:: سلسلة الاخلاق الاسلامية/6/الاحسان الى الجار ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم/سورة الانعام ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: علماء وعباقرة العرب/5/ابن يونس اعظم علماء الفلك ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: تاريخ السلالات في التاريخ/5/الفاطميون ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: الجزء الثاني من شرح قوائم الفوتوشوب ( الكاتب : M ديزاين )       :: كود ننصح اعضائنا الكرام بتحميل المتصفح فايرفوكس لضمان التصفح الجيد للمنتدى ( الكاتب : همس الشوق )       :: طريقة إخفاء الأدمين من المنتدى كله وبشكل نهائي ( الكاتب : همس الشوق )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله ياتراتيل فرح ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: الكيك السحري بدون دقيق ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: أسهل وأحلى صينية بطاطا بالدجاج ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: أفكار فعّالة وعادات تسهل عليكِ تنظيف المطبخ ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: ما هي متلازمة جوسكا وكيف نتعامل مع المصابين بها ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: هل العلكة تفسد الصيام المتقطع ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: متى يجب فحص الكوليسترول لا تنتظر حتى فوات الأوان ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: كود استماع لمقطع صوتي أثناء تصفح المنتدى مع ميزة جديدة ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: طرق بسيطة لإدارة الشجار الزوجي ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: تفسير آيات سورة الصف ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: مجموعة الوان للاعضاء وقله من البال ماغيب ولامره2024 ( الكاتب : نظرهـ خجولهـ )       :: ماذا لو عكست المرايا ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: دعوة صادقة من القلب ( الكاتب : تراتيل فرح )      

همس الشوق من شبكة همس الشوق : إدارة المنتدى ترحب بالعضو الجديد شوق المطر شرفتنا بإنضمامك لنا ونتظر ان تسعدنا بمشاركاتك التي راح تكون محل تقديرنا واهتمامنا فأهلا وسهلا بك بين اخوانك

 

 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 

   

 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق


جديد المواضيع في شبكة همس الشوق
إضغط علي شارك اصدقائك او شاركى اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للخيمة الرمضانية



مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية

همس للخيمة الرمضانية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم ممنوع دخول الفضوليين مدونة القران الكريم
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 9 - 2014, 12:21 AM   #131



