همس للخيمة الرمضانية  |
\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\nإن الحمد لله نعبده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فأشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله \r\n﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ﴾ \r\n﴿ ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾ سورة النساء \r\n﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾ سورة الأحزاب \r\nأما بعد \r\nفإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. \r\nمعاشر الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته \r\nحيَاكم الله وبيَاكم وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم , أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في ذلك الدار إخواناً على سرر متقابلين, أسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن . \r\n \r\nالمؤمن الفذ من ضمت جوارحه ديناً تأرقه دوماً قضاياه \r\nومن تطاوله الأيام فهو على ثباته تزرع الأيام يمناه \r\nوإن دعا للجهاد طفل داعية بالروح والمال والأقدام تلقاه \r\nقال ابن القيم : \r\nمن منازل قوله تعالى ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ سورة الفاتحة \r\nمنزلة الصادقين \r\nنحن في ليلة بعنوان كونوا مع الصادقين العملة النادرة التي نحتاجها هذا الزمان وكل زمان ...المنزلة التي فرقت بين المسلمين وبين المنافقين \r\nالمنزلة التي فرقت بين أهل النار وبين أهل الجنان. \r\nالصدق من صال به لم تُرد صولته ...الصدق من جال به لم تُرد جولته \r\nوهو باب دخول على الرحمة قال تعالى ﴿ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ﴾ \r\nفلا ينجو في ذلك اليوم إلا الصادقون أهل الصدق أما أهل الكذب والمنافقين فلقد أُعرض عنهم ويوم القيامة وجوههم مسودة ﴿ أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ﴾مرتبة الصدق مرتبة رفيعة مرتبة الصادقين هي مرتبة الأنبياء كما قال الله تعالى عن أنبياءه ﴿واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا﴾ سورة مريم \r\nوقال عن إدريس علي السلام﴿ واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا ًنبيا﴾ سورة مريم \r\nوعن إسماعيل قال ﴿ إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا﴾ سورة مريم وقال عن يوسف﴿ يوسف أيها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان...﴾ سورة يوسف \r\nفالصدق مرتبة الأنبياء هي أدنى من مرتبة النبوة وأعلى من مرتبة الشهداء قال الله تعالى ﴿ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ سورة النساء \r\nاللهم أجعلنا منهم واجعلنا معهم . \r\nالصدق عملة نادرة نفتقدها في هذا الزمن ... في الرخاء يدَعي الكثير بالصدق أما في وقت الشدة فتظهر معادن الناس \r\nقال الله تعالى ﴿ ولو صدقوا الله لكان خيراً لهم ﴾ \r\nقال الله آمراً المسلمين أن يلتحقوا بقافلة محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾ سورة التوبة \r\nإن لم يكن محمد ومن معه فمن يكن ... ليس بالكلام ولكن الأفعال تصدق الأقوال . \r\nفي أيام مضت وفي سنين قضت كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن أرض يقيم عليها هذا الدين العظيم فبايعه مجموعة من الرجال \r\n﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم وبعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ﴾.سورة الأحزاب \r\nاجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بأواسط أيام التشريق عند العقبة جاؤوا وقد عاهدوا وتواعدوا على أن يبذلوا كل غالي ونفيس من أجل هذا الدين ونصرته واجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مباركة ضربوا فيها فنون البيعة . \r\nالصادق منا يحتاج أن يجدد تلك البيعة اليوم ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما﴾ سورة الفتح \r\nفيقولون عن تلك البيعة ( تسللنا من قرشنا كما يتسلل القطر حتى جئنا المكان الموعود ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه العباس ولم يكن اسلم بعد فكان أول المتكلمين العباس رضي الله عنه {يا معشر الأوس والخزرج إن محمد منا كما تعرفون وإنه في عِزة ومنعة في قومه ولكنه أبى إلا اللحاق بكم فإن أنتم وفيتم بما وعدتموه فأنتم وما أزرتم وإلا فدعوه فإنه في عِزة ومنعة من قومه }. \r\nقالوا: انتهيت ؟ \r\nقال : نعم \r\nقالوا: فتكلم يا رسول الله وخذ بربك وبنفسك ما أردت. \r\nفقال الرسول عليه الصلاة والسلام قرأ عليهم القرآن الذي لو أنزل على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله فلما قرأ عليهم القرآن علموا أنها البيعة وثمنها الجنة على أن يقدموا في سبيل الله تلك الأنفس والأموال ومن ذلك بنود البيعة من بنودها : \r\n-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في النشر وفي المكره وفي النفقة في العسر واليسر وعلى أن تمنعوني ما تمنعون منهم أسركم \r\nقالوا : يا رسول الله إن بيننا وبين القوم [ اليهود ] عهود ومواثيق إن نحن قطعناها وأظهرك الله ترجع وتتركنا ؟ \r\nقال صلى الله عليه وسلم : بل أنا منكم وأنتم مني الدم بالدم والحد بالحد . \r\nقال: مد يمينك نبايعك . \r\nفقام اسعد بن زرارة أصغر القوم يبين للقوم خطورة البيعة قال: يا قومي أتدرون على ماذا تبايعون ؟؟ أنتم تبايعون على عداوة القاصي والداني , تبايعون على ترميل النساء وتيتم الأطفال وضياع الأموال إن وافقتم على البيعة وبنودها فعز الدنيا وعز الآخرة , وإلا خزي الدنيا وخزي الآخرة . \r\nقالوا : انتهيت يا أسعد ؟ \r\nقال نعم. \r\nقالوا: يا رسول الله مد يدك نبايعك على أن يكون الثمن الجنة . \r\nثم يظهر الرجال أنهم صادقون في أموالهم وأفعالهم وقالوا : يا رسول الله نحن أهل حرب ولئن شئت نميل على أهل مِنى غداً بأسيافنا, \r\nقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نُؤمر بعد ). \r\nالله اشترى وهم باعوا على أن يكون الثمن الجنة عبدٌ صادق ووعدٌ صادق ومن أصدق من الله قيلا ﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم وبعذب النافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ﴾.