10 - 5 - 2013, 11:03 PM
|
|
عندما ينصهر الجليد طوعا
عندما ينصهر الجليد طوعا سنصطحب قلم " الجليد " لِتقديم المعلومة فَارتدوا الصوف و .. تمتعوا بـ "دفء" الزاوية ،.. يأبى الجليد الانصهار في درجة حرارة تساويه قدراً .. فكذلك النفس البشرية تأبى طواعية من يكابرها بذات المستوى وبذات الحجم ، ولكن الجليد فور شعوره بدفء ما حوله فسينصهر طوعاً مهما كبر حجمه وجمدت مكوناته ، فكذلك النفس البشرية تنصهر " قناعة " فور شعورها بِدفء " الكلمة " وفي الحقيقة إتباع هذا المبدأ "تدفئة الكلمة قبل تقديمها " هي من سنن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صلّ، حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام : " .. والكلمة الطيبة صدقة " . وليكن فِكرنا على يقين بأن الكلمة لن تكون صدقة ما لم تُنمق و" تُسخّن لِ إذابة جليد الطرف الآخر " فكلما ازدادت ملامح كلماتنا بالقسوة وبدا على محياها الشحوب ، فسيكبر " جليد قلوبنا " وسيندثر التنازل وبالتالي ستتراكم الأغبرة حول هذه السنة الصغيرة بِفعلها العظيمة في نتائجها ..! ولهذا الأمر _ تدفئة الكلمة قبل تقديمها _ أكبر الأثر على الطرفين ، فلفعلها العديد من النقاط فأولها أنه أحيا سنة من سنن الرسول .. حيث يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : " من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً " وثانيها أن هذا الفعل يدل على مدى ذكاء المرء حيث استطاع أن يُقنع الآخر و " هو في مكانه " ..! خُلاصة القول ، بأنه من المستحيل أن تُزال بقعة " عنيدة " على ثوبٍ ما بِإضافة بُقعة " عنيدة " أُخرى فسوف يتنافران ولن يأتلفا .. ولكنها تُزال بِدفء الماء وحرارة مسحوق الغسيل .. ولنَقِس عليها " كلماتنا " .. ولنضع بعين الاعتبار بأن " التنازل " والبدء في " تدفئة الكلمة " هي من أسمى معاني الإنسانية ، فلا يوجد إنسان في هذا الكون مهما زاد طغيانه لا يتأثر بالكلمة الدافئة ، فحتماً ستُلامس شغاف قلبه وستطرق على وريده لترقد هانئة .. فكما يُقال " الكلمة الحلوة تذوب الحديد " الموضوع الأصلي :
عندما ينصهر الجليد طوعا || الكاتب :
غرام || المصدر :
شبكة همس الشوق |