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4153يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ' يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا'، ' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا'.
اما بعد،
فإن اصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله، يختلف الناس في امرين، يختلف الناس في مطالبهم، في اهدافهم، في غاياتهم، هم كذلك يختلفون في امر آخر، يختلفون في الهمم التي توصلهم الى تلك الاهداف وتلك المقاصد وتلك المطالب، فهم يختلفون في المطالب والمقاصد، ويختلفون في الهمم التي توصلهم الى اهدافهم، فمن الناس من يتكلم عن اهداف عالية، ومقاصد سامية ولكن الافعال لا تصدق الاقوال، قال اهل العلم هذا متمنٍ مغرور، فما نيل المطالب بالتمني.
وآخرون لا يتكلمون ولكن افعالهم تدل على انها اصحاب همم عالية، اذا ناداهم مناد الله لبوا النداء واجابوا وما ترددوا ولا تكاسلوا ولا تهاونوا، ومن يخطب الحوراء لم يغنه المهر، فالناس تتفاوت في غاياتها واهدافها، وتتفاوت في هممها التي توصلها الى تلك الاهداف.
لاحظ الفرق بين همة هذا وهمة ذاك، اعرابي يعترض النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه يقول:' يا محمد اعطني من مال الله الذي اعطاك الله فانه ليس بمالك ولا بمال ابيك'، وتخيل بين همة ربيعة بن كعب وهو يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم بوضوئه ليلة، ثم يقول له النبي صلى الله عليه وسلم:'سلني'، فقال له:' اتمنى رفقتك في الجنة يا رسول الله'، فشتان بين من يطلب الجنة وبين من يطلب توافه الامور.
جاءت غنائم الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ يوزعها بين اهل الصفة وبين المحتاجين، وابو هريرة يرقب المنظر وهو من اهل الصفة لا يجد مكانا يأويه ولا لباسا يواريه ولا طعاما يملأ بطنه والنبي صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم على هذا وذاك وابو هريرة يرقب المنظر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعلم بحاجته:' يا ابا هريرة اما تسألني من هذه الغنائم التي يسألني اياها الناس ؟'، فقال:'يا رسول الله أنا أسألك سؤالا واحدا'، فقال له صلى الله عليه وسلم:' وما هو ؟'، فقال:'ان تعلمني مما علمك الله'، اهل الدنيا واهل الهمم الدنية يطلبون ما يواري جلودهم وما يملؤون بطونهم، اما اهل الهمم العالية لا يرضون بدون الله تبارك الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم:' أوَ غير ذلك؟'، قال:' هو ذاك'، يعلم ان الله يرفع اهل العلم درجات، يعلم انه ما تقرب متقرب الى الله بأفضل من طلب العلم الذي يوصله الى اعالي الدرجات، بالعلم يعبد الله ويوحد، وبالعلم يقدس الله ويمجد ' يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ '،طريق الجنة طريق العلم 'من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة'، قال ابو هريرة رضي الله عنه:' فأخذ نمرة كانت على ظهري فوضعها بيني وبينه حتى اني ارى دبيب النمل عليها ثم اخذ يحدثني ويحدثني ويحدثني حتى قال صرها اليك فصررتها فاصبحت لا اسقط حرفا واحدا من كلامه'، راوي الحديث الاول من ؟ ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه ناقل السنة الصحيحة.
اهل الدنيا يطلبون الدنيا، واهل الهمم العالية يطلبون ما عند الله تبارك في علاه، ابو هريرة –رضي الله عنه- في آخر حياته يبكي ويقول:'اه من قلة الزاد وطول السفر' هذا وقد روى اكثر ستة الاف حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يشكو قلة الزاد وطول السفر، يقول ابن القيم رحمه الله:' ووالله ما اعظم الهمم وما اشد تفاوتها'.
جاءت مجموعة من الشباب الى النبي صلى الله عليه وسلم، كل منهم يطلب حاجته، هذا يريد شفاعة وهذا يطلب مالا، وهذا يريد قضاء حاجة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقضي حوائجهم، الا واحدا منهم قال للنبي صلى الله عليه وسلم:' انا اريدك في امر بيني وبينك'، فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من قضاء حوائج هؤلاء الشباب التفت الى صاحب الهمة العالية وقال:'وما شأنك انت؟' قال:' انا لا اريد مالا ولا اريد حاجة من حوائج الدنيا، انا اريد امرا واحدا'، فقال صلى الله عليه وسلم:' وما هو ؟' قال:' اريد مرافقتك بالجنة' فدلّه على الطريق فقال صلى الله عليه وسلم:' اعني على نفسك بكثرة السجود فانك ما سجدت لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة'.
انها الهمم هي التي تحرك الرجال، لاحظ الفرق بين فلان وبين فلان، لماذا يستطيع هذا ان يترك فراشه في البرد القارس والبرد الشديد وينطلق ملبيا لنداء الله ؟ ما الذي دفعه ؟ وترك شهوته وفراشه مجيبا نداء ربه تبارك وتعالى، في حين لم يستطع فلان ان يتحرك من مكانه وهو يسمع منادي الله ينادي 'الصلاة خير من النوم'، بل وهو يعلم ان تخلفه عن الصلاة يجعله في عداد المنافقين، ما الذي يجعل فلان من الناس لا يقبل على الدرهم الحرام ؟ ويجعل فلان الاخر لا يبالي أمن الحلال ام الحرام يأكل ؟ ما الذي ردع فلان ؟ وما الذي اوقع ذاك ؟ انها الهمم العالية التي لا ترضى بدون الجنة ثمنا لذلك قال ابن الجوزي رحمه الله:' ان العمر غالي فلا تقبل للعمر ثمنا الا الجنة'.
الناس على نوعين لا ثالثهما: منكم من يريد الدنيا، ومنكم من يريد الاخرة، يعرف هؤلاء كما يعرف اولئك، فالافعال ابلغ من الاقوال الافعال ابلغ من الاقوال، قال احد المربيين لاحد ابناءه:' اياك ثم اياك ان يكون همك الماكل والمشرب والمسكن والمنكح هذا هم النفس، فاين هم القلب، ان همك ما اهمك فليكن همك الله والدار الاخرة'.
سئلوا عن ابن عبد العزيز عمر الذي بلغ بهمته العالية مبلغ الرجال حتى عد خامس الخلفاء الراشدين في خلافة قصيرة لم تتجاوز السنتين والخمسة اشهر واياما معدودة، ولكنه حقق فيها من الانجازات ما الله به عليم، كيف استطاع ؟ استطاع بهمته العالية وبنيته الصادقة، سئلوا وتساءلوا فيما بينهم البين كيف استطاع ابن عبد العزيز عمر ان يحقق ما حقق ؟ فقالوا:' والله ما خطى خطوة الا ونيته لله'، جعل الحياة وقفا لله تبارك وتعالى، فحقق في فترة قصيرة ما لم يحققه اقوام في قرون وسنوات طوال، قبل ان يتولى الامارة وقبل ان يتولى الخلافة، وقبل ان يتولى امر المسلمين، كان يقول لزوجه فاطمة:'يا فاطمة ان لي نفسا تشتاق لامارة'، فتولاها فلما تولاها ارتفعت الهمم، فقال لها:'يا فاطمة ان لي نفسا تواقة تشتاق للخلافة'، فتولاها واصبح اميرا على بلاد المسلمين، اميرا على اكثر من اربعين بلدا من بلاد الاسلام والمسلمين، بانت له مشارق الارض ومغاربها تحت امارته، فلما بلغ الخلافة ارتفعت الهمة فقال لها:'والله يا فاطمة ان لي نفسا تواقة تشتاق الى الجنة'، فسعى من اجل الجنة وعمل من اجلها حتى سمعوا في ساعات احتضاره في نهار العيد امر الناس بالخروج فخرجوا من عنده فسمعو قارئا يقرأ ' تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ'، لله دره جعل الهم هما واحدا، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:' من جعل الهموم هما واحدا (يعني هم الاخرة) كفاه الله هم الدنيا وهم الآخرة' قل لي واسألني: كيف ترتفع الهمم ؟
اولا: لا بد ان نجعل للحياة هدف، ان نجعل لها قيمة، ان نجعل لحياتنا قيمة، كثير من الناس حياتهم كالعدم، بل فقدهم احسن من وجودهم، ماذا قدموا لانفسهم ؟ وماذا قدموا لدينهم ؟ وماذا قدموا لامتهم ؟ يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تأكل الانعام، هذا همهم وهذه حياتهم، اما اصحاب الهمم العالية فلهم هدف ولهم مقصد، هدفهم ان تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، يحيون ويعيشون ويموتون من اجل هذا، فاذا تحدد الهدف وضح الطريق.
واعلم يا صاحبة الهمة العالية ان في الطريق عقبات وزلات يتجاوزها صاحب الهمة العالية، اذا عرف معنى ' إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ'.
يقول ابن القيم:' ان العبد المؤمن اذا وقف امام الجبل وقال ازيحه يزيحه باذن الله'، اذا وقف صاحب الهمة العالية والايمان الراسخ في القلب امام جبل وقال ازيله ازاله باذن الله، اذا عرف معنى ' إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ'.
واعلم – رعاك الله- ان لا شيء مستحيل في هذا الكون الا امران: الامر الاول، تغيير الامور الكونية، الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل نستطيع ان نأتي بها من المغرب ؟ مستحيل.
الامر الثاني، تغيير الامور الشرعية، فدين الله لا يقبل التغيير ولا يقبل التبديل، الله فرض صلاة الظهر اربعا فهل نستطيع ان نجعلها ثلاثا او خمسا ؟ مستحيل.
هذان هما المستحيلان فقط، اما دونهما فلا مستحيل، واعلم وانت تسير في الطريق ان كلمة مستحيل لا توجد الا في قاموس العاجزين.
واعلم ان اسهل شيء يمكن تحقيقه هو الفشل، اما اصحاب الهمم العالية اذا حددوا المسار وحدووا الطريق لا بد ان تعرف ان للطريق عقبات تتجاوزها اذا عرفت معنى ' إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ '، ولكن حدد وانت تسير في الطريق انت تعمل من اجل ؟ هل العمل لله ام لغير الله ؟ هل المقصد الاخرة ام المقصد الدنيا ؟ هل الهدف جنة الرحمن ام الدنيا وما فيها ؟ فحدد الطريق وحدد لمن تعمل !
ثم اعلم ان الطريق يحتاج الى زاد، ثم الرفقة الصالحة - هكذا ترتفع الهمة- فغن المرء على دين خليله، واذا صحبت قوم فاصحب اخيارهم ولا تصحب ارداهم فتردى مع الردي.
ترتفع الهمم ايضا بالاقبال على كتاب الله، القرآن هو الذي صنع الجيل الاول، ونحن اليوم في بعد عن القرآن لا يعلمه الا الله، الهون بالاغاني، الهون بالافلام، الهون بالمسلسلات والشاشات والقنوات، هدفهم ابعادنا عن مصدر عزنا، ومصدر قوتنا الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:' تركت فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي'.
دخل الاستعمار الجزائر وخيم على اهلها عشرات السنين حتى ظنوا انهم تمكنوا من البلاد واهلها، فاذا بالرجال والنساء والاطفال يخرجون ويملؤون الشوارع رافعين القرآن يرددون 'نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا ابدا' من اين استمدوا القوة ؟ ومن اين رجعت الروح ؟ من القرآن، رجعت القوة ورجعت الروح اذا رجعنا الى كتاب الله تبارك وتعالى، الذين اكبر همهم الآن ابعادنا عن كتاب الله العزيز 'لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ '، اسألكم بالله اقرأ في ايات الجنة، اقرا في ايات النار، الا ترتفع الهمم ؟ تأمل في قوله 'إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ *وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ'، ثم قال 'لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ' ثم قال 'أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ'.
ان لم ترفع مثل هذه الايات الهمم ما الذي يرفعها ؟ ان لم تشتاق النفوس الى الجنة ما الذي يشوقها ؟ ان لم تهرب النفوس من النار، فماذا تفعل في هذه الحياة ؟ ترفع الهمم ايات الجنة وايات النار وتبردها بقلب سليم، ترتفع الهمم بقراءة اخبار الرجال، لن احدثك عن اقوياء اصحاء بل سأحدثك عن اصحاب عاهات من اهل الاعذار، ولكن اعذارهم لم تحل بينهم وبين الوصول الى الله تبارك وتعالى، تعرفون ابن ام مكتوم ؟ كلنا يعرفه ويعرف اخباره، اعمى من اهل الاعذار، اعمى ولكنه ليس بأعمى، رأى النور بقلبه فسار في الطريق يلتمس له نورا، جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول:' بيتي بعيد والطريق كله ؟؟؟ وليس لي قائد يقود بي الى المسجد'، لديه جميع الاعذار الشرعية ليصلي بالبيت، فقال صلى الله عليه وسلم:' أتسمع النداء ؟'، فقال:'اسمع'، فقال له صلى الله عليه وسلم:' لا اجد لك عذرا'، فما تخلف الاعمى عن صلاة الجماعة، وما نام عن صلاة الفجر، فلماذا ينام المبصرون ؟ ولماذا يتخلف الاقوياء ؟ ولماذا يتكاسل الاصحاء ؟ الاعمى يلبي النداء، ولكنه ليس بأعمى، الاعمى والله من تخلف عن اوامر الله، وان كان يسمع ويرى، الاعمى والله الذي صد عن طريق الله وهو يرى الناس يسلكون صراط الله المستقيم، هل تظن ان همة الاعمى وقفت الى المحافظة على الصلوات -لا والله لا ورب الارض والسماوات- لما جهز عمر –رضي الله عنه- الجيوش للخروج الى بلاد الشام، تجهز الاعمى للخروج، وخرج لابسا عدة الحرب، فاذا بعمر –رضي الله عنه- يقول له:' الى أين تذهب ؟ الى اين تذهب يا ابن ام مكتوم وانت ممن عذرك الله، اما قال الله عز وجل 'ليس على الاعمىحرج' ؟'، فقال له بهمة عالية :' تحول بيني وبين الشهادة يا ابن الخطاب ؟'، فقال رضي الله عنه:' ماذا تصنع معهم ؟'، فقال له:'اكثر سواد المسلمين'، فخرج مع من خرج، ولما صفت الصفوف، لم يقل أصف بالصفوف الخلفية، واحموني من الرماح، ابدا بل وقف في وسط المعركة بهمته العالية وبنيته الصادقة وقف بوسط المعركة ثم قال:' انا احمل لكم الراية اليوم'، وهل تدري معنى هذا الكلام ؟ فالراية لا يحملها الا الابطال، لا يحمل الراية الا من هو اهل لحمل الراية، وهل تدري ما قد كتب على هذه الراية ؟ مكتوب عليها 'لا اله الا الله'، فوقف الاعمى وهو ليس اعمى، الاعمى –والله- انا وانت، حين عرف اصحاب الهمم العالية قيمة حياتهم، فقدوها من اجل الله، قال 'انا اكفيكم الراية'، فحمل راية 'لا اله الا الله' وسط المعركة وهو يعلم ان الثمن غالي، هو يعلم انه مستهدف في ارض المعركة، لاسقاط الراية وما سقطت الراية من يد الاعمى، لانه صاحب همة عالية، انتهت المعركة ذلك اليوم، فبحثوا عن ابن ام مكتوم فاذا هو متبسم قد فارق الحياة يحتضن تلك الراية، وقد نصر الله المسلمين ذلك اليوم نصرا مؤزرا، مات وهو يحتضن الراية، لكن كيف خرج، خرج من اجل اعلاء كلمة هذه الراية، كيف يبعث ؟ يبعث بين ملايين البشر الذين لا يحصيهم الا الله وهو يرفع هذه الراية، اسالكم بالله في ذلك اليوم الذي سيجمع الله فيه الاولين والآخرين كم هم الذين يحملون هذه الراية ؟ وكم هم الذين عاشوا من اجلها ؟ وكم الذين ضحوا في سبيلها ؟ اللهم اجعلنا منهم –آمين- ومعهم، اللهم انصرنا بالاسلام وانصر الاسلام بنا يا رب العالمين، نفعني واياكم بالقرآن العظيم، ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم، اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :-