سورة الأحزاب \r\nفي الرخاء الكل يدًَعي أنه يفعل ويفعل ويأتي وقت الشدة يبان الصادق من غير ه والخبيث من الطيب . \r\nهم بايعوا على النصرة والبذل... في المدينة يمتحن الله هؤلاء الرجال في بيعتهم...عندما هاجروا المؤمنين من مكة المكرمة خلَفوا ورائهم أموالهم عند قريش واستولت قريش عليها وفي يوم خرجت قريش لقافلة لها تريد بلاد الشام رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه من باب استرداد بعض ما خلفوه في مكة أن يستولوا على القافلة فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع رجاله ولم يرد الحرب أرادوا العير وإذ هم يلاقون النقيض ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ﴾ سورة الأنفال \r\nخرج 300 رجل خرجوا يريدون العير وإذا الأمور تغيرت وإذا الأوضاع تبدلت مرت القافلة من طريق آخر عندما علم سفيان بالخبر استنفر قريش ومن معها خرجوا بجيش عظيم خرجوا ب1000 مقاتل و700 بعير ينحرون كل يوم 10 من الجزور جيش قوي بالسلاح والعدة والعتاد أما الفريق الآخر قلة قليلة لا تتجاوز 300 رجل يزيدون أو ينقصون معهم من الإبل 70 ومعهم فرس واحد أو فرسان ما معهم وسائل الحرب لأنهم لم يخرجوا للحرب أصلاً فرت القافلة ولجت بمن فيها وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم بالموقف ﴿ وإذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن يقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحي منحي عن بينة وإن الله لسميع عليم ﴾ سورة الأنفال \r\nلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الوضع قد تغير شاور أصحابه لأن المبدأ الرباني المشورة قال أشيروا علي أيها الناس فتكلم أبو بكر وأجاد الكلام وتكلم عمر وأجاد الكلام وتكلم المقداد وأحسن بالكلام هؤلاء المهاجرون ما خرجوا إلا للبذل والعطاء مستعدون للقتال والرسول يريد الأنصار فثقل المعركة يقع عليهم هؤلاء المبايعين داخل المدينة والآن خارج المدينة لكن الصادق عنده استعداد على البذل في أي وقت وفي كل مكان طاعة لله ولرسوله ﴿ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا في الشدة وفي الرخاء. \r\nقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أشيروا علي أيها الناس \r\nفقال سعد بن معاذ: كأنك تعنينا يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وبايعناك ..صل حبل من شئت واقطع حبل من شئت ,عادي من شئت وسالم من شئت ,خذ من أموالنا ما شئت واترك ما شئت فوالله الذي أخذته أحب إلينا مما تركته والله لو أمرتنا أن نرمي بأنفسنا من أعالي الجبال لرميناها ما تخلف منا احد والله لو خضت بنا البحار لخضناها أمامك ما تخلف منا أحد , والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ,فلما رأى الله صدقهم قال ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدّكم بألف من الملائكة مردفين وما جعلهم الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.﴾ سورة الأنفال \r\n﴿إذ ّيوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاّقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ﴾ سورة الأنفال \r\nصدقوا مع الله فصدق الله معهم في الشدة والرخاء رجال . \r\nفرضي الله عنهم ورضوا عنه وأنت فيهم آية ثبت مكانتك عند الله ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا﴾ سورة الفتح \r\nإن قلوبهم مليئة بالصدق والحب لله ولرسوله فنزلت الآيات تزكيهم وتبشرهم بما عند الله ﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا ًسجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ...﴾ سورة محمد \r\nوكثير من الآيات التي تزكي هؤلاء الرجال . \r\nفي يوم من الأيام تطاول الكفار على المؤمنين وقتلوا رسول النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم من يعذبهم من المؤمنين أرسل 3000 رجل وحين ما وصلوا أرض المعركة وإذ القوم 100000 رجل, فنظم الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش كما ينبغي فجعل الإمارة لزيد ثم لجعفر ثم لعبد الله بن رواحه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينقل المعركة مباشرة لمن معه فكان يخبرهم ..حمل الراية زيد ثم قتل ثم حمل الراية جعفر ثم قتل ثم ابن رواحه فقتل ثم سكت ,فقال : ولقد رُفعوا إلى الجنة جميعاً ,ثم رجع إلى أرض المعركة وأخبره بأن ثابت بن أقرط حمل الراية , \r\nوقال ثابت : يا خالد بن الوليد أحمل الراية \r\nاعتذر خالد وقال له: \r\nأنت أكثر مني خبرة وأكبر مني سناً . \r\nفقال ثابت: لكنك أعلم مني بفنون القتال , \r\nثم شاوروا المسلمين أترضون أن يحمل خالد الراية ويكون القائد فرضوا المسلمين فحملها خالد , \r\nنرجع للمدينة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أما الآن حمل الراية سيف من سيوف الله ولقد حمي الوطيس . \r\nقال خالد بن الوليد :تكسر بيدي تسعة أسياف ولم يبقى معي سوى صحيفة يمانية . \r\nكم صدقوا هؤلاء الرجال في تلك المعركة وأبلوا بلاءً حسناً . ولقد رأى خالد بحنكته وحكمته العسكرية أن الجيش قدّم ما يستطيع ومن الانتصار أن يخرج من تلك المعركة بأقل الخسائر أعاد تنظيم الجيش فجعل الميمنة ميسرة ووضع خطة عسكرية تدرس إلى اليوم , وانسحب الجيش بأقل الخسائر إلى المدينة . \r\nكيف أُستقبل الجيش عندما عاد من ارض المعركة ؟؟ \r\nأُستقبلهم أطفال المدينة بالحجارة يقولون لهم :يا فرَار تفرون من الموت في سبيل الله ؟؟ \r\nفقال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس بالفرَار بل الكرَام إن شاء الله \r\nانظروا الفرق بين الأمس واليوم ,بالأمس كانوا صغارنا يستقبلون خالداً بالحجارة تفرون من الموت يا فرَار . \r\nواليوم يستقبلون غانياً ومطرباً ولاعباً في صالة المطار بالورود والأزهار \r\nمختار يا مختار هذا زمان العار من طنجة إلى قندهار \r\nمعتقد يعيش حالة احتضار أمتنا ليس لها قرار \r\nملعوبه باليمين وباليسار نرجو بصلاح الدين \r\nندور في مأساتنا حتى أصابنا الدوار \r\nلكن لا خيار من موتنا فوق الشجار \r\nحتى يصير الشوك سجناء أهو فنون يا مختار من نهاية المشوار \r\nفإن النصر مع الصبر واضطراب فوق النار \r\nهذا باختصار كلمة اعتذار عن أمة تعداده مليار ليت لها قرار . \r\nالصادق مستعد في كل حال من الأحوال مهما كانت الروابط والضوابط في الشدة والرخاء . \r\nسمع النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يقال له خالد الهذلي يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ,لم يرسل له كتيبة أو جيش بل أرسل له رجل واحد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله بن حنيف اذهب إلى مكة وآتني برأس خالد الهذلي (قال المهمة صعبة أو أعذرني أو ابحث عن غيري )قال: سمع وطاعة \r\nقال : يا رسول الله ما اعرف الرجل ؟ \r\nقال الرسول عليه السلام :من علامات الرجل إذا رأيته تهابه (كان العرب تقول عنه رجل بألف رجل). \r\nقال عبد الله : سمعا وطاعة . \r\nخرج وحيداً وصل إلى مكة المكرمة وقد أقام خالد معسكر في مِنى. \r\nجاء عبد الله إلى خالد وقال له :ضمني معك حتى نقضي على محمد \r\nوكان عبد الله صاحب رأي ومشورة فضمه إليه وقربه منه في اليوم الثاني إذا هما يسيران بعيداً عن الخيام حتى بَعُدا عن الناس قام عبد الله وسل سيفه وقطع رأس خالد وجاء به إلى المدينة وقبل أن يصل عبد الله إلى المدينة أخبر الوحي النبي صلى الله عليه وسلم بأن الجندي أتم المهمة على أكمل وجه فلما وصل عبد الله المدينة أستقبله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (افلح الوجه)خذ عصاي هذه وتوكأ عليها أعرفك بها يوم القيامة شاهد وآية وعلامة وقليل المتوكئون من أمتي ,فلما توفي عبد الله أمر بتلك العصا أن تكفن معه آية وشاهد وعلامة ,أطاع الله وأطاع رسوله. \r\nلسان حالهم يقول : \r\nسأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاب الردى \r\nإما حياة تسـر الصـديـق وأما ممات يغيض العدى \r\nعسكر المسلمين في يوم تبوك يقول عبد الله بن مسعود بتنا تلك الليلة استيقظت في آخر الليل تحسست فراش الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا هو خالي من صاحبه وتحسست فراش أبو بكر وعمر فإذا هي خالية من صاحبيها نظرت في آخر المعسكر فإذا بنار موقدة انطلقت إليها فلما جئتها فإذا بالرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمر قد حفروا قبراً قلت: يا رسول الله من هذا ؟قال صلى الله عليه وسلم :هذا أخوك عبد الله بن جادين فر بدينه إلى الله ورسوله وقد عذبوه وضربوه وجردوه من ثيابه ,وعندما أنزله رسول الله في قبره قال: اللهم إني أمسيت عنه راض فأرض عنه ,قال عبد الله بن مسعود:والله ما تمنيت إلا أن أكون صاحب ذلك القبر . \r\nفجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع \r\nالصادق صادق في دعوته إذا ناجى ربه ناجى بقلب صادق وجوارح متوجهة إلى الله . \r\nيوم أحد يوم صفت الصفوف قال عبد الله بن جحش لسعد بن وقاص :يا سعد أدعُ وأنا أأمن على دعوتك , \r\nفقال سعد : يا رب إني أسألك فارس شديد البأس شديد الحربة يقاتلني وأقتله وآخذ غنيمته . \r\nقال: عبد الله انتهيت يا سعد \r\nقال :نعم \r\nفقال :أمن يا سعد ,أما أنا فأسألك يا رب فارساً شديد البأس شديد الحربة يقاتلني وأقاتله فيبطر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني ,فإذا سألني ربي لما فعلت هذا ؟فأقول: فعلته فيك . \r\nفيقول سعد :فكانت دعوة عبد الله أحسن من دعوتي . \r\nويوم كانت المعركة رأيناه بعد المعركة وقد بُطِر بطنه وجُدِع أنفه وقُطِعت أذنه ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ﴾ سورة الأحزاب \r\nالمؤمن الصادق يعتز بدينه ويعتز بعقيدته ويعلم أن الأيام دُول وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون . \r\nبأشد الظروف تظهر عزة المؤمنين في المواقف تظهر معادن الرجال . \r\nلما حُصرت المدينة من كل صوب , صور الله ذلك الموقف تصويرا عجيباً قال سبحانه ﴿إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا بلغت وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزلا شديدا وإذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا﴾ سورة الأحزاب \r\nتقطعت الأسباب الأرضية كلها ولم يبقى إلا الحبل الموصل بالله تعالى \r\nقال الرسول صلى الله عليه وسلم :ابشروا إن النصر من عند الله , \r\nولما رأى السلمون النصر قالوا: هذا ما وعد الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتصديقاً .عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤامرة اكتملت من كل جهاتها أراد أن يخفف الحصار على أولئك الرجال الصادقين ,فأتى بقادة خطفان قال لهم:في عرض يرضيهم و يصلح فيما بينهم : ما رأيكم بأن أعطيكم ثلث ثمار المدينة على أن ترجعوا وتفكوا هذا الحصار (4000 من خطفان خرجت من المدينة ليس للثأر من المسلمين وإنما خرجت للغنيمة يريدون أن يجعلوا الصادقين غنيمة لهم ولكن الله يأبى أن يكونوا كذلك , عندما عرض النبي صلى الله عليه وسلم هذا العرض لغطفان طلب منهم أن يستشير قادة المدينة(وأمرهم شورى بينهم)فجاء بالسعدين سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقال لهم :ما رأيكم على أن نعطي غطفان ثلث ثمار المدينة ويرجعوا ويتركوا الحصار؟ \r\nفقالوا: أمر من السماء فليس لنا إلا التسليم أم أمر تحبه لنا . \r\nقال: بل أمر أحبه لكم . \r\nقالا: يا رسول الله كنَا مع هؤلاء القوم وكنَا على شرك وكفر فكانوا لا يأكلون ثمارنا ويأخذون أموالنا إلا بيعاً واليوم عندما أعزنا الله والإسلام يأخذون أموالنا والله ليس بيننا وبينهم إلا السيف . \r\nفلما علم الله صدقهم وتوكلهم عليه قال تعالى مصوراً الموقف ﴿يا أيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم رياحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصير ﴾ سورة الأحزاب \r\nبصير بما تعملون من الاستعداد فقلب الله الأمر عندما رأى عزة هؤلاء الرجال مستمدة من الله ونبيه وقال لهم ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم إن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين آ﴾ سورة آ ل عمران \r\nعزة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه أما ترى بأننا بأمس الحاجة لمثل هذه العزة وهذا التمسك . \r\nفلست بموت العدو تخشعاً ولا تضرعاً إني إلى الله مرجعي \r\nولست أبالي حين أقتل على أي جنب في الله كان مصرعي \r\nأليس البيع تمت والثمن !! الجنة أليس الثمن قد دفع ؟؟ أليس الله اشترى وهم باعوا على أن يكون الثمن الجنة ولذلك خاطب الله الذين يقرؤون القرآن الكريم كونوا معهم﴿ياآيها الذين آمنوا أتقو الله وكونوا مع الصادقين﴾ سورة التوبة \r\nكونوا مع محمد وأصحابه . \r\nاسمع تضحياتهم يا رعاك الله ﴿الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وآذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ﴾اسمع الثمن ﴿لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب لا يغرنك الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم ولبئس المهاد ﴾ \r\nاسمع تضحيات القوم وقل أين نحن من هؤلاء ؟!﴿للفقراّء المهاجرين الذين أُخرِجوا من ديارِهم وأموالِهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسولَه أولئّك هم الصادقون ﴾ سورة الحشر \r\nهم فقط ؟؟ بل لكل من سار على دربهم ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا ّإنك رءوف رحيم ﴾ سورة الحشر \r\nزار أبو ذر مكة المكرمة بعد انقطاع فرأى أهلها عجبا رآهم قد تطاولوا في البنيان وتوسعوا في المأكل والمشرب فصار يطوف حول الكعبة ويقول ( ياأيها الناس ..أنا جندب بن جنادة صاحب رسول الله فأقبلوا علي فأنا لكم ناصح مشفق أمين . \r\nفأقبلوا عليه وقالوا : ما عندك يا صاحب رسول الله ؟ \r\nقال : أرأيتم لو أن رجل أراد السفر ألم يكن يأخذ معه عدة للسفر؟! \r\nقالوا : بلى . \r\nقال : فإن سفر الآخرة أفضل ما تريدون , فخذوا ما يبلغكم . \r\nقالوا : وما يبلغنا ؟ \r\nقال : صوموا يوم شديد الحر يبقى ليوم مشهود , وصلوا في ظلمة الليل لظلمة القبور , وحجوا حجة لعظائم القبور , واجعل الدنيا مجلسين مجلس لله وآخر في طلب الأمر وآخر ترده لا يضرك , واجعل الدرهم درهمين درهم أنفقه لك ولعيالك ودرهم تنفقه في سبيل الله وثالث يضرك لا ترده \r\nما لكم تبنون مالا تسكنون , وتجمعون مالا تأكلون , وتأملون وتطيلون قتلكم حرصا على الدنيا لستم ببالغيه , انقل إلى الله المشتكى \r\nكيف لو جاء أبو ذر ورأى أحوالنا ورأى القصور الشاهقات لا يسكنها إلا اثنين أو ثلاثة . \r\nكيف لو جاء أبو ذر ورأى البنوك الربوية . \r\nكيف لو جاء أبو ذر ورأى أبنائنا ونسائنا كيف يتمايلون مع المعازف والألحان وساعات أمام الشاشات . \r\nكيف لو جاء أبو ذر ورأى عبّاد البقر يهدمون مساجدنا . \r\nكيف لو جاء أبو ذر ورأى عبّاد الصليب ينتهكون أعراضنا . \r\nكيف لو جاء أبو ذر ورأى أحفاد القردة والخنازير يتلاعبون بعقيدتنا . \r\nالصادق عنده قضية يحيا من اجلها ويموت من اجلها . \r\nيوم أحد اجتمع اليهود لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم , قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن حوله : من يدفع عني الرجال وله الجنة وهو رفيقي في الجنة ؟ فتطايرت الكلمات إلى الشباب ممن سمعها سعد بن الربيع فقال : الثمن الجنة ورفيق الرسول بأبي هو وأمي , فأنطلق يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فأبلى بلاء حسنا أمام الرسول حتى قتل ,فلما انتهت المعركة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع ؟ فبدا البحث بين القتلى فوجدوه في آخر رمق من الحياة ,فقالوا له : يا سعد إن رسول الله يقرأك السلام .فرد وقال : اقرأ النبي مني السلام وقل له :جزاك الله خير ما جزا الله نبي عن قومه ,فإني والله لأجد ريح الجنة , واقرأ للأنصار مني السلام وقل لهم : لا عذر لكم أمام الله أن يخلص على رسول الله وفيكم عين ( فلم يوصي بمال أو عيال ) فلما رجعوا إلى رسول الله وأخبروه عنه استقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وهو يقول : اللهم القي سعد بن الربيع وأنت عنه راض, رحمك الله يا سعد كم نحن بحاجة إلى مثل سعد . \r\nانظر إلى المسلمين يمنة ويسرة \r\nولا تلمني فلا يلام جريح \r\nلا يلوم المظلوم حين يصيح \r\nلا تلمني ولوم خافق بين جنبي لم تحتضنه القروح \r\nوأنا لن ألوم من مات حسدا \r\nوإنما ألوم لمن فيه روح \r\nوأنا لن يضيق باللوم صدري \r\nفإن صدر المحب للمحب فتيح \r\nواعلم أن الطريق محفوف بالمكاره والمصائب والآلام ﴿حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾ \r\n﴿ ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريّن من أنصاري إلى الله قال الحواريّون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ﴾. سورة الصف \r\nأما آن النصر كما قالوا أولئك , إذا كانوا قد فعلوا فنحن نقدر أن نفعل فالمنبع واحد والمصدر واحد والطريق واحد والمعبود واحد والذي وعد بالنصر لا يخلف بالوعد . \r\n﴿أوفوا بعهدي أوفي بعهدكم ﴾ سورة البقرة \r\n﴿اذكروني أذكركم﴾ سورة البقرة \r\n﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ سورة محمد \r\nاللهم اجعلنا منهم ومعهم اللهم أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق واجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر وممن إذا ابتلته صبر وإذا أذنب استغفر, اللهم أبلغ بأمتنا يوما رشدا يعز أهل طاعتك ويذل أهل معصيتك ويأمر