الكلام والتحاور بين أفراد العائلة له أشكال متعددة فنقول -مثلًا- أن هناك أنواع للتواصل بين أفراد العائلة :
النوع الأول : .
النصائح والتوجيهات والتعليمات التي يقدمها المربي للمتربي ليربيه ويهذبه ويوجهه... وعادة يكون هذا النوع من طرف واحد أو متكلم واحد وهو المربي...
النوع الثاني :
الحوارات الهادفة والتي يتحاور فيها الجميع ويقدم فيها الجميع رأيه وفكرته ولكنها تكون بإشراف وإدارة المربي وتسهدف عادة إقناع المتربي وتعليمه شيء مخطط له مسبقًا وهذا النوع قد يكون مندرج تحت النوع الأول ...
النوع الثالث :
الحوارات غير الهادفة أو ما نسميه (السوالف) والتي تكون عشوائية وفيها الجميع يتحدث ويقول مالديه والآخرون (أو الآخر) يستمع إليه ويشاركه الرأي أحيانًا ويخالفه ... يستمع الجميع للجميع بلا هدف محدد ولا تخطيط مسبق ... ممكن نضيف أنواع أخرى
إذا قلنا أن هذه هي أنواع التواصل بين أفراد العائلة فإن أفضل هذه الأنواع وأهمها وأكثرها فائدة هو :
((النوع الثالث)) نعم السوالف وفتح حوارات (مفتوحة) غير هادفة مع الأبناء شيء مهم جدًا في التربية وفي إقامة علاقة جيدة داخل الأسرة ، لابد من وجود سوالف داخل البيت معظم الوقت يكون فيها الصغار المتكلمين أحيانًا والكبار ينصتون ويستمتعون بالاستماع إلى كلام الأبناء والعكس أحيانًا دون ضوابط محددة ... هذه السوالف تكون على المائدة وأثناء الدخول والخروج وأثناء اللعب أو حتى أثناء مشاهدة شيء على التلفاز أو في أي وقت وتكون عامة في أي موضوع وعن أي شيء
إذا اعتاد المتربي على هذا النوع من التواصل سيجد المربي الكثير من الفرص ليعلمه بشكل عرضي غير مباشر ، وسيجد أيضًا فرصًا كثيرة ليفتح حوارات هادفة ممتعة وصريحة و (غير مملة) فالابن قد اعتاد الحوار وتدرب عليه ، السوالف بين أفراد العائلة هي الطريق الأقصر للاستئناس ببعضهم وتبادل المشاعر والهموم والأفراح و المزاح والضحك ... وصدقوني العوائل التي فقدت هذا النوع من التواصل تشكو الملل والتنافر وكثرة المشاكل
وهنا نؤكد على أن هذه السوالف أهم من تقديم النصائح والتوجيهات والتعليم المباشر لأن كل هذا يصعب وقد يستحيل إذا لم تعتاد الأسرة على السوالف... سولفوا لبعضكم وانبسطوا
تجاهلت الكلام السلبي مثل
التضجر من الأبناء والشكوى منهم والشتائم وما منك فايدة وفلان احسن منك ووو إلخ