع إخفاء عيوبنا حتى ونحن في القبور ؟
\r\nوهل تستطيع الستارة السوداء أن تمنع غضب الله
\r\nسبحانه علينا ؟ وهل نملك الشجاعة اليوم ونعترف
\r\nبأخطائنا ؟ وهل سنحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب ؟
\r\nوهل نرتدع ونعتبر ونخجل من أخطاءنا وعيوبنا السوداء
\r\nالتي تخفيها الستارة السوداء ؟ فلنسأل أنفسنا
\r\nفي بعض الأحيان سؤال نحتار في الإجابة عليه وفي غالب
\r\nالأحيان تسهل إجابته ولا نحتاج إلى التفكير
\r\nفيه وهو لماذا الهموم والأحزان تطاردنا ؟
\r\nوماهو السر في ضيق الصدر ؟ ولماذا التعاسة تحيطنا من كل جانب ؟ ولماذا الأبواب مغلقة دائماً أمام أعيننا ؟
\r\nفالإجابة واضحة ولا تحتاج إلى تفسير فنحن
\r\nنسعى في مراقبة أخطاء الآخرين ونتجاهل أخطائنا
\r\nمما تزداد المتاعب في قلوبنا وبعد ذلك تتحول حياتنا
\r\nإلى صفحة سوداء من خلالها نكون ضائعين تائهين ،
\r\nفليس المهم أن نعلم ولكن الأهم هو أن نعمل بما علمنا ،
\r\nفهل سألنا أنفسنا كم نقطة سوداء في حياتنا اليوم ؟
\r\nومن يمتلك الشجاعة اليوم ويعترف بأخطائه وسواد أفعاله ؟
\r\nومن يستطيع اليوم أن يجلس مع نفسه يعاتبها
\r\nويحاسبها على التقصير قبل يوم الحساب وقبل أن يتحول
\r\nنهاره إلى ظلام وتتحول حياته إلى سواد في وضوح النهار ؟
\r\nيجب علينا تبديل الستارة السوداء بستارة بيضاء
\r\nويجب علينا كذلك أن نراقب أنفسنا ونبتعد عن
\r\nرقابة الآخرين فهناك من يراقبنا ويتابع تحركاتنا ولن نشاهد
\r\nالراحة في هذه الحياة طالما أننا نتعامل بالستارة السوداء
\r\nإلا بعد الرحيل عن الدنيا ونكون تحت التراب .
\r\n( كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .. يوماً على آلة حدباء محمول )
\r\n
\r\n
\r\n

\r\n
\r\n

\r\n
\r\n
\r\n

\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n