فيهم بالمعروف وينهى عن المنكر ,اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك وأطاعك واتبع رضاك , نسألك اللهم قادة مصلحين و وعلماء ربانيين ودعاة مخلصين وشباب عاملين وبنات عاملات , اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذله ,اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ومن على كلمة الدين واجمع كلمتهم على الحق . اللهم اخسف عدوك وعدوهم إنهم لا يعجزونك , اللهم اشدد وطأتك على القوم الكافرين ,الله عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز , ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير , ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمورنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين يا قوي يا عزيز ,نستغفرك ونتوب إليك وصلي وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين\r\n \r\n \r\n \r\nالموضوع الأصلي :\r\nمدونة المحاضرات والخطب الاسلامية || الكاتب :\r\nبحـہة بكـى. || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n  \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n
21 - 9 - 2014, 12:40 AM
|
#11 |    
رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ...
عباد الله ..
قال الله جل في علاه واصفاً عباده المؤمنين إذا سمعوا آياته وبيناته : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } .
وقال عنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) .
وعن أبي الجلد جيلان بن فروة قال قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال :
إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه ؟.
قال : جزاؤه أن أحرّم وجهه على لفح النار ، وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر.
فاللبكاء عباد الله قيمة شرعيه تعبديه..
والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته ..
والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته ..[/b]
ألم يرث البكاء أناس صدق ***** فقادهم البكا خير المعاب
ألم يقل الإله إليَّ عبدي ***** فكل الخير عندي في المعاد
وأنا حين أسوق إليك هذا الموضوع وما فيه من الأخبار ..
لا أقول أننا لا نبكي ..لا وألف لا ..بل نبكي..
ولكن السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!..
نبكي على مصائبنا وآلامنا ..
هذا يبكي على أبٍ أو أم ..
وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..
وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..
وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية ..
بل الأدهى والأطم هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..
وآخر يبكي على خسارة في المباريات ..فيا خسارة هؤلاء ..
شتان والله بين دموعهم ودموعنا ..
بكت أم أيمن ..
[b]بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا لها :
يا أم ما يبكيك ؟..
يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!..
قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء ..
بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها ..
فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم..
فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه ..
ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه ..
بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه ..
ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه ..
اسمع وافتح القلب قبل أن تفتح الآذان ..
زارت امرأة زوجة الأوزاعي ، فدخلت إلى مصلاه في البيت فإذا هو مبلول ، فجاءت تقول لزوجته : ثكلتك أمك .. غفلت عن الصبيان فبالوا في مصلى الأوزاعي..
فقالت زوجة الأوزاعي : ويحك هذه دموع الأوزاعي في مصلاه ..
بكى الباكون للرحمن ليلاً ***** وباتوا دمعهم ما يسأمونا
بقاع الأرض من شوقٍ إليهم ***** تحنّ متى عليها يسجدونا
ما أغلى تلك الدموع ..
وما أغلى ثمنها ..
إنَّ القلوب لتحيى بسماع أخبار الصالحين وآثارهم ..
وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم ..
عباد الله..
إياكم أن تقولوا أنَّ للبكاء علاقة بضعف الشخصية ..
أو أن البكاء لا يليق بأهل الشجاعة والبأس..
نعم ..
لا يليق البكاء عند الوقوف في وجه الأعداء ..
ولا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ، ومقارعة السيوف ، وتطاير الأشلاء ..
فهذا فعل الجبناء..
فالبكاء الذي نعنيه وما نحن بصدده ..
هو البكاء :
خشية ..
ورهبة ..
وخضوعاً ..
وذلاً ..
وعبودية لله ربِّ العالمين ..
إنه بكاء الذل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت ..
إنه البكاء خوفاً من الحي الذي لا يموت ..
فهذا عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه يقول عن سيد الخلق أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء .
يبكي وهو سيد الشجعان وأشجع الفرسان..
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمروا أبا بكر للصلاة في الناس في مرضه صلى الله عليه وسلم ، قالت عائشة رضي الله عنها :
إنَّ أبا بكر رجل أسيف – أي رقيق القلب ، سريع البكاء – إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة ..
وفي رواية إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء..
لكن انظر إلى حزمه وقوته وصلابته أيام الردة يوم أن تصدى للمرتدين ..
وما أكثرهم اليوم ..
فتصدى لهم الصديق رضي الله عنه ، ونصر الله به الدين رغم كثرة المخالفين..
أما الفاروق عمر فمعروف أنه شديد ، القوة شديد البأس ومع هذا كان حاضر الدمعة ، رقيق القلب ..
روى البخاري عن عبد الله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف وهو يقرأ { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ } ..
قل لي واصدقني المقال..
أما تبكيك آيات القرآن !!!..
أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك ..
