صمتٌ على محَيّايَ
وفوضى بَوْحي في العُمقِ
تنعى حروفي والكلمات
ويبتلعُ لساني
آهاتٍ مهضومةً بليلي
فتُخرسُ ألسِنَةُ الوجعِ
لا شيءَ موجعٌ
إلا عصابةٌ من كبرياءٍ
مكممةً بأكُفِّ الحنينِ
تتمرَّدُ مشاعري بين شفاهي السّاكنة
وبقلمي أكتبُها أبجديةً آتيةً من قلبِيَ العليل
فتقبى الأمنياتُ شارداتٌ يا شوقِيَ الأزليّ
يا عِطرَ ياسمينٍ ندِيٍّ
وعلى شرفةِ شوقي يهمسُ طيفُكِ
بحُلمٍ مزروعٍ في ليليَ الطويل
وعندَ الفجرِ أخيطُ وشمسِيَ جِسْرَ عبورٍ إليك
فيتجلّى ليلُ صمتِيَ وأعانقُ غروبَكِ
وفي جيوبِ غيمُكِ يندسُّ وجعُ حنيني
أصافِحُكِ فينبُتُ في كفِّيَ ياسمين
وكعصفورٍ تناولتْهُ يدُ صيادٍ يتلبَّسُني الشَّوقُ
فأكتبُكِ وقلمي مُنهكٌ منَ البَوح
وتمتدُّ لحظاتُ الحنينِ بلا انتهاء
ووهجُ الغيابِ يرتسمُ على مُحيّايَ
بين خيوطِ الشَّمسِ ولَونِ الحنين
كم أحتاجُ لعملياتِ شوقٍ أستأصِلُكُ مِنْ غيابِك
لِمَ تتركيني فَوِحدَتي أشَدُّ منَ القتلِ
وعند دخولِ الَّليلِ تُصبحُ غرفتي المتناثرةُ
أكثرُ اتِّساعًا
أتوهُ في جزيرتي كبحّارٍ تحطمتْ سفينتُهُ
وغارتْ نجومُهُ في السَّماء
وتتعثَّرُ عصافيرُ الفرحِ ويصيبُها هلعُ الوِحدَة
ولم تسترحْ على أشجاري
هي رسائلي أبعثًها إليكِ على عُجالةٍ
فأنا أشتاقُكِ والحنينُ يقرضُني قرضًا
رغم كلَّ الأشياءِ
وينحسرُ وجهُ ليلي في غصةٍ تنكسرُ من نوباتِ الفِراق
أتوقُ للأمسِ للشُّعورِ والَّلهفةِ
ولأحملَ بعضيَ وبعضَ لوعاتي من بقايا طيفِك
أتراني يومًا يكسوني الكفنُ
ويُحمَلُ نعشَ أحلاميَ وأُوارى التُّراب
غِبتِ ولكنَّكِ بقيتِ كأنَّكِ لم تذهبي
وأبقيتِ بقلبي حزنَ أبيٍّ
وشوقَ وليٍّ
وغُربةَ لاجئٍ
يعتريهُمُ الشَّوقُ والحنين |
|
|
|