الحمد لله على احسان والشكر له سبحانه على توفيقه، واشهد ان لا اله الا وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه واخوانه.
اما بعد،
احبتي اوصيكم ونفسي بتقوى الله، اتقوا الله عباد الله، اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله.
اعلم -بارك الله فيك- انه من شب على شيء شاب عليه، من شب على طاعات، شاب على طاعات، ومات على طاعات، وبعث على طاعات، والاعمال بالخواتيم، هذا خبر رجل من الرجال تربى على طاعة الله، وأفنى عمره وشبابه في مرضاة الله وبذل كل لحظة من حياته من صغره ومن حياته وحتى مماته من اجل ارضاء الله عز وجل، منذ التاسعة والعاشرة وهو يحب الاذان، حُبب اليه رفع الاذان، كان يستأذن مؤذن المسجد -وهو طفل صغير- ان يرفع الاذان من حين الى حين، فكان يؤذن له، حتى اذا بلغ الثانية عشر والثالثة عشر وقد اعتذر مؤذن المسجد، عُيَّن مكانه – اي هذا الفتى- مؤذنا للمسجد لحبه للاذان رغم صغر سنه، التزم بالاذان صغيرا، وشب على حب المسجد طفلا غلاما صغيرا، فشب وهو يرفع الاذان ويررد في كل يوم 'الله اكبر... الله اكبر' بلغ مبلغ الرجال ولما يتخلف عن الاذان، اسالكم بالله وهو يداوم على الاذان كم مرة حافظ على تكبيرة الاحرام ؟ كم جلس بين الاذان والاقامة يدعو الى الله ويتضرع اليه ؟ وكم جلس يقرأ القرآن ؟ وكم جلس في روضة من رياض الجنة ؟ ..وكم.. وكم؟ اصبح ابا وما تخلف عن رفع الاذان، وما منعته دنياه ولا تربيته لابنائه عن رفع الاذان، والصدع بـ 'لا اله الا الله والله اكبر' حتى اصبح شيخا كبيرا وما تخلف عن ذلك، يمسكون الناس ويفطرون على اذانه، اصبح شيخا كبيرا، ثقلت خطاه وهو يذهب الى المسجد وما تخلف عن الاذان، شب ابناؤه، وكبر ابناؤه، وقد تربوا تحت ظله ورعايته يحبون المساجد كما كان ابوهم، اراد اهله وابناؤه بعد سنوات طوال ان ينتقلوا من دار الى دار، ان ينتقلوا الى بيت بعيد عن المسجد الذي تربى فيه، وترعرع فيه، وقضى ايام حياته فيه، فانتقلوا فاصبح من الصعب ان يلتزم بالاذان ذهابا وايابا خمس مرات، فقال لابنائه:' خذوني الى المسجد لصلاة الفجر ولا ترجعوا لي الا بعد صلاة العشاء'، واستمر على هذه الحال لسنوات طوال، يمكث في بيت الله من صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء في قراءة قرآن وذكر وخدمة بيت الله تبارك وتعالى، حتى ثقلت خطاه واصابه المرض، واقعده المرض بالبيت، واصبح من اهل الاعذار، كان اذا سمع النداء يبكي، ويتذكر كم مرة صدع بـ 'لا اله الا الله... والله اكبر'، حتى جاءت صلاة ظهر في أحد الايام احس في نفسه خفة وقوة، قال لابنائه:'خذوني الى المسجد'، فاغتسل وتطيب ولبس احسن الثياب ثم ذهب الى المسجد مبكرا قبل رفع الاذان، واستأذن من المؤذن حتى يرفع الاذان في ذلك اليوم، فأذن له، فرفع الاذان بعد ان انقطع عنه لفترة طويلة، اخذ يردد 'الله اكبر الله اكبر... لا اله الا الله...' وهو يبكي، ويتذكر تلك الايام الجميلة، فلما انتهى من اذانه ودعا بالمأثور رجع الى الخلف يصلي لله ركعتين، صلى وسجد ولم يرفع رأسه بعدها، صلى وركع وسجد ولم يرفع رأسه، ذهب الى ربه وهو ساجد، عاش وهو يحب الاذان، ومات بعد ان صدع بالاذان، شب عليه، وشاب عليه، ومات عليه، هو يحب الاذان، ويحب الصلاة، ويحب المسجد، ويحب القرآن، ويحب الدعاء، ويحب التسبيح، والتكبير، والتهليل، فماذا نحب انا وانت ؟ احبهم، احبوه فاحبهم وبذلوا انفسهم في مرضاته، فاحسن لهم الختام بالهمم العالية، بالنية الصادقة.
فيا ايها الشاب، اعمل فانت بزمن القوة، ايها الشيخ الكبير اعمل فانت في زمن الامهال، فالاعمار معلومة والاجال محدودة، اما ان توصلك همتك العالية الى اعلى الدرجات، او تودي بك اسفل الدركات، فاسالوا الله الهمة العالية واطلبوا العون على مرضاته، يقول شيخ الاسلام:' تأملت اجمل الدعاء فرأيته في طلب العون على مرضاته'، فردد صباح مساء 'اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عباتك'.
اللهم حبب الينا الايمان، وزينه في قلوبنا، اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتبعاه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق يا حي يا قيوم، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من اجل اعلاء كلمة دينك، انصرهم في الفلوجة وفلسطين، انصرهم في الشيشان وافغانستان، انصرهم في السودان وكل مكان، انر من نصرهم، واخذل من خذلهم...... آمين، آمين، آمين.




رد مع اقتباس
قديم 28 - 9 - 2014, 12:22 AM   #132



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4153يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ,ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
أما بعد:
فإن اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار،
معاشر الأحبة:
جاءني أحد الشباب منذ فترة ماضيه وبدأ يعرض مشاكله و ما هي أكثر مشاكل الشباب الآن ،قال اشتكي من كثرة الهموم و الغموم اشتكي من قلة التوفيق في كل شأن من شؤون حياتي
ما طرقت بابا إلا وجدته موصدا مغلقا ما أقدمت على مشروع إلا باء بالفشل زيادة على هذا وجع يلازمني في بطني عرضت نفسي على الأطباء تنقلت من مكان إلى مكان بحثا عن العلاج ولم أجده كنت مستعينا بالله ، المريض إذا مرض يذهب إلى الطبيب والطبيب ينظر في أعراض المرض ثم يبدأ بتشخيص المرض فإذا اكتشف العلة اكتشف المرض نصح بالدواء والمطلوب من المريض حين يلقى الدواء أن يحافظ عليه بكمية محدده في وقت محدد ،قلت أيضا له المطلوب منك انك تحافظ على الدواء ،قال: لا توصي حريصا فلقد تعبت وأنا أبحث عن العلاج والدواء همومي كثيرة مشاكلي كثيرة آلامي التي أقضت مضجعي فلا أهنئ بطعام و لا بشراب ولا بمنام قلت العلاج موجود لكن المطلوب منك انك تحافظ على العلاج وتداوم عليه قال و ما هو:قلت خمس صلوات،خمس صلوات في اليوم والليلة من أداهن حيث ينادى بهن يعني في المساجد من أداهن حيث ينادى بهن كن له نورا وضياء وبرهانا يوم القيامة ومن ضيعهن ضيعه الله يوم القيامة
(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)
وأي هدى أعظم من المحافظة على الصلوات
(ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذالك أتتك آياتنا فنسيتها وكذالك اليوم تنسى)
هذا هو العلاج هذا هو علاج ذالك الشاب وعلاج مشاكل كل واحد منا فليطرقوا باب الطبيب خمس مرات وان يقف بين يديه ويرفع إليه الحاجات والمسائل ويبتهل إليه بالدعاء والتضرع والله لن تحل مشاكلنا ولن تكشف همومنا ولن تتبدل أحوالنا إلا إذا استقمنا في الصلاة حالنا مع الصلاة يبكي العين ويدمي القلب ويقطع الجبين.
انقسم المسلمون مع صلاتهم إلى ثلاثة أقسام:
*قسم لا يصلي و لا يركع و لا يتوب لا بالليل و لا بالنهار أسماؤهم عبد الله و عبد الرحمن كذبوا والله،كذبوا والله لو كانوا عبيدا لله ما خالفوا أوامر الله
(ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين)
والله نعرف كثير من الله عليهم بالاستقامة وا لهداية سألناهم عن أحوالهم في الصلوات كثير منهم يقول مرت علي سنوات لم أسجد فيها ولم اركع ،سنوات لم يسجدوا لله فيها ولم يركعوا أي حياة هذه والله لن يستقيم حال الإنسان إلا إذا اتقى معنى صلاته والله انك لن تتقرب إلى الله بقربة أعظم من المحافظة على الصلوات قال صلى الله عليه وسلم:(أكلفوا من الأمر ما تطيقون واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) والله لن ينفعك صوم و لا حج و لا زكاة و لا أي نوع من الأعمال إلا إذا صلح أمر الصلاة وأول ما يسأل عنه العبد يوم ا لقيامه يسأل عن صلاته إن استقامت وصلحت نظر الله في باقي الأعمال وإلا قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا،قسم لا يركع و لا يسجد وهم كثير امتلأ ت بهم البيوت وانتشروا في الطرقات تراهم في المجمعات وأخرى في الصلوات يغدون ويروحون كان الأمر لا يعنيهم.
*قسم آخرهم أيضا كثير يقدمون ويؤخرون ينامون ويتكاسلون يلعبون ويلهون إن استيقظ من نومه صلى،إن انتهى من لعبه صلى،إن انتهى من أكله وشربه صلى تناسوا أن الله قال:
(فويل للمصلين اللذين هم عن صلاتهم ساهون)
تناسوا أن الله قال(لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذالك فأولئك هم الخاسرون)
تناسوا أن الله قال(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
لو أنك موظف في شركة من الشركات أو مؤسسة من المؤسسات ودوامها يبدأ في السابعة صباحا فإذا بك في اليوم الأول تأتي بعد عشرين دقيقه من مرور الوقت ،ويستقبلك الرئيس فيغض الطرف عنك فإن جئته في اليوم الثاني فيخاطبك ويقول لك :إن نظام المؤسسة ودوامها يبدأ في الساعة السابعة لا في السابعة والنصف ثم إذا تكرر منك التأخر ستعطى إنذارا شفهيا أو إنذارا خطيا فإذا تكرر منك التخلف والتأخر فلا مكان لك،فلا مكان لك في تلك المؤسسة ، هذه مؤسسه وشركه من الشركات فكيف باللذين يتأخرون عن طاعة رب الأرض والسماوات مرات ومرات،
قال صلى الله عليه وسلم(ولازال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله)
لازال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله،،،
قسم لا يركع ولا يسجد وقسم يقدم و يؤخر و يتهاون ويتكاسل وهم كثير ،لا ينطلقوا إلى المساجد إلا إذا سمعوا الإقامة أو انطلقت الصلاة بعد ركعة أو ركعتين تناسوا أن الله
قال(السابقون السابقون أولئك المقربون).
*قسم ثالث وهم قلة قليله وأنا اعني ما أقول قلة قليله مقارنة إلى تعداد هذه الأمة امة المليار أو ما يزيد تريد تشهد هذه الأمة ؟إ شهد ها في صلاة الفجر!اشهد صلاة الفجر مع الجماعة حتى ترى العجب العجاب ترى أن آلاف مؤلفة بل ملايين تغط في سبات عميق وقلة قليله هي التي انتصرت على فرشها وعلى شهواتها وانطلقت تجيب منادي الله،ينطلق آذان الفجر في الر ا بعه وسبع دقائق اخرج إلى الشارع اخرج حتى تعرف مقدار الأعداد فلا تكاد ترى سيارة تتحرك لا تكاد ترى إنسان يسير لا تكاد تسمع أ صواتا في البيوت ادخل المسجد ترى آباء و كبارا في السن وقله قليله من الشباب الذين هداهم الله والبقية ا لبا قيه تغط في سبات عميق،و ا لبقية ا لبا قيه تغط في سبات عميق!!ثم اخرج بعد صلاة الفجر بساعة،ثم اخرج بعد صلاة الفجر بساعة و انظر إلى الناس قد ملئوا الطرقات والتقاطعات و أنتشر و ا في مناكب الأرض يطلبون الدنيا ما كان الله قبلها بساعة ناداهم مناديه الصلاة خير من النوم ،وواقع حال كثير من الناس يقول النوم خير من الصلاة.