عن الجنة وأوصافها ..
وعن النار وأخبارها ..
قال الله عن كتابه ، وعن أثر آياته على عباده الصالحين :{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
يقول ابن مسعود كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : ( اقرأ علي القرآن )..
قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل !!.
قال صلى الله عليه وسلم : ( إني أحب أن أسمعه من غيري )..
قال ابن مسعود فافتتحت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تبارك وتعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً } – والخطاب له صلى الله عليه وسلم { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً } ..
قال : فلما بلغت ذلك قال لي صلى الله عليه وسلم : ( حسبك يا ابن مسعود )..
قال : فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان ..
تذرفان خوفاً وخشية من الجبار ..
تذرفان شفقة ورأفة بأمته ..
وسأكمل لكم ، وأقرأعليكم الآية التي تليها حتى تعلم عظيم ذلك الموقف ، وذلك المشهد العظيم قال الله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً }..
يالله .. أما بكيت شوقاً لله !! ..
أما بكيت شوقاً لله ، وسكنى جنته في جواره ..
أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار ..
اسمع ماذا قال الله عن أهل النار { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }
والله .. والله .. والله...
ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ...
رؤية الرحمن الرحيم ...
ووالله .. والله.. والله ...
ما في النار عذاب أشد وأعظم من ...
الحرمان من رؤية وجهه الكريم ..
قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..
وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...
قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول :
من بكى خشية من ذنب ، غُفر له ..
ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء..
وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال :
بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها ..
ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..
عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين )..
قلنا : وما العظيمتان ،؟!.
قال : ( الجنة والنار ) .
قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال : ( والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ، ولحسيتم على رؤوسكم التراب )
وفي حديث آخر : ( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) ..
فلما سمع أبو ذر هذا قال : وددت أني كنت شجرة تعضد ..
والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان ..
ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان ..
قال ابن القيم رحمه الله : فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور..
فلا بدّّ من تقطّع القلب ..
إما في الدنيا ..
وإما في الآخرة ..
ولك الخيار..
الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم ..
ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال ..
أراد عمر بن عبد العزيز أن يضرب غلاماً له على خطأ أخطأه ..
فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله ..
فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله يا عمر ..واذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة ..
قال : فبكى عمر ، ولم يتوقف بكاءه إلا عندما سمع المنادي يناديه ، وهو في ساعات احتضاره ، وهو يقرأ عليه { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }..
أسألك مرة أخرى ..
وأكرر عليك السؤال ..
أما تبكيك الذنوب ؟!.
أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟!.
اسمعوا يا أصحاب الذنوب .. وكلنا ذاك ..
عن عقبة بن عامر قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟
قال :
( أمسك عليك لسانك ..
وليسعك بيتك ..
وابك على خطيئتك )
إبكي ..
قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان ..
إبكي ..
قبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم ، ثم يقررك الملك العلام..
يقررك بذنوبك فيقول لك : أتذكر ذنب كذا ؟! أتذكر ذنب كذا ؟! وأنت لا تجد مفراً من السؤال ..
إبكي..
قبل أن يسألك ربك :
ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني ؟؟!!.
أما استحييت مني وأنت تختبأ عن أعين الناس وتنساني؟؟!!..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن الطفل إذا بكى رحمته أمه ، وربنا أرحم بنا من إمهاتنا ..بل حتى من أنفسنا..
وعظ مالك بن دينار يوماً فتكلم ، فبكى حوشب وكان في العبَّاد عارفاً ، وعن الدنيا عازفاً ، فضرب مالك بيده على منكبه – أي على منكب حوشب – وقال : ابك يا أبا بشر .. ابك يا أبا بشر – وكانت هذه كنيته –
إبكي ..
فقد بلغني أنَّ العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده فيعتقه من النار ..
إبكي ..
فقد بلغني أنَّ العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده فيعتقه من النار ..
واعلم بارك الله فيك ..
أنَّ كثرة الدموع وقلتها على قدر احتراق القلب ..
وإنَّ القليل من التذكرة ليشعل النار في القلوب الحية ..
وحياة القلوب ترك الذنوب ..
يقول مكحول الشامي : أرقُ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً ...
إنَّ أصحاب القلوب الرقيقة هم الذين..
تشتعل في قلوبهم الأنوار بمجرد تلاوة آية ..
وتتدفق من عيونهم الدموع الغزيرة بمجرد التذكير بعظمة الجبار ..
وترتعش أجسامهم وتضطرب بمجردالتذكير بأهوال الآخرة ..
تأمل معي هذا المشهد ..
عند البخاري من حديث أبي سعيد قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى يوم القيامة : يا آدم ..
فيقول : لبيك ربنا وسعديك ..
فينادى بصوت : إن الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ..
قال : يا ربي وما بعث النار ؟!.
قال من كل ألف أراه قال – يقول الرواي – أراه قال تسعمئة وتسعة وتسعون إلى النار.. قال صلى الله عليه وسلم فحينها يشيب الولدان وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )..
إبكي..
اليوم على خطئتك قبل أن لا ينفع البكاء ..
واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة ..
ألا ترى أن القلوب ترق حينها فتندم ..
اسمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( عينان لا تمسهما النار:عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) .
إذا أردت أن تعرف قيمة الدموع وأثرها !!.
فاسأل التائبين ..
اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب كسير وعيون خاشعة ذليلة فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة ..
هنيئاً لهم ف { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
من واجب الناس أن يتوبوا ***** ولكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب ***** ولكن غفلة الناس عنه أعجب
وكلما ترتجي قريب لكن ***** الموت دون ذلك أقرب
عن حمزة الأعمى قال : ذهبت أمي إلى الحسن فقالت : يا أبا سعيد ابني هذا قد أحببت أن يلزمك ويرافقك ، فلعل الله أن ينفعه بك ، قال : فكنت أختلف إليه ..
فقال لي يوماً يا بنيَّ :
أَدم الحزن على خير الآخرة ، لعله أن يوصلك إليه ..
