6 - 4 - 2011, 05:00 PM
|
|
هل لديك علبه تسامح وحب
عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها اتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية. فقد كان المال شحيحاً و استشاط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين إحدى العلب بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية ، على الرغم من ذلك , أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح ,
وقالت له: " هذه لك, يا أبتِ!! "
أصابه الخجل من ردة فعله السابقة , و لكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة فارغة.
ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً " ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية , يفترض أن يكون بداخلها شئ ما؟"
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات و دفن وجهه بيديه في حزن.
عندها , نظرت البنت الصغيرة إليه وعيناها تدمعان و قالت " يا أبي إنها ليست فارغة , لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة و كانت كل القبل لك يا أبي "
تحطم قلب الأب عند سماع ذلك.
و راح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة, و توسل لها أن تسامحه.
فضمته إليها و غطت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب
وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة فيما ابنته تضحك و تصفق وهي في قمة الفرح.
استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم.
و أخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بإبنته ,
وقد فعل ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام.
كبرت البنت و تزوجت وسافرت بعيدا عن أبيها
وكلما شعر الأب بالإحباط , كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية و يتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك كل واحد منا كبشر, قد أعطي وعاءاً ذهبياً قد مُلىء بحبٍ غير مشروط من أصدقائنا و أهلنا و أقاربنا
وما من شئ أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان ، فإذا كان لديك علبة مثلها
فأخرج علبتك و استمتع بما فيها عندما تشعر بالوحدة و الإحباط
وإن لم يكن لديك فلا بأس أن تشترى علبة و تلفها بأجمل الأغلفة ، و تهديها لكل من يشعرك بالأمل و يرسم بسمة على وجهك
فأنت تستحق مثل هذه الحياة هي دعوة للتسامح ... هل أنت متسامح الموضوع الأصلي :
هل لديك علبه تسامح وحب || الكاتب :
امواج || المصدر :
شبكة همس الشوق |