أسألك بالله العظيم أين صليت الفجر اليوم في صفوف المصلين أم اتصفت بصفات المنافقين ، أليس أثقل الصلوات عليهم صلاة الفجر وصلاة العشاء ، أليست هذه الأمة قد اتصفت بالنفاق في مشارق الأرض ومغاربها تريد تعرف مقدار المأساة اسمع بارك الله فيك ،،
زرت ثانوية من الثانويات منذ أيام مضت وبعد اخذ وعطاء ،تعداد المدرسة اكثرمن800طالب في ريعان الشباب أعمارهم تجاوزت الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين عاما رجال المفترض أنهم يغيروا الواقع أنهم يبدلوا الحال سألتهم بعد اخذ وعطاء اصد قوني اصد قوني في سؤالي هذا من منكم صلى الفجر في جماعه كم تظنون من الثما نمائه؟مئة؟مائتان أم ثلاث أم أربع مائه والله الذي لا اله إلا هو لم يتجاوز العدد عشرين لم يتجاوز عدد اللذين صلوا الفجر في جماعه من هؤلاء المسلمين في مدرسة تعدادها ثمان مئة طالب عشرون طالبا فقط وسبع مائه وثمانين بيت من بيوت المسلمين اتصفت بالنفاق كيف يتغير الواقع كيف يتبدل الحال وأمتنا ضيعت الصلوات لما تنزل قول الله،لما تنزل قول الله جل في علاه على النبي -صلى الله عليه وسلم-
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)
يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-باكيا يقول يا جبريل تضيع أمتي الصلاة ؟يا جبريل تضيع أمتي الصلاة!!!قال يا محمد يأتي أقوام من أمتك يبيعون دينهم كله بعرض من الدنيا قليل،فضيعت الصلوات وارتكبت المحرمات.
كيف يستقيم الحال ؟وكيف يتربى المجتمع على الفضيلة إن لم يحافظ على الصلوات أليست الصلاة هي التي تنهانا عن الفواحش والمنكرات؟؟أليست الصلاة هي التي تنهانا عن الفواحش والمنكرات؟؟؟يكفينا أمرا ربانيا واحدا حتى نعلم عظم قدر الصلاة عند الله أما يكفي أن الله افترضها قبل السماوات?أما يكفي أن تعلم من قدر الصلاة وعظم شأنها عند الله أنها فرضت قبل سبع سماوات وهو من ابسط الأعمال ،إذ دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى أمره بخمسين صلاه فلازال يخفف عنا حتى جعلت خمس صلوات بأجر خمسين،خمس صلوات بأجر خمسين،الصلاة نور كيف تستطيع أن تسير في الظلمات كثير يتخبطون كثير يشتكون من الهموم و الغموم،علاجهم الانضمام إلى صفوف المصلين.
مآسي الشباب في كل مكان وعلاجهم ادخلوا بيوت الرحمن انضبطوا في صفوف المصلين،

التقيت ثلاثة من الشباب على إحدى الطرق الشمالية في ساعة متأخرة من الليل فوقفت ركب الثلاثة،ركب الثلاثة قلت أين تريدون،قالوا نريد الدمام ، دار بيني وبينهم هذا الحديث قلت ماذا تريدون من هناك؟قالوا نبحث عن وظائف ولا عيب إن الإنسان يسعى في طلب رزقه ،لكن عيب كل العيب تخرجنا الدنيا ولا نعمل بأوامر الله جل في علاه نخرج في قضاء حوائجنا ولأكلنا و شربنا ومنادي الله ينادينا حي على الصلاة حي على الفلاح فنتهاون في الاستجابة لنداء الله ،قلت ماذا تريدون من هناك ؟قالوا نبحث عن وظائف،قلت لا عيب فما هي شهاداتكم والمؤهلات التي تحملونها؟قال الذي بجانبي اناعندي شهادة ثاني متوسط والذي خلفي أول متوسط والثالث قال انالم أكمل الإبتدائيه،، قلت ماشاءالله المؤهلات؟لكن هي ليست المؤهلات!!هي ليست المؤهلات الامرلله من قبل ومن بعد ،،
(مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)
نعرف أصحاب شهادات لم يجدوا وظائف ولم يجدوا مرتبات ونعرف من لا يقرأ و لا يكتب انعم الله عليهم وصب عليهم من البركات السر،،
(وأمر اهلك بالصلاة و اصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك)
جاء احدهم إلى أحد الصالحين يشتكي ارتفاع الأسعار غلت الأسعار وارتفعت الأثمان للمطاعم والمشارب وهكذا هو حالنا نتأثر بارتفاع الأسعار يوم نراها تطلع ولا نتأثر لأحوال المسلمين نخاف على ما يسد جوعنا ويملأ بطوننا ولا نخاف من تقرير مصيرنا إما إلى جنة وإما إلى نار جاء احدهم إلى أحدا الصالحين يشتكي ارتفاع الأسعار و الأثمان فقال الرجل الصالح والله ما أبالي والله ما أبالي لو ان حبة الشعير بدينار علي أن اعبده كما أمرني وعليه أن يرزقني كما وعدني ،علي أن اعبده كما أمرني وعليه أن يرزقني كما وعدني،،
(و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون)
السر(وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)