وإبكي..
في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين ..
يقول وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي ، وآتيه مع الناس وهو يبكي ، وربما جئت وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه..
فقلت له يوماً : يا أبا سعيد إنك لتكثر من البكاء ..
فبكى ثم قال :
يا بني فما يصنع المؤمن إذا لم يبكي ! ..
يا بني فما يصنع المؤمن إذا لم يبكي ! ..
يا بني إنَّ البكاء داعٍ إلى الرحمة ، فإن استطعت ألا تكون عمرك إلا باكياً فافعل لعله يراك على حالة فيرحمك بها ، فإذا رحمك فإنك نجوت من النار وفزت بالجنة ..
أليست الأم ترحم وليدها إذا بكى !! ..
أليست الأم ترحم وليدها إذا بكى !!..
أتظن أن الأم تقذف بوليدها في النار؟! ..
سأترك الجواب لك ...
عن أنس بن مالك قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون حتى تصير في وجوههم الجدوال ، فتنفذ الدموع فتقرح العيون حتى لو أنَّ السفن أجريت فيها لجرت )..
آه ثم آه ثم آه من القلوب القاسية ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : ( إن أحببت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطعم المسكين )
عباد الله ..
إلى متى وقلوبنا قاسية ..
وأنفسنا لاهية ؟؟!!..
أما آن أن نستجيب لنداء ربنا وهو يخاطبنا قائلاً :{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} !!..
يقول ابن مسعود والله ما بين إسلامنا ونزول هذه الآيات إلا سنوات حتى لامنا ربنا ..
وكان أصحاب القلوب الحية إذا سمعوا هذه الآية بكوا ، وقالوا :
بلى يا ربي قد آن قد آن ..
عباد الله ..
الناس في غفلة والموت يوقظهم ***** وما يفيقون حتى ينفد العمر
يشيعون أهاليهم بجمعم وينظرون ***** إلى ما فيه قد قُبروا
ويرجعون إلى أحلام غفلتهم ***** كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا
وهذه حال أكثر الناس ..
وهذا حال اكثر الناس..
فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات ، فإنها أقبح الحالات ..
قال ابن القيم رحمه الله : ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، والبعد عن الله..
وما خلقت النار إلا لإذابة القلوب القاسية ..
وإنَّ أبعد القلوب من الله القلب القاسي ..
وإنه إذا قسى القلب قحطت العين ..
قال يزيد الرقاشي : إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..
إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..
أما بعد ..
عباد الله ..
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..
اتقوا الله عباد الله { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ }..
تقول الأخبار والسير بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى رآه في المنام.
وأنت ، وأنا، حقاً وصدقاً هل بكينا لمصيبة فقده وموته !!..
إنها المصيبة التي أسالت عيوناً ، وأذهلت عقولاً ..
هل تمنيت ، وبكيت أملاً في رؤيته ؟!
هل حدثت نفسك أن ترد حوضه، وتشرب من يده ؟!!..
لسان حال المحبين الصادقين :
تسلى الناس في الدنيا وإنّا ***** لعمر الله بعدك ما سلينا
إن كان عزَّ في الدنيا اللقاء ففي ***** مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
وإليك هذا المشهد الذي يحرك قلوب المحبين الصادقين لنبيهم..
اسمع رعاك الله فإنَّ في هذا المشهد روعة لا تقاوم ..
لما انتهى المسلمون من غزوة حنين ظافرين غانمين ، وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المسلمين ، واهتمَّ خاصة بالمؤلفة قلوبهم ليكون ذلك تثبيتاً لهم على إسلامهم ، ووكل أصحاب الإيمان إلى إيمانهم وإسلامهم ..
فتساءل الأنصار في مرارة : لماذا لم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حظهم من الفيء والغنائم ، وأخذوا يتهامسون بذلك ..
فسمع سعد بن عبادة همسهم وكلامهم ، فذهب من فوره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إنَّ هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبته .. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ..
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : (وأين أنت من ذلك يا سعد ؟) ..
فأجاب سعد بصراحة قائلاً : ما أنا إلا واحد من قومي ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذاً فاجمع لي قومك ) ..
فجمع سعد قومه من الأنصار ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل عليهم أحد وهو معهم ..
فجاءهم بأبي هو وأمي ، فنظر في وجوههم ، فتبسم في وجوههم ابتسامة متألقة ..ابتسامة عرفان وتقدير لصنيعهم ..
ثم قال : ( يا معشر الأنصار ماقالة بلغتني عنكم ؟ وجدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم ؟ ..
ألم آتكم ضلالاً ..فهداكم الله بي !.
وعالة ..فأغناكم الله بي !.
وأعداءً ..فألَّف الله بين قلوبكم بي !.)
قالوا : بلى الله ورسوله أمنُّ وأفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ )
قالوا : بمَ نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنُّ والفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدِّقتم :
أتيتنا مُكذَّباً فصدَّقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وعائلاً فآسيناك ، وطريداً فآويناك ..
يا معشر الأنصار ..
أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم لإسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..
فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ..
ولو سلك الناس شعباً لسلكت شعب الأنصار!
اللهم ارحم الأنصار ..
اللهم ارحم الأنصار ..
وأبناء الأنصار ..
وأبناء أبناء الأنصار ) ..
فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم ، واختلطت دموعهم بدموع حبيبهم ..
فصاحوا جميعاً وسعد معهم : رضينا برسول الله قسماً وحظاً ..
يالله ..
ما أجمله من منظر ..
وما أروعه حين يعبر الصادقون بدموعهم عن حبهم وشوقهم لحبيبهم..
فداً لك من يقصر عن فداك ***** فما شهمٌ إذاً إلا فداك
أروح وقد ختمت على فؤادي ***** بحبك أن يحل به سواك
إذا اشتبكت دموعٌ في خدود ***** تبيَّن من بكى ممن تباكى
{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
فأسألك بالله هل اشتقت لرؤياه ؟!.
أسألك بالله هل اشتقت لرؤيته ولقياه ؟!.
