:: كشختك بريشة الملكة ( الكاتب : الملكة )       :: نساء مجرمات في التاريخ/5/كريستان غيلبرت ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: قصص من التراث العراقي/قسمة فنيخ ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: قصص الانبياء /اسماعيل عليه السلام ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: سلسلة الاخلاق الاسلامية/6/الاحسان الى الجار ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم/سورة الانعام ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: علماء وعباقرة العرب/5/ابن يونس اعظم علماء الفلك ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: تاريخ السلالات في التاريخ/5/الفاطميون ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: الجزء الثاني من شرح قوائم الفوتوشوب ( الكاتب : الملكة )       :: كود ننصح اعضائنا الكرام بتحميل المتصفح فايرفوكس لضمان التصفح الجيد للمنتدى ( الكاتب : همس الشوق )       :: طريقة إخفاء الأدمين من المنتدى كله وبشكل نهائي ( الكاتب : همس الشوق )       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله ياتراتيل فرح ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: الكيك السحري بدون دقيق ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: أسهل وأحلى صينية بطاطا بالدجاج ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: أفكار فعّالة وعادات تسهل عليكِ تنظيف المطبخ ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: ما هي متلازمة جوسكا وكيف نتعامل مع المصابين بها ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: هل العلكة تفسد الصيام المتقطع ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: متى يجب فحص الكوليسترول لا تنتظر حتى فوات الأوان ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: كود استماع لمقطع صوتي أثناء تصفح المنتدى مع ميزة جديدة ( الكاتب : تراتيل فرح )       :: طرق بسيطة لإدارة الشجار الزوجي ( الكاتب : تراتيل فرح )      

همس الشوق من شبكة همس الشوق : إدارة المنتدى ترحب بالعضو الجديد شوق المطر شرفتنا بإنضمامك لنا ونتظر ان تسعدنا بمشاركاتك التي راح تكون محل تقديرنا واهتمامنا فأهلا وسهلا بك بين اخوانك

 

 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 

   

 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق


جديد المواضيع في شبكة همس الشوق
إضغط علي شارك اصدقائك او شاركى اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


الملاحظات

مع تحيات : همس الشوق


نفحات اسلاميه كل ما يخص عقيدتنا الاسلاميه وديننا الحنيف من اهل الكتاب والسنه



بواعث الغيبة

نفحات اسلاميه


بواعث الغيبة

بواعث الغيبة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم خلاصة حياة المؤمن وقصته في دار الفناء ياصاحب الهموم عليك بصلاة الفجر
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 9 - 9 - 2015, 03:45 AM
سجات التهاويل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 عضويتي » 5295
 جيت فيذا » 4 - 4 - 2013
 آخر حضور » 13 - 3 - 2020 (06:41 PM)
 فترةالاقامة » 4043يوم
 المستوى » $98 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 10.06
مواضيعي » 6846
الردود » 33811
عددمشاركاتي » 40,657
نقاطي التقييم » 1241
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 2
الاعجابات المرسلة » 61
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
 التقييم » سجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud ofسجات التهاويل has much to be proud of
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل sprite
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةfnoun
ناديك المفضل  » ناديك المفضلnaser
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور سجات التهاويل عرض مجموعات سجات التهاويل عرض أوسمة سجات التهاويل

عرض الملف الشخصي لـ سجات التهاويل إرسال رسالة زائر لـ سجات التهاويل جميع مواضيع سجات التهاويل

افتراضي بواعث الغيبة

ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



بواعث الغيبة.






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه، وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
مخالفة الناس منهج الله في موضوع ضَبْط اللِّسان يجعلهم مُتَفَرِّقين :
أيها الأخوة المؤمنون، لازلنا في موضوع الغيبة، وقد بيَّنْتُ لكم من قبلُ أنَّ المؤمن يعرف أنَّ هناك في الإسْلام كبائر، وأنَّها مُدَمِّرَة، ولكنَّهُ يتوَهَّمُ أنَّ الكبائِر هي القَتْل والزنا والسَّرِقة وشُرْب الخمْر، وقد يغيبُ عنه أنَّ الغيبة من الكبائر، فلذلك الذي يُمَزِّقُ وِحْدة المسلمين، ويُفَتِّتُهم، ويُلقي بينهم العداوة والبغْضاء، ويُشَرْذِمُهم، ويجعلهم مُتَفَرِّقين ومتناحرين، مُخالفَتهم لِمَنْهج ربِّهم في موضوع ضَبْط اللِّسان، قال: اسْتَحْيوا من الله حقَّ الحياء، فقال: أن تحفظوا الرأس وما وعى..." حَدَّثْتكم من قبل عن تعريف الغيبة وعن حكمها، وعن الآيات والأحاديث والأقوال الدالة على تحْريمها، ووَصَلْنا إلى موضوعٍ دقيق هو الأسباب الباعِثَة على الغيبة.
بواعث الغيبة ليْسَتْ رحمانِيَّة إنما شَيْطانِيَّة :
المؤمن بصيرٌ بِنَفسِه، أما هذا الذي يتجاهَل ما يجْري في نفْسِه فهو إنْسانٌ غافِل، هناك بواعِث تبْعثُ الإنسان على الغيبة، وهذه البواعث ليْسَتْ رحمانِيَّة إنما شَيْطانِيَّة، فَكُلُّكم يعلم أنَّ الإنسان إما أن يتحرَّك وِفق هدى الله، وإما على وسْوَسَة الشيطان، فهو يريد أن يُلقي بين المؤمنين العداوة والبغْضاء، ألا تذكرون قَوْل النبي عليه الصلاة والسلام:

(( إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم ))
[ الترغيب والترهيب عن سليمان بن عمرو عن أبيه]
وذلك بعد مجيء النبي عليه الصلاة والسلام إلى الجزيرة العربيّة، لم يعد هناك عبادة أصْنام:

((.......ولكن رضي فيما دون ذلك))
هناك روايتان الأولى:

((....مما تحقرون من أعمالكم ))
والرواية الثانِيَة أنَّهُ:

((......وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ))
[رواه مسلم عن جَابِرٍ ]
لأنَّ التَّحْريش بين المؤمنين هَمُّ الشيْطان، ولأنَّهُ يريد أن يوقِعَ بينهم العداوة والبغْضاء وأن يُلقِيَ فيهم الخوف، قال تعالى:

﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾
[ سورة النساء: 120]
بواعث الغيبة :
1 ـ تشفي الغيظ :
أيها الأخوة، الإنسان إما أن يتحرَّك وِفق هدى الله، وإما على وسْوَسَة الشيطان، لذلك من بواعِث الغيبة أنَّ الإنسان أحْياناً بينه وبين إنسانٍ آخر إساءة، يَرُدّ على هذه الإساءة بالغيبة، ويشْفي غليلَهُ بها، أما المؤمن فيَشْكو هَمَّهُ وحُزْنَهُ إلى الله، والمؤمن إذا عامَلَ الناس بِإخْلاصٍ - دقِّقوا في هذا الكلام - يخْدِمُهم ولا ينْتظر منهم المكافأة، لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "اِصنع المعروف مع أهْله ومع غير أهْله" فإذاَ خَدَمْتَ إنساناً ثمَّ أساء إليك فحَقَدْتَ عليه، وتألَّمْتَ منه أشَدّ الألم، فلعَلَّ هذا أنَّ العمل ليس فيه إخْلاص، فالعمل المخلص لا يهمُّه الردّ الإيجابي أو السلبي، ولا جزاء ولا شكوراً، قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾
[ سورة الإنسان: 9]
وقال تعالى:

﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ﴾
[ سورة الليل: 19]
أوَّلُ باعِث من بواعث الغيبة أنَّها تَشفي الغَيْظ، لكنّ الله سبحانه وتعالى أثْنى على الكاظِمين الغَيْظ، قال تعالى:

﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
[ سورة آل عمران: 134 ]
أيها الأخوة، هذا الغَيْظ إن كَبَتّه انقلب إلى حِقْد دفين - هذا عند أهْل الدنيا - أما المؤمن فلا يغْتاظ إنما يتغاضى ولا يغْضَب لأنَّهُ مُخْلص: إلهي أنت مقْصودي ورِضاك مَطْلوبي، فهؤلاء الناس الذين أحْسَنْتَ إليهم إن عرفوا أو لم يعْرفوا، قَدَّروا أو لم يُقَدِّروا، ردُّوا أو لم يَرُدُّوا، لا شأن لك بِهم، أنت شأنُكَ مع الله، وعملُكَ تبْتغي به وَجْهَ الله عز وجل، لذلك الغَيْظ لا يتأتى إلا إذا أحْسَنْتَ إليهم بالذات ونَسيتَ الله عز وجل فإنْ ردوا رداً سيِّئاً أضْمرْتَ الغيْظ، فإذا اسْتَمَرَّ الغيظْ انْقَلَبَ إلى حِقْدٍ دفين وهو دائِماً يُرَدُّ عليه بالغيبة والنميمة.
أساس الغَيْظ ضَعْف في الإخْلاص :
هناك نقْطة دقيقة جداً، وهي أنَّ الحياء فضيلة، والحياء من الإيمان، وأحياناً الخجل رذيلة، قد يكون الإنسان مع رفاقه وأصْدقائِه بِمَجْلس فَيُطْرح موضوع يُغتاب فيه إنسان، فلا يحب أنْ يخرج عن المجموع أو يخالفهم، وليستْ له قدرة للمناقشة والاعْتِراض والمناقشة، ويسْتحي ويخْجل، فهذا الخجل رذيلة، الحياء من الإيمان ولكن أنْ تخْجل في طاعة الله فليسَتْ هذه فضيلة، فإذا سَكَتّ أنت وهذا وذاك، وأصْبح البذيء هو المُتكلِّم وهو الطاعن فأنت أعَنْتَهُ على الغيبة، لذلك لا تعْبأ بِأحد، ولا تأخذْك في الله لَوْمَةُ لائِم، فالمؤمن ليس دائِماً مُسايِر! له مواقف يقول: هذا لا أفْعَلُهُ، ويقوم من المَجْلس، قال تعالى:

﴿ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾
[ سورة النساء: 140]
فالباعث الأوَّل شِفاءُ الغَيْظ، والغَيْظ أساسه ضَعْف في الإخْلاص، فالضَّعْفُ فيه يُسبِّبُ الغَيْظ، والغَيْظ المُسْتَمِرّ ينقلب إلى حِقْدٍ دفين، والغيبة انْتِقامٌ من إنسانٍ أساء إليك تشْفي غليلك وحِقْدَكَ منه باغْتِيابه.
2 ـ مُوافقة الأقْران :
الباعث الثاني على الغيبة: مُوافقة الأقْران، أيْ تسْتحي وتخْجل أنْ تُسْكِتَهُم، وأن تنْهاهم عن هذا المنكر، وأن توقِفَهم عن حدِّهم، وأن تعْتَرِضَهم، لذلك الناس المنقطعون عن الله عز وجل يتفكَّهون بِأعراض الناس، وينْهَشونَها، وكأنَّ أعْراض الناس كَلأٌ مُشاعٌ يأكلهُ من يأكله، فالمُجاملة والمُداهنة والخجل ألا تقف مَوْقِفاً صُلباً وتوقِفَهم عند حَدِّهِم، قلتُ لكم: كان العلماء الأجِلاء إذا تَكَلَّم الواحد في حَضْرَتِهم كلمة عن إنسانٍ يقولون: يا أبي اسْكُت، فَنَحن نحْتاج إلى هذا الالْتِزام حتى تبْقى المَوَدَّة بين المسلمين.
3 ـ البدء بِمَن له عَلَيْك حقّ :
أحْياناً تكون الغيبة فيما يُسَميهِ المحدثون هُجوماً دِفاعياً، فقد يُقَصِّر إنسان في حقِّ آخر، وهذا الإنسان عليه حقّ فلأن لا يفْضَحَهُ بين الناس يبْدأ هو بالطَّعْن فيه، فإذا تَكَلَّمَ أسْقَطَ مِصْداقِيَّتَهُ، هذا أيضاً باعِث من بواعث الغيبة، تبدأ بِمَن له عَلَيْك حقّ وهذه ملاحظة واضِحَة، وهي أنَّ الإنسان قبل أن يعْتدي، أو قبل أن يأخذ ما ليس له، أو قبل أن يمْتنع عن دَفْع الحق الذي عليه يُهاجِمُ أصْحاب الحقّ؛ يغْتابُهم وينال منهم ومن صِدْقِهم، وأمانتهم، حتى إذا طالبوه وأرادوا أن يأخذوا حَقَّهم منه سَقَطَت شهادتهم ومِصْداقِيَّتِهم، فهذا باعث ثالث من بواعث الغيبة، كل واحد بِحِكْمة من الله عز وجل بالغةٍ بالغة جعله بصيراً على نفْسِه، قال تعالى:

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
[ سورة القيامة: 14]
من سنن الله في خلقه أنه يسْمح للإنسان أن يفْعل ما يشاء إلى حينٍ ثمَّ يكْشِفُهُ :
أيها الأخوة الكرام، أنت لا تسْتطيع أن تُخادعَ الله أبداً قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
[ سورة النساء: 142]
وأنت لا تستطيع أن تخدع نفْسك أبداً قال تعالى:

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
[ سورة القيامة: 14]
بل إنَّك تستطيع أن تخدع أُناساً بعض الوقت، أو تستطيع أن تخدع واحداً طول الوقت، أم أن تخدع الناس طول الوقت فهذا مُسْتحيل، إذاً هناك ثلاث مُسْتحيلات، أوَّل مُسْتحيل: أنْ تخدع الله، والثاني: أن تخدع نفْسَك، والثالث: أن تخدع الناس كلَّهم طول الوقت، والإنسان حينما يخدع يكون غَبِياً لأنَّ الخديعة تنْقلب عليه، قال تعالى:

﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾
[ سورة الأنفال: 30]
وقال تعالى:

﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ﴾
[ سورة الطارق: 15]
وينقضون عهد الله، وينتكِثون قال تعالى:

﴿ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾
[ سورة الفتح: 10]
إذاً هنا أعمال كثيرة تفْعلها ولكنَّها تعود على صاحِبِها بالشَرّ فهذا الباعث هو اسْتخدام الغيبة كَهُجوم دِفاعي، لكنَّ اسمه الحق، وهو الذي يُحِقُّ الحقّ، وربنا عز وجل كما قال:

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾
[ سورة الزخرف: 84]
ولكن من سنن الله تعالى في خلقه أن يسْمح لِكُلٍّ أن يفْعل ما يشاء إلى حينٍ ثمَّ يكْشِفُهُ، كم من حادِثٍ اتُّهِمَ به بريء وبعدها أظْهر الله الحق فانْكَشَفَتْ الحقيقة.
4 ـ أن يُنْسَب للإنسان شيء زوراً وافْتِراءً :
ومن بواعث الغيبة أن يُنْسَب للإنسان شيء زوراً وافْتِراءً، فَيَذْكر الذي فعله حقيقةً، وينال الآخرين بالغيبة وهو لا يشْعر، وهي حالة في زَحْمَة الدِّفاع عن النفْس، ينفي على نفسه هذا العمل ويقول الذي وقع هو كذا وكذا، وهو لا يشْعر، ويكون قد أوْقَع نفسه في المعْصِيَة دون أن يدْري، لكن كما قلتُ لكم في درْسٍ سابق، في آخر أبْحاث الغيبة إن شاء الله تعالى سوف نتعرَّضُ إلى الحالات التي يجوز فيها أن تغْتاب، كالمٌبْتَدِع وأنت مظْلوم فلابدّ من أن تظهر أمام القاضي ظلامتك، قال تعالى:

﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾
[ سورة النساء: 148]
هناك أشْخاص أيها الأخوة عندهم مرضٌ نفْسي وهو يبْني مجْداً على أنْقاض الآخرين، و يبْني مكانَةً على تنْقيص أخرى، و يرتفع ويعْلو مع تحْطيم الآخرين، فهذا مَوْقِف لا أخْلاقي، فأنت لك أن ترتفع لِعِلْمٍ أو عملٍ أو بِفَضيلةٍ أو عطاءٍ أو إنْفاقٍ، أما أن تطْعن كي ترفع شأنَكَ وحدَكَ فليْسَ هذا من أخْلاق المؤمن في شيء، لذلك خُذْ هذه القاعدة: لا تبني مَجْدَكَ على أنْقاض الآخرين، ولا تبْني غِناك على إفْقارِهِم، ولا تبْني أمْنَكَ على إخافَتِهِم، ولا تبْني حياتَكَ على مَوْتِهم.
5 ـ الحسد :
ثمَّ إنَّ الحسد من أكبر بواعث الغيبة، وقد ذَكَرْتُ لكم من قبلُ أنَّهُ لابدّ للمؤمن من مؤمن يحْسُدُهُ، ومن منافقٍ يُبْغِضُهُ، ومن كافِرٍ يُقاتِلُه، ومن نفْسِ ترديه، ومن شيطان يُغْريه، فالحَسَد موجود، قلتُ لكم سابِقاً: إنَّ الحسَد تَمَني زوال النِّعْمَة عن أخيك لِتَصير إليك؛ هذه دَرَجة، وهناك درجة أسوَأ تمنِّي زوال النِّعْمة عن أخيك دون أن تصِلَ إليك، ومَرْتَبَة أخرى أكثر منها سوءاً أن تعمل على إزالة النِّعْمة عن أخيك بِكِتاب أو وِشاية تقْرير، فهذه الدرجات من السيئ إلى الأسْوأ، ولكن الحركة أشَدُّهم وهي أن تكتب وأن تُظهر القوَّة على أخيك من أجل أن يُحَطَّم، فهذه أسْوأ حالةٍ من حالات الحَسَد، والحقيقة الحَسَد حِيادي وبديلُهُ الغَيْرة، فالله عز وجل ما رَكَّبَ في الإنسان خصيصةً إلا من أجل أن يرْقى بها إلى الله، فالله عز وجل في الإنسان ما يُسَمى بالغيرة فإذا كنت لا تحْفظ كتاب الله وآخر يحْفظه ألا تغارُ منه؟ وإن كان يُصلي قِيام الليل وأنت لا تُصلي ألا تغارُ منه؟ وإن كان مُتَفَقِّهاً بأحكام الشريعة وأنت لسْتَ كذلك ألا تغار منه؟ فالله عز وجل من أجْل أن نتنافس ونتسابق أوْدَعَ فينا هذه الخصيصة ولها اسْتِعمال مَشْكور ومَحْمود ومَقْبول في الخَيْرات، الحسد نفْسُه إذا انْصَبَّ على أمرٍ من أمور الآخرة أصبح غِبْطَة، المؤمن يغْبط أخاه المؤمن، والله عز وجل قال:

﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
[ سورة المطففين: 26]
وقال:

﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾
[ سورة الصافات: 61]
فالله عز وجل لم يودِع خاصَّة في الإنسان ورَكَّبَهُ عليها إلا لِصالحِ إيمانه، والكافر يسْتخْدم هذه الخاصَّة التنافسِيَّة فَيَحْسُد ويغْتاب، فالحَسَد في الدنيا والغبْطة للآخرة.
النفاق و الإيمان :
وسوف أضع بين أيديكم أيها الأخوة مِقْياساً دقيقاً جداً، فالله عز وجل وصَفَ المنافقين فقال:

﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
[ سورة التوبة: 50]
فالإنسان إذا أصاب المؤمن خير من الدنيا أو الآخرة وشَعَرْتَ بِضيقٍ وألَمَ لا تتَرَدَّد بأن تصِفَ نفْسَكَ بالنِّفاق، وَشَهِد الله فإنَّ المِقْياس المقابل إذا أصاب أخاك خير من الدنيا و الآخرة نال شهادة، أو تزوَّج امْرأةً صالحَة، أو اشْترى بيْتاً، أو تألَّق اسْمُه في المجْتمع ونال المناصب، وسُرِرْتَ به، وفَرِحْتَ فلا تترَدَّد بأنْ تصِفَ نفْسَك بالإيمان، إذْ المؤمن لا يتألَّم بِخَيْرٍ أصاب أخاه قال تعالى:

﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
[ سورة التوبة: 50]
فهذا مِقْياس دقيق ولأنَّ الله تعالى قال:

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
[ سورة الشعراء:88-89]
وقال عمر: تعاهَد قَلْبَك؛ راقِبْ نفْسَكَ وسريرَتَك ونواياك ومشاعِرَك وطُموحاتِك وافْحَصْها وقِسْها بالحقّ، فالحَسَدُ إذاً هو الذي يدْفَعُ إلى الغيبة، أيَليق بين المؤمنين أن تنطبق عليهم هذه الصِّفة ؟! لا، هم نُخْبة المُجْتمع، ومُتَمَيِّزون بأخْلاقهِم، وسُمُوِ نُفوسِهم، وطهارة أفْئِدَتِهم؛ هذه علاماتهم لذلك لا تجد عالماً مُخْلِصاً وصادِقاً مع الله إلا ويعْرِفُ حُقوق الآخرين وقيمة أخْوانه الدعاة وفَضْلَهُم.
أنواع الدعوة :
كنت أذْكُرُ لكم سابِقاً أنَّ هناك دَعْوةٌ إلى الله، وأنَّ هناك دَعْوَةً إلى الذات مُغَلَّفَة بِدَعْوَةٍ إلى الله، فَمِن لوازم الدَّعْوة إلى الله الاتباع، قال تعالى:

﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾
[ سورة الأحقاف: 9]
إنما أنا مُتَّبِعٌ ولَسْتُ بِمُبْتَدِع، ومن خصائِص الدَّعْوة إلى الذات الابْتِداع، تأتي بِجَديد لِيُشير إليك الناس بِبَنانِهم، كي تتَمَيَّز عنهم، كنت أقول لكم أنت اذْكر الحديث الصحيح المَعْروف وعَمِّق فَهْمَكَ له واشَرْحه، ولا تأتي بالغرائِب غير الصحيحة فإنَّها تُفَرِّقُ المُسْلمين، لا تعْتَمِد حديثاً موضوعاً ولا ضعيفاً ولا قَوْلاً غير مُسْنَد، لأنَّهُ لولا الدليل لَقال من شاء ما شاء، عَوِّد نفْسَكَ الدليل.
علامة المُتَّبِع لِرَسول الله أنَّهُ لا يأتي بِشَيْءٍ من عنده إطْلاقاً :
أيها الأخوة آيات دقيقة جداً قد تغيب عن المسلمين، يقول الله عز وجل:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾
[ سورة يوسف: 108]
ما معنى على بصيرة؟! أي أنا آتيهم بالدليل والتعليل، فعلامة المُتَّبِع لِرَسول الله أنَّهُ لا يأتي بِشَيْءٍ من عنده إطْلاقاً فالدَّعْوة إلى الله من لوازِمِها الاتباع، ولا تكن مع الآراء الضعيفة، ولا مع القِلَّة النادِرة، كن مع جُمْهور العلماء ومجموع المؤمنين، لأنَّ أمَّة النبي صلى الله عليه وسلَّم معْصومَةٌ بِمَجْموعِها، بينما النبي صلى الله عليه وسلَّم معْصومٌ بِمُفْرَدِه، كما أنَّ من لوازم الدعوة إلى الذات الطَّعْن في الآخرين حسَداً من عند أنْفُسِهم والتنافس، ومن لوازم الدعوة إلى الله التعاون والاعْتِراف بِفَضْل الآخرين، فهذه حقائِق لا بدّ من أن تكون واضِحَة.
الاخْتِلاف بين المؤمنين :
أيها الأخوة، هناك آيات كثيرة جداً تُشير إلى هذا الاخْتِلاف بين المؤمنين، أوَّلاً كما تعْلمون أنَّ هناك اخْتِلافٌ أساسه الجَهْل، وهناك اخْتِلاف أساسه الحسَد، وآخر أساسه التنافس، فالأوَّل طبيعي؛ نَقْصُ المعْلومات تُوقِعُنا في الاخْتِلاف، الاخْتِلاف الثاني أساسه الحَسَد قال تعالى:

﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ﴾
[ سورة الشورى: 14]
ما الاخْتِلاف الثالث؟ أساسه التنافس والاجْتِهاد، فالثالث مَحْمود والثاني ممقوت والأوَّل طبيعي، فنحن قد نختلف لَِضعْف معلوماتنا، أما إذا رأيْتَ الحُكْم الشَّرْعي، والدليل القوي انتهى الاخْتِلاف، وقد نخْتلف ونحن في الحق جميعاً، يا ترى الذِّكْر أما طلبُ العِلْم؟ يا ترى تأليف القلوب أم تأليف الكتب؟ يا ترى نشْر الدَّعْوة على نِطاقٍ واسِع أم جَعْلُها على نِطاقٍ ضَيِّق؟ يا ترى حفْظ القرآن أم فَهْمُه؟ الاشْتغال بالفقه أم بالتفْسير؟ قد نختلف ونحن في الحقّ جميعاً، هذا اخْتِلاف تنافس وهو مَشْكور، وقد نختلف لِضَعْف معْلوماتنا، فهذا اخْتِلاف جَهْل وهو طبيعي ويُحَلُّ بِمَعْرِفَة الحُكْم الشَّرْعي، أما الاختِلاف الخطير المُدَمِّر والذي يُمَزِّقُ اخْتِلاف الأمَّة فهو اخْتِلاف الحَسَد والبَغْي، قال تعالى:

﴿ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا ﴾
[ سورة آل عمران: 19 ]
وهناك آية أخرى:

﴿حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ﴾
6 ـ اللَّعِب والهَزْل بذْكر عُيوب الناس وسَقَطاتِهم ومشاعِرهُم وما إلى ذلك :
إذاً الباعث الخامس من بواعث الغيبة الحسد، أحياناً تجد إنساناً له دُعابة ومرِح، ويتكلَّم في المجْلس كثيراً، ويُحِبُّ أن يلْفِتَ نظر الناس إليه، وأن يُضْحِكَهم، وأن يمْلأ قلبَهُم سُروراً، وأن يمْلأ وقْتهم طَرَباً، وأن يُحَدِّثَهم عن زَيْدٍ أو عُبَيْد وهو في حديثه بِقَدْر تَسْلِيَتِهم وإمْتاعِهم ينْهَشُ أعْراض الناس وهو لا يشْعر، هذا باعث عَرَضِي؛ اللَّعِب والهَزْل وهو في هذه الحالة يذْكر عُيوب الناس وسَقَطاتِهم ومشاعِرَهُم وما إلى ذلك، هذا الباعث السادس.
وهناك إنْسانٌ مُتَكَبِّر، ولا يدْخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كِبْر، والمتكَبِّر مريض، لماذا هو مريض؟ لا يحْتمل أن يرى إنساناً فوقه، هناك نساءٌ كثيرات وَقَعْنَ في هذا المرض الخطير، وهناك رجال لا يحْتَمِل أن يرى أحداً فوقه، يتألَّم، ماذا يعْمل؟ يطْعَن، كنت في جَلْسَة قبل أيام، وذكرْتُ رَجُلاً أعلمُ عنه الصلاح والنجاح في الدَّعْوة وما إنْ ذَكَرْتُه حتى هجم الحاضِرون عليه هجوماً عنيفاً، سبحان الله! آلَمَهم أن يكون أحدٌ أعلم منهم، هذه مشكلة كبيرة ومرض نفْسي خطير.
أيها الأخوة: أمْراض الجَسَد مهما كانت كبيرة تنْتهي عند الموت، ولكنَّ أمْراض النَّفْس تنْتهي عند الموت وإلى أبَدِ الآبدين، فإن أصيب الإنسان بمرض خبيث -عُضال - ومات تخلص من هذا المرض، أما إذا كان في القلب كِبْر وحَسَد ورَغْبَة بالاسْتِعْلاء و أنانِيَّة و أثَرَة، فهذا المرض الخبيث الذي يُلِمُّ بالقلب تبدأ أخْطاره عند الموت، ففي الدنيا الناس نِيام ولكن إذا ماتوا انتَبَهوا، فالمُتَكَبِّر إذا قال الناس: فلان مُوَفَّق في التِّجارة يقول لك: بِضاعَتُهُ كُلُّها فاسِدَة، وإن كان في العِلْم، يقول: فلان دجَّال، وإن كان بالأعمال الصالحة يقول: الله أعلم بِنِيَّتِه، هل أنت الوحيد المُخْلص والعالم والفاهِم؟ هذا مرض خطير، لا يحْتَمِل أحداً فوْقَهُ، لا يسْمح ولا يقْبل، ويطْعن فَوْراً.
7 ـ الكبر :
طبْعاً نحن قلنا: هناك السُّخْرِيَة والاسْتِهْزاء أساسه الكِبْر في اللَّعِب والهَزْل وإضْحاك الناس، وأن يرْفَعَ نفْسَهُ على أنْقاض الآخرين، هناك بواعث كثيرة ولكن أنا أرى أنَّ من أخْطر هذه البواعِث هذا الباعث الكِبْر، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربِّه:

((الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ))
[أبو داود عن أبي هريرة]
لذلك قال له: اللهمَّ ارْحمني ومحمَّداً ولا ترْحَم معنا أحداً، فقال له: يا أخي لقد تحَجَّرْتَ واسِعاً، الأصْل أنْ يكون الناس كُلُّهم على الحقّ، يجب أن ترى آلاف الدعاة الصادقين، والعلماء العاملين، أما أن تعْتَقِد أنَّ الحقّ فقط مع فُلان، وبِهذا المسْجد، وهذا البلد، هناك عالم جليل له كلمة دقيقة جداً: الحقُّ لا يسْتطيع أحدٌ أن يحْتَكِرَهُ، لا جماعة، ولا طريقة، ولا طائِفَة، ولا أمَّة، ولا جيل، ولا بلد، ولا قطْر، الله هو الحق، ففي كلِّ مكان هناك أهْل الحق، وبِكُلِّ بلدٍ، تَعَوَّد على الكَثْرة لا على القِلَّة، تجد بِمِصْر علماء أجِلاء، وكذا بأيِّ بلد عربي وأيّ بلد مسلم، والله عز وجل يوزّع هؤلاء الدعاة إليه توزيعاً جغْرافياً وزمنياً حكيماً، ألم تسْمعوا حديث النبي عليه الصلاة والسلام عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا))
[أبو داود عن أبي هريرة]
فَمِن حينٍ لآخر تجد علماء كبار يمْسحون الغبار، ويُزيلون التَّزْوير أحْياناً، فالله عز وجل يوَزِّع هؤلاء في شتى بِقاع الأرض، وفي كلِّ مكانٍ وزمان، فأعْتَقِد أنَّ الخير يجب أنْ يكون عاماً، أما أن تعْتقد أنَّك وحْدك على الحق وما سواك باطل فهذا مرض عُضال يبْدأ أثرهُ بعد الموت.
8 ـ استغراب المؤمن يدفعه للوقوع في الغيبة :
أحياناً هناك بواعث خفيفة لكنها خطيرة، فأنت تسْمع قِصَّة فتقول: لا يُعْقل هذا! مستحيل! تنكرها وتذكر صاحبها وأنت لا تدْري، فإذا وقع المؤمن بِخَطرٍ كبير اذْهب إليه وانْصَحْهُ، وخُذْ بيَدِه إلى الله، فأنت اسْتغرابك ودافعك أوْقَعَكَ في الغيبة، هذا أيضاً من دوافع الغيبة.
9 ـ ِباعِث الرحمة الساذج :
وأحياناً بِباعِث الرحمة الساذج تقول: فلان فعل كذا وكذا، وجرى في بيْته كذا وكذا، وَزَوْجتُه فعلَتْ كذا وكذا، وأوْلاده فعلوا معه كذا وكذا، فهذا بِدافع الحِرْص والشَّفَقَة والرحمة وقَعَ في الغيبة؛ أنا أعْطيكُم مُنْزَلقات الغيبة.
الذنب شُؤْمٌ على غير صاحِبِه، إن ذَكَرَهُ فقد اغْتابه، وإنْ عيَّرَهُ ابْتُلي به وإن رَضِيَهُ شاركَهُ في الإثم، وأنت في موقع الغيرة تنال من أخيك وأنت لا تشْعر.
على الإنسان أن يكْشِفَ الأشْياء الجَيِّدة و يتغاضى عن الأشْياء السَّلْبِيَّة :
أيها الأخوة، لقد قلت: إن سيدنا عمراً نظر إلى الكعْبة فقال: "ما أشَدَّ حرْمَتَك عند الله، ولكنَّ المؤمن أشَدُّ حرْمَةً عند الله منك"، فالمؤمن غال على الله، أوَّلاً: من أكْرَمَ أخاه المؤمن فكأنَّما أكْرَمَ ربَّهُ، والمؤمن يغْلب عليه الصلاح والتَّستُّر، ولا يوجد مؤمن في مطلق الكمال ومعْصوم، أنت عَوِّد نفْسَك أن تكْشِفَ الأشْياء الجَيِّدة، وتتغاضى عن الأشْياء السَّلْبِيَّة، هذا خُلُق نبيل جداً، كُلٌّ منا له الإيجابيات والسَّلْبيات، فقد دخل أحد الصحابة إلى المسْجد لِيَلْحق الركْعة مع النبي عليه الصلاة والسلام فأحدَث ضَجَّة، فلما انْتهتْ الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: "زادك الله حِرْصاً ولا تعُدْ"! فَسر هذا الصنيع من الصحابي حِرْصاً منه، لا يوجد إنسان خال من الفضائِل، فاجْعَل هَمَّك كشْفَ الفضائل والإيجابيات المضيئة والبراقة، ذكرتُ لكم قِصَّة لِسيِّدنا عيسى أنَّهُ كان مع الحواريين مروا في الطريق على جيفة نَتِنَة - وأحيانًا الجيفة تكاد تُخْرج المرْء من جلْدِه - فقالوا: ما أنْتَنَ ريحَها! فقال عيسى: بل ما أشَدَّ بياض أسْنانها، بهذه الجيفة المُتَفَسِّخَة التي ملأتْ الأفق برائِحَتِها النَّتِنَة لا تملك شيئاً إيجابياً إلا أسْنانها البيْضاء، وهذه ملاحظة مُهِمَّة للمُرَبِّين، إذا كنت معلِّماً أو أباً أو صاحب مَحَلّ أو مدير مُسْتَشْفى، هؤلاء الذين هم دونك ما لهم ميِّزات؟ هناك شَخْص هَمُّهُ الوحيد البحْث عن العُيوب؛ تأخَّرْت! لكنه أمين ومُتَفَوِّق بِعَمَلِه، فأنت عَوِّد نفْسَك أنْ تكْشِفَ بِكُلِّ إنسانٍ فضائِل وأن تُثْني عليه بها، تجدهُ أحَبَّك وأقْبل عليك، يا معاذ والله إنِّي لأُحِبُّك! نبِيٌّ مُرَسل وسّيِّدُ الأنبياء يقول هذا الكلام، وأنت يا خالد سَيْف من سيوف الله، أبو عُبَيْدة أمين هذه الأُمَّة، لو كان نبِيٌّ بعْدي لكان عمر أو بكْر، وعمر منِّي بِمَكانة السَّمْع والبَصر، أبو بكرٍ ما ساءني قطّ؛ زَوَّجني ابنته وأعْطاني ماله، فاعْرِفوا له ذلك، ما طلَعَتْ شمْسٌ بعد نَبِيٍّ أفْضل من أبي بكْر، معنى ذلك أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان بإمكانه أن يُعَتِّمَ على من حَوْلَهُ لكِنَّهُ ما فعَلَ هذا، ولكنْ أبْرَزهم، فأنت حتى يُحِبُّك الله ويُحِبَّك الناس اِجْعَل هَمَّك كَشْف الفضائِل، وكَشْف الميزات والإيجابيات، فلا يوجد المنعدم منها، إذا كنت معلِّماً وكان عندك طالبٌ مجتهِد له حركةٌ زائِدَة تقول هل: أنا أعْجبني منك اجْتِهادُك، والآخر يتأخَّر فتقول له: أنا مُعْجَبٌ بوَظائِفِك، فأحْياناً الأب تجدهُ دائِماً ينْتَقِدُ أبناءهُ وكأنَّ هذا الابن لا ميِّزَة له طيِّبَة؛ أحد الملوك وكان اسمه ابن عباد ملك من ملوك الأنْدلس وكان شاعِراً فكان يمْشي بِقَصْرِه، وكانت هناك بِرْكَة فَرَسَم عليها الرِّيحُ خطوطاً مُتوازيَة فقال:

نسج الرِّيحُ على الماء زرد
ولم يسْتطِع إكْمال البيت، كانت هناك جارِيَة فقالتْ له:

يا له دِرْعاً منيعاً لو جَمَد
فالْتَفَتَ إليها وأعْجَبَهُ شِعْرُها ولعلَّهُ أعْجَبَهُ جمالها فَتَزَوَّجَها، فأصْبَحَتْ سيِّدَة القصْر، وأكْرَمَها إكْراماً منقَطِعَ النظير، حتى إنَّها مَرَّةً تمَنَّتْ أنْ تعيش حياتَها القديمة فجاءَها بالمِسْك والعَنْبر وجَبَلَهما بماء الوَرْد وقال: هذا هو الطِّين فَدوسي عليه، ثمَّ إنَّ أحد مُلوك شمال إفْريقيا ابن تاشْفين رَدَّ هجمات الإسبان، وأخذ ملوك الأنْدلس واعْتَقَلَهم جميعاً، وأوْدَعَهُم في السِّجْن، فساء حال ابن عباد وافْتَقَر، فَبَعْدَ أن خرج من السِّجْن وأصْبَحَ شخْصاً عادِياً تقول له هذه الزوْجَة التي كانت جارِيَة: ما رأيْتُ منك خيراً قطّ يقول لها: ولا يوْمَ الطِّين! اُنْظر إلى الإجابة، عَوِّدْ نفْسَك أن تذكر الإيجابيات والفضائل، فَعِوَض النقْد اذْكر الإيجابيات، حينها يُحِبُّك أوْلادك وزوْجَتُك، لكنَّ الإنسان يبْحث عن النقائِص والأخْطاء والتقْصير، فالمؤمن يسْعَدُ ويُسْعِدُ إذا وَقَفَ هذا المَوْقِفَ الإيجابي.
على الإنسان أن يكشف النواحي الإيجابيّة والفضائِل وينْشُرْها ولا ينْشر الأخْطاء :
النبي عليه الصلاة والسلام كان يكْشِف لأصْحابه المَيِّزات، فهذا حاطِب بن بلْتَعَة ارْتَكَب خِيانةً عُظْمى، في أيِّ عَهْدٍ، وفي أيِّ قُطْرٍ، وفي أيِّ نظام، وفي أيِّ بلدٍ وعَصْر عُقوبَتُها الإعْدام، أرْسَل كتاباً إلى قُرَيْش يقول فيه: إنَّ محمَّداً سَيَغْزوكم فَخُذوا حِذْرَكم، وهو من أصْحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فالنبي صلى الله عليه وسلَّم جاءَهُ الوَحْي، ذكر له ما حَدَث، فأرْسَل سيِّدنا عليّ إلى مكانٍ بين مكَّة والمدينة لِجَلْب هذا الكتاب فوجده في رأسْ امْرأةٍ وَضَعَتْهُ في ضَفيرَتِها، قُرِأ الكتاب هكذا: من حاطب بن بَلْتَعَة إلى أهْل قُرَيش إنَّ محمَّداً سَيَغْزوكم فَخُذوا حِذْرَكُم، فأتى به النبي عليه الصلاة والسلام: وقال به: ما هذا يا حاطب! قال والله يا رسول الله ما كَفَرْتُ وما ارْتَدَدْتُ! ولكِنّني أَرَدْتُ به أن يكون لي شأنٍ عند قُرَيْش أحْمي به أهْلي ومالي، ماذا فعل رسول الله؟! سيّدنا عمر قال له: دَعْني أضْرِبُ عُنُقَ هذا المنافق، فقال: لا يا عمر إنَّهُ شَهِدَ بدْراً، لقد كانت لهُ سابِقَة، وهي التي تشْفَعُ له، أَرَأيْتُم الإنصاف، وقال حينها رسول الله: إنِّي صَدَّقْتُهُ فَصَدِّقوه! ولا تقولوا فيه إلا خيراً، قال علماء السيرة نَظَر عمر بن الخطاب إلى الذَّنْب فرآهُ خِيانَةً عُظْمى لكِنَّ النبي نَظَر إلى صاحِب الذَّنْب فرأى هذا الذَّنْب لَحْظَة ضَعْفٍ طارِئة فأنْهَضَهُ، ويَرْوي التاريخ أنَّ هذا الصحابِيّ الجليل صار من المُقَرَّبين إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم، والدليل أنَّهُ أرْسَلَهُ مندوباً شَخْصِياً إلى أحد المُلوك، كُنْ هكذا، اكْشِف النواحي الإيجابيّة والفضائِل وانْشُرْها ولا تنْشر الأخْطاء، هذه هي صِفات المؤمن، إذا أردْتُم أنْ يُحِبَّنا الله جميعاً علينا أن نكون كُتْلَة واحِدَة، وأُسْرَة واحِدَة، وهكذا وَصَف النبي صلى الله عليه وسَلَّم المؤمنين فقال:

(( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ الواحد إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))
[ متفق عليه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ]
وكالبُنيان المَرْصوص يَشُدُّ بعضُه بعْضاً، اِبْحث عن نقاط الخير في إخوانك فالذبابة تقع على الشيء المَكْروه أما إذا كان المكان نظيفاً فلا تجد الذباب.
من أخَفِّ أنواع الغيبة أن يغضب الإنسان لله فَيَقَعُ في الناس من دون أن يشْعُر:
أحْياناً الإنسان، وهذا من أخَفِّ أنواع الغيبة يغْضبُ لله تعالى، ويغار على شَرْع الله فَيَقَعُ في الناس من دون أن يشْعُر.
رُوِي عن عامر بن واثِلَة رضي الله عنه، قال: إنَّ رجلاً مرَّ على قَوْمٍ في حياة النبي عليه الصلاة والسلام فَسَلَّمَ عليهم، فَرَدوا عليه السلام، فلما جاوَزَهُم قال واحِدٌ منهم: يا رسول الله إنَّي لَأُبْغِضُ هذا في الله تعالى! فقال أهْل المَجْلس: لَبِئْس ما قلتَ والله، والله لَنُنَبِّئنَّهُ - أحياناً يكون بين أخوين مشكلة لا يهمُّك أمْرهما، أما إذا كان يهُمُّكَ الأمْر فَكُنْ وسيطاً للخير وأصْلِح بينهما - ثمَّ قالوا: يا فلان، قُمْ فأدْرِكْهُ وأخْبِرْهُ بما قال الرجل عنه، فأدْرَكَهُ رسولهم فأخْبرَهُ، فأتى الرجل رسول الله وقال له: أنا أبْغُضه! وحكى له ما قال فَدَعاهُ النبي وسأله فقال الرجل: لقد قلتُ ذلك، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ولِمَ تُبْغِضُهُ؟ فقال: أنا جارهُ، وأنا بِه خبير، والله ما رأيْتُهُ يُصَلي صلاةً قطّ إلا هذه المَكْتوبة، فقال الرجل: سَلْهُ يا رسول الله؛ هل رآني أخَّرْتُها عن وَقْتِها؟ وهل أسَأتُ الوُضوء لها؟ أو الركوع والسجود؟ فسألَهُ فقال:لا، بل يفعل كُلَّ هذا، ثمّ قال له: والله ما رأيْتُهُ يصومُ شهْراً قطّ إلا هذا الشَّهْر الذي يَصُومُه البرّ والفاجِر، فسأله النبي، فقال: سلْهُ يا رسول الله هل رآني قطّ أفْطَرْتُ فيه أو أنْقَصْتُ من حَقِّه شيئاً؟ فسألَهُ فقال: لا، فقال: والله يا رسول الله ما رأيتُهُ يُعْطي سائِلاً ولا مِسْكيناً، ولا شيئاً في سبيل الله إلا هذه الزكاة التي يُؤَدِّيها البرّ والفاجر، فقال: سلْهُ يا رسول الله؛ هل رآني نَقصْتُ منها أو لم أعطها طالِبَها؟ فقال: لا، فقال عليه الصلاة والسلام: قُمْ فَلَعَلَّهُ خيرٌ منك! أحْياناً الإنسان يضعُ نفْسَهُ وَصِياً على الناس وهو لا يشْعر، من أنت؟ إنسانٌ أدَّى الصلوات، وصام رمضان، وحجّ البيت، وأدَّى زكاة ماله، واسْتَقام على أمْره، وبيْتُهُ إسْلامي وكذا عمَلُه، فإذا كنت أنت تُصَلي قِيام الليل، فَهَنيئاً لك، ليس معْنى هذا أنْ تكون أنت هالكٌ وهو ناجٍ، وكذا إنْ تَصَدَّقت فوق الزكاة، لكن لا تتَّهِم الذي أدَّى زكاة مالهِ بالشُّح! لذلك ورد عن النبي الكريم:

(( برئ من الشح من أدى زكاة ماله ))
[أخرجه الطبراني عن جابر بن عبد الله ]
الابتعاد عن البدع :
في الدرْس القادم إن شاء الله ننتَقِل إلى عِلاج الغيبة، ولَكِنَّني سَأَخْتِمُ هذا الدرْس بِقِصَّة سَمِعْتُها هذا اليوم، ولَعَلَّ في رِوايَتِها لكم نفْعاً كبيراً: أحدُ خُطباء دِمَشْق - جزاهم الله عنا كُلَّ خير- روى قِصَّةً من على مِنْبر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقال: رجُلٌ من أهْل اليسار والغِنى جاء هذا الخطيب شاكِياً فقال له: أنا اِشْتَرَيْتُ هذا الدشّ من أجْل أن أرى الصلاة في الكَعْبَة، يسْهَرُ مع أوْلاده وزَوْجَتِه، يبْدو أثناء تقْليب المَحَطات ظَهَرَ منْظراً مُنْحَطّاً، فالأب لِحِرْصِهِ على أوْلادِه غَيَّرَ المَحَطَّةَ فَوْراً، لكِنَّ ابنهُ حفظ رقْمَ المَحَطَّة، فتابَعَ السَّهْرة حتى انْتَهَت، وتناوَلَ الجميعُ طعامَ العَشاء، وآوَوا إلى فراشِهِم، في البيت الأب والأم والابنتان و الولدان وهم في سِنِّ الشباب، بعد أن آوى الوالدان إلى الفِراش قام الشاب وَقَلَّبَ المحطات حتى وصَل إلى هذه المَحَطَّة، اِسْتَيْقَظ الأب في الليل على أنين، فقام من الفِراش لِيَرى، فإذا بِكُلِ ابن على ابنْتِه! هذا الكلام ذَكَرَهُ صاحِب المُشْكلة، فيا أيها الأخوة الكرام قبل أنْ نشْتري هذه الصُّحون، وقبل أن نقول: نريدُ أن نرى فيها الصلاة في الكَعْبَة، لها آثار خطيرة جداً، قد يمْرضُ الإنسان وهو ليس عار، وقد يفْتَقِر، وقد يسكن في بيتٍ ليس بجيّد، لكن مُصيبةً كَهَذه لا تعْدِلُها مُصيبَة؛ أنْ يزْني ابنُهُ بابْنَتِه! فهذه القِصَّة وَقَعَت وأُلْقِيَت مِن على المِنْبَر، والذي يزيدُ هذه القِصَّة يقيناً أنَّ هذا الذي وَقَعَتْ معه القِصَّة هو الذي حَدّثَ هذا الخطيب بها.
أيها الأخوة، إنَّ هذه الصُّحون تعَدُّ أكبر خَطَرٍ يُهَدِّدُ حياتنا، فالذي يُريدُ رِضا الله عز وجل، وأُسْرَة مُتماسِكَة ومُنضبِطَة وطاهِرة فلْيَبْتَعِد عن هذه البِدَع، طوبى لِمَن وَسِعَتْهُ السنَّة ولم تسْتَهْوِهِ البِدْعة، والقَوْل الذي يقال: أريد أن أرى الصلاة في الكعْبة، هذا كلامٌ باطِل، فَهُوَ يريدُ أن يرى هذه المَحَطات لا أن يرى الكَعْبة، والله حَدَّثوني عن رَجُل في الخامسة والسِّتين لا يَدَعُ الصلاة في المَسْجد، فإذا به يشْتري هذا الصَّحْن ويتْرُكُ الصلاة، ويسْهَر إلى الساعة الخامسة، وينامُ ولا يُصلي الفَجْر، فهي تُفَجِّرُ الإنسان، والشيء الآخر أنَّك إنْ كنتَ مِمَّن لَدَيْهِ زَوْجة فابْنُكَ لا زَوْجَة له! وكذا ابنتُك، وقد لا يجد إلا أخْته، وحالة الهيجان غير معْقولة إطْلاقاً، ذَكَرْتُ هذه القِصَّة حتى تكون مَوْعِظَة، قال له: يا رسول الله عِظني ولا تُطِل فقال:

(( قل: آمَنْتُ بالله ثم استقم ))
[مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي ]
إذا لم يُعْجِبْك الشَّرْع، فَسَوْفَ تُواجِهُك مُشْكِلات كبيرة جداً، فالإنسان لا يطْمَئِنّ إلا إذا كان في ظِلّ الله، ومتى يكون في ظِلِّه تعالى؟! إذا كان مُسْتقيماً على أمْرِه، فالبيتُ الطاهر الذي يُتْلى فيه القرآن الكريم، وتُطَبَّق فيه السنَّة المُطَهَّرة، وتُقامُ فيه الصلوات الخَمْسة، والأب مع أوْلاده وزَوْجَتِه بالنُّصْح والإرْشاد، فهذا البيْت لا يُقَدَّر بالثَّمَن، سألني إنسان وقال: هل للأجانب هذه الأجْهِزَة؟ فقلتُ: لا! ليس لَدَيْهم ما تقول، وقد ذَكَرْتُ لكم قِصَصاً مُتشابِهَة سابِقاً، وحتى لا يغيبُ على ذِهْنِكم أُجْرِيَت مُقابلة في أمْريكا وتبَيَّن أنَّ كُلّ مئة حادث للزنا يُقابلُهُ ثلاثة وثلاثين حادث زِنا مَحَارِم؛ بين الأخ وأُخْتِه، والأب وابْنَتِه، فأَحَدُ أسْبابِها هذه الإثارة الشديدة.



الموضوع الأصلي :‎ بواعث الغيبة || الكاتب : سجات التهاويل || المصدر : شبكة همس الشوق

 





رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

قديم 9 - 9 - 2015, 04:58 AM   #2



 عضويتي » 6
 جيت فيذا » 12 - 11 - 2010
 آخر حضور » 7 - 10 - 2023 (05:53 AM)
 فترةالاقامة » 4917يوم
مواضيعي » 19230
الردود » 77329
عدد المشاركات » 96,559
نقاط التقييم » 19544
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1013
الاعجابات المرسلة » 1250
 المستوى » $124 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل star-box
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله twix
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةmbc
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهLexus
 
الوصول السريع

عرض البوم صور همسه الشوق عرض مجموعات همسه الشوق عرض أوسمة همسه الشوق

عرض الملف الشخصي لـ همسه الشوق إرسال رسالة زائر لـ همسه الشوق جميع مواضيع همسه الشوق

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Panasonic


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 127
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
مجموع الأوسمة: 17...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 17

همسه الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بواعث الغيبة



جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد




رد مع اقتباس
قديم 9 - 9 - 2015, 06:54 AM   #3



 عضويتي » 5
 جيت فيذا » 9 - 11 - 2010
 آخر حضور » 24 - 1 - 2024 (12:30 AM)
 فترةالاقامة » 4921يوم
مواضيعي » 4498
الردود » 48404
عدد المشاركات » 52,902
نقاط التقييم » 5612
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 180
الاعجابات المرسلة » 194
 المستوى » $106 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في » السعوديه
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله twix
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور همسة الشوق عرض مجموعات همسة الشوق عرض أوسمة همسة الشوق

عرض الملف الشخصي لـ همسة الشوق إرسال رسالة زائر لـ همسة الشوق جميع مواضيع همسة الشوق

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop CS3 My Camera: Panasonic

مدونتي هنا

sms ~
♡♪ لا احتاج تقيماً من احد فليس مكتوب
على ظهري كيف ترى شخصيتي ♡♪


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
مجموع الأوسمة: 12...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 12

همسة الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بواعث الغيبة



سلمت اناملك
ونترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
تحياتى لسموك






رد مع اقتباس
قديم 12 - 9 - 2015, 01:53 AM   #4



 عضويتي » 314
 جيت فيذا » 3 - 4 - 2011
 آخر حضور » 18 - 7 - 2017 (07:05 PM)
 فترةالاقامة » 4775يوم
مواضيعي » 554
الردود » 9430
عدد المشاركات » 9,984
نقاط التقييم » 249
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $64 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في » في وسط ابداعاتي الشعرية
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور مزيونة الخليج عرض مجموعات مزيونة الخليج عرض أوسمة مزيونة الخليج

عرض الملف الشخصي لـ مزيونة الخليج إرسال رسالة زائر لـ مزيونة الخليج جميع مواضيع مزيونة الخليج

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

sms ~
[تعرف وتعلم حالتى .. ما تختلف عن حالتك
أصبحت لى توأم حياة .. بأفراحك تكمل فرحتى

مزيونة الخليج غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بواعث الغيبة



جزاك الله خيرا
الله يعطيك العافية ع الطرح
ماننحرم من جديدك
لكي ودي واحترامي




رد مع اقتباس
قديم 20 - 9 - 2015, 12:58 AM   #5



 عضويتي » 4743
 جيت فيذا » 11 - 9 - 2015
 آخر حضور » 26 - 10 - 2015 (09:40 PM)
 فترةالاقامة » 3154يوم
مواضيعي » 12
الردود » 467
عدد المشاركات » 479
نقاط التقييم » 52
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $20 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣ عرض مجموعات رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣ عرض أوسمة رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣

عرض الملف الشخصي لـ رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣ إرسال رسالة زائر لـ رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣ جميع مواضيع رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

sms ~
عٌمريِ مآبنيتّ صداقاتي عَ المصَالح وعٌمريِ مآ استغَليتْ أحَد
بعَض ٲوقَاتّي ابقّى وحَيده
لأنيِ ماتعَلمتّ ٲجَامل ٲوٌ آسايَر آحـد....

رحيہ’ـق آلعہ’ـمر ❣ غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بواعث الغيبة



بارك الله فيك ،ونفع بك


^_^

راقي كل ماوجدته بمتصفحك.،

لروحك الود وجنائن الياسمين لتألقك

فاء��




رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيبة, بواعث

جديد منتدى نفحات اسلاميه

بواعث الغيبة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: بواعث الغيبة لموضوع: بواعث الغيبة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطوات في ترك الغيبة صعبة المنال نفحات اسلاميه 4 10 - 8 - 2017 02:14 PM
ضرار الغيبة سجات التهاويل نفحات اسلاميه 9 20 - 9 - 2015 12:59 AM
تس ل عن حكم الغيبة بالقلب همسه الشوق نفحات اسلاميه 12 15 - 3 - 2015 10:20 PM
الغيبة أميرة القلوب نفحات اسلاميه 12 24 - 12 - 2013 03:48 PM
كفارة الغيبة نظرهـ خجولهـ نفحات اسلاميه 8 16 - 11 - 2013 01:03 AM

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 04:26 PM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
sitemap

SEO by vBSEO