قلت هذه الشهادات وهذه المؤهلات،أصدقوني كيف انتم مع صلواتكم فقال الذي بجانبي أقول لك أم اكذب عليك ،قلت إن كذبت أنت تكذب على نفسك ما يضرني كذبك،،
(ومن يكو كاذبا فعليه كذبه)
قال أنا ما أصلي أنا لا أصلي، قلت كافر قال لا ،قلت بلى فالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ، كم هم من الشبان أبناء المسلمين اللذين لا يركعون ولا يسجدون حدث ولا حرج ، قلت للثاني وأنت؟ قال أنا خير منه، قلت كيف ؟قال أنا أصلي من الجمعة إلى الجمعة، قلت وأنت مثله ،وأنت يا ثالثهم قال أنا أفضل منهم قلت كيف قال أنا أصلي في اليوم صلاتين،أنا أصلي في اليوم صلاتين قلت هذا شيء جديد
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)
هذا هو الواقع! هذا هو الواقع!!شئت أم أبيت طلابنا لا يصلون، بل جاءني سؤال من طالب يقول فيه ما حكم الذي يصلي من دون وضوء؟ما حكم الذي يصلي من دون وضوء؟؟!!
قلت هذا كفر ومن نوا قض الإسلام لأنه استهزاء بالدين هل يخفى عليه أو على كثير من أمثاله؟؟
انه لا صلاة لمن لا طهور له هل يخفى عليه؟؟أن عمود الدين هو الصلاة حتى البنات هذا واقع الأولاد اسمع واقع البنات بارك الله فيك،،
تقول إحدى قريباتي تعمل مدرسة بمدرسه من المدارس خرجت من غرفة المدرسات فإذا بطالبتين بجانب الغرفة تتبادلان الحديث فإذا إحداهما تقول للأخرى لماذا لا تصلين معنا في المصلى؟؟لماذا لا تصلين معنا في المصلى؟قالت أنا حتى في البيت ما أصلي أنا حتى في البيت لا أصلي ،،وأزيدكم من الشعر بيتا أهلي كذالك لا يصلون!!
قالت أزيدك من الشعر بيتا أنا في البيت لا أصلي وأهلي كذالك لا يصلون
(ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون)
والله لوان القلوب سليمة لتقطعت ألما من الحرمان ولكننا سكرى بحب حياتنا الدنيا وسوف تفيق بعد زمان، متى ستنضم إلى صفوف المصلين وستكون من اللذين هم على صلاتهم دائمون وستكون من اللذين هم على صلاتهم يحافظون ،متى ستستقيم وتعلم أن أعظم أمور الدين بعد توحيد الله المحافظة على الصلوات والمسارعة إلى المساجد والمحافظة على تكبيرات الإحرام ،،
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون و استغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد:
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله،اتقوا الله عباد الله،واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله واعلموا أن من صفات المتقين أنهم على صلاتهم يحافظون كيف تستطيع أن تواجه متطلبات الحياة إلا إذا انضممت واستقمت في صفوف المصلين قال الله جل في علاه
(إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا)
إلا من(إلا المصلين)أي المصلين اللذين لا يصلون إلا من الجمعة إلى الجمعة أ واللذين يصلون صلاتين في اليوم أو اللذين يتقدمون ويتأخرون،،
(إلا المصلين اللذين هم على صلاتهم دائمون)
ثم أثمرت صلواتهم أخلاقاً وخشية في حياتهم ، والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ، إن عذاب ربهم غير مأمون ، من أين أتت الخشية ؛ أتت من المحافظة على الصلوات ،
( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون )
كيف أدو الأمانات وحفظوا الحقوق ، إلا لمّا حافظوا على الصلوات ،
( والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين )
كيف حصّنوا الفروج وغضوا الأبصار إلا لأنهم من الذين هم على صلاتهم دائمون ، فإذا جاءت المداومة وجاءت المحافظة ؛ اسمع النتيجة بارك الله فيك :
( أولئك في جنات مكرمون ) أولئك في جنات مكرمون ' والله لن تتقرب إلى الله بقربة أعظم من المحافظة على الصلوات.
يقول أنس : بينما كنا جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ دخل علينا رجل لا نعرفه ، قال : أين هو ابن عبد المطلب ؟ قلنا ذلك الأبيض الأمهق ؛ أبيض مشرب بحمرة ، صلوات ربي وسلامه عليه ، إذا تبسم كان وجهه كفلقة القمر ، قلنا ذلك الأبيض الأمهق، فجاءه فقال : يا ابن عبد المطلب : إني سائلك ومشدد عليك السؤال ؛ وكان متكئاً فجلس ، فقال يا محمد : من الذي رفع السماء ؟ قلت الله . قلت يا محمد : ومن الذي بسط الأرض ؟ قال الله . قال ومن الذي نصب الجبال يا محمد ؟ قال الله . قال أسألك بالذي رفع السماء ؛ وبسط الأرض ، ونصب الجبال آلله أرسلك إلينا رسولاً ؟ أسألك بالذي رفع السماء ، وبسط الأرض ، ونصب الجبال ؛ آلله أرسلك إلينا رسولاً ؟ فاحمر وجهه صلى الله عليه وسلم ، وقال اللهم نعم . قال أسألك بالذي رفع وبسط ونصب وأرسلك إلينا رسولاً آلله أمرك أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة ؟ قال اللهم نعم . آلله أمرك أن تأمرنا بالصيام ؟ قال : اللهم نعم . قال آلله أمرك أن تأمرنا بأداء الزكاة ؟ قال : اللهم نعم . قال آلله أمرك أن تأمرنا بحج بيت الله الحرام ؟ قال : اللهم نعم . قال فو الذي بعثك بالحق والذي رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال وأرسلك إلينا رسولاً لأحافظن على الصلاة ، و لأصومن رمضان ، وأعطي الزكاة ، وأحج البيت ، ولا أزيد على ذالك فلما انطلق قال النبي-صلى الله عليه وسلم-إن صدق دخل الجنة،
إن صدق فيما قال وحافظ على الصلوات وصام رمضان وأدى الزكاة وحج بيت الله الحرام دخل الجنة،، تأمل بارك الله فيك تأمل رعاك الله ،،الزكاة قد تسقط في حال من الأحوال إن لم يكن عندك مال إن لم يكن عندك ما يستوجب الزكاة فلا زكاة عليك ،والصيام يسقط بالأعذار
(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)،
الحج لمن استطاع إليه سبيلا،لكن قول لي بالله العظيم هل تسقط الصلاة في أي حال من الأحوال ، إذا من حافظ على صلاته دخل الجنة ،،في الحديث قال النبي-صلى الله عليه وسلم-(كان حقا على الله من لقي الله وهو يحافظ على هذه الصلوات أن يدخله الجنة)
حق على الله من لقي الله وهو محافظ على هذه الصلوات أن يدخله الجنة،
قال أبو ذر:وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق،قال يا رسول الله وان زنا وان سرق فأعادها في الثالثة فقال -صلى الله عليه وسلم-رغم انف أبي ذر،
خمس صلوات من أداهن حيث ينادى بهن كن له نورا وضياء وبرهانا يوم القيامة ومن ضيعهن فلا يلومن إلا نفسه،ومن ضيعهن فلا يلومن إلا نفسه أطلت عليكم لكن الحديث قصير والقضية مهمة أبناؤنا يتهاونون عن أداء الصلوات بل حتى الشيب تهاونوا في أدائها..
مات رجل في السبعين من عمره منذ فترة ماضيه سألونا نصلي عليه أم لا نصلي؟
قلت ولماذا لا تصلون عليه؟ قالوا:ما سجد لله سجده من قبل .
مات احد الشباب في مقتبل العمر فلما غسلوه بدءوا بتغسيله انقلبت بشرته من البياض الشديد إلى السواد الشديد خاف المغسلون وخرجوا من مكان التغسيل ،،فإذا بالأب في خارج المغتسل يدخن قالوا من الميت؟ ميّتكم قال نعم ،قالوا ما خبر هذا ؟قال الأب لم يكن من المصلين ،قلنا خذوه انتم غسلوه وانتم كفنوه(وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم كانوا يظلمون).
والعكس بالعكس مات احد الأخيار في مقتبل العمر آمر بالمعروف ناه عن المنكر مسابق للصفوف الأولى ما تخلف عن الفجر يوما ويدعوا ويعظ بالموعظة والفكرة الحسنه ،فلما مات يقول احد مشايخنا أنا الذي غسلته وكفنته فلما بدأنا بتغسيله وبدأنا بإعداد المسك والكافور يقول والله الذي لا إله إلا هو فاحت رائحة المسك منه قبل أن نضع المسك عليه وفي صاحبكم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا)
فلما كفناه ذهبنا به إلى المقبرة يقول شيخنا كنت ممن نزل في قبره، تخيل المنظر الناس على شفير القبر ثم ينزل إليهم الميت يقول والله الذي لا اله إلا هو فلما انزلوه اخذ من بين أيدينا ،حمل من بين أيدينا والله ما حملناه ثم وسد في التراب والله ما وسدناه ،ثم وجه إلى القبلة والله ما وجهناه ،كشفت عن وجهه فإذا هو يضحك كشفت عن وجهه فإذا هو يضحك، يقول الشيخ والله لولا أني أنا الذي غسلته وكفنته ما كنت أظن انه قد مات ما كنت أظن انه قد مات.
اتقوا الله عباد الله وحافظوا على الصلوات ,وانتهوا عن الفواحش والمنكرات،اتقوا الله ومن تقواه المحافظة على أوامره،تريد ضمان لخاتمه حسنه،من صلى الفجر في جماعه فهو في ذمة من؟
في ذمة الله يعني في حفظ الله ورعايته ،زاد أهل العلم وقالوا معناه(انه إذا مات من يومه دخل الجنة،)مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر،اصنعوا لنا أبطال،اصنعوا لنا رجال،اصنعوا لنا أمهات عابدات،لابد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح ،وصناعة الأبطال علم علمه أولوا الصلاح،من لم يلقن أصله من أهله فقد النجاح،لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الكفاحٍٍ،في روضة القرآن،في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة ورق يجري في الرياح،
من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح،اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه،اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين .
هل سنراك بعد هذا الكلام تسابق المصلين إلى الصفوف الأولى أم ستستمر في التخلف مع المتخلفين،وقد اعذر من انذر،
اللهم اجعلنا من الذين هم على صلاتهم دائمون ومن الذين هم على صلاتهم يحافظون ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون، اللهم اجعل خير عمرنا آخره وخير عملنا خواتيمه وخير أيامنا يوم نلقاك اللهم أصلح لنا الشباب والشيب،اللهم أصلح لنا الشباب والشيب وأحفظ نساءنا وأطفالنا يا رب العالمين،آمنا في أوطاننا،أصلح أئمتنا وولاة أمورنا،اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
أريد أذكركم أحبتي بمحاضرة مهمة للشيخ عمر بن فيصل الدويش رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمسجد الدر داس بالحزام الأخضر في الخبر،عنوانها(شبهات حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يأمرون وينهون و لا يخافون فيك لومة لائم يا رب العالمين،عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون .




رد مع اقتباس
قديم 28 - 9 - 2014, 12:22 AM   #133



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4153يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
عباد الله :
إلى كل مؤمن مهموم..
وكل مبتلىً مغموم ..
إلى الراضين بالقضاء والقدر ..
إلى المحتسبين عند الله الأجر ..
اسمع كلام الله عز وجل حين قال : { سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } فالأيام والليالي لا تدوم لي ولك على وتيرة واحدة .. وكما قال الله : { وَ تِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } أي تتقلب بأهلها صباح مساء ..
والمؤمن في حياته وأطواره لا يخلو من حالتين :
إما أن يحصل له ما يحب ويندفع عنه ما يكره ، فوظيفته في هذه الحالة الشكر والاعتراف بأنَّ ذلك من نعم الله عليه ، فيعترف بها باطناً ، ويتحدث بها ظاهراً ويستعين بها على طاعة الله ، وهذا هو الشاكر حقاً.
الحالة الثانية : أن يحصل للعبد مكروه أو يفقد محبوباً فيحدث له هم وغم ، فوظيفته هنا الصبر لله فلا تسخّط ولا ضجر ولا شكوى للمخلوق بل الشكوى للخالق جل في علاه كما قال الله على لسان يعقوب : { إِنَّمَآ أَشْكُو بَثّي وَ حُزْنِي إَلَى اللهِ } .
وإذا عرتك بلية فاصبر لها
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنّما
صبر الكريم فإنه بك أعلمُ
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
والبلاء عباد الله الذي يصيب العبد يكون في أربعة أشياء :
في نفسه ، في عرضه ، في أهله ، وماله .. ولا يخرج البلاء عن هذه الأربعة ..
عباد الله ..لأن تعلم أنَّ الذي ابتلاك هو أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وقيّوم السماوات والأراضين ، وأنه ما ابتلاك ليهلكك أو ليعذبك ، إنما ابتلاك امتحاناً لك ليسمع تضرعك ونجواك وابتهالك ...فسبحان من ابتلاك لترفع إليه شكواك..
قال أحد المُبتلين في دعائه : ربي كم أدعوك فلا تستجيب دعائي .. فقال الله : إني أحب أن أسمع صوتك ..
فيا الله.. كم في البلاء من النعم التي تخفى على العبد ..
وتأمل في حال العبد حين البلاء كيف يذل وينكسر ويقر ويعترف ، كم يلح على الله في الدعاء ، وكم يتضرع إلى ربِّ الأرض والسماء ، وكم ، وكم يظهر من الذلّة والمسكنة لله ربّ العالمين ..ولولا المصيبة والابتلاء ما عرف العبد هذا.. لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كلّه خير إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن ) .
فالمؤمن عباد الله على خير في كل حال من أحواله إذا عرف كيف يتعامل مع الظروف والأحوال ..
ونحن عباد الله نحتاج إلى الصبر في كل المجالات وفي كل الأوقات في الشدة وفي الرخاء.. فمن مجالات الصبرعند حبس النفس عند المصائب.. من مجالات الصبرعند حبس النفس عند المصائب .. فعن أسامة قال : أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه أنَّ ابناً لي يُقبض – يعني يحتضر – فائتنا ، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ السلام ويقول : ( إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى فلتصبر ولتحتسب ) ، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينّها ، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ وأبيّ وزيد ورجال ، فرُفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع – يعني تتحرك و تضطرب – فقرّبه إليه وعيناه تذرفان ، فقال سعد : ما هذا يا رسول الله!! قال : ( هذه رحمة ).. (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) فلا يتنافى ذلك مع الصبر ..
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند فقد إبراهيم : ( إنَّ العين لتدمع وإنَّ القلب ليحزن وإنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا) ..(إلا ما يرضي ربنا ..).
ومن أعظم مجالات الصبر التي نحتاج فيها للصبر الجهاد في سبيل الله .. وما أدراك ! وما أدراك ما يتحمل المجاهدون في سبيل الله !..
عن عبد الله بن أوفى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أيامه التي لقي فيها العدو ينتظر حتى إذا مالت الشمس فقال : ( يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو ، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ) ثم قام فقال : ( اللهم ُمنزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ).
وسُئل عن أجر المجاهد في سبيل الله فقال للرجل : ( لا تقدر على ذلك ) ، فألح الرجل في السؤال فقال : ( هل تستطيع أن تقوم الليل لا تنام وتصوم النهار لا تفطر ؟!)، فقال: لا ، فقال : ( فذلك أجر المجاهد )..( فذلك أجر المجاهد في سبيل الله )..
نحتاج للصبر عند حفظ الأسرار ، ونحتاج للصبر لترك الفضول من العيش ، ونحتاج إلى الصبر لترك الغضب والعفو عن الناس ، نحتاج إلى الصبر لترك الذنوب .. أن نكرر إذا اعترضتنا الذنوب : إننا نخاف الله ..نحتاج للصبر في فعل الطاعات والمداومة عليها ، نحتاج إلى الصبر في طلب العلم والدعوة إلى الله ، ونحتاج إلى الصبر في كل مجالات الحياة ..
وكل الأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها الرجال إنما تدل على صبرهم .. فالشجاعة صبر ، والحلم صبر ، والزهد صبر ، والعفة صبر.
وللصبر مراتب خمسة ذكرها الفيروزآبادي :
أولها صابر: وهو أعمّها .
ومصطبر: وهو المكتسب للصبر.
ومتصبِّر : أي يحمل نفسه على الصبر .
وصبور : العظيم الصبر في الوصف والكيف.
ثم صبّار : يعني الشديد الصبر في القدر والكم .
وقال ابن القيم رحمه الله الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة :
صبر الأوامر والطاعات حتى يؤديها .
صبر عن المخالفات والنواهي حتى لا يقع فيها .
وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها .
وقال الفيروزآبادي الصبر ثلاثة أنواع :
صبر بالله ، وصبر مع الله ، وصبر لله .
عباد الله .. بعد هذا الكلام وهذه المقدمة .. ما هو الصبر؟
قالوا:الصبر هو حبس النفس على طاعة الله بالمحافظة عليها دواماً، ورعايتها إخلاصاً ، وتحسينها علماً.
أعيد : الصبر هو حبس النفس على طاعة الله بالمحافظة عليها دواماً .. نعرف من يصلي الفجر يوماً وينقطع أيام .. نعرف من يصلي الفجر يوماً وينقطع أيام .. فالصبر حبس النفس على طاعة الله بالمحافظة عليها دواماً ، ورعايتها إخلاصاً ، وتحسينها علماً.
والصبر هو كف النفس عن المعاصي وثباتها في مقاومة الشهوات ومقاومة الهوى في العلن وفي الخلوات .. كم نصبر أمام الناس! .. كم نصبر أمام الناس .. وإذا خلونا بالمحارم .. إذا خلونا بالمحارم انتهكناها ..
وقالوا الصبر هو الرضا بقضاء الله وقدره دون شكوى فيه أو شكوى معه .
يجري القضاء وفيه الخير نافلة
إن جاءه فرحٌ أو نابه ترحٌ
لمؤمنٍ واثق بالله لا لاهي
في الحالتين يقول الحمد للهِ
ولقد أمرنا الله بالصبر، ونهانا عن ضده ، وأمرنا بالاستعانة به.
أما في الأمر فقال : { يَا أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اْصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ }.
أما في النهي عن ضده فقال : { فَاْصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } .
أما بالأمر في الاستعانة به فقال الله : { يَِا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمنُوا اْسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ } .
وأثنى الله على الصابرين بأنه يحبهم وكفاهم شرفاً .. أخبر أنه يحبهم وأنه معهم ..
أما الثناء فقال الله : { وَ الصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ البَّأسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ } .
أما إخباره بحبه لهم ففي قوله : { وَ اللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } .
وقال في الأنفال مخبراً عن معيته لهم : { وَ اصْبِِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } .
ومن آيات الصبر أخبرنا سبحانه أن الصبر خير لأصحابه .. ومن آيات الصبر التي مرت بنا أخبرنا سبحانه أن الصبر خير لأصحابه وأنه يؤتيهم أجرهم بغير حساب.. بل أطلق البشرى لهم فلم يقيدها .. فتأمل في هذه الآيات { وَ أَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَكُمْ وَ اللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }،وقال:{ إِنَّمَا يُوَفَى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } ، وقال : { وَ لَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوْفِ وَ الجُوْعِ وَ نَقصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَ الأَنفُسِ وَ الثَمَرَاتِ وَ بَشْرِ ( من؟! ) بَشْرِ { الصَّابِرِينَ } اللهم اجعلنا منهم ..
وجمع للصابرين من الفضل والأجور ما لم يجمعها لغيرهم فقال الله : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَّبّهِم وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ } صلوات وهدىً ورحمة ..
قال الشعبي رحمه الله : أولئك – أي الموصوفون بالصبر المذكور – عليهم صلوات من ربهم .. أي ثناء وتنويه بحالهم ورحمة...ومن رحمته إياهم أن وفقهم للصبر .. ومن رحمته إياهم أن فقهم للصبرالذي ينالون به كمال الأجر ، وأولئك هم المهتدون الذين عرفوا الحق وهو في هذا الموقع علمهم بأنهم لله وأنهم إليه راجعون .
ثم قال رحمه الله : ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر فله ضد ما لهم ، فحصل له الذم من الله والعقوبة والضلال والخسارة ..
فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين ، وما أعظم عناء الجازعين .. انتهى كلامه رحمه الله ..
عباد الله .. حتى تتحقق مقاصدنا وآمالنا فلا بدَّ من الصبر ..
وكما قيل من صبر ظفر..فلولا الصبر لما حصد الزرَّاع بذرة ، ولما جنى الفارس ثمرة ، وكل ناجح لم ينجح إلاَّ بصبّره في تحقيق نجاحه فلا عوائق ولا موانع تقف أمام الصابرين ..
قال أبو يعلى الموصلي :
إني رأيت وفي الأيام تجربةٌ
وقلَّ من جدّ في أمر يحاوله
للصبر عاقبةٌ محمودة الأثر
واصطحب الصبر إلاَّ فاز بالظفر

