في كل ميناء من موانئ حياتنا
تستوقفنا أحداث ومواقف مختلفة
نقف عندها نفكر كثيراً وربما ينتابنا الحزن واليأس
وحين التفكر بـ عمقٍ أكثر نجد أننا أكبر من هذه الهالة الكبيرة من الحزن..
موضوع قمت بـ كتابته لانه فعلا نحتاج أن نُذّكر
أنفسنا دائماً بأن الله معنا وأن الامل موجود
مهما تعثرثت خطواتنا ومهما خذلنا البعض ..
غفوة ليلٍ بين نسماتٍ عابرة
وما بين السحاب المعتق بين القمر ونوره
همساتٌ دافئة تهفو على مسامعي
تأخذني معها الى حيث لا أعلم
مغمضة العينين تائهة الخطوات
وما بين حنان الكف ولمسة الامان
تحبو إلى الروح ابتسامة خجولة
وعلى سلسبيل الحلم البعيد
كان اللقاء تحت ضوء القمر
حيث تغدو الروح الى حيث الامنيات
محلقة في السماء لـ تُعلن ميلاد فرحٍ جديد
أيها المطر البعيد
اشتقت لك كثيراً
اشتقت لـ حباتك المتناثرة هنا وهناك
اشتقت لـ الركض والجري تحت هدوءك المخيف وتحت عواصفك الهائجة
اشتقت لـ أكون بين أحضانك
اشتقت لـ انسكاب الدمع تحت ماءك الطاهر والنقي
اشتقت لك كي تجدد الروح فيني من جديد
قالوا لا أمل هناك ترتجيه أيتها المسك
لا تبني أحلاماً وبعدها تقعين فريسة الدنيا ومقالبها
أرجوكم .. لا تحطموا حلماً عانقني منذ سنتنان
اجعلوني أحلم وأتمنى مثلما أريد
فـ ما زلت أشعر بقرب تحقيقه
ولمَ لا أشعر بذلك وانا أردد دائما عند ربي نفس الامنية ونفس الرجاء
وعند ربي لا تضيع الامنيات
سـ انتظر ذاك المطر وأعانقه وأبكي فرحاً واقول لكم لقد تحقق ما رجوته
فقط كونوا لي سنداً وعوناً
اجعلوني استمد القوة منكم
فـ أنتم كل شئ بالنسبة لي
وحياتي لا تساوي شيئاَ ان فقدتكم
بين الزحام ... وخلف الستار
حكاية مشاعر ... وحروف غربة
وبين تلك المشاعر التائهة ... والحروف الراحلة
هناك غربة في الروح .. تأخذني لـ عالم وحيد
وبين أروقة الغربة ... والحروف المبعثرة
هناك حروف تختبئ في الروح ... وحروف جامدة بين حنايا القلب
وبين الطرقات أصوات ... يصل مداها الى البعيد
ولكني لا اسمعها ... أجدني في غربة حائرة
وبين هذه الغربة ... وعلى مشارف الرحيل
أرى حروفاً تبكي بدون دموع
وأرى قلوباً تصارع البقاء
وأرى أرواحاً راحلة بدون عودة
وبين هذه الرحلة الغريبة
هناك مشاعر قد مات فيها الاحساس
و مشاعر تريد ان ترسى على تلك السفينة
وبين تلك السفينة ... حروفاً تئن
تبحث عمّن كان هناك
تبحث عن مشاعر سكنت تلك السفينة وبعثرتها الحياة لـ أشلاء
أشلاء لا زالت تتصارع في الروح
ولا زال الدمع متحجراً في عينيها
تريد لـ تلك المشاعر ان تعود
ولكن هيهات ان تعود بعد بعثرة الزمن
على رفات الماضي
وُلدت من جديد
وعلى انين الهمس وبعثرة الروح
وبين زفرات حنين
كانت البداية
جسد بلا روح
وقلب بلا نبض
ومشاعر اختنقت من نارِ رسمت طريقها لـ الموت
روح تُحتضر وقلبٌ من الصقيع دُفنت نبضاته
صقيعٌ وبرد تخلل الأوصال
وآآهٍ من ذاك الصقيع المتربع على عرش الحياة
أتراه كائناً حياً أم أنها تهيآت روحٍ تائهة
أين الجميع من كل تلك السكنات الغريبة
أتراهم حقاُ نائمون بين غياهب الحياة
أم أنهم ينتظرون الوقت يحين
أم أنها أمنيات ستظل قابعة مع الصقيع في الروح
تباً لـ ذاك الصقيع الذي يحتل القلوب
ويروي منها قصصا وأهازيج حروفها الثأر
وتبأ لـ أرواحٍ سكنها صقيع مثل هذا
وشكراً لـ من سكنوا أرواحنا بـ قلوبهم الناصعة البياض
وشكراً لكل من زرع زهرة مليئة بـ الشوك ونثرها في طريقنا
وشكراً لـ الحياة التي أهدتنا وروداً عبير عطرها مليئاً بـ الصفاء
أيها البحر المغادر إلى البعيد ... تمهل
خذني معك الى حيث السكون وحيث اللا أحد
خذ بيدي ودعني أراقص أمواجك على تلك النغمة ..