أما بكيت حزناً على فرقاه ؟؟!!..
إن كنت محباً صادقاً فهذه سنته ، وهذا هديه بين يديك ..
فخذ منه بقوة ولا تكن من المتهاونين ..
ولا تظننّ أنَّ كل الدموع صادقة ..
بل هناك دموع كاذبة ، فلقد جاء أخوة يوسف أباهم عشاء يبكون بعد أن فعلوا ما فعلوا بيوسف واتهموا الذئب وهو بريء من ذلك الدم ..
عبد الله ..
أنا أعلم أنك اليوم وأيام مضت لم تصلِ الفجر في جماعة المسلمين..
بل ..ولا زلت تصر على أن تكون في عداد النائمين ..
لكن هل كلما استيقظت ..
وقد فاتتك صلاة الفجر في الجماعة ، ولم تفز بذمة ربِّ العالمين..
هل بكيت ؟!.
هل ندمت ؟!.
هل عزمت على التغيير؟!.
إنَّ الفرق بيننا وبين من كانوا قبلنا أنَّ دموعهم حارة ، ودموعنا باردة ..
إنَّ الدموع الحارة هي التي ..
يبقى أثرها بالليل والنهار..
وتغير مجرى الحياة ..
ويبكي أصحابها لفوات الطاعات ..
أما الدموع الباردة ..
فأثرها يذهب بعد نزولها بلحظات ..
وسبحان من زكَّى أصحاب الدموع الحارة وبيَّن صدقهم ..
قال العوفي عن ابن عباس أنَّ النبي صلى لله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، وأن يستعدوا للجهاد ، فجاءته عصابة – جماعة منهم – فجائته عصابة من أصحابه ، وكانوا أهل حاجة ..
فقالوا يا رسول الله : احملنا معك..
فقال صلى الله عليه وسلم : (والله لا أجد ما أحملكم عليه ) ..
فتولوا وهم يبكون ..
تولوا وهم يبكون ..
وعزَّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقةً ولا محملاً ..
فلما رأى الله حرصهم على محبته ، ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه ، وبيَّن صدقهم ، فقال سبحانه : { لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ..
هم بكوا على عدم القدرة على الجهاد ، وطلب الاستشهاد ..
وأنا وأنت على ماذا نبكي ؟!..
أما تبكيك مآسي المسلمين في الفلبين ، وتايلاند ، والهند ، وأندونسيا ، والصين ؟؟!!.
قتلٌ وتشريدٌ وهتك محارمٍ ***** فينا وكأس الحادثات دهاق
أطفالنا ناموا على أحلامهم ***** وعلى لهيب القاذفات أفاقوا
يبكون.. كلا بل بكت أعماقهم ***** ولقد تجود بدمعها الأعماق
أوما يحدثك الذي يجري لهم ***** أوما يثيرك جرحنا الدفاق
أما قال ربنا : {وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }؟؟!!..
أما قال نبينا صلى الله عليه وسلم أننا ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ؟؟!!.
أما يبكيك صوت الأرامل ، والأيامى ؟؟!!..
وصوت الشيوخ ، واليتامى؟؟!!
اما سمعت صياح و نداء فاطمة العراقية التي هتك عرضها عباد الصليب ؟؟!!..
فمن يجيب ندائها ؟؟!!،..
ويسمع صياحها؟؟!!.
من يجيب على نداء فاطمة الفلسسطينية ، وفاطمة الشيشانية ، وفاطمة الأفغانية ؟؟!!..
من يجيب على نساء المسلمين ؟؟!!..
بعد أن ..
كنا نغنم نساءهم في الجهاد ***** سبايا أضحت نساؤنا لهم سبايا
قد استردَّ السبايا كل منهزم ***** لم يبقَ في أسرهم إلا سبايانا
وما رأيت سياط الذل دامية ***** إلا رأيت عليها لحم أسرانا
وما نموت على حدِّ الظبا ***** ألوفاً حتى خجلت منا منايانا
لكننا رغم ليل اليأس في ثقة ***** بأن فجر العلى لا بدَّ يغشانا
والله لو استشعرت ما يجري حولك فلن تحتاج إلى كبير عناء حتى تبكي ..
فإن القلوب قد تراكمت عليها أحزان الزمان ، وآلم القلوب قهر المتسلطين ، وشماتة الأعداء والمنافقين ..
وحين تشعر أنك لا تفعل شيئاً ، أو أنك لا تقدر على أن تفعل شيئاً تجد أنك بحاجة إلى البكاء..
فلا شيء يخفف من حرقة القلب مثل الدموع ..
دموع الذكر ، والشكر..
دموع الخشية ، والرهبة ..
دموع الولاء ، والبراء ..
دموع الانتماء لهذا الدين العظيم ..
وأخيراً .. يا ولا ة الأمور كما سعيتم مشكورين لإصلاح أمور دنيانا ، فاسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا .. اسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا حتى تكتمل فرحتنا ، ويعمَ السرور ، وإننا والله متفائلون ..
فبنصر الدين عز الدنيا ، ونعيم الآخرة ..
وبنصر الدين يكون النصر والتمكين ..
قال مالك الملك :{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ..
ووالله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..
والله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..
اللهم انصر دينك وكتابك ، وسنة نبيك وعبادك الموحدين ..
اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل عبادك الموحدين..
اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك يا ربّ العالمين..
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، و عين لا تدمع ، وأذن لا تسمع ، ونفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا ترفع ..
الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسق والعصيان..
اجعلنا يا ربنا من الراشدين ..
آمنا في أوطاننا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .. اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك
يا ربّ العالمين
اللهم اغفر ذنب المذنبين ، واقبل توب التائبين ..
واكشف كرب المكروبين ، وفرج هم المهمومين ، واقض الدين عن المدينين ..
ودل الحيارى ، واهد الضالين ..
واغفر ربنا للأحياء ، وللميتين..
عباد الله ..
{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..
| | | مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
| لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع |
تعليمات المشاركة
| لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك كود HTML معطلة | | |  الساعة الآن 08:10 PM | |