قد يقعون لكنهم سرعان ما ينهضون..قد يفشلون مرة ومرة لكن الصابرين لا ييأسون ..
لا ييأسنَّ وإن طالت مطالبةٌ
إذا استنعت بصبرٍ أن ترى فرجاً
أقول هذا من أراد أمر من أمور الدنيا لا بدَّ أن يصبر ويصابر .. فكيف من أراد الفلاح بالآخرة !!.. كيف من أراد الفلاح بالآخرة !.. كيف من أراد حور وقصور وحبور! فطلَّاب الجنَّات أولى بالصبر والتحمّل ..كيف وقد حُمِّلوا الأمانة التي لتنوء بحملها السماوات والأرض والجبال ..
عباد الله.. إنَّ أهل الإيمان أشدّ تعرضاً للأذى والمحن والابتلاء في أموالهم وأنفسهم وكل عزيز لديهم لأنهم ينشدون الجنة وهي سلعة الله الغالية ..فلا بدَّ لها من ثمن ولا مفرَّ من الثمن ..إنَّ الله اشترى وهم.. وهم باعوا ..
ولقد دفع الثمن أهل الحق على مرّ العصور، فلا بدَّ أن يدفعه من سار على طريقهم ..بسم الله الرحمن الرحيم : { الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُوا آَمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ ، وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ } .
قال صلى الله عليه وسلم : ( أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة اشتدَّ عليه البلاء وإن كان في دينه رقة خُفف عنه البلاء و لا يزال البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)
عباد الله .. لا بدَّ من الابتلاء .. لا بدَّ من الابتلاء لأهل الإيمان ، ولا بدَّ ..لا بدَّ حينها من الصبر والثقة واليقين برب العالمين ، لكن لماذا الابتلاء !!
قال أهل العلم لأمور عدة أولها تطهير الصفوف كما قال الله { مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلِيهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِبِ }.
ومن حكم البلاء أيضاً تربية المؤمنين ففي الابتلاء نضج وتقوية للصفوف و صقل للمعادن كما قال الله { وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنوُا وَ يَمْحَقَ الكَافِرِينَ } ، وكما قال الله { وَ لِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِصَ مَا فِي قُلُوبِكُم وَ اللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }.
ومن حكم البلاء أيضاً رفعة الدرجات ومضاعفة الحسنات وتكفير للسيئات فيخرجون من الابتلاء كيوم ولدتهم أمهاتهم ..
فالذنوب عباد الله لازمة للبشر فمن رحمته تعالى ابتلاهم وتعاهدهم بالبلاء من حين إلى حين لتتحات عنهم خطاياهم بالصبر كما قال صلى الله عليه وسلم :( فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )..
وإن كان الصبر ضرورة لأهل الإيمان فهو أكثر وأشد ضرورة للرسل والأنبياء ومن سار على طريقهم من الأتباع الصادقين . قال الله لنبيه { فَاْصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } .
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم أشد هؤلاء ابتلاءً . قال بأبي هو وأمي : ( لقد أُوذيت في الله وما يُؤذى أحد ، ولقد أُخفت في الله وما يُخاف أحد ) .. حوصر في الشعب .. عُذب أصحابه .. مات أبناءه .. طعن في شرفه وعرضه .. مؤامرات لاغتياله .. أُخرج من دياره ..ومع هذا يردد ويقول : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) .. حوصر في الشعب .عُذب أصحابه .. مات أبناءه .. طعن في شرفه وعرضه .. مؤامرات لاغتياله .. أخرج من دياره.. ومع هذا يردد ويقول : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) ..
ثم صبر الأتباع الصادقين من بعده كما قال الله { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } ، وقال الله عن أتباع الأنبياء { وَ كَأَيَّن مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَ مَا ضَعُفُواْ وَ مَا اسْتِكَانُواْ وَ اللهُ يُحِبُّ } من ؟! { وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } اللهم اجعلنا منهم ..
عباد الله .. بعث عمر برسالة إلى أبي موسى قال فيها : اعلم أن الصبر صبران أحدهما أفضل من الآخر .. الصبر في المصيبات حسن لكن الصبر عما حرّم الله أحسن .. الصبر في المصيبات حسن لكن الصبر عما حرّم الله أحسن ..
لا بدَّ أن تعلم رعاك الله أن الحال لا تدوم على وتيرة واحدة فما من بلاء إلاَّ وخلفه فرج والعكس بالعكس ..تأمل في قوله تبارك وتعالى { لِكَيْلا تََأْسَواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُواْ بِمَا آَتَاكُمْ وَ اللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} فلا بدَّ أن يعلم المبتلى أن الفرج آت لا محالة ..
فالمصائب والبلاء أيامٌ معدودة ثم لحظاتٌ وتنجلي ..
كان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء قال : سحابة صيف ثم تنقشع ..لكن قبل أن تنقشع لا بدَّ من الصبر والثقة واليقين بربّ العالمين .
قال بعض السلف : أفضل العبادة انتظار الفرج من الذي بيده مفاتيح الفرج .
يا صاحب الهم إنَّ الهم منفرجٌ
إذا بليت فثق بالله وارضى به
لا تجزعنَّ إنَّ الفارج الله
إنَّ الذي يكشف البلوى هو الله
وحتى تهون عليك المصيبة عبد الله ..انظر إلى مصاب غيرك .. آدم عانى المحن إلى أن خرج من الدنيا ..أُخرج من الجنة ، وتاه في الأرض ، وقتل هابيل قابيل.. وبكى نوح ثلاثمائة عام ، وصبر على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، وأخذ الطوفان ابنه ولم تؤمن زوجته .. ثم أُلقي في النار الخليل ، ووضع ابنه وزوجه في وادٍ غير ذي زرع ، ثم يأمره الله بذبحه ثم هو يصبر ويحتسب.. وبكى يعقوب حتى ذهب بصره ..وقاسى موسى من فرعون ومن بني إسرائيل ما قاسى .. وعيسى ابن مريم لا مأوى له إلاَّ البراري والصحراء .. ومحمد مطارد في الغار ، قاسى الفقر، وقُتل أصحابه ..
هذا حال الأنبياء وهم أشد الناس حباً وثقة بالله ..سأقف مع بلاء إبراهيم وصبره ولكن في الخطبة الثانية .. سأقف مع بلاء إبراهيم وصبره ولكن في الخطبة الثانية ..
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشانه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه . اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..
أما بعد :
عباد الله .. أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومن تقوى الله الصبر على الطاعات، الصبر عن المنكرات ، والصبر على قضاء الله وقدره في كل الأحوال وفي كل المسارات ..
عباد الله .. في خبر إبراهيم عليه السلام عجب العجاب فتعالوا نتبع الخبر .. تعالوا ننتبع الخبر أنا وإياكم بإيجاز واختصار ..
إبراهيم عليه السلام حُرم الولد لسنوات طوال ثم رُزقه على كبر ، ثم أمره الله أن يضعه وأمه في وادٍ غير ذي زرع والخبر معروف { رَّبَّنَا إِنّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّّيََّتي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكِ المُحَرَّمِ } ثم لما كبر الغلام وشب وتعلق قلب إبراهيم به .. كيف لا والله يصف ذلك الغلام بوصف عجيب قال الله { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ } ثم ها هو الأب الشيخ الكبير المقطوع من الأهل والقرابة ..المهاجر من الأرض والوطن ، رُزق بغلام لطالما تمنى أن يناله ثم أُعطيه ..موصوف من ربه بالحلم ..فما كاد يأنس به ويشب ويترعرع أمام عينه فإذا هو يرى في منامه أنه يذبحه ..فيرى في منامه أنه يذبحه فيدرك إبراهيم أنها إشارة من ربه بالتضحية .. إنه الابتلاء والامتحان.. فهل تردد أو توانى!! أبداً والله.. ولم يأت في قلبه إلا الشعور بالطاعة ، ولم يخطر بباله إلا التسليم والاستسلام لربّ العالمين .. تأملوا الأمر كان إشارة ولم يكن وحياً صريحاً ولا أمراً مباشراً ولكنها إشارة من ربه وهذا يكفي ..
لله أكبر ..كم من الأوامر الصريحة اليوم .. كم من الأوامر الصريحة اليوم تُترك ويتهاون بها .. لم يتسخط إبراهيم ولم يعترض ..لم يقل لماذا يا رب أذبح ابني الوحيد ! لم ينزعج ، لم يجزع ، ولم يضطرب ..إنما قبول ورضى وهدوء وطمانينة ..
يظهر ذلك في كلامه لابنه وهو يعرض عليه الأمر الهائل { قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى } كلمات المتمالك لأعصابه المطمئن لأمر الله الواثق بأداء الواجب.. كلمات مؤمن صادق .. لم يتعجل ويندفع لينتهي الأمر بسرعة ويستريح .. ووالله الذي لا إله إلا هو إن الأمر أشق مما تتصور .. والله الذي لا إله إلا هو إن الأمر أشق مما تتصور .. هو لم يطلب منه أمراً قد يودي بحياته إنما يطلب أن يتولى الأمر بنفسه .. إنما يطلب أن يتولى الأمر بنفسه .. وأن يتولى الذبح بيديه.. ثم هو ذا يعرض الأمر على الابن ، ويطلب من الابن التروي في الأمر { يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى } سبحان الله أما كان في أخذ الابن على حين غرة راحة له وانتهى الأمر..أما كان في أخذ إبراهيم للابن على حين غرة راحة له و انتهاءً للأمر ..
ها هو يعرض عليه الأمر وكأنه أمراً مألوفاً فالأب مبتلى بفعل الأمر، والابن مبتلى بالسمع والطاعة ..
أين الأبناء الذين يعقون آباءهم !!! أين الآباء الذين يعقون أبناءهم !! ها هو الأب يعرض على ابنه أن يقتله فيقول الابن مستمعاً مجيباً { يَا أَبَتِ افْعَلْ مِا تُؤْمَرُ ( افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ) سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين } فلله درّ الأب ولله درّ الابن ، والتربية لم يعد لها دور .. يعرض عليه الذبح لرؤية رآها فيستسلم الابن للأمر .. { قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مِا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }
لم يتلقَ الأمر في طاعة واستسلام فقط بل برضى ويقين ..
تأمل في قول الابن { يَا أَبَتِ } في كل أدب ومودة ..فالذبح لا يخفيه ولا يزعجه ولا يفقده أدبه { افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ }.. فهو يعلم أن الرؤيا إشارة من ربَّ العالمين .. فهو يعلم – أي الابن – أنَّ الرؤيا إإشارة من ربّ العالمين .. ثم أظهر الابن ضعفه وأنه لن يحتمل ذلك شجاعة وقوة ، ولكن أدباً مع ربه واستعانة بالله { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين } أدب وروعة في الإيمان ، وعظمة في الاستسلام ..
ثم بعد الحوار يبدأ التنفيذ .. ثم بعد الحوار يبدأ التنفيذ{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ } قال اسماعيل لأبيه : اشدد رباطي .. اشدد رباطي ليسكن جسدي كما سكن قلبي ، واكفف ثيابك عن دمي لئلا يصيبها فتحزن أمي لرؤيته و أقرئها أمي مني السلام .. فقال إبراهيم : نعم العون .. نعم العون أنت يا بني ..
فأين الأبناء يعينون آباءهم اليوم !!! أين الأبناء يعينون آباءهم بعد أن بلغهم من الكبر ما بلغهم .. بل لقد تكلَّم معي قبل أن أدخل المنبر الآن .. من يقول لي يقف أمام وجهي ويسبني ويشتمني .. يقف ابن العشرينات أمام وجهي ويسبني ويلعنني ويتطاول علي في الكلام .. يقول الأب : حتى أصبحت خائفاً على نفسي منه .. حتى أصبحت خائفاً على نفسي منه ..
قال اسماعيل لأبيه : اشدد رباطي ليسكن جسدي كما سكن قلبي ، واكفف ثيابك عن دمي لئلا يصيبها فتحزن أمي لرؤيته و أقرئ أمي مني السلام .. قال إبراهيم : نعم العون أنت يا بني ..
قال ابن الجوزي : الله اكبر.. ليس العجب أمر الخليل بالذبح ، إنما العجب مباشرة الذبح بيديه .. ليس العجب أمر الخليل بالذبح العجب أنه باشر الذبح بيده ..أنه باشر الذبح بيديه ، ولولا حبّ الآمر لما هان المأمور .. ولولا حبّ الآمر لما هان المأمور ..
انظر الفرق بين اذبح ولدك وباشر الذبح بيدك ، وبين من قيل لهم اذبحوا بقرة فذبحوها وما كادوا يفعلون ..
ثم أتت لحظات التنفيذ { فَلَمَّا أَسْلَمَا}.. { فَلَمَّا أَسْلَمَا } وكبه على وجهه واستسلم الأب للأمر.. واستسلم الابن للذبح.. هذا هو حقيقة الإسلام .. هذا هو حقيقة الإسلام ..استسلام لله بالأمر والطاعة والرضا والتسليم ، { وَتَلَّهُ لِلْجَبيِِِنِ} ووضع السكين وأعملها في رقبته فلا السكين قطعت ولا الغلام جزع .. { تَلَّهُ لِلْجَبِينِ } ووضع على رقبته السكين وأعملها في رقبته فلا السكين قطعت ولا الغلام جزع .. ، ثم أعاد الكرة مرة مرة .. مرة تلو المرة وهو يحذ السكين في كل مرة ، فلا السكين تقطع ولا الغلام يجزع ..
اعلم بارك الله فيك ..أنه ليس المراد من الابتلاء التعذيب .. اعلم بارك الله فيك..أنه ليس المراد من الابتلاء التعذيب ..ولكن المراد منه التهذيب { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ..
فلا تخرج الأعمال على أحسن صورة إلا بالتهذيب والتدريب ..
لقد استسلم إبراهيم ورضي اسماعيل ولم يبقَ إلا أن تُزهق الروح ويسيل الدم ، ثم الابتلاء ورفع الامتحان ، وظهرت النتائج أن الله لا يريد الدماء والإجساد .. ظهرت النتائج أن الله لا يريد منا الدماء والإجساد ..ولكن يريد منا الإسلام والتسليم والصدق واليقين .. لكن يريد منا الإسلام والتسليم والصدق واليقين ..
ولقد حقق الأب والابن هذا بكل صبر وثقة ومعين ..
{ وَنَادَينَاهُ أّن يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُؤيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ ، وَ فَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } لقد حققت الرؤيا وسلَّمت واستسلمت ..
فلا ابن ولا مال أعز وأغلى من الله وحده .. فلا ابن ولا مال أعز وأغلى من أمر من أوامر الله وحده ..
نعم يا إبراهيم لقد فعلت وجدت وأعطيت أعز شيء في هدوء ورضا واطمئنان ولم يبقَ إلا اللحم والدم وهذا ينوب عنه ذبح عظيم ..وهذا ينوب عنه ذبح عظيم ..
فنحن لا نريد دم اسماعيل ولا لحمه ولكن نريد منكما الإسلام والاستسلام ، والصبر على القضاء والثقة واليقين ..
عباداالله .. إبراهيم هو خليل الرحمن ، والخلة هي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه حتى لم يبقَ فيه موضع لغير المحبوب .. حتى لم يبقَ موضع لغير المحبوب ..
ولذا سمي الخليل خليلاً ، وهذا هو السر والله أعلم الذي لأجله أمر الله الخليل بذبح ولده ، وثمرة فؤاده وفلذة كبده ..سأل الولد فأعطيه ، وتعلق به قلبه وأخذ شعبة من قلبه ، والخلة منصب لا يقبل الشراكة والقسمة .. والخلة منصب لا يقبل الشراكة والقسمة ..فغارالخليل على خليله .. فغار الخليل على خليله ..أن يكون في قلبه أحد سواه فأمره بذبح ولده .. فأمره بذبح ولده ..ليخرج المزاحم من قلبه ، فلما وطَّن نفسه على ذلك وعزم عليه حصل المقصود فلم يبقَ في إزهاق نفس الولد مصلحة فحال الله بينه وبين ذلك وفداه بالذبح العظيم ..فجاء الأمر { يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُؤيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ } ...أي من أطاعنا وامتثل أوامرنا لا{ خَوْفٌ عَليْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ} .
عباد الله ..ما تمر به بلادنا اليوم من فتن ومصائب وأهوال جسام .. تحتاج إلى صبر وثقة ويقين بربّ العالمين ، وأنه لا يأتي من الله إلاَّ خير .. وأنه لا يأتي من الله إلاَّ خير ..
سحابة صيف وستنقشع { وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }..
فردد وكرر وادعو دائماً :
اللهم .. اجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر ، وإذا ابتليته صبر ، وإذا أذنب استغفر..
اللهم .. حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين
اللهم.. لا تحرمنا خير ما عندك بأسوء ما عندنا يا حيّ يا قيّوم
اللهم.. انصر من نصر الدين واخذل من خذل عبادك الموحدين
عباد الله .. ألا إنَّ الله أمركم بأمر بدأ به بنفسه وثنَّى به بالملائكة المسبحة بقدسه
فقال جلَّ من قائل
( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيماً )
اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم ارضى عن صحابته أجمعين ، وعلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
وسائر الصحابة وسائر التابعين ومن سار على هديهم واقتدى بهداهم إلى يوم الدين
وعنا معهم بجودك وكرمك ورحمتك
يا أرحم الراحمين