نغمة الناي الحزين ..
خذني إلى البعيد وعلمني كيف أعود
علمني كيف أخطو خطواتي من جديد
أيها البحر .. تمهل
ألم تعاهدني على البقاء معي
أنسيت وقوفي على شاطئك اللؤلؤي وعلى ضوء القمر
ألم تأخذ ما كان في روحي من ألمٍ وترسم على شفاهي نظرة أمل
إلى أين أنت ذاهبٌ الان ؟؟؟ أين وعدك ؟؟
أيها البحر .. تمهل
هل ترى تلك الامواج الصاخبة .. إنها تحكي قصة وجع
وهل ترى تلك الامواج الهادئة هناك .. إنها تحكي قصة ألم
وبينهما صرخة صامتة في الروح ترفض البوح
أيها البحر .. تمهل
قالو ان من شيمك الغدر .. ولكنهم أخطأو مليون مرة
فأنت أيها البحر حنون .. ألا يكفيهم أنك خازن وحافظ لـ أسرارهم..
هل رأيت الان أيها البحر من الغدار؟؟
إنهم بنو البشر أيها البحر ..
أيها البحر .. تمهل
جئتك وفي قلبي غصات من الوجع
راقصني على هدير أمواجك وامسح من عيناي همٌ لم تعد الروح على تحمله..
خذني إلى البعيد حيث الصمت وحيث أنا وأنت فقط ..
علمني كيف أعود لـ سابق عهدي
أعطني الأمان الذي أنشده وقل لي سـ تكونين قوية كما عهدتكِ
قل لي ما أود سماعه .. فـ الروح أصابها الوهن من كل شئ ..
والقلب يهمس بـ الحزن ..
حبات بَرَدٍ تتساقط أمام عينيها
روحها تُحلق الى البعيد
وقلبها عالقٌ بـ سطوة الماضي
وأنينُ طفلةٍ مزق الالم روحها
وصرخةُ قلبٍ هزت السماء
وبكاءُ عينٍ سُلبت منها الراحة
تدثرت الروح بـ رداء الالم
وسَكن الأنين بين نبضات القلب
وتخضبت أناملها بـ قطراتٍ من ذاك الانين
رسمت على خاصرة الايام
طريقاً شقَ قلبها وانقسمت روحها
وطوّقت روحها بـ طوقٍ من الانتقام
وبدأت رحلة العبث واللعب بـ النار
واقتربت نهاية
كل من خضّب روحها بـ الالم
وكل من رسم الحزن على محياها
وكل من قتل براءة الطفولة من روحها
وبحثت في الجوار عن حروفٍ كانت تسكن الديار
فلم أجد سوى صحراء تأن من فرط العطش
تنتظر غيمة الفرح لـ تتلو على تلك السحابة الحزينة
وتنثر عبق روحها على تلك الارض المنتظرة
ولسان حالها يقول : أين أنا ؟؟ وأين تلك النغمات التي كانت دائماً تسكنني
أين تلك الالحان التي تُعزف على ذاك الناي
أنشودة حبٍ .. أنشودة حزنٍ .. أنشودة فرحٍ .. أنشودة فراق
وكل أنشودة كانت تُعزف على تلك الارض
كانت تُحييها مراراً وتكراراً
أين ذاك النبض الذي دائماً يُغرد في سماء العبق ؟؟
أين تلك الحروف الموسيقية التي دُونت هنا وهناك وبقي أثرها في قلوب الجميع ؟؟
أين تلك النغمات السيمفونية التي عُزفت بـ همسات أرواحكم الطيبة ؟؟
ألم يأن الأوان ان نسمع لـ تلك الألحان تُعزف من جديد ؟؟ وأن نعيش بين نبض حروفكم بكل ما تسطرون ؟؟
كنتم ولا زلتم تلك القلوب التي ترسم الجمال وتنفرد به
كنتم ولا زلتم النور الذي يضئ سماء العبق ..
هلموا بنا لـ نمتطي جواد الحرف .. ونعتلي القمة .. ونسكب الفرح في القلوب ..
عضويتي
العرض العادي
