\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n \r\n \r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nقَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص: ٢١)
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nكثيراً ما يتعرض الإنسانُ في حياته إلى مخاطر تحدق به و تُهَدد مسيرتَه في الحياة، إِمَّا في ماله أو في أهله، أو ربما تُهدّد حتى حياته - كما كان الحال في المشهد الذي تُجَسدُه هذه الآية من حياة نبي الله و كليمه موسى عليه الصلاة و السلام.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nفقد جاءه رَجُلٌ مُقَرّب من الفئة الحاكمة في القصر الفرعوني ليحذره مما علمه من المؤامرة التي تُحاك ضده من فرعون و وزرائه:
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ" (القصص: ٢٠)
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nو لعله كان هو نفس الرجل المؤمن من آل فرعون الذي دافع عنه بعد ذلك (غافر: ٢٨).
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nأَخذ موسى (ﷺ) بنصيحة الرجل، فخرج من المدينة "خَائِفًا يَتَرَقَّبُ".
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nو قد يتعرض الإنسانُ المؤمنُ كذلك في حياته لمؤامراتِ الحاقدين و الظالمين، الذين ينصبون له الفخاخ و يضعون في طريق حياته العقبات بهدف إسقاطه و إفشاله. و لأنهم ظالمون، فكل وسيلة عندهم تبررها تلك الغايةُ المقيتة، النابعة من الحقد أو الجشع أو الحسد.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nو لأن الإنسان المؤمن ما هو إلا بشر، فقد يشعر في قلبه ما كان يشعر به موسى (ﷺ) في المشهد الذي ذكرناه آنفاً، فيصيبه القلق حين يعلم بأن مؤامرة ما تُحاك ضده، و يصبح بعدها "خَائِفًا يَتَرَقَّبُ".
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"الخوف" و "الترقب" هما الجناحان الذي بهما يُحَلّق القَلَقُ في ذهن الإنسان فيُنَغّصا عليه حياتَه و يُطاردا النومَ من عينه و السكينة من قلبه.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nو وجود الخوف و الترقب في نفس موسى عليه السلام وقت خروجه يدل على أن مجرد وجودهما في النفس لا يتنافى مع الإيمان بالله و التوكل عليه، و ذلك لأنه لا يمكن انعدامهما كلياً من النفس البشرية. و إنما تتفاوت درجات الخوف في النفس باختلاف درجات الإيمان، فكلما زاد الإيمان قَلَّت درجة الخوف و مدى ظهوره و تأثيرِه على النفس.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nفالنفس الخالية من الإيمان بالله يظهر فيها الخوف من مكائد الدنيا في أقصى درجاته - المتمثّلة في الهَلَع و الجَزَع و ظهور آثار ذلك على الوجه و الجسد:
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n" إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا • إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا" (المعارج: ١٩-٢٠)
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ" (الأحزاب: ١٩)
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nفإذا دخل الإيمانُ بالله في النفس يبدأ الخوف في الخروج منها كلما زاد الإيمان، إلى أن يصل لأقل درجاته، و هي درجة "الوَجَس"، كما كان الحال مع الأنبياء. فقد قال تعالى بشأن إبراهيم (ﷺ) لما جَاءَتْه الملائكة لتبشره بغلام:
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ" (الذاريات: ٢٨)
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nو قال بشأن موسى (ﷺ) لما ألقى السحرةُ عِصِيَّهم:
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ • قُلْنَا لَا تَخَفْ" (طه: ٦٧-٦٨)
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nو "الوَجَس" في اللغة هو الصوت الخفي، و هنا يعني اضمار الخوف فيكون مجرد شعورٍ عابرٍ بداخل النفس و لكنه لا يظهر خارجياً لقلة درجته و تأثيره. و ذلك لأن النفس المؤمنة تعلم و تتذكر أن الأمر كله بيد الله الذي "بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ" (يس: ٨٣)، و لذلك ما كان من موسى (ﷺ) إلا أن يستنجد به سبحانه بتلك الكلمات التي ذكرها الله لنا في كتابه كي نتعلمها و ندعوه بها في مثل هذه المواقف:
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\nفإذا انتابنا خوفٌ و حالةٌ من الترقب عندما نشعر أو نعلم بوجود مؤامرات تحاك ضدنا من قِبَل أناس ظالمين و عن الآخرة غافلين، فلندعوا الله أن يُقوِّي إيماننا، و لندعوه بنفس هذه الكلمات التي دعاه بها موسى (ﷺ)، لعله سبحانه يصرف عنا كيد الظالمين، و يُذهب عنا الخوف و القلق، و يُقال لنا كما قال شيخُ مَديَن الصالحُ لموسى (ﷺ):
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n"لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص: ٢٥)
\r\n
\r\n |
\r\n
\r\n
\r\n |
\r\n
\r\n |
\r\n \r\n \r\n |
\r\n
\r\n\r\n
\r\nالموضوع الأصلي :\r\nفخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني || الكاتب :\r\nجوهرة بغداد || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق
\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n
\r\n
\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n
\r\n
\r\n\r\n
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n
11 - 4 - 2019, 01:24 PM
|
#19 |
رد: فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني
طرح رائع راق لي كثيرا
وبطاقات طرحك ولا أروع
لاحرمنا الله من إبداعك
سلمت وسلمت مواضيعك الراقية
كنت هنا وراق لي إبداعك
| | |
 | فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | | | 
الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
| لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع | 
تعليمات المشاركة
| لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
| | |   الساعة الآن 06:34 AM
|
عضويتي
العرض الشجري