![]()
اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا ! ![]()
![]() ![]() ![]()
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\nالتقوى والأخلاق.. عن زاد رمضان وثمرته \r\n \r\nأحمد التلاوي \r\n \r\n ![]() \r\n \r\nتجاوز الشهر الفضيل، شهر رمضان الكريم، نصفه، وشارفنا على نهايته. \r\n \r\nوبداية؛ فإنه، وبشكل موضوعي؛ \r\nلا يوجد في العالم عبادة لها كل هذه الطبائع الثرية المتعددة، \r\nبين ما هو روحاني وما هو اجتماعي، بالإضافة إلى الأصل؛ \r\nالعبادة، بطبيعة الحال، مثل شهر رمضان، الذي أخذ حيزه \r\nفي الاحتفاء والأثر حتى على غير المسلمين في كثير \r\nمن المجتمعات العربية التي تعرف تعددية في الأديان \r\nوالطوائف التي تعيش فيها. \r\n \r\nويمكن القول إن شهر رمضان يصبغ على المستوى النفسي \r\nوالمعنوي للإنسان الكثير من الطبائع، ويترك عليه الكثير من البصمات، \r\nفي ظل طول فترة العبادة، وتعدُّد المهام فيها. \r\n \r\nومن بين أبرز سمات رمضان كعبادة، هو طبيعته الجهادية؛ \r\nحيث فيه مجاهدة للنفس، وهي أشق ألوان الجهاد، \r\nو من أكثر ما يطبع على الإنسان في حياته من بين أية تأثيرات يمر بها، \r\nعبادة أو غير ذلك من مساقات حياته المختلفة. \r\n \r\nفمجاهدة العبد للنفس والهوى؛ لهي بالفعل من أشق الأمور وأهمها، \r\nوأساس كل جهاد آخر، مثل جهاد الكافرين والمنافقين . \r\nوفي هذا الإطار؛ فإننا نقف، في كل عام في حقيقة الأمر، \r\nأمام قضية كبرى، وهي كيف يستفيد الإنسان من شهر رمضان، \r\nوكيف يواصل ما بدأه فيه، فيما بعده. \r\n \r\nويضيف البعض في هذا الصدد، نقطة كيفية تأكيد الإنسان \r\nعلى عباداته ومغانمه من فضل الله تعالى ونعمه الوفيرة \r\nفي هذا الشهر، وكيفية الحفاظ عليها، بالذات في الأيام الأُخَر؛ \r\nحيث تزداد المشقة على الإنسان. \r\n \r\nوهنا بدايةً؛ لابد من الاعتراف بحقيقة مهمة، \r\nوهي أن المعينات الإلهية في الشهر الفضيل تكون أكبر من غيرها، \r\nوهي حكمة الله عز وجل، ولا نناقشها، ومن ثَمَّ؛ \r\nفإن مسألة البحث في كيفية الحفاظ على ما تم زرعه \r\nوجنيه في رمضان، ثم البناء عليه فيما بعده، \r\nهو من الأهمية بمكان بالنسبة لأي مسلم. \r\n \r\nوفي جوامع الكَلِم في القرآن الكريم، يقول تعالى: \r\n(وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) \r\n[سُورة "البقرة" - من الآية 197]، \r\nوهي كلمة السر في كل الأحوال، في رمضان وغيره. \r\n \r\nوالتقوى في صُلْب معناها، هي خشية الله تعالى، \r\nوبالتالي وضعه في الحسبان والاعتبار في كل قول وفعل، \r\nوهو ما لن يكون إلا عن إيمان بأن الله تعالى هو \r\nالإله الواحد لا شريك له، بصفاته وقدرته . \r\n \r\nوبالتالي؛ فإن التقوى ليست من المروءة أو فضائل الأعمال والرقائق \r\nكما يظن البعض، بل هي أهم ما يمكن لارتباطها بعقيدة المسلم، \r\nوالعقيدة في أبسط صورها، هي معتنق فكري ووجداني، \r\nوقناعة ترسخ في ضمير الإنسان، ومثل ذلك الإيمان؛ \r\nحيث الإيمان في أساسه، هو القناعة التي توقر في نفس الإنسان، \r\nوبالتالي تتحرك بها أعماله، وتحكم رؤاه للكون والحياة ودوره فيها، \r\nوعلائقه مع ربه، ومع المخلوقات. \r\n \r\nوأول التقوى، كف الأذى وعدم إتيان الأفعال السيئة والقبيحة، \r\nثم الانتقال بعد ذلك إلى إتيان الأفعال الطيبة التي \r\nأمر الله تعالى ورسوله "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، بها. \r\n \r\nوفي القرآن الكريم، وردت تلك المعاني، مترادفة مع حقيقة \r\nمهمة يجب على المسلم أن يضعها نصب عينَيْه دائمًا، \r\nوتكون هي الموجِّه الأساسي والوحيد له، \r\nوهي أنه يجب أن يحذر من الله تعالى وعقابه، وأن يخشاه. \r\n \r\nوفي سُورة "آل عمران"، ورد قوله تعالى: \r\n{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} مرتَيْن؛ في الآيتَيْن 29 و30، \r\nوفي سُورة "الأنبياء"، يقول الله تعالى، في الآية (90): \r\n{وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}. \r\n \r\nوالخشوع لا يأتي إلا من الخشية والتقوى، \r\nوكلاهما لا يتأتى إلا من إدراك قيمة وعظمة \r\nوجبروت من يخشاه الإنسان ويتقيه . \r\n \r\nولذلك؛ فإن الخوف من الله تعالى، وتكريسه في نفس المسلم، \r\nوتحرير هذه النفس من كل خشية أخرى لمخلوق؛ \r\nهي أول الطريق نحو التزام الصراط المستقيم، والعمل الصالح.. \r\nيقول عز وجل: {وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} \r\n[سُورة "الأحزاب" - من الآية 37]. \r\n \r\nوهو ما لا ينفصل عن مركزية أخرى فيما يجب أن يتصف به \r\nالإنسان المسلم، وتنسجم مع الفطرة السليمة، وهي الأخلاق. \r\n \r\nولعل أعمق تعبير عن مركزية الأخلاق في دين الإنسان، \r\nهو قول الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم": \r\n"إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق" \r\n[أخرجه "البزار" في مسنده، عن أبي هريرة "رضي اللهُ عنه"]. \r\n \r\nوصيغة الحديث واضحة لمن يعرفون اللغة العربية وأساليبها؛ \r\nحيث جاءت هذه الصيغة في سياق يؤكد على قيمة الأخلاق \r\nكجزء من الدين نفسه، والجزء الأهم بعد الاعتقاد \r\nفي وحدانية الله سبحانه وتعالى. \r\n \r\nفالنبي "عليه الصلاة والسلام" هنا يتكلم عن نفسه وبعثته، \r\nوبالتالي عن دين الإسلام وعقيدة التوحيد التي نزلت عليه \r\nشريعتها الخاتمة، ولما يقول "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، \r\nبهذه الصيغة عن الأخلاق؛ فكأنه يقول \r\nإنه لم يُبعث إلا لكي يتمم للناس أخلاقهم في الأصل. \r\n \r\nوفي حديث آخر رواه أبو هريرة "رضي الله عنه" كذلك، وصححه الترمذي \r\nوقال حديث حسن صحيح، يقول النبي "عليه الصلاة والسلام": \r\n"أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا"، \r\nوهو كلام واضح وصريح عن مركزية الأخلاق في إيمان الإنسان نفسه. \r\n \r\nوالأخلاق بجانب كونها معتقدات ذاتية أو وجدانية لدى الإنسان؛ \r\nفإن التعبير عنها؛ هو سلوك بالأساس. \r\nفهذا خلقه طيب؛ لأنك تراه "يتعامل" مع الناس بشكل طيب، \r\nو"يميط" الأذى على الطريق، و"يعمل" الصالحات، وهكذا؛ \r\nكلها أفعال مقرونة بسلوك الإنسان. \r\n \r\nولو تتبعنا أحاديث النبي "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، عن الإيمان وشُعَبِه؛ \r\nسوف نجد أن الكثير من هذه الشُّعَب مرتبطة بأخلاقيات وسلوكيات، \r\nمثل الحياء وإماطة الأذى عن الطريق وإغاثة ذي الحاجة الملهوف. \r\n \r\nوغير ذلك الكثير مما يوطد أركان مجتمع سَويٍّ، \r\nوهو من أهم وظائف الأخلاق؛ التأسيس والترسيخ لمجتمعات سليمة مستقرة، \r\nوبالتالي، استمرار العمران البشري، وهو ما ينبئ عن خطورة الأخلاق \r\nبالفعل واستحقاقها هذه المركزية الكبرى في الإسلام. \r\n \r\nومع تجميع كل هذه المعاني المتصلة بهذه المركزيات المعنوية والسلوكية في الإسلام؛ \r\nفإن من أهم واجبات المسلم في شهر رمضان، \r\nهو أن يعمِّق في نفسه الشعور بتقوى الله تعالى والخشية منه، \r\nوأن يستغل الأجواء والمعينات التي وفرها الله عز وجل للمسلم فيه، \r\nلكي يمكِّن هذه المعاني من نفسه ، وهو ما سوف يقود إلى أن تأخذ \r\nحيزها في أخلاقياته، وبالتالي سلوكه، وهي أهم الثمرات \r\nالتي يمكن أن يخرج بها الإنسان من شهر رمضان. \r\n \r\n\r\n \r\n \r\n \r\n الموضوع الأصلي :\r\nالتقوى وال خلاق عن زاد رمضان وثمرته || الكاتب :\r\nسلوان || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n![]() \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n
|