رد مع اقتباس
قديم 20 - 10 - 2014, 10:09 PM   #134



 عضويتي » 4134
 جيت فيذا » 13 - 6 - 2014
 آخر حضور » 11 - 7 - 2020 (05:16 AM)
 فترةالاقامة » 3608يوم
مواضيعي » 415
الردود » 8725
عدد المشاركات » 9,140
نقاط التقييم » 192
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $63 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في » العراق
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهIraq
جنسي  »  Female
العمر  » 30 سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل cola
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةrotana
ناديك المفضل  » ناديك المفضلshabab
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور جوهرة بغداد عرض مجموعات جوهرة بغداد عرض أوسمة جوهرة بغداد

عرض الملف الشخصي لـ جوهرة بغداد إرسال رسالة زائر لـ جوهرة بغداد جميع مواضيع جوهرة بغداد

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop CS3 My Camera: Sony

sms ~
عمر المسافة ماتعيق المحبين
ويبقى الغلا والشوق ولوهم بعيدين


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 70
وسام  
/ قيمة النقطة: 1
مجموع الأوسمة: 2...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 2

جوهرة بغداد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمن
دمت بحفظ الرحمن




رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدونة, والخطب, المحاضرات, الاسلامية

جديد منتدى همس للخيمة الرمضانية

مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية لموضوع: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من اجمل المحاضرات للشيخ نبيل العوضي بعنوان هموم الشباب (ياسمين) همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 12 25 - 3 - 2019 01:03 AM
قسم طلبات المحاضرات والدروس التائب إلى الله همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 5 4 - 7 - 2017 12:33 AM
روع المحاضرات المغربية - الشيخ كمال فهمي - تارك الصلاة نسائم خير همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 7 29 - 12 - 2015 08:56 PM
الفن في الحضارة الاسلامية جروح الم همس للصور والغرائب 3 21 - 8 - 2015 04:24 PM
هم المعالم الاسلامية في اسبانيا همسة الشوق همس للسياحه والسفر 2 22 - 4 - 2015 12:48 AM

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 11:15 AM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
sitemap

SEO by vBSEO